|
حرب داحس والغبراء الرياضية هلال مريخ بقلم فيصل محمد صالح
|
حرب داحس والغبراء الرياضية الكاتب/ فيصل محمد صالح Tuesday, 12 May 2009 كثيرا ما أحكي هذه القصة، لكني أجدها طريفة، ولأن عندي اعتقاد أن قرائي ربما زادوا واحدا أو اثنين!، فلا بأس إذن من إعادة الحكاية التي لم يقرأوها من قبل. اتصل الأستاذ الراحل حسن ساتي رئيس تحرير "الأيام" في ذلك الوقت، برصيفه الأستاذ فضل الله رئيس تحرير "الصحافة"،
شاكيا له من تعرض الزملاء بجريدة "الصحافة" له والكتابة عنه بطريقة لا تليق وهو زميل ورئيس تحرير جريدة شقيقة و توأم لـ"الصحافة"، وبينهما علاقات طيبة ...الخ. اندهش الأستاذ فضل الله ونفى لحسن ساتي علمه بهذا الأمر واعتذر له مقدما ووعده بالتحقيق. وتناول الأستاذ فضل الله عدد اليوم وقلبه صفحة.. صفحة، ولم يجد شيئا، فاتصل بالأستاذ حسن ساتي قائلا:" يا حسن انت اشتبهت في جريدتنا ساكت والله شنو؟ أنا فلفلت الجريدة كلها ما لقيت حاجة" فرد حسن ساتي "في صفحة الرياضة يا أستاذ، أصله أنا علقت على مباراة الهلال والمريخ قاموا جماعتك..." وهنا قاطعه فضل الله " ناس الرياضة؟ تستاهل يا حسن ساتي، إنت البيوديك تهابش ناس الرياضة شنو؟".
وأنا اعترف، بكامل وعيي، أن رئيس التحرير قد حذرني من مهابشة ناس الرياضة، حيث حدث له موقف مشابه مع موقف حسن ساتي وفضل الله، وظل ينفي أي علاقة لي بالرياضة حسب علمه، حتى اكتشف أني قد هابشت فعلا ناس الرياضة في ذلك اليوم. لكني لم أعده بالكف عن تلك المهابشات، واحتفظت بحقي في العودة إليها متى كان الأمر يستدعي.
لاحظت من قراءات متفرقة حول موضوع قرعة كأس دوري أبطال أفريقيا أن العلاقة بين مشجعي الهلال والمريخ تحتاج لأكثر من ابوجا ونيفاشا. المتنافس والمناكفات أمر طبيعي ولازم، ولعله جزء من حليات كرة القدم، لكن ما يحدث في منتديات الانترنت وعلى صفحات الصحف الرياضية يكشف عن أزمة في القيم الوطنية. التنافس بين مشجعي الهلال والمريخ، ولا أقول المريخ والهلال حتى لايحدث لي ما حدث لعدلان يوسف مع الراحل هاشم ضيف الله، وتلك حكاية أخرى.
التعصب الشديد والتهاتر والكتابات المتجاوزة وصل إلى حد لا يمكن قبوله، وتجاوز كل الخطوط الحمراء. وقطعا فإن هذا حصاد سنوات طوية من التعصب والتربية الخاطئة " والبلدا المحن لا بد يلولي صغارها". لقد ساهمت هذه التراكمات في إخراج جيل مريخي يرى في الهلال عدوا دونه إسرائيل، وجيل هلالي يرى المريخ مثل الوحش الخرافي الذي يتمنى زواله، ولا تتوقع بعد هذا من هذا الجيل إلا أن يعكس هذه الروح في مواقفه التشجيعية.
إن بلادنا وكرتنا السودانية أمام فرصة ذهبية لتحقيق ما عجزنا عن تحقيقه لسنوات طويلة. لدينا فريقان في دور الثمانية يمكن أن يصعدا معا للأدوار النهائية، وليس من فخر رياضي يمكن أن يتحقق لبلادنا، في ظل الظروف الحالية، إلا أن تقام مباراتا النهائي في عاصمتنا. المطلوب مبادرات إيجابية من أقطاب الوسط الرياضي وإدارتي الناديين والصحف الرياضية "الحزبية" لتجسير العلاقات بين الناديين وجماهير المشجعين، وتحويل هذا التنافس لطاقة إيجابية. لتبدأ الصحف الرياضية والمنتديات بوقف حرب داحس والغبراء هذي، ولتضع مصلحة بلادنا وشعبنا وسمعتنا الرياضية في مقدمة اهتماماتها، ولتتجه نحو الحشد الرياضي الإيجابي.
نريد لجمهور الهلال أن يشجع المريخ في مبارياته مع الفرق الأخرى، وأن يفعل جمهور المريخ نفس الشئ في مباريات الهلال، وليفعل الجمهور ما يشاء خلال مباريات الفريقين ضد بعضهما. وليكن شعار الحملة "جمهور سوداني موحد خلف الهلال والمريخ".
الأخبــــــار السودانية
|
|
|
|
|
|