|
إلى مُحمد ودأمبكول وعطاالمنان ودأتبره ... فى الفراديس( توجد أحزان) ...
|
جدى الحاج محمد أحمد ( ودأمبكول ) وأخيه جدى عطا المنان ود عبد الماجد ( ود أتبره ) ...
أرسل إليكم مكتوبى هذا من دار الفناء الزائلة ، ليصلكم فى دار البقاء والنعيم الدائم ، فى فراديس العلى ...
أكتب إليكما مكتوبى هذا ولم يمضى على فراقكما لنا أيام معدودات ... ولكن حالنا بعدكم ألح على
أن أكتب إليكما ، وأحدثكما كيف غدت أيامنا بعدكما ، جرحا نازفا ، وحزنا مقيما ....
وكما تعلمان فقد كنتما آخر من غادرنا من ذلك الجيل ، جيل الكبار العظماء ، فبفراقكما أصبحت
( الكمر) تبكى آباءها بعد أن أودعتهما بيمناها لدى الشيخ على ودبرى ، وبيسراها الشيخ على
ودكدودة ، وبين المرقدين تنوح كمر الشايقية ( وتتكندك) الجزيرة نسرى ... نعم سيطول بكاءهما
وحزنهما ، وبين النواح والدموع وآهات الحزن .. تأتى أشجار ( أبو حوية ) و نخيل نسرى
خاشعة تقبل أقدام شيخنا وأبونا أحمد سعيد ( التركى )... ذلك العطر الذى تبقى من ذلك الجيل .
سنظل نبكيكما ... وفى الخاطر .. فطور رمضان وما يصاحبه من جلسات المؤانسة ... قفشات من
عمى الراحل على ودسنين ... وبساطة الراحل على ودالحسين ... والصوت الفاتر من جدى
ودامبكول وهو يؤمنا لصلاة المغرب بجسمه النحيل ...
سنظل نفتقدكما وفى الخاطر تلك الزيارات المفاجئة لجدى عطاالمنان ود اتبره وهو يقتحم بيوت
بنات إخوانه فى الصباح الباكر ، زاجرا كل من يجدها نائمة أو أحد أبناءها بعد طلوع الشمس .....
وفطور الجمعة فى ديوان عطا المنان المضيوف دائما ... يا الله ... وياللحزن ... فقد رحلوا جميعا
وبقى الديوان وبعض الذكرى وغصة فى الحلق ...
فتح الرحمن ود شعرالبل ... جدى إدريس ود فضل الله لكما الرحمة والمغفرة ... فقد لحق بكما
عطاالمنان ود اتبره ... وإن بقيتم شتاتا بين مقابر الشيخ على ودبرى وودكدودة والبندارى
فقطعا ستتناجى أرواحكم فى عليين عند مليك قدير ....
ولحديثى معكما بقية
فليطب مرقديكما
أبنكما محي الدين ود الزهرة كما يحلو لكما وحبا لبنتكما ..
محي الدين أحمدجبريل
|
|
|
|
|
|
|
|
|