الفتنه والسلطة في الاسلام ( محمد البدري )

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2009, 00:19 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفتنه والسلطة في الاسلام ( محمد البدري )

    لان الإسلام يخلو، كما هو حادث، من أية وسيلة آمنة لتولي السلطة فالمعارضة بغرض استلامها فتنة. وعليه فما معنى دولة مدنية بمرجعية إسلامية بها معارضة لنظام الحكم؟ فتاريخ الإسلام يعج بالفتنة المتيقظة بطبيعتها دون ملعونين. فإذا كان الإسلام دين ودولة كما يقول الأخوان ولا يفي بشروط تداول السلطة فإننا نعيش حياة كلها فتن. فعدم الاستقرار الدائم طوال التاريخ الإسلامي له مرجعيته الإسلامية. ولنسأل في الاتجاه الآخر، إذا كان "الإسلام هو الحل" كما يدعي البعض، فلماذا ظهرت المعارضة طوال تاريخه وأصبحت الفتنة في يقظة دائمة؟

    ارتبط مجتمع العرب معرفيا بالنبوة ونصوص الأديان بينما سلطته السياسية من رحم القبيلة. ولأنه لا سلطة بلا معرفة، فإن صاحب المعرفة ومتلقي النصوص كان صاحب السلطة الوحيد وبوفاته انعدمت أهليه استلام السلطة. لهذا تروج الدولة الإسلامية الدين الموروث وترعاه لديمومة السلطة بقدر ما تستطيع ولمنع وقوع الفتنة بقدر المستطاع. الفتنه هي ذات التسمية التاريخية الإسلامية وكأن المشكلة الأولي والقديمة لا زالت متأججة وتعكس نفسها مع كل خلاف جديد. الفتنة الأولي وقعت على ارض العرب. ولم يكن للنص القرآني أية ذنب فيما وقع وقتها إلا بقدر خلوه عما ينبغي عمله في مثل هذه الظروف. فكلما تأزم موقف السلطة السياسية القائمة إسلاميا نجد تهمة الفتنة جاهزة لان المعرفة متوقفة والمعارضة متأجّجة والسلطة في خطر.

    الفتنة الأولي (الخميرة) وقعت لحظة وفاة رسول الإسلام، مالك السلطتين السياسية والدينية. بوفاته أصبحت السلطة السياسية ساحة صراع ومحط طمع. ولم يكن ليتولاها احد إلا ومعه السلطة الدينية التي تمثل المعرفة وحيا. لهذا قال ابن خلدون أن حياة العرب تقوم على النسب والعصبية وبقيادة دينية ووحي. ولأن طبيعة الحكم القائم على العصبية هو ما نهى الإسلام عنه واقتصار المعرفة علي النصوص ملزمة فان تولي السلطة لم يعد سهلا. لكن المكاسب وأموالها المجباة لم تكن محل جدل أبدا. فأبو بكر حارب من اجلها دون اكتراث برأي عمر وبلا مرجعية من الكتاب. بالفعل كانت لحظة عصيبة على هؤلاء القوم.

    كان من المفترض بعد أن تليت الآية " اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليكم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " أن يسأل سائل في المعرفة السياسية ولو لمرة واحدة. بوفاة الرسول لم يسال أحد أين القرآن بحثا عن تولي السلطة، بعد أن أطمئنت نفوسهم عن إجابات الحيض والنفاس وتقسيم الغنائم. كانت أسئلة المعرفة متعددة عن الروح والأنفال والمحيض عدا السياسة. أسئلتهم كان للعلوم الطبيعية اكتشافها فهل فاجأ الموت الناس وقتذاك قبل أن يطرح أحدهم سؤال الفتنة: ما العمل إذا نشأ فراغ سياسي؟ كانت حادثة بني ساعده كاشفة للفراغ السياسي. وحالة الإسلام لم تكن بعيدة عن هذا الموروث القبلي، وخاصة أن الوحي لم يأتِ بما يحل الإشكال وقت وقوع البلاء. هكذا قتل سعد ابن عبادة بعد فترة من انتهاء أحداث بني ساعده وقالوا قتلته الجن، ولم يقام الحد على أي جني. وساعد غياب ابن أبي طالب (ذو قرابة الدم الوحيد) على تسوية الأمر بين المهاجرين والأنصار. في تلك اللحظة تولد جنين الفتنه. فسعد ابن عباده كان سيد الأنصار. والأنصار أهل المدينة ومن نصروا النبي بعد هجرته أي أصبحوا له شيعة وأنصارا. فما أن تفجر الصراع ثانية بعد حوإلى ربع قرن مع حادثة التحكيم بين الأشعري وابن العاص حتى ولد رسميا ما سمي بالشيعة تأكيدا للقرابة العصبية.
    ظل هوى السلطة - أي الفتنة - لدى المجتمعين في بني ساعدة كامن حتى قتل عثمان وتفجر الموروث القبلي عند ابن أبي مطالبا الخضوع لولايته. فقرابته للنبي والأطول عهدا بالإسلام- كمعرفة - من كل من سبقوه إلى السلطة جعلته يطالب بها على نفس النسق القبلي المتعارف عليه من نظام القرابة باعتبار أن الإسلام قبيلة جديدة على أنقاض قريش أساسها الدين. فالثلاثة الكبار قضوا نحبهم و درجة قرابته تزكيه عليهم. لكن شروط اللحظة كانت مختلفة. فلم يعد الناس في حاجة إلى من يذكرهم بالتقوى والورع أو بالتقشف والزهد فهناك بلاد كثيرة تحتاج إلى حكام وأمراء حكم وتحصيل للغنائم. كان يوزع أموال بيت المال أولا بأول بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان ولا يبقي شيئا خوفا من طمع الطامعين وبعدها يكنسه ويرشه بالماء استعدادا لاستقبال الغنائم مجددا.

    فالفتنة هنا فتنتان. السلطة وتوليها والثروة وجبايتها. كيفية انتقال الأولي لم تحسم لا دينيا أو عرفيا تبعا لموروث القرابة عند العرب والتي تذكرنا بحديث ربما كان موضوعا فيما بعد لتبرير حدث سياسي بأثر رجعي مفاده أن الأنبياء لا يورثوا تبريرا لأخذ زمامها لابو بكر وانتهاء بمعاوية. فالنموذج الذي يتمناه الناس لم يعد في بلاد الحجاز إنما في الشام وبلاد الغنائم والأموال وتحولت مشكلة السلطة في الإسلام كرهن للثروة ودون نظرية سياسية. مما دفع معاوية لاحقا ليجعلها ملكا عضوضا. فهو كأبيه أبو سفيان صاحب الثروة وكبير التجار. معاوية لم يكن على استعداد لفقدان ما وقعت عليه يداه في الشرق الأوسط من ثروة لمجرد خلو النظام المعرفي الإسلامي من ايه نظام سياسي يولي السلطة وينزعها. فليكن هو السياسي دون نظرية والمالك دون مشقة تجارة القوافل. وليكن هو المحقق لقوله تعالى " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"




    الحوار المتمدن
                  

04-18-2009, 00:22 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفتنه والسلطة في الاسلام ( محمد البدري ) (Re: Sabri Elshareef)

    اختلاف العلماء لتولي السلطة ليس برحمة. فلا يعقل أن يطالب البشر بالاجتهاد والاختلاف في أصعب الأمور بينما الحلول في ابسطها كالحيض والرضاعة سهلة بالوحي. فالدماء المسالة لتولي السلطة لم تنقطع ولم يجتهد مسلما واحدا في قضية الحكم. فكأنما الغياب كان نزعا لقدسية السلطة بمعني موتها في الإسلام وهو ما لم يدركه الفقهاء وعلماء الدين. لأنها سلطة مؤسسة فقط على صاحب النص ومتلقيه في مجتمع ضيق ومحدود. هكذا يتأكد ابن خلدون ثانية. فبعد وفاه النبي لم يعد ممكنا للسلطة – أي سلطة - الاحتماء باللاهوت الإسلامي كي تعزز توليها أو استمرارها إلا وبقي الانقلاب متوازيا معها ومكملا لها.

    تاريخ الخلفاء وبني أمية ودولة العباس هو تاريخ الدماء قبل أن يكون تاريخا للمسلمين. وواقعة إعدام صدام في يوم العيد ليست الأولي ليشمئز منها المسلمون لكن سبقها الوالي الذي انهي خطبته يوم العيد وقال : فليذهب كل ليضحي بأضحيته أما أنا فسأضحي بجعد ابن درهم. ونزل من فوق المنبر وذبح الرجل أمام المصلين على طريقة الزرقاوي وجماعة القاعدة. كانت تهمة الرجل السؤال للمعرفة عن أحداث في القرآن لم تكن وقعت ساعة الخلق لو أن القرآن أزلي كما تقول الفرق الاخري. كان المحكومين في كل هذه المجتمعات من المدنيين المسلمين، وكانت المرجعية إسلامية. فمن الانفراد بالسلطة واستبعاد الأنصار إلى ذبح الناس صبيحة الأعياد كان حكم المسلمين لمسلمين مثلهم. فإذا كان الإسلام السياسي يطالب بالحكم فمعناه استدعاء الفتنه وبقائها على حساب التقدم والرفاهية ليضحك العالم علينا ويتدخل للأمر بالديموقراطية والنهي عن الفتنه. فغياب النظام السياسي دشن تاريخا طويل من الانقلاب والفتن بشكل عام. وهو ما ولد بالتبعية موقفا آخر لدي العامة بالعزوف عن المشاركة السياسية لفقدانهم المرجعية إلا بالانخراط فيما هو غير أخلاقي في ممارسة تولي السلطة في الإسلام. فهل الديموقراطية الممتنعة في عالم المسلمين لها اصل في بنية وصلب الثقافة العربية الإسلامية منذ الجاهلية وحتى الآن؟

    بسط العرب نظام الفتنة وعرفها القبلي رغم أن الإسلام وقف حائلا عن توليها بأدواتهم الجاهلية وفي نفس الوقت امتنع عن القول بكيفية توليها لمن اسلم. فهل الفتنة من صناعة البشر أم أنها في صلب الإلحاح بان الإسلام دين ودولة أو أن الإسلام هو الحل؟

    ومن توابع هذا الموقف فان تقديس السلطة عند توليها يصبح مطلوبا وضرورة حتى يحتمي العامة وتحتمي مصالح الناس من جراء فتن جديدة. وتطالب السلطة الناس بالطاعة لوضع الاحتراب الدائم في حده الادني. لهذا أحاطت السلطة السياسية في العالم العربي أو الإسلامي نفسها بسياج من الولاءات أو شراء الذمم وطاعة من الاقربين والبراء من المعارضة باعتبارها كفرا لأنهم يسعون لتقويض الحكم بمرجعية دينية متناسيين أن أي سلطة في الإسلام أخذت عنوة دائما وادعت ذات المرجعية.

    في الغرب وبعد صراع مرير ومع نمو معرفة تجريبية من المحيض إلى السياسة أصبحت الديموقراطية هي الآلية الوحيدة لتولي السلطة ولإنتاج المعرفة. ولم يعد احد يتولى الأمر بديموقراطية ثم يستعيد الموروث الديني لجعله مرجعية، أي زرع فيروس الفتنة مجددا. فالديموقراطية بطبيعتها ليست في حاجة إلى الدين أو إلى أي مرجعية أخري سواها. فهي تتضمن كيفية تغيير السلطة وتوليها مع إنتاج للعلم وتطبيقه. فأصبح الدين حكرا على الفرد وليس المجموع، وفي المسجد والكنيسة والمعبد وليس قصر الحاكم أو إدارات الدولة. فالفصل بين الدين والدولة هما نتاج مجتمعات عرفت كيف تحكم وتكمل نصوصها. ولم يبقي سوي المجتمعات التي ليس لديها معرفة عن أي شيء سوي الحديث تكرارا عن المحيض وليس لها من السياسة إلا الفوضى ومشاهد الإعدام في الأعياد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de