|
|
 " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه
|
ربما لا أكون وكغيرى من الكثيرين شاهد مكان على بعضٍ ِ من أحداث
هذه القصه وفصول واقعها , ولكنى والكثيرون فى معايشة معاناة
هذا الوطن وأفعال السحل وإهدار الكرامه والانسانيه فى ابشع صورها
بأيدى قله تستنكر على اكثريه الحق فى وطنٍ ومواطنه بحدودٍ وحقوق .
الاسماء والاماكن الوارده فى القصه من وحى الخيال وليس المراد بها
فتق جراح تأبى ان تندمل , وإن تصادف أُناس واماكن تحمل ما ورد
بقصتنا .
القصه مهداه لكل ذى ضميرٍ حى , علها توقِظ فينا الإنسانيه لتسليط
الضوء على كثيرٍ من المآسى التى لم يُحظى مكلوميها آذآن تنصفهم .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
لفرط جهله باْحاسيس الشبق و سعار نيران الشهوانية, لم يدر حينها كنهاً لضماتها المسعورة
و المشبوبة رغبة و لم يعي تفسيراً لما ينتابه من قشعريرة و إنجذاب لدفّْ جسدها و عبق
تعرق صدرها حين تلقاه بين ذراعيها.
الجارة ذات الاْربعة عشر ربيعاً سمهرية القوام فى تناسق مموسق , الصدر البارز المشرئب
إلى العنان فى تمرد الأفراس الراكضة , الخصرالخفيض الذائب فى أرداف ملفوفة التكوير, صبوحة الوجه المدللة خدوده نضاره, نبيلة الأنف الخناسى , تكشف إنفراجة الفم عن أصداف دريّة فى تراص منظوم تتلألأ إنعكاسة ضياءها على شفاه كرزيّة تناجى للتقبيل, صبية فاتنة العينين واسعتا السواد تدفّق أمواج بياضه لتروى غابتى أبنوس عصيّتا على الإلتقاء.
صبى الإثنى عشر من السنون صاحب العينين الحلوتين و الوجه المستدير برأس تتدلى منه
الخصل فى إهمال طبيعى.
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
أساس البناء الروحى إجتماعيات بيئة توافرت بها كل مراتع التخلف نموءًاً , أكواخ سيقان
شجيرات العشر وبقايا جوالات الكناف و الكرتون, مجتمع الحمالين وعربات الكارو و
الشحاتين و المتسولة وجامعى زبالة ومخلفات اهل المدينه , الأصوات المرتفعة الصياحات
المختلطة بنهيق الحمير و نباح الكلاب , أزيز القطارات و السيارات المارة بالطريق المحاذى
لمستعمرة هؤلاء المعاقين اجتماعيا بقايا الفضلات الأدمية و الحيوانية الممزوجة بأدخنة
الحريق, مجارى الصرف الصحى للمستشفى العامرةبأسراب و طنين البعوض و الضاجة
بنعيق الضفادع , دماء الشجارات المهدرة لأتفه الأسباب , مخلفات المدينة , مواء القطط
مطاردة للجرذان و مهاترات راكبى أسطح القطارات بكل بذاءات الألفاظ و الأفعال فالأمزجة
الشخصية بفعل ضغوطات الحياة متقلبة يسودها الإحساس بالدونية تجاه قاطنى الفيلات
و العمارات المواجهه , فهذه الأمزجة الفردية هى التى تحكم علاقات الأفراد هنا وإن كان
الرابط القالب فيها عفوية الإنبساط والتوتر , فكم من الخناقات نشبت و سالت دماءها بسبب
مناكفات الأطفال والنساء أو الدواب حتى ،وكاد مراّى أوارها لا يهدأ حتى ينقشع الصبح عن
تداخل جديد يمسح كل ما جره البارحة ، فالأحداث هنا تشعل و تطفئ مراجل حياتهم , فكم
هى إجتماعياتهم تكاتفاً و مشاركة أنستهم ثأرات الدماء , أو حتى مرورالقطاركثيراً ما عمل
على فض شجاراتهم بهرولة الجميع لمهاترة راكبيها تاركين شجاراتهم قاذفين لأسباب خلافاتهم
فوقوع التجمع الكرتوني علي شريط السكه الحديد بطرف المدينه جعل هذه الظاهره إحدى
برامج التسلية والمرح ...
.........يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
اناس طيبين وبسطاء ..
اوجدتها الظروف ,فكل شئ هنا توجده الظروف , نشأت صبيه تنبأ لها الكل بالحسن والجمال
الذي بادر بالظهور عندها باكراً"رحمة" هكذا اطلقت عليها أمها .
- هذه الصبيه سيكون لها شأن.
- إنها شبه امها الخالق الناظر
- يقال بأنها لا زالت غلفاء
- نضارة الوجه وإنتفاخ الخدود دليل علي ذلك
- خدود شنو آزووول ، الرك على الكزيم والشفايف ، كلو بيشبه بعضو
هى إحدى فلسفات" الضريس" الكفيف البصر والضعيف السمع والذى نصب نفسه خبيراً فى
كشف خبايا واسرار الجمال
- يالهناء من روض هذا الصدر المتمرد
- يا سعد من قطف هذه الثمره البريه ( في إشاره لعدم ختانها )
- هذا "الكجم" القح الدميم لايمكن ان يكون ابوها
- يقال ان ابوها ضابط كبير في بوليس الحكومه ومن اولاد البحر
هكذا كان النقاش همساً يدور وتارة غيرها عن "رحمه" وامها وجمالهن وعلاقتهن ب "الكجم"
ذلك القح الاخرش الدميم الخلقة والذى اعطاه الله بسطة فى كل شئ ويتندرون بما نسب إليه
عن موت زوجته الأولى فى فراش الزوجية وهى عروس بعد ، و حمى الشهوة تتشببهبم و
تصهر عظامهم و فى المخيلة جمال الصبيه المثير و كل منهم يرسم تصوراته و امانيه
لما بين فخذيها من حسن غير مختون ،وبعضهم يتحسس الدفء المتسرب على ملابسه
الداخليه المهترئه، يرتشفون شهوانيتهم كقرقعة إبتلاع كأسات العرق وينقثون خيبات الأمل
ومراراته و سحائب دخان لفافات التوباكو الرخيص تسرى فى ادمغتهم فى دبيب يتصاعد
وحركة الافخاذ المفروكة فى غيبوبة الاشتهاء الصامتة عند تذكر ما جرى ل "السميح" حين
ضبطه "الكجم" و هو يتلصص ذات ليلة بعد أن لعبت الخمر برأسه عله يحظى ببعض من
السمع لتأوهات "شاهده" وهى تتململ تحت ثقل ووطأة رجولية "الكجم"..
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الطبيب إبن قبائل جنوب النهر " أجاك" أو " الجاك " عند بعض ألسنة قبائل السودان
الأخرى والذى رمته الأقدار طبيباً بالوحدة الصحية فى البلدة ، رأته " شاهده " بهرتها
هيبة وجلال ما يميز أهل مهنة الطب .
توالت زيارات " أجاك " لدار الحاج " منصور " وكانت " شاهده " ترقب وتعلم باحساسها
الغريزى فحوى هذه الزيارات دون ان تتاح لهما فرصة اللقيا والإفاضه بما تمتلئ به
روحيهما ...
اصبحت حكاوى الرفيقات عند غدير الماء تدور عن "شاهده " والحكيم "الجاك"
"شاهده" شايفين الحكيم حايم حوليك
- يا بختك
ودائماً كان رد "شاهده" فى تمنع ضاحك :
- هو معقول دكتور زى ده يلتفت لينا نحن ..
- ده تلقاه عنده واحده متعلمه من بنات المدن ..
ولكنها فى غرارة نفسها تدرى أنه يعنيها .. لِمَ لا وهى لا تقل عن بنات المدينه جمالاً , بل
هى الاجمل والاغنى ... عشيره وجاه.
اصبح حلمها وصحوها شروداً فى "اجاك" حلم به خيالها ، بمناجاته , مجالسته , عناقه ,
قبلاته ولكن هل يدرى هو بهذا ؟ كيف السبيل اليه ؟.
"خديجه" ... تلك المرأه المسنه التى تعمل عند الحكيم بثكنته هى التى يمكن ان .......
- اقول يا حاجه - خديجه - انتِ بتعملى فى ميز الحكيم ؟
- آآى يا بنيتى والله هو ما ولد , اريت يكون فى نصيب البنات .. عديل وطيب...
-............
- والله كمان ذاكركم بالخير دائماً ..
أحست "شاهده" فى حديثها مع حاجه "خديجه" بأن الدكتور ذاكرها هى , لذا صممت على أن
تعاود الحديث مره أُخرى ..
توالت الايام بإيقاع حياة اهل الغرب الصاخب الذى تزينه الحفلات وليالى الاعراس وتعددت زيارات "اجاك" لدار حاج " منصور " وفى كل مره كان قلب "شاهده" يخفق شغفاً به وتحلق بها الامانى , فقد صارت زياراته هى مجلب سعدها
واصبحت امسيات الخميس تعنى عندها بداية تعداد الايام ...
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
فى بلده كهذه الاحداث التاريخيه فى مسارات حيوات اهلها غالباً ما توجدها الصدف
وتولدها ...
وقد كان احد الايام أن دلفت الحاجه " خديجه " لدار "شاهده" وهى فى طريق عودتها
من التسوق كعادتها لتؤدى التحيه لاهل دار" منصور" وتجاذب اطراف الحديث ...
وعندما همت بالانصراف بادرتها "شاهده" :
- بدرى يا حاجه اشربى الشاى ..
- شكراً يا بنيتى باقى خليت جنابو- الحكيم - حاسى شويه ..
اوقعت كلمات حاجه "خديجه" قلب "شاهده" بين رجليها ودون وعى هتفت فيها بلهفه
- مالو حاسى بشنو؟ ... ومن متين ؟ ..
- بالراحه على يا بنيتى , اصلوا كان بيقول انه شاعر بحمى وصداع فى تلاته ايام .
- طيب مالو ما جاء عندنا ؟
-............
نظرت الحاجه والدة "شاهده" لإبنتها والحاجه "خديجه" وتلاقت السته عيون .... وهنا
احست "شاهده" بحرج الإندفاع فانسحبت متواريه خلف الباب غارقه فى دوامة الهواجس
والقلق فكم تمنت ان تكون بجواره لتعمل على خدمته وشفاءه
لم تستطع "شاهده" مداراة عاطفتها والتى لاحظتها الوالده
- ده يا بنيتى راجل غريب ونحنا ما عارفين عنه حاجه .
-.............
- وكمان زى ما انتى ليك اولاد اعمام هو برضه ليه بنات اعمام .
-..............
- اظنك عندك نيه تزوريه فى سكن العزاب ..... الناس تقول علينا شنو ؟
- انا يا امى ما قلت كده , بس كنت فاكراه زى اخونا ويمكن يرقد بمرضه عندنا
- ابوك كان سمع عندك كلام زى ده قتلك .
ولكن الجانب الآخر للام كان " فى قرارة نفسها" يؤكد عكس ما ابدت لإبنتها وقد لاحظت
ميوله نحوها لذا نجدها إستناداً على مبررات متعلله بمكانة حاج "منصو"ر بالبلد
عملت على تجهيز مستلزمات المريض من الوجبات الغذائيه وأفضت ل " خديجه " بالمرور
اليومى لحملها الى سكن الحكيم "أجاك " .
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
رائحة الموت وتخثر الدماء , تعرق الاجساد النازل على الجروح المتعفنه ,عتة تذهب
بحاسة الشم . تكومت جثث بالكاد تحركت بها انفاس الصراع للبقاء بما تحمله من
زفرات الأسى الحرى كانت "شاهده" ضمن من كتبت لهم الاقدار مد فى العمر بعد ان
سلبتهم الحياة .
- آه , شربة ماء ..
أنين الجرحى وصراخ الصغار الجوعى فى بحثهم عن ثدى الرضاع اليابسه بفعل الجوع
والعطش وهجير الشمس , يتامى يبحثون الحليب حتى فى اثداء البكريات وعجائز عهد
الطمث الغابر .
بزاوية تكومت داخل ارضيه العربه اللورى وبين ضلعيها تحتضن أسى العمر كله ومن
عجبها أنها لم تكن ضمن المنتحبه بل كانت تقطع حبال اسيتها بموجات إغماءه وغياب
ذهانى يغوص بها ويغرقها فى سحيق الماضى القريب .
لا احد يعلم كم سارت بهم العربة اللورى فى نهبها الارض الذى لم يكن لينقطع إلا للتوقف
للتزود او لدفن احد جثث الاحباء المتكومه .
"شاهده" تضع فى حجرها راس رفيقتها وكل من تبقى لها من الاهل الحاجه "خديجه" الملتهب
جسدها بفعل حمى الجرح الذى اصاب ركبة الرجل اليمنى بفعل إحدى رصاصات الغدر ذلك
الليل , دموعها الصامته فى تواصل إنهمارها تحول دون إحتراق جسد الخاله الملتهبه
درجة سخونته 0
تجددت الصراخات والاحزان حين حطت العربه اللورى بمن استعصى على حضن الارض
خلال الهروب , الكل فى حالة صراخ هيستيرى , القادمين والمستقبلين , الكل يسأل عن
الكل وترتفع الصيحات الباكيه فالكل يبكى الناجين قبل المفقودين .
توحد المصاب وجلل هوله لم يشغل الاهالى عن واجب إحسان وفادة القادمين وإجراء اللازم
من تقديم الحاجات الإسعافيه والعلاجيه لمعظم إن لم يكن كل القادمين وتضميد
الجراحات النفسيه بمقاسمتهم السكن وكذا إكرام الضحايا بإقامة سرادق العزاء .
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
كان نصيب " شاهده " مرافقة الحاجه " خديجه " إلى منزل شقيقة الاخرى والتى نزحت لهذه
المنطقة منذ امد مع من نزح وراء المعاش وإستوطن منطقة الباجور مشروع الزراعه
الصناعيه وبالاخص محصول القطن حيث توافر فرص العمل .
البيوت الحجريه زنكية السقوف المصفوفه والتى تعرف ب ( الجمالين ) وجاءتها التسميه
نسبه ل شاغليها من الحمالين وسائقى الجمال والتى تستخدم فى نقل وترحيل جوالات
القطن من المزارع " الحواشات "الى نقاط التجميع لعمليات فرز الجوده قبل عملية الحلج
فى سابق العهد , والتى نمت وتوسعت بالعشوائيات الطرفيه من خيام الخيش وعلى احسن
الفروض جالوص الطين 0
باطراف معسكر " الجمالين " قاد تزايد العماله الوافده إلى حاجة السكن العمل على إنشاء
مأوى لهم حيثما اتفق وحسب المقدره وإن كانت البدايه موسميه إلا أن ظروف الحرب
بمناطقهم حال دون العوده فأستوطنوا و طاب لهم المقام والذى لم يحول بينهم والحنين
لبيئتهم واسلوب حياتهم ومعايشتهم .
الحاجه " بت زبدى " أو كما تعارف أن يطلق عليها , الاخت الشقيقه للحاجه " خديجه "
رفيقة بيت آل الحاج " منصور " فى سرائهم وضرائهم والتى شاءت حظوظ " شاهده " أن
تكون رفيقة نجاتها .
كان نصيب " بت زبدى " مساحه ضمن المستعمره العماليه العشوائيه فى نطاق معسكر
"الجمالين " فى حيز تعارف على تسميته " رأس الشيطان " تخصص فى صنع الخمور البلديه
" المريسه " مشروب الحمالين والعتالين الحيوى وفيه إمتلكت " بت زبدى " إحدى الخمارات
والتى لا تخلو من فتيات الهوى بائعات المتعه لمن يطلب .
الرفيقتان إستقرتا ضمن هذا الجوار إلى حين ترتيب الاوضاع والبحث عن مورد رزق بالعمل
داخل مزارع القطن او مصانع الحليج بالنسبه ل " شاهده " اما الحاجه " خديجه "
فقد تعذر العمل وحتى الحركه بسبب فقدها رجلها اليمنى بعد ان تفاقم الجرح والتهب فكان
لابد من بترها إنقاذاً لحياتها.
غرفه طينيه بارده مظلمه تبخل فتحة التهويه الصغيره عند السقف بدخول ضوء الشمس ضمن
مجموعة الغرف الصغيره المتعدده ذات المدخل الخارجى الاوحد بحيث تفتح جميعها داخل
ساحه او ما يعرف بالصاله وتخلو جميعها من الابواب عدا المدخل الرئيسى .
فكل ما يوفر الخصوصيه ليس باكثر من ستاره , دخلتها " شاهده" وهى تسند خالتها
" خديجه " والتى باتت تتوكأ على عصاة عوضاً عن الرجل المبتوره , دخلتا فى صمت
متوجس تطفى عليه حاله من الاسى وعدم التكيف .
- اصبرى يا " شاهده " يا بنيتى
-..................
أنا عارفه ده ما مكانك , بس ما عندنا حل .
-..................
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الوجوم يخيم على وجه " شاهده " والصمت تجيب به على حوار الخاله الطيبه , حبل
الذكريات تبتره أحاديث الجالسين والزوار من زبائن صاحبة الدار بالصاله طالبى
مشروب " المريسه " التى تصنعها " بت زبدى " وتبيعها فمنهم من تطول جلسة شربه
وفيهم من يباغته زمن وردية العمل فيسرع مهرولاً متبوعاً بصوت " بت زبدى " الجش
الخشن وهى تذكره بالحساب المسجل على الجدار بعدد الايام فى إشاره لقرب ميعاد
قبض الماهيه
- ما لى الليلة مريستك فطيرة
- فطيره ورقيقه
يردف أحد الزبائن مخاطباً زميله و " بت زبدى " آن
- بسيها تخينه ، بس وينو الشنب ليها ؟
هى لا تقصد إهانة زبائنها أو إنتقاص رجولتهم وإنما تلعن الزمن ومن تسبب فى حرمانها
سماع أهازيج العتالين فى ورديات الليل وأزيز ماكينات الحليج وصافرة قطارات
الترحيل .
صوت ضحكه مصطنعة الدلال تسرب خلال ستارة باب إحدى غرف المنزل ومن وراء
ستارة أخرى إحتداد ومشاجرة بسبب دفع الأجرة المقدم بين إحدى الفتيات وزبون حسمتها
"بت زبدى" بتلاوة قانون الوكر والذى نص على الدفع أولاً .
وصوت " حماده " الغسال أو " حماده سيستم " كما يحب ان ينادى يسبقه وهو متأبطاً طرف
جلبابه كالعاده ، وخلال نبراته التى يجتهد فى دلع المثليين .
- نشوف حل يا خالتى
- اصبرى يا بنيتى ربنا عنده الحلول
-بس ربنا قال نسعى ونحاول
- لو ما كنت عضيره ما كت برضى ليك مكان متل ده .
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الايام فى رتابه والاحداث واليوميات المكرره , فجأه تشعر " شاهده " بحركه داخل
احشائها , حدث ما كانت تتوجسه وتخافه , صمتت على تجاهل هذا الإحساس فى محاوله
لإقناع الذات بانها لا تعدو وساوس ومخاوف .
بدأ الهزال واضحاً على محياها بعد أن عافت روحها الطعام وصارت تنتابها نوبات
إستفراغ وتعرق ودوّار غثيان.
- كان ما بعرفك يا بتى كت دايره اسالك , بس .....
-حسبى الله ونعم الوكيل 00 ليك الله يا بنيتى...
أيقنت "شاهده" بأن ما يضطرب فى احشائها هو الحمل ..ثمرة ما تعرضت له من إعتداء
جسدى وإغتصاب تناوبه الهمج الغزاة ضمن من تعرضن لهذا الفعل من نساء وفتيات
"أم سياله "
- ياه لهذا الزمن الردئ !! ليتهم قتلونى ..
رددت " شاهده " فى ضياع .
طلبت " شاهده " من الخاله " خديجه" كتم الامر إلى حين إيجاد مخرج , فقد أحال
الحمل حياتها لجحيم فوق احمال مأساتها واصبح شبح ما تعرضت له " ام سياله "
يعشعش فى صحوها ومنامها , قررت التخلص منه فهى لا يمكنها تربية ثعبان إكتوت
بنيران لدغته ولا زالت , فى إشاره لأب حملها من عدوها وأبتدرت قرارها بحرمان
نفسها من الأكل والشرب حتى وإن كان الثمن حياتها..
فى صبح كل يوم جديد , داومت " شاهده " على التسلل من الدار والذهاب لمنطقة
محالج الاقطان بحثاً عن فرصة عمل بعد ان طرق أذانها حوار أحد الزبائن السريين
مع " بت زبدى " صاحبة الدار يطلبها بالتلويح عنها بالعده الجديده , برغم أن
الاخيره ردته فى إستحاله لتلبية الطلب ..
- العده دى ما للشغل , عندك غيرها ..
جاءها صوت " بت زبدى " الاجش المبحوح
- هو العندنا لاقيين ؟
تردف فى سخط ، ويتدخل صوت " حماده"
- أنا غايتو احمدو .. السيستم مدور
- التسعيره طفشت الزباين ، ده أنا بدفع عشان نعومة الدقيق ..
فى إشاره إلى أنه يمارس عادة اللواط كمزاج وليست مهنة كسب وأنه لتلبية حاجته على
إستعداد للدفع للزبائن .
فرصة عمل !! وأين هذا العمل بعد أن عملت السلطات الحكوميه على تجفيف مزارع القطن
وتصفية العماله ببيع المحالج مما شرد كثيرين وأفقدهم فرص العيش ليدفع كثير من
الفتيات للتسلل لمثل بيوت " بت زبدى " السريه المدفوعة الإتاوات لشرطة المنطقه
والتى تعمل على مداهمة هذه الأوكار وتعتقل من فيها بعد مصادرة الخمور وأدوات
صنعها ثم لاحقاً إطلاق سراح المعتقلين بعد دفع غرامه ماليه وبيع أدواتهم لهم مرة
أُخرى وهكذا ..
فمثل هؤلاء اناس بسطاء لا مورد رزق لهم غير صنع وبيع المريسه والتى تمثل مكوّن
أساسى من ثقافتهم الغذائيه .
أُناس محاصرون محاربون منبوذون ملاحقون مهملون ومهمشون من الرعايه مطلوب منهم
الإحتراق لتدور عجلة المصانع لضخ الاموال فى جيوب أصحاب المال اهل الحظوه ولاة
السلطه الذين إستكثروا فقر وبؤس هؤلاء ونظروا لهم على أنهم حمل زائد توجب
التخلص منه ليس عن طريق إيقافهم عن العمل فقط بل بفعل إعمال سياسة الخصخصه
ببيع المصانع والمحالج ملحقاتها من اراضى ومساكن العماله تحت بند الإستثمار .
وعليه سلطت جبروت شرطتها ورجالات أمنها بملاحقة السكان وإخلاء هذه المساكن وصارت هذه
المهمة مصدر دخل وجبايه أتاوات لرجال الدرك وفرصه للنيل من كل صاحب رأى مخالف , خلال
هذه الحملات المنظمه وكان حظ بيوت صنع وبيع مشروب المريسه نصيب الاسد من هذه
المداهمات التى طالت الكل بما فيهم بيت " بت زبدى " الذى صادف وجود " شاهده "
حين تمت إحدى هذه المداهمات أو ما تعارف عليه بالكشه , ومن ضمن من سيقوا كانت
" شاهده" التى لم يرحم المداهمون من الدرك حالتها الصحيه المتدهوره ونالت
من الضرب والركل ما نالت رغم أنها ساعة هذه المداهمه كانت تزرح تحت هذيان المرض .
....................يتبع
(عدل بواسطة اْسامة اْباّرو on 10-08-2008, 11:04 PM)
(عدل بواسطة اْسامة اْباّرو on 10-08-2008, 11:23 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
إقتيدت " شاهده " من مكان بالدار ساعئذ إلى مخفر الشرطه المعروف بمركز شرطة
الإنضباط , لم يراع السجان حالتها بل كان تعامله لا إنسانى بكل ما تحويه من معان
مما زاد جراحها النفسيه إلتهاباً وإيقنت أن باطن الارض أكثر حنواً من ظاهرها.
سياط الدرك تلهب ظهور المعتقلين الذين تكوموا على صندوق إحدى عربات الشرطه
المكشوفه فى منظر القصد من التجريس والعرض فى إذلال والويل لمن يرفع دماغه أو
تبدر منه أدنى إلتفاته فما جزاءه إلا ما السياط والعصى حينما أتفق ودون تمييز ...
كانت " شاهده " ضمن هذا الرهط المساق به الى المحاكمه المحسوم قرارها سلفاً حيث
لا حق لمن دخلها فى الدفاع عن التهم التى يواجه بها .
- شاهده منصور.... اوقفى يا ...
هكذا نادى عليها من نُصب قاضياً للعدل
- حكمت عليك المحكمه بالجلد ثمانين جلده تعزيزيه والسجن عامان بتهمة ممارسة الرزيله
أى الزنا حيث تم القبض عليك وانت متلبسه.
لم تبك " شاهده " وإنما كل ما فيها كان حزن , حزن ....
كما الثيران ظلت شاخصة النظر بمن نطق بالحكم دون أن ترمش او ترتعد أوصالها
بينما ظلت عينا جلادها تحاول الهروب فى خوف ووجل .
سجن وظلم وحمل ابتليت به غير مرغوب فيه ، " شاهده " أدركت ان سابق أحداث "أم سياله "
ما هى إلا فصل من فصول الحرب ضد أهلها الغلابه وأن هذه الحرب لا تقتصر على مكان
وإقليم بعينه وإنما تتصل بكينونة إنسان هذا البلد دون تمييز لجنس وقبيله .
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
حياة السجينات دخلتها " شاهده " مدفوعة الظهر لأحد عنابر سجن النساء , أنماط
وسحنات متعدده سودان مصغر " نجاة " النقابيه العماليه فى أحد مصانع النسيج
التى طالتها أيد الخصخصه , " روز " الممرضه , " سميره " و " أم الخير "
القادمات ضمن حملات شرطة ما يدعى نظام عام " أنجلينا " المتهمه بسرقة بيت
مخدميها وتوجد " روضه " المعلمه فى المدارس الثانويه وووو .
وغيرهن كثيرات ممن طالهن جبروت وتسلط الحاكم ولكل منهن مشوار مع الظلم وتلفيق
التهم , هموم تختلف وحياة صاحباتها بما يربطها خارج الاسوار وإن توحد الشوق
لهدف مشترك هو التحليق فى فضاءات ما وراء القضبان والاسوار .
دخلت تلاحقها لعنات وسباب سجانتها , تستقبلها نظرات الفضول والتساؤل .
وما أن خطت أولى خطواتها داخل عنبر الحجز حتى شعرت بدوار وترنحت مشيتها
للسقوط لولا أن تلقفتها أيادى زميلات الهم وأخذنها لاقرب حصيره مفروده على ألارض
وعملت " روضه " المعلمه على التنازل لها عن فرشتها حتى يتم إسعافها على يد
الممرضه الخبيره " روزا " التى طلبت إعداد مخلوط مشروب السكر والملح وإحضار عطر
على وجه السرعه.
- ريحه دى ما عندنا بس عندى صعوط.. كان كرفتو الحزه تعطس ورويحتا تترد .
ردت " ام الخير " وهى تفض مربوط الاكياس لإ خراج السكر والذى تتحصل عليه مع
السعوط المهرب عن طريق اصدقائها فى مطبخ السجن والمخبأ من حملات تفتيش السجانات ..
- سعوط شنو يا خاله " أم الخير " الناس طلعوا القمر وأنتى لسه فى صعوتك ؟؟؟؟
ردت عليها المعلمه " روضه "
وهنا تمد " أنجلينا " يدها بمنديل معطر لا تخرجه إلا لإستنشاق عبق عطره والسرحان فى
من أهداه لها!!!!
أفاقت " شاهده " ونظرت حولها لتجد نفسها محاطه بكل حنان الأمهات والاهل من إناس
لم يتعد عمر معرفتها بهم سوى نظره ألقتها على البعض منهم ولم تكملها مما أدخلها
فى نوبه حاده من البكاء بصوت مرتفع , بكت " شاهده " من كل قلبها , بكت كما لم
تبك من قبل..
الاخريات تركنها حتى فرغت وأفرغت كل ما يعتمل بروحها ..
- قبيل سمعتك يا " روضه " يا بتى قلتى الناس طلعوا القمرا
" ام الخير " تخاطب المعلمه " روضه "
- ايوه ومشوا فيهو وكمان لعبوا الكوره...
ردت " روضه "
- سمح عرفناهم وقفوا فيه لمن كان قمرا , علا كان بقى هلال وقفوا فيه كيف ؟ بى فد
كراع ؟ وقفة السمبريه يعنى ؟
ويضج المكان بالضحك على مناكفات " أم الخير " و " روضه " و "أنجلينا " تتلو
صلواتها وترسم علامة الصليب إستنكاراً لتعدى البشر على ذات الرب فى ملكوته وعليائه .
شعور غريب إنتاب " شاهده" أيمكن أن تكون القضبان مصدر طمأنينه وأمان بالنسبه لها !!!
....................يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الشهور تركض كما السلاحف ، وحمل "شاهده " بتواتر توترها فى تسارعه نحو نهاياته
الحتميه مع فشل كل محاولاتها التخلص من هذا الوضع البائس ليصبح واقعاً متعدد المرارات .
زميلات العنبر لم يشأن نكأ جراحاتها بمباشر الإستفسار عمن يكون والد حملها ، فقد تحاشين
الخوض فى هذى مسائل لصمتها وعدم تطرقها لحكايتها من جهة ، وأخرى مراعاة مشاعر
" سميره " زميلتهم بالعنبر والتى بدأت تظهر عليها أعراض الحمل هى الأخرى.
إيماناً منها بالواجب فقد باشرت " روزا " الممرضة القيام بواجبها نحو زميلتيها ذوات الحمل
فى تفان وإخلاص أقله الحب، وإن خصت "شاهده" بمزيد إهتمام أسوة بالأخريات كتنازل
" روضة " المعلمة عن فرشتها لتنام عليها " شاهده " وتحولت هى لمشاركة صديقتها اللدود
" أم الخير " فرشتها ، "روزا" بحكم خبرتها العلميه ادركت الحاجة الماسه ل"شاهده" فى
زيارة طبيب متخصص لوضعها تحت المراقبة والرعايه إستناداً على حالتها الصحيه الضعيفة
ولهذا عملت بإلحاح فى شرح حالة "شاهده" لإدارة السجن بواسطة طبيبة الوحده الصحية
والتى كثيراً ما استعانت بخبرات "روزا"، مما أسفر عن نجاحها فى إتاحة الفرص ل "شاهده"
و "سميره" عيادة المستشفى العام بالمدينه مما مكن الخالة "خديجه" من لقاء " شاهده" والإطمئنان
عليها بعض الشئ وإن كانت لقياهن تتم تحت حراسة سجان السجن الرافق للعيادة .
- تقدس إسمك فى الأعالى ...
صلوات " إنجلينا" فى تلاواتها وهى تتمتم بها فى ثبات ووجل شاخصة نحو السماء المتسابقة سحبها
وبين كل حين تطلق إنفجارات التصادم المرعدة المرعبة التى يسبقها ومض من البرق كما الالعاب النارية
تنير ظلامات الأفق .
...... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الظلام يسود أركان السجن المخيف ، الجو خانق والاعناق تشرئب بحثاً عن نسمة هواء
هدوء متوتر داخل عنابر السجينات ، الكل متوجس والأنفاس محبوسة بفعل البرق وما
يعقبه من إصطكاكات ورعود .
صرخة فجائية تدوى من داخل أحد عنابر السجينات ، إنها صرخة "شاهده" التى داهمتها
آلام الطلق .
الكل هرول نحو مرقدها .
- أسرعوا أمسكوها ماتعوق نفسها أو الجنين
صاحت " روزا" منادية على زميلاتها
- اجرى "ياروضه" يابتى أندهى للريسه تجى بسراع ، الظاهر البنيه ح تلد الليله
قالتها " أم الخير " وهى تضع رأس " شاهده" على حجرها وتحرك الفراغ بقطعة كرتون
علها تجلب بعض الهواء ل" شاهده" ، بينما عملت " أنجلينا"على مسح العرق عن وجه "شاهده"
بواسطة خمار ربطة رأسها الذى خلعته عقب تلاوة صلواتها ، وظلت" نجاة" ممسكة بأرجل "شاهده"
وتحادث " روزا "المنهمكة فى عمل مكمدات إسعاف بارده .
تحركت " إنجلينا" نحو كرتونة أغراضها وأخرجت أعقاب شموع بقايا طقس صلواتها ، ناولتها ل"سميرة"
لتوقدها علها تطرد رهبة هذا الظلام المخيف .
الكل فى حركه دائبه لعمل شئ عدا إدارة السجن فكأنما الأمر لآ يعنيها أو خارج دائرة إختصاصها .
- لازم نعمل حاجة تسعفها بالطريقه دى ممكن تموت ، لازم نتحرك
الثائرة "نجاة" تخاطب "روزا"
لم تنتظر إجابه ، إتجهت نحو باب العنبر تحمل طبق الوجبات وتعمل على الخبط المتكرر
على باب العنبر مصحوباً بصياحها وسبابها لإدارة السجن ويطال سبابها النظام الحاكم
فى كلمات ثوريه كأنما تخاطب مسيرة فهى لم تترك مناسبة إلآ ووجهت سبابها وإنتقاداتها
للنظام وفضح رموزه فى جراءة كانت سبباً فى الإتيان بها إلى هذا المكان.
الإستجابة تأتى من العنابر الأخرى من سجن النساء بالخبط على الأبواب بالأيادى والأطباق وبالأرجل على
الأرضيات والصراخ والصياح والشتم مما خلق نوع من الهرج إمتد صداه خارج أسوار السجن أجبرت
الإدارة على الخروج والعمل لإستكشاف الأمر .
" شاهده" تتلوى وتصرخ ألماً من حدة نوبات الطلق .
حرس السجن يطلق صفارات إنذار محذره .
....يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
السماء تقتح ابوابها عن نوافير المطر ، كأنما الطبيعة تشاطر الحظ العاثر لمزيد الضغط على "شاهده"
التى باتت تهذئ وتصرخ فى همهمة بمختلف الأحداث تحت تأثير الألم وضغوطات المخاض .
- البنية بكريه أصلو ولادة البكريه حاره ، كلنا ضقناها
"أم الخي " فى محاولة لتهدئة "شاهده"
- إيه ده ؟
- فى شنو ؟
- ما عايز أى شوشرة
- ما كان تتكلمو من النهار ، دى هسى مواعيد وظروف ولاده ؟
صوت الضابط النوبتجى قليل التجربة ، مخاطباً الجميع بالعنبر المعنى ، وهو يضرب على الباب بعقب
سوطه فى صلف كانما يطلب من "شاهده" تأجيل ميغاد مخاضها ، و بالمثل يلوم السماء على مثل هذا
الظرف فى ليلة نوبتجيته .
- يا سعادتك أنا ممكن أقوم باللازم
- أى لازم ؟
- ممكن أقوم بتوليدا لو لقيت عده
- دى مسئوليه ، هو أنا ناقصك إنت كمان ؟
- إنت ما خسران حاجه ، بس أدونى عده من الوحده الصحيه ومساعدة ممرضة العياده .
نقاش يدور بين "روزا" والشجاعة الواثقة من ذاتها بما أكتسبته من خبره ودراية واسعة فى مجال التمريض
والتوليد والضابط النوبتجى وسط انين وألم "شاهده" .
- كدى سعادتو نحن نديها الفرصه ،
- أقلو عندنا الممرضه المناوبه بالوحده ممكن توفر المعدات المطلوبه
الشاويش الخبير والذى أحس بما تعانيه "شاهده" وصدق حماسة وثقة "روزا" ، يخاطب الضايط المناوب .
- خلاص شوف هم عاوزين شنو ، وأنا بالمكتب لو إحتجت لى .
....يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
قال أنه سيكون بمكتبه ........
ولكنه لم يفعل لتعوده التلصص على عنابر السجينات فى ليال نوبتجيته
ومفاجأتهن وهن نيام بتسليط ضوء كشاف بطاريته على أجسادهن العاريه
بفعل الفقر والمتعريات بحثاً عن نسمة هواء داخل عنابر السجن العته
ففى تلذذ إعتاد هذا المعتوه مضاجعة من يشاء من السجينات بالقهر
بجلبهن لمكتبه وتحت تهديد تدبيج شهادات السلوك والحبس الإنفرادى فكم
عانت السجينات من سلوك هذا المنحرف ، مما خلق نوع من الإلفة والتضامن
بينهن .
السماء تنوح باكيه على بؤس وشقاء قدر القابعات خلف الجدران .
السماء تزمجر غضبه على فعل هذا المريض الإنتهازى الوحش المتوثب
لنهش أجساد السجينات العاريه .
يتبع ........................
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... من فصول دارفوريه (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
الحبيب بوعسل
منى سحائب ود خير علها تغسل دماء الظلم فى طباعنا
وبها يجرى دفق القبول بينناطهوراً نقيا، تخضر به
نبته ضاربة جذورها بالحياة فينا ، لننعم بما رزقناه
ثمرة محبة ووحده ..Quote: الدم و الدمع ينقلبان ضياءً ماجدا
يلون فضاءات الوطن و ليل غربائه.. |
ويصدح من هاتف فينا..
يتغنىQuote: فليدم هذا الدفق حميما، و لينتصر السلام في عيون
الجميع في الوطن.. و لتكن كما أنت نقي الروح.. |
دمت بود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... من فصول دارفوريه (Re: مدثر محمد عمر)
|
مدثر محمد عمر
سلامات أيها الرزين
سكوتك يا سيدى أجبر خاطر التأمل ، (إن كان سكوتاً عن رضاً).
وأثلج صدر "شاهده" بأن أيقظ :Quote: فينا الإنسانيه لتسليط
الضوء على كثيرٍ من المآسى التى لم يُحظى مكلوميها آذآن
تنصفهم |
وبه ( هذا السكوت) إنطلقت حناجرهم عاليه
أصواتها، تردد صداهاهدير أمواج تدك جدر الجلاد المرعوب الهشة.
السكوت تأمل ناسك فى ترقب لشمس الحريه .
لك يا سيدى من الود بمثل إحترامنا فضيلة السكوت إستحساناً .
stay well
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
Quote: أكواخ سيقان
شجيرات العشر وبقايا جوالات الكناف و الكرتون, مجتمع الحمالين وعربات الكارو و
الشحاتين و المتسولة وجامعى زبالة ومخلفات اهل المدينه , الأصوات المرتفعة الصياحات
المختلطة بنهيق الحمير و نباح الكلاب , أزيز القطارات و السيارات المارة بالطريق المحاذى
لمستعمرة هؤلاء المعاقين اجتماعيا بقايا الفضلات الأدمية و الحيوانية الممزوجة بأدخنة
الحريق, مجارى الصرف الصحى للمستشفى العامرةبأسراب و طنين البعوض و الضاجة
بنعيق الضفادع , دماء الشجارات المهدرة لأتفه الأسباب , مخلفات المدينة , مواء القطط
مطاردة للجرذان و مهاترات راكبى أسطح القطارات بكل بذاءات الألفاظ و الأفعال |
لكأني ممرت بهكذا حي
نفس الروائح والهمس الفاجر وشزر النظرات
سأعود هنا للتجوال لاحقاً وبيدي صباع سلسيون
ـــــــــــــــــــــــــــ
يا صديق جايين ولا أعرس أخليكم؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
ممدوح ابارو
ياشقيق بطعم الصداقة .. تحيات
ليس ترفاً السكنى بهذى كنتونات ، ولكنها نتيجة حتميه لإستعلاء الطبقات
التى تكتسب بهى منظرها من وجود تجمعات الخيش والكرتون ومقالب الزبالة
بأناس من ذات الشاكلة نفس الروائح والهمس الفاجر وشزر النظرات المتطلعة.
فيا صديق لك الشكر لتجوالك فى مثل هذه الأوساط للمعايشة وكسب المعارف .
______________________________
كان ما خايف البوره !!!!! أرجانا
كمية سلام لهبه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
من عادته مخاطبة حماره ....
بينهما العلاقة فى حميمية الأصدقاء ، لغة الخطاب فى صيغة الجمع ، " الكجم "
وحماره حالة من التوحد وإن لم تنقصها فورات السخط والغضب الغيور ، التلكؤ
فى السير ، كأن تبطئ حركته الأحمال الزائده ، أو المرور على مخلقات أنثوية
تحول عصاة "الكجم" الغليظة دونها و إطلاق العنان والإفصاح عن مكبوت الرغبة
السافر فيأتى الإشباع ليس بأكثر من إستنشاق خاطف لا يفسده التلكؤ والذى يكاد
فى كثير أحيان التحول لحالة من التمرد والعصيان يعبر عنهما بالهمهمة الشجية
والضرب بالقوائم الخلفية والتى كثيراً ما أدماها حديد عربة الكارو الحاد غير
آبه بالعصاة الملوحة فوق رأسه ، حتى الإنفلات فى نهيق محتج .
أحد ضحايا الفروق الإجتماعية "الكجم" لا ماض ولا تأريخ ، فهنا لا أحد ينبش وراء
آخر ، الشرعية عندهم الحضور والتواجد ، أمّى كغيره ، فى حضر الحياة خبرته كمرفة
التربال فى سلالم الموسيقى وإن أهدته الحياة هبة زائده فى القبح والدمامة اللتان
صغلهما بخشونة المظهر .
تعود مع كل صباح حمل الحاجة "خديجة" على ظهر كارو حماره لمكان عملها بالسوق
والمرابطة عندها فى أوقات فراغه من توصيل طلبات الزبائن ، ومنه مرواحها العكسي
عند الغروب ، مما وطد العلاقة وخلق إلفة بينه والعجوز المعاقة لما أظهره هذا المخلوق
الخشن المظهر من مروؤة ونعومة دواخل حتى صارت الحاجة "خديجة" تصطحبه فى زياراتها
المتكرره لسجن "شاهده"بل وأصبحت كثيراً ما ترسل معه طلبات وإحتياجات السجينة .
........... يتبع .......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
| Quote: وللحكاية بقية ....... |
ونحن في الويتنق
فاضلابي يتفضلن فيك كلاب لهب قول آمين
Quote: أها بعد أبارو واحد بقيتو اتنين
تباروا بالحراز
دوحة كلم اخوك ده قبل مايرد ينتظر ردك تنتظر فى القيالة قول آمين انت وين ماوعدتنى بي عمل يعجبنى تعجبك واحدة مجنونة.
أسامة معليش الكلام ده جابو ليك أخوك يخوخ ضرسك والضرس اللى جنبو |
وأنا عند وعدي بس خليني أنفك من موضوع العرس ده وبجيك
يعرس ركبيك إنت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
أحدهم هو ...
من سكان مستعمرات الفقر الكرتونية المتشطرة بفعل ملاحقة زحف
غابات الإستثمارالعمرانى الإستيطانى الأسمنتية والتى تكاد تحجب ضوء
الشمس عن اهل طبقة القاع المسقطين من جداول الإحصاء الخططى .
اناس حمل زائد على مؤشرات التنمية وحاجز التفاعل ..
ليسو بالبلهاء جدا ، ولا هم بالأذكياء ، لا يتصقون بالفضيلة ولا
المدنسين والغارقين فى الرذيلة ، يعيشون فى قاعهم هذا ، يغوصون
فى أميتهم وتوترهم وإنبساطهم لا يسألون عن حقوق و لا يعترضون آلات
الإزالة الحكومية لعششهم فكثير ردة فعلهم لملمة أطرافهم ونفرة
إعادة ما حطمته آلات قانون التنظيم الغير معنى بهم . يتمسكون بنفس
المستوى المعيشى وذات المهن المتوارثة فى صبر وقناعة ، يسايرون
الحياة بادنى جلبة معايير البقاء أحياء وفق الناموس الدارج فيهم
والمتحكم فى مسار حياتهم .
من بينهم خرج ..
" الكجم " وجد حياته مشدودة لقطب لا يستطيع ولم يحاول الإفلات عن مداره .
قاموس تشاطره الجميع وصار من معانى الحرية وشرف الإنتماء .
يتـــــــــــــبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
رحله من مشاها لا يعلم ما تخبئه الاقدار فى مستقبله , الضياع هو ما يتربص سالكها , فلا زالت صورة الموت والدمار تحرك شريطها أمام أعينها فى تساؤل كيف نجت هى من الموت ؟
وكيف يكون الحال وهى اصبحت أمام مسؤليه مولود لا تدرى من يكون ابوه ؟
أحست بالظلم ... ولكن هذا الظلم الصارخ يبعث من خلال الأحزان والدموع شعلة إرادة تتوق الإنطلاق لمحو الذل وترد المظالم وتعيد حقاً مسلوب , ولكن هيهات أن يسترد ما سُلب منها , فقد سُيبت الاهل والديار والحياة ... سلبوها ما لايمكن إسترداده .. سلبوها عُذريتها , طهارتها , نقاءها ... إغتصبوها بل تناوبوها الإغتصاب امام أعين حبيبها المضرج بدمائه وروحه تنازع البقاء والمغادره ...
الاصوات تأتيها من خلف جدارات إغماءات أوجاع الطلق وغشاوة الإفاقه فتحس السقوط فى هوة لا غرار لها فى إنحدار رأسى فيه ما فيه من إرتضام جمجمتها بجدارات هذه الهوة السحيقه لما يصوره لها الإحساس بالصداع الذى ينتابها ويرسل جسدها الهزيل فى إهتزازات عنيفه تموت تحت أيادى المحيطين بهاممن يستميتون فى الإمساك بأطرافها .
صراخ أعقبته أنة وغياب عن الوعى عجز عقلها عن حسابه وقته بعد أن إنتشلتها صرخات الصغير وزغاريد أم " الخير " والوجوه الطيبة ، والأيادى الحنونة حولها .
- إنها بنيه شبه القمره
- حمد الله على السلامه ...عاد يا " شاهده " يا بتى شبهك وبت بطنك ..
زغاريد هذه المرأة المحبه للحياة لم تخلو من شجن تعكسه دفقات من الحنيه والطيبه تعكسه " ام الخير "التى تغدق على الكل دون من ولا إنتظار مقابل ..
- اشربى يا " شاهده " يا بتى
باسطه يدها المعطاءة بإناء مشروب هو عصارة خبرتها وتدبيرها .. فقد درجت على إدخاربعض الخبز رغم الجوع ونقص الوجبات عن طريق علاقاتها بمطبخ السجن حيث درج عماله على مدها بالخبز الجاف وبعض الخميره التى تعالج بها عصارة الخبز المطحون بالماء وتعمل على تصفيته , وكم من مره دار النقاش بينها و " نجاة " حول حرمة فعلتها هذه إلا أنها لا تأبه لفلسفات الحرام والمكروه وتكتفى بوعود منقوضه ..
- ده شنو يا " ام الخير " حرام عليك نحن ما قلنا بلاش مريسه ؟ " نجاة " توجه حديثها ل " أم الخير " فى لهجه لا تخلو من التوسل والحب الذى هو روح العلاقه بين الكل
- يا بت يا متعلمه إنتى نحن شربناها عمداً ؟ دى كرامه نحن شربناها فى كرامة وسلامة بتنا " شاهده " .
وتعج الجموع بالضحك على تبريرات " ام الخير " وفتواها ، مع قناعة حوجة الحبلى الغذاء ..
يتــــــــــــــــــــــــــــبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: اْسامة اْباّرو)
|
أسامة، أيها الصديق الماجد..
أعذرني فقد برح بي الغياب و التراكض و الكتب و المعامل.. أخذتني جميعا من هذا المكان
غصبا.. أقصتني عن هذه الـ"الشاهدة" و ذا السرد الحميم الذي يخرج من فجاج الوطن إلى
قلوب ابنائه..
ثم جاء العيد سعيدا و "بخيتا" برغم جراحات الوطن علّه يأسوها و يهدهد قلوب الصغار و
يفرد حضنا حانيا لكل شاهدة في بلادنا.. و هأنذا أبثك التهاني أجملها و التمنيات أصدقها
و الوداد خالدا حد الابد..
بوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: " شاهده " تحكى .... شلال الدم والدمع .... قصه من فصول دارفوريه (Re: ahmed haneen)
|
Quote: يا اسامة
متابعنك...
واصل |
أهلاً ... أحمد حنين
ودى موصولاً كما( شاهده) تسترسل فى حكى مشهد فى حياة
نعم ... ربما التقصير صاحبنا فى تقل صورة طبق الأصل
حيث القلم يختزل الحقائق ويعجز عن تجسيد المشاهد ، ولكنا
فى محاولة لإحقاق الحق سوف لا نألو الجهد فى إيصال الأمانة
وتيليغ الرسالة ..
لك شكرى وأنت تلتقط الشعلة هاتفاً بها علواً .
أشكرك على حثى بالواجب
لك الود والعرفان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابوعسل السيد احمد
عثمان عبدالقادر
مدثر محمد عمر
ممدوح أبارو
عبدالعزيز الفاضلابى
عمر دفع الله
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست