|
جميلة إسماعيل امرأة مصرية بألف رجل
|
كتب نشوى الحوفى ٨/ ٤/ ٢٠٠٩ كنمرة شرسة دافعت عن الزوج الذى غادر البيت، إلى السجن متهماً فى قضية تزوير توكيلات الحزب الذى أسسه، وكأم تعرف واجبها نحو الأبناء، كانت الغائبة الحاضرة فى حياة ولديها نور وشادى، وهى التى وقع على كاهلها، عبء الحفاظ على اسم الشريك ونفض ما يعلق به، راضية بضياع المستقبل المهنى كمذيعة تليفزيون حققت رصيداً لا بأس به، وقانعة بنتائج موقفها هذا، متناسية، ما كان من خلافات قد تسود أى بيت، ومن قرارات سبق لها أن فكرت فيها قبل الأزمة، لتكون كغالبية المصريات «زوجة جدعة».
تلك هى جميلة إسماعيل التى فجرت بخبر انفصالها مؤخراً، عاصفة من فصول الإعلام، وهى التى ظلت فى نظره، الزوجة الوفية المثابرة فى الدفاع عن زوجها، إذ كان المصريون يرونها على مدى السنوات الأربع الأخيرة، فى مختلف المناسبات ترفع يافطة تطالب بالإفراج عن نور تارة، أو تشارك فى مؤتمر لحقوق الإنسان لتذكر الناس بالغائب خلف القضبان تارة أخرى.
تسافر للكونجرس وتتقى من تعلم كراهية العالم العربى له، الرئيس بوش، طالبة تدخله للإفراج عن زوجها، متيقنة من براءة السجين السياسى مما وجه له من اتهامات، متحملة فى سبيل ذلك كل ما حمله الاختلاف السياسى، لها حتى الإساءة لها كامرأة، مؤمنة أن زرعها لن يجنيه سوى الأبناء.
تخرجت جميلة إسماعيل فى كلية الإعلام عام ١٩٨٦ لترتبط بأيمن نور بزواج فى عام ١٩٨٩، فى الوقت نفسه الذى كانت فيه قد بدأت فى شق طريقها فى عالم تقديم البرامج التليفزيونية، لتصير وجهاً مميزاً بطلاقتها، وثقافتها التى تبدت فى برامج عديدة، مثل «إحنا فين» الذى جابت فيه شوارع القاهرة تسأل الناس عن الشارع الذى يقفون فيه ولا يعرف غالبيتهم تاريخه، أو قصة اسم صاحبه الذى يحمله.
منهية الحلقة بمعلومات كاملة عن الشارع. بمرور الوقت بدا لجميلة أن تواجدها فى التليفزيون لن يتفق ونشاط زوجها السياسى، الذى كان قد بدأ فى البزوغ، كمعارض لا يستهان به، كما أعلنت وقتها رغبتها فى مساندة زوجها فيما يقوم به من مهام، ربما شعرت جميلة للحظة أنها زوجة مناضل سياسى يجب الوقوف خلفه، ودفع خطواته للأمام.
فرضيت وهى العاشقة للإعلام فكرة تخليها عن العمل بالتليفزيون، مؤيدة فكرة تكوين حزب سياسى يرأسه الزوج حاملاً اسم «الغد» وتستعر الأحداث فى انتخابات الرئاسة فى العام ٢٠٠٥، حينما جاء نور فى الترتيب الثانى بعد الرئيس مبارك فى حصد الأصوات الانتخابية.
كل هذا وجميلة زوجة فى الظل لا تعلن عن نفسها سوى كشريكة عمر وأم. رغم شائعات تواترت فى تلك الفترة بين الحين والآخر عن وقوع انفصال بين الزوجين من دون طلاق، إلا أن أحدهما لم يكذب ولم ينف الشائعة.
وفجأة تصحو مصر على خبر القبض على أيمن نور عضو البرلمان ومحاكمته بتهمة تزوير توكيلات إنشاء حزب الغد، يومها خرجت جميلة من قوقعتها كزوجة، لتصبح المدافعة الأولى عن زوجها، تناضل لبقاء الحزب رغم كل ما أثير فيه من خلافات «فأبوالأولاد» بعيد وراء القضبان، ولابد من مساندته والحفاظ على ما بدأه فى ظل الانشقاق.
تحملت جميلة إسماعيل الكثير فى سبيل الزوج، ومن دون الدخول فى تفاصيل حياة قد تكون انتهت، أو قد تتواصل ملامحها.. تبقى جميلة إسماعيل امرأة مصرية أثبتت أنها بألف رجل
|
|
|
|
|
|