شخصيات سودانية مؤثرة ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2009, 09:52 AM

siddig elhilo
<asiddig elhilo
تاريخ التسجيل: 06-01-2020
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شخصيات سودانية مؤثرة ..

    ...

    شخصيات سودانية مؤثرة .. ابوالدرش نموذجاً

    صديق الحلو

    .....................................................................................................................................


    ادريس شيخ عرب وابن بلد عندما تراه في زيه البلدي الضخم يمكن ان تعتبره تاجراً او عمدة. وجيهاً رغم قصره . وعندما يرتدى الزى الافرنجى يمكن ان يكون وزيراً او سفيرا . رغم تعليمه الاولى الا انه يجيد التمثيل ولو قدر له ان يكون ممثلاً لصار نجماً يشار اليه بالبنان . اصدقاؤه من مختلف الطبقات مثقفون وطلبه جامعيون ، مزارعون وعمال ورعاة .
    - شغل اعمالا كثيرة : حمال وممرض ، كاتب ارضحالات ومحصل ضرائب ، تاجر وسمسار ورجل اعمال ومعلم.
    لو قدر له ان ينال قدراً من التعليم لاثار ضوضاء كثيرة
    - ابوالدرش كما كان يحلو لنا ان نسميه ، لديه ذاكرة قوية فولاذية ورغم انه شارف الخمسين الا ان شعره ليس فيه شيبة واحدة . يبتسم كطفل وجد لعبته المفضلة .. ويتعامل ببراءة ، لقد احبه اصدقاؤه لانهم يعرفون قميته وقبلوه مع معرفتهم علاته . بدأ حياته فقيراً يتيماً . وتزوج من ارفع العائلات وذهب الي السعودية واقنعهم انه اخ مسلم مع انه بالكاد يعرف شروط الوضوء .. ابو الدرش لديه الغاز كثيرة ومقالب ، انجب بنتين وولد ورباهم واحسن تربيتهم . عندما كان في جده اجاد لهجة السعوديين كأنه منهم . لقد كان متحدثاً لبقاً يقنع احسن الناس ثقافة وتعليما . وكان يساعد كثيرا من ابناء وبنات اخوانه واخواته . مواهب ابوالدرش لاتعد
    كان يتحسر بانه لم يجيد اللغة الانجليزية لان مغامراته كان سيكون لها طعما دوليا . عاش ظروف الفقر في الريف وعندما انتقل الي المدينة عرف كيف يعاشر ناسها كأنه واحد منهم عمل ممرضاً وكان الناس يدعونه بالدكتور ولايبالى . وعمل سائق تاكسى وسياسياً يلعب علي كل الحبال اجتماعى من الطراز الاول ويعرف كيف يتعامل مع المسؤولين .. ذكى ولا يعرف الحرج، يضحك ولا يبالى.
    اصدقاؤه: عبدالرحمن ، رحمة ، الطاهر ، طه ، عوض ، عطا المنان يعقوب ومحمد حمد : وزراء ومهندسون ودكاترة وشذاذ آفاق ومعلمون وقطاع طرق . خريجو جامعة الخرطوم فى عهدها الزاهر ، تجده وسطهم كأنما قرأ في اوكسفورد او هارفارد او الاسكندرية . يعرف كثيرا من القصص عن البادية وتربية الجمال والابقار والدواجن . ورغم انهم اصغر سناً منه الا انه يعتبر الاب الروحى لديهم . اناقة ادريس لا تخطئها العين . في جده كان يعرف من اين يشترى اغراضه وكان يقول لنا عندما تجد مصريين في احد المحلات التجارية فان معنى ذلك ان هنا الاسعار رخيصة . كان لديه قدرة خارقة في اي مدينة يزورها عن احسن المطاعم فيها وافضل الدكاترة الاخصائيين وافضل الخياطين . تزوج زوجته الاولى عن حب ولكنها توفيت في وقت مبكر . اما زوجته الثانية فلكى تقدمه للعالم الراقى الذى يحلم به . كل احاديث اصدقائه المتعلمين يحفظها عن ظهر قلب . يناقشك في الطيب صالح وادوارد سعيد وحسن البنا وهيكل . كان عندما يكون رائق المزاج يستعرض مهاراته في الحديث كما في الملاكمة والفروسية ودقة معرفته بالقبائل السودانية . يتحدث عن مشكلة الجنوب بطلاقة وعن القضية الفلسطينية بمعرفة . وفى مناسبات المآتم والاعراس فهو نجم المجتمع يضحك عندما تكشف الاعيبه . ينام في اقل من دقيقة ولكن لديه شخير عالى . وكنا نقول له انه يشخر اثناء النوم وكان يغالطنا ، في مرة احضرنا مسجلاً لنضبطه ولكنه كان يصحى من النوم كلما ضغطنا علي زر التشغيل . ابوالدرش كان وفياً ويقدر الصداقات ويهتم بها . فى مدينة مدنى عمل صداقات كثيرة مع الجزارين والخضرجية وتجار الخرد والاسبيرات.وكان تاكسيه الاجرة دائماً هو المطلوب . لم ار ابو الدرش غاضباً من احد طيلة اربعين عاماً .. وهو الفالح والذى يتعامل بدبلوماسية يكون مبسوطاً اذا استعمل الاستهبال مع احد . كان لا يحب المغفلين والاغبياء . موهبته في التمثيل يمكن ان تجعل منه سياسيا او شاعراً دائما هو في دائرة الضو بالسليقة يعيش حياة الوجهاء . عندما يجد الناس يستمعون له يكون اصدقاؤه كالكمبارس يساعدونه وهو يخلط الوهم بالحقيقة ينسى نفسه ويروح يحكى بتشويق ، ويصدقه الناس ويناقشونه باهتمام . وانت كصديق له تعرف الثغرات لانك قد عايشت الاحداث التى يرويها وفيها بعض الاكاذيب لزوم البهارات والقاء الدهشة في عيون جالسيه . اية مشكلة عنده لها حل ، لاشئ يستعصى عليه . وكان السودان في ذلك الوقت خارج من الاستعمار قريبا والناس ملأى بالتفاؤل يقرأون يقرأون الطيب صالح وصلاح احمد ابراهيم يستمعون لعبدالله الطيب وصديق احمد حمدون ويطربون لبازرعه وعثمان حسين وابراهيم عوض . الدنيا غضة الاهاب كاعمارنا تماماً، والكتب تأتى من مصر وبيروت والبلابل ينشدن اغانى كالاحلام كل الآمال تبدو سهلة التحقيق .
    - القطن السودانى يباع في مصانع لانكشير . والسودان اغنى من دول الخليج قاطبة . والناس في رغد من العيش ،السكه حديد يضبط الناس ساعاتهم علي قطاراتها الرائحة والمغادرة وثغر السودان بورتسودان تحاكى في بهائها اجمل المدن الغربية . والخرطوم بالليل غاصة بالمطاعم والملاهى ودور السينما .
    - عمل ابوالدرش في هيئة الصحة العالمية في وظيفة كبيرة وكان يعرف كيف يتعامل مع الموظفين المتعجرفين ويدارى جهله والتناقضات بأناقة بائنة. كان لا يعطى فرصة لوجع القلب بعزمه واستبساله ينال ما يريد .. لا يعرف اللؤم او سوء الطباع . ذهنه المتوقد يضفى عليه اشراقاً وسارت الايام لم يعكر صفوها شئ . كان محظوظاً لم تقلب له الدنيا ظهر المجن . وهو المتحرر مع المتحررين ومحافظ مع المحافظين يعرف متى يمازحك ، روح الدعابة عنده عالية ، لا يدخل في مأزق الا ويخرج منه . يكره التسلط ، ويسامح كل من يغلط في حقه يتحدث وحده والناس يستمعون يثرثر عن كل شئ ، يحفظ المدن . الدمازين الروصيرص ، كوستى ، سنار ، مدنى ، الخرطوم ، جده ، الرياض والقاهرة عن ظهر قلب شارعاً فشارع . في مرة وقد كنا بمدينة جده الساحلية الرائعة علي البحر الاحمر : دعانا دكتور سعيد السريحى المسؤول عن القسم الثقافى بجريدة عكاظ بواسطة الاستاذ حامد بدوى . وكان الاستاذ عبدالرحمن ابراهيم قد كتب نقداً في جريدة عكاظ عن قصة لكاتبة سعودية . ذهبنا ثلاثتنا لمقر الجريدة ومعنا ابوالدرش .. وكان الموضوع عن الادب والنقد والكتابات الجديدة . ولدهشتى تصدر ابو الدرش المجلس والذى كان فيه اكثر من عشرة اشخاص متخصصين في الادب والنقد ، دافع عن وجهة نظر عبدالرحمن في نقده للقصة لم يهتم بالتفاصيل ولكن كانت لديه القدرة علي اقناعهم . لاول مرة اجد ان ابوالدرش لديه طاقة غير عادية وجلسنا حتى الساعة الثانية صباحا
    ?{? هواء الريف في ود النيل له مذاق خاص. حقول الذرة الخضراء علي مد البصر ، تلال واشجار وقيعان مياه الامطار تكون اودية تغذى النيل الازرق المهيب . وابوالدرش يركب حصاناً يتفقد قطعان البقر والضأن .. اشجار السنط واللبخ والمهوقنى تملأ رئتيك بتلك الروائح والناس يمشون لمزارعهم يخوضون الوحل حفاة . البعض يركب حميره ويحمل ادوات الزراعة، المبانى في ودالنيل اسقفها منحدرة بفعل غزارة الامطار .
    ?{? ابوالدرش يدلى بدلوه في اي موضوع . عندما يأتى اصدقاؤه في العطلات وايام الاجازات لودالنيل عطا ، الطاهر ، رحمه وعبدالرحمن يتحدثون عن الزراعة والاقتصاد والتجارة والسياسة والفلسفة.
    كانت سير الابطال تشده فهو مرة حمدان ابوعنجه ومرة ابوعاج دراج المحن واخرى بادى ابو شلوخ . والعيون الحمر كالشطة والبطان عند الاعراس . في المآتم كما في الاعراس تجده من يطعم الضيوف ويسقيهم ويشرف علي راحتهم . وله في كل موضوع حكاية ، كريم لابعد الحدود . كان يوظف طاقته الهائلة ومعرفته بالحجاز في خدمة الحجاج والمعتمرين من السودان عندما كان يعمل بالسعودية . السعوديون يعتبرونه اميراً . وهو يعرف طقوس الناس هنالك ومايودونه . لابودرش حاسة سابعة ان كانت للناس حاسة سادسة فهو يعرف اين نذهب في ليل الخرطوم عندما كان للخرطوم ليل . الموظفون يأتون لمنازلهم عند الساعة الثانية والنصف ويتغدون عند الثالثة بعد ان يستمعوا لبرنامج الرياضة ونشرة الاخبار علي صوت محمد خوجلى صالحين . وفي العصر يغيرون ملابسهم من جديد ويذهبون لاستاذ كرة القدم ،المسرح او السينما او مقاهى الخرطوم للقاء مع الاصدقاء والزملاء عند العاشرة مساء تجد من يخرجون من منازلهم والدنيا تيسري هنيئة مريئة كأنها تمازج معهم لاحروب في الجنوب او الغرب .
    - والسفر بالقطار له وقع خاص من كوستى للخرطوم ومن سنار التقاطع للدمازين وقتها لم تكن شوارع الاسفلت معروفه : والناس كل يأتى بزاده ويتعارفون في الحاج عبدالله ، العقده او المسيد .
    فينبع البحر علي البحر الاحمر بالسعودية وجدت ابوالدرش بالزى السعودى والقطرة الحمراء يعمل تاجراً لدى الكفيل ويأكل الكبسة ويتحدث كبدوى من ارياف مكة. الايدريسى يخدم السودانيين كأنه شيخ عرب او رئيس الجالية من يريد عملا ومن يريد ان يكمل شعائر الحج او العمرة ، وادريس يريه من اين يعتمر وماذا يقول كأنه يقرأ من كتاب اشهد ان درش عبقرى كأنه درس شعائر الحج في معهد دينى ونحن في منى او عرفات والحجاج السودانيون يلتفون حوله كأنه شيخ طريقة صوفيه يحكى لهم عن المعجزات وعن المدينة المنورة ومكة وجياد وغار حراء وثور . كنا نسير علي الاقدام من منى الي مزدلفه الى عرفات نتفادي حركة سير العربات . والايرانيون ايام ثورة الخمينى يوزعون المناشير ويفتعلون المظاهرات . ودروش عندما يرى تجمهراً من الناس يذهب اليهم بحب الاستطلاع ويكون في اسعد حالاته تصفو روحه ويشرق ذهنه في حل الاشكالات . دروش يحفظ حكاوى الشيخ فرح ودتكتوك عن ظهر قلب وقصص ودضيف الله . والنكات عن الرئيس القائد . واغانى الكابلى التراثية . لقد بنى دروش منزلاً جميلاً بودمدنى وصار اصدقاؤه يزورونه في منزله ويتعهدهم بكرمه الفياض : الفطور بالزبادى والفول والبيض والسمن والعسل والغداء السودانى بالكسرة وملاح الملوخية المطبوخة واللحم المشوى والسلطات بانواعها والارز ثم التحلية والعشاء بالدجاج المقلى والسمك يتفنن في اختياره وفي عمل برنامج للزيارة يشعرك بانك انسان مهم . كان دروش لا يمارس الرياضة ولكنه يحب مشاهدة افلام المصارعة . وفي جده صار مدمنا لمشاهدة شرائط الفيديو من المصارعة الحرة والخشنة ويطرب لذلك ودروش لانه من كنانه كان يمجد الابقار الكنانية ذات الحليب الوفير والتى يفضلها التجار ايضا
    - في مدنى كان يسكن جارا لآل الفنان ابوعركى . لذلك حاول ان يتعم العزف علي العود لكنه لم يفلح . السودانى يقاوم التسلط والعنجهية بالصمت وان زادت عن حدها ينتفض ويثير جام غضبه علي المتغطرس تلك حالهم دائماً ودروش سودانى قح لا يقبل الحقارة.
    عندما اردنا ان نسافر للسعودية في اوائل الثمانينات كانت التأشيرات صعبة واستخراج جواز السفر والجنسية يتطلب واسطات . كان دروش يقوم بالاجراءات بدلاً عنا وكأنه صديق لضباط الشرطة . يضحك مع هذا ويشرب القهوة مع الاخر ونحن اكثر من عشرين شخصا كان في دقائق يقوم بكل ماهو مطلوب .. كل عدته من التمثيل انه انسان مهم .. خاصة عندما يعقد الكارفته الحمراء في صيف الخرطوم الحار . لو قدر لادريس ان يكون دبلوماسيا شعبيا لنجح فهو مهندس علاقات عامة . يعرف وجهات النظر المتباينة والمختلفة ويتبنى وجهة نظر جديدة تدهش الحاضرين . ولو كان مذيعا في الاذاعة لادار الحوارات بكل عفوية يوهم ضيوفه بمعارفه المتعددة
    - وعند انقضاء ثلاث سنوات بجده عاد دروش بعشرة شنط ملأى بشتى انواع الملابس والعطور وعمل تاجراً ثم اشترى سيارة وصار سائق تاكسى لديه كثير من القصص والحكايات عن الركاب
    ?{? كانت الشهادات الجامعية تباع في تلك الفترة: الطب والهندسة وبكلاريوس الاداب والاقتصاد والقانون
    واذا سألنا ابو الدروش اى شهادة تتمنى ان نشتريها لك .. لقال الاعلام . لمعرفته لأهمية الاعلام في العصر الحديث.
    ?{? تلك مقتطفات من حياة دروش الحافلة زاملته فيها سنوات طويلة ومازال بواد مدنى يمارس حياته العادية
    بعد ان تعتق الاستهبال وان كان الزمن قد اتى على جل التطلعات .

    .....
                  

04-06-2009, 02:28 PM

siddig elhilo
<asiddig elhilo
تاريخ التسجيل: 06-01-2020
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شخصيات سودانية مؤثرة .. (Re: siddig elhilo)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de