|
|
 ألا ليت الدكتاتورية تعود يوماً!!..
|
ألا ليت الدكتاتورية تعود يوماً!
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
ألا ليت الشباب يعود يوماً ..فأخبره بما فعل المشيب..
ألا ليت الدكتاتورية تعود يوماً فأخبرها بما فعلت الديمقراطية، والتعددية، والحزبية البغيضة !..
ألا ليت التعددية تعود يوماً فأعدد لها عرباتي وعماراتي ورحلاتي وغزواتي..
ولكني سأقول للشباب ـ إذا عاد ــ إذا عاد الشباب سأحكي له عن ضعف النظر،وعن وجع الكرعين ، وأسباب الوجع ، أهي من الرطوبة أم من اليبوسة، أم أن الوجع له أسبابه الحقيقية !..
إذا عادت أيام الشباب لن أقع في فخ استعادة ذكرى الملفات "الآسية".. سأبحث عن المستقبل كما تبحث الأحزاب عن التحول الديمقراطي ، والتعددية وتثبيت مبادئ حقوق الإنسان .. كان الشباب في الماضي برنامجاً من الوله والشجن ، وهذا لا يليق الآن ..
الشباب وأيامه ويا للعجب كيف تورطنا في كل هذه المهالك .. كم من وديعة أودعتها ضمير ذلك الفجر وما رعاها الفجر أو ذلك الضحى .. كم ناجيت نجوماً غائبات ..كم دونت ملاحظات . لو بذلت ذلك الجهد ، واستثمرت ذلك العمر في أي فعل تمكيني لكنت اليوم أملك هذه العمارة الطويلة التي تموسقت في شارع الجمهورية جوار محطة جكسا!..
كان هذا المكان فارغاً قبل عشرين عاماً إلا من أوراق التيكرز التي تلفت بعد يومها .. أرصد الآن بنفسجها يندثر ويتلاشى بالغبار ووهج الشمس .. شهدت حفر هذا الساس كنت أساسق حول مكان هذا البرج طول اليوم ، أقرأ لمن أعرف ، ومن لا أعرف شعراً ليس شعري ، ومن يقرأ شعر غيره كمن يلبس شعراً مستعاراً..
هكذا حكمت الأقدار باشتياق إلى شعر مستعار في الصبا ، وفي الكهولة ..
.. الأيام تحرث مقدمة رأسي ..لا أفهم الآن مضامين الحديث عن الزحف الصحراوي والأخطار التي تهدد البيئة إلا عندما اضطر إلى الوقوف أمام المرآة .. أجد نفسي أمام ما أكره .. أمام المرآة .. المرآة مفروضة على .. أجدها مثبتة في مقدمة الحافلة في الصباح .. أرى صورتي فيها وتختلط المشاعر .. هل هذا أنا؟..
و هذه البيوت الجديدة التي ترى وجهك فيها.. من أوصى العولمة بالتركيز على عرض الوقائع والحقائق ، ومن خوّلها بنسخ الأشياء ؟ ..
وصل بي الضجر من المرآة الى اعتقاد أن هذا الحصار يحدث لي من "تلقاء " العولمة .. حصار تشارك فيه الحكومة تضامناً مع هذه الدول الإستكبارية التي تدعى عداءها .. كلهم مشاركون في فضح تسربات زماني .. الحكومة حين تريني كل صباح ما فعل بي المشيب ترسل إلى إشاراتها الواضحة بأن الزمان ليس زماني .. الحكومة تتقي تطلعات شعبها نحو الأمل بملاهي كثيرة .. الملاهي هي من يضع الذات داخل علبها ..
هذا حصار مشترك ..كلما أنتجت هذه الدول الاستكبارية منتوجاً أجد فيه المرايا، المرايا في الموبايل ، وفي كل آلات التصوير .. أحس بحجم المؤامرة على "شبابي " من هنا ..
ألا ليت الشباب يعود يوماً.. المقاهي التي كنت أزورها تحولت إلى شيء ما ، الكتب التي قرأتها لا تصلح الآن لفافات بعد هذا البلاستيك ..
كما تتغير الحكومات ، كما تطلق التصريحات ، كما تعلن الجهات الرسمية عن تعديلاتها الوزارية .. هكذا تبدل حالي .. من شباب إلى مشيب ..من شجن إلى شحوب .. فلا ظفرت بما شغلت به نفسي من وهج الملفات "الآسية" ولا حصدت من مطايب التمكين ما استعين به حين تمكن التمكين! ..
هذه العمارة التي تراها المدينة كنت أنا حاضراً يوم حفروا قوائمها .. كنت أضحك عليهم .. وأقول عنهم إنهم "ناس دنيا ساكت" .. كيف رأيت هؤلاء كأهل دنيا ، وهل كنت أنا زاهداً؟ وأنا من كان يطارد أوراق الحلوى وأوراق الورد ؟..
هل إذا عاد الشباب وأخبرته بما فعل المشيب ، هل يعطيني ركناً من البناء الطويل القامة؟ ..
سأشكو الزمان للزمان .. سأشكو من وجع الكرعين .. ومن النظر .. طوله و قصره ، أو ضعفه .. وأدخر لأيامي القادمات شكواي الحقيقية .. حين يعود الشباب بتلك الصورة التي لا تعرفونها ، وعلى تلك الهيئة التي تنكرونها!..
كما تنكرني الآن تلك العشيات ؟
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
الطيب بشير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست