الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2009, 09:07 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت

    مُتع القراية

    Quote: يمضى الحكاء د.بشرى الفاضل يستنبت الأمكنة والأزمنة والعوالم والحيوات يبسط بيئتها يطرز وجودها ويرسم قسمات شخوصها ليهبها ملامحها و حضورها الخاص .ترفد مفاصل حكيه المطواعة عين مُراقبة ماحصة و حواس مُنصتة مُرهفة تلتقط أدق الخطرات لتمنح مفردته الوصفية حساسية خاصة هي بعض سر طاقته الجبارة على السرد المُنكه بروح ودفء الحكي الشفوي المؤنس الجميل عميق الدلالة والنفاذ.
    ولعل كل ذلك وكثير غيره هو ما يجعل القاريء يدخل الى النص البشروي مستكنهاً مستأنساً وهو يتلمس دروبه و شعابه متلمظاً بنشوة خالصة. ومتأملاً لحيواته وشخوصه مغموراً بلذة الإكتشاف والتعارف و أقتناص الومضات و فهم الأشارات والرموز والإنفعال بالجوانب الماكرة لطاقات الوجود و خفايا التصرف الأنساني.
    ---
    ويكشف تفحص منجز بشرى الإبداعي شغف القاص بالفيزياء والفيزيولوجيا ونواميسها التي ظلت تستأثر بإهتمامهو تغويه ليجتاح غموضها متقصياً و منخرطاً بإنهماك في كفاح الحس والحواس لإدراك و إستبصار ذاك الكون الواسع غير المتناه. مسترشداً أحياناً كثيرة بتصرفات جسيماته المتناهية الدقة والصغر و موجوداته الهائلة التنوع الواسعة الحيلة. ليتفانى الحكاء عبر سردياته في محاولة النفاذ الى كنه التأثير المتبادل بين الكوني و الفيزيائي و الفيزيولوجي و الفكري و النفسي و الروحي في نزوعه للقبض على كل ما تتشكل به رؤانا و أحاسيسنا و معارفنا و رغباتنا.
    ويبدو أن ذاك الأغواء العظيم هو ما جعله يكدح بعزم إبداعي متين في محاولة إقتناص تلك اللحظة المتجاوزة.لحظة الخلق وما يحيط بها من غموض و سحر و طلسم ورعب فيزيولوجي هائل. كما يستكنهه بشرى في الإنفجار العظيم و لحظة تخلق الكون بطاقاته الهائلة و موجاته الكاسحة و قواه المجهولة.أو لحظة المخاض القدسية المهيبة و صرخة الطلق الرهيبة. و ذلك ما أكده القاص في ندوة للرأي العام في ديسمبر 2005 حيث تحدث تفصيلاً عن محاولته لإقتناص تلك اللحظة ببعدها الزمني و النفسي و الوجداني. حتى أنه قد روى قصة زيارته لطبيب نساء وولادة إمعاناً منه في التقصي عن سر تلك اللحظة الغامضة.و مضى مستشهداً بدستوفسكي في وصفه القابض للأنفاس الصادم للوجدان للحظة ترقب الإعدام المرعبة بمعايشته وإقترابه من شفير ذاك الرعب الوجودي العظيم.و تحدث بشرى كذلك عن التقاطه لأول خيط سردي لحكاية جديدة أثناء متابعته لمباراة كرة قدم.واصفاً إستغراقه و غوصه الذهني في إحداثيات أبعاد تلك اللحظة المفصلية التي تلج فيها التسديدة القوية صدر الشبكة.
    وذلك يستدعي للذهن بالضرورة هدف روبرت كارلوس العجيب في مرمى فرنسا صيف 1998حيث بدت التسديدة و كأنها قد ضلت طريقها تماماً ثم أنحرفت فيما يشبه الخيال لتهز الشباك وسط ذهول الجميع. مما أستدعى تحشيد مفرزة من العلماء لتحليل مسار تلك الكرة اللغز فيزيائياً في صفحة كاملة أفردتها «الفيفا» في موقعها الخاص لشرح سرعة الكرة وتيار الهواء و الدفع الميكانيكي و التأثير العكسي.
    و بذات النهم الوجداني المعرفي يتطوف بشرى باحثاً عن مراكز الثقل و الأفول و الحدوس و فيزياء الكون و الكائن في ذريتها و حيويتها و كيمائيتها و ميكانيكيتها كمرجع إستلهام رئيسي هو مفتاح رتاج عوالم لا تغيض عجائبها و سحريتها. لتنخرط روح الحكاء في مزج كل ذلك السحر باليومي و الشعبي و الفلكلوري و الأسطوري كما هي نكهة الأدب الياباني التقليدي ببراءته الروحية و بعده الكوني و نضجه الفني و أيقونيته الجمالية المتميزة بالتداعي الحر وعافية الخيال و دقة الأسلوب في تمجيدها للطبيعة و مخلوقاتها و أقانيمها و طاقاتها الداخلية العظيمة.
    فلا يكاد يخلو نص لبشرى الفاضل من تقصيات و تفسيرات فيزيائية و فيزيولوجية تزيد من جمالية الحكي و جودة سبكه و تضامه و تماسك منطقه و سعة دلالته. و من ذلك البحر وسفينه و الكشك الذي ذهب في دورة العناصر و جسد البعير المنتحر باذل الذي وصل للأرض أولاً رغم أنف نيوتن.و ( الحيوالة) الدابة الطفبوعية الآلية سليلة العسف التكنولوجي. وعمود عبد القيوم الرأسي و هو يشمخ في الأفق ليناطح هام السحاب. وحاجة السرّة العجوز وهي تنهض متئدة كعشبة من باطن الأرض. والخطبخانة المائجة بأسلاكها العارية.و التحليق العجيب على متن جرادة نرى عبرها دقائق و أسرار فيزيائية عملية الطيران الجرادي من دفع ميكانيكي ذاتي تراجحات هوائية وإنعكاسات ضوئية .
    ويمضي الحكاء على ذات الدرب في مجموعته الصادرة مؤخراً( فيزيولوجيا الطفابيع) 2008 حيث تنبئ العنونة عن إنشغال القاص وإشتغاله على تلك المادة المركزية الخصبة ببساطة حاذقة و سردية أنيقة لا تحمّل المتن الحكائي أعباء وأثقال الخطاب المعرفي .
    لنتعرف عبر النصوص على النزعة الدراكولية للطفابيع مصاصة الدماء التي تعتاش بالأذى ووحشيتهم المرعبة كونهم ( كائنات خاطفة نوعين فهي شبه بشرية شبه حيوانية.هم الحلقة المفقودة دون شك). وشيزو الطفابيع الذي( في نواته فراغ ناتج عن إنقطاع الحب تدور حوله جسيمات الهرطقة). و سعد المنتحر الذي (أصبحت ذاكرته تعمل عمل المغنطيسات النانوية) و تحولها من ثم الى ثقب أسود هائل تدور حوله بلايين المجموعات الشمسية.ويقودنا القاص خطوة بخطوة في حكي مشهدي مضطرد حتى نرى بأم أعيننا كيف أنتهت خلايا سعد بفعل أول أكسيد الكربون الى نثار مبعثر من الفسفور و مواد عضوية أخرى.
    و نتعرف في نص آخر بحس متفكه على طبيعة نساء المستشفيات الفيزيولوجية الخاصة حيث لا تُسمع أصواتهن هناك (لأنهن في مرحلة حضانة للبكاء بسبب الفقد الكبير المحتمل). ونغبط ميرغني في تغريبته على ساعته البيولوجية الدقيقة التي لا تخذله ليدرك مواعيد ابنته الجميلة هنو. و يدلف بنا القاص مرة أخرى لنطل داخل الكائن البشري و فيزيولوجيا دماغه لنرى كيف أن التمركز حول الذات يصيب المركز المختص بالقرارات الصائبة بالعطب في حالة د.عبدالمعين بجحوده المر وعماء بصيرته المستمكن.
    وتنفذ الهيمنة الرقمية و الفضاءات الإفتراضية الى النص البشروي، فنرى في العام 2050 طلبة المدارس الإلكترو- بيولوجية - في في ملابسهم الذكية و فهماتهم الإلكترونية. ونتابع بإنزعاج تسببهم في إطلاق فيروس النرجسية الكامنة مختلطاً بالشعر و الضغينة في الخلايا البيولوجية لدمية الشاعر عبدالرحيم الإلكترونية الناطقة.
    أما في نص (السفينة الجامحة) فأننا نقف على ما يشبه منطق أفلام الكرتون حيث كل الخروقات الفيزيائية متاحة وممكنةعندما تنطلق السفينة كالمسعورة نحو الميناءفلا يبدو هناك حل إسعافي مُنقذ سوى الإسراع بجر الميناء للوراء لإبعاده عن شرور السفينة المهتاجة المجنونة.
    وتمضي تأملات القاص الكونية محلقة في كل الجهات حتى تتماس و تتناص مع عذوبة ويليام بليك في (اغنيات البراءة) و هو يتأمل النمر القوي الأرقط .حيث يقف القاص مستغرقاً في قلق السؤال الوجودي متسائلاً كما بليك( من الذي منح النمر هذه الشراسة كي يجعل حياته وقفاً على ظبية لا يرى فيها إلا كتلة لحم ؟).
    و بحساسيته اللغوية المعهودة لا يتخلى الحكاء بشرى الفاضل عن شغفه باللعب اللغوي الحر وإجتراحاته الوامضة اللماحة التي تتدفق بيسر و عفوية مطلقة من رحم ذاكرته اللغوي و الحكائي. حيث تشكل الأسماء حقلاً بالغ الخصب لتلك المشاكسات و الألعاب اللغوية العذبة. لنسمع مثلاً بقلعة (حاح) حيث يساق السجناء بالسياط .و قرية (بؤسستان) حيث الشعب غارق في أتراحه والتي تذكرنا ببلاد (قمعستان) في شعر نزار.و كذلك نتعرف على الطاغية (ديمة) المتشبث بكرسي الحكم. و(د. عبد المعين) فاقد البصيرة الذي لا يعين أهله الضعاف المعدمين. و(فرج) بطفولته المنهوبة واسمه المتراوح بين فرٍخ و فرح حسب تحولات النقطة. وعنت امه المستعبدة المكدودة (الراجين الله).و نصادف كذلك عبد الرحمن المكلوم يتحدث الى نفسه التي هي (عبدالرحمن الداخل) ووالده (عتمان)الذي كان (عثمان) قبل أن تُسقط العتمة النقطة الثالثة.
    و يستمر اللعب اللغوي البارع في رصد مسيرة تعليم د. عبد المعين ( نظرة فخلوة فإبتسامة فأولية فوسطى فكلام فثانوية فموعد فجامعة فلقاء فبعثة فزواج بأوروبا). وهناك أيضاً المدارس و المشافي التي تُدمر باسم الشافي. تتدفق كل تلك الإشارات بحس لغوي مرهف و بطواعية و ابتكارية بريئة من التكلف و الإستقحام.
    و تتوامض بين ثنايا النصوص كذلك الكلمات العامية بتبيؤها الثقافي الحميم ونكهتها الخاصة و طاقتها التعبيرية الولود وثراء فيضها السمعي لتمنح النصوص مصدر إشعاعي دلالي باهر الفصاحة حيث ( المدافسة و المكابسة و الجهجهة و المعوعاة و المزازاة و الدردقة و الكعوجة و الجدع و الفندكة ) وكثير مما لا يعوض معناه الحي الرحيب بغيره.
    -إنتهى-

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=475&id=34967
                  

04-01-2009, 09:14 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت (Re: Osama Mohammed)

    خبرآخر له صلة..



    Quote: بشرى الفاضل واعمال جديدة

    القاص والروائي والشاعر الدكتور بشري الفاضل قرر ان ينشر اعماله الابداعية الجديدة من رواية وقصة في ملف (كتابات) ابتداء من ابريل القادم وهو قد تفرغ لكتابة هذا الابداع الجديد مما ستيلزم ان يوقف نشر عموده الذي كان راتباً بملف (كتابات) الذي كان بعنوان (تضاريس). ومن المتوقع ان يبدأ ملف كتابات بنشر رواية جديدة للدكتور بشرى بداية الاسبوع الثاني من ابريل.




    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=post&board=200&msg=1238573263&rn=1" target=_self>الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت
                  

04-01-2009, 12:23 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت (Re: Osama Mohammed)

    Quote: مجموعة فيزيولوجيا الطفابيع

    فيزيولوجيا الطفابيع، مجموعة قصص قصيرة، صدرت عن دار مسارب وهي للقاص الدكتور بشرى الفاضل وهي المجموعة القصصية الثالثة لبشرى الفاضل بعد مجموعاته التي صدرت في السنوات الماضية، وهي مجموعة (أزرق يمامة) و(حكاية البنت التي طارت عصافيرها).


    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=465&id=16887
                  

04-01-2009, 12:29 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت (Re: Osama Mohammed)

    Quote: فيزيولوجيا الطفابيع محاولة مطولة كتبتها لاحقا بعد ان نشرت قصتين من قصص الطفابيع في مجموعة حكاية البنت التي طارت عصافيرها والطفابيع كلمة جئت بها من عندي اقصد بها كما ذكرت في مجموعة (حكاية البنت ...إلخ)السفاحين الذين تحدث حالات القتل التي يقومون بها ملهاة بدلاً عن الماساة من شدة دخول الماساة في اقليم الكوميديا.ونشرت بعضا من قصص الطفابيع في مجموعة ازرق اليمامة وكتبت عنهم رواية كاملة هي ظهور الطفابيع لكنها بلندن منذ اكثر من عقد ولم تحظ بالنشر . فيزيولوجيا الطفابيع شرعت فيها في جدة منذ عام 2001 وقدمت خلالها وصفا تخييليا كاملاً لتكوين هذه الكائنات . انشرها هنا لأول مرة وساواصل حيث سيكون المقطع القصصي التالي بعنوان
    اياديهم فأسية
    والثالث بعنوان
    لا سرر لهم .
    فالى النص وأهديه هنا لشقيقي عبدالرحمن الذي يحفزني دائماً على الكتابة واتمنى أن يسعفه وقته ليصبح عضوا بالمنتدى بعد إذن الاخ الكريم بكري طبعاً.

    فيزيولوجيا الطفابيع
    الطفابيع كائنات خاطفة نوعين فهي شبه بشرية شبه حيوانية .هم الحلقة المفقودة دون شك. لكن العلم الحديث لا زال يتعامل معهم كبشر. إذ لو لم يتعامل معهم كبشر كانت ستكون هناك اشكالات قانونية تربك جمعيات الرفق بالحيوان ومثيلاتها التي لا تتحدث بمثل هذه الوصاية فتقول الرفق بل تقول حقوق الإنسان.الطفابيع موجودون في كل ناحية على وجه الأرض لكنهم في العقود الأخيرة تكاثروا في البلاد التي حاضرتها القصبة.وهم قدماء فقد اكتشفهم باحث مجهول قبل الميلاد. وقيل ظهروا في التجمعات البشرية الأولى لكن هذا القول لا سند له إلا الحدس والتخييل. غاية الأمر إن الطفابيع عاشوا منذ فجر الانسانية بين البشر واختلطوا بهم ولهم حقد دفين عليهم .وللطفابيع قدرات هائلة على التخفي في الأجناس والأديان.والأخيرة بيئتهم الخصبة وثمة شواهد تدل عليهم إذا أعملنا النظر في تكوينهم الجسماني والنفسي
    يطولون فجأة
    حكى عابر السبيل معتصم فقال كنت سائراً في العقبة التي تربط بين قريتنا وقرية تمري حين ابصرت شخصاً يسير أمامي وما ان ابصرني حتى تباطا في سيره فحاذاني. حين أقريته السلام رد بجملة سلامية طويلة مجلجلة لا ادري لم خيل إلي انه تفوح منها رائحة النحاس.وسرعان ما أدركت أن عباراته تلك كانت خالية من أي معنى. كان كمن يسمع نصاً حين رددها. سرنا مسافة طويلة سوياً أنا صامت ابحث عن مفتتح جملة للحديث معه بهدف أن أبدد مخاوفي وهو ينظر للبعيد كأنه يحادث الجبال . وحين لمحته خلسة رأيت فراغاً هائلاً في عينيه . ويبدو أنه أحس بنظرتي إذ ان ذلك الفراغ اختفى فجأة وعادت عيناه لحالتهما الطبيعية . طفق يسالني عن سعر السمسم في هذه المنطقة التي لم تسمع باسم هذا المحصول حتى. وسألني عن محاصيل لم اسمع بها أنا نفسي الذي يسمونني في بلدتي السندباد.كان كمن يستجوب. ما ارتحت للرجل لكنها رفقة على أية حال.
    عند مشارف تمري تمتم الرجل بشيء لم أفهمه فخلته يودعني لكنه استدار وطال فجأة حين اقتربنا من أحد الاسوار. طال بقامة خلعتي ومن جديد رأيت الفراغ في عينيه وقبل ظهور فزعي انحنى من فوق السورعلى أشخاص يبدو أنهم كانوا داخل البيت وسمعت صوته كالرعد
    - ما قلنا الحركات دي تبطلوها.
    والتمعت السماء فوقي فرايت فأساً مكان يده اليمنى تقطر دماً . طبعاً جريت لا الوي على تمري وعند منحنى الطريق رأيت الكائن وقد عاد لحالته الطبيعية وهو يصيح خلفي
    -تعال ما تخاف
    جريت وجريت . كنت كتلة من الخوف .واعتصمت بآية الكرسي .ومن يومها كلما أحكي هذه الواقعة لا يصدقني أحد رغم أن المنطقة كانت حتى عهد قريب تضج بقصص السحاحير الذين يخرجون من النيل . جريت جريت قال معتصم ولا زلت حتى اليوم اجري من ظلي حين أسير وحيداً .


    اقتباس من :-

    فيزيولوجيا الطفابيع
                  

04-01-2009, 12:57 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت (Re: Osama Mohammed)

    سيمفونية الجراد
    وليمة الموليتة

    استيقظت جمانة من سباتها وقالت
    - لا. الورتاب الناشف للعدو. أجلبوا الموليتة من السما اللحمر يا الحبان للعرسان
    قفزت جريرة من هاء صمتها المحيرة حين سمعت الكلمة الأخيرة لكن قلبها عبر عن فرحته بضربات شاعرية
    - تاك تكم . تك تاك تكم.

    أما جرداق فلم يسمع جملة جمانة المفرحة فقد كان منشغلاً بمتابعة سلسلة السلالة التي كان يسردها الشيخ الجرود العارف جمان الذي وكما هو بائن مما رواه ملم بسرالسرب العظيم بأحلامه وأهدافه قبل الضربة الاخيرة . عجب جرداق في سره من حكمة الشيخ وأدرك السر من وراء شاعرية جريرة هذه الجمرة الجميلة وفوق هذاايقن جرداق ان واصل نومك ليست إنقاية جرداء قاحلة وأن جمان هو جارد واصل الحازم وربما كان يبذه لو توفرت له جرائد الجراد المركزية وغيرها مما يتوفر في حي جرورة.
    خرج شباب واصل في طلاب الموليتة يقوده جنفاوي وجنبقلي يتبعهم جير وجنفاء وجانح وجلجلة وجرس وغيرهم من الجرود الجديد الواثق . طافوا على الإنقايات الشمالية قرب النهر بنواحي فداسى والقريقريب والعيكورة وعترة ثم رجعوا ناحية الكريبة وبيكة وودابريش والخولاب وسعدالله وودمطر وودرحمة وزنقاحة حتى عادوا عبرودرعية و النويلة والشبيراب على إنقاية واصل نومك بموليتة وفيرة ما جمعوا مثلها إلا في الإحتفال بنصر جنفاوي على جحمان.كانت موليتة من كل شكل ولون . ولو كانت الموليتة من النباتات التي ينفع فيها التخزين مثل الملوخية التي يصنعون منها ام تكشوا لكفتهم لجوغتين أو ثلاث جوغات ولكن الموليتة هي الموليتة الوجبة الموسيقية الخضراء شانها شأن الجرجير خضراء حين تنبت وخضراء حين تؤكل وخضراء في الأمعاء وهي تفوق الجرجير والخس في موسيقاها الجرادية خضرتها حلوة لأنها مرة أو هي كما تقول عنها جمانة خاطفة طعمين. تعرف جرداق على الشباب فكلهم سلموا عليه بمودة حين قدمته جريرة لهم.هذا هو الشاعر جرداق و هذا جنفاوي ياجرداق وهذه جنفاء حبيبته وهذا جير هذه جيرية هذه جنبقلية وذلك جنبقلي مضت جريرة تعرف جرداق بالصف الحيوي من جيل ما بعد الجلجلالة الذي الحق في معركة الربوة بواصل نومك هزيمة نكراء بالشيخ جحمان ذلك الجرود البدين الشحمان الذي أوشك ان يربط كل انتاج جراد واصل ببطنه لولا حادثة قطع السرة التي ابتدعها جنفاوي بيسراه في ضربة زغردت لها كل إنقاية الجراد وسرى الخبر في كافة الإنقايات وفي ديار الجراد البدوي . كان جحمان يصرخ في جنفاوي
    - تعال أنا جاهز جاهز جاهز
    فينقض عليه جنفاوي وفي يده جنزير الإصرار. وحين انقطعت السرة تناهت إلى الأسماع من إرجاء الجزيرة كلها زغاريد الجراد
    - جوي جوي جوي
    وفي تلك الجوغة ظهرت أغنية الجنزير. اختفى جحمان ويقال انه الآن في جارودي يشغل منصباً مهماً نيابة عن جراد واصل رغماً عن خياشيمهم .
    ****
    كان حي جرورة يستعد لهجمة جديدة من هجماته المتكررة على جنة الجراد رغم تحذيرات جارد الحازم الداعية للتريث . الشباب الجديد لا يطيع أحداً من السابقيه لكنه جراد جامد جلد جهبذ جريء لا يعرف الخوف رغماً عن كونه يفقد في كل طلعة بعضاً من خيرة أفراده. لم يسمع جابودي ولا جراري ولا عتبة عن جرداق شيئاً منذ خروجه في ذلك المساء وراء جميزة قلبه. غاب جرداق مع جريرة طوال جولتين والجولة هي أسبوع الجراد . قال جراري
    -لا يكون جرداق ودر في بلداً جرادها عجمي -
    فرد جارودي
    - جرداق هذه الايام يفكر بقلبو
    فردت عتبة
    - جريرة ما بتديهو عوجة
    - *****
    حين أصبحت الموليتة جاهزة على المائدة بالبيدر التقاة في طرف الأنقاية جأرت الكلاليق الناشفة بالشكوى من شح المياه في أبدانها .شبع جراد واصل نومك في ذلك المساء من الموليتة ثم نهض جنفاوي ورحب بالضيف وفاجأتهم جريرة حين قالت لهم بأن جرداق أشعر منها وقرأت مقاطع من انتاجه
    - قال جرداق تقول جريرة
    تكم وككم تكم وككم وككم وككم
    التمعت الفوانيس الدوارة في رؤؤس الجراد في واصل وغشاهم سحر عظيم فهم في تاريخهم المنظور لم يسمعوا بمثل هذه الإيقاعات الجديدة . في ذلك المساء قرات جريرة شعراً جديداً أيضاً .كانت جمانة تعاين وتخرج ثم تعود وتعاين فرحة لا تجد من تحكي له عن فرحتها أما جمان فجرد أفكاره جردتين ثم أسلم لبه لحكمة الدواخل . وهذا شباب واصل كله الجراد والجرادات قام فحلق فوق اجواء الإنقاية والتمعت أجنحته من حبور به فأضحى كاليراعات داروا ثم داروا ورقصوا تتقدمهم جريرة رقصة الطلاقة القصوى وذلك بان تقلبوا في الفضاء صاعدين هابطين . كانوا جملة جرادية واحدة ممراحة حية بديعة ليس فيها جرذ واحد ولا حائر ولا سجمان . في تلك الساعة أيقن جرداق ومن بعده جريرة أن السرب آت لا ريب فيه .
    وقرب الفجر هطل جراد واصل كله فوق أرض التقاة كأنه محصول جديد لم يكن وهناً لكنه قبع هناك بلا حراك فقد عم داء هاء السكت الجديد على واصل نومك فسكتوا جميعاً إلا الشيخ جمان وجمانته إذ لا بد من أن يكون هناك كائن ما يقظ يرعى السلالة .



    مقتبس من :-

    فيزيولوجيا الطفابيع
                  

04-01-2009, 01:34 PM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحكاء وأفق الفيزياء .. بقلم: لمياء شمت (Re: Osama Mohammed)

    لا سرات لهم
    يولد الطفيوع بدون سرة. فبدلاً من الحبل السرى بضم الحاء يولد الواحد منهم بحبل سري بكسر الحاء .
    زحف جنزير شرير ومد حلقته الجهنمية فتسلق قامة شاعر من الذين يقول الواحد الاسيان منهم :
    -أنا ممزق انا ممزق .
    زحف الجنزير في غفلة من الشاعر المستكين حتى وصل إلى عنقه وهناك توجه إلى مقصده مباشرة : الحنجرة .عسى ان يسكت حبال الشاعر الصوتية -اعز ما يملك- مرة وإلى الابد .كان الشاعر هيناً على الرغم من قدرته في مصارعة الشر عبر الاجيال ولذا كاد أن يستسلم لهذا الشر الجديد الاصم الزاحف الممتد.
    قال الشاعر بينه وبين نفسه:
    - لا علينا .شعري في الداخل سيظل قابعاً في جنزبيل الروح ولن يفنى مع فناء الجسد.فالشعر كائن أثيري لاجسم له.
    في لحظات الاختناق وقبل سماع قعقعة عظام الرقبة أطل رماة الحدق وهم كائنات شعبية قادمة من عبق القرون ومن حسن الحظ أن الطفابيع لا يرونهم .اطلوا وقد احرزوا أن الشاعر الوحيد في ورطة إذ ان الجنزير الملتف بعنقه والذي بدا كما لو انه زحف لوحده ما هو إلا حبل سري يتصل ببطن طفبوع لا سرة له كان يختبىء وراء شجرة.وما أن رشق رماة الحدق الطفبوع بسهامهم حتى تفتت الجنزير وذاب في الهواء . هنا صاح الشاعر بخاتمة أغنية عزة
    حين وصل الشاعر جرياً لما وراء الشجرة لم يجد الطفبوع .كان الطفبوع قد غز في السير لا يلوي على شاعر.وقد رشقت سهام رماة الحدق حدقتي عينيه فجعلته يبكي بخوار لا تستجيب له عواطف الشفقة الإنسانية.أول من اكتشف امر سرات الطفابيع في نواحي القصبة كانت بتول القابلةالتي عاشت مستورة وماتت مقتولةغير مستورة بسبب اكتشافها قبيل منتصف القرن الماضي.كانت لديها فراسة حيث لاحظت ان الحبل السري للوليد الجديد الغريب جاء من مادة أسمتها بينها وبين نفسها في غياب معلوماتها عن البلاستيك الجلافيط.
    قالت بتول وهي تخاطب نفسها بصوت مسموع بينما كانت تقلب الحبل السري الاصم العجيب
    - بري يا يمة يطرشنا .الجنون العيونو زائغة دا كيفن عاد يوصلو وارد أمو؟
    تتوجه بتول القابلة باسئلتها للرياح فالجميع غافل عن ظاهرة الطفابيع.وفيما بعد حين سحلها الطفابيع حتى لاتفشى السر رأى من وجدوا جثتها قرب البئر المهجورة في ركن القرية شيئاً كالبلاستيك يلتف حول عنقها.أما جثتها فكانت متيبسة ومسطحة كجلد.
    مادرت القابلة بتول ان الطفابيع طفيليين بالفطرة فهم يتناولون غذاءهم من أحشاء الامهات مباشرة دون الركون إلى تعقيدات الفيزيولوجيا.ولذا فإن الامهات اللائي تحل أجنة الطفابيع في ضيافة أرحامهن تحل بهن أنيميا غامضة وفي الغالب تموت هذه الامهات كان الطفابيع يركلونهن في (لاامتنان) أخير وهم خارجين للمكابسة والمدافسه قبل التمكين.




    مقتبس من نفس المصدر ..
    فيزيولوجيا الطفابيع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de