معقول نحن كدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2003, 10:23 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معقول نحن كدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    معاوية يس يكتب: عودة فيصل محمد صالح ومئوية الصحافة السودانية
    سودانيز اون لاين
    10/2 2:32am


    عودة فيصل محمد صالح ومئوية الصحافة السودانية. . .

    * صحف السودان أفضل قبل 50 عاماً و"الإنقاذ" لا تتحمل رأياً مستقلاً خارج ثوابت نظامها
    * صحافة تتفنن في السرقة الالكترونية وغالبيتها ليست له صلة بالمهنة سوى اسمها!
    * شهادة جهاد الخازن وعبد الباري عطوان: السودانيون يستحقون صحافةً بمستوى لندن..
    * الحكومة تحارب الصحافة الشريفة بسلاح الأمن الشامل وتُدني أصحاب الأقلام المنافقة


    * كتب معاوية حسن يس:


    عاد الى السودان أخيراً الصحافي فيصل محمد صالح، حيث سيعمل مراسلاً لصحيفة "الاتحاد" التي تصدرها "مؤسسة الامارات للإعلام" في أبو ظبي. وكان قد قضّى أشهراً عدة رئيساً لقسم الاخبار العربية والدولية في صحيفة "أخبار العرب" الظبيانية. وعمل قبل ذلك مديراً لتحرير صحيفة "الخرطوم" التي يرأس تحريرها الصحافي الشاعر فضل الله محمد. وهي مسيرة صحافية طويلة بدأها مع "الخرطوم" منذ بدء صدورها في العهد الديمقراطي الذي وأده انقلاب "ثورة الإنقاذ الوطني"، وتواصلت مع تجربة صدور الصحيفة من القاهرة، حيث كانت صوتاً للسودانيين في "فترة التهجير العظيم" التي شهدت نزف معظم الكفاءات والعقول السودانية، بل العنصر البشري السوداني من مختلف مشارب الحياة وتخصصاتها.
    وقد عاد فيصل مع "الخرطوم" الى السودان، بعدما أضحى صعباً على مالكيها - فضل الله والباقر أحمد عبد الله - الاستمرار في تحمل الأكلاف المالية لصدورها في القاهرة، من دون مردود إعلاني كاف، وبلا مساعدات تمويلية غير معيبة.
    لم يكن فيصل يحلم بشيء سوى البقاء في السودان الذي تاقت إليه نفسه بعد سنوات من الغربة. كان مقتنعاً بظروف السودان، وصامداً كما الصحيفة التي حلمت بالعودة الى بداية جديدة أقوى وسط قرائها وكتابها. غير أن ثمة من نجح في إغوائه بالهجرة الى الإمارات.
    ويُعد فيصل واحداً، يتسنم قلة تكاد تحصى على أصابع اليد، من أفضل "الصنايعية"، مهنة وموهبة صحافية، بين العاملين في الصحافة السودانية حالياً. بعد أن أكمل دراسته الثأنوية في السودان، التحق بجامعة الأزهر وتخرج فيها بمهارات جمة في اللغة العربية والعلوم الاجتماعية والإنسانية. وعاد الى السودان حيث التحق بجريدة "الصحافة" التي كان فضل الله محمد رئيساً لتحريرها حتى محوها من الوجود بعيد الانتفاضة على نظام الرئيس السابق جعفر نميري. وتهيأت له فرصة لدراسة الصحافة في بريطانيا في إطار منحة، فتفتحت مواهبه، ونمت ملكاته، وأضاف اللغة الانكليزية الى ذخيرته الصحافية. وعاد لمواصلة الرحلة التي نقلته الى القاهرة فالخرطوم فأبوظبي… فالخرطوم من جديد. مرحى وهنيئاً له. وهو بعد ذلك كله شاعر مجيد ضنين بنشر أشعاره. وكاتب رصين ليست له عداوات مع الآخرين.
    إن مشكلة الصحافة السودانية - بل العربية، حتى المهاجرة منها في لندن وباريس - تتمثل في قلة العناصر التي حباها الله الموهبة اللازمة لتفجير القدرات والطاقات، وتقديم صحافة نافعة وحقيقية. صحيح أن هناك، خصوصاً في بلادنا، عشرات وربما مئات الصحافيين، لكنهم يفتقرون الى تلك الموهبة، والى القدرة على تحويل الخبر أو التحقيق أو الواقعة الى مادة صحافية قادرة على استقطاب القارئ، واجتذاب اهتمامه، وتزويده معلوماتٍ حقيقيةً ومتكاملةً. موهبة فن استنباط العناوين، والذوق في نحت التعابير الجديدة، وحبك المواد بشكل مهني راقٍ. وهي جزئية، بل كلية، لا يعرف قدرها سوى العاملين في المهنة، خصوصاً اشياخها وأصحابها ومموليها. ولهذا تصدر حالياً في الخرطوم عشرات الصحف اليومية، لكنها ربما كانت أدنى مستوى بكثير مما كانته صاحبة الجلالة أوان السبعين أو نحو ذلك.
    صحف السودان اليوم مليئة بأخطاء مطبعية ونحوية مخجلة، وفرضٍ قسريٍّ لمبدأ تسيير الخطأ الشائع. أما شكلها الإخراجي فلم يتغشاه التطور بتاتاً. وإذا تحدثت عن مستوى الطباعة فهو محزن ومضحك.
    كانت الصحف في زمان ماضٍ أفضل حالاً بمراحل من صحف اليوم، على رغم أن محرريها كانوا قلة من العصاميين الذين لم يكتب لغالبيتهم حظ في التعليم النظامي العادي. وتكمن العلة أيضاً في انعدام الموهبة. إذ إن كليات الصحافة والمعاهد الإعلامية لا تقوم عادة بتفريخ صحافيين ناجحين. إلا إذا كان الخريج مسلحاً بموهبة حقيقية تكفل نجاحه في المهنة. وهي مشكلة يبدو أنها ليست وقفاً على السودان وحده، بل تشمل عموم العالم العربي، إذ يندر العثور راهناً على صحافي يجيد – مثلاً ـ فن الصحافة والترجمة في آن معاً. تجده إما محرراً جيداً لكنه لا يتقن الترجمة. وإما هو مترجم فحسب لا يجيد سوى النقل. تاركاً لصحافي آخر إعادة تحرير وتحويل المادة التي ترجمها لتصبح مادة صحافية جذابة.
    كما أن الصحافة السودانية تعاني راهناً من أمية مخجلة، خصوصاً في اللغة العربية، لا يفلت منها صحافيون كبار يعتبرون أنفسهم أساتيذ للمهنة في السودان الحالي. وهذه الملاحظة لا تنم عن تعالٍ، ولا تمثل توزيعاً جائراً للاتهامات. بل تجسدها رداءة اللغة الصحافية وركاكتها، وضعف ما يطالعه القارئ لكُتّاب الأعمدة والمقالات، سوى قلة منهم. وهي مشكلة تعزى، في جانب منها، الى تدني مستوى التعليم في البلاد منذ بضع عقود. غير أنها تعزى، في قدرها الأعظم، الى انتقاء ذوي الولاء لتكون لهم السلطة التحريرية على أهل الكفاءة. كما أن فتح التراخيص الصحافية لكل من توفر لديه مبلغ محدد من المال أدى الى قيام مؤسسات "التمويل الغامض"، وصحف "القبضايات" كما يقول اللبنانيون. يضاف الى ذلك استخدام السلطة سياسة العصا والجزرة، والترهيب والترغيب، في شراء ذمم الصحافيين والصحافيات، وتجنيدهم لتحبير الصفحات بأخبار قادة النظام ومحاسيبه ومفسديه. وهي جوانب يستحيل حدوثها في العهود الديمقراطية. ولعله قمين بالذكر أنه ما تعرض للإنتقاد من قبل الصحافة سياسي مثل رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي. لكنه لم يعمد قط الى مصادرة صحيفة، ولا إلى ممارسة الإقصاء عقاباً لمن خالفه الرأي، والإدناء جزاءً لمن أيدوه.
    وتصادف عودة الفيصل الى السودان مرور قرن على صدور أول صحيفة سودانية. ومن أعاجيب هذا الأوان أن صحف السودان قبل نصف قرن وربما أكثر من ذلك كانت أفضل مهنياً بكثير من صحفه الحالية التي يربو عددها على 20. ومما يؤسف له أن الصحافة المستقلة والحرة حقاً ازدهرت فناً مهنياً وثراء بالمواد المتنوعة وإحساساً بالمسؤولية في عهد الاستعمار أكثر من وضعها الراهن. ففي ذلك الزمان ازدهرت الصحافة الاقليمية، ممثلة في صحيفة "كردفان" التي أصدرها في مدينة الأبيض الأستاذ الراحل الفاتح النور. وصدرت صحيفتا "الأيام" و"الرأي العام". ولا أعتقد بأن صحف اليوم تطبع نسخاً تكفي للتوزيع في الأبيض أو بورتسودان وغيرهما من حواضر الأقاليم، دعك من أن تصدر في تلك البقاع.
    والقارئ السوداني معذور إذا تقبل الصحافة التي تصدر في بلاده اليوم بالشكل الذي تصدر به، إذ لم تتح له فرصة متابعة الصحف الأجنبية بانتظام معظم سنوات نظام الفريق عمر البشير، ليقارن ويفاضل ويتطلع الى صحافة أفضل. حتى الصحف المصرية التي كان وجودها ميسوراً في كل أكشاك بيع الصحف حوربت سنوات عدة، تبعاً لتذبذب العلاقة بين مصر ونظام الخرطوم. أما الصحف الأجنبية فقد انقطعت لأسباب كثيرة، أهمها توقف رحلات خطوط الطيران الأجنبية في مستهل الحظر والمقاطعة التي أملتها سياسات الحكومة على البلاد، وعدم رغبة عدد كبير من الصحف الأجنبية في التوزيع في السودان بسبب ضعف قيمة الجنيه-الدينار السوداني، وتخلف سياسات تحويل النقد الأجنبي وتقلبها. كما أن النظام نفسه كان ولا يزال سيئ الظن بتلك الإصدارات. ولا ننسى أيضاً أن الحكومة تخلت في مناسبة مشهودة عن اللغة الانجليزية وتدريسها. لذلك كله لم يكن بوسع القارئ السوداني أن يتابع – تمثيلاً وليس حصراً – "الشرق الأوسط" و"الحياة" و"القدس العربي" و"الأهرام" و"تايم" أو "لايف" ليقارن ويشكل ضغطاً على دور الصحف السودانية لترتقي الى مصاف الصحف الجيدة التي تفد من خارج البلاد.
    عاد فيصل حاملاً حلمه الدفين بأن تتهيأ ظروف تتيح إصدار صحيفة بالمواصفات المطلوبة التي تليق بعصر الانترنت، وتنهض لمواجهة تحدي القنوات الفضائية، وتستقطب قراء يحرصون على شرائها والاشتراك فيها الى درجة تجعل الصحيفة تعتبرهم من مموليها، الذين من حقهم عليها أن تتقن خدمتها وتغذي صفحاتها بما يرضي تطلعاتهم. وكل ذلك ميسور، لأن أبناء السودان من أرباب المهنة الحقيقيين منتشرون في أصقاع العالم، ولا يتمنون شيئاً سوى العودة للإسهام بخبراتهم ومواهبهم في رد الدين الى أبناء شعبهم. ولكن في ظل نظام الفريق البشير يستحيل أن تقوم صحافة حرة. ليس لأن النظام لن يتحملها، فهذه مفروغ منها، إذ لم يتحمل صحيفته الأثيرة "ألوان". ولكن لأن "حيتان" المهنة الكبار الذين أثروا من التطبيل والتدليس، والذين تفننوا في تقديم أغرب صحافة في العالم: تسرق من الطبعات الالكترونية على الانترنت لتدعي السبق، وتنقل برامج تلفازية يقدمها محرروها لتتبجح بتنوير الشعب، هؤلاء سيكونون أول شوكة في حلق أي صحيفة نظيفة وشريفة ومستقلة حقاً. أما زوار الليل والنهار من زبانية الأجهزة الأمنية فسيصبون عصارة "شطارتهم" في معاكسة مثل هذه الصحيفة، مع أن سلاح الصحافي قلمه فحسب، في حين أن سلاح النظام جهازُ أمن، وغرفُ تعذيبٍ، وسجونٌ وزنازينُ، وطلقاتٌ وجلادين، وإقصاءٌ وتهميشٌ، وإبعادٌ وعزلٌ سياسيٌّ، وتقطيشٌ للأرزاق.
    من لا يحلم بالعودة. لكن يداً واحدة وعشراً وعشرين وثلاثين لا تكفي وحدها للتصفيق على أنغام حلم الصحافة الجميلة التي يستحقها السودانيون حقاً، فهم شعب قارئ ومسيّس وأديب لا تمكن الاستهانة بفطنته. أذكر إذ كنت أعمل مخرجاً متفرغاً في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) نحو العام 1988، ومديراً لمكتب صحيفة "المدينة المنورة" السعودية الغراء، حين اتصل بي الزميل المخضرم الصحافي والإذاعي الفلسطيني المغترب ماهر عثمان رئيس القسم العربي في صحيفة "الحياة" ليبلغني بأن الأستاذ جهاد الخازن – وكان رئيساً لتحرير الصحيفة – يريد أن يراني. وزودني العنوان، فذهبت في الموعد المضروب الى مكتبه في المقر السابق للصحيفة. استقبلني خير استقبال، وأبلغني بأنه أدرك من تجربته السابقة حين أنشأ صحيفة "الشرق الأوسط"، أن أي صحيفة عربية لا تستقطب القراء السودانيين لن يكتب لها نجاح. وقد رأى أن يستعين بي للعناية بأخبار السودان لتحقيق الغرض المنشود. وعددت تلك شهادة للسودانيين الذين يشرف المرء بالانتماء إليهم.
    وفي نحو العام 1993، اتصل بي في لندن الأخ الأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" ليطلب مني التعاون مع الصحيفة، لأنها تريد أن تؤسس لنفسها قاعدة كبيرة وسط السودانيين، وتعبر منهم ومعهم الى القراء العرب. وكان اعتماد الصحيفة على مراسلها في الخرطوم قد أوشك أن يجعل الصورة التي تنقلها عن السودان أحادية الجانب. وكانت مهمة شاقة الحمد لله أنها انتهت بإحداث توازن كبير في تناول "القدس العربي" لشأن السودان.
    ولا بد من تزجية الشكر للأستاذ عبد الباري عطوان، فهو عاشق حقيقي للحرية، مقاتل عنيد في ميادين الصحافة المستقلة. إذ لم يبال بتحفظات قادة النظام وانتقاداتهم وتقارير سفارتهم عن تغطيتي للشأن السوداني على صفحات الصحيفة. وكان قوياً وشهماً ومقداماً، لم يتهيب المواجهة المحتومة من جراء ذلك، فكان أن بدأت معاكسات النظام لدخول الأعداد التي تتضمن مواد لا تلائم أهداف الإعلام "الرسالي القاصد". واتخذ قراره الشجاع بعدم شحن الصحيفة الى الخرطوم. وربما لهذا ما تزال "القدس العربي" الصحيفة المفضلة لدى السودانيين في الشتات، لأنهم يجدون فيها صوتهم.
    ويعرف الصحافيون السودانيون المهاجرون غير المنتمين الى الجبهة الإسلامية القومية جيداً ماذا يريد القارئ السوداني، وأي نوع من المصداقية تتطلبه صحيفة تخاطب السودانيين، وأي مادة ينبغي أن تتضمنها الصحيفة السودانية الجيدة. لكن هذا النظام يستحيل أن يقبل صحافة حرة وجيدة. إنه يريد صحافة تملكها مراكز القوى التابعة له (كتلك التي يقال إن النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه يغدق عليها التمويل)، أو صحافة مستقلة يخضع أصحابها وتمويلها للأجهزة الأمنية والتمويلية التابعة للنظام، أو صحافة مستقلة يستطيع أصحابها التزام أدب التعاطي مع النظام ومجريات الأمور في البلاد من دون الدخول في صدام مع الحكم.
    ولا تُحَارَبُ الصحف المستقلة بالأداة الأمنيّة وحدها، فهناك حرب التجويع، التي تسفر عن قطع مورد الإعلان، خصوصاً الحكومي. وهناك التجفيف الإقتصادي بعدم منح تراخيص استيراد الورق، وعرقلة الإعفاءات الجمركية. وهناك العزل الاجتماعي بعدم دعوة الصحافيين غير المرضي عنهم الى جولات كبار مسؤولي الدولة، واستبعادهم من مضيفة البرامج التلفازية والإذاعية.
    وأعجب لمن يقولون إن ثمة هامشاً لحرية صحافية في البلاد. هل تستطيع أي صحيفة سودانية تصدر داخل البلاد أن تنشر مقالتي هذه؟ إن النقد المسموح به هو ذاك الذي يؤمّن على "ثوابت" نظام الجبهة الإسلامية القومية. وهو النقد الذي يلف ويدور ويداري الحقيقة. وهو النقد الذي ينافق النظام وقادته، ويهتف بشعاراتهم، ويحاكي سلوكهم الاجتماعي. والتعريف الدقيق لليبرالية التي يطيقها النظام هو المعيار الذاتي جداً لليبرالية عند قادة الحكم. فقد تمت قصقصة أجنحة كل الليبراليين، حتى الذين خرجوا من رحم الجبهة الإسلامية: ماذا حصل لمحجوب عروة؟ وماذا حدث لمحمد طه محمد أحمد؟ ولماذا اعتقل عثمان ميرغني؟
    وحين يتعلق الأمر بتطور تقنية الصحافة، فالحقيقة أن النظام لا ينفق إلا على الأجهزة الإعلامية التي تتبعه مباشرة، ويضمن ولاءها له بالدبابات التي تحرسها ليل نهار، ويعتمد عليها كلية في بث رسالته "القاصدة": الإذاعة والتلفزيون. وربما لذلك تجد المسؤولين السودانيين مزهوين بالأجهزة الرقمية التي زحموا بها استديوهات الإذاعة والتلفزة، ولكن هل أحدث ذلك تطوراً في برامج هذين الجهازين المؤثرين؟ الإجابة لا. أما الصحافة المقروءة فتضطر الى استهلاك الدعم اليسير الخفي الذي تحصل عليه من الحكومة في توفير أكلاف الطباعة وتغطية الرواتب، لتبقى عاجزة مادياً (وبشرياً بسبب الخلل الأصلي في تحديد معايير الأهلية لملكية التراخيص) عن الإنفاق على الاشتراك في خدمات اخبارية جديدة، وعن اقتناء الأجهزة والبرامج الحديثة اللازمة لإصدار صحف مواكبة. أما عن المطابع فحدث ولا حرج: معظمها قديم متهالك، ولا سبيل الى تمويل لتحديثه أو تبديله. وربما لهذا تجد غالبية صحف السودان تطبع على ملزمتين من الورق، وليست مثل أي صحيفة يمكن للقارئ أن يلتهمها من الصفحة الأولى الى الأخيرة بلا انقطاع. كما أن الورق الذي يتم استيراده رديء جداً. وأحبار الطباعة ليست أحسن حالاً. وتقنية فرز الألوان تنتج شيئاً مثيراً للسخرية، على الأقل صور لا يفهمها سوى أصحاب الصحيفة وعمالها الذين يقفون على طباعتها!
    ولو كان في السودان الحالي قضاء نزيه ومستقل لتسنى لكثيرين مقاضاة الصحف وأصحابها، لأن أصول التعامل التجاري تقتضي أن تكون السلعة مطابقة لمواصفات الجودة، ومليئة بالمادة التي تسمن وتغني قراءها الجائعين الى صحافة رفيعة مفيدة.
    وفيما أضحت كل صحف العالم، حتى في إفريقيا وأمريكا اللاتينية المثقلتين بالفقر والأمراض والتخلف، تعول أيما تعويل على طبعاتها الالكترونية للتواصل مع قرائها، ولتكون في خدمة القرية العالمية، ولتقوم بتحديث الأخبار وقت حدوثها، تنفرد الصحف السودانية بالتخلف عن هذا الجانب الحيوي. والمسألة ليست بهتاناً وافتئاتاً، فقد خَلُص رصد أُجري في 30/9/2003 لمواقع الصحف السودانية على شبكة "الانترنت" الى ما يأتي:
    - صحيفة "أخبار السودان" (الكترونية): آخر عدد منها على الشبكة يحمل تاريخ 22/9/2003.
    - - صحيفة "الخرطوم": يحمل موقعها الرسالة الآتية: "أرجو أن ننوه عن احتجاب الموقع ولمدة أسبوع تبدأ من تاريخ اليوم الموافق 24 يوليو نسبة لظروف فنية طارئة على أن نعاود برؤية جديدة خلال الفترة القادمة".
    - صحيفة "الأيام": ليس لديها موقع حالياً.
    - صحيفة "الميدان" (يصدرها الحزب الشيوعي السوداني): آخر عدد على الشبكة العالمية يحمل تاريخ أغسطس 2003.
    - صحيفة "أخبار اليوم": ليس لديها موقع حالياً على الشبكة.
    - صحيفة "ألوان": تمت إزالة موقعها نهائياً.
    - صحيفة "الرأي العام": لديها موقع لا يتم تحديثه في مواعيده، فحين تمت مطالعته الاثنين 29/9/2003 الساعة 10:25 بتوقيت غرينيتش كان ما يزال يعرض أخبار ومواد عدد الأحد (28/9/2003).
    - صحيفة "الرأي الآخر": أزيل موقعها نهائياً.
    - صحيفة الهدف (حزب البعث العربي الاشتراكي): يحوي موقعها العبارة الآتية: "نداء الى القارئ إذا رغبت في مساندة المرحلة البعثية الجديدة للتغلب على إحدى العقبات الرئيسية أمامها بدعم مالي يمكنك الاتصال بالعنوان الموجود في صفحة قصاصات أو عنوان البريد الالكتروني أو تسليمها لمن تعرف من أعضاء الحزب مباشرة مع الشكر المقدم"!
    - صحيفة "خرطوم مونيتور": لا وجود لموقعها على الانترنت.
    - صحيفة "الصحافة": الموقع القديم ينقلك الى موقع جديد، ولكن ليس تلقائياً كما يحصل في المواقع الشبكية المتطورة. غير أن الموقع الجديد مواكب.
    - صحيفة "الأضواء": موقعها مواكب، لكنه لا ينشر سوى مقتطفات من الطبعة غير الالكترونية.
    - صحيفة "الأنباء" (حكومية): موقعها مواكب.
    - صحيفة "الحياة السياسية" (شبه حكومية): موقعها مواكب.
    - صحيفة "الأزمنة": لا موقع لها.
    - صحيفة "القبس": ليس لديها موقع.
    ْ
                  

10-02-2003, 11:03 AM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 752

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معقول نحن كدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (Re: فتحي البحيري)

    فتحي، مدهش هذا الساحر معاوية يس، يحمل قلما مثل فرشاة الفنان ومبضع الجراح . يتلمس مواضع الجراح بشفافية الفنان .
    لا اعتقد ان احدا نجح في تصوير ازمة صحافتنا مثلما فعل معاوية يس .
    ويبقي السؤال المحزن قائما
    : اليس من العار ان يتطور كل العالم الي الامام ونرجع نحن بخطي سريعة الي الوراء، هل يعقل انه وبعد مائة عام من الصحافة ترجح كفة اول صحيفة عند مقارنتها بافضل صحفنا.
    قرأت مرة ايضا ان ما كانت تطبعه واحدة من الصحف المستقلة في العهد الديمقراطي الاخير وما كانت توزعه فعلا يتفوق علي كل ما يطبع الان من صحف لا يقرأها احد .
    افيدونا وما الحل ؟
                  

10-03-2003, 01:12 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معقول نحن كدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (Re: ahmad almalik)

    يديك العافية يا استاذ احمد
    حقيقة المقال جدير بالقراءة عشرات المرات
    ـ......والبكاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de