|
|
 ( عجــبـني ليـهـا والله ..! )
|
( نشر بالمستقلة )
........................
فى الاسبوع الماضي كان الحدث الذي تناقله الناس هو زواج المطربة الشهيرة هيفاء وهبي ، والواقع ان حفلة الزواج نفسها لم تكن هي مصدر الاهتمام والترقب ، بل فكرة زواج فنانة بهالة هيفاء نفسها ، مع كل ما يحمله ذلك من نهاية مأساوية لأحلام الآلاف الذين كانوا يريدون ( الإرتباط بها ) ، ولم يتمكنوا من ذلك ، بسبب انهم لن يتمكنوا من توفير تكاليف الحفل الأسطوري الذي جاءت اخباره لاحقاً !.
قبل مدة من حفل الزفاف بدأ النقاش فى مختلف مناطق العالم العربي ، من سيغني فى حفل هيفاء ؟ ومن اى بلاد الدنيا ستشتري ثوب زفافها ؟ .. مع ان هذا السؤال الخير بالتحديد يبدو لا قيمة له ، فهيفاء فى نهاية الأمر لا تولي اهتماماً كبيراً بملابسها كما يبدو ، بحيث انها تكتفي فقط بقطعة صغيرة من الملابس تعطيك احساساً غامضاً بأن دولة لبنان تعاني من أزمة كبيرة فى مصانع النسيج !.
وقبل أيام من الحفل ، تناقلت وكالات الانباء بكل جدية أخبار الاستعدادات التى تقام لحفل الزفاف : واستعداد القنوات الفضائية ( الفاضية ، بطريقة اخرى ) لنقل وقائع الحفل على الهواء لو تمكنت من ذلك ، بينما بدأت اخبار العريس تنتشر : فعل كذا ، ترك كذا ، سيدعو فلاناً لزواجه ، انه يشعر بالتوتر . . طبيعي ان يشعر بالتوتر ! فهو فى النهاية سيزف الى فنانة أشاعت جواً من التوتر فى الوطن العربي بحاله ما بين مؤيد ومعارض !.
قبل يوم تقريباً من حفل الزفاف ، دار نقاش بين مجموعة من الشباب هنا فى السودان ، وكان موضوع النقاش عن تكاليف الزواج فى السودان ، وبينما رأى الشباب انها تكاليف مبالغ فيها ، كانت البنات على الطرف الآخر مؤكدات انهن ( يستاهلن ) كل هذه المبالغ الخرافية للزواج ! ، بل ان احدى زميلاتنا أصرت ان تكلفة زواجها هي شخصيا يجب الا تقل عن 25 مليوناً ( من الجنيهات السودانية القديمة .. المتجددة !) ، وبطريقة مرتبة أخذت تفصل لنا ذلك : تكلفة غرفة النوم ، وغرفة الجلوس ، وغرفة الوقوف أيضاً ! دون ان تنسى بالطبع فستان الزفاف ، والفنان ، والكوفير ... ذلك الكوفير الذي يبدو واضحاً من تكاليفه ان مشتق من تعبير ( كافر ) !.
وبعملية حسابية بسيطة اثبتت لنا تلك الزميلة ان مبلغ 25 مليوناً هو فقط الحد الأدنى الذي ينبغي ان يملكه من ( يفكر ) فى الارتباط بها ، مما يجعل من مسألة التفكير نفسها شيئاً صعباً ، وهذا ما دفع الحضور من الشباب الى التندر من الأمر ، وكان رقم 25 مليوناً يبدو خرافياً فى ذلك اليوم ... ولكن !
في اليوم التالي ، وصلت أخبار الحفل الأسطوري لزفاف هيفاء وهبي ، وكان الرقم الذي تصدر عناوين الأخبار هو 9 ملايين دولار ! وعندما قرأت الرقم ، كان اول رقم مقابل خطر ببالي هو الـ 25 مليون التى طالبت بها زميلتنا لزفافها ، وحاولت بعملية حسابية ممتلئة بالسخرية ان اعرف كم عروساً سودانية ( بمقاييس زميلتنا تلك ) يمكن ( الحصول ) عليها بمبلغ بملايين هيفاء التسعة تلك ، ولكن كل محاولاتي لم تنجح ! ( الفرصة لا زالت امامكم ...... فرصة اجراء العملية الحسابية ، وليست فرصة الزواج من هيفاء طبعاً ! ) .
رقم ال9 ملايين دولار وحده كان كافياً لإحباط زميلتنا تلك ، دون التطرق الى فستان الزفاف الذي تم شراؤه لهيفاء خصيصاً من باريس ، دون ان تقلق بخصوص اعادته لمحل الكوفير الذي تم ايجاره منه .. كما هو الحال عندنا ! ، ودون الحديث عن الطائرات الخاصة الكثيرة التى تم ايجارها خصيصاً لنقل الضيوف الى حفل الزفاف من مختلف انحاء العالم ... وهي وسيلة تختلف بالتأكيد عن سيرة الركشات التى تنقل الضيوف هنا ، وتظل تدور حول نفسها مطلقة ( البوري ) الممميز كأنها تظن نفسها .... طيارة من طيارات سيرة الآنسة هيفاء !.
وعند قراءتى لخبر حفل الزفاف ذاك ، سألني أحدهم عن الفنانين الذين غنوا فيه ، ولكنني رأيت أن أصحح له السؤال ، ليكون : من هم الفنانين الذين لم يغنوا فى ذلك الحفل ؟! ، فقائمة الفنانين كانت كبيرة وممتدة ، كأنها إعلان فى واجهة احد استريوهات الأشرطة فى زقاق الشهداء بامدرمان !.
تفاصيل الحفل كانت باذخة عموماً ، وهي بكل أسف تدل على حالة من التمايز الطبقي والثقافي أصبحت منتشرة فى انحاء العالم العربي عموماً ، ويبدو واضحاً ان هيفاء وهبي لا تمثل فنانة تؤدي اغنيات استعراضية فاضحة فقط ، بل هي حالة خاصة لاختبار توجهات المجتمعات العربية فعلاً : انها الفنانة التى منعها البرلمان البحريني – فى سابقة شهيرة – من الغناء داخل البحرين ، وهي ذات الفنانة التى يغمى على الكثيرين نتيجة للتدافع لحضور حفلاتها فى القاهرة او بيروت .
لو فحصنا أمر هيفاء وهبي ، سنجد الكثير من الملابس الجميلة ، والكثير من الأضواء والبهرجة ، وبعض الموسيقى فقط ، ولا شيء آخر ... ولكن هذه الأشياء بالتحديد ربما هى التى جذبت الكثيرين الى هيفاء ، حتى تحولت من مجرد فنانة مغنية الى آنسة يكلف زواجها أكثر من 9 ملايين دولار !.
على طريقة الحبوبات السودانيات ، أحد الزملاء ، وبينما نحن نعلق على خبر زواج هيفاء وهبي ، علق على الموضوع قائلاً : عجبني ليها والله ! فما كان من زميل آخر الا ان رد عليه قائلاً : يعجبك السمح انشاء الله !.
مهما كان من أمر زواج هيفاء , فإن أجمل ما فيه ان مبلغ الـ 9 ملايين دولار قد جعل زميلتنا تلك تراجع حساباتها ، وربما نسمع منها قريباً تعديلاً فى الرقم من 25 مليون الى قيمة أعلى ، ففي النهاية ، فإن الزواج من سودانية لا بد ان يكون مكلفاً أكثر ، فهيفاء وهبي ليس من طقوس زواجها ان تذهب الى ( حنانة ) طبعاً !.
....
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست