ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2009, 11:24 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله!

    Quote:
    حمار الشيخ العز بن عبد السلام!
    أنيس منصور
    الاربعـاء 06 ربيـع الثانـى 1430 هـ 1 ابريل 2009 العدد 11082
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    معروض في القاهرة الآن مسرحية الأستاذ توفيق الحكيم «السلطان الحائر» ويمكن أن تسميها المومس الفاضلة ـ تماما مثل مسرحية
    الفيلسوف سارتر التي لها نفس الاسم.

    موضوع المسرحية كتبه المؤرخ المصري ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور».. قال إن العلماء رأوا أن السلطان لا يحق له، وهو عبد،
    أن يحكم الأحرار. والحل: بيع السلطان ومن يشتريه يعتقه. انتهى الخبر.

    واستطاع توفيق الحكيم بحرفنة وذكاء أن يتناول هذا الخبر فجعل منه تحفة فنية بديعة. فالفصل الأول محاكمة الرجل الذي قال إن السلطان
    عبد وإنه هو شخصيا قد اشتراه وباعه.. ولا بد من إعدام هذا الرجل حين سماع صوت المؤذن للفجر. وتحايلوا على المؤذن فلم ينطق بكلمة.
    ولذلك يجب ألا يعدم هذا النخاس..

    وفي الفصل الثاني نجد أن مومسا أو إحدى الغانيات قد اشترت السلطان.. وأصبح لها تفعل به ما تشاء، لأن السلطان قد باعته الدولة في مزاد
    علني واشترته الغانية واشترطت أن يمضي ليلة في بيتها ثم تعتقه عند سماع صوت المؤذن. وقد كان الأذان عند منتصف الليل! فكان لا بد من
    عتقه. وأعتقته. ووصفها السلطان بأنها سيدة فاضلة.. مومس فاضلة..

    هذه المسرحية ظهرت في أوائل الستينات وكانت الصحافة في مصر قد أممت. وضقنا بذلك تماما. وكتبت مقالا عاقبني عليه الرئيس عبد الناصر
    بفصلي من رياسة تحرير مجلة «الجيل» ومن تدريس الفلسفة في الجامعة. وكان توفيق الحكيم سعيدا بهذا الأمر البالغ. وفى نهاية مقالي قلت هذه
    العبارة التي كانت سببا في ما جرى: إن قاضي القضاة واسمه العز بن عبد السلام ركب حماره ووقف على حدود مصر. هو نيابة عن العلماء.
    وحماره نيابة عن الشعب المصري..

    فلما سمع الرئيس السادات هذه القصة قال لي: أنت تستحق الشنق وليس الفصل!

    قلت يا سيادة الرئيس أنت حيرتني، فالرجل الذي شنق الناس اكتفى بفصلي، والرجل الذي لا يفصل يطالب بشنقي!

                  

04-01-2009, 11:44 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    اكثر ما اعجبني في المقال اعلاه -وقد اعجبني كثير- هو تمكن هذا الفيلسوف والكاتب الرائع
    من النجاح في حياته العمليه بعد ذلك برغم تعرضه لفصل تعسفي ضد راي!

    امور مشتركه:
    كثيره منها التاميم , حجر الراي المخالف , الفصل ,
    لفت نظري :
    الاذان وتغيير موعده حسب الرغبه !.
    الابداع :
    قصه واحده تلخص بسطر يكتبها اكثر من مبدع فتخرج كل مره بنكهه مختلفه
    تحيه للابداع.
    حبابكم.

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-01-2009, 07:37 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: لعبارة التي كانت سببا في ما جرى: إن قاضي القضاة واسمه العز بن عبد السلام ركب حماره
    ووقف على حدود مصر. هو نيابة عن العلماء.وحماره نيابة عن الشعب المصري..
                  

04-01-2009, 08:08 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    .........!!!!!!!!
                  

04-02-2009, 12:20 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: حبيب نورة)

    اخي حبيب نوره
    حبابك استفهام,
    يبقى المقال اعلاه اذن كما هو وكل يقراه,
    شخصيا احسست بالتشابه. وعباره في سطر تكرر لاعوام..

    شكرا.

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-02-2009, 11:11 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    السلطان الحائر بين سلطة القانون وسلطة السيف*
    زكي العيلة

    مع تسليمنا بتناقض " توفيق الحكيم " في العديد من المواقف الفكرية و السياسية ، ذلك التناقض الذي توَجه بكتابه " عودة الوعي"، وما تلاه من مواقف تراجعية، فإننا لا يمكن أن نغفل الكثير من الأعمال الفنية التي كتبها في مرحلة المد الوطني والقومي العربي لأن هذه الأعمال أصبحت ملكاً للتاريخ لا يستطيع حتى كاتبها أن يمحوها من الذاكرة.
    ولعل أهم الأعمال التي لا تزال محتفظة بسخونتها مسرحية " السلطان الحائر" التي كتبها " الحكيم" العام 1959 منتصراً للديمقراطية والقانون مندداً بمنطق السيف في وقت وقفت في حركة التحرر العربي على أعتاب مفترق خطير.
    في مقدمة مسرحيته بين لنا " توفيق الحكيم" أن الدافع الذي حفزه لكتابتها يكمن في حيرة الإنسان واضطرابه إزاء أصحاب السلطان الذي يملكون حق تقرير مصيره، حيث أسلحة القمع في يمناهم، والقانون في يسراهم، ( وهم حائرون، خائفون ، لا يدرون أو هم لا يجرؤون على اتخاذ القرار الحاسم ، أيهما يطرحون، وأيهما يستبقون.. أيهما يحتاج إلى شجاعة أكبر، وأيهما يعرض إلى خطورة أفدح) (1)
    هذه الحيرة تشكل جوهر الصراع الذي يعبر عنه" الحكيم" من خلال المزاوجة بين الرمز والواقع عبر السؤال الأزلي القوة أم المبدأ، السيف أم القانون، لمن الحق في التحكم بمصير البشرية ، السيف بما يمثله من قمع و تسلط واستلاب أم القانون بما يعنيه من أمان وتثبيت لحقوق الإنسان بمعزل عن أية قوانين تفرضها فئة متحكمة لتصبح الإنسانية بعدها أسيرة نارين: نار السيف، أو نار القانون.المؤلف بإجابته عن هذه الأسئلة يلتزم بوعيه كمحقق قديم مستغلاً الأسطورة و استشفاف التاريخ في رسم الطريق لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ظل الخضوع المطلق لسلطة القانون كما تعلن المسرحية التي يمكن تتبع مشاهدها في ثلاثة مواقف:
    الموقف الأول : ويتمثل في الأحداث التي أحاطت برجل يحكم الوزير عليه بالإعدام، لأنه أذاع بين الناس أن صفة العبودية لا تزال ملازمة للسلطان، وبالتالي لا يحق له بحسب القانون أن يحكم شعباً حراً.
    يستغيث المحكوم عليه بالسلطان فيمنحه الفرصة كي يحاكم بعدالة، لينكشف الموقف، ويتأكد الخبر، فالسلطان قائد الجيوش، وقاهر المغول، والذراع الأيمن للسلطان الراحل الذي أعده كي يحكم بعده عبد لم يعتق.
    هنا يعلن القاضي أن بقاء السلطان في الحكم مضاد لشرعية القانون.. يقع السلطان أسير معادلتين متناقضتين : إما استعمال السيف، والإجهاز به على كل لسان يتجاسر على ترديد تلك المقولة، أو يختار القانون الذي يحتمي القاضي ببنوده.
    (والقانون يقول أن العبد الرقيق لا يملك عتقه غير مولاه وفي حالتنا هذه المولى مالك الرقبة توفي بغير وريث، فآلت ملكية العبد إلى بيت المال، وبيت المال لا يملك عتقه بغير مقابل إذ ليس من الجائز لبيت المال التصرف بالبيع ، وبيع مال الدولة لا يكون صحيحاً قانوناً إلا بمزاد مطروح في العلن، فالحل الشرعي إذن هو أن نطرح مولانا السلطان للبيع في المزاد العلني، ومن رسا عليه المزاد يعتقه فيما بعد ) (2) .
    يستمر القاضي على تمسكه بموقفه مؤكداً للسلطان أن الخيار بيده، إما السيف الذي يفرضه لكنه لن ينجيه، وإما القانون الذي يتحداه، لكنه سيحمي حقه في النهاية. لينتهي الأمر بامتثال السلطان لحكم القانون.
    الموقف الثاني : ويتجسد في الملابسات التي أحاطت بعملية عرض السلطان للبيع حيث يلجأ القاضي للحيلة باشتراطه عتق المشتري للسلطان حال رسو المزاد عليه، وهنا نتلمس مكنونات بعض الشخوص، فالخمار يحلم بشراء السلطان ، كي يستغله في جذب الزبائن لحانته، ويحاول الإسكافي أيضاً مجاراته في هذا الحلم ، بينما يكون المزاد من نصيب غانية سيئة السمعة ، حيث تطالب بتأخير توقيع حجة العتق إلى حين ارتفاع صوت مؤذن الفجر ، لأن من حقها امتلاك السلطان ، بينما يحاول القاضي والوزير إجبارها على توقيع الحجة فوراً، غير أن السلطان يتجاوب مع منطقها المدعم بقوة القانون الذي اختاره السلطان طريقاً لا مجال للنكوص عنه .
    الموقف الثالث : ويتمثل في تجمع الناس حول منزل الغانية التي يحملون عنها فكرة مشوشة ويصل سوء ظنهم بها حد المراهنة على فكرة العتق.. هل ستفي بها أم لا؟
    .. وهنا يلجأ القاضي للحيلة حيث يأمر المؤذن أن يؤذن للفجر في منتصف الليل لتقديم موعد العتق ، غير أن الغانية تتمسك بشرطها ، وهنا يتدخل السلطان رافضاً مبدأ التحايل على القانون : ( قد يكون من حق هذه المرأة أن تتحايل ، ولا لوم عليها أن هي فعلت ، وقد تكون موضع تسامح لذكائها و براعتها ،أما قاضي القضاة ممثل العدالة، وحامي حمى القانون وخادم الشرع الأمين فإن من ألزم واجباته أن يحفظ للقانون طهره ونقاءه ، وأنت نفسك الذي أراني في البداية فضل القانون ) (3).
    السلطان الحائر والتراث التاريخي :
    ( الحكيم) وعبر شخصية القاضي يستعيد موقفاً تاريخياً جسده قاضي القضاة " عبد العزيز بن عبد السلام " الذي عاصر سلاطين الدولة الأيوبية ونفراً من سلاطين المماليك ( حين لم يثبت عنده عن جماعة من أمراء الدولة من المماليك أنهم أحرار، بل هم أرقاء لبيت المال فصمم على ألا يصح لهم بيعاً ولا شراء، ولا زواجاً ، فتعطلت مصالحهم، وأرسلوا إليه فقال نعقد لكم مجلساً وينادي عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي، وبالرغم من أن هؤلاء الأمراء كان من بينهم نائب السلطنة فإن هذا القاضي الصلب صمم على تنفيذ رأيه وعقد المزاد لبيع هؤلاء الأمراء، وحصل ثمنهم ، وصرفه في وجوه الخير) (4).
    .. هذا الموقف المستمد من التاريخ والذي اختاره الحكيم محوراً لمسرحيته لا يعني إدخال هذه المسرحية ضمن إطار المسرحيات التي تتقيد بالأصول التاريخية ، لأن مجرد هذا الاعتبار سيساهم في سلب الفنان حقه في اختيار الحدث التاريخي، وإعادة تفسيره واستخراج دلالاته ، فالموقف رغم اعتماده الإطار التاريخي لمسرحيته( لم يقصد إلى كتابه مسرحية تاريخية بالمعنى الدقيق المفهوم لهذا النوع من المسرحيات، وإلا رأيناه يكتب أسماء شخصياتها بأسمائهم التاريخية الفعلية) (5).
    إن استلهام التاريخ ، والتراث والاجتهاد في الرأي في مجال الفن خاصة في قضية شائكة كقضية ( الحرية) يجب أن يكون محدوداً بمدى وعي الكاتب لواقعه الإنساني ، وامتلاكه للنظرة التي تتيح له القدرة على التقاط الوميض بحيث لا يغدو التاريخ وعاءً فارغاً، بل يجب أن يكون لحظة مواجهة تستمد فيها الذات المعاصرة دفقاً ، ووعياً جديداً.
    من هنا نجد التبرير للحكيم في إجرائه بعض التعديلات على القصة التراثية
    ( فجعل السلطان هو العبد الذي يجب أن يباع لبيت مال المسلمين بدلاً من أمراء المماليك ونائب السلطنة في القصة التراثية التي لم تذكر كيفية حصول العتق بطريق شرعي، بينما جعل الحكيم بيع السلطان مرتبطاً بتوقيع حجة عتقه، وهذا التغيير كان ضرورياً فالسلطان هو الذي يملك القوة لأن يرفض مثل هذا الطلب ، أما أمراء المماليك فإنهم استجابوا لهذا المطلب مرغمين لأن السلطان نفسه وافق عليه.. والتغيير الجوهري الآخر الذي أحدثه " الحكيم" كان في شخصية القاضي ، فبينما صمم القاضي التراثي على موقفه رغم تعرضه لخطر الموت ، وجدنا القاضي في المسرحية يتراجع عن موقفه ويندم عليه) (6).
    ولعل هذا التغيير قد أسهم في إيصال فكرة مهمة، فالبشرية في عصرنا الحاضر مطحونة بعديد من القوانين الجائرة التي يعمل على تبريرها وتمريرها الكثيرون من أشباه ذلك القاضي ، وهنا تكمن مأساة القانون ومأساة الإنسانية.
    من هنا كانت تغييرات " الحكيم" لبعض جوانب القصة التاريخية مبررة لأن العمل الفني في نهاية الأمر لا يمكن أن يكون صورة كاملة عن الواقع بل يجب أن يظل له بناؤه الخاص ومذاقه المنفرد.
    شخوص المسرحية
    السلطان: ينكر د. القط على المؤلف بيعه لسلطان عظيم ، وقائد مظفر حمى وطنه وأمته من غارات المغول في سوق المدينة متجاهلاً كيان السلطان الواقعي القائم على الحرية الحقيقية في المنصب والسلوك ( في سبيل منطق شكلي سخيف يقضي بعبودية ذلك السلطان لأن مولاه السابق لم يعتقه قبل موته) (7).
    غير أن نظرة مدققة للعمل المسرحي تجعلنا نبرر للكاتب تصرفه.. فموافقة السلطان على بيعه لتصحيح وضعه الشرعي هو المحور الذي بنيت عليه الأحداث، وقبولنا رأي الناقد يعني هدم أساس الفكرة التي يريد المؤلف طرحها، فالسلطان الذي ينبذ السيف جانباً ويختار بقناعة تنفيذ القانون الذي يكفل له حقه، وحق شعبه جدير بالاحترام ، وتوكيد في الوقت ذاته على أن منطق المؤلف لم يكن شكلياً.
    من هنا تبدو صعوبة تقبل وصف د. القط للسلطان بأنه ( قليل التفكير ، ضعيف الذكاء، لا يعلم من أمر رقه، أو حريته شيئاً ) (8). فهو على النقيض من ذلك حيث نراه يعي تصرفاته غير متناقض مع نفسه أو مع الشرعية فهو يتيح المحاكمة العادلة للمحكوم عليه بالإعدام، كما أنه يختار بعد تفكير الخضوع للقانون ملتمساً حريته من خلاله بدلاً من اللجوء إلى الإرهاب، وعندما يحاول القاضي ليّ بنود القانون يقف السلطان مع منطق الحق رافضاً أن تتحول سطور القانون إلى ألاعيب وحيل ولا يتقهقر عن مبدأه حتى لو فقد عرشه.
    القاضي : تثير شخصية القاضي كثيراً من التساؤلات حيث نجده في البدء متمسكاً بحرفية القانون رافضاً الإغراءات والتهديدات ولو أدى الأمر إلى هلاكه ( لا أستطيع أن أكذب على نفسي ، ولا أستطيع التخلص من القانون وأنا الذي أمثله ولا أستطيع الحنث بيمين عاهدت فيها نفسي أن أكون الخادم الأمين للشرع ، والقانون) (9).
    هذا القاضي يتحول عند المحك الحقيقي إلى متحايل على القانون مستخف به وتلك هي مأساة الأمم عندما تجد حقوقها قد ديست باسم الشرعية والقانون.
    الوزيــر: نفس الشخصية المتعارف عليها في الوجدان الشعبي ، نموذج هدفه حماية مصالحه الخاصة المرتبطة برأس النظام، وفي ذلك لا يتورع عن استخدام أساليب العسف والدهاء، فهو الذي يأمر بإعدام النخاس دون محاكمة ليقضي على الإشاعات في مهدها، وهو الذي يشير على السلطان باستخدام السيف ضد الغانية و يحاول اللجوء إلى تبرير شبه قانوني باستفتاء الناس على ذلك.
    وعندما يراود الوزير خاطر أن الغانية ربما تخلف وعدها بالعتق في موعده يتفتق ذهنه عن تهمه تبيح له إعدام المرأة دون معارضة من الشعب بأن يصمها بالخيانة و الجاسوسية وبدأ يعزز الوزير وجوده المستمد من البطش تارة والافتراء تارات.
    الغانيـة : تبدو إنسانية الغانية جلية منذ بداية المسرحية رغم كل ما تتعرض له من تقولات، حيث نجدها تتعاطف مع مصير المحكوم عليه المرتبط بآذان الفجر، فتعمل على تأخير المؤذن حتى لا يعدم إنسان برئ. و لا تنسى في الوقت نفسه أن تبرئ المؤذن من تلك الفعلة أمام غضبة الوزير.
    ويبدو منطق الغانية الصائب سداً منيعاً أمام حيل القاضي وجبروت الوزير:(هذه المرأة كفيلة أن تجد من العبارات الرنانة في القانون، والمنطق ما تبرر به فعلها)(10).
    قدرة الغانية على التحمل يصل بها إلى حد القبول بإدانة الناس لها حيث لم يكن مظهرها الخارجي يشي بعالمها الداخلي المفعم بالنقاء و النبل، ذلك النبل الذي اكتشف السلطان ماهيته في تلك الساعات القليلة التي أمضاها في بيتها.
    من هنا تبدو لنا وجاهة رأي " فؤاد دوارة" الذي يرى ( أن الغانية رمز لسواد الشعب الذي يملك أغلبية الأصوات ، فهو وحده الذي يملك حق إعطاء السلطان صفته الشرعية، وهذه الغالبية تكون عادة من الطبقات الدنيا في المجتمع التي نسيء عادة الظن بها) (11).
    وهذا يتفق مع الفكرة الرئيسية التي أراد الحكيم طرحها ( فشعبية الحاكم لن تتأكد إلا بتعميق التجربة الديمقراطية وشرعيته لن تتدعم إلا بمقدار تمسكه بهذا المبدأ، فالطريق الديمقراطي السليم هو الذي يكشف لنا عن إنسانية الإنسان كما اكتشف السلطان حقيقة الغانية الفاضلة) (12). لأن مصير الإنسان لا يمكن أن تحدده سيوف العسف بقدر ما تحدده العلاقات الإنسانية القائمة على الفهم الحقيقي لشرعية القانون الذي يهدف أول ما يهد إلى خير ومصلحة الحكام، والمحكومين على حد سواء.
    ولعل " الحكيم " من خلال النهاية التي جاءت عليها مسرحيته يقودنا إلى تلك القناة، فاكتساب السلطان لحقوقه ، ووصوله إلى بر الأمان عبر تطبيق روح القانون دليل على أن أي انحراف عن تلك الطريق لا يحمل في طياته غير المآسي والويلات.
    كلمة أخيرة :
    تظل مسرحية " السلطان الحائر" أو البحث عن حل أمثل للنظام إحدى العلامات الدرامية المضيئة ، رغم أن صاحبها في مرحلة لاحقة قد تنكر لها حين أعلن العام 1974 أنه كان غائب الوعي طيلة عشرين عاماً من حكم ثورة 1952.. هل هذا التراجع مفاجئ؟؟ بالتأكيد لا.. لأن من يعاكس حركة التاريخ يعاكس في الوقت نفسه حركة وعيه،و تلك هي الفاجعة

    ______________________________
    قراءة اخرى للسلطان الحائر
    قد تفيد ..
    تحياتى و تقديرى د. شهاب
                  

04-03-2009, 05:31 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: اسعد الريفى)

    Quote: منتصراً للديمقراطية والقانون مندداً بمنطق السيف في وقت وقفت في حركة التحرر العربي
    على أعتاب مفترق خطير.


    Quote: قراءة اخرى للسلطان الحائر
    قد تفيد ..
    تحياتى و تقديرى د. شهاب


    العزيز اسعد الريفي
    شكرا لاناقه الحضور,
    والطله الثقافه. القصه مدلولاتها كثيره,
    الحكيم طوعها باسلوب مرن و سلس .

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-12-2009, 10:39 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: القصه مدلولاتها كثيره,
    الحكيم طوعها باسلوب مرن و سلس .
                  

04-12-2009, 12:09 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    استخدام الحمار فقه ثقافي كامل عند الحكيم,
    فالحمار رمز الغباء هو عند الحكيم رمز حكمه,
    وصبر و مقدره فذه على السير على ذات الطريق عشرات المرات بعفويه
    واداء واجب دون ضوضاء, وبتفاني يتجاوز الحد ليصبح اقرب للخضوع.
    وهو كائن لا يخلو من القوه لكنها ساكنه او قوه مطيعه.

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-13-2009, 04:16 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: استخدام الحمار فقه ثقافي كامل عند الحكيم,
                  

04-13-2009, 07:36 AM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: قلت يا سيادة الرئيس أنت حيرتني، فالرجل الذي شنق الناس اكتفى بفصلي، والرجل الذي لا يفصل يطالب بشنقي!


    شكرا يا دكتور علي المقال
                  

04-16-2009, 04:52 PM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    Quote: شكرا يا دكتور علي المقال

    حبابك يا غاليه مرور وقراءه واناقه.

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-16-2009, 10:16 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    Quote: فجعل السلطان هو العبد الذي يجب أن يباع لبيت مال المسلمين بدلاً من أمراء المماليك ونائب السلطنة في القصة التراثية التي لم تذكر كيفية حصول العتق بطريق شرعي، بينما جعل الحكيم بيع السلطان مرتبطاً بتوقيع حجة عتقه، وهذا التغيير كان ضرورياً فالسلطان هو الذي يملك القوة لأن يرفض مثل هذا الطلب ، أما أمراء المماليك فإنهم استجابوا لهذا المطلب مرغمين لأن السلطان نفسه وافق عليه.. والتغيير الجوهري الآخر الذي أحدثه " الحكيم" كان في شخصية القاضي ، فبينما صمم القاضي التراثي على موقفه رغم تعرضه لخطر الموت ، وجدنا القاضي في المسرحية يتراجع عن موقفه ويندم عليه


    السلطان
    يباع
    لبيت مال المسلمين
    ونائب السلطنة
    توقيع حجة عتقه
    السلطان هو الذي يملك القوة لأن يرفض مثل هذا الطلب
    أمراء المماليك فإنهم استجابوا لهذا المطلب مرغمين
    شخصية القاضي ، فبينما صمم القاضي التراثي على موقفه رغم تعرضه لخطر الموت ، وجدنا القاضي في المسرحية يتراجع عن موقفه ويندم عليه
                  

04-20-2009, 08:43 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: اسعد الريفى)

    Quote: شخصية القاضي ، فبينما صمم القاضي التراثي على موقفه رغم تعرضه لخطر الموت ،
    وجدنا القاضي في المسرحية يتراجع عن موقفه ويندم عليه


    كلا الموقفين لدى القاضي وليد الانسان وحياته وارائه وتكوينه,
    وموقف القاضي الاول ادعى للاحترام!.
    الحياه مليئه بالاحداث والتقلبات , بل ان ذات الشخص موقفه يختلف من مرحله الي اخرى في حياته,
    الموقف الواحد دائما نادر الوجود,
    التراجع بوازع الضمير سمو, والتراجع خزفا من الغير ضعف, ولا نقول ولا نحكم عن ايهما اصح
    فالاول اقرب للهلاك , والثاني اقرب للسلامه, الاول مشروع بطوله , والخائف باب نسيان.

    حباب طلتك مرات و مرات اخي اسعد الريفي يا راقي.

    ___________________________________________________________

    ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال.
    د شهـاب الفاتح ـ كـوالالمبور
                  

04-20-2009, 11:10 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء القصه!! , والمومس الفاضله! (Re: اسعد الريفى)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de