كانت أجسادنا تتكتل فى المضائق ..وتتناثر فى المواسع بآلية منظمة ..
يصعد جسدنا الموحد فى السيور الكهربائية و ينزلق نازلا بطعم ملح موحد..
نحمل حقائب ثقيلة تكاد محنوياتها تتوحد أيضا، فكلنا يمتلك بطاقة التأمين وبطاقة اثبات الشخصية ونوتة صغيرة للتلفونات الهامة ..وبعض الاشياء التى تتشبث بنا ..فلا تتركنا وحالنا وتتكدس فى حقائبنا، وبالطبع تذكرة الدخول لهذا النفق ..
النفق يبتلعنا كل صباح ويلفظنا فى آخر الليل ...
ينام المخمورون منا فى مقاعده الخشبية وتتدلى أطرافهم فى اهمال ..
يقف الشحاذون فى نقاط هامة وينتظرون بصبر يكفى نزول المطر فى صحراء الربع الخالى ..
بنظرة واثقة وثاقبة تنفذ الى جميعنا ..كما الشمس من الثقوب...
ورجال حفظ أمننا النشطون يمارسون أتهامهم الصامت لنا ويرسلون الشفرات عبر رؤوسنا
المتراصة كما تتراص الحيتان على شاطىء كسول..
والموسيقيون منا يحصدون عملات نقدية زهيدة فى قبعاتهم ثمنا لقيمة أسعادنا العابر ونحن نشق عباب اليوم، والناصحون منا يلقون بوصاياهم لنا ويبذلون تجاربهم وحكاياتهم على أرصفة القطار، والمراهقون منا يمارسون شقاراتهم السرية البائسة وكأن وجودنا المكثف ذاك لم يكن، والعجزة والاطفال منا يتكئون على أذرعنا فيؤجلون سعارنا فى التوحد مع هذا الزحام المؤدلج..
يبتلعنا فى الصباح ويلفظنا هذا النفق فى آخر ساعات الليل... نمضى متعبين الى بيوتنا ..ويحتفظ النفق لنا بذكرى حضورنا اليومى .
اشياؤنا كانت متناثرة فى أرضيته المحايدة، محايدة لأنها لا تحبنا ولا تكرهنا ونحن أيضا محايدون.
اشياؤنا: صحف لم نكمل قراءتها، مناديل ورقية متطايرة، أكياس السندوتشات التى لم نفلح فى القائها فى صناديق القمامة، تذاكر فاقدة لأهليتها، رسائل حب صغيرة ,ارقام تلفونات ضلت طريقها الى يد المعشوق، ...شمسيات خرجت من دورنا علنا سهونا عن حالة الطقس بعد أن ابتلعنا ظلام النفق وعبقه،
وأهم ذكرانا التى يحتفظ لنا بها هى روائحنا ...رائحة الحياة وهى تختلط بالوقت والاشارات الملونة والزحام، رائحة اسماك صغيرة فى بحر الزمن.
Quote: يبتلعنا فى الصباح ويلفظنا هذا النفق فى آخر ساعات الليل... نمضى متعبين الى بيوتنا .. ويحتفظ النفق لنا بذكرى حضورنا اليومى .
الحاجة الغريبة يا تماضــر: وبفرق منك حبتين إنو أنوار النفق الجوانية مع شوية الضلام الفيهو بتساعد الواحد على إنو يعد ( الخطرات ) بتاعات العربات القدامو .. ( ونمـر ) العربات.. أوعــه تكوني ما قاعده ( تعدي ) ( الخطرات ) ( ونمر ) اللوحــات ..؟؟ غايتو أنا أهم حاجة عندي لما يبلعني النفق ده .. وأطلع منو بطلع عادي الخطرات ... وحافظ كم نمره كدا .. حاولي عدي .. ( عددان ) المظلوم دائما مستجــاب . خاصة لما يكون داخــل نفق مظلم.. تصوير التفاصيل الدقيقة ... حلو جدا خاصة البتكون جايطه للواحد في راســو .. كويس إنك حليتيني من مسالة النفق ده لانو عامل لي هاجس يومي .. الطلعه والمرقه.. كدا كويس يا تماضر ..
08-31-2007, 04:20 PM
omar altom
omar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921
لابد - في اي مترو - من وجود حبيبين ضائعين......وخريطة لقاع المدينة .......ينزلون في المحطة الخطأ....وتبدا رحلة من القبلات بين ال إن باوند....والآوت باوند.....الجميل في الامر ان تزكرة مترو (واحدة) ....تكفيهم للبقاء تحت الارض.....لآخر محبة.
تسلمي ياجميلة
08-31-2007, 08:06 PM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
حراك الشارع ونبض اليوم ..هما أتنان من همومى الازلية ، كثيرا ما حلمت بالامساك بهما مضرجتين بدماء اللحظة ..وبخار المكان .. وما هما الا بسراب ..يهيم بسببهما معظم الهائمين فى وعر هذه العنقاء المسماة بالفنون ...
فشكرا على ضبطك لى أرتكب معصيتهما المستحيلة ...وشكرا لعبورك الأغر.
08-31-2007, 08:12 PM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
أنا لو أخرجت مسرحية قريب ده حتكون ..اسمها "ادب الزحام" ...الناس يأتون أفواجا للمكان ..يرتحلون عبره الى أمكنة أكثر متسعا لأشيائهم ..وينقلبون الى بيوتهم وهم منهكون ...نحن أبناء الزحام ..لو كان لنا نفق مثل الذى عبرت عنه سالفا أو فى حواشة أو مظاهرة أو بيت عرس .كلها قريبة الى "قلمى" وعندما تجتمع الكلمة والتوجه فى الامكنة .أطرب كثيرا..كيف أعبر لك عن ما أحب...؟
قبل قليل لفظـــنى مـترو دى سى..قـلت أشوف الليلة الناس كاتبة شـنو..لفت نظرى العـنوان ... باريت الأ سـماك وإذا بى فى المـترو .. تانى ...... دا حب إستطلاع شـنو البودينى للمـترو يوم الجمعة وكمان معاها عطلة.... الله يجازيك ... أهو رغم إنو ما معاى سودوكو ركبت حتى محطة المترو أقصد البوست الأخـيرة... وبصـراحة دا مترو ـ بوسـت لطييييف... عشان كل الناس الفيهو ديل أنا بشوفهم وهم لا...
يســلم قلمـك
09-01-2007, 01:03 AM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
من الذى يريد ان يحول الافراد الى قطيع متشابه ومتطابق؟ هذا النظام المحكم فى القطارات والانفاق والارصفة والشوارع وتخطيط المدن وتمدين الخطط وتقسيم العمل والمكاتب وفسحة الغداء ووماكدونالد وجداول السفر والبصات ومواقف السيارات وواشارات المرور وزحمة الشارع حين تلفظ المكاتب سكانها المؤقتين، كل هذا النظام والصرامة لماذا؟ ولمصلحة من؟ الاقتصاد السياسى لمدن القرن الواحد والعشرين؟ أم طفل يلهو بلعبة الميكانو؟ ولن اتصور ماذ سوف يحدث لو قام هذا الطفل بهدم ما يبنى ويخطط كل صباح؟ سوف تلفظ المكاتب بشرها وورقها وكمبيوتراتها واقلامها وموكيتها وتكييفها المركزى جدآ ولمبات نيونها البيضاء جدآ ومبردات مياهها وكراسيها ذوات العجلات ووكرفتتات مدرائها واسكيرتات سكرتيراتها ومكنات بيع قهوتها وباردها وارقام ابوابها السرية وغفرائها وزبائنها المهاجرين واللا مهاجرين واجهزة انذار حرائقها وابوابها الدوارة ببوشها وبولها push, pull ااه تعبت تعبت القى حروف زى حروفك العجيبة وكتابتك الخطرة. خطرة بالفعل لأنها تبعث على التفكير والضحك الذكى. شاهدت مرة ديفيد ليترمان يستضيف ال فرانكين الكاتب الساخر الذى كان مرشحآ لمجلس النواب. اول شئ قاله فرانكين حين قدمه ليترمان كان: ( ديفيد انت رجل تجعل الناس يضحكون بمرحك. ولكنه مرح المهرج clown. أما أنا فإننى اجعل الناس يضحكون وفى الوقت نفسه يفكرون. ذلك أننى كاتب ساخر satirist) الله يحفظك ايتها المعتوهة!
09-01-2007, 12:40 PM
انور الطيب
انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
طماطم وأنا لافي في شارع مافي.... ومترو فاضي تحت الأرض.... عاينت لقيتك إنت الفي ما ومن الذي أثار فيك كل هذه الشجون... بعد كل هذا البيادالشتوي... أهو جنون اللحظة... عند حافري الكلمات...أم هو هذيان العبقرية.. نقرأ وننتشي ياالبنت الحديقة سلام مربع كما تقول شيري د.متوكل ممود
09-01-2007, 08:01 PM
معتصم الطاهر
معتصم الطاهر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3995
تماضر شارع المطار الساعه 4 ونص ضهركيف و الا اقول ليك شارع المك نمر من الساعه 11 و انتى ماشه
نتشارك الزهج العام و حفر الطريق اشياؤنا هموم لا حلول لها نحلم بأن نكون منشنين مهره فنودعها صناديق القمامه هى نسيت لا توجد لنا مثل هذه الصناديق فى السودان فنودعها مصارين المغسه..
شوق بلا حدود لك و لمسرح لن تكتشف بعد سنه ان مخرجه كان جبهه فى ذى ديمقراطى فيصيبك الغثيان و تكفر بالناس
------------------------ اها نفق العفراء فى السكه ...!!!!
09-02-2007, 04:08 PM
عزيز عيسى
عزيز عيسى
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 1459
بدون مجاملة إنت وأبوجهينة ومنصور المفتاح وسلمى الشيخ وغادة عبدالعزيز خالد وآخرون لم تسعفني الذاكرة بإستحضار أسمائهم تكتبون حلو الكلام السلس والمختصر المهضوم الذي يمكن أن يتذوقه القاريء بكل سهولة. يا ريت الناس تكتب مثلكم.
سعدت بقراءة سطور ما خطه قلمك الراقي من حروف رائعة. لك مني تحية تقدير وإعجاب.
09-02-2007, 04:51 PM
Raja
Raja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054
بختك ياتماضر نفق العفراء سنة2009 يعنى تانى ماعليك بس تركبى من هناك من قبل سوق الجمعه فى اركويت سندوشتين تلاته وكفتيرت شاى تلقى نفسك مرقتى فى washington . DC وتكونى ضربتى عصفورين بى فد 1000 دولار بعدين قطرنا داك القطر مو قطرنا ونحنا اسيادو جدعى الورق على كيفك شفتى الحرية الما خمج . البسعلك منو ؟ لك التحية
09-03-2007, 02:55 PM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
Quote: تعبت القى حروف زى حروفك العجيبة وكتابتك الخطرة. خطرة بالفعل لأنها تبعث على التفكير والضحك الذكى. شاهدت مرة ديفيد ليترمان يستضيف ال فرانكين الكاتب الساخر الذى كان مرشحآ لمجلس النواب. اول شئ قاله فرانكين حين قدمه ليترمان كان: ( ديفيد انت رجل تجعل الناس يضحكون بمرحك. ولكنه مرح المهرج clown. أما أنا فإننى اجعل الناس يضحكون وفى الوقت نفسه يفكرون. ذلك أننى كاتب ساخر satirist) الله يحفظك ايتها المعتوهة!
عادل عثمان ...
دائما تعتقد اننى "معتوهة" بهذا المعنى الصديق ...ودائما اعتبرك احد الاصدقاء الخاصين ..الذين تجلبهم الى مساراتى "الكتابة" ...فأنا ممتنة لكتابتى أن أوجدتك فى هذه المسارات ...
الله يولى من يصلح (ههههه) .....
09-03-2007, 03:03 PM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
تتباعد الخطى وتلتحم , منطلقة من المترو واليه و لا اعرف هل انا مبعدة ام انا اقترب هذا الوجه رغم تميزه اراه كل يوم , ملامح بيضاء سوداء شقراء واخرى لا اعرف لها تصنيفا تجلس قبالتي كل يوم وجوها اكثر اهتراء , لا ادري هل هي مرارة الحياه ام حرارة الشمس تلتصق بوجوه هؤلاء النسوة المنكوبات قبالتي وجوها اقل غرابه , هي وجوه اطفالهن , كانما تحتمي بالتصاقها من رطوبة الجو وعفن العرق ينام الطفل من هؤلاء ملء جفنيه غير مباليا بلعابه الذي اخذ يسيل من زاوية فمه , مؤكدا على طفولته , وعلى قسوة النفق يتوقف المترو محدثا ضجة هائله , معلنا بها نهاية رحلتي اغادر النفق على عجل كانما لن اعود اليه غدا لاجدني في شارع مافي , ولحسن حظي , اجدكي انتي , في ,,
عمتي (تماضورا), ما اغربه هذا النفق , ترتادينه من بلاد , وارتاده من اخرى اكثر بعدا , واذ به يجمعنا في شارع واحد , رغم كونه مافي !! لو اني اعرفه سينتهي بي لديكي لاختنقت بداخله كما الاطفال الصغار (دونما ان يسيل لعابي) !!
Quote: اشياؤنا كانت متناثرة فى أرضيته المحايدة، محايدة لأنها لا تحبنا ولا تكرهنا ونحن أيضا محايدون.
اشياؤنا: صحف لم نكمل قراءتها، مناديل ورقية متطايرة، أكياس السندوتشات التى لم نفلح فى القائها فى صناديق القمامة، تذاكر فاقدة لأهليتها، رسائل حب صغيرة ,ارقام تلفونات ضلت طريقها الى يد المعشوق، ...شمسيات خرجت من دورنا علنا سهونا عن حالة الطقس بعد أن ابتلعنا ظلام النفق وعبقه،
ودائمآ تماضر فى القلب بدون حياد
ودى
09-09-2007, 09:07 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
Quote: ينام الطفل من هؤلاء ملء جفنيه غير مباليا بلعابه الذي اخذ يسيل من زاوية فمه , مؤكدا على طفولته , وعلى قسوة النفق
الله الله ياد. نبراس {كلام تتمنى أن تكتبه} فيسبقك إليه اخر اكثر شباباً غايتو والله يا {تماضر} لو عاقلة ترفعي الراية البيضاء و{إحتياطياً} كُل الرايات وأنا أرحب بنبراس واتساءل {مشروعياً} عن ماذا ستضيف لتلك القبيلة {فتقهمني} بـ
Quote: ينام الطفل من هؤلاء ملء جفنيه غير مباليا بلعابه الذي اخذ يسيل من زاوية فمه , مؤكدا على طفولته , وعلى قسوة النفق
09-09-2007, 09:33 PM
محمدين محمد اسحق
محمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813
Quote: تتباعد الخطى وتلتحم , منطلقة من المترو واليه و لا اعرف هل انا مبعدة ام انا اقترب هذا الوجه رغم تميزه اراه كل يوم , ملامح بيضاء سوداء شقراء واخرى لا اعرف لها تصنيفا تجلس قبالتي كل يوم وجوها اكثر اهتراء , لا ادري هل هي مرارة الحياه ام حرارة الشمس تلتصق بوجوه هؤلاء النسوة المنكوبات قبالتي وجوها اقل غرابه , هي وجوه اطفالهن , كانما تحتمي بالتصاقها من رطوبة الجو وعفن العرق ينام الطفل من هؤلاء ملء جفنيه غير مباليا بلعابه الذي اخذ يسيل من زاوية فمه , مؤكدا على طفولته , وعلى قسوة النفق يتوقف المترو محدثا ضجة هائله , معلنا بها نهاية رحلتي اغادر النفق على عجل كانما لن اعود اليه غدا لاجدني في شارع مافي , ولحسن حظي , اجدكي انتي , في ,,
نبراس
ما عندك مخرج ما عندك ..
حسك جميل ..وما عندك مخرج أفكارك مرتبة ما عندك مخرج كتابتك ساحرة وعفوية وما عندك مخرج .. ولا خيار ...
جدك شيخ الدين ..العلامة صاحب الفكر والفقه والكتب .. صاحب الدعابة الجميلة والقلب الكبير لابد أن تعثر قدمك على حرف ما... لا بد أن تتراءى لك رؤى ما .. لابد أن يختلج فيك شعر ما ..او قصة ما أو نثر ما.. كل مافى الامر أننى لم أكن فى كامل استعدادى لهذه الرصانة وهذه الطلاوة ... فاعذرينى يا حبيبتى الصغيرة اذ أحببتك أكثر واذ سعدت بك أكثر . .ودعينى أرحب بك أكثر .. .وان فرقتنا الخطى فى الدروب فليجمعنا هذا النفق...
وان باعدت بيننا المسافات فى التراب ...فلتتقارب بيننا المسارات فى هذا السراب فلك انحنائى وتقديرتى وقبلاتى ..يا صغيرتنا التى كبرت ...فى عودها ...وفى قلوبنا
09-10-2007, 00:09 AM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
سلامات وعوافي جئت ابحث بين اسماكك الصغيرة يا تماضر .. هذا النضج الملحوظ الذي تتنفسه كتاباتك واحدة تلو الاخرى .. تخرجين من تلابيب التقليد الي براح البوح البريئ ..كتابة اشبه بالونسة الطاعمة .. الكلمات عندك مطهرة بعفويتها ولحظة ميلادها الشريف .. تخرج مندهشة بحياتها وعنفوانها .. تفاصيل اليوم عندك والانسان يتحول من كينونته البشرية الي آلة وقودها الصبر والمناظر الاليفة وما حفظته الذاكرة من احلام ..اصدق اللحظات التي تعشيها النفس البشرية "هي لحظة تمردها علي العادة والمالوف" .. تخرج عارية بيد انها مستورة بنبلها وصدقها وبرائتها.. اشكرك شديدا شديدا يا طمطم .. تخريمة:- في الثمانينات كانت هناك صحيفة رياضية اما كورة او الشبكة او واحدة غيرم .. غطت رحلة الهلال الي مدينة الدويم ..ساعتذاك كان جعفر عبدالرازق"جارينيشيا" نجم النجوم ولا صوت يعلو فوق صوت موسيقاه المبهرة ..اها المباراة شهدت تالق نجم من هلال الدويم فخرجت الصحيفة الرياضية اليوم التالي للمباراة بمانشيت عريض مكتوب فيه:- جئنا لنشاهد جارنيشيا فادهشنا كريشنقا .. كناية عن تالق كريشنقا في تلك المباراة اها انا جيت افتش اسماكك الصغيرة فوجدت حوتة كبيرة بينها اي والله
Quote: تتباعد الخطى وتلتحم , منطلقة من المترو واليه و لا اعرف هل انا مبعدة ام انا اقترب هذا الوجه رغم تميزه اراه كل يوم , ملامح بيضاء سوداء شقراء واخرى لا اعرف لها تصنيفا تجلس قبالتي كل يوم وجوها اكثر اهتراء , لا ادري هل هي مرارة الحياه ام حرارة الشمس تلتصق بوجوه هؤلاء النسوة المنكوبات قبالتي وجوها اقل غرابه , هي وجوه اطفالهن , كانما تحتمي بالتصاقها من رطوبة الجو وعفن العرق ينام الطفل من هؤلاء ملء جفنيه غير مباليا بلعابه الذي اخذ يسيل من زاوية فمه , مؤكدا على طفولته , وعلى قسوة النفق يتوقف المترو محدثا ضجة هائله , معلنا بها نهاية رحلتي اغادر النفق على عجل كانما لن اعود اليه غدا لاجدني في شارع مافي , ولحسن حظي , اجدكي انتي , في ,,
عمتي (تماضورا), ما اغربه هذا النفق , ترتادينه من بلاد , وارتاده من اخرى اكثر بعدا , واذ به يجمعنا في شارع واحد , رغم كونه مافي !! لو اني اعرفه سينتهي بي لديكي لاختنقت بداخله كما الاطفال الصغار (دونما ان يسيل لعابي) !!
Quote: هذا النضج الملحوظ الذي تتنفسه كتاباتك واحدة تلو الاخرى .. تخرجين من تلابيب التقليد الي براح البوح البريئ ..كتابة اشبه بالونسة الطاعمة .. الكلمات عندك مطهرة بعفويتها ولحظة ميلادها الشريف .. تخرج مندهشة بحياتها وعنفوانها .. تفاصيل اليوم عندك والانسان يتحول من كينونته البشرية الي آلة وقودها الصبر والمناظر الاليفة وما حفظته الذاكرة من احلام ..اصدق اللحظات التي تعشيها النفس البشرية "هي لحظة تمردها علي العادة والمالوف" .. تخرج عارية بيد انها مستورة بنبلها وصدقها وبرائتها.. اشكرك شديدا شديدا يا طمطم
ودى يا ربى أنا أعلقها وين؟ فى صدر الشمس أم فى عنق القمر؟؟
شكرا ودودا لك يا رملية على هذا النقد المفرح...
أما كريشنقا ده ...فخليه ساى...
09-10-2007, 03:17 AM
Abomihyar
Abomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405
والله التسميات دى من أصعب الحاجات للنصوص ..وانا بفتكر انه النفق "ادق" من حكاية الاسماك دى خصوصا اذا اتفرع النص زى ما بدا يتفرع لى فى راسى ...حتى لو الزول مرق من النفق ...برضو تلقاه "نفق"...عموما شكرا على ملاحظاتك الدقيقة ...
اما مسألة
Quote: الموسيقيين منهم مش كده??
فأنا بفتكر منا أقرب للحقيقة لأن الضمير "نحن" ده هو محور النص ..وكوننا كلنا "اسماك صغيرة فى بحر الزمن دى هى لازمة النص الاساسية البتقودو للمنتهيات دى ...لو ما اتفقت معاى فى دى برضو مكسب ...نحن عندنا اختلاف سابق لى حسة واجعنى ... تتذكر؟؟؟
09-11-2007, 01:24 AM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
هذه الأسماك سبحت في ماء عيني ... _________________
Quote: الاشارات الملونة فى نفق المترو..
Quote: يصعد جسدنا الموحد فى السيور الكهربائية و ينزلق نازلا بطعم ملح موحد..
Quote: النفق يبتلعنا كل صباح ويلفظنا فى آخر الليل ...
Quote: ينام المخمورون منا فى مقاعده الخشبية وتتدلى أطرافهم فى اهمال ..
Quote: يقف الشحاذون فى نقاط هامة وينتظرون بصبر يكفى نزول المطر فى صحراء ..
Quote: نمضى متعبين الى بيوتنا ..ويحتفظ النفق لنا بذكرى حضورنا اليومى .
Quote: يبتلعنا فى الصباح ويلفظنا هذا النفق فى آخر ساعات الليل...
ذكرتني هذه الكتابة المكتوبة بلغة سينمائية رفيعة بفيلم ل(رون فريكي) فيلم (بركهBARAKA) من اقوي وأجمل مارأيت في السينما ،ديكومينتري ، وهو فيلم بركة، ليست المقاطع بعينها لا المترو ولا الرزحام والجري والنفق والليل والشحادين ، بل روح الحياة العصرية الضاغطة ومحايدة ، والزمن؟ الزمن والطريقة والاشياء الصغيرة الضائعة في زحمة التفاصيل وطابع اليوم وبحر الزمن ، بحر الحياة .فهاك ياتماضر بعض من كابشن الفيلم ، لكأنه المشروع السينمائي الموازي لهذه الكتابة الهادئة العميقة الجاذبة للتأملات ... فهاك ...
_______________
Quote: وأهم ذكرانا التى يحتفظ لنا بها هى روائحنا ...رائحة الحياة وهى تختلط بالوقت والاشارات الملونة والزحام، رائحة اسماك صغيرة فى بحر الزمن.
______________ طلتك ، وكتاباتك ياتوماضر ، تخلق في هذا الفضاء وجود لنا وهدهدة ، لي علي الأقل لي أنا، لوحدتي وتأملاتي ، كما انها (اسارات) بديعة في بحر الزمن ...
09-15-2007, 12:05 PM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
أنا مااااااا من سكان دى سى .مع انى زمان كنت "دليل سياحى" للأصحاب البجو امريكا جداد ..ده لمن كنت ساكنة فيها ....لكن بكلم ليك واحد معرفتنا ...هناك اسمو "جورجى بووووش" ....يرسل ليك الخريطة ...تمام؟؟
الواحد ما يكون انفايرومنتال environmental للدرجة دى (وهنا معناها ملحاح ..على غير عادتها)
وياااااا أبراهيم الجريفاوى ....
أريتنى لو كنت فى ورشة كتابة معاك فى "فصل واحد" ...عشان أنا أشوف افكارى تقوم ليها أجنحة ...وتطير ...
ياخى شكرا على هذا "الاثراء" ...اها دى من المرات الحقيقية البتكون فيها كلمة اثراء مطابقة للمعنى "الرايح طواااالى مننا ده"
لو شفت فيلمك ده زمان كنت سميت كتابتى "سواسيو صغيرة فى صبابة الزمن" .....
شكرا لك على الفيلم وعلى كل "الاسارات" المتخللة مداخلتك ...ولا أسكت الله لك "بوستا"...
لانى تابعت باقى بوستاتك وعرفت انك خلاق لا محالة
09-15-2007, 12:17 PM
mamkouna
mamkouna
تاريخ التسجيل: 12-05-2004
مجموع المشاركات: 2246
إتذكرت البوست دا لمن قريت خبر مفاده أن العلماء إكتشفوا أن إناث سمك السالمون ينجذبوا للذكور إثر رائحة معينة يطلقها الذكر. فقام العلماء بتركيب الرائحة - معملياً - حتى تقع إناث السالمون في شباك...الصيادين. الزيف و التصنع و الخداع يا تماضر طال الأسماك الصغيرة العايمة في بحر الزمن.
حاجة مؤسفة..مُش كدا!
09-15-2007, 12:33 PM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
Quote: الزيف و التصنع و الخداع يا تماضر طال الأسماك الصغيرة العايمة في بحر الزمن.
ونحن أصلو لمن نكون "اسماك صغيرة فى بحر الزمن" زى فيلم جريفاوى ده ..اخترنا -بدون مشورتنا طبعا -انه ننتمى "لمفرمة" التمدن ..و"خلاطة "التحضر" ..لانه الخيار التانى على حد تعبير الكاميرا "الزول الفى الحمار داكا" .. ...اها ضمن هذا الخيار يجب أن نقبل المولات والمحلات الكبرى لبيع المواد الغذائية والذى يتطلب تصنيع وتعليب وتبريد ...وحينها يلعب الاعلان دورا هاما فى عنصرى "العرض والطلب" وده البجيب "اجتذاب" و"اكتشاف" ومزيد من التقنيات ومزيد من الخيارات الما بشاورونا فيها .....
شوفى الزول الفى الحمار بى نعستو دى .... هو زاااتو عنده تطلعات تكنولوجية وأضاف للحمار "عربية" يجرها، مش قلت ليك المدنية هو خيارنا الما بشاورونا فيهو)
ماعارفة حاجة مؤسفة ولا لا ...لكنها حاجة تستدعى التأمل...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة