|
|
 هيكل وظاهرة كرام المحللين الاستراتيجيين.... وتعقيب من الاستاذ محمد عبد السيد... صحيفة الاخبار
|
هيكل وظاهرة كرام المحللين الاستراتيجيين
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
ما إن يفتح الناس في هذا العالم العربي موضوع الحديث عن السودان ودارفور، حتى يخرج علينا كرام المحللين السياسيين، وخبراء الإستراتيجية العربية، وذوو التجربة الحياتية، بقواعد اللعبة السودانية من المنظور العربي،
فيتحدثون عن الربط المحكم- في رأيهم- بين ما حدث في السودان وما حدث في أفغانستان، والعراق والصومال، وما حدث في غزة، ضربها وضرابها، وشرعية انقلابها..
من نافلة القول, أن يقولوا لنا إن العدوان لا يتجزأ، وإن هذه من تلك.. هذا الربط (القومجي) بين الحوادث يصاغ في معاني الاستهجان من شكوك حول تحريك الملف السوداني بالنظر إلى غض الطرف عن محاسبة قاتلي الأطفال في غزة والعراق وبلاد الواق.. هذا الربط التأصيلي هو نفس القراءة التي خلص إليها الظاهري مؤخراً وسابقاً, ورفضتها الحكومة، كما ترفضها الجامعة العربية وعضويتها الموقرة..
إن كلام الاستهلاك المحلي الداخلي، و(طق الحنك) العربي، وإدمان الشجب والإدانة والاستنكار هي إبداعات برعت فيها الجامعة العربية ورجالاتها المنتشرين داخل أروقة القمم وخارجها، الذين يتمثلون في ظاهرة كرام المحللين الاستراتيجيين، الذين يوهمون المستمع بأن لا علاقة لهم بما جرى!..
ظاهرة كرام المحللين الاستراتيجيين تتعامل مع القضايا كلها من موقف عدم الرغبة والحرص والقدرة على محاسبة الضالعين الوالغين في دماء الأطفال في غزة وفي العراق. لم نسمعهم يقررون عملياً تحريك الإجراءات ضد الظالمين فى محكمة عادلة او ظالمة .. بل تجدهم يقفون (ألف أحمر) مرددين ألفاظهم ورافعين حواجبهم دهشة و"نضالاً "بهذه الطريقة (التشجيبية).. هل هذا مفيد لهم؟ أم لنا؟ وهل يزيح هذا الفعل (التشجيبي)، (القومجي) عن كاهل أية أمة تبعات دخول القدم الدولية بعمق في شؤون البلاد؟
حتى هيكل في (تجربة حياته) يردد نفس الكلام.. ويقول ناصحاً للحكومة السودانية فى الأزمة الحالية إن عليها أن تبحث عن مخارج ، وألا تنتظر عوناً من العرب، فهم على حد قوله ليس لديهم شيء يقدمونه للسودان في هذا الظرف العصيب..
وينصح هيكل الرئيس البشير ألا يقف كثيراً أمام التهديد باعتراض طائرته في الأجواء, لأن خطة اعتراض الطائرة لن تكون.. وتعود هيكل ان يدلى برأى جديد.. كلما سئل عن السودان تجده يقلب وثائقه ويحدثك عن آراء للسيد عبد الرحمن المهدي حول ملكة النمل، ويبرز لك وبالوثائق خطة للسيد علي عن تدجين مملكة الثعالب!.. إنه يقرأ السودان الراهن الذي فعلت فيه الإنقاذ (فعل السحر) بعيون ومواقف رواد الاستقلال، مثلما يرى تاريخ مصر المعاصر والعامر ببطولات عمرو خالد وهيفاء وهبي نانسي عجرم من نافذة حرب السويس ومواقف عبد الناصر وعلاقاته المقدسية بنهرو وتيتو وروجرز ودول عد الانجاز!..
ذهلت من هيكل هذه المرة.. إنه يدين الشجب والاستنكار، ويسبح في مياهه بكل حرية ويذهب بعيداً في تشخيص الأزمة في كل مكان من إقليم الشرق الأوسط باعتبار أن الأزمة حدثت كنتيجة لكامب ديفيد وانكسار حلم المشروع القومي العربي في التحرر.. وبعد كل هذا لا يقدم حلاً أو بديلاً للوضع القائم بعد أن يقرر بعبارات قاطعة أن العالم العربي- الذي نحن فيه- يعيش أسوأ حالات الضعف..
من وضع اسم هذا السودان في سلة الضعف العربي المعترف به؟ ومن رمانا في هذا التشبيب؟.. لقد اندلعت أزمة دارفور والجامعة العربية في لقاءاتها واجتماعاتها وبياناتها ، ما علاقة رمال السودان ومعسكراته ونازحيه ومقاتليه ببيان يؤكد على، أو يشدد على، أو يقرر كذا وكذا من أجل تفعيل التعاون العربي المشترك؟
نصح السيد هيكل حكومة السودان بألا تنتظر من العرب فعلاً مفيداً للخروج من أزمة الجنائية، ولم يزد على ذلك.. هو يدعو الحكومة السودانية في ظرفها الحالي أن تبحث عن نصير آخر، وسنيد آخر.. لم يحدده السيد هيكل لذلك قفز مباشرة إلى أن الطائرة الرئاسية لن تتعرض لأي أذى..
ليت السيد هيكل يجرب بكل نصائحه وارشاداته وخبرته .. يجرب ولو مرة واحدة السفر على متن هذا (الناقل الوطني)!
///////////////////////////
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
تعقيب على عمود الأمس
الكاتب/ محمد عبد السيد
يبدو أن الأستاذ عبد الله الشيخ يسمع ويعي بعواطفه وآماله وأحلامه, لا بعقله أو بالمنطق والموضوعية.
وربما ما زال متأثراً بفترة صحبته لعدد من غلاة السودان الجديد من الشماليين الذين التحقوا بالحركة الشعبية في الساعة الرابعة والعشرين، ويظنون أن هناك بالضرورة قطيعة وخلافاً تامين بين القضايا العربية، ورصيفتها الإفريقية. وما دري المساكين أن القيادات الأصيلة في الحركة لا ترى هذا الرأي. المهم, أن الأستاذ عبد الله هاجم كعادته بطريقة مسك العصا من منتصفها في عموده هذا بالأمس الإفادات التي أدلى بها يوم الخميس الماضي في قناة الجزيرة الكاتب والمحلل السياسي العربي المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل وحملت رأيه في اتهامات الجنائية للرئيس البشير.
وقد تجاهل عبد الله أو لم يدرك أن هيكل كان يضع الموقف الدولي الذي اعتبره استفزازاً ضد السودان خاصة والدول العربية عامة في إطار الضعف العربي العام, ولم يكن كما قال في اللقاء يهرب إلى الأمام عندما يقارن بين تجاهل الجرائم الأمريكية في العراق والصهيونية في غزة مقابل التركيز على دارفور, ولكنه ينبه إلى أن القوى الدولية تستأسد على الضعفاء والمتشرذمين, وأكد هيكل على مهنيته وهو يقول إنه لا يعرف حقيقة ما جرى في دارفور لأن المتاح عنها على نطاق واسع ليس صادراً عن جهة محايدة, ولو صبر الأستاذ عبد الله قليلاً لأدرك أن هيكل برهن على أنه قارئ متعمق للخريطة الدولية.
فقد قال إن على الرئيس البشير ركوب طائرته والتوجه إلى الدوحة لأن قرار الجنائية مجرد ابتزاز, وهو ما حدث فعلاً بعد يومين تقريبا, وقد حشد الأستاذ عبد الله عموده بكمية من الألفاظ والجمل والمترادفات, التي تقول شيئاً ولا تقول أي شيء في نفس الوقت.
ويبدو أنه أراد أن يقول ما للاخرين بنا فليتركونا نستمتع ونتلذذ من موقف المعارضة غير المدركة لمآلات الجنائية بقرارتها.
وما يدل في رأيي أن الأستاذ عبد الله يسمع بالطريقة التي تروق له قوله: (وتعود هيكل أن يدلي برأي جديد.. كلما سئل عن السودان تجده يقلب وثائقه ويحدثك عن آراء للسيد عبد الرحمن المهدي حول مملكة النمل, ويبرز لك بالوثائق خطة للسيد علي عن تدجين مملكة الثعالب).
في هذه الجزئية يزيف الأستاذ عبد الله الحقائق بجرأة يحسد عليها. فهيكل تحدث في برنامجه الأسبوعي بالجزيرة (مع هيكل) قبل عدة شهور عن إرهاصات الاستقلال في السودان, وبموضوعية شديدة أشاد بوضوح رؤية السيد عبد الرحمن تجاه الاستقلال ولم يقل مطلقاً إنه تحدث عن النمل بل كان حديثه باحترام عن السيد عبد الرحمن لافتاً لنظر الأنصار ممن تابعوا البرنامج, وقال هيكل في ذات اليوم وهو يقلب في كراسة عتيقة أمامه إنه طلب لقاء مع السيد علي الذي كان يعد من دعاة الوحدة مع مصر, وإنه عندما سأل السيد عن موقفه من مطالبة قوى سياسية تنادى بالاستقلال فوجئ به يتحدث عن مملكة النمل, وأحسب أن هيكل كان دقيقاً لأنه ذكر اسم الخليفة أحمد عبد الله كمنسق للقائه بالسيد, وقليلون هم الذين يعرفون أن السيد والخليفة متزوجان من شقيقتين.
بقية تهكم الأستاذ عبد الله على هيكل وتقليله من قدراته لا يهمني كثيراً, فلو لم تكن قناة الجزيرة التي تعد واحداً من أفضل الأجهزة الإعلامية العربية تدرك قيمته ما خصصت له (45) دقيقة كل خميس إلى جانب لقاء مباشر في نهاية كل فترة تاريخية يتناولها.
ما يميز هيكل عن عبد الله الشيخ أن الأول يعتمد على وثائق والثاني من الواضح أنه يمقتها مقتاً شديداً ويفضل ويستعذب المعلومات السماعية أو تلك التي يحرفها بشخصه ثم يبني عموده وينام قرير العين.
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست