|
|
 تـور اللوبي!
|
تـور اللوبي
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
وجيه، لكنه غبي .. فارع الطول لكن خياله أقصر من أن يمتد الى أبعد من العراقي البلدي ،يسرق الأنظار إذا أطل، يحدث هذا إذا التزم بالوقوف صامتاً، أما إذا فتح فمه بحديث فليس عنده إلا(الدراريب).. ولأجل أنه هكذا أطلق عليه (تور اللوبي)..
ولا علاقة لتور اللوبى بأى لوبي صهيوني أو عربي ،لجهة أن تخصص تور اللوبي الوحيد في هذه الحياة هو هرس اللوبى، في عملية يسميها المزارعون بـ(النوريق).. أما تور اللوبى كمصطلح فمعناه أن تور اللوبى قد تخصص بصورة دقيقة في جعل كل حديث جاد موضوعاً مفتولاً .. وإذا كان طرفاً في أي موضوع فإن الطرف الآخر مهما كان حاذقاً، فهو لا محالة خاسر ..وما أدراك كيف يتصرف العالم في حضرة رجل وجيه، شارف أن يكون عويراً لولا الوسامة التي حباه الله بها ..
وعاجباني فيهو ابتسامة، على حد قول زيدان.. لكن لا شيء أبعد من تلك الابتسامة .. وجد النافذون في حلتنا ضالتهم في تور اللوبى حين بدأت الإنقاذ عهدها الميمون بتأليب القرى التي عاشت في وئام ضد بعضها ، كانت وفود الزائرين الانقاذيين ، وما زالت تأتي إلى قرانا الوادعة لإقامة المناشط المعروفة لديكم ، والقرية صاحبة أكبر حشد تحظى بفصل بمدرسة،أو بتسمية المدرسة نفسها بـ( النوذجية) أو تضيف وفود الإنقاذ على روضة عبارة (روضة قنتي القرآنية) ،على سبيل المثال ..
في جو التشاحن بين قريتنا والقرى المجاورة سمع النافذون في الحلة بأن الحكومة قد عينت وزيراً جديداً للصحة .. كان هذا الخبر مدعاة لعقد اجتماع طارئ، وفوق العادة .. وكان جند الاجتماع الوحيد هو التداول بين أعضاء اللجنة لمعرفة (موجة الوزير)!..أي التعرف على أي نوع من المستوزرين هو .. خلص اجتماع اللجنة الشعبية الى أن الوزير الجديد يحب الوجاهة ، وأن له سابق خبرة في تجارة المحاصيل، وأنه يحب الهندمة ولبس العبايات ، وأكد عضو في اللجنة أن الوزير الجديد يحب ( العضة)!..
خلص الاجتماع الى ان استضافة الوزير في كرنفال ( العضة) في الحلة غير ممكن بسبب ضيق ذات اليد ، وخلصوا نجياً الى ضرورة سفر المبعوثين إليه في مكتبه العامر في حلل بهية ، مع استبعاد ذوي المناظر الدشنة من المثول أمامه .. من هنا جاءت فكرة الاستفادة من وجاهة تور اللوبى ، شريطة ألا يتحدث في اللقاء ، فقط يسلم على الوزير ، ويجلس على الكرسي ..
طلبت اللجنة من تور اللوبى المثول أمامها وقام الأعضاء بتشييكه ‘ حلاقة، واستحماماً ،وعطراً، وأُلبس تور اللوبى السكروتة ، والملفحة الماخمج ، وعصروا فى يده شيئاً من الدنانير الإنقاذية الجديدة ، فهم يعلمون أنه لا يعرف عدها ، ولا قيمتها ، لكن يروق له أن تكون (سنيني موس)!.. كان تعليق تور اللوبى حين وضعت الدنانير فى يده أن قال :ـ عييك ،حلالي الليلي اشتري لي حلاوة حربة !..
سحبوا من يده الدنانير وقالوا له إن حصوله على حلاوة حربة بعد العودة رهين بصمته الكامل طوال الرحلة ..
بتلك الحال الجديدة دخل تور اللوبى في مقدمة الوفد على الوزير ، وجلس إلى جواره صامتاً بانتظار العودة الى الحلة للقاء معشوقته حلاوة حربة .. استخرج النافذون الإنقاذيون من حلتنا غرفة العمليات من الوزير استناداً على وجاهة نور اللوبى الذي رفل لأول مرة في حياته العباءة صامتاً ليوم كامل وهو لا يدري كيف يساق الحديث، ولا يعرف مراميه ..
عاد الوفد الى قريتنا المطمئنة وخلفه دفار ، وراءه دفار فيهما مقتنيات غرفة العمليات .. ما حدث بعد ذلك من تور اللوبى أنه طالب بحلاوة حربة فجاءت له اللجنة الشعبية بشريط كامل منها ، وقالوا له (امشي شوف بقرك وين) .. لكن رئيس اللجنة الشعبية زاد على شريط حلاوة حربة الذي أدرج ضمن بنود الصرف قائلاً لتور اللوبى بأنه من الآن وصاعداً سيتمكن من الحصول على عملية مجانية ‘إذا أصيب بالفتاق !..
من ذلك اليوم ، فهمت أن الإنقاذ تستطيع الاستفادة من كل شيء ، طالما أنها استفادت عملياً من تور اللوبى !..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست