|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
نقطف من كرمة الشاعر ( عالم عباس ) مقاطع من ديوانه ( في انتظار الكتابة )
(1)في انتظار الكتابة
في انتظار الكتابة جلستُ على خنجرٍ صَدِئٍ ، سَمّمَتْه الكآبةْ .
(2) حديد القصيد
لا يفلُّ القصيدَ الحديدُ ، ولا النارُ إنَّ القصيدَ عنيد !
(2)شمسُ الكلام
ما يفلُ القصيدَ إلا الصمت ، لا الموتُ ، فأشْرِق بشمسِ الكلام ، وإما اكتويتَ بجمر التجاهُل غرِّدْ ، وإما احترقتَ بجمر الحروف العصيَّة أورِقْ وإما انفجرتَ فأبرِقْ ، وإن طرتَ حَلِّقْ ،
.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
إن الشعر منطقة عميقة في بحر النفس البشرية . هنالك حيث الأصداف حُبلى باللآلئ المُطرزة في عقود على الجيد الحسن الذي يعرف كيف تزرع اللغة فسائلها في الوجدان . شاعرنا الذي أطرب الشاعر السبعيني ( أبو شقرا ) ، لهو كنـز لم نعرف نحن كل حجارته الكريمة بعد . صور تذوب لها القلوب الصلدة ، ويتبعثر العشق كالماء يتشقق من الصخر . ما أطعم القصيد بين يديه ، وما أغض طرفٍ حين يُسامر اللغة ، فتُعطيه ما يحب ، وتستخرج له مفاتنها دون حياء .
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
في عُجالة لا يجد المرء نفسه إلا يهدي كثير تحياتنا وشكرنا الجزيل للدكتورة ( حنينة ) صاحبة المدونة رقيقة الحال ( سودان رأي ) لتكن عُشة صغيرة ، نفرد فيها أجنحة الألفة . فقد تيسرت علي مدونتها أن نلتقي بقامات تمر بجنباتها السُحب . يقول الذكر الحكيم : ( ....ثمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }الزخرف13
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
و نقطف من قصيدة : ( ...لكني أعرف أنثى ... ) :
.. لكني أعرف أنثى ، ألغت كل الحواءات بذاكرتي ، وأقامت في قلبي محرقةً كُبرى ، ألقت فيها كل الليلاوات ، اللبناوات ، الميّات ، البلقسيات الخنساوات ، صلبت " كليوباترا " في الطرقات أشعلت النيران وألقت فيها وتخَلَّتْ كل نساء التاريخ . كل نساء الأرض ، الشمس ، القمر ، وكل نساء المريخ . واندفعت تضحكُ في هستيريا ، بين الأطلال . أنثى كانت ابنة " نيرون "
إبان طفولتها ، كانت تحمل حطب النار إلى والدها ، وتصب الذيتْ. وحين احترقت روما ، كانت تطرق باب النسوة ، بيتاً بيتا . .....
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
ونقطف من قصيدة : ( الباء التي أغفلتْ ... ) :
كتبت: ألف.. لام.. حاء.. ثم أغفلت الباء عمداً ..! باء: هو الباء ، باء البهاء وباء البُهار ، وباء البنفسج باءٌ هو البحر ، بوابة ، للبكاء وللبوح ، والباذخات من الغيم تهمي على باسقات الشجر ! باءٌ بعيدٌ كما بحة الناي بعد الرحيل إلى بكة الشعر ، حيث البلاغة تزهو بباء البديع وباء البيان . هو الباء ، بئر القوافي وبدر المنافي ، وبرق البلاد التي بارحها الندى باءٌ كباء الختام الذي يتشكل في آخر السطر يهدي المعاني لحاءٍ مُجاور ، هو الباء ، باء بوزر من البوح يسيرى ببهو الكلام باءٌ ، يبلّر برد الهوى ويبلل بوصلة العاشقين ، بباء البنين وباء البنات ! ...
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
رفعت الهاتف النقال ذات مساء ، وكان في الطرف الثاني السفير / جمال . حياني قليلاً ثم قال :
ـ معنا في بيروت سجادة باهرة لا ثلمة فيها ، يريد صانعها أن يتحدث إليك .
وتحدث الشاعر عالم عباس محمد نور :
ـ صوت رخيم عطوف ، بالغٌ في الرقة مبلغاً خشيت من رقته أن تذوب خطوط الهاتف من وَجدٍ . حكى لي أيامه ، وحفاوة بيروت به ، وإنها لجمرة ثقافة مُتقدة ، تعرف قيمة الفوارس مما تحمله الريح من صهيل جيادهم . وأقمنا وطننا في الخاطر ، وفي كل لمحةٍ ونفس ، و وقفنا موقفنا من اللغة وبيانها ، وفسيفساء وردها وأغانينا الموشاة باللغة التي أمسكنا مِقودها مُستعربين ، وتروضت فرحة بنا . وكان الخير معنا ، وأفلحنا أن نكون كما نودُ .
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
في الملف الثقافي بتاريخ 14/01/2009 م ، بصحيفة الرأي العام ، أجرى الكاتب و القاص : الأستاذ / عيسى الحلو لقاء مع الشاعر عالم عباس . هذا نصه :
Quote:
عالم عباس في معرض الكتاب رقم (25) تدشين ديوان شعر سوداني ببيروت
الشاعر الكبير عالم عباس يمتاز شعره بأنه استمرار لتيار الشعر السوداني الحديث في مظانه الاساسية. وهو دائم التطور والاضافة. قدم شعره شعره في الايام المصاحبة لمعرض الكتاب الدولي ببيروت الشهرالماضي.. فوجد هذا الشعر ترحيباً كبيراً من النقاد ومن الصحافة البروتية إلتقينا به وأدرنا هذا الحوار. -------- ? ماذا عن زيارتك لبيروت؟
- قدمت لي دعوة كريمة من المنظمين لمعرض بيروت للكتاب في دورته رقم «25» للاشتراك في فعاليات الندوة المصاحبة لفعاليات المعرض، بعنوان بيروت وعالمية الكتاب العربي. هنالك حيث قدمت أوراق قيمة عديدة في جلسات ثلاث غطت موضوع الندوة. وضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض أفردت لى أمسية كاملة في الثالث من ديسمبر لقراءة مجموعة من اشعاري وتدشين ديواني الجديد الذي صدر عن دار نلسون بعنوان (في انتظار الكتابة) ولقد شرفني بالتقديم الى الجمهور اللبناني في هذه الليلة الشاعر الكبير شوقي ابو شقرا في كلمة ضافية وسط حضور نوعي مميز وجماهيري كبير، ولقد كانت للسفارة السودانية بقيادة السفير الشاعر جمال محمد ابراهيم الدور الأبرز في انجاح هذه الاحتفالية التي قدمت باسم السودان. الجدير بالذكر ان هذه الدعوة وصلتني وقبلتها قبل أن يكلفني الإخوة الكتاب برئاسة اتحاد الكتاب السودانيين. ونسبة لتزامن الحدثين فقد رأت اللجنة التنفيذية للاتحاد أن هذه مناسبة طيبة أيضاً للتحدث باسم الاتحاد في تلك المحافل واجراء الاتصالات الضرورية للتعريف بالاتحاد واستكشاف مجالات التعاون مع الجهات النظيرة، وقد تم ذلك بالقدر الممكن والذي آمل ان ينعكس في برامج تفصح عنها الايام القادمة بحيث يصب في مصلحة الاتحاد.
? كيف استقبل هذا الشعر السوداني الذي يمثل القصيدة السودانية المعاصرة؟.. وما مدى ارتباط القصيدة هذه بالتيار الشعري العربي المعاصر؟
- أود بداية أن أقرر أن الشعر السوداني في بيروت ليس غريباً هناك وثمة أرضية ممهدة من قديم أسسها الرواد منذ الأزهري والمحجوب، عبوراً بصلاح احمد ابراهيم وجمال محمد ابراهيم حالياً. ويبقى الشاعر الضخم محمد الفيتوري بكل حضوره وإرثه التاريخي وصولاته في المحافل الشعرية اللبنانية باذخ الحضور ودفيء الحضرة وعميق الاحترام. يبدو أيضاً أن وسائل التقانة الحديثة في التواصل والشبكات الفضائية (مرئية، مسموعة ومقروءة) قد جسّرت العلاقات وصار من السهل معرفة الآخر ونتاجه الشعري وخصائص ابداعه، فما عاد غريباً إذاً أن تجد بعض الشعراء معروفين ولو عبر هذه الوسائط. من جانب آخر ايضاً، بدت لي ما يشبه الشعوبية والانغلاق وسط الركام الهائل من الانتاج الابداعي (الشعر بخاصة) وسهولة نشره مع غثاثة متزايدة مما يجعل العثور على عمل متميز يحتاج إلى تنقيب وبحث مضن، لذا فأكثر الناس تكتفي في الغالب على ما تعرف من شعراء، وبخاصة في إطارهم القطري المحدود دون السعي للولوج إلى عوالم أخرى لم تعهدها من قبل، وبالتالي يظل الاهتمام أو الالتفات الى ما هو خارج هذا القطر محدوداً او منعدماً الا من القلة أو من الاسماء المشهورة او المعروفة عبر وسائط الميديا. من خلال هذه الحقيقة، يبدو أختراق هذا الحاجز ليس بالسهل، دون إعداد وتمهيد وعمل كنت اتساءل هل كان يمكن أن ألقى مثل هذا الاهتمام لو لم يكن قد قدمني شاعر بقامة شوقي ابو شقرا مثلاً، وهو من هو في الشعر العربي واللبناني المعاصر. صحيح أنا كنت على ثقة ضرورية بمستوى ما قدمت من شعر ولكن هل الجمهور (الذي تعود على نمط معين وشعراء معينيين) على استعداد لتقبل وافد جديد جاء من التخوم العربية البعيدة، يحمل بضاعته غير المألوفة هنا؟ ذلكم هو السؤال الذي دار بخاطري وأظن أن التجربة نجحت، ولكن أيضاً بحسن الإعداد. أقول أن تلك المحافل لا تلقى القبول او لا تلقى الفرصة فيها لمجرد جودة ما تكتب ولكن لحسن إدارة تسويق ما تكتب، وهنا لدينا في مواجهتنا عمل كبير. ذلكم من أمر قبول القصيدة السودانية عموماً ويبدو أن هذا ينطبق على جميع انماط الشعر حسب ظني. ذلك ان القبول والرفض يخرج عن معيار الجودة والمضمون الى كيفية العرض. اما فيما يختص بارتباط القصيدة بالتيار الشعري العربي المعاصر، فكما أسلفت، فقد لاحظت مع تقدم وسائل النشر والإتصال أن تشرذم العالم العربي بصورة أكثر حدة (وشعوبية) اذا صحت العبارة، فقد صار الخليجي يهتم بإبداع الخليج ويتعصب وبنشر له والسوريون والشوام يرون أنهم الاكثر والأفضل ابداعاً وكذا المصريون والمغرب العربي، وأما نحن أهل التخوم فنادراً ما يجد ابداعنا طريقه هناك لانشغال هؤلاء بابداعهم الذاتي اكثر من الابداع العربي على نطاق واسع، لذا فلن ترى ابداعاً صومالياً او جيبوتياً او من جزر القمر (وهم اعضاء في الجامعة العربية) الا صدفة وتتسع الدائرة وتضيق حسب موقعك الجغرافي من الخريطة أو إذا تم تسويقك من خلال تلك الدور العملاقة! إذن شروط الإنتشار والقبول ليست وفق معيار ابداعي. وفي عصر انمحت فيه الحدود وتيسر التواصل فإن تيار المعاصرة صار اكثر شمولاً واكثر غنى سيما والتباين الجغرافي والثقافي وتنوع المناهل الثقافية ما بين الغابة والصحراء والمحيط والخليج يرفد الثقافة العربية بمعين ثر من الابداع بشكل حديقة مزدهرة يجعل من المعاصرة اكثر غنى وتنوعاً في الثقافة العربية وفي الشعر بشكل خاص!
? معرفة العالم العربي للقصيدة السودانية توقفت عند رواد التفعيلة الفيتوري، وفارس وجيلي وتاج السر الحسن. بوصف رئيس اتحاد الكتاب السودانيين كيف يمكن توصيل القصيدة الجديدة إلى هناك؟
ـ هذا بالضبط ما اوردته اعلاه، تذكر أن الاسماء التي ذكرت عرفها العالم العربي لأنهم كانوا هناك، تم تسويقهم في مصر وبيروت ، فكما تعلم ثمة عشرات مثلهم ولكنهم هنا فنادراً ما تسمع عنهم هناك ابتداء من المجذوب وعبد الحي والنور عثمان وغيرهم. ذلك من أمر شعر وشعراء التفعيلة القصيدة الجديدة، من حس الحظ أنها اوسع انتشاراً نسبة لكثرة المواقع على الشبكة العنكبوتية وسهولة التواصل، كما أن موجة الاغتراب التي اطاحت بالمبدعين والكتاب حتى استراليا جعل من التواصل البدني والثقافي أمر ميسوراً وممكناً مما قلل كثيراً من الانغلاق الذي كان يسم مبدعينا، لا يقتصر الأمر إذن على القصيدة وحدها بل القصة والرواية والمقالة والنقد، وثمة عالم موّار يعج بالمعارف والمشاركة تعبر الحدود بيسر وتشكل حلقة رائعة من التواصل الابداعي موازٍ لما نعرف من وسائط. من مساعي اتحاد الكتاب أن يخلق المزيد من فرص النشر للابداع السوداني المكبل والمحبوس بحكم العوائق والروتين والمصاعب الادارية المحلية وضيق ذات اليد وباسلوب آخر هو التعاقد مع دور نشر عالمية (إن امكن) أو واسعة الانتشار وإذ تتولى مهمة النشر بالتعاون مع الاتحاد فإنها بذلك تضمن لنا أيضاً أسواقاً خارجية لأعمالها وتحقيق فائدة مشتركة لنا ولها. وأعتقد ايضاً أن المشاركات في الفعاليات الثقافية المختلفة وتشكيل حضور منتظم يتيح مجالاً ممتازاً للتعرف على ابداعنا وانتشاره واكتساب الخبرات. من حسن الحظ أن من التقاليد الثابتة للاتحاد فيما يتعلق بالمشاركات العامة أن تتفادى ارسال أي من أعضاء اللجنة التنفيذية إلا نادراً ، واختيار المناسب من عضوية الاتحاد أو حتى من خارجه إذا تطلب الأمر. هذه النظرة وهذا التقليد، لا يبعد شبهة المحاباة واستغلال الموقع فحسب ، بل يشكل مرونة طيبة ويخدم الأهداف الكبيرة للاتحاد، ربما بهذه الوسيلة، وسيلة الانفتاح على الآخر نساهم بشكل فعال في التعريف بابداعنا الكتابي بما يليق وهي إحدى المحاولات التي نأمل أن تنجح.
? هل استطاعت القصيدة السودانية تجاوز أدونيس من جهة (قصيدة النثر) ودرويش من جهة أخرى أم هي أصداء لهذه وتلك؟
ـ علي احمد سعيد (ادونيس) عليم بالشعر بصير، سواء على الصعيد النظري او الابداعي وكتبه النقدية والنظرية في الشعر تراث هائل وعظيم، ومن جانب آخر ايضا فمحاولاته الشعرية وتجاربه الموثقة في دواوينه العديدة شاهد على ريادته ولقد تأثرنا به ولاشك ونحن نحترمه ونحبه كذلك. وايضا تجارب الشاعر محمود درويش وفتوحاته الابداعية سيظل لوقت طويل مصدر الهام واعجاب. هؤلاء تماما مثل المتنبي وأبي تمام والمعري ونزار قباني وغيرهم من الأعلام الذي قالوا قولتهم ورحلوا تاركين تراثاً محترماً خالداً.
لا يحتاج الشعر السوداني وهو يتلمس طريقة نحو الريادة أن يضع هؤلاء معايير لا يتحقق التفرد والابداع الا بتجاوزهم، ما يحتاجه الشعر السوداني هو أن يحفر في ذاته ويستلهم خصائصه تراثاً وجغرافياً وموروث ابداعه من خلال تجاربه الذاتية (دون الاغفال عن التجارب المعاصرة، بما فيها تجارب قصيدة النثر او غيرها) لولا وهم التشبث بالآخر (الغريب الحكيم) لوجدنا أن اكثر تجارب قصيدة النثر لدينا من زمان في مغامرات محمد المهدي المجذوب، في اكثر من نموذج! وتجارب عبد الله الطيب المجذوب، بل أن اكثر هؤلاء المنبهرين بأدونيس لم يقرءوا الجزء الثالث والرابع من كتاب المرشد الى فهم اشعار العرب وصناعتها لعبد الله الطيب. وبالرغم من معرفتي على نماذج جيدة من ابداعات قصيدة النثر (والتي أصر شخصياً على تسميتها قصيدة دون إضافة كلمة النثر عليها)، وبعضها في مجملها تفوق حتى هذه النماذج التي ذكرتها (اذكر منها على سبيل المثال فقط. بعض اعمال محجوب كبلو، أنس مصطفى ، نصار الحاج، نجلاء التوم، حسن محمد الحسن، الصادق الرضي.. عصام رجب هاشم ميرغني.. وغيرهم).
لا أظن أن هؤلاء وضعوا ادونيس او درويش هدفاً نصب اعينهم لتجاوزه واعلم أنهم بالتأكيد قرءوا هؤلاء بعمق، بل ولديهم آراء حتى في المستوى الذي بلغوه. اعتقد أن القصيدة السودانية (إذا سلمنا بهذه التسمية) قادرة لتضع تفردها وريادتها (كما فعلت مرات عديدة) دون أن نضع لمساعيها وقدراتها سقفاً يتسنمه رائد، أياً من كان!
|
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: Giwey)
|
Quote: كلام كبير فى حق شاعرنا الكبير عالم عباس...
التهنئة لأستاذ عالم وهو يضيف ديوانا" لسلسلة دواوينه الرائعة ... منك المعانى ومنا النشيد إيقاعات الزمن الجامح ... ماريا وأمبوى .. وأشجار الأسئلة الكبرى ....
شكرا" الشقلينى ... شكرا" جمال
لكم الود عبد الرحمن قوى |
العزيز : عبد الرحمن قوي
الشاعر أبو شقرا شاعر سبعيني ، مُخضرم ، من الجيل الذي يفل حديد الشعر ، وإن قامة شاعرنا هي التي دلته على الكنوز .. ويالها من كنوز .
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: كلمة الشاعر شوقي أبي شقرا في أمسية الشاعر عالم عباس محمد نور بيروت 3/12/2008
النص :
الشاعر الذي نحتفي به في هذه الأمسية يحمل قصيدته الليّنة القوام والنار معها وإذ يفعل وإذ يلعب بالنار يتشكّل عنده الرمز والدور ويقترب هكذا من شخص آخر، من رمز آخر له عبئه وله ناره وهو حامل الهوى الذي صوّره وميّزه الشعر العربي باكراً، وكلاهما كائنان في الانبهار الدائم والحرقة الكاوية وكلاهما يسبحان في ارتفاع عن سطح الواقع وكذلك عن سطح العادات والتقاليد أو أكثر. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر ( شوقي أبي شقرا ) يقدم شاعرنا ( عالم عباس ) / بقلم جمال محمد إبراهيم (Re: عبدالله الشقليني)
|
( عَبقْ البقيع ) للشاعر عالم عباس : فتحٌ في المديح النبوي
إنها فتحٌ في شِعر المديح النبوي . يقولون لا نعرف أنفُسنا ، ولا نعرف شُعراءنا وهم يرتقون المَجد في العلا و إلى القمم . بسلاسة يقودون اللغة وقد استعصت على الأعاجم والمُستعربين والمستشرقين من فخامة قاموسها وفتنة جرسها وهو يراوح جوَّالاً بين الأمصار والأرياف والبوادي والحَضر. جَلَستْ اللغة عندهم وتشكلت بساتينها ، وتقاطر الندى يلعق أكمام وردها .كل الذي تعوّد الناس عليه تجده يجاور الغريب بلا نشاز. غطس الحصى في الرمل وتشققت الحجارة و نَبع الينابيع يصيحُ تَفَجُراً :
هُنا السنابل مُذهبة الألوان بقمحها ترقُص من فرحٍ فمنْ يصنعُ لنا اليوم وليمة ؟
دعانا الشاعر ( عالِم عباس ) لرحلة صفاء لفحته نسائمها وهو على راحلةٍ مأمون سرجها ، معروف مآلها . تهتز هيَّ ثم تستقر أنى تشاء . الشهر كان شهر صوم منذ عامٍ مضى . على مزامير الزمن الماضي طرِب النبي داؤود وأطْرَب. في الماضي الوسيط لبِس الشعر لغة الموسيقى وشاحاً وأسفرت المعاني عن الجِيد المُرصع بالنعيم . قيثارة الزمن الماضي طوت الشعر في حضنها، ومن الصدور خرج هو صداحاً من ثِقل أحمال الوجدان و دفق العواطف . في دروب السيرة النبوية وقفات مع الشعر ونحن نقول بخلاف ما يُعْرَف : أبلغ الشِعر أصدقه محبةً . ذاك كعب بن زهير بن أبي سلمى، شققنا صدره وأنطقناه فقال: عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا ، حيثُ النبي وأصحابه . طرقتُ وأُذن لي ودخلت مُتلثماً أطلب الأمان فأمِنت. استقبلتني الطلعة النورانية ،ولو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً و هادياً . بدأتُ أنشد : بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ ......................................................... ثم اتكأتُ على مِسند الشِعر حتى دنوت :
إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ ......................................................
وما أن بلغت : إن الرسول لنور يستضاءُ به ... ، حتى نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبَسَنِيها عفوا وسماحاً، فسُميتْ قصيدتي من ساعتها : البُردة . للتاريخ رنينٌ يأتيك من حفريات الزمن الماضي . أسفار أبطاله كُتبت بمحبة وأحرُف من نورِ أفعالهم . ( عبق البقيع ) : بوح من الطيب يأتيك من مراقد من استحلبوا الحليب من ضُروع العُسرة . نصروا الرسالة فخَلُدتْ ، وأغدق ربُهم على أرواحهم المنَّ والسلوى . جاء الشاعر ( عالم عباس ) و مشت عينيه فسيح المكان بأرض البقيع . ومن عَبقه سرى وجدانه بقشعريرة أنبتت لطائفها شِعراً . طرق المصطفى باب محبته الواجِدة ومن سُحبه المُكتَنـِزة أمطر. فكَّت خاطرة الشِعر ضفائرها عند مجلسه وتبخترت لُغة باهرة في المديح النبوي هزت عُروش ممالك الشِعر القديم وفاحت رياحينها. و بُردة النبي ، ومن عبق مِسك صاحبها الأصيل تمايلت أعطافها نشوى حين كتب الشاعر : عبق البقيع مِنْ نحْوِ طابَةَ كُلُّ الريحِ ريحُ صَبَا ... وكلُّ نَشْرِ خُزاماهَا زَهَا و رَبَا و رَفّ في الضوءِ مِنْ عطرٍ يَضُوعُ بِه.. عِطْراً مضيئاً كَأنْفاس الرُّبَى رَطِبَا كُلُّ النواضِرِ منْ زهرائِها انْكَسفَتْ... كل البدور توارَى نورُهَا و خََبا فذا العقيقُ عقيقٌ من سَنَا شُهُبٍ.. منْ مَِّنةِ الله، قدْ أعْطى وقد وهبا فالتُّرْبُ مِْسكٌ ومن عَبَقِِ البَّقيعِ نَدَىً ... و النخلُ يَرْشَحُ طِيباً من أريجِ قُبَا سما بروحيَ مِنْ ريحانها سببٌ... إلى المعارج لَمَّا عَزَّ مُنْسَرَبَا هنا الأرضُ من نفحاتِ الله عابقةٌ ... هنا السماواتُ قَدْ مَدَّتْ لنا طُنُبَا تسري السكينةُ في أوصالنا بَرَدا ... ويخفقُ القلبُ من جّرائِها خَبَبَا ..................................... أو حين يقول :
صَلّى عليكَ إلَهِي قَدْرَ ما وسِعْت ... آيُ الكتابِ معانٍ أثْقَلَتْ كُتُبَا يا ربِّ صَلِّ على المحبوبِ سيِّدِنَا... كما تكونُ صلاة، غَيْدَقَاً سَكِبَا سَحّاً سَكُوباً، دوَاماً دُلَّحَاً غَدِقَاً... غَيْثَاً غِيَاثَاً، مديداً، دَيْمَةً سُحُبَا ..........................
للقلب أن يطرُق الأضلُعِ من فرحٍ فهُنالكَ من ضاقت نفسه وما وسعتها رغوة كؤوس الصفاء وقد طفحت شعراً ، عميقة جذوره في بطون الأمم . لله درُك أيها الشاعر الذي رقصت أنجُمه مُتلألئة في سماء العتمة وهو المُتيمُ جالس في طيب الثرى ، نَحَرَ الفؤادَ فَعَظُمتْ الذبائح في بهو البقيع الذي تَعرُشه السماء وتَفرُش بساطه الأرض ، وإنك لنازعتَ كعباً بُردته .
عبدالله الشقليني 17/05/2007 م
*
| |
|
|
|
|
|
|
|