|
|
 بابا الفاتيكان يعيّن كاردينالا من السودان كان نزيل سجن في الخرطوم
|
غبريال زبير واكو، مطران سوداني مثير للجدل على كل صعيد، سيحمل لقب كاردينال، أي بامكانه أن يصبح بابا أيضا اذا ما انتخبوه بعد استقالة أو وفاة رأس الكنيسة الكاثوليكية الحالي، يوحنا بولس الثاني.
وكان البابا قد عيّنه مع 30 آخرين، نشرت حاضرة الفاتيكان أسماءهم جميعا، الا واحد، لن يكون بينهم حين ترسيمهم في 21 الشهر المقبل، بعد أن تنتهي 5 أيام من الاحتفال بذكرى مرور 25 سنة على تسلم البابا الحالي منصبه في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1978 بالذات.
وتصب الشائعات على البطريرك واكو من جميع الاتجاهات تقريبا، كشائعة تقول إنه كان وراء إقناع البابا، يوم زار السودان منذ 10 سنوات، بأن يلح على الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، لكي يفرض حظرا على السودان حين يزور الولايات المتحدة التي كانت من ضمن برامج زياراته ذلك العام، فصادف أن الادارة الأميركية فرضت الحظر الشهير بعد أيام من زيارة يوحنا بولس الثاني الى الولايات المتحدة في 1993 واجتماعه الى رئيسها آنذاك.
وهناك تجربة قاسية مر بها البطريرك، البالغ من العمر 62 عاما، في السودان قبل 5 سنوات، ففي منتصف 1998 أدانته محكمة هناك بالسجن 6 أشهر، لأنه رفض أن يدفع قيمة أدوية ومواد غذائية اشترتها الأبرشية الكاثوليكية في الخرطوم للاجئين في جنوب البلاد من تاجر في العاصمة «وكان اصراره على عدم دفع قيمة البضاعة سببا للادعاء العام» وفق الوارد عنه في حيثيات الادانة التي أطلعت عليها «الشرق الأوسط» أمس من أرشيف خبر قديم عن القضية التي تدخل فيها سفير الفاتيكان لدى السودان وقتها.
لكن البطريرك واكو قال في جلسة المحكمة إن التاجر الخرطومي لم يقم بتسليم البضاعة للأبرشية أصلا، لذلك فان بطريركها، المتولي منصب كبير أساقفتها منذ 21 سنة تماما، صرح في المحكمة أنه يفضل السجن على دفع ثمن لما لم يتسلمه على الاطلاق. لذلك سجنوه، وبعدها بأيام أطلقوا سراحه بعفو رئاسي، خصوصا أن الحكومة السودانية كانت قد طلبت منه في ذلك الوقت بأن يكون وسيطا في مفاوضات أعدت لاجرائها في العاصمة الكينية، نيروبي، مع ممثلين عن أحزاب وفصائل في الجنوب.
وقد بحثت «الشرق الأوسط» في الخرطوم أمس عن البطريرك واكو، ولم تعثر عليه. وكذلك سألت عنه في نيروبي، حيث للأبرشية السودانية مركز كبير ينشط فيه هناك أحيانا، ولم يتسن لها التحدث اليه أيضا، لتسأله عن تعيينه كاردينالا في هذا الوقت بالذات، حيث تتسرب من الفاتيكان تحليلات وقناعات بضرورة أن يكون البابا الجديد للفاتيكان عربيا، ومن افريقيا هذه المرة، بحيث يجابه المد الاسلامي الضارب أطنابه في القارة السمراء منذ زمن طويل.
لذلك اتصلت «الشرق الأوسط» بالمونسنيور مطانيوس حداد، وهو سوري عمره 50 سنة ويتولى منصب النائب البطريركي للروم الكاثوليك في القدس وفلسطين، فشرح بالهاتف من مقر البطركية في المدينة المحتلة إنها المرة التاسعة التي يعيّن فيها البابا، البالغ من العمر 83 سنة، كرادلة في عهده «وإن تعيين البطريرك واكو هو أمر عادي وليس له أي تفسيرات، فقد سبق وعيّن عربا برتبة كاردينال، كالبطريرك الماروني اللبناني، مار نصر الله صفير، قبل 10 سنوات. ومنذ عامين عيّن البابا بطريرك السريان الكاثوليك في دمشق، وهو السوري موسى داود، كاردينالا أيضا، ومعه عينّ بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر كاردينالا كذلك، الا أني لم أعد أذكر اسمه»، كما قال.
وذكر المونسنيور حداد أن الدستور الفاتيكاني يتيح للبابا عدم ذكر شخص عينه كاردينالا «متى كان ذكر اسمه يضر به شخصيا».
وروى المونسنيور حداد أيضا إنه حين زار البابا سورية قبل عامين أبلغه الرئيس السوري، بشار الأسد، أن 8 عرب تسنموا منصب البابوية في تاريخ الفاتيكان، وذكر له اسم أحدهم، وهو فيليب العربي «لذلك فللمسيحيين العرب ارتباط وثيق مع الحاضرة الفاتيكانية» كما قال. ويعتقدون في الفاتيكان هذه الأيام أن التعيينات الأخيرة التي قام بها البابا قد تكون الأخيرة في حياته، لأنه مريض، فهو يعاني من سرطان بالأمعاء ومن الباركنسون والضغط العالي والسكري وضعف النظر والتآكل العظمي وآلام في العمود الفقري مستمرة وكذلك من مضاعفات اصابته بالرصاص قبل 21 سنة ومن ضعف الذاكرة. كلام للصورة صورة عمرها 10 سنوات.
|
|
 
|
|
|
|
abuarafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست