فيصل محمد صالح يكتب عن ....واقع الاحزاب السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2003, 06:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فيصل محمد صالح يكتب عن ....واقع الاحزاب السودانية


    بنى مفككة·· برامج غائبة·· وقيادات متنازعة :

    الخرطوم -
    فيصل محمد صالح:

    لم تبق طوبة في الارض لم تشتك لها الأحزاب السودانية - شمالية وجنوبية- من استبعادها من مفاوضات السلام وتهميش دورها الوطني وحصر كيكة ناتج التفاوض على الحكومة السودانية وحزبها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق· ورغم ان الوسطاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، قد فضلوا استمرار التفاوض بشكله الحالي منعا لتشتت الملفات وكسبا لراحة البال المتجسد في وجود طرفين محددين يمكن الضغط عليهما بالتأثير على مصالحهما، بدلا من قضاء وقت طويل في مطاردة مصالح قوى سياسية عديدة متضاربة المصالح والبرامج، إلا أن كثيراً من المراقبين المحليين والإقليميين قد نبهوا لخطورة هذا الاتجاه وما يمكن ان ينتج عنه في المستقبل· ويقول هؤلاء أن المنطق الأنجلو الاميركي الذي فرض نفسه على الوسطاء في منظمة الإيقاد، والذي يبدو مغريا ومريحا في ظاهره، يستبطن نتائج خطيرة قد تؤدي لإعادة إنتاج الأزمة السودانية بعد سنوات قليلة، إذ أنه يستعدي قوى سياسية فاعلة ومؤثرة ويبعدها من طاولة التفاوض والنتائج المستقبلية، ويعيد بالتالي انتاج ظاهرة التهميش في بعده السياسي· بينما يفترض أن تحل المفاوضات الحالية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتهميش· ورغم الترحيب الواسع الذي لقيه التوقيع على الاتفاق الإطاري للترتيبات الامنية في نيفاشا، إلا أن هذا لم يمنع القوى السياسية من تثبيت اعتراضاتها والتنبيه على خطورة نهج الاستبعاد·ولا تخلو الصحف السياسية السودانية من إشارات يومية إلى ضرورة توسيع قاعدة التفاوض وإشراك كل القوى السياسية السودانية في حل الأزمة بما يعني توسيع قاعدة ضمان السلام والاستقرار في البلاد للسنوات القادمة· وقد اتجهت بعض الكتابات لتنبيه القوى السياسية السودانية المعارضة، داخل التجمع الوطني الديمقراطي وخارجه، إلى أن استبعادها من مائدة التفاوض لا يعني بالضرورة استبعاد دورها، وأن هذه القوى تستطيع تحريك جماهيرها وتعبئة الرأي العام السوداني من خلال طرحها لبرامج تعبر عنه وتخاطب قضاياه الحقيقية، وان تثبت رؤاها ووجودها بشكل يجعل الآخرين يدركون خطورة استبعادها· إلا ان لعب هذا الدور يستوجب ان تؤدي الاحزاب والمنظمات السياسية السودانية فروضها اولا، وتعيد صياغة برامجها بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، وأن تشيع الديمقراطية داخل اجهزتها وصولا لفرز قيادات جديدة تنهض بالعمل السياسي في البلاد، إلا أن هذا يبدو في الوقت الحالي حلما جميلا لا علاقة له بالواقع، وإن لم يكن مستحيلا·
    فمعظم الاحزاب السياسية السودانية تعاني من مشاكل بنيوية وفكرية وسياسية ما تزال تقعد بها عن مجاراة الواقع المتحرك· وأكثرها، إن لم يكن كلها، لم تستطع ان تعيد صياغة افكارها وبرامجها بما يتناسب والتحديات الجديدة· وآخر انجاز سجلته أحزاب المعارضة المنتظمة في التجمع الوطني المعارض كان مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية الذي عقد في يونيو ،1995 وخاطب معظم مشاكل السودان· إلا أن مياه كثيرة قد مرت تحت الجسر منذ ذلك الوقت بما يستوجب إعادة النظر في هذه المقررات· كما أن البرامج التي صاغتها القوى السياسية المعارضة بنيت على اساس انها برامج بديلة ستقوم على انقاض برامج حكومة الإنقاذ، ولم تضع في اعتبارها احتمال الوصول لحل تفاوضي مع الحكومة بما يعني تحقيق نوع من التعايش مع بعض اطروحات الانقاذ، وتقديم بعض التنازلات· ولم تنشغل بعض الاحزاب بتطوير نفسها وتجديد اطروحاتها، بينما غرقت بعضها - مثل الحزب الشيوعي- في تفاصيل التطوير وتغيير البرامج والأفكار والاسم، في حوار مستمر منذ عشر سنوات لا يزال بلا نهاية· وإذا كانت الصحف تنشغل وبشكل يومي بطرح قضايا الهوية وتوزيع السلطة والثروة ومعالجة التهميش، فإن الأحزاب السياسية لا تبدو قريبة من اجواء هذه الاطروحات، إلا بجهد ومبادرات شخصية من بعض الكتاب الحزبيين·وتغيب عن معظم الاحزاب جهود ومحاولات ادراك وتفسير التغيرات التي حدثت في بنية السياسة السودانية، وظاهرة صعود القوى الاقليمية والجهوية مؤتمر البجا في شرق السودان- جبهة تحرير السودان في دارفور- حركات جبال النوبة والنيل الازرق··الخ ·وتعاني معظم الاحزاب من خلل تنظيمي واضح ، وبعضها لم يعقد مؤتمرا منذ أكثر من ثلاثين عاما - مثل الحزبين الاتحادي والشيوعي- وبالتالي فإن القيادات المسيطرة عليها لم تأت عن طريق الانتخاب· وصارت هياكل الأحزاب شبه مشلولة ، فاقدة للشرعية والصلة بالقواعد وعاجزة عن التعبير عنها· وقد نتج عن هذا الخلل ظاهرة الانشقاقات الكثيرة التي لم ينج منها أي حزب سوداني ، في الحكومة أو المعارضة، بما في ذلك الحركة الإسلامية الانقاذية وحركة قرنق، وتصاعدت ظاهرة القيادات التي تدعي كل منها الحق في الشرعية واسم الحزب· وقد يبدو للجميع ان حال الحكومة وحزبها من جهة، والحركة الشعبية من جهة أخرى، احسن من حال بقية الاحزاب، وهذا صحيح بحكم تمتعهما بالسلطة التي قد تحجب أجزاء من الصورة الحقيقة، لكن المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية المسلحة التي ستتقاسم معه الحكم، كلاهما مواجه بامتحان صعب سيكشف حدود قدراتهما الفكرية والسياسية والتنظيمية·
    قد تبدو الصورة مظلمة··ولكنها الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها· فالأحزاب السودانية بشكلها وادائها الحالي عاجزة عن مواجهة استحقاقات مرحلة السلام وما بعدها، وما لم تحدث ثورة هائلة على كل الاصعدة التنظيمية والفكرية والسياسية في هذه الأحزاب، وتظهر قيادات جديدة فإن الصورة المظلمة ستتحول إلى كابوس لا يعرف له نهاية·


    جريدة الاتحاد : العدد 10313 بتاريخ 9/29/2003
    www.atittihad.ae

    مؤسسة الإمارات للإعلام
    www.emi.co.ae

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de