ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2009, 08:49 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!!

    (*)

    الفاضي من ناس الدوحة يمكنه اللحاق بها الآن ..
    (بفندق غراند ريجنسي الدوحة) ..
                  

04-11-2009, 08:52 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    يابكري المداخلات دبل قبلناها وأجرنا على الله ..
    كمان البوستات ديل ؟
                  

04-11-2009, 09:26 AM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: كمال علي الزين)

    واتمنيت لو كنت هناك
                  

04-11-2009, 11:35 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    انت يا كمال اتاريك جيت جاري شايل آمال أن تلحق ما يمكن لحاقه...
    الندوة كان فيهاعلى المنصة:
    الشاعر سميح القاسم
    وإحلام مستغانمي
    وفي تقديري أن الجمع بين سميح وأحلام، أكبر من احتمال المنصة والحضور.


    يا ريهان
    شخصي والأبنوسة وعبدالغني كرم الله وكمال الزين حاولنا أن نمثلكم\ن بس برضو والله
    دا كان فوق احتمال ثلاثتنا.






    (عدل بواسطة nadus2000 on 04-12-2009, 08:54 AM)

                  

04-11-2009, 11:38 AM

انعام عبد الحفيظ
<aانعام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 8738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: nadus2000)

    Quote: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة


    بختكم شديد
                  

04-11-2009, 03:08 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: nadus2000)

    Quote:


    شخصي والأبنوسة وعبدالغني كرم الله وكمال الزين حاولنا أن نمثلكم\ن بس برضو والله
    دا كان فوق احتمال ثلاثتنا.


    كان نهاراً زاهياً ..
    بس كنتا تنتظر تمثلهم كويس ..
    نحنا إستفردنا بي أحلام مستغانمي بعد الغداء ..

    والله صدقت أن ركضت عشان ألحق ..
    وقلتا أعمل البوست ده قبل ما أمشي يمكن يصادف زول يجي ..

    محبي ..
                  

04-12-2009, 05:54 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: كمال علي الزين)

    نصّ المحاضرة التي ألقتها الأديبة أحلام مستغانمي
    في" مهرجان الدوحة للإبداع و الحرية "
    12-04-2009


    كنت أكثر سعادة قبل أن أقبل دعوة المشاركة في ندوة عن "الحرية و الإبداع". أو على الأصح، كنت أظنّني أكثر حريّة قبل أن أجدَني مجبرة على التفكير في أسئلة الحريّة.
    منذ سنوات وأنا أقاطع الملتقيات التي تعقد حول الإبداع. أراها شخصيًّا محرقة لوقت المبدع ليس أكثر.
    أظنّني هذه المرّة وقعت في فخ كلمة "الحرية" كمن يقيس عمق النهر بأقدامه حاولت أن أقيس حريّتي ككاتبة بالأسئلة.
    لا أعرف لعبة أخطر.
    يكفي أن تحاول أن تفهم لتكون قد دخلت في حالة عصيان. "الحرية فضّاحة لمن دونها" حسب أنسي الحاج. و أنت ما زلت تحبو في روضة الحرية. ذلك أنّ أوّل درس تلقّيته في الديمقراطية كان من جلادك و بأمر منه.
    لكأنّ الديمقراطية تتعدّى عليك. ترغمك أن تصبح حرًّا رغم أنفك لأنّ النبي "بوش" كان قد أراد لك ذلك.
    سنوات و أنا أقاطع كلمة "الحرية" نكاية في الديمقراطية المستوردة.
    أرفض أن أحلّ ضيفة على الفضائيّات التي تشتق اسمها من هذه الكلمة.. كي أثبت أنّني " حرّة " أكثر منها.
    لم أعثر على طريقة أخرى لممارسة حريتي غير رفض هبة الحرية. برغم حاجتي إليها ككاتبة.
    الكاتب أمين على الذاكرة. و هي أخطر المسؤوليات على الإطلاق. فعلى رواية التاريخ يقوم الصراع مع أعدائنا، و على روايته نؤسّس ذاكرة أجيالنا القادمة.
    مهمّة كهذه، تحتاج إلى مسافة لوضوح الرؤية. و إلى حريّة مطلقة يخاطر الكاتب بانتزاعها في كلّ صفحة، ليس فقط من كلّ رقيب، بل من كلّ قارئ على حدة. ذلك أن الحريّة عندنا قد تضيق إلى حدّ تزن فيه كلّ كلمة روح صاحبها.
    ذات يوم قد يستيقظ الكاتب و إذا بقارئ يردّ عليه بالطعنات عن كتاب كتبه قبل سنوات.
    فمن دون كتّاب العالم، وحده الكاتب العربي لا يكتب لقارئ، بل لقاتل محتمل.
    سبعون كاتب و صحافي سقطوا في الجزائر في عشريّة الدم و سنوات الإرهاب مخضّبين بحبرهم، على يد قرّاء لم يقرؤوهم، لكنّهم على قناعة أنّهم يملكون حقًّا إلهيًّا يفوّضهم واجب محاسبتهم و قطع رؤوسهم و كسر أقلامهم إلى الأبد.
    على مدى سنوات، ظلّت أرواحهم تسكنني و دماؤهم تتدفّق على أوراقي كلّما جلست للكتابة حتى فاضت بهم رواياتي. و ما كانوا حالة استثنائيّة في تاريخ جرائم الحبر العربيّة. فقد تكرّر المشهد نفسه في بيروت و في بغداد و في مصر.
    حين قبل عشر سنوات، التقيت بنجيب محفوظ - رحمه الله - في لقاء فريد بمناسبة نيلي جائزة تحمل اسمه، آلمني منظر يده اليمنى التي كان يمسك بها طوال الوقت. بعد أن شلّتها طعنة تلقّاها من شاب لم يقرأه، لكنّه كان موعوداً بالجنة إن هو قتله.
    لسنوات ظلّ يحمل جثّتها المعلّقة إلى جسده. يمسك بها، خشية أن يعودوا و يأخذوها منه، برغم أنّها ما عادت تقدر على الإمساك بقلم.
    يدٌ تستوقفك. تخجلك. تربكك. تبكيك. فما الكاتب سوى يد.
    كانت تختصر ما لا يُحصى من أيدٍ لكتّاب عبر تاريخ القهر العربي، نكّل الحكّام حيناً و الظلاميّون حيناً بأعمارهم.
    لم أقاوم رغبة في تقبيلها، فانحنيت عليها و بكيت. كنت أقبّل يد الإبداع و يد الحريّة، فما عرفت لهما رمزاً غير تلك اليد المشلولة لكاتب عربي صنع مجدنا و صنعنا مأساته.
    لا أدري من أين عاد إليّ شبح تلك اليد، فأيقظ هواجسي.
    كان يكفي أن يُطلب منّي كتابة رأيي في العلاقة بين الحريّة و الإبداع بخطّ يدي، حتى ينتابني هلع الحبر. ما دمت كائناً حبريًّا ما الذي أخافني؟
    لعلي خفت من يدي. أو أن أنفضح ببصمة أحرفي. أو خفت أن يوثّق هذا الضوء ما حميته بعتمتي.
    المبدع العربي هو الابن الشرعي للخوف. لا ولاء له إلّا له. لا يغادر دوائر الخوف، مخافة ألّا يعود يتعرّف على نفسه. فالخوف يدخل في خريطة جيناته. لقد اختصر محمد الماغوط سيرة كلّ المبدعين العرب في جملة واحدة:" ولدت مذعوراً.. و سأموت مذعوراً"، و هو القائل أيضاً "عندي احتياطي من الخوف لا ينضب مثل البترول".
    بعد ثلاثة عقود، ما زال قول يوسف إدريس يصلح شعاراً لملتقى عن الحرية و الإبداع:
    "إنّ كميّة الأوكسجين في العالم العربي لا تكفي كاتباً واحداً".
    ما زال المبدع العربي لا يشعر بالأمان في بلد عربي. و ما زال بحكم العادة، لا يتنفّس سوى برئة واحدة. فقد تربّى على تقنين حقّه في الأوكسجين.
    لذا، يهاجر المبدعون العرب كالطيور أسراباً، بحثاً عن وطن للحرية. ذلك أنّ الحريّة شقيقة الإبداع. إنّها السماء التي من دونها لا يمكن لمبدع أن يحلّق. هي نداء المدى.
    إن كان حتى تحليق الفراشة البسيط، يحتاج حسب بول كلوديل إلى السماء كلّها. كيف يمكن لنسر الإبداع أن يحلّق و يكتب على علوّ منخفض للخوف؟ أن تكتب، يعني أن تفكّر ضدّ نفسك. أن تجادل. أن تعارض. أن تجازف. أن تعي منذ البداية ألّا أدب خارج المحظور. و لا إبداع خارج الممنوع.
    الإبداع انتهاك دائم للمألوف. تعدّي على ميراث الأجوبة النهائيّة. إنّه حالة عصيان فكري.
    لذا، على من يطمع في إبداع شاهق، يخترق سقف الحريّة، أن يكون جاهزاً لكلّ شيء. بما في ذلك الموت مقابل حفنة من الكلمات.
    ذلك أنّ الكتابة في العالم العربي ستظلّ أخطر مهنة، و التفكير أكبر تهمة. حتى أنّه يشترك مع التكفير في كلّ حروفه، و يكاد يبدو أمامه مجرّد زلّة لسان.
    كيف حال الحرية في العالم العربي؟
    تملكون أجوبة على هذا السؤال بعدد المبدعين العرب الذين يعيشون و يموتون منذ نصف قرن في غير أوطانهم. مشرّدين بين المنافي القسرية و تلك الاختيارية، في انتظار أن يثأروا بموتهم لتاريخ طاعن في الاستخفاف و الظلم. عساهم يعودون كباراً لأوطان كانت تحتاجهم أمواتاً لتكبر بجثامينهم. و تحتاج صمتهم الأبدي حتى لا يقاطع أحد صوتها.
    من قال أنّهم يريدوننا أحياء؟
    أوطان تحتفي بموت مبدعيها إلى هذا الحدّ، و تتجاهلهم أحياء إلى هذا الحدّ. كيف نصدّق حسن نواياها؟
    لفرط تدليلهم لنا أمواتاً حبّبوا لنا الموت. ما عدنا نخافه. أصبحنا في موسم الهجرة الأخيرة إلى الوطن، ننظّم إليه سفريات جماعيّة. نتسابق، نتدافع كي نفوز بأجمل جنازة عربيّة لكاتب.
    الأمر أصبح يستدعي تنظيم مسابقة بين الدول العربية للفوز بجائزة أفضل جنازة لمبدع عربي. حسب رأيكم هل هي جنازة نجيب محفوظ، أم محمود درويش، أم نزار قباني، أم منصور الرحباني، أم مصطفى العقّاد، أم الطيّب صالح. و أعتذر إن كنت لا أملك نموذجاً عن الجزائر. فمحمد ديب أحد كبار كتّابنا، الذي كان مرشّحاً لنوبل، مات قبل سنوات تاركاً وصيّة ألّا يدفن في الجزائر. مما يجعلنا خارج المسابقة. لكن هذا لا يعني أبداً أنّنا الأسوأ. نحن فقط نحترم الوصايا. ثمّة بلاد تعتبر المبدع ملكها الخاص حيًّا و ميْتاً.
    و ميْتاً أكثر منه حيًّا. و لا تسأله إن كان يريد أن يعود إليها جثماناً.. هل سألَتْهُ أصلاً.. لماذا ما كان يستطيع العيش فيها.
    حين يلتقي المبدعون العرب في مناسبة ما، لا أحد يسأل الثاني من أين هو؟ بل من أين جاء؟ لا أحد يأتي من حيث نتوقّعه. لكلّ مبدع وطنان ، واحد يحمله و آخر يسكنه. يقيم في الأوّل ريثما يدفن في الثاني. الحرية هي أيضاً حقّك في أن يكون لك وطن واحد تعيش و تموت فيه حرًّا، كريماً. فالكرامة أهم من التكريم.
    من يكرّمُك ميْتاً، يكرّم نفسه بك. يستفيد من صمتك الأبديّ ليقوّل جثمانك ما يشاء.لكن عندما يصمت الكاتب ينطق التاريخ. ماذا كان بإمكان ياسر عرفات أن يقول أمام جثمان محمود درويش. لو أنّه عاش و شاهد جنازته.
    و ما جدوى أن تكون السلطة الفلسطينيّة قد طبعت أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لتوزيعها خلال التشييع، و أن تصدر طابع بريد عليه صورته. و أن تخصّه بجنازة الرؤساء و قد قاصصَتْه قبل ذلك بسنوات قصاص الغرباء و الأعداء. عندما رفض اتفاقيّة "أوسلو" و قدّم استقالته من عضوية اللجنة التنفيذيّة إحتجاجاً.
    الشاعر الذي كان رمز المقاومة. لم تشفع له جماهريّته، و لم يحمه اسمه. لقد عومل كموظف عصى أمر مديره. فقد أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات أوامره حينها بوقف مخصّصات محمود درويش المالية، و من بينها أجرة الشقة المتواضعة التي كان يقيم فيها في باريس. و قضى أشهراً قلّ ما يغادر بيته إلى مقهى أو مطعم خشية أن يلتفّ حوله المحبون و لا يستطيع دفع الفاتورة.
    حتى سطوة اسم كاتب في حجم محمود درويش لا تحميه من الغضب الإلهي للسلطة. لقد خضع للحصار و المقاطعة و الجحود و الإقصاء و كان يردّد مازحاً لشرح وضعه "لا نقود.. لا نفوذ.. لا يهود".
    ذلك أنّ الأنظمة العربيّة لا تقبل بأقلّ من إذعان المبدع و انضمامه إلى حظيرة دواجنها و ماشيتها.
    سلطة الاسم قد تحمي الكاتب من الاعتقال، و لكن لا تحميه من أنواع أخرى من القصاص المادي و المعنوي وحده يدري بها قد تتجاوزه إلى أهله و أقرب الناس إليه. و في حياة كلّ كاتب عربي كبير، أعني كبيراً بمواقفه، قصصٌ تنتظر أن يكشفها التاريخ يوماً.
    و أتساءل، لو عاش الطيّب صالح إلى اليوم، و قدّمت له حين زيارته للسودان عصاً ليرقص بها مع عمر البشير فوق 200 ألف جثة و رفض العرض، هل كانت ستقام له جنازة رسميّة بذلك الحجم و بتلك الوجاهة. لكنّه مات في الوقت المناسب و أهداهم بجثمانه المتعب بعد عمر من الاغتراب فرصة أن يتطّهروا و يتوضّوا بدمه.
    هذا هو بالضبط المطلوب منّا. أن نواصل حتى بعد موتنا تجميل من شوّهوا حياتنا و سطوا على أحلامنا. لقد اكتسبت الأنظمة العربيّة خبرة و ذكاءً في إسكات الكاتب حتى لو اقتضى الأمر تكريمه بعد أن تأكّد لها أنّ الثقافة ما عادت تشكّل خطراً عليها.
    مع موت كلّ قامة إبداعيّة يموت رمز، و تخلو لهم الساحة. و حتى أثناء حياتهم، كانت حملات التشهير و التخوين و التكفير تطال المبدعين بالتناوب. كأنّما ثمّة سياسة لتشويه كلّ اسم نظيف في هذه الأمّة يمكن الإقتداء به.
    ذلك أنّ الأمم تحيا برموزها و تكبر بها. و كلّ جيل يحتاج أن يعاصر رموزاً أكبر من أن تقول " نعم " و تمشي مع القطيع. إحدى مِحَنْ هذه الأمّة موت الرموز.
    الرمز و القدوة اليوم هو المغنّي. أعني المغنّي الذي لا قضيّة له. يكفي أن يظهر في برنامج تلفزيوني ليبلغ النجوميّة و لاحقاً الثراء الفاحش دون جهد و لا تضحيات. ما حاجة الشباب إلى المبادئ و سمّ البدن الذي عشنا عليه.
    وصلت إلى بيروت في التسعينات و في حوزتي مخطوط ذاكرة الجسد من أربعمئة صفحة قضيْتُ أربع سنوات في نحتها جملة، جملة.. لتضمينها نصف قرن من نضال الجزائر. و كنت ما أكاد أُعلن عن هويّتي حتى يجاملني أحدهم قائلاً " آه أنت من بلد الشاب خالد " ثمّ يسألني عن معنى ( دي دي واه ). أشهراً و أنا أعتذر عن جهلي و أميّتي أمام أغنية من كلمتين قذفت بصاحبها إلى النجوميّة العالميّة و الثراء.
    في الخمسينات كان الجزائري يُنسب إلى بلد الأمير عبد القادر و في الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة و جميلة بوحيرد.. و في السبعينات إلى بلد الهواري بومدين و المليون شهيد. اليوم يُنسب العربي إلى المغنّي الذي يمثّله في ستار أكاديمي.
    في أوطان كانت تُنسب للأبطال و غدت تنسب إلى الصبيان. أكبر مجد يمكن أن نُهديه إلى أوطاننا أن نتحوّل جميعنا إلى مطربين.
    بهذا الركب وصلنا إلى هذا المطاف.
    كيف في إمكان الكاتب العربي أن يكون ضمير الأمّة و لسان حقّها و هو ما زال منذوراً لمزاجيّة الحاكم و أميّة الرقيب و أهواء القارئ الذي أصبح بدوره رقيباً يعمل لحسابه الشخصي. فمتى نتحوّل من سكّان "ضواحي الأدب" و "ضواحي الحرية" إلى أدباء أحرار رغماً عن الجغرافية العربيّة.
    هل بلوغ العالميّة تتطلّب العثور على بلد آمن للكتابة؟ أم على " لغة آمنة" غير اللّغة العربيّة المحفوفة بالمخاطر و المسيّجة ب"حرّاس النوايا".. أم يكفي التنازل عن بعض المبادئ و التنكّر لقيم العروبة و الإسلام لاجتذاب القارئ الغربي؟
    هل مهمّة المبدع العربي الذود عن شرف العروبة و كرامتها الذيْن مرّغهما الإرهابيون في الوحل. بتقديم أدب يُصلِح ما أفسده الإرهاب، أم العمل أوّلاً على إصلاح الأمراض التي تفشّت في العالم العربي و شوّهت صورته في الخارج. هل ما زال للمبدع العربي دور في تغيير المجتمعات العربيّة، أم أنّ دوره أصبح يقتصر على تصدير صورة مجتمعه إلى العالم.
    و الأهم طبعاً.. أيّة صورة عليه تقديمها للعالم. الصورة الواقعية لمجتمعه ؟ أم الصورة المنقّحة؟.. أم تلك المُنتظَرة من القارئ الغربي و التي من دونها لن تُفتح الأسواق لأعماله.
    كلّ هذه الأسئلة مجتمعة مخيفة في طرحها بالنسبة لأيّ كاتب. لأنّها تشوّش على عمله.. و برغم ذلك كثير من هذه الأسئلة تحتاج من الكاتب العربي جواباً. مذ باتا الترجمة و التعريب يمثّلان قضيّة أمن قوميّ حسب أمين الجامعة العربيّة. مع أنّي أرى أنّ وجوه 70 مليون أُمّي في العالم العربي أكبر خطورة على الأمن القوميّ. فمن خزّان الجهل و البطالة يأخذ الإرهاب وقوده.
    لا أدري إن كنت الخيار الأمثل ككاتبة للتحدث عن الترجمة و الكونيّة. فربما كنت أشكّل حالة في الأدب العربي لكوني على انتشاري الكبير في العالم العربي الذي يتجاوز حسب مجلّة فوربس المليونين و ثلاثمئة ألف قارئ. و ربما بسببه أنا زاهدة في ترجمة أعمالي، و الخمس لغات التي ترجمت إليها كتبي كانت بفضل الجامعة الأمريكية في القاهرة يوم حصولي على جائزة نجيب محفوظ.
    عندما صدرت أطروحتي بالفرنسيّة قبل ربع قرن في باريس و كانت في علم الاجتماع عن صورة المرأة في الأدب الجزائري و بتقديم البروفسور جاك بيرك.. أدركتُ أنّه لا يمكن اختراق الحصون الثقافيّة الأوروبيّة و فتح شهيّة الإعلام لكتابك إن لم تقدّم له وجبة من الانتقادات لوضع المرأة في الإسلام.. و التهجم على دينك و وطنك و رجال بلادك. و هو ما لم يكن ممكناً أن أقبل به بحكم حساسيّتي الوطنيّة و الدينيّة. ربما وُلدَتْ يومها مرارتي. و قناعتي أنّ قيمة الكاتب تعادل قيمة القضايا التي يُدافع عنها. لا عدد اللغات التي يُترجم إليها. و أنّ عليّ أن أختار لأيّ قارئ أكتب أللقارئ العربي أم للقارئ الغربي؟ و أعتقد أنّ خياري كان موفّقاً فقد كافأني القارئ العربي على وفائي له.
    أفهم تماماً أن يسعى الكتّاب العرب إلى ترجمة أعمالهم. و هذا هدف شرعي و جميل. لكنّي أشفق على من يعيش لاهثاً خلف وهم الترجمة. معتقداً أنّ صدور أعماله بأيّة لغة أجنبيّة كافٍ لبلوغه العالميّة. حتى تحوّل الأمر إلى سباق مرضيٍّ بين الكتّاب على من يجمع أكبر عدد من الترجمات. فخسروا القارئ العربي دون أن يكسبوا نجاحاً خارقاً في أوروبا.
    حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب أربك النقاد و القرّاء الغربيّين الذين ما عثروا له في المكتبات عن ترجمات تمكّنهم من التعرّف إلى أدبه. فما كان همّ نجيب محفوظ مطاردة المترجمين أو الانشغال عن هموم قارئه العربيّ بمغازلة قارئ غربيّ مفترض. كان كاتباً لم يحضر يوماً مؤتمراً "عالميًّا" عن الأدب و لا غادر يوماً القاهرة حتى إلى استوكهولم لتسلّم جائزته. و لذا أصبح نجيب محفوظ الروائيّ العربيّ الأوّل.
    لنكن نزيهين و نعترف أنّ كثيراً ممّن جمعوا هذا الكمّ المذهل من الترجمات و علّقوها كما يعلّق بعض الحكّام النياشين سجاداً على صدورهم، مدينين لهذا الفوز بعلاقاتهم الشخصيّة و واسطتهم و شطارة وكيلهم الأدبي في الخارج. و أنّ آخرين ممّن كانوا أهلاً لصنع مجدنا العربي في الخارج لم ينعموا بهذه الوجاهة و أحياناً ظُلموا حتى في انتشارهم على المستوى العربي. و ربما كان في ظاهرة تأسيس مؤسسات عربيّة و غربيّة بشركات كثيرة في عالم الترجمة و النشر و الجوائز الكبرى. إنصافٌ لهؤلاء. و ترشيدٌ لحالة الفوضى السائدة. بتبنّي الحكومات العربيّة لمشروع تعريف العالم بالأدب العربي المعاصر. ذلك أنّ معركة الألفيّة الثالثة ستكون ثقافيّة بالدرجة الأولى. و على المبدع العربي ألّا يكون مغفّلاً أو مستغفلاً أمام هيمنة ثقافيّة لا يمكن أن تكون بريئة. و قد سبقتها هيمنة التكنولوجيا الأكثر تطوّرا، و هيمنة البضائع الأكثر انتشاراً. فالعولمة ليست سوى تسمية لبازار عالميّ يغطّي الكرة الأرضيّة قاطبة. و لا يمكن التبضع منه إلّا بعملة التراث أو الهويّة. و إن كانت أوروبا على قوّتها واعية لخطر الهيمنة الثقافيّة الأمريكيّة، فماذا نقول و نحن على هذا القدر من الهشاشة. لمثل هذه المعركة الكونيّة لا بدّ أن نتسلّح بالذكاء و نعي أنّنا بآلاف المليارات التي دفعناها للغرب لشراء أسلحة كنّا ندري أنّنا لن نستعملها. اشترينا السلاح لكنّنا لم نشتر الاحترام و لا الإنصاف الذي هو أوّل ما تتسلّح به الأمم، و هو ما تحصل عليه إسرائيل مجاناً. فالغرب لا يرى يدها التي تقتل و تدمّر و تقصف، يرى يدها التي تكتب و تعزف و ترسم و تخرج الأفلام العالميّة. بينما لا يرى منّا إلّا الأيدي التي تخطف و تذبح و تفجّر.
    ذلك أنّ الحرب مع إسرائيل هي حرب إعلام بالدرجة الأولى. هي تجمّل نفسها بالثقافة و نحن نصدّر صور قتلانا و أشلائنا و همجيّتنا. لذا لا بدّ من الإشادة بالدول الخليجيّة التي تنبّهت إلى كون واجهتنا الثقافيّة هي جزء من وجاهتنا. و وضعت إستراتيجيّة سياسيّة لتصدير الثقافة العربيّة. في هذه المعركة الطويلة النفس، علينا أن نسلّح المبدع العربي بما يحتاجه من حرية. خاصة الذي يكتب باللغة العربيّة و يصرّ على الوفاء لها. برغم صرامة الرقابة عليها و تطرّف بعض قرّائها.
    علينا أن ندخل العالميّة من دون أن نخسر اللغة العربيّة. التي هي هويّتنا الأولى. فبعد أن شهد القرن الماضي هجرة المبدعين العرب بالمئات إلى دول الغرب. أتوقّع أن يشهد القرن المقبل هجرة المبدعين العرب بتدفّق مخيف إلى اللغات العالميّة الأخرى حيث الأمان و الجاه و الكسب السريع. و يومها كم سيندم أولئك الذين لا شغل لهم سوى معاقبة من أحبّ هذه اللغة الجميلة. و اختار أن يكتب بها.
    بلى نريد أن نصل إلى الكونيّة و إثراء المجتمع الإنساني بإرث حضارتنا. لكن من دون أن نغيّر فصيلة حبرنا. و لا جينات قيمنا. و لا حزب ذاكرتنا.
    هل ثمّة مجد أكبر من أن تبلغ العالميّة و أنت مزدحم بعروبتك؟
                  

04-12-2009, 09:44 AM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأخوان كمال: كرم الله:
    لكم أغبطكما على هذا الذي تشهدون

    و أتساءل، لو عاش الطيّب صالح إلى اليوم، و قدّمت له حين زيارته للسودان عصاً ليرقص بها مع عمر البشير فوق 200 ألف جثة و رفض العرض، هل كانت ستقام له جنازة رسميّة بذلك الحجم و بتلك الوجاهة. لكنّه مات في الوقت المناسب و أهداهم بجثمانه المتعب بعد عمر من الاغتراب فرصة أن يتطّهروا و يتوضّوا بدمه.
    هذا هو بالضبط المطلوب منّا.

    كل أسئلتها ممضة وحراقة وبرسم الاجابة التي لا يقوى عليها
    أحد في عالمنا العربي
    أسئلة راعفة بالواقع المزري القميء
    متى نفيق؟؟
    كم أحب سيدة ( ذاكرة الجسد وعابر سرير وغيرها)
    بهاء
                  

04-12-2009, 09:52 AM

SHIBKA
<aSHIBKA
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة لأحلام مستغانمي الآن بالدوحة ..!! (Re: Baha Elhadi)

    كمال
    فات الاوان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de