د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2009, 12:14 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية !


    مقدمة أولى

    كتب الدكتور بشار صقر في هذا المنبر بوست بعنوان : قبح الصورة ام اوهام "البياض" يا محمد جميل ...وتاني سيرة المتاهة؟ وحاول فيه مناقشة أفكار كاتب هذه السطور ضمن علاقتها بالهوية السودانية . وكان في الظن أن الدكتور بشار صقر سيناقشنا على ضوء مفهوم (الاستلاب) الذي يكثر من الحديث فيه في كتاباته ، وذلك بعد أن طالبناه أكثر من مرة وفي أكثر من بوست ، بشرح رؤيته لمفهوم الاستلاب ودلالاته النموذجية على الهوية السودانية الملتبسة ، وطريقة اشتغال ذلك الاستلاب عبر أمثلة مدعومة ببراهين معرفية سواء أتعلق ذلك بصيرورة اللغة العربية في السودان ، أو تعلق بالأسباب التي أدت إلى تغير الهوية الكوشية للسودان إلى هويته الحالية ؟ لكن صاحبنا تهرب من السؤال أكثر من مرة ، وأخيرا حين فتح ذلك البوست استبشرنا خيرا للنقاش معه بصورة موضوعية ، ولكن صاحبنا حول البوست إلى بحث شخصي عن الأفكار (السلفية والعروبية) لمحمد جميل من خلال قراءة انتقائية تلفيقية لأفكاره ومقالاته وحتى قصائده .
    ولأن القضية مهمة سواء اتصلت بالنقاش مع الدكتور بشار صقر ـ والذي للأسف تهرب منه ـ أم لا ، فلقد آثرنا فتح هذا البوست لمناقشة فكرة الاستلاب كما هي في الوعي الأيدلوجي الرث لكل من الدكتور بشار صقر ، وكمال بشاشا وآخرين في هذا المنبر يحسبون أفكارهم المسطحة والبائسة (وأغلبها تكرار مشوه لمقولات د.الباقر العفيف) عن اللغة العربية في السودان واتصالها بالهوية ، قناعات علمية راسخة ، فيما هي في الحقيقة أوهام وخيالات لا علاقة لها بالبحث المعرفي الجاد والعميق ، ولا تصمد أمام الفحص الفكري والنقدي . بالطبع الكثيرون منهم في هذا المنبر سيحيلون كلامي هذا إلى معسكر العروبيين الشماليين ، اللذين لا يقلون عنهم في رثاثة أفكارهم المسطحة في هذا المنبر .
    المصيبة الكبرى أن هؤلاء الذين يدعون ـ الافريقانية أو العروبية على حد سواء ـ في هذا المنبر يحسبون أنفسهم نخبا فكرية مرموقة ، ويتوهمون في أفكارهم الفقيرة هذه خلاصا للسودان وأنهم بالفعل رموزا كبيرة في هذا الصدد ، وكأن التاريخ بدأ مع هذا البؤس الفكري الذي يرددونه بمناسبة وبدون مناسبة ، وكأنه ليس هناك من المفكرين السودانيين من بحث أفكار الهوية السودانية برؤية معرفية وساهم فيها بدراسات جادة ، ولأن أغلب المفكرين السودانيين الجادين من أصحاب الأفكار العميقة عن الهوية ، ليسو أعضاء في هذا المنبر ، أو أن بعضهم عزف عن الخوض في سجالات هذا المنبر البائسة ، فقد ظن هؤلاء أنفسهم مفكرين حقيقيين في (مركز أبحاث المنبر العام لسودانيز أون لاين) ؟ ؟
    وقبل الخوض في مناقشة فكرة الاستلاب وعلاقتها بالهوية أحببت تحديد المعنى المعرفي للنقاش عبر مقدمة تشرح الفرق بين الآيدلوجيا والمعرفة ، وتركز على بعض النقاط المنهجية في الحوار ، والتي بدونها لا يستقيم أي حوار جاد .
    نواصل
    محمد جميل
                  

01-15-2009, 12:32 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)


    الأستاذ محمد جميل
    متابع وبأهتمام .. بالذات فيما يخص مسألة هوس العروبين الشمالمين وعدم أختلافهم من بؤس الكوشيين .. فى وجهة نظرى المقارنة تضيع علينا الكثير من معرفة حقيقة هذه الفئات .. وأتمنى أن تأخذ كل شريحة بمفردها أولاً ثم تعرض لنا صور التشابه ..

    متابع بأهتمام.

    بريمة
                  

01-17-2009, 10:40 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: Biraima M Adam)

    العزيز بريمة محمد آدم ... تحياتي
    شكرا على الاهتمام والمتابعة . سأحاول في هذا البوست ، مناقشة الأوهام الطوباوية التي تتحرك في رؤوس دعاة المركزية الكوشية بعيدا عن معطيات الواقع المركب للهوية السودانية ، والكشف على أنها أوهام تتحرك في رؤوسهم بأجنحة من خيال ، وليس لها علاقة بالواقع ،ولو قدر لها أن تتحول إلى واقع ، لتحولت إلى كوارث تماما تماما كالكوراث التي ترتبت الآن على أجندة دعاة العروبة العرقية المتوهمة وعلى رأسها الكوارث التي أنتجتها التجربة الأحادية الآيدلوجية لنظام الانقاذ ، والتي مازالت تتناسل حتى أوشكت أن تفكك السودان . الأثنان وجهان لعملة واحدة . لكن إذا كان معروفا ما وصل إليه السودان الآن بفعل الأطروحة العروبية التي قامت على تهميش المكونات والمعطيات المحليةالأخرى غير العربية للهوية السودانية ، عبر إهمالها ، فإن أطروحة دعاة المركزية الكوشية إذا قدر لها أن تسود ـ كما هي في الوعي البائس لدى الدكتور بشار صقر وبشاشا وآخرين ـ ستكون الوجه الآخر للأحادية العروبية ، وسيصاحهبا الكثير من أساليب الإقصاء والتهميش والنبذ لجزء من مكونات السودان بأثر رجعي . والحاصل أن فحص الأوهام المعششة في روؤس دعاة المركزية الكوشية الطوباوية ، بصورة موضوعية ، ربما كشف عن خطورة تلك الأفكار ومايمكن أن تقود إليه من مشاريع للكوارث والحروب الأهلية . أي مشروع يدعي صفاء للهوية ، سواء أكانت عروبية أو إسلامية أو كوشية في السودان ويحاول فرضها عبر القوة والآيدلوجيا ؛ هو بالضرورة مشروع جاهز لحرب أهلية في السودان ، وماحصل و يحصل الآن في ظل نظام الانقاذ عينة لهذه الحروب التي هي بنفسها دلالة على أزمة الهوية السودانية .
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-18-2009, 01:03 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

01-18-2009, 02:33 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    الاخ العزيز محمد
    تحياتى واحترامى

    مدخل ابدا ما شخصى ولكن اهتمامى بالموضوع ثقافى فى المقام الاول ولخطورة تداعياته
    على واقعنا المأزوم واستدراجه- اي الموضوع - فى محاولات توصف بالبائسه ليشكل اطار معرفى واجتماعى وتاريخى لانماط الصراع كما يرودونه ان يكون اثنيا وممعنا فى الجهويه
    لذا ارجو منك متابعه الرابط ادناه وهو بوست سابق مع الدكتور بشار اتخذ فيه من من د. عفيف مرجعيه
    لا ياتيها الباطل ثم مارس فيه ذات الهروب ما تحدثت عنه
    نموذج حى لقتل الام النوبيه اوالبطه السوداء . ما نطاسي لكن د. عفيف

    واتمنى نقاشا صحيا يمتد لنهايات تمهد الطريق للتقارب مع د. صقر والاخرين


    *يبدو ان الرابط لا يعمل
    عموما سأحاول تنزيله مرة اخري

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 01-18-2009, 04:24 PM)

                  

01-18-2009, 04:25 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد حيدر المشرف)
                  

01-19-2009, 02:46 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد حيدر المشرف)

    العزيز محمد حيدر المشرف
    شكرا على المرور . دخلت الرابط ولم أجد البوست للأسف . أرجو أن تنزله مرة أخرى .
    نعم حقيقة هؤلاء الذين يدعون دعاوى عريضة على صفاء هوية سودانية عرقية خالصة ـ عربية أو أفريقيةـ إنما هم واهمون ، ولا يملكون أفكارا نظرية متماسكة ويمكن أن تفسر صيرورة وتحولات الهوية السودانية المركبة حتي اليوم ـ بالرغم أن هذه الهوية الحالية تحتاج إلى الكثير من عناصر صناعتها وفق رؤية منهجية لمعنى السودانوية وتجلياتها . وأدعياء الإفريقانية من جهلهم ليس لهم القدرة على التأمل في الحيثيات الموضوعية للغة العربية وتحولاتها وصيرورتها المركبة في المجتمع السوداني ، ويزعمون أنها مفروضة عليهم، ويعجزون في نفس الوقت عن الحديث عن ضمانات لغة بديلة بنفس مواصفات العربية ؟ فإذا كانوا عاجزين عن إدراك حيثيات نظرية وقوانين وخصائص تسمح للعربية بلانتشار على نحو سلمي ، فهم أعجز من أن يقترحوا أو يضعوا آستراتيجية للغة أفريقية بديلة للغة العربية؟
    ثم أن اللغة التي تفرض كلغة استعمارية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون لغة ذات رصيد وجداني لدى الشعب . فالغناء السوداني الذي هو بلسان عربي وإيقاع أفريقي من أسمى النماذج على صيرورة اللغة العربية واندماجها في الوجدان السوداني . وهناك طبعا الكثير من الحيثيات التي يمكن أن نسوقها على استحقاق العربية كلغة جامعة لهوية السودانيين إلى جانب تدريس اللغات المحلية المختلفة للقوميات السودانية في مرحلة محددة من مراحل التعليم . لكننا هنا لا نريد أن نناقش هؤلاء ـ ومنهم الدكتور بشار صقر وكمال بشاشا ـ لأنهم أصلا غير مستعدين للمناقشة الموضوعية التي قد تلزم الباحث النزيه بنتائج الحوار المعرفي الرصين .
    وهم لذلك يتهربون أثناء النقاش من مواجهة استحقاقاته المعرفية لأنها استحقاقات موضوعية ولا علاقة لها بالنوايا . بل فقط ترتبط بنتائج البحث الجاد والمعرفة المحايدة والمرتبطة بالحقيقة
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-21-2009, 03:37 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    مقدمة ثانية

    ذات مرة وصف (هاملتون جب) العقول الصغيرة بأنها عقولا ذرية ، بمعنى أنها عاجزة عن التجريد . فمن علامات التخلف العجز عن التجريد ، أي عدم القدرة على الفرز بين التفاصيل الدقيقة الحاسمة في المعرفة ، والتي يودي دمجها في بعضها البعض إلى تأويل أيدلوجي يهدر القيمة الموضوعية للمعرفة ، وبالتالي يخلط الحابل بالنابل ، ويقع في التسطيح المبتذل الذي يجرد المعرفة من أهم خصائصها ، وهي الوصول إلى الحقيقة الموضوعية بعيدا عن نية الباحث .
    على ضوء هذه الإضاءة لا بد من الإشارة إلى أن قيمة المعرفة هنا قيمة موضوعية وليست ذاتية أي ليس لها علاقة بهوية الباحث ونواياه ، وأن احترام موضوعيتها تلك واحترام آليات تأويلها هو جزء من احترام الباحث لنفسه أولا ؛ ثم هو الطريق الوحيد للسجال والنقاش من أجل الوصول إلى حقيقة ما ، أو مقاربة ذلك الوصول لتلك الحقيقة .
    وهذا الاحترام بطبيعته العلمية تلك ينطوى على مبدأ (نسبية المعرفة) الذي هو من أهم المبادئ الكونية للحداثة ؛ فـ(النسبية الثقافية) هي التي منحت حرية البحث آفاقا لا متناهية من زوايا النظر في كل حقول المعرفة ، كما أنها هي التي تسمح بتجديد المعرفة وإعادة إنتاجها بصورة مستمرة . والعقل الذي يتعاطى مع المعرفة بهذا المعنى يستحيل أن يكون عقلا ذريا ـ العقل العاجز عن التجريد ـ بل لا بد أن يكون هذا العقل عقلا نقديا جدليا يحترم قواعد المعرفة في كل فن من فنونها. وبما أنه عقل نقدي جدلي لا بد أن يحترم قيمة الجدل ومصادره في أي سجال يلتزم تلك القواعد.
    ذلك أن أهمية الالتزام بذلك الاحترام للمعرفة وآلياتها هي التي تمنحها الغنى والتعدد ؛ فالسجال المعرفي حول موضوع الهوية هو سجال حول أفكار لا يمكن معرفة حقائقها إلا عبر جهد معرفي جاد ومخلص . بعيدا عن النوايا و الإسقاطات كما يمكن الوصول إليها عبر القراءات التفكيكية والتركيبية لمعطيات الموضوع التاريخية . ومن ثم فإن عدم التزام قواعد الجدل المعرفية في هذا الموضوع ؛ سيكون خروجا عن الالتزام بقواعد الجدل بين المتداخلين أصلا ، لأن الاشتغال على مادة البوست وموضوعها بذلك الأسلوب المعرفي ، سيمنع المتداخلين من الركون إلى التصنيفات الجاهزة ، واتهام الآخرين عبر توزيع الألقاب المسبقة عليهم .
    ذلك أنه كلما كانت المقاربة المعرفية للموضوع أكثر تجريدا ؛ كلما قلت كثافة الآيدلوجيا التي هي ضد التجريد ، والتي هي صنو التعميم البشع في موضوع يحتاج إلى دقة معرفية ، ويتعالق مع حقول متعددة من حقول المعرفة .
    وهذا سيقودنا بالضرورة إلى التفريق بين أمرين :
    1 - رأي الباحث المسبق ، ويقينه القاطع الذي يلزمه هو فحسب.
    2- وبين التزامه بقواعد الجدل المعرفي ـ الذي لا بد أن يلتزم به ـ وهو يحاول إثبات ما يراه . وهذه العملية ؛ عملية البرهنة هي التي تفصل بين الأمرين . وهي التي تحتاج إلى مسافة واضحة بين الباحث ونواياه ليتمكن من الوصول إلى الحقائق الموضوعية التي يصل إليها كنتيجة للبحث . ولا يمكننا أن نحاكم الباحث ونجرده من موقفه الفكري سواء أكان إسلاميا أو يساريا أو ليبراليا ، ولكننا في نفس الوقت لا بد أن نرصد طريقة استدلاله في الأفكار بحسب تماسكها المعرفي القابل للنمذجة والبرهنة عليه عبر الوقائع التاريخية ومعطياتها . ولهذا ليس عيبا أن يكون الباحث ذا اتجاه إسلامي أو ليبرالي أو يساري ؛ العيب هو الفهم الآيدلوجي لتلك الاتجاهات الفكرية ؛ لأن الفهم الآيدلوجي نقيض للفهم المعرفي . وأي باحث ، يحكم على باحث آخر بحكم أيدلوجي لمجرد الاتجاه الفكري لذلك الباحث ـ كما يفعل الدكتور بشار صقر حين يصنفني كسلفي وعروبي ـ لمجرد استشهادي في الأفكار التي أطرحها ضمن رؤية لمفاهيم الإسلام المعرفية ، أو الدعوة إلى قراءة التراث قراءة معرفية ـ سيكون ذلك بالقطع وقوع في الآيدلوجيا الرثة .
    ولكن السؤال الآخر الذي سينشأ هنا هو : ما هو الفهم المعرفي الذي ينبغي أن نفرزه عن الفهم الآيدلوجي ؟
    الفهم المعرفي ينطلق من
    1ـ الإقرار بنسبية الفهم ، نسبية قابلة للجدل والنقض والتعديل . أما الفهم الآيدلوجي ينطلق من التمسك الأعمى بالحق الوحيد والحصري لفهم المبدأ ، وعدم الإقرار بأن ذلك الفهم فهما نسبيا وقابلا للجدل . وهذا التمسك أتوماتيكيا سينعكس على من يخالفه في فهم نفس المبدأ الذي يعتنقه ، وفي فهم الآخرين لأفكارهم بوصفها ضلالا أو خرافات أو عقائد منحرفة لأن ألايدلوجيا بطبيعتها نسقية ، أي مغلقة وغير منفتحة على آفاق البحث . وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا العمياء جرت الدماء الغزيرة عبر التاريخ وعند كل الجماعات البشرية .. على الصعيد الديني (المعارك التي دارت بين المسلمين في التاريخ الإسلامي ـ الجمل وصفين نتيجة " فتنة التأويل" وغيرها) والمذابح التي جرت بين المسيحيين في أوربا (مذبحة سانت بارتلمي في فرنسا بين الكاثوليك والبروتستانت التي راح ضحيتها 3000 من البروتستانت في يوم واحد) .. وعلى ضوء هذه الآيدلوجيا ندين الفهم الآيدلوجي للمهدية كمقاربة لفهم الإسلام ، ذلك الفهم الآيدلوجي الذي انعكس في المعارك التي جرت بين الخليفة التعايشي وبعض قبائل الشمال ، كما بين عثمان دقنة وبعض قبائل البجا ـ والآيدلوجيا الاسلاموية المعاصرة للأنقاذ التي تعيث فسادا منذ أكثر من 18 عاما وما يجري في دارفور عينة من تعاطيها مع الأزمات . والفهم الرث و المتخلف للقاعدة الذي أدى إلى إرهاب وكارثة 11 أيلول سبتمبر 2001
    أما على المستوى القومي (العرقي) فتكفي فظاعات النازية في القرن الماضي دليلا على ذلك . بالقطع أن تلك المذابح والمعارك كانت وراءها آيدلوجيا عتيدة ورثة في مكان ما ؛ لكن هل هذا يكفي لأن ننعت كل من يعتنق المبادئ القومية أو الإسلامية أو اليسارية بأنه آيدلوجي بمستوى واحد من التأويل ؟ . صحيح أن القومية العنصرية عبر الآيدلوجيا أفرزت النازية ؛ لكن القومية أيضا عبر تأويلها المعرفي أفرزت مفهوم الدولة الحديثة في الغرب كما هي عليه الآن من رفاهية واستقرار وتنمية إنسانية مستدامة. أي الدولة التي وفرت لمواطنيها الاستمتاع سلميا ـ وبأقصى درجة ـ بالمعرفة والحرية والجمال . فهل يكفي أن نسوي بين المعنى القومي المختلف للقوميتين في سلة واحدة ؛ لمجرد القومية فقط ؟
    ثم هل يكفي أن نسوي بين زمن الرسول (ص) وأبي بكر وعمر ، وبين زمن المهدية أو زمن (الإنقاذ) المعاصر في السودان ، أو زمن طالبان أو حتى إيران لمجرد كلمة الإسلام التي تحمل حمولات متباينة جدا وشاسعة بين انطباقها المعرفي الصحيح على زمن الرسول وزمن أبو بكر وعمر ، وبين انطباقها الآيدلوجي في كل من (المهدية والإنقاذ وطالبان وإيران ...ألخ) مثلا ؟؟؟
    سنجد أنفسنا أمام فرز معرفي ضروري لأي باحث يلتزم قواعد المعرفة في مقاربته لمعنى الإسلام بين تلك الكيانات .

    2ـ الفهم المعرفي في مقاربته للمبادئ المذكورة عمليا لا ينتج مثل تلك الآفات والكوراث والمذابح ؛ بل ينطوي على مقاربة تتسق مع الحرية والواقع والعقل نظريا وعمليا (قارن بين الدولة القومية في الغرب الأوربي ، وبين الدولة القومية العربية العراق مثلا أو غيره) على سبيل المثال .. وعليه فهذه التسوية الدوغمائية على نحو واحد ومريح للعقل ـ كما يفعل الدكتور بشار صقر ـ حين يصنف شخصا يساجل بقواعد الجدل المعرفي ويدعي النسبية في مقارباته ، ثم يضعه على درجة واحدة بمن يصفهم بالسلفيين والعروبيين مثلا ويخلع عليه ذلك اللقب بمناسبة ودون مناسبة بحجة أن الجميع ينطلقون من فهم ما للإسلام ، ذلك بالضبط هو عين الوقوع في استسهال النقاش والهروب إلى الأمام والالتفاف على الحقائق . فالدكتور بشار صقر هنا يخلط الحابل بالنابل عبر رؤية آيدلوجية وعقل ذري لا يهتم بتجريد الحقائق المعرفية عن التأويلات الآيدلوجية . فهو هنا كمن يسوي بين (غرامشي) و(جدانوف) بحجة أن كلاهما ينطلقان من النظرية الماركسية مثلا ؟ أو بين (الشيخ عبد الجليل الكاروري ـ خطيب مسجد الشهيد الذي يسخر فهمه للإسلام في خدمة آيدلوجيا الانقاذ ـ و وبين المفكر محمد أركون) بحجة أن كلاهما يتحدثان عن الإسلام ؟!
    هذه تسوية مجانية وبائسة وغير علمية وتنطوي على لغة خطابية مجوفة .
    نقول هذا لأن كل متداخل في هذا البوست ينبغي أن يلتزم بقيمة المعرفة حين يساجل في قضايا الهوية السودانية ، التي لا تزال تحتاج إلى صناعة واعية وعميقة تنطلق من إدراك حيثياتها التاريخية ومعطياتها الإثنية واللغوية ، إدراكا معرفيا . أي قابلا للبرهنة والنمذجة التي تنتج حقائق موضوعية واضحة حين يتم تحليل معطيات تلك الهوية تحليلا منهجيا.
    هذه مقدمة ثانية قبل الخوض في مناقشة الأفكار الآيدلوجية الواهية التي يتبناها أمثال د. بشار صقر وكمال بشاشا في قضايا الهوية الكوشية والمركزية الأفريقية . ونحن هنا بالطبع نناقش الأفكار دون أن نناقش الدكتور بشار صقر أو كمال بشاشا وآخرين لأن النقاش معهم عقيم ولا يمكن للمفاهيم النسقية والدوغمائية التي يساجلون بها أن تنتج معرفة أو تؤدي بالحوار إلى نقاط مشتركة وقابلة للاندراج في نصاب معقول من الفهم . لكننا مع ذلك سنناقش كل باحث رصين ونتفاعل معه إذا ساهم بأفكار قابلة للنقاش والتداول النظري ، فالغرض هو الوصول إلى نقاط مشتركة وموضوعية بحسب نتائج البحث والنقاش المعرفي
    ونواصل
                  

03-20-2009, 06:26 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    Quote: نعم حقيقة هؤلاء الذين يدعون دعاوى عريضة على صفاء هوية سودانية عرقية خالصة ـ عربية أو أفريقيةـ إنما هم واهمون ، ولا يملكون أفكارا نظرية متماسكة ويمكن أن تفسر صيرورة وتحولات الهوية السودانية المركبة حتي اليوم ـ بالرغم أن هذه الهوية الحالية تحتاج إلى الكثير من عناصر صناعتها وفق رؤية منهجية لمعنى السودانوية وتجلياتها . وأدعياء الإفريقانية من جهلهم ليس لهم القدرة على التأمل في الحيثيات الموضوعية للغة العربية وتحولاتها وصيرورتها المركبة في المجتمع السوداني ، ويزعمون أنها مفروضة عليهم، ويعجزون في نفس الوقت عن الحديث عن ضمانات لغة بديلة بنفس مواصفات العربية ؟ فإذا كانوا عاجزين عن إدراك حيثيات نظرية وقوانين وخصائص تسمح للعربية بلانتشار على نحو سلمي ، فهم أعجز من أن يقترحوا أو يضعوا آستراتيجية للغة أفريقية بديلة للغة العربية؟



    سيد محمد جميل,
    هل تسمى كلامك هذا تحليل علمى منهجى?
                  

01-21-2009, 05:13 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ محمّد جميل،
    تحية طيبة،
    و بغضّ النظر عن مقتضى العنوان و منتهى الموضوع، فإن هذا المقتبس من المقدمة
    Quote: لا بد من الإشارة إلى أن قيمة المعرفة هنا قيمة موضوعية وليست ذاتية أي ليس لها علاقة بهوية الباحث ونواياه ، وأن احترام موضوعيتها تلك واحترام آليات تأويلها هو جزء من احترام الباحث لنفسه أولا ؛ ثم هو الطريق الوحيد للسجال والنقاش من أجل الوصول إلى حقيقة ما ، أو مقاربة ذلك الوصول لتلك الحقيقة .
    وهذا الاحترام بطبيعته العلمية تلك ينطوى على مبدأ (نسبية المعرفة) الذي هو من أهم المبادئ الكونية للحداثة ؛ فـ(النسبية الثقافية) هي التي منحت حرية البحث آفاقا لا متناهية من زوايا النظر في كل حقول المعرفة ، كما أنها هي التي تسمح بتجديد المعرفة وإعادة إنتاجها بصورة مستمرة . والعقل الذي يتعاطى مع المعرفة بهذا المعنى يستحيل أن يكون عقلا ذريا ـ العقل العاجز عن التجريد ـ بل لا بد أن يكون هذا العقل عقلا نقديا جدليا يحترم قواعد المعرفة في كل فن من فنونها. وبما أنه عقل نقدي جدلي لا بد أن يحترم قيمة الجدل ومصادره في أي سجال يلتزم تلك القواعد.
    مكتنز بالفائدة و يوفر إضاءة ضرورية هي من أول ما يجب أن يستهدي بها الباحث عن معرفة، أياً كان باحث و سيانً هو المبحث، و أياً كانت معرفة أو يكون مقدارها.

    شكراً لك...

    و نتابع...
    عسى يكون حوار.
                  

01-21-2009, 05:28 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: هاشم الحسن)

    *
                  

01-21-2009, 02:00 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: هاشم الحسن)

    العزيز هاشم الحسن .... تحياتي
    شكرا على المرور ، وعلى تأكيدك لخصوص التزام قواعد الحوار ، لأن ذلك يعني على الأقل احترام موضوع النقاش والإحساس بجدوى وأهمية أن تكون آلية الحوار وسيلة راقية للوصول إلى الموضوعية والإفادة
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-22-2009, 02:44 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    العزيز حمور زيادة ... تحياتي
    شكرا على المرور والتكرم برفع البوست
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-22-2009, 09:46 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

01-22-2009, 09:57 PM

علاء الدين يوسف علي محمد
<aعلاء الدين يوسف علي محمد
تاريخ التسجيل: 06-28-2007
مجموع المشاركات: 19580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ محمد جميل
    تحياتي

    رأيك شنو في هذا البيت لود حد الزين بنية شيخنا إسماعين

    عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارة ديل أهلي

    تجدني مع أي فهم يكشف بؤس تفكير بشاشا و فراغه و تقوقعه و عقليته المُحنّطة
                  

01-22-2009, 10:41 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)




    الأستاذ محمد جميل شكرا لهذا البوست الرائع.


    اراك وصفت دعاة الكوشية بالوجه الاخر للوضع القائم الان او قل للاحادية العروبية

    وللحقيقة ما يطرحه بشاشا أسوأ من ذلك ففى احد مداخلاته يبشر بأندلس اخرى فى السودان.

    وانت اخى الكريم جئت تناقش افكار وهيهات فهذه مجموعة لا تحمل اى افكار سطحية او علمية فكل ما تحمله حقد أعمى لتصفية احد مكونات السودان الحالى .
                  

01-23-2009, 01:59 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: علاء الدين يوسف علي محمد)

    العزيز علاء الدين يوسف محمد ... تحياتي
    شكرا على المرور
    البيت طبعا جميل ومعبر على المستوى الرمزي
    لكن مفهوم الهوية واستحقاقاته على مستوى الواقع لايزال متعثر جدا
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-22-2009, 10:17 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    +



    أستاذ جميل، تحية طيبة،
    كتبت:
    Quote: وآخرين في هذا المنبر يحسبون أفكارهم المسطحة والبائسة
    (وأغلبها تكرار مشوه لمقولات د.الباقر العفيف) عن اللغة العربية
    في السودان واتصالها بالهوية ، قناعات علمية راسخة ، فيما هي في
    الحقيقة أوهام وخيالات لا علاقة لها بالبحث المعرفي الجاد والعميق.


    حديثك بحق مدهش!!
    نعلم أن بشاشا وبشار أفكارهم سطحية لأنك جادلتهم
    لكن ما ذنب الآخرين لتصفهم أفكارهم بالبؤس.
    الغريب في الأمر أنك تدعو هؤلاء "الآخرين"
    لتقارعهم بالحجة لتصل وأياهم حسب زعمك "إلى نقاط مشتركة
    وموضوعية بحسب نتائج البحث والنقاش المعرفي"
    من أين لهم الموضوعية والمعرفة وأنت الذي أيقنت لنا
    بؤس أفكارهم؟
    ما هكذا يا استاذ جميل، قمة الجهل أن يحتكر الأنسان المعرفة.







    دنقس.
                  

01-23-2009, 02:10 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز دنقس ... تحياتي
    لا أدري ماإذا كانت عبارتك حول حديثي (المدهش) تفيد الإعجاب أم التعجب ؟
    على كل . أنا حين ذكرت آخرين في عنوان البوست وفي سياق الحديث عن د. بشار صقر وبشاشا ، كنت أقصد تحديدا من يؤيدانهما في هذا المنبر وأنت ربما تعرفهم ، ولذلك لم أرد أن أذكر أسمائهم واحدا واحدا .
    أما (الآخرون) في نهاية حديثي في المقدمة الثانية ، فقصدت به مجموعة الذين يرغبون في النقاش الموضوعي في قضية الهوية ، وهم أيضا أعضاء في هذا المنبر مثل أولئك تماما فهؤلاء أيضا يصح عليه وصف الآخرين . ولم أدري ما الذي جعلك تحصر كلمة (الآخرين) في أتباع بشاشا ود. بشار صقر ؟! وكأن الكلمة لا تحتمل إلا معنى واحدا ؟؟
    أرجو أن تكون الدهشة قد زالت
    مودتي
    محمد جميل
                  

01-24-2009, 00:04 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    +



    أستاذ جميل تحية طيبة،
    الشيئ الواضح في حديثك أعلاه عن فكرة بشاشا وبشار أنك منفعل
    لذا أنبريت تسب أفكار الأخوين والآخرين الذين يناصروهما لذلك رأيت في
    كتابتك التطرف. أنت تريد أن تصل الي حل موضوعي
    لهوية السودان التي أقريت بتعقيدها، فعلام السباب؟
    بشاشا وبشار لهما آراء كما رأيك وآخرين، اذ لايعقل أن تجرم رأييهما
    لأنهم سيفعلون بالسودان الأفاعيل اذا سنحت لهما السوانح. أنت تجرم
    الناس باعتبار ما سيكون وكأنك تعلم الغيب يقينا.علي كل، بشاشا وبشار
    زملاء قادرون للدفاع عن آرائيهما، أما أنا فأصنف نفسي ضمن "الآخرين"
    أؤلائك الذين نعتهم بأقوي الألفاظ لأني أتفق معهما
    علي جوهر ما يكتبان وهو أنه كانت هناك مركزية أفرقية كوشية
    لبلادنا قبل الغزو العروبي أو المصري الأنجليزي. توافقي وفكرة الأخوين
    ليست تعصب أو جهوية أو عنصرية كما تفضلت، توافقي
    نابع من قناعاتي التي توارثتها أبا عن جد بأرض بلادنا. الذي عضض
    من قناعتي هو التاريخ المدون أو الشفهي لمن أكون، فاذا أيقنت تماما
    بأني أفريقي وصرحت بذلك، ما الذي يجعلني "واهما".
    ليتك خففت الحدة والتعصب لفكرتك حتي نصل وايك لما يثمر.
    عظيم الود.








    دنقس.
                  

01-31-2009, 01:59 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز عبد القادر دنقس ... تحياتي
    كنت قد كتبت ردا على مداخلتك الأخيرة ، ولكن الهكر الذي حدث قي المنبر يوم 24/1/ أدى إلى عدم ظهورها
    سأعود في أقرب فرصة للتعليق على مداخلتك
    مودتي
    محمد جميل
                  

02-08-2009, 04:34 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    العزيز عبد القادر دنقس ... تحياتي
    حين تقول :
    Quote: الشيئ الواضح في حديثك أعلاه عن فكرة بشاشا وبشار أنك منفعل
    لذا أنبريت تسب أفكار الأخوين والآخرين الذين يناصروهما لذلك رأيت في
    كتابتك التطرف. أنت تريد أن تصل الي حل موضوعي
    لهوية السودان التي أقريت بتعقيدها، فعلام السباب؟

    حين تقصد مجمل حديثي أعلاه فلا شك أنك لم تنتبه إلى الحيثيات الدقيقة التي سقتها حول قواعد الحوار . ثم أن ما أوردته ليس سبابا ، فالسباب هو الشتيمة التي تقع على الشخص بصورة خاصة . أما أنا فقد وصفت أفكارهم وما يلزم منها في حال تطبيقها ـ بحسب تصوراتهم ـ وهذا يعني الكارثة تحديدا ، وسأضرب لك مثلا بسيطا: بشاشا يفترض أن اللغة العربية هي لغة الغزاة . وأي غازي في التاريخ لابد أن تكون لغته لغة مفروضة بالإكراه . في حالة العرب سنجد أن الذي صاحب (غزوهم) هو القرآن الكريم ـ الذي لايمكن قراءته إلا بالعربية ـ فلو سألت أي إمرأة عجوز أمية وقلت لها أن هذا القرآن هو نتيجة للغزو العربي هل ستجد كلامك هذا منطقيا ؟ ثم إن العربية أصبحت لغة الوجدان والفن ، ويستحيل على لغة الغازي أن تكون لغة الوجدان والفن .وبإمكانك أن ترجع لأفكار بشاشا . أي نزعة أحادية في تفسيرالهوية السودانية المركبة ـ كما يدعو بشاشا وبشار في دعوتهما للمركزية الأفريقية أو دعوة العروبيين الشماليين ـ هي بالضرورة دعوة تضمر إقصاء للآخر المشترك في صيرورة الهوية . هذه يا أخي حقيقة لا نزال نعاني من آفاتها المتمثلة حاليا في الرؤية الإسلاموية الأوتقراطية لنظام الإنقاذ وما نجم عنها من حروب وكوارث وفوضى .
    ثم لو افترضنا هوية كوشية خالصة للسودان فباي لغة أفريقية يمكن لهذه الهوية أن تجد القاسم المشترك الأعظم بين السودانيين ؛ هل بلغة الدينكا أم بلغة البجاأم بلغة النوبة ، أم أم ام ؟؟؟
    ياصديقي قضية الهوية السودانية لا يمكن تفسيرها وتأويلها بمثل هذه الأفكار الأوتقراطية البسيطة والساذجة . هل تعرف أن صناعة الهوية الحقيقية للسودانيين وتجسيدها في رؤية جاذبة وواقع موضوعي ، سيكون السبب الوحيد لإخراج السودان من الوضع الذي يعيش فيه والتخبط الذي يضيع فيه . الإكثار من الحديث عن الهوية في كل أمة هو علامة على فقدانها لبوصلة الهوية . لكن تجسيد الهوية معرفيا وواقعيا عبر تفكيك وإعادة تركيب أسبابهاالتاريخية والموضوعية ضمن رؤية وطنية هو السبب الوحيد لحسم الاستلاب المزدوج لطرفي الهوية السودانية (العروبة والإفريقانية) .
    أنا لا أعلم الغيب بالطبع ، ولكني افترض أن تجريب المجرب هو من الجهل والسذاجة بمكان . فما تقوم به الإنقاذ وتمارسه من تأويل أوتقراطي لهوية اسلاموية أحادية مازال يجر علينا الكوارث . فلماذا ننتظر أن يأتينا أمثال بشاشا وبشار صقر بهوية أحادية أخرى (كوشية أفريقية هذه المرة) هل تريدنا أن نعيد اكتشاف العجلة ؟؟
    صحيح كانت للسودان هوية كوشية أفريقية وسأزيدك بأن أقول أن أول هوية كوشية لأفريقيا كانت في السودان وتحديدا شمال السودان ـ كما أثبتت الدراسات الأركلوجية ـ ومن السودان انتشرت في وسط وجنوب وغرب وشرق أفريقيا . لأن كوش بن حام هو أول جد للسلالة السوداء ـ ونحن منها ـ ومملكته كانت في السودان (مملكة كوش) كل هذا صحيح تاريخيا . لكن ماليس صحيحا هو تجاوز كل الصيرورات التاريخية التي أنتجت الواقع السوداني المعاصر ثقافيا واجتماعيا ، والقفز بالبرشوت إلى مملكة كوش واستعادتها بأثر رجعي لتكوين هوية خالصة للسودانيين على أصولها . هذه الرؤية تشبه تماما تلك الرؤية التي تطالب المصريين بالعودة إلى عصر الفراعنة وكنس كل الحقب التاريخية التي أدت بروز الواقع الاجتماعي المصري المعاصر ـ العربية يا أخي لم تكن لغة امصريين كذلك ـ وهذه الدعوة عبر هذه الرؤية هي طبعا تأويل ساذج ومحاولة مستحيلة وصبيانية لكنس كل الصيرورات التي أدت إلى الواقع التاريخي الحديث في السودان . هذا لا يعني عدم استلهام الأفريقانية والأصل الكوشي للسودان في تأسيس الهوية السودانية الحديثة بالطبع، ولكنه فقط يعني أن أي محاولة أحادية لتأسيس هوية هذا السودان بخريطنته الحالية سواء أكانت عربية خالصة أم أفريقية خالصة ، إنما هي الطريق الملكي للخراب والفوضى والتفكك . كما أن هذا لا يعني أن لا تفخر بأفريقيتك ، أبدا فلك أن تفخر بأفريقيتك ـ وهذا من حقك ـ كما للآخر الذي يدعي انتماءه للعروبة ان يفخر بعروبيته . المسألة ليست هنا ؛ المسألة في الاستعلاء بتلك الهوية على الآخرين ـ كما كانت تفعل الثقافة الشعبوية العربية السودانية تاريخيا ـ لأن أي أستعلاء واستعلاء مضاد سيكون خصما على رؤية هوية حقيقية للسودانيين . كما لك أن تفخر على نحو شخصي وخاص بهويتك الأفريقية . أما أن تفرضها كهوية خالصة وواحدة لكل السودانيين بأفكار ساذجة ودون أي حيثيات موضوعية فهذا ما لا يمكن أن يؤدي إلى مفهوم حقيقي للهوية السودانية الجاذبة والايجابية والمنتجة لصورة متحضرة للواقع السوداني .
    لست منفعلا ، وحين أصف أفكار بشاشا وبشار بمعاني خطيرة تترتب على تفسير آرائهما للهوية فلست أسبهما . أما الذي يسب ويشتم فهو صاحبك بشاشا ـ الذي تتفق معه ـ وهو لا يحترم أي أحد يتناقش معه ويصفه بأوصاف ذات طابع شخصي بغيض مثل (جرقاس) ـ الكلب الصغير ـ وغيرها . أما بشار صقر فهو يصدر نعوتا في وصف من يخالفونه الرأي دون أي دلالة موضوعية عليها . فهو مثلا يصفني بأنني سلفي ومستلب عروبي وما إلى ذلك . فهل ترى في حديثي هذا ما يدل على أنني مستلب أو عروبي أوسلفي .
    ختاما هنا مقالان لي عن موضوع الهوية السودانية أتمنى أن تقرأهما بكل روية قبل أن تصدر علي أحكام قيمة قد لاتكون صحيحة
    في خطاب الهوية السوداني *
    سيمولوجيا السواد في خطاب الهوية السوداني *

                  

02-09-2009, 02:21 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

03-18-2009, 09:23 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

03-18-2009, 12:51 PM

ادم شحوتاي
<aادم شحوتاي
تاريخ التسجيل: 02-25-2008
مجموع المشاركات: 2377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ/ محمد جميل
    تحايا وبس
                  

03-19-2009, 06:38 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: ادم شحوتاي)

    عزيزي آدم شحوتاي ... تحيات عاطرة
    شكرا على المرور
    مودتي
                  

03-19-2009, 08:24 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: محمد جميل أحمد)

    +



    تحية طيبة أستاذ جميل وعودا حميدا.
    سآتيك لاحقا للتعقيب، المعذرة لم أر
    البوست.




    دنقس.
                  

03-20-2009, 06:14 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. بشار صقر ـ كمال بشاشا ـ وآخرون : الوعي البائس بين كوش ويعرب في الهوية السودانية ! (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز عبد القادر دنقس ... تحية طيبة
    لا عليك ، أناأيضا رفعت البوست قبل يومين ، وبعد غياب طويل
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-19-2009, 08:54 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8991

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    الاستاذ جميل جميل ان تفتح الموضوع عن امر الهوية، لكن ما استوقفني حقا العنوان او كلمة (الوعي البائس) اذ اني اراهما كلمتين متناقضتين، فالوعي هو الاستزادة في المعرفة ووضع الامور في نصابها بتروي وحكمة وادراك، والبؤس هو الافلاس الفكري في المعرفة وما قرب اليها من قولا او عمل،هو القحط والجدب في اقناع الاخر بطريقة منطقية وموضوعية، لكن بشكل عام الموضوع شيق يستحق المتابعة..

    (عدل بواسطة محمود الدقم on 03-19-2009, 08:59 PM)

                  

03-20-2009, 06:39 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمود الدقم)

    العزيز محمود الدقم ... تحياتي
    شكرا على مرورك ، وعلى تنبيهك . لكني لا أعتقد أن هناك تناقضا بين الوعي والبؤس . فالوعي حالة إدراك لمعرفة ما سواء أكانت هذه المعرفة صحيحة أو غير صحيحة . كالوعي الخرافي الذي هو معرفة بالخرافات والأساطير هو وعي من حيث تمثله لمعرفة بأساطير وخرافات لا يعترف بها العقل ، ولهذا يمكننا أن نصف الوعي الخرافي بأنه وعي بائس لأن من يعتقد ذلك الوعي مثلا كإيمان ديني فهو لاشك بائس . ماعنيته هنا أن بشاشا يمتلك وعيا أي معرفة ما ببعض التاريخ الكوشي ورموز هذه الحضارة الكوشية ومعرفة بعض من كتبوا عنها حديثا. هذا كله وعي ما ، لكن البؤس لا يأتيه من كونه وعيا بالتاريخ الكوشي ، بل يأتي إليه البؤس من التصورات والأوهام التي تنتجها طريقة تمثله لذلك الوعي البائس ومايترتب عليها من كوارث حين يعتقد اعتقادات جازمة وقاطعة بوجوب تنظيف التاريخ والمجتمع السوداني من كل ماله علاقة بالاسلام واللغة العربية ووو... والعودة بالبرشوت إلى عصور كوش بن حام ؛ تلك العصور الصافية ؟؟ لكن يترتب على هذا الوعي البائس حقيقة أخرى وهي أن وعي بشاشا هذا للكوشية على هذا النحو سيؤدي أيضا إلى كنس المسيحية من تاريخ المجتمع الجنوبي (لكنه للأسف لايجرؤ على الدعوة جهارا إلى هذه النتيجة) .... ثمة كتاب فلسفي لكارل بوبر عنوانه (بؤس الآيدلوجيا) فالآيدلوجيا هي صورة من صور الوعي ، لكنها في نفس الوقت قد يأتيها البؤس من طريقة تمثلها التي قد تكون بأسلوب بائس ، أو بأسلوب يتسم بالعمق والغنى .
    شكرا مرة أخرى على مرورك
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-20-2009, 07:06 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    Quote: لكن يترتب على هذا الوعي البائس حقيقة أخرى وهي أن وعي بشاشا هذا للكوشية على هذا النحو سيؤدي أيضا إلى كنس المسيحية من تاريخ المجتمع الجنوبي (لكنه للأسف لايجرؤ على الدعوة جهارا إلى هذه النتيجة)


    This comparison does not stand any scrutiny. Christianity is not a social, cultural economic or political institution in South Sudan, nor do its adherents propose any change to the existing social fabric. It is entirely different though in the North. Musilms entered the ancient Northern Sudan as conquerors and quickly established themselves as imperialists and with the slave trade flourishing; they laid the foundation for a slave base society with strict hierarchical structure which shaped the modern Northern Sudanese society and from within that slave-based society, emerged the what we can call the half-cast breed which is the predominant (race) in the North, Centre, and to some extent, spilled over to the West and East.
    Now, explaining the complex relationship between Arabs Musilims who arrived as conquerors and the resulting mixing via normal social interaction or via slavery is the best way to understand how the so called Northern Sudanese identity evolved.

    (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 03-20-2009, 07:07 PM)
    (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 03-20-2009, 07:08 PM)
    (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 03-20-2009, 07:10 PM)

                  

03-20-2009, 09:10 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Zakaria Joseph)

    +



    تحية طيبة أستاذ جميل

    جاء في حديثك:

    Quote: ولأن القضية مهمة سواء اتصلت بالنقاش مع الدكتور بشار صقر ـ والذي للأسف تهرب منه ـ أم لا ، فلقد آثرنا فتح هذا البوست لمناقشة فكرة الاستلاب كما هي في الوعي الأيدلوجي الرث لكل من الدكتور بشار صقر ، وكمال بشاشا وآخرين في هذا المنبر يحسبون أفكارهم المسطحة والبائسة (وأغلبها تكرار مشوه لمقولات د.الباقر العفيف) عن اللغة العربية في السودان واتصالها بالهوية ، قناعات علمية راسخة ، فيما هي في الحقيقة أوهام وخيالات لا علاقة لها بالبحث المعرفي الجاد والعميق ، ولا تصمد أمام الفحص الفكري والنقدي . بالطبع الكثيرون منهم في هذا المنبر سيحيلون كلامي هذا إلى معسكر العروبيين الشماليين ، اللذين لا يقلون عنهم في رثاثة أفكارهم المسطحة في هذا المنبر .

    أنت وصفت الأخوين بشاشا ود. بشار بالمستلبين وعيا لزواتهم،
    ثم أردفت واصفا أفكارهم بالبؤس والتسطيح والأوهام. الغريب
    أنك لم تدعم حجتك بالبينه من كتابات دكتور العفيف الذي
    جعلت من دراساته مكمنا للبؤس والأوهام. دون شك القارئ لكتابك
    يلمس اللغة العنيفة والتي أتت من جانبك كردة فعل للنيل من
    الذين شككوا في رسوخ العرب ولغتهم بالسودان.
    لا أدري كيف توصلت الي نسف مبحث الدكتور الجليل عفيف بوصفك له
    "بالأوهام والخيالات التي لا علاقة لها بالبحث المعرفي الجاد والعميق؟"
    هذا يا سيدي تجن ما بعده تجن.
    عندما تدعو آخرين لبحث شوائك مجتمعنا المتشعب الأنتماء العرقي
    واللغوي والديني، ثم تصفهم وعقولهم بالرثاثة والتسطيح فأنت
    تسبهم وتسب نفسك. دون شك أفكارهم ليست بالرثة ولا المسطحة كما
    تزعم لأنها حركت فكرك للرد عليهم. عندما تفتح مقاما كهذا لترد
    علي الرث والتسطيح، فأنت جزء لا يتجزأ من الرث والتسطيح.

    كتبت:

    Quote: المصيبة الكبرى أن هؤلاء الذين يدعون ـ الافريقانية أو العروبية على حد سواء ـ في هذا المنبر يحسبون أنفسهم نخبا فكرية مرموقة ، ويتوهمون في أفكارهم الفقيرة هذه خلاصا للسودان وأنهم بالفعل رموزا كبيرة في هذا الصدد ، وكأن التاريخ بدأ مع هذا البؤس الفكري الذي يرددونه بمناسبة وبدون مناسبة ، وكأنه ليس هناك من المفكرين السودانيين من بحث أفكار الهوية السودانية برؤية معرفية وساهم فيها بدراسات جادة ، ولأن أغلب المفكرين السودانيين الجادين من أصحاب الأفكار العميقة عن الهوية ، ليسو أعضاء في هذا المنبر ، أو أن بعضهم عزف عن الخوض في سجالات هذا المنبر البائسة ، فقد ظن هؤلاء أنفسهم مفكرين حقيقيين في (مركز أبحاث المنبر العام لسودانيز أون لاين) ؟ ؟

    لا يستقيم حديثك عندما تقول "مدعي الأفريقانية" لأن الدكتور بشار
    والأخ بشاشا وشخصي الضعيف أفارقة أبا عن جد حيث لا لغط في ذلك.
    اذن صفة الأدعاء لا تستقيم لأن لنا لغاتنا الأفريقية وارثنا الأفريقي
    الذي نتشارك وشعوب قارتنا. الذي يستقيم حقا هو ادعاء العروبة
    في السودان والذي شكك فيه أعراب الربع الخالي قبل بشاشا وبشار.
    أما عن المفكرين السودانيين فأختلف معك قلبا وقالبا لأني لا أخال
    بأن هناك "مفكرين سودانيين" بالمعني المعروف حول المعمورة.
    ليس هناك مفكرين لأن واقعنا هو هو واقعنا لأن "مفكرينا هؤلاء"
    مارسوا التفكير الغرضي والذي لا يمت للواقع الماثل أمامنا بشيئ.
    أنت تقول مفكرين وأنا أقول أكادميين خدمة مدنية، ليست بهم
    لهبة المغوار غاندي ولا بسالة وصمود العظيم مانديلا. وها نحن
    وأياهم نمارس حلب الثور سواء كتبوا بهذا المنبر أم عزفوا عنه.
    لابد لنا أن نشكر شبكة الأتصالات الحديثة والنصاري وبكري أبوبكر الذين
    فتحوا لنا نافذة لنشتم شيئا من الهواء الطلق. ما تراه
    بهذا المنبر صورة حية لما يعتمر بالنفوس ولأول مرة منذ استقلالنا
    المزعوم وجد أبناء وبنات السودان الفرصة ليعبروا عما يعتمر بنفوسهم.
    أقول لأول مرة لأن طيلة النصف قرن الماضية ليس هناك
    جدال في هوية السودان العربية التي سن سنونها المحجوب ورهطه
    الميمون. في ظل الحكومات العربية الهوي لم ينل أمثالنا سوي
    الموت المنظم أن راودك التفكير أجهار انتماؤك الأفريقي لأنك
    وبكل بساطة عنصري ضد العرب. للأسف كثيرون من مدعي العروبة في
    السودان لا يعلمون الكثير عن الذين يشاركونهم الوطن بأسم
    السودان، وبدلا عن عزوف أؤلائك "المفكرين السودانيين " وجب عليهم
    مواجهة الواقع الذي هندسوا له قديما. سودانيزأونلاين ليست
    بنبت شيطاني فهي نافذة تعكس تاريخ الأضدهاد والأستعلاء والتجارب
    الدسائسية.

    كتبت:

    وأ
    Quote: ي غازي في التاريخ لابد أن تكون لغته لغة مفروضة بالإكراه . في حالة العرب سنجد أن الذي صاحب (غزوهم) هو القرآن الكريم ـ الذي لايمكن قراءته إلا بالعربية ـ فلو سألت أي إمرأة عجوز أمية وقلت لها أن هذا القرآن هو نتيجة للغزو العربي هل ستجد كلامك هذا منطقيا ؟ ثم إن العربية أصبحت لغة الوجدان والفن ، ويستحيل على لغة الغازي أن تكون لغة الوجدان والفن .وبإمكانك أن ترجع لأفكار بشاشا . أي نزعة أحادية في تفسيرالهوية السودانية المركبة ـ كما يدعو بشاشا وبشار في دعوتهما للمركزية الأفريقية أو دعوة العروبيين الشماليين ـ هي بالضرورة دعوة تضمر إقصاء للآخر المشترك في صيرورة الهوية . هذه يا أخي حقيقة لا نزال نعاني من آفاتها المتمثلة حاليا في الرؤية الإسلاموية الأوتقراطية لنظام الإنقاذ وما نجم عنها من حروب وكوارث وفوضى .

    الغزو العربي للسودان لا علاقة له بالقرآن، فعبدالله بن أبي السرح
    كاتب الوحي كان أمبرياليا يسعي لأمتلاك الجواري والدننانير.
    الغزو العربي وجد مقاومة شرسة جعلته يساوم بأتفاقية البغط والتي بادل فيها
    السودانيون العبيد والجواري مقابل الخمور.
    بتاريخنا الحديث أورثنا الأنجليز احصائية مهمة وهي أن نسبة
    30% من سكان السودان يتحدثون العربية ولو كانت الأمور تسير
    علي طبيعتها لكانت للغة الدينكا شأنا.
    نعم اللغة العربية خلقت وجدانا في العاصمة المثلثة والأمصار
    المجاورة أو ان شئت مثلث حمدي، فان كان الوجدان واحدا كما
    تزعم لما حمل الدكتور الراحل المقيم قرنق السلاح، ولما انضم
    اليه بشراسة أهل النوبه بقيادة يوسف كوه وأهل النيل الأزرق
    بقيادة مالك عقار بل ولما أنسلخ الصنديد بولاد من دولة المركز
    التي ساعد في ايجادها ليشهر السلاح مع رفاقه بالأحراش.
    الوجدان الذي تتحدث عنه يا أستاذ جميل، فسره لنا الدبلوماسي
    الحصيف فرانسيس دينق في سفره الذي أختار له "صراع الرؤي " عنوانا.
    ان كان الوجدان واحد لما تصارع ورآه، ولو كان الوجدان
    واحد لما تقاتلنا وفقدنا الملايين من الأنفس. نعم الآن بالسودان
    كثيرون يتحدثون العربية مقارنة بزمن الأستقلال. كثر المتحدثون
    بالعربية لكن ماذا هم قائلون؟

    يتبع....





    مع احترامي









    دنقس.
                  

03-21-2009, 02:03 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)

    الأخ عبد القادر دنقس .. تحية طيبة .
    يبدو أنك لاتلاحظ موقفي المزدوج ضد الافريقانية الخالصة كحل لقضايا المجتمع السودان ضمن هوية مركبة ، وكذلك ضد الاسلاموية العروبية التي نعاني من ويلاتها عبر الانقاذ .
    مع ذلك بعد أن تكمل حديثك وردك سأناقشك
    تحياتي
    محمد جميل
                  

03-21-2009, 01:58 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Zakaria Joseph)

    العزيز زكريا جوزيف .... تحياتي
    المقطع الذي أوردته من كلامي ، يتعلق برؤية بشاشا لمفهوم الكوشية الذي يحصر المعرفة في المركزية الأفريقية دون سواها ، فكل مظاهر المعرفة الدينية في السودان سواء أكانت اسلامية أو مسيحية هي مظاهر دخيلة ، لسبب بسيط وهي أنا ليست كوشية ، وإنما هي دخيلة على بلاد كوش من مصادر سامية . هذا ماعنيته تحديدا أما طريقة تمثل المسيحية في المجتمع الجنوبي وعند المسيحيين عامة، واختلافها عن طريقة تمثل الاسلام لدى المسلمين قبالطبع هناك فوارق ظاهرة وحقيقية ، ولكن هذا ليس موضع حديثي في مناقشة فكرة الوعي الكوشي لدى بشاشا .
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-21-2009, 06:22 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    +






    أستاذ جميل تحية طيبة مرة أخري.

    كتبت في ردك علي بريمة:
    Quote: سأحاول في هذا البوست ، مناقشة الأوهام الطوباوية التي تتحرك في رؤوس دعاة المركزية الكوشية بعيدا عن معطيات الواقع المركب للهوية السودانية ، والكشف على أنها أوهام تتحرك في رؤوسهم بأجنحة من خيال ، وليس لها علاقة بالواقع ،ولو قدر لها أن تتحول إلى واقع ، لتحولت إلى كوارث تماما تماما كالكوراث التي ترتبت الآن على أجندة دعاة العروبة العرقية المتوهمة وعلى رأسها الكوارث التي أنتجتها التجربة الأحادية الآيدلوجية لنظام الانقاذ ، والتي مازالت تتناسل حتى أوشكت أن تفكك السودان .

    "الأوهام الطوباوية" ظهرت لنا في المشروع العروبي
    بقيادة المحجوب الذي فرض علينا الثقافة العربية
    فرضا. أمتلأت منافذ التعبير بالمنافسة في شعر شعر
    الحطيئة والفرزدق وعنترة، بل قاد التطرف العروبي
    لتجسيد الأوهام حقيقة بحشو طبيعة الربع الخالي الجرداء
    بمخيلة نشئ حباه الله طبيعة تتوسطها أنهار وجداول عزبة
    وخضرة. دون شك تقمص بعض الموهومين بخيالهم الخصب طبيعة
    الربع الخالي الجرداء وسوق عكاظ وأنشدوا شعرا طرب له
    صعاليك الجاهلية بقبورهم. ليت الأمر أنتهي علي ذلك، بل
    تبعه باجحاف أناخ الأنسان والأنسانية. تم تغيير السلم
    التعليمي ليكون عربي التوجه، وان لم تنجح في اللغة العربية
    بكامل قواعدها والشعر العربي الأليازي ، يكتب عليك فاشل.
    لو تعلم كانت هذه معضلة ما بعدها معضلة، فقد هجر التعليم
    نشئ عظيم والسبب هو هذه اللغة العسيرة علي ألسنتهم.
    الواقع يعلمنا أيضا أن سياسات التعريب الممنهجة قادت
    البلاد الي أنقسام حاد بعد أن فطن الأفارقة أن التمجيد
    الذي يدرسونه لا علاقة له بالسودان والأسلاف. الشيئ الطبيعي
    لهؤلاء أن يرجعوا لجزورهم وهذا تحديدا الذي قاد الأخوين
    بشاشا وبشار لذلك. فشعرا لا تجد فيه وصفا لواقعك وطبيعته
    لا يتسلل للوجدان. وتاريخا لا تري فيه جدودك وتضحياتهم
    العظيمة لأجلك لا يجب أن تطالعه. المشروع العروبي بدأ
    فكرة ثم تبعه عمل أستخباراتي لينفذه فقتل من قتل، وطرد
    من طرد من أهل السودان غير المستعربين، أين كان أستاذ
    محمد جميل يا تري؟
    لا أخال أن بشاشا وبشار يسعيان لخلق برنامج هتلري يسعون
    به سلالة المستعربة، فقد شطحت زراعين بخيالك الخصب. أنت
    تعلم تمام العلم بالمحارق والقتل الجهوي الذي حل بأفارقة
    السودان لذا صدق حدثك عندما سافرت بخيالك للمستقبل، ولأنك
    تنتمي لثقافة تؤمن بالثأر لذا حكمت علي المشروع الفكرة وتسعي
    جاهدا لعدم أنزاله الواقع.
    أبشرك خيرا، فان كان بشاشا وبشار ساعين لتقتيل المستعربة
    السودانيين، فأنا أول من يقف ضدهم. الغرض ليس تشفي كما تريد
    أن تعلمنا، الغرض أن يكف المستعربة لجرنا خلف حدود أرض
    أجدادنا وتمجيد تاريخ الغير.

    تقول:

    Quote: أي مشروع يدعي صفاء للهوية ، سواء أكانت عروبية أو إسلامية أو كوشية في السودان ويحاول فرضها عبر القوة والآيدلوجيا ؛ هو بالضرورة مشروع جاهز لحرب أهلية في السودان ، وماحصل و يحصل الآن في ظل نظام الانقاذ عينة لهذه الحروب التي هي بنفسها دلالة على أزمة الهوية السودانية .

    صفاء الهوية دعوة أصلها مستعربة السودان بالأستعلاء غير المبرر.
    فمستعربة السودان ينظرون للأفارقة كعبيد ليسوا أهل للمصاهرة،
    فأنت وأنا نعلم تمام العلم أن الأنصهار لم يتم بالصورة التي
    تريد أن تعلمنا بها. اذا كانت هذه هي قاعدة البقاء لمستعربي
    السودان ، لم لا يكون هناك نقاء عرقي؟ واقع اليوم ببلادنا يعلمنا
    أن هناك فور وشلك ودينكا ووطاويط ونوبة بشعابهم ومورلي وزغاوة وقمز
    ...و..و..و...، هؤلاء أفارقة مازال أكثرهم صافي العرق، بل
    طريقة حياتهم مازالت التي توارثوها أبا عن جد. ليس هناك قوة
    خلاف قوة المشروع العروبي التي جعلت منهم متقوقعين بواقعم الموروث.
    أن كنا نريد لأقوام السودان هذه أن تتثاقف وتتناغم
    لابد للمستعربة أن يلجموا الأستعلاء والظلم الصلفي.
    يا أستاذ جميل الظلم العروبي لم يبدأ والأنقاذ، أهل الأنقاذ
    وجدوا خططه مدونة منذ أربعينيات القرن الماضي، هم الذين
    كشروا أنيابه.

    كتبت:

    Quote: صحيح كانت للسودان هوية كوشية أفريقية وسأزيدك بأن أقول أن أول هوية كوشية لأفريقيا كانت في السودان وتحديدا شمال السودان ـ كما أثبتت الدراسات الأركلوجية ـ ومن السودان انتشرت في وسط وجنوب وغرب وشرق أفريقيا . لأن كوش بن حام هو أول جد للسلالة السوداء ـ ونحن منها ـ ومملكته كانت في السودان (مملكة كوش) كل هذا صحيح تاريخيا . لكن ماليس صحيحا هو تجاوز كل الصيرورات التاريخية التي أنتجت الواقع السوداني المعاصر ثقافيا واجتماعيا ، والقفز بالبرشوت إلى مملكة كوش واستعادتها بأثر رجعي لتكوين هوية خالصة للسودانيين على أصولها.

    اذن أنت ونحن علي وفاق، ان كنت تؤمن بالتاريخ لمملكة كوش
    فمازال كثيرون بهذا السودان في تناغم مع ذاك الأرث التليد.
    مازال في واقع اليوم من يعبد أبادماك ويقدم له القرابين،
    فهذا واقع وليس نزول بالباراشوت. الحضارة الكوشية يا أستاذ
    جميل ما تزال كامنة كمون النار في العود والواضح أنك تنطلق
    لواقع السودان الأرحب من رؤيتك وتجربتك الشخصية وهذا في حد
    زاته أحد المشاكل الأخطبوطية لبلادنا.
    الدكتور العلامة منصور خالد أحد القلائل الذين آتوا بكتابات
    تعكس للمستعربة في أي وطن يعيشون، لكن للأسف كثيرون أخذتهم
    الصرخة العارمة للأستعراب بأسم الدين لذا لن يفقهوا شيئا
    بواقع بلادهم. حركة التاريخ في "صيرورة" كما دونت لنا، لغة
    المملكة الكوشية تشعبت وأصبحت لغات ما تزال اللغة الأم لأغلب
    السودانيين. دين الدولة الكوشية وربها مازال في روحانيات
    كثير من أهل السودان، اذن كيف تريد لنا أن نحصر تاريخ السودان
    المتوارث منذ القدم في فكرتك فقط؟

    كتبت:
    Quote: هذه الرؤية تشبه تماما تلك الرؤية التي تطالب المصريين بالعودة إلى عصر الفراعنة وكنس كل الحقب التاريخية التي أدت بروز الواقع الاجتماعي المصري المعاصر ـ العربية يا أخي لم تكن لغة امصريين كذلك ـ وهذه الدعوة عبر هذه الرؤية هي طبعا تأويل ساذج ومحاولة مستحيلة وصبيانية لكنس كل الصيرورات التي أدت إلى الواقع التاريخي الحديث في السودان .

    المصريين يا أستاذ جميل لم يطالبوا بالعودة لعصر الفراعنة،
    بل هم يعيشون عهد الفراعنة بفخر وأعتزاز. يدرسون نشأهم
    تاريخ الأسر الحاكمة يمجدون الفنون والرسومات الأثرية رغم أن
    مصر تعدد غزوها وتعج بأعراق شتي، الا أن أهل مصر صادقون في
    تدوين تاريخهم القديم والحديث. لذا نجد أن مستعربين مصر
    فخورين بأفريقيا والماضي الفرعوني أكثر من مستعربة بلادنا.
    ففي بلادنا يسعي المستعربين لدك التماثيل التاريخية، يحتفي
    بها في مصر أيما احتفال. هذه الأشياء جعلت الأنسان المصري
    يعتز بحبه لبلاده وأنتماؤه، علي عكس الشيئ السائد في السودان.
    خلاصة القول، لنا أن نحتفي الظروف التي أدت لأن تسمع رأيي لأنه
    حدث جديد في واقعنا المعاصر. كثيرون من المستعربة بدأوا في
    مراجعة النفس وهذا شيئ حميد أنا شخصيا أكبره ايمانا مني بأن
    التثاقف والتناضح وسيلة مثمرة لتأطير حدود الأحترام الثقافي
    والشفافية. ان كنا نزاولها خلال الخمسون عاما الماضية، ما وصلنا
    لما وصلنا الية. هناك أشياء صعبة حدثت في تاريخنا الحديث فضل
    البعض عدم الخوض فيها لأنها تجر لما يسمونه "فتنة"، واذا لم
    نتجاوز هذه النقطة دون شك ستستوطن الحروب بديارنا.
    شكرا لرحابة صدرك.







    ( السمرة ) شرق النيل استضافت أعيان المغاربة من عموم السودان ..!










    دنقس.
                  

03-21-2009, 10:51 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)
                  

03-22-2009, 03:17 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)

    الأخ عبد الفادر دنقس .... تحياتي
    * ناقشت بعض أفكار د. الباقر العفيف في ختام مقالي (سيمولوجيا السواد في خطاب الهوية السودانية) ولا أدري ما إذا كنت قد رجعت للمقال أم لا . وعموما حين يحصر الباقر العفيف شرط الانتماء إلى النسب العربي في شمال السودان فقط ببياض اللون كهوية حصرية للعرب المعاصرين ؛ وحين يجعل من عرب الشام ومصر مرجعية للنسب العربي والعروبة على أساس اللون الأبيض فإنه لاشك يقع في تناقض ومغالطات ، لا تعكس سوى رغبة لاعلاقة لها بروح البحث العلمي . فهل عرب مصر والشام اليوم هم عرب أقحاح ودماؤهم صافية؟ ألم تكن البلاد التي جاء فيها العرب تسكنها شعوب فينيقية في لبنان وسريانية في سورية وقبطية ونوبية في مصر ، وأليس العرب الذين يعيشون في مصر والشام الآن هم نتاج هذا الخليط التاريخي بين العرب وتلك الشعوب ؟ ثم أليس ماحدث في شمال السودان هو من نفس ماحدث في مصر والشام أي في اختلاط العرب الذين جاءوا للسودان بالعنصر الزنجي في الشمال ؟ فكيف يجوز للباقر العفيف أن يثبت العروبة لهؤلاء (عرب الشام ومصر) وينفيها عن هولاء (عرب شمال السودان) أليست النتيجة المنطقية واحدة ؟ فعلى أي أساس يطلق حكم قيمة مثل هذا ؟ ليس هناك سوى اللون الأبيض فقط ليكون دليله على أثبات العروبة لعرب الشام ونفيها عن عرب شمال السودان . وهذا يهدر كل الحيثيات الأخرى والمتشابهة في طريقةوتكوين الوجود الديمغرافي للعرب في شمال السودان ومصر والشاموالمنتجة لخصائص العروبة من حيث هي كمفهوم ، وليست مجرد لون . وحين نقول النسب العربي في شمال السودان نعني وجوده من حيث الأصل ، حتى ولو كان مختلطا ، تماما كوجود النسب العربي المختلط في مصر والشام مثلا ، فأين الموضوعية العلمية هنا حين يحصر د. الباقر العفيف العروبة في اللون الأبيض فقط ويهدر حيثياتها الأخرى الدالة على وجودها التاريخي بكيفية واحدة سواء في مصر أم الشام أم في شمال السودان ؟
    طبعا أنا هنا فقط أناقش المسألة من ناحية بحث تاريخي بعيد عن كل تصور يتعلق برؤيتي الخاصة أو ما أتبناه من أفكار لأن الخلط بين البحث والنوايا هو الذي يؤدي إلى نتائج غير معرفية .

    * بغض النظر عن طبيعة العنف في لغتي أتمنى أن تنتبه للنقاط الموضوعية أو غير الموضوعية لنقاشها وبعيدا عن أي ردود فعل لا علاقة لها بالبحث . نحن هنا لا نملك يقينا ولا نسلم بواقع مايجري في السودان ولا نفترض هوية ناجزة ، ولقد كررت هذا المعنى أكثر من مرة وهو : أن السودان حتى الآن لايملك هوية ناجزة ويتخبط بين آيدلوجيا عروبية منذ الاستقلال الرمزي حتى اليوم. فأرجو أن لاتتصور أنني أتبنى الآيدلوجيا العروبية الرثة في السودان منذ قيام استقلاله لمجرد أنني أناقش صيرورة اللغة العربية وتحولاتها في السودان نقاشا يحاول بقدر الإمكان أن يكون موضوعيا .

    * الرثاثة والتسطيح ليست شتائم . هي فقط وصف . الرث معناها الواهي ، والتسطيح معناه البساطة . ووصف هاتين الصفتين في أفكار بشاشا وبشار فقط يحتاج إلى إثبات أو نفي ، ولا يحتاج إلى القول بأنه شتيمة . ولقد ناقشنا بشاشتا في بوست شهير ومعروف جدا بعنوان (بلقيس الحبشية) كان صاحبه الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا . وللأسف هذا البوست محذوف من المنبر وحتى الآن لا أدري سبب ذلك الحذف . وفيه جرت مناقشات جادة وعميقة ومكثفة حول الأفكار الكوشية لكمال بشاشا ، وهناك بوستات أخرى منها بوست للأخ عبد الكريم الأمين أحمد (كيكي) وغيرهاوساهمت فيها بنقاشات عن أفكار بشاشا ووضحت فيها معنى الرثاثة والتسطيح . وبإمكانك الرجوع إليها . ثم أنني حين أتعرض لأفكار بشاشا وبشار بالنقد لكشف مغالطاتها ومافيها من تسطيح ورثاثة لا يعني أنني أقع في نفس ماوقعوا فيه لأن هناك في هذا المنبر من القراء من يرغب في قراءة مناقشة هذه الأفكار. ولأن أفكارهما توحي للبعض بأنها كما لوكانت أفكارا عميقة . مع ملاحظة مهمة جدا ، وهو أن الخلاف مع بشار وبشاشا ليس في مشروعية التعبير عن المركزية الكوشية والدعوة إليها فهذا من حق أي سوداني يعيش في هذا الوطن . القضية ليست هنا . القضية في طريقة الفهم الذي يريد أن يقصي كل مكون آخر غير المكون الأفريقي ولا يريد أن يعترف حتى بالمذهب المالكي الذي تتمذهب عليه كل القبائل السودانية المسلمة مثلا .

    * حين تقول
    Quote: لا يستقيم حديثك عندما تقول "مدعي الأفريقانية" لأن الدكتور بشار
    والأخ بشاشا وشخصي الضعيف أفارقة أبا عن جد حيث لا لغط في ذلك.
    اذن صفة الأدعاء لا تستقيم لأن لنا لغاتنا الأفريقية وارثنا الأفريقي
    الذي نتشارك وشعوب قارتنا. الذي يستقيم حقا هو ادعاء العروبة
    في السودان والذي شكك فيه أعراب الربع الخالي قبل بشاشا وبشار.

    ها أنت تعيدأفكار د. الباقر عفيف حين تربط شرعية وجود النسب العربي والعروبة في شمال السودان بإعتراف أعراب الربع الخالي بهم . ألا تعتقد أن هذا مجانب للموضوعية العلمية حين تشترط اعتراف عرب الربع الخالي كدليل وحيد لإثبات عروبة ووجود النسب العربي في شمال السودان . سنجد هنا أن هاجس اللون الأبيض لدى الباقر العفيف هو الذي يتحكم في آراءه غير الموضوعية من الناحية العلمية حين يطلق أحكام قيمة معتسفة تقرن العروبة باللون الأبيض كشرط وحيد وحصري لهويتها !!
    أنا عندما أقول مدعي الأفريقانية لا أنفي جذورهم الأفريقية بالطبع وإنما أنفي عنهم تمثلهم العميق والموضوعي للإفريقانية كمنظومة أفكار ورؤى جديرة بالنقاش وأصيلة في تعبيرها عن السودانيين جميعا، لكن هذه الرؤية غائبة في تمثل د. بشار صقر وكمال بشاشا للإفريقانية الآيدولوجية والطوباوية التي يدعون إليها.

    * نفيك لوجود مفكرين سودانيين يهتمون بموضوع الهوية لا يستقيم إلا بعد أن تكون قد حصرتهم وقرأت لهم وفالنفي يحتاج إلى دليل . ولا يلزم من عدم قراءتك لكتاباتهم عدم وجودهم . صحيح ليس هناك نسبة وتناسب بين حاجة السودان لمفكرين بحجم التحديات التي تواجه مستقبله ؛ لكن ذلك بالطبع لايعني عدم وجود قلة من المفكرين تهتم بقضية الهوية بصورة دقيقة ومركبة ، لا على طريقة بشار صقر وكمال بشاشا .
    حديثك عن غاندي ومانديلا صحيح ، وحقا ليس لدينا ولا أرباع من أمثال غاندي ومانديلا ، ولكن هل تعتقد أن الإفريقانية الآيدلوجية التي يدعو لها بشاشا وبشار صقر يمكن أن تصنع أمثال غاندي ومانديلا ؟ !! أمثال غاندي ومانديلا لم يصبحوا ضمائر حية لشعوبهم وملهمين للعالم إلا بعد أن تجاوزا الرؤى الضيقة ودعوا للتعدد والتسامح والاعتراف بالآخر . وهذا بذاته دليل على أن الافريقانية الآيدلوجية التي يدعوا لها بشار وبشاشا لا يمكنها ان تتجاوز أفقها الضيق وما ينطوي عليه من تناقضات أساسية كامنة فيها . نعم نحن بحاجة إلى إفريقانية موضوعية تعترف بالآخر وتحترم نسيج الوطن كما في الأفكار الكلية للدكتور جون قرنق .

    * ثم أنت تخلط في حديثك بين شيئين ربما تحسبهما شيئا واحدا
    الشيء الأول: أن الذي يضمن العدل والمساواة والتقدم والازدهار ليست هي الأفكار التي تقوم على مجرد فكرة النقاء العرقي في حد ذاتها ولا في اللون في حد ذاته ولا حتى في الأرض في حد ذاتها ، إنما الذي يضمن العدل والمساواة واحترام القانون واحترام وحقوق الانسان هو الوعي العميق لدى أفراد أي مجتمع انساني بفكرة المواطنة القائمة على ضمان الحقوق الإنسانية والوطنية العابرة لجميع الأعراق والأديان والألوان ، في الوطن الواحد لأنها حقوق تضمن للإنسان/ المواطن كرامته . وهذا لايأتي إلا عبر الوعي السياسي عبر ثورة موضوعية في المفاهيم والأفكار وبقيادة مفكرين كبار وقيادات سياسية ملهمة ومتجردة . وهذا كله للأسف غير موجود في واقعنا السوداني .
    الشيء الثاني ربما كان في ظنك أن مجرد الدعوة إلى الإفريقانية في السودان سيؤدي إلى الازدهار والتقدم ودولة المؤسسات والقانون . وهذا وهم . أنظر إلى سويسرا مثلا هي دولة فيها ثلاث قوميات : ألمان وايطاليون وفرنسيون ، ولكل واحدة من هذه القوميات دولة ديمقراطية يمكن أن تنتمي إليها ، ولكن وجود الحريات وفكرة المواطنة والعيش الكريم الذي قائم على حقوق الإنسان بصورة ربما أكثر من وجودها في دولتها الأصل هو الذي سمح لها بالبقاء في سويسرا . وحين ننظر إلى حال دولة مثل الصومال التي يجمعها عرق واحد ودين واحد ومذهب شافعي واحد ، ومافيها مع ذلك من حروب وكوارث أهلية سندرك أن فكرة التقدم والازدهار لدولة ما لاتكمن فقط في انسجامها العرقي أو الديني ، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير ويتصل بأسباب التخلف والتقدم الكامنة في طبيعة وخلفية الحياة التي تعيشها تلك الكيانات . وأقل نظرة في واقعنا السوداني بجنوبه وشماله ستدرجنا في خانة التخلف ولاشك .

    * أنا لا أعترض على حرية المنبر والفوائد الكبرى التي وفرتها ثورة الاتصالات والمعلومات . فمجرد الحرية في الكلام ـ أي كلام ولو كان هرجاـ أفضل بكثير من فرض الكلام الصحيح بالقوة وقمع أي كلام بخلافه ، ولم يكن في حديثي عن واقع المنبر اعتراض على حرية النقاش كما فهمت من كلامك . وإنما كنت أتحدث عن التسطيح الذي يحدث في المنبر والكثير من الهراء الذي يكتب فيه . ونقد هذه الظاهرة ليس دعوة إلى منع الناس من الحديث بحرية وإنما فقط رصد لحقيقة تقول أن المنبر يعاني من فقر في الأفكار والموضوعات إلا نادرا .

    * حين تقول
    Quote: في ظل الحكومات العربية الهوي لم ينل أمثالنا سوي
    الموت المنظم أن راودك التفكير أجهار انتماؤك الأفريقي لأنك
    وبكل بساطة عنصري ضد العرب. للأسف كثيرون من مدعي العروبة في
    السودان لا يعلمون الكثير عن الذين يشاركونهم الوطن بأسم
    السودان، وبدلا عن عزوف أؤلائك "المفكرين السودانيين " وجب عليهم
    مواجهة الواقع الذي هندسوا له قديما. سودانيزأونلاين ليست
    بنبت شيطاني فهي نافذة تعكس تاريخ الأضدهاد والأستعلاء والتجارب

    لن أخالفك الرأي أبدا ، بل أنا معك في هذه الحقيقة
    ولكن أين هو كلامي الذي يمكن أن تحسب كلامك هذا ردا عليه ؟

    * وحين تقول
    Quote: الغزو العربي للسودان لا علاقة له بالقرآن، فعبدالله بن أبي السرح
    كاتب الوحي كان أمبرياليا يسعي لأمتلاك الجواري والدننانير.
    الغزو العربي وجد مقاومة شرسة جعلته يساوم بأتفاقية البغط والتي بادل فيها
    السودانيون العبيد والجواري مقابل الخمور.

    بغض النظر عن رأيك في عبد الله ابن أبي سرح ، هل تعتقد أن الفتوحات الاسلامية التي كان بسببها انتشار الاسلام ومن ثم القرآن في مصر والعراق والشام والمغرب ، هل تعتقد كل تلك الفتوحات غزوات من أجل الجواري والدنانير ؟ إذن من هم الذين نشروا القرآن واللغة العربية في تلك البلدان وغيروا هويتها الرومانية مرة وإلى الأبد كما قال المؤرخ البلجيكي هنري بيرن ؟
    وكيف تفسر دخول السودانيين النوبة في شمال السودان في الإسلام بعد قرون من اتفاقية البقط الشهيرة ؟ وإذا كان أولئك العرب غزاة فكيف ذابت أعراقهم وذهبت ألوانهم في المجتمع السوداني بكل قبائله النوبية والأفريقية في ذلك الوقت ؟ ولماذا لم يذوب البيض في جنوب أفريقيا وينصهروا في قبائل البوشمين والبانتو في جنوب أفريقيا بعد أكثر من 400 سنة من غزوهم لجنوب أفريقيا ؟ بل كيف تفسر وجود دول اسلامية ذات هوية أفريقية خالصة كالسنقال ونيجيريا ومالي وغيرهاولا ترى في هويتها الاسلامية تناقضا مع هويتها الأفريقية؟
    هذا كلها تساؤلات ربماتحتاج إلى تفكير وتريث قبل الحكم عليها .

    * حين تقول :
    Quote: بتاريخنا الحديث أورثنا الأنجليز احصائية مهمة وهي أن نسبة
    30% من سكان السودان يتحدثون العربية ولو كانت الأمور تسير
    علي طبيعتها لكانت للغة الدينكا شأنا.

    أعتقد أن السؤال ليس فيماإذا كانت نسبة العربية هي 30 في المئة ، وإنما السؤال هو ماهي حظوظ النسب المئوية للغات مثل لغة الدينكا أو البجا بالنسبة لعموم السودانيين لو طرحت لانتخابها في ذلك الوقت من ناحية ، وقابلية أي لغة من تلك اللغات لأن تكون بديلة للعربية من ناحية أخرى . وهل لغة الدينكا التي تفترض أمكانية انتشارها بين السودانيين لو سارت الأمور على مايرام ، كانت ستكون لغة الأغلبية بمجرد كونها لغة فقط ؟ وماهي الحيثيات الموضوعية التي كانت ستملكها لغة الدينكا سواء لجهة الغنى والتاريخ الثقافي والبعد الانساني في مفرداتها ، ومن حيث أغلبيتها كلغة دين للغالبية النسبية لأهل السودان ، قياسا بالعربية ؟
    أرجو ياعبد القادر أن لاتحسب كلامي هذا انتصارا مجانيا للعربية على لغة الدينكا أو غيرها من اللغات السودانية الأصيلة ، وإنما هو فقط تأمل موضوعي في وارد حيثيات المقارنةالمعرفية بين اللغة العربية ولغة الدينكا أو غيرها من اللغات السودانية وحظوظ انتشار احداهما أكثر من الأخرى في وضع السودان في ذلك الوقت .

    * حين تقول :
    Quote: نعم اللغة العربية خلقت وجدانا في العاصمة المثلثة والأمصار
    المجاورة أو ان شئت مثلث حمدي، فان كان الوجدان واحدا كما
    تزعم لما حمل الدكتور الراحل المقيم قرنق السلاح، ولما انضم
    اليه بشراسة أهل النوبه بقيادة يوسف كوه وأهل النيل الأزرق
    بقيادة مالك عقار بل ولما أنسلخ الصنديد بولاد من دولة المركز
    التي ساعد في ايجادها ليشهر السلاح مع رفاقه بالأحراش.

    يبدو أننا نختلف في تفسير الوجدان . ما أعنيه من الوجدان هنا هو ذائقة السلم الخماسي وهو ذائقة أفريقية ، وقابيلة جميع السودانيين بجميع أعراقهم للتواصل معها ، ولقد استطاعت العربية أن تكون اللغة المعبرة عن ذلك الإيقاع الخماسي . طبعا هنا أنا لا أعني اغاني الأطراف كأغاني االشايقية مثلا أو البقارة ، وإنما أعني أغنيات الحركة الغنائية الحديثة كأغنيات وردي ـ الفنان المفضل للراحل الكبير جون قرنق ـ والذي هو بحق فنان قومي ومحمد الأمين وغيرهم .
    ولا أعتقد أن هناك تناقض بين حمل السلاح ضد حكومة الخرطوم وسماع أغاني محمد وردي مثلا . وجون قرنق خير دليل . لسبب بسيط وهوأن الفن مفهوم إنساني يخاطب الإنسان من حيث هو إنسان ، والسياسة مفهوم يستدعي الصراع والمصالح سواء سلميا أو عسكريا، ويخاطب الواقع اليومي للإنسان. ثم ان الراحل الكبير جون قرنق لم يكن يصارع من أجل سودان عرقي زنجي بل من أجل سودان سوداني حقيقي لكل أهله بكافة أعراقهم .. سودان ديمقراطي حديث يقوم على حقوق المواطنة التي من أهم خصائصها احترام الإنسان من حيث هو إنسان وضمان كرامته وحقوقه الوطنية والإنسانية على قدم المساواة مع جميع المواطنين. وطبعا ليس هناك تناقض بين الأغاني باللغات السودانية المختلفة وبين الاستمتاع بالغناء السوداني الحديث .

    * وحين تقول :
    Quote: الوجدان الذي تتحدث عنه يا أستاذ جميل، فسره لنا الدبلوماسي
    الحصيف فرانسيس دينق في سفره الذي أختار له "صراع الرؤي " عنوانا.
    ان كان الوجدان واحد لما تصارع ورآه، ولو كان الوجدان
    واحد لما تقاتلنا وفقدنا الملايين من الأنفس. نعم الآن بالسودان
    كثيرون يتحدثون العربية مقارنة بزمن الأستقلال. كثر المتحدثون
    بالعربية لكن ماذا هم قائلون؟

    أعتقدأن لغة وطريقة تفكير المفكر والسياسي فرانسيس دينق لا تدعو إلى حتمية الاختلاف لمجرد الاختلاف ، بل تدعو إلى المطالبة بسودان واحد قائم على مفهوم المواطنة والحقوق الإنسانية والوطنية المكفولة لكل مواطنيه بالتساوي دون أي تمييز عرقي أو طائفي أو لوني . وهذا ماليس موجودا منذ الاستقلال وماقبله ، وهذا ماندعو له جميعا . ولا أعتقد أن اختلاف الرؤى الذي يقصده فرانسيس دينق قائم على حتمية الانفصال من أجل الانفصال ، ففي هذه الحالة الانفصال هو أفضل طريقة لفض النزاع ، ولكن الانفصال نفسه سواء في الشمال أو الجنوب ليس في حد ذاته ضامن لمبادئ العدالة والحقوق والمواطنة مالم يرتبط بوعي حديث وإرادة قوية للإمساك بالمصير الفردي والسياسي عبر فهم وطني ومجتمع يملك أفراده وعيا متقدما بحقوق المواطنة والاصرار على مكتسباتها كحقوق انسانية .

    يتبع
    تحياتي
    محمد جميل








































































































                  

03-22-2009, 05:03 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    سلامات أستاذ محمد ولضيوفك الكرام التحية والتجلة ..

    Quote: ووجود النسب العربي


    هنا فقط يمكن الوقوع في مستنقع الرأي الآخر الذي يبحث عن الهوية دون أي منطلقات وأسس معرفية بماهية الطريق السليم لإقرارها , حيث أن الهوية في الأساس مضمون حضاري وليس جهوي أو دموي , وحتى ما يُعرف بالنسب العربي فهو محض خيال وخرافة ليس إلأ , وأكرر خرافة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولاوجود له , ولذلك فإن إقرارها سوف يميع الحوار من خلال الإلتفاف حول كلمة النسب التي تعني رابطة الدم في الأساس . والمضمون الحضاري ليس لأي شخص كان أن يعترف فيه بملكيته أو أن يوزع صكوكه على من يشاء وفق معينات جغرافية أو أنثروبولوجية , ولذلك فإن حجة الإعتراف من كائن لآخر بضمه أو إبعاده لاتمثل قياساً على الهوية , وما يُعبر عن الذات الهويوي هو المضمون الحضاري الذي يحمله الفرد أو الجماعة , وفي حالة الفرد فهو إتجاه فقط لأن الهوية مُعبر عن جماعة , وبالنسبة لحالتنا في السودان فإن إكتمال هذا التعبير لم يتم بعد ومازال في تفاعلاته , ولكن هنالك إتجاهات ولم ترقى بعد لحسم الإتجاه الهويوي . ومستنقع الرأي الآخر ملئ بالدون كيشوتيون وهم الذي يحاربون طواحين الهواء حيث أن ما هو موجود وكما ذكرت فهو إتجاهات نحو هويات محددة وليس كمالاً بالمفهوم العام للهوية والتي تُعبر عن الجماعة , ولذلك فإن محاولاتهم بلي عنق الحقائق ومحاولة حسم الهوية للكل من خلال ما يعتقدون من إتجاهات سوف يؤخر فقط الحسم النهائي لها ولكن لن يستطيعوا تغيير الإتجاه الطبيعي الذي تسير عليه خطى الجماعة في محمولهم الحضاري ,لأن حسم الصراع لن يتأتى من خلال الصراخ ولكن من قوة محمول المضامين الحضارية التي تحملها الإتجاهات المختلفة .

    خالص الود والتقدير ..
                  

03-22-2009, 12:37 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: مجاهد عبدالله)

    العزيز مجاهد عبد الله ... تحياتي
    شكرا على هذه المداخلة المعبرة بخصوص صيرورة الهوية في السودان واحتمالات الوجود والعدم حيال تحققها على نحو يمنح السودانيين هوية متعينة وناجزة ـ وإن كنت متشائما بالطبع في إمكانية التحقق الإيجابي لصناعة تلك الهوية في الأفق المنظور ـ في ظل معطيات الواقع السياسي والاجتماعي والفكري البائس للسودان ، لكن ذلك لايمنع من وجودها في مستقبل ما ، كإحتمال موجود بالقوة وغائب بالفعل . بالنسبة لاقتباسك كلمة النسب العربي من سياق كلامي واستنتاج أن ذلك يعتبر وقوعا في تمييع الحوار ، لا أراني أوافقك عليه . كان حديثي عن النسب العربي فقط كاحتجاج بحثي على نفي الباقر العفيف لكون عرب شمال السودان عربا بسبب هاجس اللون الأبيض الذي ظل بالنسبة له دليلا حصريا على وجود العروبة / النسب العربي من عدمها . هنا فقط تنتهي فكرتي عن وجود النسب العربي كتحقق تاريخي وحقيقة وقعت يوما ما في هذا الجزء من السودان سواء أكان هذا النسب مختلطا بدماء أخرى أم لا . بالطبع لن أعول عن النسب العربي ولا يهمني البته في قليل أو كثير ، لأن وجوده وعدمه لن يؤثر في إنجاز هوية حضارية للسودان ـ كما ذكرت ـ بل حتى وجود عرق واحد صافي ـ هذا ان وجد بالطبع ـ لايمكن أن يكون سببا لإنجاز هوية ، فالهوية ليس فقط معطيات مسبقة وإنما صناعة وصيرورة ينجزها الشعب عبر القيم الحضارية والإنسانية .
    أما عن عدم وجود النسب العربي وكونه خرافة ، فهذا حديث ـ رغم عدم أهميتيه من الناحية المتصلة بصيرورة وصناعة الهوية ـ إلا أنه يمكن أن يكون موضوعا لنقاش انثربولوجي بارد ومتحرر من كل الحساسيات .
    شكرا على المرور
    تحياتي
    محمد جميل
                  

03-22-2009, 01:07 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    الأخ المحترم محمد سلامات ..

    Quote: كان حديثي عن النسب العربي فقط كاحتجاج بحثي على نفي الباقر العفيف لكون عرب شمال السودان عربا بسبب هاجس اللون الأبيض الذي ظل بالنسبة له دليلا حصريا على وجود العروبة / النسب العربي من عدمها


    والذي لا اله إلأ هو أعرف ذلك ولكن كيف لنا مع مماحكات أصحاب الرأي الآخر ومنهم الدكتور المحترم العفيف , وأعرف جيداً من خلال كل الذي كتبته أنت الأسس المعرفية الجيدة التي تحاول إتباعها وتستند عليها لتعزيز حجتك وتفصيل بيانك علمياً وعملياً . والإقتباس الذي أتيت أنا به كان فقط لتنوير القراء حول ضرورة أن ينظروا للرأي الآخر ومحاولة إبعاد لفظة النسب العربي عن نقاش الهوية بتاتاً وبدونها سوف يعجزوا عن إيراد أي مسوغات مبررة لما يتبنونه من أفكار . أن الرأي الآخر لايقدم فكره ولكنه يلف بقوة متصاعدة حول لفظة النسب العربي ومنها يحاول أن يقدم الحجج عبر الأسئلة المتواترة من هذا اللفظ وبها يتحجج بالبحث عن إتجاهات آخرى يحاول أن يلصقها والسلام دون أي تفصيل للمضامين الحضارية التي تحملها إتجاهاتهم الهويوية . أن النسب العربي خرافة من حيث مفهوم رابطة الدم ويكشف ذلك بصورة جلية واقع المجتمع العربي الذي عاش في الجاهلية وبيئته التي لم تعرف غير الكر والفر والإحلال والإبدال ومنها نتجت الأحلاف وكانت هي النسب ولي قول كثير في ذلك لامتسع له كما تفضلت أنت داخل هذا الخيط .
    مراقب بكثب لهذا الحوار الصادق ..
    لك كل الإحترام والود ..
                  

03-22-2009, 09:10 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: مجاهد عبدالله)

    الأخ عبد الغفار محمد سعيد ... تحياتي
    آسف على التأخير على الرد ، وشكرا على إيراد البوست الذي حاول الأخ المشرف إنزاله أكثر من مرة . كما أشكرك على المرور والمتابعة .
    تحياتي
    محمد جميل
                  

03-22-2009, 09:29 PM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)
                  

03-23-2009, 06:01 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد الامين احمد)

    العزيز مجاهد عبد الله .. تحياتي

    شكرا على توضيحك ، ومتابعتك واهتمامك بهذا الحوار الذي أتمنى أن يكون تأملا نزيها وموضوعيا في قضية راهنة ومؤرقة كقضية الهوية ، وهي بالطبع لايمكن الإحاطة بمضمونها الحضاري واكتشاف آليات اشتغالها وتجديد وإعادة بناء معطياتها إلا ضمن بحوث مشتركة ومساهمات متعددة ومعمقة تقوم على تدوير زوايا النظر في تلك المعطيات . من طرف جميع الباحثين والمهتمين .
    وننتظر مساهماتك في هذا الحوار

    تحياتي
    محمد جميل
                  

03-24-2009, 01:58 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    الأخ محمد الأمين أحمد ... تحية طيبة
    شكرا على المرور والتواصل
    تحياتي
    محمد جميل
                  

03-24-2009, 10:52 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    +



    أستاذ محمد جميل، تحية

    سأصبر الي أن تنهي فكرتك، فقط تعقيب في اللغة.

    كتبت:
    Quote: الرثاثة والتسطيح ليست شتائم .
    هي فقط وصف . الرث معناها الواهي ،
    والتسطيح معناه البساطة.


    هنا نختلف جوهريا في اللغة.
    الرثة تعني البالية، رأيت صبيا يرتدي ثيابا رثة.
    الرثة تعني أيضا الحماقة، نقول هذه أمرأة رثة.
    التسطيح لفظ ابتدعناه في كلام الحواري لتثبيت عدم
    المعرفة والأحتقار. فعندما تدعو شخص ما بالمسطح، دون
    شك أنك تسبه.





    دنقس.
                  

03-25-2009, 02:48 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز عبد القادر دنقس .... تحياتي
    ماالفارق بين الواهي والبالي ؟ تقول حبلا رث أي واهي و بالي بمعنى أنه ليس حبلا قويا والثياب البالية والرثة هي الثياب الواهية . وكذلك لا أعرف لماذا تطلق معنى شعبويلا على كلمة تسطيح وتنسى معناها الحقيقي وهو من السطح الذي هو خلاف العمق فسطح البحر مثلا عكس عمقه تماما !!
    على كل كل هذه الأوصاف والمعاني لاتفيد الشتم لأن الشتم يتعلفق بالأشخاص ، أما أنا فقد وصفت أفكارهم بأوصاف لها معاني في اللغة تنطبق مع ما أراه في تلك الأفكار شخصيا
    مودتي
    محمد جميل
                  

03-26-2009, 08:03 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    +



    تحية طيبة أستاذ جميل.

    Quote: ماالفارق بين الواهي والبالي ؟


    الواهي = الضعيف
    البالي = الممزق

    كتبت:
    Quote: وكذلك لا أعرف لماذا تطلق معنى شعبويلا على كلمة
    تسطيح وتنسى معناها الحقيقي وهو من السطح الذي هو
    خلاف العمق فسطح البحر مثلا عكس عمقه تماما !!

    أتفق معك في السطح والعمق، لكن مفردة مسطح لا تستعمل لغة
    لوصف عدم المعرفة والغباء الا في السودان. عموما صياغة حديثك
    في ما كتبت تفيد أنك تسعي لتبخيس فكرة الأخوين وحط مبحث
    الدكتور العفيف.






    دنقس.
                  

03-26-2009, 09:50 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)

    الأخ عبد القادر دنقس ... تحياتي
    ليس هناك كلمة بالعربية بلا مرادفات لها ، إلا فيما ندر . البالي تعني القديم وغير ذلك . لست معك في سجال عن مترادفات اللغة ، ولكني فقط أردت أن أوضح لك أن وصفي لأفكار بشاشا وبشار ليس شتما .
    وهاأنت تتحول من المعنى إلى السياق لتستدل من ذلك أنني أسعى إلى تبخيس أفكار بشاشا والعفيف .
    وبما أن التبخيس ينطوي على معنى التقليل والتبسيط فأفكارهم هي فعلا كذلك ، ولكني حين أسعى إلى ذلك بالطبع لا أشتمهما فقط أناقش افكارهم وآرائهم وأنقدها وأتحدث عن حيثيات كثيرة أثناء نقاشهم لأكشف وجه البساطة في أفكارهما وهذا من حقي مادمت أناقشهم في آرائهم من خلال نقدها لا من خلال شتمهم . وعليه أرجو أن نناقش ما كتبته مؤخرا في آخر مداخلة رددت فيها عليك ضمن نقاش يهدف للوصول إلى نتائج تكون أقرب للموضوعية سواء اتفقنا أم اختلفنا . ربما أعود إلى مناقشة مداخلتك الطويلة الأخيرة حين أجد فراغا . ما أرجو أن تلاحظه أنني لست ضد الإفريقانية من حيث المبدأ فهي مشروعة لأي سوداني أو أي قوى وطنية من شمال السودان أو من جنوبه أو من شرقه أو من غربه أن تتبناها في مناخ حر يسمح لها بذلك . نحن ففط نناقش الأفكار التي تستلهم الإفريقانية والمركزية الكوشية على نحو غير موضوعي وغير عقلاني ـ على الأقل من وجهة نظري ـ إذا أخذت الدعوة إلى الكوشية مكانها بين السودانيين جميعا عبر الحريات والمعرفة والأفكار الإنسانية والعقلانية فليس هناك عاقل يرفضها المهم أن تصل إلى الناس كمشروع وطني إنساني وعبر الحريات والموضوعية ، لا كوعي آيدلوجي إقصائي كالذي يحمله بشاشا أو بشار . أما بخصوص د الباقر أنا فقط تحدثت ونقدته في أطروحته حول مفهوم العروبة الذي يبحث له عن شرعية في البياض من خارج السودان ، وناقشته في هذه النقطة نقاشا علميا باردا ، ولا ينطوي على وهم أو دعوة إلى عروبة لكل السودان أو ماشابه . أتمنى أن نتحدث في هذا الإطار تحديدا والذي يتمثل في هذا السؤال : كيف يمكننا أن نقدم لهذا الوطن هوية لا يحس أحد فيها بنقص في كرامته أو حقوقه ؟
    تحياتي
                  

03-27-2009, 09:51 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    +




    تحية طيبة أستاذ جميل،

    تقول:

    Quote: ليس هناك كلمة بالعربية بلا مرادفات لها ، إلا فيما ندر .
    البالي تعني القديم وغير ذلك . لست معك في سجال عن مترادفات اللغة،
    ولكني فقط أردت أن أوضح لك أن وصفي لأفكار بشاشا وبشار ليس شتما .

    بالنسبة لي اللغة واختيار الألفاظ مرتكز أساسي لعكس
    الفكرة متكاملة، كان يمكن أن تفند أفكار الأخوة دون
    أن تنعتهم بنعوت. ها أنت تدعوني لأقرأ ما كتبت، لا
    يليق فكرا أو أخلاقا أن أصف فكرتك بأي صفة خارجة عما
    نحن بصدده. سأتبع نفس الأسلوب الذي فعلت آنفا، قوسن
    ما تختلف حوله وشخص موطن الأختلاف حتي تستقيم الفكرة.
    ليس هناك معرفة مطلقة ولا جهل مطلق، بتبادل الأفكار
    نبني توافق واحترام وشفافية. هكذا سنستبدل الخبيث
    بالطيب وما هو أدني لما هو أرفع وأسمي.
    عموما سأتجاوز هذه النقطة مع التأكيد أن أختيار الكلمات
    والألفاظ جزء أصيل في بناء الأفكار والأوطان.

    قبل أن أرد علي حديثك وجب السياحة قليلا في معية دبلوماسينا
    الحصيف فرانسيس دينق.
    يقول الأديب النحرير:
    Quote: خارطة هويـة الســودان:
    وضح تعداد السكان 1955 ـ 1956، ولأستجابة الشعبية للأنتماء
    القبلي، حقيقة أن الهوية في السودان مازالت متجزرة في
    القيم التقليدية ومؤسسات النسب القبيلة وتداعياتها
    الأثنية والعرقية. لقد تم توجيه ضباط التعداد بألا يسألوا
    المواطنين عن هويتهم القبلية، لأن ذلك، كان من المحتمل جدا
    أن يستفز المشاعر، خاصة وسط المتعلمين. ولدهشة الضباط،
    تطوعت الغالبية العظمي ممن شاركوا في التعداد بذكر هويتهم
    القبلية(26) وبينما تنتشر الهويات القبلية في كل أرجاء
    السودان، الا أنه يتم احتضان القبائل في الشمال تحت مظلتي
    الأسلام والغة العربية في أغلب المناطق، مع الأحساس المرتبط
    بهما بالأنتماء للعرب الذي يصل حد الأثنية العرقية. وتوفر
    نفس عناصر الوحدة أعلاه الأرضية للجنوب لوقفة من أجل هدف
    عام لمقاومة محاولات الشمال للهيمنة والتوسع في نشر مظاهر
    هويته كوسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية عبر التجانس. ويؤدي
    رد الفعل الجنوبي ذلك بدوره الي تصلب الهجوم الضاري العربي
    الأسلامي الجهادي. ومهما تكن السبل لتحقيق الوحدة داخل كل من
    شطري البلاد، لا بد وأن تقوم في الأساس علي المواجهة العربية
    الأفريقية وعلي العداوة المتبادلة. ولم يرجح تعداد السكان
    بصورة قاطعة قدر أي من الهويتين، مما يجعل النزاع حول
    الهوية الوطنية خاصة صراعا حادا.
    في تعداد السكان 1955 ـ1956، أقر 39% فقط من سكان السودان
    بأنهم عرب، يتحدثون العربية، وادعوا النسب العربي والهوية
    العرقية المكتسبة. وحتي أولئك الذين ادعوا بأنهم عرب، عكسوا
    درجات متفاوتة من الأختلاط العربي الأفريقي. وكما لاحظ علي مزروعي،
    "يبالغ السودانيون العرب بشكل واضح في حجم أعدادهم...أغلب
    السودان الشمالي يسكنه أفريقيون مستعربون، وليس العرب كما يعرفون.
    بدأت بعض المجموعات تنتسب الي قبائل معينة عربية
    الأسماء، ونمت علوم الأنساب، بدرجات متفاوتة من الدقة، لتقر
    عروبة المجموعات المختلفة."(27) ويلاحظ كروفورد يونغ بأن
    العروبة في السودان تستلزم التوازن الدقيق بين الثقافة
    والسلالة المكتسبة، "العديد من بين ال39% من السكان، الذين
    يدعون العروبة اليوم هم في الواقع نوبيون مستعربون، تبنوا
    خلال القرون الماضية اللغة والثقافة العربية والأسلام. وعلي
    كل، فعندما تصبح المجموعة عربية، حسب تصورها الزاتي، يبقي
    من الضروري عليها التحصل علي مكانة داخل الأطار العربي، عن
    طريق ادعاء وتخطيط شجرة نسب أكثر تأثيرا وزهوا من مجرد
    الأستعراب.... وحتي في المديريات الست الشمالية يقدر عدد
    العرب ب 53,3% من مجموع السكان."(28)


    (صفحة369 ـ370 صـراع الرؤي)





    يتبع....










    دنقس.
                  

03-27-2009, 10:06 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: محمد جميل أحمد)

    +




    تحية طيبة أستاذ جميل،

    تقول:

    Quote: ليس هناك كلمة بالعربية بلا مرادفات لها ، إلا فيما ندر .
    البالي تعني القديم وغير ذلك . لست معك في سجال عن مترادفات اللغة،
    ولكني فقط أردت أن أوضح لك أن وصفي لأفكار بشاشا وبشار ليس شتما .

    بالنسبة لي اللغة واختيار الألفاظ مرتكز أساسي لعكس
    الفكرة متكاملة، كان يمكن أن تفند أفكار الأخوة دون
    أن تنعتهم بنعوت. ها أنت تدعوني لأقرأ ما كتبت، لا
    يليق فكرا أو أخلاقا أن أصف فكرتك بأي صفة خارجة عما
    نحن بصدده. سأتبع نفس الأسلوب الذي فعلت آنفا، قوسن
    ما تختلف حوله وشخص موطن الأختلاف حتي تستقيم الفكرة.
    ليس هناك معرفة مطلقة ولا جهل مطلق، بتبادل الأفكار
    نبني توافق واحترام وشفافية. هكذا سنستبدل الخبيث
    بالطيب وما هو أدني لما هو أرفع وأسمي.
    عموما سأتجاوز هذه النقطة مع التأكيد أن أختيار الكلمات
    والألفاظ جزء أصيل في بناء الأفكار والأوطان.

    قبل أن أرد علي حديثك وجب السياحة قليلا في معية دبلوماسينا
    الحصيف فرانسيس دينق.
    يقول الأديب النحرير:
    Quote: خارطة هويـة الســودان:
    وضح تعداد السكان 1955 ـ 1956، ولأستجابة الشعبية للأنتماء
    القبلي، حقيقة أن الهوية في السودان مازالت متجزرة في
    القيم التقليدية ومؤسسات النسب القبيلة وتداعياتها
    الأثنية والعرقية. لقد تم توجيه ضباط التعداد بألا يسألوا
    المواطنين عن هويتهم القبلية، لأن ذلك، كان من المحتمل جدا
    أن يستفز المشاعر، خاصة وسط المتعلمين. ولدهشة الضباط،
    تطوعت الغالبية العظمي ممن شاركوا في التعداد بذكر هويتهم
    القبلية(26) وبينما تنتشر الهويات القبلية في كل أرجاء
    السودان، الا أنه يتم احتضان القبائل في الشمال تحت مظلتي
    الأسلام والغة العربية في أغلب المناطق، مع الأحساس المرتبط
    بهما بالأنتماء للعرب الذي يصل حد الأثنية العرقية. وتوفر
    نفس عناصر الوحدة أعلاه الأرضية للجنوب لوقفة من أجل هدف
    عام لمقاومة محاولات الشمال للهيمنة والتوسع في نشر مظاهر
    هويته كوسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية عبر التجانس. ويؤدي
    رد الفعل الجنوبي ذلك بدوره الي تصلب الهجوم الضاري العربي
    الأسلامي الجهادي. ومهما تكن السبل لتحقيق الوحدة داخل كل من
    شطري البلاد، لا بد وأن تقوم في الأساس علي المواجهة العربية
    الأفريقية وعلي العداوة المتبادلة. ولم يرجح تعداد السكان
    بصورة قاطعة قدر أي من الهويتين، مما يجعل النزاع حول
    الهوية الوطنية خاصة صراعا حادا.
    في تعداد السكان 1955 ـ1956، أقر 39% فقط من سكان السودان
    بأنهم عرب، يتحدثون العربية، وادعوا النسب العربي والهوية
    العرقية المكتسبة. وحتي أولئك الذين ادعوا بأنهم عرب، عكسوا
    درجات متفاوتة من الأختلاط العربي الأفريقي. وكما لاحظ علي مزروعي،
    "يبالغ السودانيون العرب بشكل واضح في حجم أعدادهم...أغلب
    السودان الشمالي يسكنه أفريقيون مستعربون، وليس العرب كما يعرفون.
    بدأت بعض المجموعات تنتسب الي قبائل معينة عربية
    الأسماء، ونمت علوم الأنساب، بدرجات متفاوتة من الدقة، لتقر
    عروبة المجموعات المختلفة."(27) ويلاحظ كروفورد يونغ بأن
    العروبة في السودان تستلزم التوازن الدقيق بين الثقافة
    والسلالة المكتسبة، "العديد من بين ال39% من السكان، الذين
    يدعون العروبة اليوم هم في الواقع نوبيون مستعربون، تبنوا
    خلال القرون الماضية اللغة والثقافة العربية والأسلام. وعلي
    كل، فعندما تصبح المجموعة عربية، حسب تصورها الزاتي، يبقي
    من الضروري عليها التحصل علي مكانة داخل الأطار العربي، عن
    طريق ادعاء وتخطيط شجرة نسب أكثر تأثيرا وزهوا من مجرد
    الأستعراب.... وحتي في المديريات الست الشمالية يقدر عدد
    العرب ب 53,3% من مجموع السكان."(28)


    (صفحة369 ـ370 صـراع الرؤي)





    يتبع....










    دنقس.
                  

04-05-2009, 00:06 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوعي (Re: Abdulgadir Dongos)

    فوق
    إلى حين عودة

    جميل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de