|
عبد الحكيم: قصة اختطافي من قبل جهاز الامن
|
تم اعتقالي ليلة الخميس الجمعة 5-6 مارس الجاري في عملية تشبه حوادث السطو في المدن ولا يزال تاثير هذا الحادث يلقي بظلاله السالبة علي قراناالامنة فليست هذه هي المرة الاولي التي اعتقل فيها ولكن تاثير هذا الاعتقال لا يزال محفورا في ذهن اطفال اخي وجيراننا بل واطفال الاحياء المجاورة بل وتجاوز الامر الاطفال فحتي كبار السن اصبحوا لا يحسون بالامان. قبل ان ابدأ في السرد لا بد من حقائق يجب ذكرها : اولا :اعتقد ان امر الاعتقال لم يصدر من قبل سلطات الجهاز أي ان اوامر الاعتقال لم تصدر لكل من تناول هذا الامر ولكن هنالك من اراد ان ينتهز هذه السانحة لكي ينتقم من مناهضي كجبار او من شخص عبدالحكيم.وهذا موضوع ساكشفه في خاتمة سردي. ثانيا :توخيت ان اسرد ما تم لي لكي ابين ان جهاز الامن لا يزال يمارس منهج بدايات الانقاذ دونما تراجع. ثالثا:عوملت معاملة غير انسانية منذ اعتقالي فجر الجمعة حتي نهاية نهار السبت وهذا ما ساقصه بكل تفصيل ولا تزال اثاره باقية في جسدي حيث فقدت نعمة السمع في اذني اليمني وتاثير كبير في عيني اليمني وشعور بالدوار لم يفارقني ويمنعني من مزاولة عملي . رابعا :تغيرت المعاملة بعد ذلك وقام مدير جهاز الامن بالاعتذار بشدة اكثر من مرة وتغيرت معاملته لي حتي لحظة مغادرتي المعتقل ولكنني انسان اولا واخيرا .لا زلت اعاني من ويلات الطريقة التي بها اعتقلت فاسرتي فقدت الامان حيث ان اطفال اخي يعانون من الكوابيس ليلا وتظل الابواب مغلقة ليل نهار وتعاني اسرتي جراء ما حل بهم .وفقدت شخصيا نعمة السمع مما يمنع التواصل بيني وبين اخي مزمل الذي يعاني من فقدان السمع منذ سنوات. خامسا :كان كجبار في خاطري دائما منذ اعتقالي الي ان اطلق سراحي ولن ادعي انني كتبت ما بسببه اعتقلت كان موقفا سياسيا .ولكنه كان انطلاقا من واقع الغبن والاحساس بازدواجية العدالة في وطني . سادسا:هنالك من ضحي بروحه من اجل قضيتنا وما حدث لي ليس عملا بطوليا باي حال من الاحوال كان يوم الخميس من الايام التي تكثر فيها الواجبات الاجتماعية حيث ذهبت الي دفوي للقيام بواجب العزاء في وفاة قريب لنا ثم سمعت بوفاة الاستاذ الفاضل محمدسيداحمد في جوقل فقمت بواجب العزاء ثم عدت الي منزلي بعد المغرب وكنت منهكا نوعا ما من اثر المشوار .نعيت الاستاذمحمد في المنتدي النوبي ومن ثم طفت علي عدد من المنتديات وشاركت بالردود في المنتدي النوبي في اكثر من موضوع وخلدت الي النوم حوالي العاشرة والنصف فضلت النوم في الفرندة امام الصالون الكبير بمنزلنا .احسست بحركة بجواري وظننت ان اخي الكبير قد دخل الصالون لبعض اغراضه الا ان صوت المتحدث نبهني فازحت الغطاء عني فاذا باضواء كثيرة مسلطة علي وجهي وبادرني احدهم بالسؤال عن اسمي واردف (ايوة قوم معانا بدون أي شوشرة واتعامل معانا كويس عشان نعاملك كويس)ووجدت يداي خلف ظهري وفوهة سلاحين خلف خاصرتي ومن طلب مني التحرك وعندما سالتهم عن هويتهم اسكتني احدهم وطلبوا مني الخروج عبر تسلق السور فرفضت ذلك وطلبت الخروج عبر البوابة فانصاعوا وطلبت منهم اخبار اسرتي فردوا بانهم سيقومون بذلك ولكن بمجرد وصولنا العربة التي كانت تنتظر بالخارج انطلقوا دون اخبار اهلي .وما لفت نظري ان العربة توجهت شمالا (العربة بوكس موديل الثمانينيات)الملاحظ انهم كانوا يسلطون الاضواء علي وجهي ويطلبون مني ان اجلس ووجهي علي الارض حتي وصلنا قرية تاجاب(علي بعد 2كلم من قريتي ) فوجدت عربة لاندكروزر تاتشر بهاشخصان ومحركها يدور تم انزالي من البوكس ونقلت اليها وانطلقنا جنوبا (كان عدد الافراد الذين جاءوا الي منزلي حوالي 11 فرد) وبعد مسيرة 3 كيلومترات وقفت العربة وتم انزالي وتوجية اسلحتهم الي صدري وقالوا انه ستتم تصفيتي لانني ضد سياسة الدولة واؤيد التدخل الاجنبي وايقنت انني لا بد هالك الا اهم اعادوني الي العربة ومن ثم انطلقنا .لم استطيع تبين الوقت حتي مررنا بقرية فقو(منها والدتي تبعد عن قريتي بخمس كلم) وكانت انوار المسجد تضاء استعدادا للاذان.كنا جميعا في حالة صمت الا انه بين الحين والاخر كانوا يهددون بانه ستتم تصفيتي ويوجهون اسلحتهم ناحيتي .تاكدت ان العربة البوكس اتت من الشمال وخمنت ان الدليل الذي قادهم الي منزلي جاء من المنطقة ولذا كان اصرارهم علي الانحناء حتي لا اعرف شخصيته.وصلنا قرية غرب سمت فتوقفوا لاداء الصلاة وعندها تبينت لي ملامحهم وبعد اداء الصلاة بدأ مسلسل التعذيب كانهم امروا بذلك اثناء السجود
|
|
|
|
|
|