|
|
 السوداني حلو زي البيبسى بس لا ترجه ...
|
نقلاً عن صحيفة الرأي العام
السوداني حلو زي البيبسى بس لا ترجه
بقلم: د . صلاح دعاك
محير امر السودان فالناظر العابر يراه دولة فقيرة متعبة مثل كثير من الدول من حولنا . وبنظره اكثر تأملا و تأن نجد في السودان كثيراً من مفاتيح الازمات الحالية للعالم . السودان الآن يمثل الاحتياطي الاستراتيجي للعالم والمخزون لكثير من الخيرات التي تأبى الدول المستكبرة ان يمسها احد الا بعد ان يأذنوا بذلك . السودان واجزاؤه المختلفة يمثل احتياطي النفط العالمي الذي تريد دول الاستكبار ان تلجأ اليه بعدما ينضب ويجف معين نفط الدول الاخرى حيث انه بدأ ينضب في كثير من الدول حولنا ...
السودان الآن يمثل احتياطياً مائياً.. وكثيرون يعلمون ان المعركة القادمة هي معركة مياه .. ولا يقل الماء اهمية من النفط فكثير من الدول تبيع نفطها مقابل ماءً زلالاً تروي به ظمأ شعوبها ... ولا يخفى على كثيرين ما يطرأ على العالم من تغيرات مناخية و جفاف ونضب للمياه العذبة.
السودان هو الاحتياطي الزراعي والغذائي للعالم اجمع وما به من اراضي زراعية خصبة لم يمسسها بشر . والعالم اجمعه يعلم ان السودان هو سلة غذاء العالم التي لم تستغل بعد . وهو الصومعة التي سيلجأ اليها العالم يوما ما عندما لا يكون لهم ما يأكلون وهذا كله لا يتأتى الا اذا قدّر للسودان ان ينعم بالسلام وتستثمر اراضيه كما ينبغي له .
الغرب ودول الاستكبار لا تريد للسودان ان يستثمر هذه الثروات .... وهذا يمثل جزءا من الانانية الامبريالية التي لا تريد للشعوب ان تستفيد من ثرواتها الا عندما يأذنوا بذلك و عندما تحتاج شعوبهم لهذه الخيرات . الغرب يريد ان يحتفظ بهذا الاحتياطي الاستراتيجي للقوت الذي يقررون فيه وفي ذات الوقت لا يهمهم ما ينزل بالشعوب من جوع وفاقة وموت كل ما يهم الغرب ان هناك احتياطياً عالمياً من كل الثروات سيلجأون اليه يوما ما . ولكن ما يزعجهم ويغيظهم في آن واحد ان السودان بدأ يستثمر هذه الخيرات قبل الموعد الذي ارادوه .
السودان هو القطر الوحيد في العالم الذي يشبه امريكيا في كثير من الملامح رغم عدم تشرفنا بذلك ولكن هذه واحدة من النقاط المزعجة للغرب والاقتصاديين العالميين .
السودان قطر كبير المساحة وامريكيا كذلك وهذا مورد كبير والاراضي الزراعية واسعة وما يكمن تحت الارض اكثر .... السودان فيه اطول نهر في العالم ( نهر النيل ) والولايات المتحدة بها نهر الميسسبي الذي يقل طولا عن النيل بقليل .... حتى في التكوين الجغرافي هناك تشابه كبير فامريكا تمتد طوليا من الشمال الى الجنوب مما اتاح تعدد المناخ وكثرة الفصول الزراعية والانتاج في السنة وكذلك السودان حيث يمتد من المناطق الاستوائية الى المناطق شبه الصحراوية والصحراء في الشمال . ويأتي فوق ذلك كله التنوع العرقي الموجود في السودان والتعدد القبلي الذي نوّع التركيبة الاثنية في السودان وهذا ما نلاحظه ايضا في امريكا حيث نجد خليطا وتنوعا من كل الاجناس والاعراق . ومعروف ان التنوع المنسجم المتسامح يولد الابداع والابتكار وهذا ما نتوقعه في المرحلة القادمة .
هذه المقارنة توضح قابلية السودان ليكون بلدا غنيا منتجا لو اتيح للتنمية فرصة وللسلام فرصة حيث انه معروف لا توجد تنمية بدون سلام ..... ولا يوجد سلام بدون تنازلات ولا توجد تنازلات الا عند الشعوب المحبة للسلام .
السودان ينتج النفط الآن .... ولكن ما ينتجه السودان رغم قلته فهو ذو قيمة خاصة وينظر له الغرب نظرة توجس .. حيث ان بترول السودان لا ينتج للاستهلاك اليومي فقط كما نلاحظ في كثير من الدول حولنا فالبترول القليل المستخرج من السودان يرجع ليستثمر في الزراعة والثروة الحيوانية والغابات على عكس الدول الاخرى التي تحتاج النفط لتستورد به قوت يومها وهذا هو مربط الفرس . فهذا الانتاج البسيط من النفط سيتسنى للسودان ان يحقق انتاجا وفيرا في كل دروب الانتاج الزراعية والحيوانية وغير ذلك وهذا ما لا يريده الغرب .
الغرب الآن لا يخشى اختلال قوى العالم العسكرية فحسب ولكن اختلال الميزان الاقتصادي لا يقل خطورة عن اختلال الميزان العسكري . فقوت الشعوب الآن ينظر له نظرة استراتيجية يؤثر في القرار السياسي العالمي لذا دول الاستكبار تريد ان تبقى الدول الفقيرة فقيرة والدول الغنية تزداد غنى ليحفظ التوازن السياسي العالمي وهذا ما يريدونه . لكل هذا وذاك وقفت دول الاستكبار في وجه دولة السودان ومشروع تقدمه فأتوا بسلسلة إقترادات منها توقيف رأس الدولة وقائدها .
مذكرة التوقيف هذه اتت في وقت مفصلي ومنعطف خطير من منعطفات تأريخ السودان اتت هذه المذكرة و السودان في آخر منعطف ليلحق بركب السابقين, فقرار التوقيف مدروس بعناية ودراية كاملتين ليخدم الغرض المرجو منه لوقف التنمية في هذا البلد . بدأ هذا السيناريو المخطط له بعناية بتأجيج مشكلة دارفور ... لانهم يعلمون ان السودان بعد ان حقق اتفاقية السلام في جنوب السودان لن يثنيه عن التقدم والنماء الا خلق مشكلة اخرى وكانت دارفور . لقد صنعوا مشكلة دار فور وأعدوا لها السيناريوهات لأهمية اقليم دارفور ولغناه بالنفط واليورانيوم وكل ما هو ثمين في هذه الاراضي المعطاءة .
لا يخفى على احد ان هناك مشكلة في دارفور وان الاقليم يحتاج الى تنمية ونماء لكن هل هذا يحتاج لكل هذا الضغط الدولي لتحقيق ذلك ... هل نحتاج لتدخل المحكمة الدولية بهذه الطريقة العشوائية مبعدة اي فرصة للحل السياسي والدبلوماسي في وقت يعلم الناس وكل العالم ان السودان له القدرة على حل نزاعاته بنفسه واتفاقية السلام الشامل بجنوب السودان تقف شاهدا على ذلك .
هذه المرة اتى بها الغرب كبيرة ... وقد حبكوا خيوطها بليل .... وكانت مذكرة اعتقال البشير لترسم الصورة الكاملة لملامح هذه السيناريو الكالح الذي صوره الغرب وصدقه بنفسه .
البشير يعتبر من الرؤساء العرب والافارقة القلائل الذي يتميز باعتداله وديمقراطيته .... فلننظر للدول من حولنا ونرى ان كان هناك رئيس واحد يتجرأ ليقف بين شعبه في العراء وفي الهواء الطلق كما نراه الآن من قيادة ورأس دولة السودان ... لم يكن هناك ذنب ارتكبه البشير الا انه قال للغرب لا ورفض ان يوالي ملتهم .
المعركة القادمة هي معركة كرامة ... معركة ان يكون السودان او لا يكون .. هذه فتنة كبيرة تحتاج الى حصافة دبلوماسية ترقى الى مستوى مكر ودهاء المتآمرين وتحتاج الى وقفة ابناء السودان قاطبة ضد كل من تسول له نفسه المساس بوحدة وتراب هذا الوطن المعطاء في سبيل نزوات شخصية لا ترقى لمستوى الوطنية .هذه المعركة تعتبر معركة ابناء السودان الحادبين على وحدته وترابه ونمائه ابناء السودان من جنوبه وشماله شرقه وغربه.
على السودان ان لا يراهن كثيرا على الدور العربي والافريقي ... فهم قد القوا من قبلنا الى التهلكة وما موقف الدول العربية من العراق ببعيد وخذلانها لغزة خير شاهد على مواقف الدول العربية في مثل هذه المحن حيث اكتفى الحكام العرب بالشجب والادانة والاستنكار الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .
على السودان ان يراهن على ابنائه وعلى انفسنا وقوة شعبنا التاريخية وارادته التي لا تلين .... ورجال ونساء يأبون الضيم والحقارة وما مصير هكس باشا في صحاري كردفان وقطع راس غردون في ردهات القصر الجمهوري ببعيدة عن ذاكرة دول الاستكبار .
راس دولة السودان وقائده سيظل باقيا تحرسه عناية الله وشعبه ... تحرسه هذه الجماهير التي خرجت مستنكرة للقرار محبة للسودان ذودا عن كرامته .... تحمي رئيس السودان الشرعية التي اكتسبها بانجازاته ... تحميه الطرق التي بناها والكهرباء التي مدها الى كل عمارة كبيرة وبيت صغير . سيحرسه النفط الذي اخرجه بعد ان عجزت كل حكومات السودان المتعاقبة من انتاجه .... ستحميه انجازاته التي اثارت ضغائن المستعمر ودول الاستكبارومن والاهم .
فليحاكم الغرب من ابادوا الهنود الحمر في امريكيا .... فليقبض أوكامبو على من تاجر بالبشر واتخذهم عبيدا مكرسين لخدمته . فلتوقف المحكمة الجنائية من اباد الاطفال والنساء في افغانستان والعراق ... فليأتوا بمن قتل الاطفال والنساء في غزة ... ليأتوا بمجرمي الحرب الحقييقين بوش وشارون واولمرت و ايهود باراك وليفني فليحاكموا على جرائمهم التي لا تحتاج الى لجنة تحقيق وتقصي حقائق فقد كانت منقولة على الهواء مباشرة رغم انف ما يسمى بالعدالة الدولية .
السودان تحيط به المؤامرات من كل جانب وحتى لو سلم البشير نفسه فسوف تستمر المؤامرة فالمقصود هو السودان وموارد السودان وتوجه السودان .... فلنتعاون من اجل صون تراب ارضنا وابنائنا واعراضنا وكرامتنا وان نتخذ العبرة من الامم التي سبقتنا في العهد القريب وعاش السودان حرا مستقلا .... واذكر قول احد الاخوة العرب عن السودانيين ...» السوداني حلو زي البيبسى بس لا ترجه « واظن ان اوكامبو لا يعلم ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
|
 
|
|
|
|
omer osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست