يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2008, 00:48 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى*





    يوتـيـبـيـا البياض
    قراءة في ديوان : (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى
    بقلم محمد جميل أحمد

    حين صدّر الشاعر (أنس مصطفى) هذه المجموعة بإضاءة شعرية صوفية:
    (هلْ أنتَ غيرَ إشَارَةٍ لمعَتْ على طُرقِ الصَّحارَى..)
    لم يكن ذلك بريئا تماما عن حيثية عنوانها ، المشكك ، والبالغ التنكير في دلالته المجازية ؛ فعنوان المجموعة لا يكاد يمسك من المعانى إلا ما كان أثيريا وشفافا ، ومتشظيا ً ، لكنه في نفس الوقت يشف عن سعي مرهق ٍ وراء قناع لا يكف عن البخل ببياضه ! ويكاد الوصول إليه يسرق عمر الحياة وعبورها . وهو وصول يطرد فيه الشاعر اليقينَ بما يمكن الحصول عليه ، فالأسئلة والأمنيات عن الحبيبة / الحقيقة / الوطن كلها يشف عنها ذلك القناع الغامض فينتج من خلال البحث عنها ، كتابة تحتفل بالهمس والتقطيع ، والكلام النفسي . وبلغة تهجر كلماتـُها قاموسها الطبيعي ، لتتذرر في مخيلة ترهنها باستمرار إلى مجاز خاص :

    (سَتحتاجُ صَوْتاًَ عَصِيَّ الوُصُول
    وَتَحْتَاجُ بَيْتَاً بَعِيدَ المَنَال..
    وَتَشْرَبُ
    وَحْدَكَ
    شَايَ
    الْمَسَاء..

    َتَرْنُو لِمَقْدَمِ مَنْ لا يَجِيء..)

    .....................................

    (أيُّ وُصُوْلٍ يُضِيءُ الطَّرِيق..؟

    أيُّ بِلادٍ تَكُوْنُ البِلاَدُ
    الَّتِيْ
    نَشْتَهِيْهَا..؟)

    ................
    (لَوْ تُصْبِحِينَ عَلَى خَيْر ٍفَقَطْ
    لَقَطَعْنَا الدُّنْياَ بِسَفَرٍ أقَلَّ..)

    ذلك أن الأسئلة والأمنيات هنا تنشد بياضا غامضا ؛ بياض الحقيقة العاطفية ـ إن جاز التعبير ـ فالعاطفية المركزة في تأويل الحقيقة العقلية الأولى الغامضة هنا لا تخلو من إشارات (محمودية) ـ نسبة إلى محمود محمد طه ـ 2في نسيجها ، بما تجسده من مفارقة : أن الأسئلة عن الحبيبة الأولى والكبرى منبعها عقلي وتأويلها عاطفي ، وبين هذين الحدين يزهر الشعر ويتسع لرموزها في صور أخرى .

    (تَرَكَت فَانُوْسَ اللَّيْلِ مُضَاء..
    قَدْ تُهْدِرُ هَذَا العُمْرَ صَبِيَّة..
    لا
    تَذْكُرُ
    أَبَدَاً
    كَيْفَ
    أضَاء..)

    ثمة علاقة إذن في ذلك البحث ، بين الحبيبة /الحقيقة البيضاء ، وبين التشظي حولها بوصفه حالة عجز لا يمكن الإقرار بها شعوريا (فالكف عنها يوازي الموت) . ولهذا ينهدر العمر دون الوصول إليها ، منحدرا من غياب إلى غياب ، لكن الشاعر ينتصر شعريا أمام ذلك العجز ، ففي الطريق إلى تلك المجازات الكبرى تتعرى الأشواق والأمنيات ، وتختبر حياتها الناقصة بجدوى الطريق الذي يغري ، ولا يوصل لأن :

    (وكل وصول غياب جديد)

    في المجموعة يتوازى الهمس مع المعاني ويمر التاريخ شفافا رغم الألم السياسي أحيانا فتأتي الإشارة إليه في كلمة غريبة غربة ظاهرية عن سياق الكتابة ، لكنها في غربتها تلك تصبح نظاما للمعاني الشعرية في القصيدة ، وبصورة يحيل فيها غياب تلك الكلمة ربما إلى انفراط المعاني تماما عن نظامها

    (بِنَوَايَاكِ المَخْزُونَة
    مُنْذُ الفَجِيعَة
    /مُنْذُ يُوْنْيُو الْخَرَاب/
    تُلَطِّخِينَ وَجْهِي
    بِطُفُولَةٍ نَاعِمَة..)

    فذكر (يونيو الخراب) في نص يضمر عنوانه همسا : (إنصات) لا يمكن أن يأتي إلا ناظما لتلك التداعيات ، ذلك أن الإشارة التاريخية هذه ربما كانت ضبطا متعينا للتشكيك الجميل والفسيح لأقنعة البياض في كتابة أنس ، فالاندماج الذي تصل به (غنائية التجريد) في نصوص المجموعة إلى احتمالات دقيقة الاختلاف في سموها : الحقيقة ـ الوطن ـ الحبيبة .... ألخ ، يشف عن توحد : (وحدة وجود) لمعان ٍ لا تتقابل أبدا ، ولا يعني عدم تقابلها ذاك أنها : وحدة كلية مصمتة ؛ بل يعني وحدة نسيجُها الحب والأمنيات التي تتوحد عبرها تلك الرموز .
    في قصيدة : (صوتك والغياب) لايدل صوت الحبيبة على مصدرها الغائب ومن خلال التوهان بين سماع الصوت ، وعجز البصيرة يجسد التعبير عن الحسيات الحميمة تأويلا للمعاني ، فمفردات التعبير الحسي هي التي تفجر الطاقة الشعرية النابعة من تجليات الحقيقة المجردة عبر لبوسها الحسي ذاك، وسنجد أن الأمنيات المعلقة تضمر حنينا حارقا في التعبير


    (لَوْ تَرْتَدِينِي الآنَ أقْمِصَةً يُبَلِّلُهَا الخَرِيف

    لَعُدتُ
    مَحْفُوفَاً
    بِقَمْحكِ

    أَيْنَمَا انْتَهَتِ الدُّرُوب..)

    يشتق أنس مصطفي أسئلة الحنين من إحساس عابر بفقد حياة تسربت أو تتسرب باستمرار من معناها التاريخي الجميل ، ليعيد خلقها في (يوتيبيا البياض) التي تمنحه مكانا (خارج المكان) وزمانا خارج الزمان !

    (كَأَنَّ المَكَانَ هُرُوْب
    المَكَان..)
    ............................
    (في زَمَانٍ آخَر..
    نُسَمِّيهِ زَمَانَاً مَا..
    غَااااارِقَاً
    في
    الْبَيَاض..)

    فعبر استعادة اليوتيبيا يتحمل الشاعر ضغط التاريخ وإكراهاته ، لكن هذا العبور يتشح دائما بالوحدة والفقد والحزن . ثمة إحساس في شعره بمعنى الخسارة المركبة . وبالرغم من أن الشاعر يضمر خطابا متناسخا في استرجاع شعري مشكك ، إلا إن ذلك التناسخ ربما كان إشارة خفية لـ(وحدة وجود) شعرية تجعل من الأنا والآخر تعبيرا صافيا عن الإحساس الواحد بالحنين .

    (....وَأَنَا
    سَااااارِحٌ فِيكِ
    عَمِيقَاً..
    عَمِيقَاً كَلَوْعَة..
    مَا بَيْنَنَا:
    الحنَِين..
    الأَشْيَاءُ المُدَّخَرَة..
    وَالأمْسَيَاتُ الَخاسِرَة..


    كَمْ أَخَّاذ
    أَنْ تَكُونَ وَحِيدَاً..)

    لا تكف النصوص عن تجديد الإحساس بالغياب ، فالغياب ثيمة مركزية فيها لكن الوصول إلى الغياب عادة يمر بخسارات تفضي إلى غياب جديد ، جدلية الحضور والغياب هنا تعلة تسرق العمر ، والحنين الحارق إلى الحبيبة المتوارية ، يمنح النفس العرفاني /الصوفي لغياب يشترط شهودا :

    (أنَّهَا حَضَرَتْ،
    فَغِبْتَ بِهَا..)

    أحيانا يغيب الغياب كمعنى ، ويحضر من الخارج (الطبيعة) عبر مشاهد تفيض به (الليل ـ العتمات ـ الغامق ـ الخفاء) ـ تماما كالحنين ـ لكن الوظيفة الدلالية لمعنى الغياب تتجدد فيه عبر اقترانها الشرطي الجدلي :

    (رُبَّمَا:
    ضَؤٌ يُلَوِّحُ في انحِْسَارِك/
    رُبَّمَا العَتَمَاتُ مُشْرِفَةٌ عَلَيك/)

    ثمة كلام نفسي قائم بالذات : (حوار ذاتي / استرجاع) يكاد أن يكون تقنية الخطاب في الكثير من نصوص المجموعة ، وهو أسلوب يسمح بالكثير من الهمس ، ويتناسب مع وحدة جوانية حميمة للشاعر .
    ذلك أن التشبيك الذي لا يفصم صورة الحنين الواحدة إزاء حالات التعبير عن : الحبيبة / الحقيقة / الوطن ، هو تأويل للذات حين تتصادى مع مفقوداتها وتصطدم بغيابها الحارق ، مما يجعل فائض الإحساس بالخسارة ،هو الوجه الآخر لذلك الحنين الواحد .
    وسنجد قصيدة (نثار) التي هي مفتاح هذه المجموعة والكلمة الأولى في عنوانها ؛ هذه القصيدة توشك أن تكون نشيد الإنشاد في المجموعة فالتكثيف المعياري لمعناها يكاد ينتظم نسيج القصائد في المجموعة بصورة أو بأخرى . وتتضح دلالات المعاني في نسيج الحنين عبر حيثيات قوية ، وسياقات ربما أضمرت فوارق طفيفة بين المجازات الثلاثة : الحقيقة / الحبيبة / الوطن :(الأم) ، فالشاعر في هذه القصيدة التي يوحد رموزها المتماهية بأنوثة تتسع لتأويله ؛ تلك الأنوثة المجدولة في نفس شاعرها ستترك فيه بغيابها دويا كـ(دوي الظنون في قلب حائر) ـ بحسب التجاني يوسف بشير

    (أَيتَّهَا الْمَجْدُولَةُ مِنْ أنْسِجَتي، يَوْمَاً مَا سَتُدْرِكِينَ مَعْنَى أنْ يَكُونَ للأُنْثَى دَوِيّ...)

    ولعل حيرة الشاعر في تعيين الأسماء لرموزه الثلاثة المتماهية في حنين واحد ، جازت به إلى دلالات تمس الفروق مسا طفيفا ؛ مس لا يهدر الفقد الواحد والحب الواحد ، بقدرما يشير إلى سياق يشف عن " زمنية " ما لبعض الرموز دون بعضها وكأن الشاعر حين يُسمّي ، سيكشف عما يحد الأسماء عن مجازها الطليق في أفق الرؤيا : (إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) بحسب عبارة " النـِّـفَري " الشهيرة :

    (كَيْفَ أُسَمِّيْكِ..؟
    ( إنَّ الأسَامِي تَضِيقُ عَلَيْكِ..)
    أُسمِّيْكِ ثَوْبَ الغِيابِ الوَحِيد/ أُسمِّيكِ أيَّامَ كُلِّ البَنَات/ أُسمِّيكِ وَرْدَ البِلادِ الضَّرِيرة...)

    إن عذوبة هذه القصيدة الطويلة نوعا ما ، لا تنبع من حرارة الشجن والحنين والنداء المندلع في تفاصيلها حد البكاء ، بل أيضا من الإحساس الذي يشتق الحزن والخسارات في طريق موحش لا تبلله سوى الأغنيات ـ في إشارة لجدوى الشعر / الغناء ـ فالشاعر مع يقينه الجارح بأن الطريق لن يوصل في عبوره إلى اليقين إلا أن في الغناء/ الشعر ما يخفف تعب العمر في رحلته الدائرية .

    (يَطُولُ احْتِمَاؤكِ بالأُغْنَيَات..
    يَطُولُ الطَّرِيقُ وُصُوْلاً إلَيْكِ..)

    في ختام هذه القراءة السريعة لمجموعة (نثار حول أبيض) هناك الكثير من الأسئلة والرموز تحتاج إلى قراءات تختبر جمالياتها المكثفة لا تسمح بها طبيعة هذه العجالة ، مثل :إيقاع المجموعة المتوزع بين (قصيدة النثر) و(التفعيلة) ، ونجاح الشاعر في خلق مجاز شعري شفاف للميتافزيقا من خارج ذهنية المعرفة مع استبقاء تأويلها ، واستدعاء رموز شخصية ، حميمة لدى الشاعر (الأستاذ محمود ، والنفس الصوفي السوداني للفكرة الجمهورية) واللبوس الخاص لنسيج الرموز الثلاثة ، عبر تعبيرات وصور طالعة من بيئة سودانية محلية ، جسد بها الشاعر امتلاكا شخصيا لمفردات تحمل معانيها الكلية ، في جزئيات حميمة من بيئة الشاعر ورموزها (البن / شرق السودان/ البجا) كما في هذه الصورة الشعرية الحميمة والمتعالية في نفس الوقت :

    (أيْنَ مَوَاعِيدُ بُنَّكِ فِينَا..؟ أيْنَ غِطَاؤُكِ..؟
    شَمْسُكِ تَسْهُو..
    مَسْقُوفَةٌ أنْتِ بالاحْتِيَاجِ، وَوَهْمِ الحَكَايَا..
    فَكَيْفَ أدُلُّ عَلَيْكِ هُبُوبِي)

    فـ(البـُّن) /القهوة التي تساءل الشاعر عن مواعيدها ـ الأربعة بحسب تقاليد قبائل البجا في شرق السودان ـ ستأتي في تضاعيف القصيدة بوقت محدد وشخص محدد... ربما :

    (لِي أنْ أحِنَّ لِبُنِّ ضُحَاكِ رَغْمَ نُحُولك..)

    فعبارة : (أحِنَّ لِبُنِّ ضُحَاكِ)

    تستدعي في ذاكرة السماع أغنية شهيرة بشرق السودان يقول مطلعها :

    (سَوِّي " الجَّـبـَــَنة " يا بـِنـَـيـَّـة / في ضُـل الضَحًوِية) .

    وإذا كانت الحقيقة / البيضاء الأولى والكبرى ، تنوس طيفا في أوراق هذه المجموعة فإن الحقيقة الخضراء ربما كانت مكانا حميما يتعالى بذلك اللون إلى مصاف رمزية ، ويتماهي مع البيضاء في نسيج الحب والحنين، ليأتي تكرار كلمة (الخضراء) في قصائد المجموعة كنعت مضاف لمدينة (كسلا) وسواقيها ... ربما

    (لَمْ أجِدْ أثََرَ السَّوَاقِي/ لَمْ أجِدْ خَضْرَاءَ بَعْدَكِ/)

    هكذا يقع أنس مصطفى على كتابة شعرية تضمر نسيجا متفردا ، عبر أصوات الحنين ، في الذات العابرة والمغتربة ، وتشتغل على جماليات شعرية آسرة ، وتكاد لا تعرف إلا روحها ...
    هناك الكثير مما يمكن تأويله في كتابات كثيرة عن مجموعة (نثار حول أبيض) . فهي إضافة متفردة في الشعرية السودانية .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    شاعر وناقد مقيم بالرياض [email protected]
    هوامش
    1ـ البيت للشاعر محمد عبد الحي ، جسد فيه رؤية صوفية لتجربة الشاعر التجاني يوسف بشير الذي مات في ريعان شبابه .
    * نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية/ الجمعة 28/11/2008
    http://www.assafir.com/WeeklyArticle.aspx?EditionId=110...a7%d8%ad%d9%85%d8%af

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 04-02-2009, 05:54 PM)

                  

12-04-2008, 09:36 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

12-04-2008, 04:08 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    0
                  

12-06-2008, 10:29 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    فوق
                  

12-06-2008, 04:43 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    up
                  

12-06-2008, 05:28 PM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    محمد جميل أحمد
    Salam and
    Thanks
    but أنس مصطفى Where is ?
                  

12-06-2008, 06:36 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Mohamed E. Seliaman)

    العزيز محمد E سليمان
    شكرا على مرورك ، وعلى رفع البوست .
    اأمقال عن شعر أنس مصطفى ، بالطبع .
    مودتي
    محمد جميل
                  

12-10-2008, 06:46 PM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    الأديب محمد جميل تحياتى

    مادة قيمة, شاعر مرهف, و معانى تجدد الوجدان...

    أتمنى أن تضيف لهذا البوست بعض الأعمال الكاملة و ياحبذا الجديد

    منها....

    سأعود بإستفاضة حال إستعادتى الكيبورد العربى ...
                  

12-11-2008, 00:10 AM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    up
                  

12-12-2008, 03:31 AM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Maysoon Nigoumi)

    Till I come back

    UP
                  

12-12-2008, 06:54 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    تصفحتُ ديوانه الذي أهداه لصديقه طارق المكي بكلماتٍ رقيقات
    إلتقيته أول أيام العيد وقد تحلقنا حول مائدة أبو ساندرا العامرة
    وجدته رقيقاً رِقَّة شعره

    أليس هو القائل:

    تُدْرِكُ الآن
    أنَّ
    وقتاً
    مضى

    الكلامُ الحنين
    مُتْعِبٌ للذي
    في
    مهبِّ الجناح

    الكلام الرحيم

    المُشاةُ مضوا
    يُنفِقونَ الدروب
    بِبيتٍ أقَلْ
    يُنفِقونَ البيوتْ

    لو عليكَ إذَنْ
    نُغلِقُ الليلَ خلْفكْ
    مِنْ
    نهارٍ
    قليلْ

    ريثما الجُرحُ يَنْفَدْ

    ريثما في الجناح
    قُدْرَةٌ للقيام

    لو سماءٌ أهَمْ
    في طريقٍ قريب

    تُدْرِكُ الآنَ أكثرْ
    أنَّ
    هذا
    عُبُور

    تَعْبُرُ الآنَ أكْثَرْ

    لو يقينٌ لديك
    انهُ من زمن
    كُلُّ
    هذا
    رماد

    إنك الآن أبعد


    شكراً لك ايها الجميل.. محمد
                  

12-13-2008, 10:33 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد فضل الله المكى)

    العزيز أبو ذر عمر ..... تحياتي وكل عام وأنت بخير
    شكرا على مرورك . وكلماتك الطيبة
    أتمنى أن تستعيد البرنامج العربي للمشاركة
    مودتي
    محمد جميل
                  

12-13-2008, 06:34 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    العزيزة ميسون النجومي ... تحياتي وكل عام وأنتي بخير
    شكرا على المرور بالبوست
    كوني بخير
    محمد جميل
                  

12-14-2008, 11:01 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ محمد فضل الله المكي ... تحياتي ، وكل عام وأنت بخير
    شكرا على المرور وعلى هذه المقطوعات من شعر أنس وملاحظتك الدقيقة بين الشاعر وشعره
    لك كل الود
    محمد جميل
                  

12-14-2008, 01:44 PM

Alsa7afa_30
<aAlsa7afa_30
تاريخ التسجيل: 02-06-2003
مجموع المشاركات: 6618

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)


    الشاعر / أنس مصطفي في أمسية شعرية بالمركز الثقافي السوداني - الدوحة
                  

12-15-2008, 11:01 AM

gamal elsadig
<agamal elsadig
تاريخ التسجيل: 07-07-2005
مجموع المشاركات: 3076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Alsa7afa_30)
                  

12-16-2008, 01:35 AM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: gamal elsadig)

    شكراً جمال...

    من أحب النصوص إلى نفسى, هذا النص المتناهى الرقة رغم أنه من النصوص الأولى لأنس..


    غناء المطارات البعيدة



    الحلم أن نغفو علي كتف الحبيب

    ونستعير من الزمان زفاف أيام لنا

    نتقاسم الأحزان والفرح المخبأ

    في غيوب صدورنا

    ونعيد ذاكرة الحقائب للطريق

    ولبيتنا المنسي في الوطن الرحيق

    رحل الذي يوما" أتينا كي

    نشاركه الغناء

    فمن يضمدنا إذا غني لنا

    وتر حزين؟

    كنا نحب دروبنا للبيت

    والكلمات تفتح

    في الأصيل نوافذا" لهبوبنا

    كنا ننادي

    يا حبيبة كم نحبك

    يا حبيبة كم نتوقك

    يا حبيبة نشتهيك..

    يا حبيبة كم توجعنا

    تمزق حبلنا السري كي

    نأتي إليك بما حملنا من



    حكايات الطريق

    كان الرجوع اليك أبعد

    من رحيلك للبعيد..



    كنا نفتش في الحبيب

    عن المسافة للحبيب..

    وندثر الأوطان فينا حين

    تحملنا المنافي للشتاء..

    لكن قنديل البداية قد

    تكسر في العراء فمن

    يضئ طريقنا إن ضاع

    في القلب الطريق؟



    الحلم أن نبني لنا بيتا" هناك

    فيه نشتاق ألا ماسي

    والترقب

    والوصول..

    فيه نكتب ما استطعنا

    من رسائل للبعيد..

    كنا نخط علي الهواجس حلمنا

    وعلي العيون..

    ونظل نبحث عن نساء

    لا يساورهن زيف..

    هل نحن حقا" شاحبون

    ليضيع في كل المدائن ضؤنا؟

    أم نحن دوما" راحلون

    لنعو دمن كل البنات

    بزاد موال وناي؟

    سيظل يتعبنا السؤال ولا نجيب..



    كنا نتوق إلى حضور

    لا يكون..

    إلى فتاة ناصعة

    بلد نبيل..

    من حن بعدك للغناء؟

    من كان يسال عن فتاة

    فارعة وفتي أصيل

    غير المساءات الحبيسة والحنين؟

    هذا أنا الليل يصحبني إليك معبأ

    بالانحسار وبالنحول..

    سأعود من كل المطارات البعيدة

    حين يغمرني الخريف

    أبدا" إليك هو اللجؤ..

    أبدا" عليك هو التزيف..


                  

12-16-2008, 01:58 AM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    العزيز محمد جميل ســلام ..

    مدهش هذا الأبيض المسكوب عنية فى كل هذة التفاصيل النقية.

    و أنت فينا لانبرح سيرة اللون حتى يكون منك الشهد و الشاهد. نظل مع أنس و أٌنسُكَ.

    عد متفكراً فى هذة المساحة الخضراْ ...

    Quote: إلى الخضـراء..


    Quote: أيُّ حَنِيْنٍ
    سَيَمْلأُ ذَاْكَ الغَرِيْبَ اخْضِرَاْرَاً
    أَهْلاً
    وَدَارَاً..؟

    Quote: هَا أنْتَ تحَزَن
    وَيَأْتِيكَ حَنِين..

    كَمْ
    مَرَّةً

    تَسْتَدِينُ بِلادَاً
    وَنَاسْ..؟

    لَسْتَ هُناَ...


    الأوْقَاتُ الخَضْرَاءالبَابُ الصَّغِير



    Quote: الأيَّامُ المَرْمِيَّة:
    تَرْفَعُهَا..
    تَبْحَثُ عَنْ أخْضَر..


    الأيَّامُ الخَضْرَاء:
    تَعْبُرُهَا...

    كَانَ خَرِيف/
    كَانَ مَسَاء/


    Quote: مُصَابٌ بِكِ
    في سَرَابِ النُّصُوص..
    خَضْرَاءُ أنتِ، وَمِلءُ الجِهَات/
    .
    .

    إلى أَيْنَ تَمْضِينَ بِي في الغِيَاب..؟

    مُبَلَّلَةٌ كُلُّ تِلْكَ الأََقَاصِي
    بِأسْرَارِهَا..

    مَخْزُونةٌ أنْتِ حَدَّ هُطُول..

    لا تُمْطِرينَ


    Quote: لَوْ مَرَّةً هَاهُنَاك..
    زُهَاءَ
    مَكَانٍ
    أَلِيفٍ
    وَأَخْضَر..


    Quote: يَا زَوَّادَتِي..
    أمْعَنْتُ في سِكَكِ الحَرَاز..
    لَمْ أجِدْ أثََرَ السَّوَاقِي/ لَمْ أجِدْ خَضْرَاءَ بَعْدَكِ/ لَمْ أجِدْهَا في العَنَاوِيْنِ الغَرِيْبَةِ/
    لَمْ أجِدْهَا في الْحَنِينِ إلى سِوَاك/



    Quote: ( طُوَالَ مَدينَة )
    بِغُوَايةِ حُلم..

    الخَضْرَاءُ تَنْسَى
    أنَّهَا الخَضْرَاء..



    فى إنتظارك يا جميل !!!
                  

12-16-2008, 02:02 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    العزيزان أبوذر وجمال
    شكرا على المرور بالبوست .
    عزيزي أبوذر الكتابة من وحي النص والتأمل فيه تخضع للكثير من الشروط التي تستدعيها ، ولا شك أن في النصوص التي أوردتها ما يستدعي التأمل ويحفز على الكتابة . لكن ذلك يحتاج إلى وقت وتأمل ومزاج . وما أوردته من شعر أنس يعبر دائما عن موضوعة الفقد والغياب . لكن الغياب لدى أنس دائما غياب شفيف ؛ غياب لايحرص على استدعاء الغيب بقدر ما يرغب في عودة طيفيه له أو مرورا عابرا ففي ذلك ما يكفي لاسكات الحنين . في نصوص أنس يأتي الاحساس بالغياب مع يقين مطلق بالخسارة ، ولهذا لايكون الحنين للغائب من أجل حضوره أو شهوده ـ فهذا مستحيل ـ بل فقط من أجل عودة الأطياف والعلامات والإشارات والرؤى التي تغري بالعودة إلى حين .
    مودتي
    محمد جميل
                  

12-19-2008, 10:58 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    .
                  

12-29-2008, 08:27 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

01-02-2009, 11:20 PM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    Dear Mohammad Salaam

    Very glad to see this post on the new year

    I would like to see more discussion here, and I'm very sure

    the reader is ready for much light, and also to fall in love with Anas

    keep the nice work
                  

01-03-2009, 02:15 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    شكراً أستاذ محمد جميل،
    لا أمتع مما كتبته لنا إلا المتعة الغامرة تستقطرها هذه النادرة!
    نادرة أن يتجاوز الناقد/ المبدع بـ الشاعر/ الشعر عن المتواتر المكرور،
    ثم يقدمه للقراء في أثواب معرفة قشيبة و بكل هذا البهاء الأريحي...
    فليس كثيراً أن يكتب مبدعٌ عن مبدعٍ نقداً بديعاً و جاداً يتجاوز به السائد العادي
    من تعبيرات الدهشة و الانطباعات العابرة، أو مجرد تأوهات المجاملة
    من معجب أو معجبة و يعقبها صمت مطلق!!
    فشكراً يا جميل على البادرة النادرة..

    و (هلْ أنتَ غيرَ إشَارَةٍ لمعَتْ على طُرقِ الصَّحارَى..)

    و أنس مصطفى ....
    التقيته شعراً آسراً في أواخر 2005 على مفرق من (سودان للجميع)
    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=577&highl...7d2d8cfa45b61ed728c8
    عندما قرأت؛ (لأنَّ الهَدَندوَة وَحْدَهم..)
    Quote: كان العُمْرُ كثيفا"

    وبلا مَواعيد..

    لم يكن ثمَّةَ ما يمكن اللَّحاقُ به..

    وقلتِ نُغَادر..

    لأنَّ ما عاد منَّا..

    مَحْضُ طَريقْ..
    استعادني يومها لذلك الوعي الشفاف بالشعرية
    و ذكرني بضفاف الشعر البكر غير المطروقة.
    ثم لم يبرحني شعره ...
    و أما أنا، فلا ألبث إلا قليلاً، ثم أعاود البحث عنه.


    شكراً على هذا الجمال....
                  

01-05-2009, 02:16 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: هاشم الحسن)

    العزيز أبو ذر عمر ... سنة سعيدة
    شكرا لاهتمامك بالمزيد من الحوار عن تجربة الشاعر أنس . وهي تجربة تستحق القراءة المتعددة .
    وأتمنى أن يتواصل الحوار لإضاءة التجربة من خلال النقاش
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-05-2009, 02:43 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: هاشم الحسن)

    الجميل هاشم الحسن .... سنة سعيدة
    شكرا على مرورك بالمقال ، ويسعدني أن تجد فيما كتبت عن أنس : كتابة مختلفة عن السائد في هذا المنبر ، وهذ من حسن ظنك وعمق شعورك بمعنى الكتابة الأدبية ، هناك الكثيرون من الأدباء والنقاد المتميزين ، نتمنى أن يواصلوا رفد هذا المنبر ـ رغم مافيه ـ بكتاباتهم العميقة ، وليكن همهم الأول هو اتاحة الجمال المشاع في كتاباتهم لكل الناس . وأجدني في حيرة بالفعل مما نراه لدى الكثيرين حين يحولون الكتابة الأدبية إلى مجاملات وأحكام قيمة مجانية ، توهم أنصاف المبدعين وأرباعهم بوهم (الشاعر الكبير والكاتب الكبير) فيصدقون مايقال عنهم ، فيضيع الإبداع الذي لا يمكن أن يعرف إلا بالفحص والصدق والجدية والقراءة الموضوعية والمعرفية . شكرا لك وأنت تنتبه لمثل ذلك التسطيح الذي لا يبدع أدبا ، لكن هذا هو السائد للأسف
    أنس شاعر جميل ومتميز وإليك هذا النص الجميل والعميق ، وهو للأسف غير منشو في المجموعة ـ ربما كتبه بعد صدورهاـ
    Quote: سَـهــــو


    حَامِلاً حُلمهُ المُغْرَورِقَ بالأثَر، وَمُحَاذِرَاً مِن اهدَارِ وَهلَة، يَمضِي مُتفَقِّداً مَداَئِنَ بُعِدَه، طُيرَ صبَاحَاتِه، طينَ المَسَاكِن، شَجَرَ الحِيشَان، مَاسِحَاً بالحَنانِ الجَليِل تُرَابَ فَنَاءَاتٍ غَابِرَة، رَائِحَة زمَانٍ مُتَهَدِّم، مَقَابِضَ البيبَان، أسِرَّة الحَدِيد، مَفَاتِيحَ النُّور، رَائِحَة الأَب، يَمضِي بِحلمهِ الصغير غير مُكتَرثٍ للنُقصَانِ الآسِر، لأهَازِيجَ العَدَمِ المَقسُومَةِ لِلرِّيَحٍ، مَحفُوفاً بِمَلامِح مَرَّت، بِهَمِّ ذَهَاب، فِي الزَّلطِ القَديمِ لِقَريَةٍ وَادِعَة، كانَ المَكَانُ مُلثَّماً بِعُشبِ الأَبَديَّة، يَجُوبُ الأرَضَ مُنذُ آمَادٍ وآمَاد، كَانَ مَلِيئاً بِالأشيَاء المترُوكَةِ: ( طُوبٌ أخضَر، أبرَاج حَمَام، مَزيَرَات، حِبَال غَسِيل، سَبَلوقَات، صَهَارِيج، شِنَط هَاندبَاق، بَشَرغَارِبون)
    .
    .
    .

    مَرُّوا..
    .
    .
    .
    .



    بِمَعُونَةِ المَوْتِ يَمضِي نَاجِيَاً مِن تعقُّبَات شَرِهة لكِلابِ أثَر، مِن رُمَاةِ هَدَرٍ مُحتَرِفِين، مِن بُوصَلات، مِن عَوَامِيدَ نُور، مِن رَغبَاتٍ في القَنص، مِنْ شِرَاكِ حَنِين، مُحَاذِرَاً من التَّعَبِ الأزَلِي لِسُلالاتِ تُرَاب، مِن أَسلافٍ نَادِمِين، مِن نِدَاءَاتٍ عَذبَة لِضِفَافٍ مُرَّة..


    (ولا نُقطَة.. الأثرُ بِكَاملِ غَيماتِه لِي).


    عَائِدَاً به إلى العَام 98، لأنَّه الأجملُ مَطَرَاً، هَكَذا يَظُن، أو لأنَّه المَحفُوفِ بِنُورِ ابتِسَامَةٍ مَهَرّبَة، ربَّمَا هُنَاك سَينجُو بِرَمَادِ نِجُومِه، بِشَهقَةِ وَمضِه، بِشَجَرٍ أخضَر، بِسِكُون، مُخَلِّفاً حَرَّاسَ أثَرٍ مُنتَظِرُين قُربَ لَوَارِي الأزَليَّة تُقِلَّهم إلى حَيثُ نَأى، لَولا انشِغَالهم بِمَذاقِ القَهوَة فِي مَآتِم سِكَّتِهِم لأمسَكُوا بِغِيَابِه، سَاكِبينَ سَطلَ أَمَلِه فِي سفوحِ عَدَمٍ رَاكِدٍ منذُ نَوَاحِيٍ عَميَاء..





    وَحدهُ فِي المَقعَدِ الأَخِير اذاً، قُربَ نَافِذَةٍ رَحِيمَة، يُرَاقِبُ الحَيَاةَ عَابِرَةً بِأَنِينِه، يُرَاقِب الحُزنَ مَفتُونَاً بِالحُزن، يَحسِب الوَقت بِدَهشَة: 98، 99، 2000، 2001، 2002، 2003، 2004، 2005، .2006، 2007 ...




    تَسترسِلُ الحَافِلاتُ فِي رِحلَتِهَا لمَحَطَّاتٍ أخِيرة، هُنَاكَ بِلا مُنتَظِرِين، زُوَادَةُ الأُمَّهَات انتَهَت مُنذُ زَمَن، الفَتَى مَحمُومَاً وَمُبَلَّلاً بِمُكَمَّدَاتٍ مِن أيَّامٍ قَدِيمَة، بِرَتَايِنٍ منسِيَّة عَبرَ أزِيزِ السَّنَوَات، حَالِمَاً بِصَباحٍ رَقِيق، مُستِعَيداً مَمتَلكَاتِ بَهَائِهِ، بِكَامِل أنَاشِيدِها، مُنذُ شَجَرِ البَرَازِيليَا، وَشَمَالِ الحَلَنقَة، منذُ قَهوَةِ الفَجر، وَعَجوَةِ الدَّكَاكِين، مُنذُ مَدَارِس، حَالِمَاً بأنَّ المَسكُوب لَم يَكُن سِوَى اغفَاءَة، بأنَّه استَفَاقَ نَضِرَاً يُغدِقُ الحَنَانَ علَى الكَائِنَات، يُغدِقُ النُّورَ عَلَى الصَّباحَ، مُتَوَّجاً بِثَمَرٍ وَطُفُولَة، الفَتَى أضرَّ بِه حَنان وَشَجَر، لا زَالُ قَيدِ أجنِحَةٍ سَاهِيَة، َبِسَمَاوَاتها، يَندَهُ الرُّوحَ مِن أقَالِيمِ نِزُوحهَا، لَو أنَّهُ انتَظَرَ هُنَاك،َ لَوْ أنَّه تمهَّل قُربَ شَبَابِيكٍ زَرقَاءَ وَوَقت، لَو أنَّهُ أوقَفَ الشَّاحِنَاتِ تُهَرَّبُ لَحظَاتِه، لَو أنَّه، لَما عَبَر مُرَّاً بنُتُوءَاتٍ وَشَوَاهِد..
    .
    .
    .




    حَامِلاً حُلمَهُ وَمنتَبِهَاً لَحظَتَهَا، مَهدُودَاً بأرَقِ المُسَاسَقَات، بِضَياعِ النَّظرَة، وَالتِبَاسِ مَدَاه، مُجتَاحَاً بأمَلٍ مُرْ، بِاستِرسَالٍ بَاهِظ، بِسَحَابٍ بَعِيد، بِابتِسَامَة نَاصِعَة، بَبنطلونِ جِينزٍ وَمَشَاوِير، بقلمِ البِكْ وَكَرَّاسَات، بِعِيونٍ عَسَلِيَّة، بِفَاكِهَة عَذبَة، بدروبِ قُرَى، بمعنَىً
    وَزُوَادَة ..




    لا أتَوَسَّل..



    قَالَهَا لِغِيَابِهِ..



    مَا تَبَقَّى

    أَثَر..



    (بِكَامِلِ غَيمَاتِه لِي).
    .
    .
    .
    .


    أنـس مصطفـى


    ـ وهو منشور مع بعض التعليقات بموقع (سودان فور أوول) على هذا الرابط
    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=1816&high...a2be260a350e182e6860

    مودتي
    محمد جميل
                  

01-05-2009, 02:52 AM

Maysoon Nigoumi

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ محمد جميل... مقال حقيقة ممتع، وأجمل النقد ذلك الذي
    يفتح أبوابا جديدة للنص ويسلك فيه دروبا ... ذلك الكتاب الذي
    اقتنيته اعجابا مني بصفرة أوراقه، ولم أكن أدري أن سأتعثر بشهوة
    في القراءة لا تنتهي (وقد حملت الديوان معي في سفري هذا) ... وحماسة
    للكتابة انتهت بمقال هو كتعليق أو قل book review نشرته في صحيفة
    الأحداث قبل عام بالتمام
    (رغم أني أكره مزاحمة البوستات) لكن كما قلت نفسك...فلنفتح مزيدا
    من الحوار حول تجربة أنس مصطفى وكذلك مجايليه من الكتاب..لذا
    أذيل مداخلتي بالمقال هنا

    "الصفار لمحة فارس...الخدار أقعد جالس" تجامل جدتي سمرتي...
    "نثار حول أبيض"
    كتاب شعر كلما تفرست فيه تجلى.
    يفارق الشاعر أنس مصطفى مجايليه في كتابته الزاهدة في التنويع اللفظي
    و في قدرته على خلق عبارات قوية ومتماسكة بحفنة الكلمات التي يدور
    الديوان في فلكها (كالحنين، الغربة، الأبيض، الخضراء...الخ).
    كتابة كالحوى، فالكلمات الرقيقة تبدو هشة ومتفلتة ومائعة عن المعنى،
    لكنها في الحقيقة مثبتة في المكان المعني لها وبالشكل المقدر لها ؛
    وربما هذه الخاصية تحديدا هي التي تكمن فيها الخاصية الشعرية لأنس مصطفى،
    فسلاسة العبارات ورقتها (subtle) تخفي تماما الإحكام الذي صيغت به.
    لماذا... نثار؟ حول؟ أبيض؟ الذي عنونت به المجموعة؟ فلنأخذ كل كلمة
    من العبارة على حدة، فهو نثار وليس نظم...كلمات تتفلت من صياغاتها وسياقاتها
    من جمل أو أبيات. ثم هو نثار حول و ليس على أبيض، لا تشير حول إلى معنى
    الهامش، بقدر ما هي الكلمات متفلتة عن سلطة المكان المفترض لها. واخيرا
    هي نثار حول أبيض مجهول غير معرف،
    وهذا ما يفصح عن الديوان، هو العجز عن وطء البياض واثبات (بالكتابة) ما
    ليس مثبتا لدى الشاعر، وكما قلت في أن هذا الديوان محبوك على التفلت
    ومغزول على التنصل فلا ثبات يجب أن يمنح إلى العنوان.
    كل قولي السابق عن تفلت المعنى له مغزى يعبر عنه الشاعر في قصيدة
    "عن الله/ونواحي الحبيبة":
    كيف النصوص
    مرهقة بالكنايات
    ولا تقولنا أبدا...؟
    جدل الفن والفنان منذ الأزل هو ملامسة الكمال أو التوحد فيه،
    ان يكون فنك كما تريده، أو ان يعبر عنك و أن يقولك تماما هي
    مأساة الفنان وهي في الوقت ذاته حبل الحياة الذي يمنحه الاستمرارية.
    المقتطف أعلاه من قصيدة مهداة إلى الاستاذ محمود محمد طه، كما ان
    الديوان يفتتح باقتباس من قصيدة محمد عبدالحي التي يرثي فيها
    التجاني يوسف بشير
    هل انت غير اشارة لمعت على طرق الصحارى
    للأستاذ محمود محمد طه حديث عن (لحظة الان) التي تقع بين زمني
    الماضي والمستقبل اللذين يتأرجح بينهما الإنسان كالبندول أبدا،
    من يستطيعون أن يوقفوا حركة التأرجح للمكوث في هذه الوهلة بين
    الزمنين، يدخلون في زمن الحضرة وتتكشف لهم الحقائق...وهي كما
    يقول الاستاذ "وهلة"، ولأن حركة الزمن تنعدم فيها فهي تساوي أزل،
    والشاعر محمد عبدالحي عندما اراد أن يقارب من شخوص قصائده من زمن
    الميثولوجيا ، أدخلهم في زمن الحضرة التي فيها تتكشف الحقائق
    وتنعدم فيها الثنائيات و تحتفظ الأشياء بأسمائها الأصيلة. وفي قصيدته
    العودة إلى سنار فإن هذه اللحظة يرمز لها بتوقيت زمني ضئيل :
    رمزا يلمع بين الغابة والأبنوس
    (...................................................)
    وكانت الغابة والصحراء
    امرأة عارية تنام
    على سرير البرق في انتظار
    ثورها الإلهي الذي يزور في الظلام
    أنس مصطفى يؤقت قصائده على الزمن المتفلت عن اللحظة الحاضرة،
    فهو يتأرجح دوما بين الحنين/ الغياب، بين
    (اخر ما يخص الوطن/ أو كبدء المنافي... من قصيدة ثمة حزن، ثمة مريم)،
    وبين المريمين التي يتكرر اسمها كثيرا في الديوان :مريم الميلاد ومريم القيامة.
    ايقاع الديوان حزين، وقلق، ومرهق بالبحث ومحمل بالسفر...
    و يستجدي تلك اللحظة "الان" التي لا تأتي :
    مخزونة انت حد الهطول
    ولا تمطرين
    ولا تمطرين
    ويبذل الشاعر جهده مع النصوص كي تقوله، معبرا عن ذلك
    (بعيدا عن الكناية)- معبرا عن ذلك برسم الكلمات. فما
    الذي حقا يفصح عن احساس الوحدة في هذه الكلمة، لذا هو يقول:
    كم أخاذ
    أن تكون وحيدا
    و
    ح
    ي
    د
    ا
    تماما
    وتجدون أمثلة تعبر عن العمق او البعد او الوسع مثلها في الديوان.
    و ليس هذا مثال الإيقاع الوحيد في الديوان، فهناك تجانس مصنوع
    بأسلوب المرجع referencing فالقصائد تشير بعضها إلى بعض، الأبيات
    تخرج من سياق القصيدة لتربط نفسها بسياق اخر، والأسلوب سهل وفعال
    وذلك عبر المجموعة المختارة من الكلمات التي حيكت منها النصوص،
    فلا يكاد نص يخلو من حنين/ غياب/ غربة، فيصبح لديك من السياق التي
    تورد فيها الكلمات مجال من الدلالات والمعاني الي تفسر معنى "الخضراء"
    أو "البياض" أو "الحنين" ومن ثم (أعني بالإحساس الذي يتولد لدى القارئ)
    تصبح الحبيبة/ المخاطبة هي ذاتها في كل القصائد.
    الحقيقة المائعة هي ما تطارده الكلمات، وقد أحسن الشاعر في أن يمنح
    القارئ احساس الرهق بمطاردة الحقيقة، فهو يرسم كل صوره للقارئ بكلمة
    "كأن" كي لا تكتمل صورة في ذهنك، فتشارك أنت الشاعر أيضا ذلك ظمأ الاكتمال:
    كأن المكان هروب
    المكان
    كأن البيوت انحسار
    البيوت
    كأنك أنت تمام الحبيبة
    أو
    توشكين
    يحاول أن يوصل إليك ان الأشياء ليست هي الأشياء :
    وتمر بيوت
    مثل بيوت
    (.........)
    حين هذا الليل
    مطفأ مثل ليل
    كما تنتهي معظم القصائد إما بتساؤل أو بعبارة مبتسرة، مؤرقة
    وموترة وتمنعك عن الشعور برضا الانتهاء او الاكتفاء من القصيدة.
    التكنيك المستخدم في الكتابة بالغ الصعوبة، هو أشبه بالبوح عبر
    الكتمان، وهذه الكتابات المكبوتة عن الحكي أعطت القصائد أثر
    مضغوط كما الماس، إلى حد ما مثل كتابات اميلي ديكنسون، فالمسكوت
    عنه يخلق في حد ذاته قصائد أخرى.
    أنا لم أتحدث عن الثيمة هنا، فالديوان كما ذكرت في البداية كلما
    جلست إليه كشف معاني وأبعاد جديدة، ولكن ما يمكنني أن أقوله
    أن الثيمات رومانسية المنحى، رغم القلق في الديوان، لكن فكرة
    القلق الباحث عن "ال شيء" الباعث للسكينة تخالف ما أتى بعد ذلك
    من ثيمات شعرية تسخر من فكرة البحث وتنفي احتمال السكينة.
    اخر قولي وبلغة المعلقين على الكتب "نثار حول أبيض" ديوان للاقتناء والتوريث.
                  

01-05-2009, 04:28 AM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Maysoon Nigoumi)

    الأصدقاء
    فى هذه المساحة الندية, تحياتى ...

    Quote: ذلك أن الأسئلة والأمنيات هنا تنشد بياضا غامضا ؛ بياض الحقيقة العاطفية ـ إن جاز التعبير ـ فالعاطفية المركزة في تأويل الحقيقة العقلية الأولى الغامضة هنا لا تخلو من إشارات (محمودية) ـ نسبة إلى محمود محمد طه ـ 2في نسيجها ، بما تجسده من مفارقة : أن الأسئلة عن الحبيبة الأولى والكبرى منبعها عقلي وتأويلها عاطفي ، وبين هذين الحدين يزهر الشعر ويتسع لرموزها في صور أخرى .



    غـُرْبـــَة



    أيُّ حَنِيْنٍ
    سَيَمْلأُ ذَاْكَ الغَرِيْبَ اخْضِرَاْرَاً
    أَهْلاً
    وَدَارَاً..؟

    أيُّ وُصُوْلٍ يُضِيءُ الطَّرِيق..؟

    أيُّ بِلادٍ تَكُوْنُ البِلاَدُ
    الَّتِيْ
    نَشْتَهِيْهَا..؟



    أيُّ حَبِيْبٍ يَكُوْنُ الْحَبِيب..؟


    رغم سعيه المحموم, نجده يقلل من إمكانية بلوغ غايات لا تكف نفسه التواقه من إستحضارها.

    * الإستفهام الإستنكارى ليس إلا حالة يأس تطرد الضوء من الطريق و تجرد الحبيب من الإلفة. فالبلاد زيف
    و الغربة نهاية و منتهى. خلاف لغرض الإستفهام, هنا لا يطلب التصديق فى ذاته( إدراك النسبة) و لكن تجسد حالة نفسية معقدة و يائسة تتأرجح بين إشارات متقاربة و علاقات متداخلة( وطن, حبيب, و أمنيات).

    * إستخدام (أى) للتعيين من بين متشاركات عديدة تفتح عوالم لا حدود لها و خيارات لا حصر لها-
    ( تتضمن الزمان, المكان, الحال, ...)؛ لكن صيغة السؤال تشير إلى بطلان كل البدائل. المستوى الصوتى و نسق الحروف حزن يتمدد بلا نهاية.

    * نص غربة فى مدخل المجموعة تمهيد لعوالم تسودها الظلمة و الغربة و الحيرة .

    ثمة تساؤل أخى محمد:

    هل البياض فى هذه المجموعة يتمدد ليشمل الفراغ ,العدم , اللا شئ (لا وطن , لا طريق , لا حبيب , ...)؟؟


    و لى عودة ..
                  

01-05-2009, 11:48 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    الأستاذة ميسون النجومي .... تحياتي
    شكرا على مرورك مرة أخرى ، وعلى تفاعلك مع دعوة الكتابة ـ رغم الهرج الذي يفور في هذا المنبر ـ فلا بد من أن هناك من القراء الذين هم أكثر تصفحا للمنبر من أعضائه ؛ من يهتم بالجمال ويبحث عن المعنى في هذه الزحمة .
    مقالك عن مجموعة أنس ، هو مستوى آخر لقراءة تجربة أنس ، ضمن زاوية أخرى . وهذا يصب في غنى النص الذي يختزن قابليات متعددة للقراءة والتأويل .
    شكرا على انزال هذه القراءة المكثفة لمجموعة أنس ، وبالعكس أنا سعيد بإضافة مقالك إلى هذا البوست ، لأن ذلك يغني فكرة البحث عن أكثر من معنى لكتابة أنس وتجربته الشعرية المتميزة .
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-06-2009, 06:00 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    أخي العزيز أبوذر عمر .... تحياتي
    شكرا لتأملاتك في في نص غربة ، الحقيقة أن ديوان (نثار حول أبيض) يوشك أن يكون قصيدة واحدة متعددة الأصوات . فالتيمة أو الموضوعة تدور حول المعنى المركب للبياض .
    البياض في نص أنس معنى غامض ، لكنه ليس غموضا مطلقا ، هو غموض لأقنعة متصلة بجوهر الحياة ورموزها ، و لا شك أن أن قناع البياض هو تأويل للحقيقة المقنعة الحاضرة /الغائبة/ المتعددة ، وهي لا تعني الفراغ أو العدم ، لأن العدم ليس بشيء أصلا . البياض هناهو وجود ضروري ومتعالي وتتصل أسبابه بالحياة على نحو حميم ، لكن تظل لحظة الكشف عنه سرا غامضا يغري الروح والعقل بحرقة الوصول إليه وادراكه بعناء مستمر ولايفتر أبدا لأنه سر الحياة ، ومن هنا أصلا ينبع الإبداع العظيم في التاريخ البشري : إدراك روح المبدع لفناء الكينونة أمام الخلود الممتد من الأزل إلى الأبد ، فسعة الخيال الإنساني المترامية وعجز الكينونة والارادة في نفس المبدع ، هو مايجعل الاحساس مرهفا والأسئلة حارقة والتعبير الذي يعكس ذلك الاحساس هو الابداع الحقيقي
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-08-2009, 03:03 AM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    العزيز محمد مودتى ..

    Quote: ثمة تساؤل أخى محمد:

    هل البياض فى هذه المجموعة يتمدد ليشمل الفراغ ,العدم , اللا شئ (لا وطن , لا طريق , لا حبيب , ...)؟؟


    أعلاه تساؤل أريد به فتح مداخل لقراءات متفكرة تستدرج الأخرين إلى المشاركة.


    * الجزء المتعلق من الرد كان:

    Quote: و لا شك أن أن قناع البياض هو تأويل للحقيقة المقنعة الحاضرة /الغائبة/ المتعددة ، وهي لا تعني الفراغ أو العدم ، لأن العدم ليس بشيء أصلا .



    و المعنى المراد أقرب للآيةوأصبح فؤاد أم موسى فارغا) أى خالى من كل شئ.

    كرحلة داخل دالة الزمن فقط. لا تتراءا أى بشارات لوصول مادى أو معنوى.

    بعبارة أخرى ما يشبه السير فى صحراء لا متناهية.

    * تعليقى ربما يكون إسقاطات !!

    ربما !!!


    و الكلام فى مجمله, غير برئ من إشتغاله على خلفيات تأريخية و نفسية.

    و لى عودة...
                  

01-11-2009, 05:43 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: Abuzar Omer)

    عزيزي أبو ذر عمر .... تحياتي
    في تشبيهاتك المتصلة بحرقة الأسئلة في النص والسعي وراء البياض لدى أنس ، وجوه ممكنة من التأويل بالطبع ، وهذا من طبيعة مستويات النص الأبداعي التي تحتمل تأويلات قد يذهل عنها مبدعها أصلا ، وقابلية النص لاحتمال الأسئلة وتفجيرها في نفس الوقت ، هي طريقة من طرق اسشتغاله على الدلالات اللامتناهية والمنفكة كلماتـُها عن قاموس اللغة والعالم والأشياء ، فتركيب الكلمات في انص الأدبي ـ الشعري ـ هو جزء من عالم خيالي تتردد معانيه الناشئة من الطريقة المشكلة لبنية الكلمات ، وهو بهذا المعنى عالم يضمر الكثير من الخفاء في طبقات المعاني .
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-11-2009, 09:21 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    ( ولكن الابيض فيها ما زال يأسرنى )

    العزيز محمد جميل ..

    انس مصطفى وعلاقاته السريه المتعدده بالالوان واكثرها خصوصيه الابيض مقاومه معلنه وصريحه
    لتفاصيل شخصيه انس وانتماءها الغريب للحزن والشجن والحنان الداكن حد غبار الوطن الحميم
    والحبيبه المافى .. او لعلها آتيه ويكاد يخفيها
    لعل الزمان لم يعصف بحميميه تلك الثلاث شجيرات الرومانسيات التى يعنون بهن انس منزله للاصدقاء

    تحياتى يا جميل
                  

01-13-2009, 10:56 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد حيدر المشرف)

    عزيزي محمد حيدر المشرف ... تحياتي
    شكرا على المرور
    بالطبع دلالة الألوان لاسيما الأبيض والأخضر ، تضمر معاني رمزية ، لأن الألوان تقرب دلالة المعنى بما تختزنه من قابيلة التأويل لخصائصها . لقد وظف أنس دلالة اللون ـ خصوصا البياض ـ كرمز أساس لموضوعات الحقائق الثلاث في الديوان .
    مودتي
    محمد جميل
                  

04-02-2009, 06:28 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

04-02-2009, 09:45 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)


    الاخ العزيز محمد جميل

    بالفرصه ( الك علاقه بخور عمر )

    Quote: بالطبع دلالة الألوان لاسيما الأبيض والأخضر ، تضمر معاني رمزية ، لأن الألوان تقرب دلالة المعنى بما تختزنه من قابيلة التأويل لخصائصها . لقد وظف أنس دلالة اللون ـ خصوصا البياض


    من الصعوبه بمكان الجنوح لتأويل الذى لن نستطع عليه صبرا .. فمعايشة الكاتب لا تترك فسحة اكبر للخيال او الرجاء
    كما اشتهى البرغوثى .. فالدلالات هنا معينه وتعيينهالا يتاتى بالكشف التأويلى .. وانما عيانا , غير ان ادبنا الصوفى يشير بوضوح
    بأن الكشف العيانى ناقص اذا ما تم .. ولا يحاط بشئ من العلم الا بأذنه .. والكشف العيانى غير مشروط بالحق بالمطلق .. لذا هناك
    فسحة للرجاء او الخيال كما اشتهى البرغوثى .. هو ديالكتيك شديد الترف

    تحياتى

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-02-2009, 09:47 PM)

                  

04-03-2009, 02:57 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد حيدر المشرف)

    العزيز محمد حيدر المشرف ... تحياتي
    رغم انني اجتهدت في محاولة الإمساك بمعاني تعليقك على كلامي المقتبس ، في مداخلتك إلا أنني وجدت غموضا كثيفا في تعيين الدلالات المفضية إلى بعض معانيه ، لاسيما وأنك تتحدث عن البرغوثي ، دون أن تورد له نصا ، أو حتى تعيينا فيما إذا كان المقصود هو تميم ، أم والده : مريد ، أو حتى الراحل حسين البرغوثي .
    أعرف أن في الغموض بعض الجماليات . وأتمنى أن تسترسل أكثر في فكرتك عن رمزية الألوان .
    مودتي
    محمد جميل
                  

04-03-2009, 03:22 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوتيبيا البياض : قراءة في ديوان (نثار حول أبيض) للشاعر أنس مصطفى* (Re: محمد جميل أحمد)



    الاخ محمد جميل ..

    المداخله .. كما راجعتها اليوم, شديدة الوعوره
    ويعوزها الكثير من .. (لست ادري)
    فلنتركها كما جاءت عفوا .. ولنواصل الاستمتاع بانسيابيه قراءاتك النقديه
    فى تناول الديوان ( نثار حول ابيض )

    تحياتى

    محمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de