في ذكري الاسراء والمعراج 00000رساله في بريدي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2003, 10:41 PM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكري الاسراء والمعراج 00000رساله في بريدي








    رحلة الإسراء والمعراج أين كانت ؟

    إن أول رحلة استكشافية ، أرضية ، تنطلق من الأرض إلى السماء ، كانت الإسراء
    والمعراج ، وكانت وسيلتها البراق . وقد جاء في وصف البراق ، الذي أسرى به النبي صلى
    الله عليه وسلم : ( أوتيت بالبراق ، وهو دابة أبيض ، فوق الحمار ، ودون البغل ، يضع
    حافره عند منتهى طرفه ) . وكثير من العلماء ، يقولون بعدم حصول المعراج الحِسِّي
    إلى السماء ، ولا الإسراء إلى بيت المقدس ، بدليل قول السيدة عائشة : ( إنه بات في
    سريره ) . وكثير منهم يرون ، أن المعراج الحسي إلى السماوات ، قد تم فعلا . إن هذا
    القول للسيدة عائشة ، لا ينفي حدوث المعراج الحسي ، لأن الوسيلة التي تم بها ،
    تماثل سرعة الضوء . وما حدث من مشاهد في الإسراء والمعراج ، يكون ، من حيث حساب
    السرعات الهائلة ، قد تم في لا زمن . وقد تكون السيدة عائشة قد غفت غفوة بسيطة ،
    تم في خلالها هذا الأمر ، ولما استيقظت وجدته في سريره .
    فلماذا اختلف المسلمون في حقيقة هذه الرحلة ؟
    وما حقيقة المشاهد الروحية التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، سواء في بيت
    المقدس أو في السماوات ، وكانت بالنسبة له حسية ومرئية بالعين الشحمية ؟ وأين
    تتواجد الأرض في ذلك الكون الشاسع ؟ وأين يتواجد الكون المادي ؟ وأين تتواجد
    السماوات ؟

    الإسراء والمعراج ، اخترق للأكوان المادية والروحية :
    كانت الرحلة مقسومة إلى مرحلتين : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
    إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، لنريه من آياتنا ) . إسراء بين المسجد الحرام
    والمسجد الأقصى . والمرحلة الثانية معراج من الصخرة التي كانت في بيت المقدس ، إلى
    السماوات الممتدة في مكان ما في ذلك الكون الفسيح .
    إن الرحلتين قد تمتا داخل الأكوان المادية ، بدليل أن سرعة الرحلة كانت بمسيرة
    الضوء ، والضوء مرتبط بالأكوان المادية ، ولا يخترقها . ولكن وصف المشاهد التي تمت
    في السماوات ، عن أبواب السماء ، وسكان السماء من الأنبياء والملائكة ، والبشر
    الذين يسكنون الجنة والنار ، وسدرة المنتهى ، يدل على أن المعراج قد تم في مكان
    مأهول بالحياة ، ولا يشبه ما نجده في الآفاق السماوية ، التي نراها بالعين المجردة
    . فأين نجد تلك المشاهد إذن ؟
    إن هذه المشاهد تؤكد وجود كونين ، أحدهما ظاهر ، والآخر باطن . أما أحدهما ، وهو
    الأكوان المادية تتم رؤيته بالعين الشحمية بواسطة الضوء . والكون الآخر الغير
    مرئي ، تتم رؤيته اليقينية ، بعين البصيرة . والبصيرة ترى ملكوت الأشياء بالنور .
    و الرؤية بعين البصيرة تتحقق بكشف الغطاء الجسدي ، إما بوسيلة الموت ، أو بعلوم
    اليقين . ( فكشفنا عنك غطاءك ، فبصرك اليوم حديد ) ، فعند كشف الغطاء الجسدي بالموت
    ، تتم الرؤية والمشاهدة اليقينية بالكون الثاني . وبالموت المعنوي ، ينكشف غطاء
    البصيرة . وفي حالة المعراج النبوي الذي حصل ، فقد كان غطاء الجسد النبوي الشريف ،
    مرفوعا ، ولم يكن بحاجة إلى إزالته بالموت .
    أين توجد السماوات ؟
    إن منظار الرؤية الذي نفرق به بين السماء والأرض ، ونبين به الحد الفاصل بينهما ،
    يظهر بمجرد ذكرنا للسماء ، وهو أن يرتفع البصر إلى أعلى الرأس ، وينخفض إلى أسفل ،
    عند الإشارة إلى الأرض . و هذا هو نفس المنظار ، الذي كان ينظر به السابقون .
    فالأراضي موجودة أسفل أقدامنا ، والسماوات فوق رءوسنا .
    وإننا إذا قابلنا السماوات السبع ، بالأراضين السبعة ، فإننا نكون في منطقة الوسط
    بينهما ، السماوات من فوقنا ، والأراضين من تحتنا . فأين تتواجد الأراضين السبعة ؟
    وأين تتواجد السماوات السبع ؟
    إنك إذا وقفت على أي سطح كوكب أو نجم ، فإن منظار الرؤية للآفاق ، أن تجد السماء من
    فوقك وأرض الكوكب من تحتك . فسماوات جميع الأفلاك مشتركة ، ويعني أنهم كلهم ، مهما
    ابتعدت مسافاتهم ينظرون إلى السماء من أرض واحدة مشتركة . وكل فلك ، يرى الأفلاك
    الأخرى واقعة في المسافة التي بينه وبين السماء . وعلى هذا المشهد ، فإن كل فلك ،
    يعتبر نفسه هو الأسفل ، لأن كل الأجرام التي من فوقه ، تظهر عالية في السماء .
    وعلى هذا ، فإن أي نقطة في الكون المادي ، يمكن أن تكون هي أرض ، ترتفع من فوقها
    السماوات ؟ ومن فوق تلك الأراضي تمتد دوائر السماوات لكل فلك على حدة . فإذا كان
    لكل فلك سبع سماوات ، فهل تتماثل هذه السماوات مع بعضها ؟ مثلا ، هل السماء الأولى
    لفلك المريخ ، هي نفسها السماء الأولى للشعرى اليمانية ؟ وهل السماء الثالثة لنجمة
    قلب الأسد ، هي نفسها السماء الأولى لفلك زحل ؟ فإذا لم يكن هناك تماثل ، فإنه لا
    بد من سماء موحدة تجمع بينهم . فهل هذه السماء الجامعة لكل الأفلاك والنجوم ، هي
    ذلك السطح البعيد الذي يقع على حافة الأكوان ، كما نراها من الأرض ، مثل المرآة
    السوداء ، و التي تقع على مسافة خمسة عشر بليون سنة ضوئية ؟
    فإذا أصبحت حافة الكون هي السماء الجامعة لكل المجرات ، فإن السماء الأولى تقع على
    الحافة البعيدة من الكون المتمدد ، وبعدها ترتفع بقية السماوات ، ومن فوق السماوات
    ترقد الجنان ، ثم سدرة المنتهى ، والكرسي والعرش .
    ولكن هل فعلا أن حافة الكون ، أو نهاية المجرات البعيدة ، هي بداية السماوات ؟
    فإذا كانت كذلك ، فإن سماء الدنيا ، وهي في ذلك البعد السحيق ، ستفقد خاصية زينة
    الكواكب ، و زينة ضياء الشمس ونور القمر إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب )
    ، لأن مكان هؤلاء الكواكب قريب ، و يصل نورهم إلى الأرض في زمن قليل . أما إذا
    كانوا على تلك المسافات البعيدة ، فإن ضياءهم لن يصل إلينا إلا بعد زمن طويل .
    فإذا كانت السماء الدنيا ، باعتبارها جسدا ماديا ، تبتدئ بعد حدود الكون المادي ،
    فكيف تواجدت فيها الكواكب المعروفة لنا ؟ أم أن هناك كواكب أخرى قد زيّـنتها ؟ لأنه
    من المفترض ، أن تكون الكواكب داخل حدود الكون !! إن الشيء المرئي في أعماق تلك
    القبة السماوية ، إنما هو ضوء النجوم ، وليس ضوء الكواكب ، وأبعد كوكب في مجموعتنا
    ، وهو بلوتو ، لا نراه بالعين المجردة ، فكيف تكون الرؤية لتلك الأبعاد السحيقة ؟
    والمعالم التي تحدد مواقع السماوات تشير إليها كلمات الآية الكريمة : (تبارك الذي
    جعل في السماء بروجا ، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) ( وجعل القمر فيهن نورا ،
    وجعل الشمس سراجا ) . فالبروج التي في السماء هي مواقع النجوم الثوابت التي تبعد
    ملايين السنين الضوئية . وهي مع ذلك بعيدة عن حافة الكون ولا تصلها ، فتكون
    بالتالي قد جعلت في داخل السماء ، التي هي ذلك الفضاء الكوني . وهذه البروج تمثل
    نقاط منتشرة من على البعد من صفحة السماء المظلمة ، فتبين للعين وكأنها مرصوصة
    عليها في مستوى واحد .
    وهذه السماء أيضا تشمل الشمس والقمر في داخلها ، لأنهما يمثلان مواقع مضيئة في تلك
    السماء ، مما يجعل مكان السماوات قريبا من الأرض . ومن هذا الوصف للبروج والشمس
    والقمر ، هل يمكننا أن نقول أن السماء هي ذلك الفضاء الكوني الذي يمتد من القمر
    وحتى نهايات نجوم البروج ؟ وهل هي سماء واحدة بهذا الامتداد ، أم أنها مقسمة إلى
    أجزاء ، كما يشير إلى ذلك ، حرف الجر ، في الآية : ( وجعل القمر فيهن نورا ) أي في
    السماوات ؟
    قد جاء وصف السماوات السبع الطباق في قول الله تعالى : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا
    ) . ( ألم تر كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ) . هذا وصف لسبع سماوات ، فوقنا ، كل
    واحدة منها تتشكل في طبقة سميكة ، بداخلها سكانها من الملائكة والبشر . وبين كل
    سماء وأخرى ، مسافة كبيرة . فهل السماوات السبع ، المعنية بهذا الوصف ، لها وجود
    مادي ، أم وجود روحي ؟ وهل هي موجودة في داخل المجموعة الشمسية التي زينت بضياء
    الشمس ونور القمر ؟ أم أن هذه السماوات الموصوفة موجودة في مكان ما ، داخل ذلك
    الجسم الكوني العظيم ؟ وأنها تبتدئ من الغلاف الجوي للأرض وتمتد حتى سدرة المنتهى ،
    ومن فوق ذلك يتواجد العرش ، ومن فوق العرش ينتصب الكرسي . و من فوق ذلك الكرسي ،
    يجلس الله تبارك وتعالى ، وعن ذلك تعالى الله علوا كبيرا ؟ أم أن هذه السماوات ،
    إذا كان لها وجود روحي وليس مادي ، تتواجد في الفراغ العظيم ، داخل الجسد الكوني ،
    و تحتل مكانا آخر غير مريء ، ولا تتصادم مع الكون المحسوس ؟


    و علماء المسلمين قد أشاروا لمواقع السماوات بقولهم : أن القمر في سماء الدنيا ،
    وأن الشمس في السماء الرابعة . وعلى هذا النسق ، فإنهم قد حددوا أن مواقع الكواكب
    السيارة ، السبع ، تمثل السماوات السبع ، مبتدئة من مركزية الأرض . ففي السماء
    الأولى القمر ، وفي السماء الثانية الزهرة . وفي الثالثة عطارد . وفي السماء
    الرابعة الشمس ، وفي الخامسة المريخ . وفي السادسة المشتري ، وفي السابعة زحل .
    واعتبروا أن المدار الذي تتحرك فيه هذه الكواكب هو سماء ذك الكوكب .
    وعلى هذا التصور ، فإن موضع زحل هو في السماء السابعة ، فأين تكون مواقع الجنات
    السبع ، وموقع سدرة المنتهى منه ؟ هل كل ذلك موجود داخل مجرة التبانة التي بها هذه
    الكواكب ، أم في مجموعات نجمية بعيدة في ذلك الكون الفسيح ؟ وإذا كان زحل هو آخر
    السماوات ، فهل بقية المجرات تقع من فوق السبع السماوات ، والتي هي الكواكب السبعة
    ؟

    ولماذا سميت أول سماء تقابلنا ، بالسماء الدنيا ؟ هل لأنها تقع دون السماوات الأخرى
    ؟ إذن ، كان يمكن تسميتها بالسماء السفلى ، بالنسبة لبقية السماوات التي فوقها ؟ أم
    أن اسم الدنيا مقصود في ذاته ، لأنه مرتبط بالحياة الدنيا جميعها ، إذا اعتبرنا أن
    هناك أكوان أخرى ، موجودة في مستوى ذبذبات مختلفة ، عن مستوى ذبذبة كوننا المادي ؟
    ولهذا جاءت تسمية الفضاء الكوني المادي ، بالسماء الدنيا ، لأن هناك أكوان غير
    مادية ، لها أيضا سماوات ، في مقابلة السماوات العليا ، الغير محسوسة ؟
    هل السماوات متطابقة فوق بعضها ، أو أنها متداخلة ؟
    والمعنى المتبادر إلى الذهن عن القول الكريم : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) ،
    هو أن التطابق يعني تراكم الأجساد فوق بعضها ، كل جسم يحتل مكانا وحده . فإما أن
    يكون بين كل جسم وآخر ، مسافة ، أو أن لا تكون هناك مسافة . فإذا تشابهت الأوصاف
    الهندسية ، وأصبح لكل جسد مكانا وحده ، مثل مثلثين متشابهين في الحجم والمساحة
    والأطوال ، يمكن أن نضع أحدهما فوق الآخر ، فهما إذن متشابهان ، ولكننا لا نسميهما
    متطابقين ، كما يقول حساب المثلثات . لأن أصل التطابق هو التداخل التام ، بحيث
    تحتل الأشياء نفس المكان .
    وما يعين على فهم تطابق الأكوان ، هو معرفة اختلاف الاهتزازات ، والذبذبات . ففي
    المكان الواحد تتواجد جميع أنواع الذبذبات الكونية ، من دون أن تصطدم الواحدة
    بالأخرى . فكوننا المادي ، موجود على مستوى من الاهتزاز ، قد لا يحس بوجوده سكان
    مستويات أخرى من الذبذبات . كما لا نحس نحن ، في مستوى ذبذبتنا المنخفض ، بوجود
    أكوان أخرى تحتل نفس المكان ، ولكنها في مستوى أعلى ، أو أدني من مستوانا ، كما هو
    معروف عن وجود الملائكة معنا ، ووجود ممالك الجن ، الذين يروننا ، ولا نراهم .( إنه
    يراكم هو وقبيله ، من حيث لا ترونهم ) . وهذا المستوى من الأكوان المتطابقة ، نجده
    في قصة سيدنا موسى ، الذي وجده النبي صلى الله عليه وسلم في السماء السادسة ، ووجده
    أيضا وفي نفس الوقت في قبره يصلي . فعن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي ، على موسى عليه السلام ، قائما يصلي في قبره
    ) ، فكيف توافق وجوده في مكانين مختلفين ، إن لم يكن بهذا التفسير الاهتزازي ؟
    إننا ، في مدى اهتزاز كوننا المادي ، نشعر بوجود كل شيء فيه ، ولكننا نجهل وجود
    الأكوان الأخرى التي تخترق كوننا ، ولا نشعر بها .

    ولكن أين يتواجد الكون المادي ؟
    الكون المادي ، إما أن يكون في مكان ما ، خارج المكان الذي يتواجد فيه صانعه
    الأول ، لأن المعرفة البديهية تقول : إن كل صنعة ، تحتل مكانا خارج ذات الصانع
    الذي يصنعها . ويقتضي ذلك ، وجود الصانع في مكان وحده ، ووجود ورشة العمل في مكان
    آخر. أي : أن يقع الكون ، خارج حدود الله تعالى . فإذا وجدنا منطقة ما ، خارج
    حدود الله ، فنكون بذلك قد حددنا مساحة وجود الله . فما يقع داخلها ، هي حدود الله
    ، وما يقع خارجها ، هي حدود غيره . وهذان وجودان منفصلان ، وهذا مستحيل في حقه
    تعالى ، لأنه لا أحد معه . وإما أن تكون الصنعة والصانع ، في نفس المكان ،
    وبالضرورة ، هو مكان غير حادث . وما دام أنه لا أحد غير الصانع الواحد ، فإن الصنعة
    هي عين الصانع ، لم تغادره إلى مكان خارجه . أما إذا تصورنا أنه قد صنع الورشة ،
    ووضعها خارجه ، في الفراغ ، فالفراغ نفسه يكون مكانا.
    في أي مساحة تتسع الأكوان ؟
    إن معلوماتنا عن الأكوان ، في أنها متمددة في الفراغ الكوني ، تشعرنا بأن هناك
    فراغا بعيدا تريد أن تحتله الأكوان ، وذلك ما أشارت إليه الآية الكريمة : ( و إنا
    لموسعون ) . وهو ، إما أن يكون فراغا له نهاية ، فيكون شكل الكون كالكرة . وسطح
    الكرة الخارجي النهائي ، يقتضي وجود أكوان أخرى بعد تلك النهايات ، ومن فوق تلك
    النهايات ، يتواجد الخالق . فيكون تواجد الخالق ، في مكان خارج حدود الأكوان
    الكروية . أو أن يكون الفراغ بعدها ، فراغا سرمديا لا نهاية له . و السرمد يوصف
    بأنه لا بداية له ولا نهاية . وإنه بالضرورة لا يبدأ بعد حافة الكون ، وإنما هو
    يحتل ويتخلل كل مساحة الأكوان المعروفة ، والأكوان غير المعروفة . فإذا كانت
    الأكوان موجودة داخل السرمد ، فإن ورشة العمل لم تنتقل إلى خارج حدود السرمد .
    فالأكوان إذن ، هي من الصانع وإليه . أما إذا كانت الأكوان داخل السرمد ، والسرمد
    نفسه هو الذات الإلهية ، فإن الأكوان بالتالي ، تكون مظهرا من مظاهر الذات الإلهية
    . والمظهر هو الواجهة الخارجية . ولما لم يكن هناك خارج وباطن للسرمد ، ولا مَن هو
    موجود خارج الخارج ، لأن الخارج يقتضي وجود ما هو خارج عنه ، حتى يستطيع أن يراه .
    فبقى أن يكون الخارج ، هو عين الباطن . وفي هذا الأمر وردت الإشارة الإلهية اللطيفة
    : ( كنت كنزا مخفيا ، فأحببت أن أُعرف ، فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فبي عرفوني .)
    فهو تبارك وتعالى يريد أن يرى نفسه في مرآة الخلق . ومرآة الخلق ، هي نفسه تبارك
    وتعالى ، وهي المشار إليها بكلمة ( فبي ) . فالخلق ، ليسوا شيئا غير الله ، ولكن
    الخلق ليسوا هم ذات الله . فما في الوجود الحادث إلا ذات الله وأسمائه وصفاته
    وأفعاله . فالكون الحادث ، لا شيء فيه غير فعل الله . وما دام أن الله غير محدود ،
    فكذلك فعله غير محدود . وبالتالي فإن الأكوان التي هي فعله ، تتوسع في غير المحدود
    .

    هل السماوات سبع ، أم أنها عدد سباعي غير متناهي ؟
    ويتضح من كل ذلك ، أن كلمة السماء تحمل معنيين ، أولهما ذلك الفضاء الكوني المادي
    العميق المتمدد بمجراته اللامتناهية . والمعنى الثاني هو ذلك العالم الشفاف الغير
    مرئي بالضوء ، الذي يتواجد من وراء الكون المادي ، ولا تعرف حدوده .
    أما سماء الفضاء الكوني ، فإنها يمكن أن تقسم إلى سماوات . فبالنسبة إلى الأرض ،
    فإن المدارات السبعة التي حولها ، هي مدارات الكواكب السيارة ، ومن ضمنها الشمس .
    وهذه هي السماوات القريبة التي لها علاقة وطيدة بالأرض . وكذلك كل كوكب وكل نجم ،
    وكل مجرة ، لها سماواتها الحسية التي تدور حولها . فللمريخ أقمار تلف حوله ، وتمثل
    له سماءه الدنيا . وللمشتري أقمار ، هي سماؤه الدنيا . بل أن لكل جسد وكل خلية ،
    وكل ذرة في الكون ، هي أرض ثابتة ، لها سماوات من فوقها .
    فالنظرية الدينية تقول : إن لكل شيء ملكوت : (بيده ملكوت كل شيء ) . وملكوت كل شيء
    ، هو سماؤه وأعلاه . وهو الطرف اللطيف الشفاف ، الروحي من الشيء . أو الجزء الرفيع
    من كل كثيف . وملكوت الشيء هو قمته . فالملكوت ، يقابل الملك ، من الجانب الآخر
    الغير مريء . فالأكوان المادية هي ملك ، وهي وليدة التكوين الملكوتي ، قبل أن تتجسد
    في المادة . فبذرة كل شيء ، هي ملكوته وهي سماؤه . وبهذا يكون لكل جسد مادي ، ملكوت
    . هذا الملكوت ، هو سماؤه التي تحيط به من جميع جهاته ، من فوقه ومن تحته ، وعن
    يمينه وعن يساره ، وفي أعماقه . ( أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ، وما خلق
    الله من شيء ) . فالجسد يحتل مساحة من سمائه ، ولكنها مساحة غير مرئية . فللأرض
    سماء تحيط بها ، مسكونة بالأرواح . وللقمر سماء مسكون بالأرواح ، وكذلك الزهرة
    والمريخ والمشتري ، وكل كوكب أو نجم في الآفاق ، له سماؤه المسكونة .
    وداخل كل سماء ، سماوات أخرى ، تتكرر في شكل سباعية غير متناهية في الدقة والرفعة .
    والمركزية الجامعة ، لجميع سماوات الأجساد ، هي في أعماق الجسد ، في قلب كل شيء .
    الأجساد إذن ، هي الأراضي . فكل جسد يمثل أرضا ، تكون بمثابة مركزية لسماوات هذا
    الجسد ، وتتكرر السباعيات إلى ما لا نهاية له . وأكثر من ذلك ، فإن أي ذرة من ذرات
    الوجود ، تمثل أرضا مفردة ، لها سماواتها المفردة . فالسماوات والأراضي ، إذن ،
    متداخلة في بعضها ، لا كما نظن : أنها طبقة ، فوقها طبقة أعلى منها ، وبينهما
    مسافات ، كما نفهم من تفسير الآية الكريمة : (سماوات طباقا). فالسماوات والأراضي
    ، هي بعدِّ أنفاس الخلائق ، وذراري الكون . وهي متداخلة في بعضها البعض ، وليست
    سماوات سبع ، تتراكم فوق بعضها في الأفق الأعلى ، كما نظن . إنها تشبه نقاط المطر
    الساقطة على البحر ، فتكوِّن دوائر منداحة نحو الخارج ، مبتعدة عن مركزية سقوط
    النقطة . وتتداخل الدوائر في بعضها ، ولكنها لا تلغي مسار بعضها . فهي ، وإن تداخلت
    ، فإنها لا تـَحِـدُّ من تمدد الدوائر الأخرى . فتتمازج الدوائر ، وتتمدد إلى ما لا
    نهاية له .
    وكل ذرة في الوجود ، يمكن أن تكون هي مركز السماوات الغير متناهية ، وفي نفس الوقت
    .
    الوصول إلى السماوات :
    ويقابل هذه السماوات المحسوسة ، سماوات غير محسوسة ، هي المقصودة في حقيقة الأمر .
    وللوصول إلى أي من هذه السماوات المرئية ، فإنه لا بد من معراج حسي يرتفع إلى
    المستويات الحسية ، التي تقابل ، في الرفعة ، تلك السماوات غير المرئية .
    فالكواكب السيارة التي أكد علماء المسلمين أنها هي السماوات السبع ، ينبغي أن تكون
    هي السماوات الحسية ، التي عرج إليها في تلك الليلة . ومن عتبة هذه الكواكب ، دخل
    على السماوات غير المرئية ، حيث َولـَج منها بالبصيرة ، إلى المستوى الغير مرئي ، و
    أخبرنا بما رأى . و حين يصل مع جبريل إلى كل سماء : ( فطرق باب السماء ، فقيل له من
    معك ؟ قال محمد . قيل : أو قد أرسل إليه ؟ ) فيفتح لهما . فهو عندما يقف عند عتبة
    كل سماء ، إنما يقف على الأرض الحسية للكوكب ، ثم يستأذن في الدخول في السماء الغير
    مرئية ، لكل كوكب . ذلك لأن السماء الحسية لكل كوكب يكون قد اخترقها أولا وهو يدخل
    في نطاق الغلاف الذي يحيط بالكوكب .
    وهذا المعراج ، يشبه المصعد الآلي ــ الأسانسير ــ الذي نرتفع به داخل المباني
    الحديثة ، وعند كل طابق يفتح الباب في طابق ، ويدخل نحو كل طابق ، مَن يريد مِـن
    الركاب ، ويستمر المصعد ببقية الركاب نحو الطوابق العليا .
    وهذا السير المتزامن ، بين السير المادي الحسي ، والسير الغير مادي ، محكي في الآية
    الكريمة : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) .
    وقد كانت الصخرة التي في بيت المقدس ، والتي ارتفع منها إلى السماء ، تمثل جميع
    صخور الكون المادي . وتتمثل هذه الصخور في صخور الكواكب السيارة . وأصبحت هذه
    الكواكب ، هي العتبات الحسية ، التي من خلالها ، دخل الأكوان الغير مرئية . ولهذا
    كان مدي المعراج الحسي ، هو السير داخل المجموعة الشمسية . ويقابله المعراج الغير
    محسوس ، الذي وصل إلى الجنان والعرش ، ورب العرش العظيم .
    ما هو البراق ؟
    وما الحكمة من تشبيه البراق بدابتين ؟ إن البراق مكون من دابتين ، لا ينفرد أحدهما
    من الآخر . أحدهما فوق الحمار ، وهو الموصوف بالسرعة ، والآخر البغل ، الموصوف
    بالبطء . والبراق في مجموعه ، هو الفكر . والفكر يمكنه استخدام السرعتين . فالسرعة
    البطيئة ، هي سرعة الضوء ، يستخدمها في سيره داخل الأكوان المادية ، كما يستخدم
    سرعة النور ، في سيره خارج الأكوان المادية . وقد استخدم النبي الكريم ، سرعة
    البغل ، وهي الضوء ، في الوصول إلى السماوات الحسية ، واستخدم سرعة ما فوق ا
    لحمار، وهي النور ، في الوصول إلى ما وراء الأكوان .
    ألا تلاحظ اختلاف الزمن في الأحلام ، ففي لحظة زمانية من زماننا ، قد تتم فيه مشاهد
    حلم ، يستغرق وقتا طويلا في النوم . ونستدل على السرعة التي تمت بها الواقعة ، من
    القول الكريم : ( يضع حافره عند منتهى طرفه ) . لأن الرؤية البصرية متعلقة بالضوء .
    ومعلوم أن المادة إذا سارت بسرعة الضوء ، تنقلب إلى ضوء . ولكن ما حصل في تلك
    الليلة ، أن الدابة وراكبها ، كانا على حالتهما من التجسيد ، الذي رافق جميع
    المشاهد التي تمت في الرحلة ، ابتداء من وصف العير التي كانت لقريش ، وملاقاة
    سيدنا موسى في قبره على الكثيب الأحمر . وصلاته بكل الأنبياء في بيت المقدس ،
    ومشاهد الجنة والنار . وما ذاك إلا لأنهما مصنوعان من مادة مخلوقة من فوق مادة
    الضوء ، وهي النور . وقد وصف القرآن ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأنه ( نور
    على نور ) .
    ما هي علاقة البراق بالفكر ؟
    هذا البراق الخاص ، قد تجسدت لنا منه صورة مصغرة ، في صورة الفكر ، لنركبها . وقد
    ركبها علماء العلم المادي ، مستخدمين سرعة البغل ــ سرعة الضوء وما دونه ــ فأزالوا
    الكثير من غوامض الكون المادي . ومددوا بفعلهم هذا ، مسافة السير الأفقي بين
    المسجدين ، حتى وصلت حافة الكون ، على مسافة خمسة عشر بليون سنة ضوئية ، ووقفت بهم
    مطيتهم هناك ، عند عتبة نشوء الكون ، ولم تستطع حراكا ، وليس معهم جبريل عليه
    السلام ، ليفتح لهم أبواب الملكوت . فوسائلهم مهما دقت ، فإنها لا تتجاوز سرعة
    الضوء . فكل رؤية تتم من داخل سجن الأكوان ، لا تستطيع إدراك الأكوان ، التي هي
    خارج نطاق الضوء ، إلا أن تستخدم وسيلة أدق من الضوء ، وهي النور ــ لاختراق حاجز
    الأكوان .

    ــ



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de