بين معاوية وعقيل بن أبي طالب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2003, 09:48 AM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين معاوية وعقيل بن أبي طالب

    قال معاوية يوماً لأهل الشام، وعنده عقيل بن أبي طالب: هل سمعتم قول الله عز وجل: (تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب).
    قالوا: نعم. قال: فإن أبا لهب عم هذا الرجل، وأشار إلى عقيل، فقال عقيل: يا أهل الشام، هل سمعتم قوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد). قالوا: نعم. قال: فإنها عمة هذا الرجل وأشار إلى معاوية.
                  

09-28-2003, 07:52 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين معاوية وعقيل بن أبي طالب (Re: almulaomar)

    لمعاوية بن أبي سفيان مخالفات واضحة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم منها إلحاقه زيادا بأبيه أبي سفيان بدعوى أنه عاهر سمية وهي على فراش عبيد وذلك بشهادة رجل خمار صاحب خمارة مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ".
    وقوله من حديث ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، وقوله تعالى : " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " وكان فعله هذا أول عمل جاهلي عمل به في الإسلام علانية فلم يقدح مع ذلك عند الجمهور في عدالته وأيضا لم يخدش في وثاقته عند الجمهور عهده بالخلافة إلى ابنه يزيد ، وهو صبي يشرب الشراب ولا يعرف من الدين موطئ قدمه مع معرفته بليله ونهاره وإعلانه وأسراره وعلمه على أنه كان يومئذ في المهاجرين والأنصار وبقية البدريين وأهل بيعة الرضوان جم غفير وعدد كثير كلهم قارئ للقرآن عالم بمواقع الأحكام خبير بالسياسة حقيق على رأي الجمهور بالخلافة والرياسة ، فلم يراع سابقتهم في الإسلام ولا عناءهم في تأييد الدين وأمر عليهم شريره المتهتك وسكيره المفضوح ، فكان منه في صحراء كربلاء مع سيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء ما أثكل النبيين وأبكى الصخر الأصم دما ورمى المدينة الطيبة بمجرم بن عقبة ، وكان أبوه معاوية عهده بذلك إليه كما نص عليه جماعة فكانت أمور تكاد السماوات يتفطرن منها وحسبك أنهم أباحوا المدينة المنورة ثلاثة أيام حتى افتض فيها ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار ، كما نص عليه السيوطي في تاريخ الخلفاء وعلمه جميع الناس وقتل يومئذ من المهاجرين والأنصار وأبنائهم وسائر المسلمين اللائذين بضريح سيد النبيين صلى الله عليه وآله 10870 رجلا ولم يبق بعدها بدري وقتل من النساء والصبيان عدد كثير ، وكان الجندي يأخذ برجل الرضيع فيجذبه من أمه ويضرب به الحائط فينتشر دماؤه على الأرض وأمه تنظر إليه (ثم أمروا بالبيعة ليزيد ، على أنهم عبيد إن شاء استرق وإن شاء أعتق ، فبايعوه على ذلك وأموالهم مسلوبة ورحالهم منهوبة ودماؤهم مسفوكة ونساؤهم مهتوكة ، وبعث مجرم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد ، فلما ألقيت بين يديه قال : ليت أشياخي ببدر شهدوا : الأبيات.وقد روي ان الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه كان قد كبر سنة فكان يمشي وهو متكي على جدران المدينة تنزلق أقدامه في الدم وكان يقول تعس من أخاف رسول الله فأخذوه إلى مسلم بن عقبة فقال له ماذا تعني بقولك تعس من أخاف رسول الله فقال له سمعت النبي يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف مابين جنبي.
    ثم توجه مجرم لقتال ابن الزبير فهلك في الطريق، وتأمر بعده الحصين بن نمير بعهده من يزيد ، فأقبل حتى نزل على مكة المعظمة ونصب عليها المجانيق وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كل يوم يرمونها بها ،فحاصروهم بقية المحرم وصفر وشهري ربيع يغدون على القتال ويروحون ، حتى جاءهم موت يزيد وكانت المجانيق أصابت جانب البيت فهدمته مع الحريق الذي أصابه . وفظائع يزيد من أول عمره إلى انتهاء أمره أكثر من أن تحويها الدفاتر ، أوتحصيها الأقلام والمحابر ، قد شوهدت وجه التاريخ وقبحت صحائف السير وكان أبوه يرى كلابه وقروده وصقوره وفهوده ويطلع على خموره وفجوره ، ويشاهد الفظائع من كل أموره ويعاين لعبه من الغواني ويعرف خبثه بكل المعاني ، ويعلم أنه ممن لا يؤتمن على نقير ولا يولي أمر قطمير ، فكيف رفعه والحال هذه إلى أوج الخلافة وأحله عرش الملك والإمامة وملكه رقاب المسلمين وسلطه على أحكام الدنيا والدين ، فغش بذلك أمته ولم ينصح رعيته وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ،فيما أخرجه البخاري في الورقة الأولى من كتاب الأحكام من صحيحه ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة .
    وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه أحمد من حديث أبي بكر في صفحة 6 من الجزء الأول من مسنده : من ولي من أمور المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم . وقال صلى الله عليه وآله فيما أخرجه البخاري في تلك الورقة أيضا : ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحظها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة .
    والجمهور يعذرون معاوية في ذلك بناء على اجتهاده كما عذر بعضهم في وقعتي الطف والحرة أكفر أولاده يزيد وعذروا معاوية أيضا في قتله عباد الله الصالحين كعمرو بن الحمق الخزاعي ، وكان بحيث أبلته العبادة ورأسه أول رأس حمل في الإسلام ، قتله ( وهو من خيار الصحابة ) بحبه عليا عليه السلام ، وكحجر بن عدي الكندي وكان من فضلاء الصحابة أيضا قتله وأصحابه البررة الأتقياء إذ لم يلعنوا عليا رضي الله عنه ، ومعاوية هو الذي قتل الحسن رضي الله عنه بسم دسه إليه فسقته إياه بنت الأشعث ، علم بذلك كافة أهل البيت واعترف به جماعة من غيرهم
    قال أبو الحسن المدائني ( كما في أوائل الجزء 16 من شرح النهج لابن أبي الحديد في الصفحة 4 من المجد 4 طبع مصر ) : كانت وفاة الحسن سنة 49 وكان مريضا 40 يوما وكان سنة 47 سنة ، دس إليه معاوية سما على يد جعدة بنت الأشعث ، وقال لها : إن قتلتيه بالسم فلك مائة ألف أزوجك يزيد فلما مات وفى لها بالمال ولم يزوجها من يزيد وقال : أخشى أن تصنعي بابني ما صنعت بابن رسول الله ( ص ) .
    ونقل المدائني عن الحصين بن المنذر الرقاشي ( كما في صفحة 7 من المجلد الرابع من شرح النهج طبع مصر أيضا ) : إنه كان يقول : والله ما وفي معاوية للحسن بشئ مما أعطاه قتل حجرا وأصحابه وبايع لابنه يزيد ، وسم الحسن.

    وقال أبو الفرج الأصفهاني المرواني في كتابه مقاتل الطالبيين حيث ذكر السبب في وفاة الحسن عليه السلام ما هذا لفظه : وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شئ أثقل عليه من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص فدس إليهما سما فماتا منه الخ .
    وفي صفحة 17 من المجلد 4 من شرح ابن أبي الحديد طبع مصر ما يلفت الأنظار في هذا المقام فليراجعه من اراد الاستزادة .
    وروى ابن عبد البر في ترجمة الحسن من استيعابه عن قتادة وأبي بكر بن حفص إن بنت الأشعث سقت الحسن بن علي رضي الله عنه السم ، ثم قال : وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك.
    والأخبار في ذلك لا تحتملها هذه العجالة.
    ولو أردت أن استوفي من قتلهم معاوية من المصلحين وأولياء الله صبرا وأبادهم غدرا واستأصلهم عتوا وطحنهم حربا وسمل أعينهم ظلما وقطع أيديهم وأرجلهم بغيا واستل ألسنة لهم تنطق بالحق عنادا وأسقط شهاداتهم زورا وتقول عليهم افتراء وطلق حلائلهم مكرا وأخذ أموالهم سلبا وصاح في حجراتهم نهبا وهدم دورهم عشيا وأقصاهم نفيا وأوسعهم ذلا وضيق عليهم حبسا ودفنهم أحياء ولعنهم على المنابر أمواتا - لأفنيت المحابر و الصحف والدفاتر ثم لم ابلغ غايتي المقصودة ولم اظفر بضالتي المنشودة وكذلك لو أردت أن اتصدى للأحكام التي بدلها والحدود التي عطلها والبوائق التي ارتكبها والفواقر التي احتقبها والدواهي التي حدثت في زمانه والغاشمين الذين أشركهم في سلطانه كابن شعبة وابن العاص وابن سعيد وابن أرطاة وابن جندب ومروان وابن السمط وزياد وابن مرجانة والوليد الذين فعلوا الأفاعيل وقهروا الأمة بالأباطيل وساموا عباد الله سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وحسبك ما أجمع أهل الأخبار على نقله واتفق أهل العلم على صدوره من بعثه بسرا سنة أربعين لاستئصال من في اليمن من عباد الله الصالحين ،فراجع ما شئت من كتب الأخبار ولاحظ ما يحضرك مما يشتمل على أحداث تلك السنة من كتب الآثار ، لتعلم فظاعة هذه الواقعة وتعرف كنه ما كان يوم هذه الفاجعة من قتل الشيوخ الركع وذبح الأطفال الرضع ونهب الأموال وسبي العيال ، وماينس فلا ينس ما فعله يومئذ بنساء همدان ، إذ سباهن فأقمن ( كما في ترجمة بسر من الاستيعاب ) في السوق ، وكشف عن سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها .
    قال في الاستيعاب: فكن أول مسلمات سبين في الإسلام، وما أدري هذه أفظع وأوجع أم ما فعله بطفلي عبيد الله بن العباس، وكان عبيد الله يومئذ عاملا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على اليمن فهرب إليه من بسر ، واستخلف عبد الله بن عبد المدان الحارثي وكان جد الطفلين لأمهما ، فقتله بسر فيمن قتلهم يومئذ من الألوف المؤلفة من خيار الناس وقتل ابنه ، وبحث عن الطفلين فوجدهما عند رجل من كنانة في البادية ، فلما أراد بسر قتلهما قال له الكناني ( كما في تاريخ ابن الأثير ) لم تقتلهما وهما طفلان لا ذنب لهما ، فإن كنت قاتلهما فاقتلني معهما ، فقتله ثم ذبحهما بين أيدي أمهما فهامت على وجهها جنونا مما نالها تأتي الموسم تنشدهما فتقول :
    يا من أحس بابني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف
    يــا مــن أحـس بــابني اللــذين همــا * مــخ العظــام فمـخي اليوم مـزدهف
    يا من أحس بابني اللذين هما * قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف
    مــن دل والـهة حــيرى مــدلهـــة * علــى صــبيين ذلا إذ غــدا السلــف
    نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا * من إفكهم ومن الإثم الذي اقترفوا
    أحنـى علـى ودجــي ابنـي مـرهفـــة * مشحــوذة وكــذاك الإثـم يقــــترف
    وقالت له امرأة من كنانة لما ذبحهما ( كما في تاريخ ابن الأثير ) يا هذا قتلت الرجال فعلى م قتل هذين ؟ ! والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية والإسلام والله يا بن أبي أرطاة سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان السوء .
    قال ابن الأثير : فلما سمع أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بقتلهما جزع جزعا شديدا ودعا على بسر فقال اللهم اسلبه دينه وعقله . قال فأصابه ذلك فكان يهذي بالسيف فيؤتى بسيف من خشب ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه ولم يزل كذلك حتى مات إلى غير ذلك من بوائق معاوية وأعوانه وجرائم وزرائه ومقوية سلطانه ، وكان أحدهم يقتل الألوف من أفاضل الرجال ويعمل الأعمال التي يهتز منها عرش العظمة والجلال ثم لا يستعظم ما احتقب ولا يتألم مما ارتكب .
    أخرج الإمام الطبري في أحداث سنة خمسين من تاريخه بالإسناد إلى محمد بن سليم قال : سألت أنس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحدا ؟ قال: وهل يحصى من قتلهم سمرة بن جندب ، استخلفه زياد على البصرة ستة أشهر حين كان واليا عليها وعلى الكوفة من قبل معاوية وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس . فقال له زياد : هل تخاف أن تكون قتلت أحدا بريئا ؟ قال لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت
    وأخرج هناك أيضا بالإسناد إلى أبي سوار العدوي قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلا قد جمع القرآن
    وأخرج هناك أيضا بإسناده عن عوف قال : أقبل سمرة من المدينة فلما كان عند دور بني أسد خرج رجل من بعض أزقتهم ففاجأ أول الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة عبثا وعتوا . قال : ثم مضت الخيل فأتى عليه سمرة بن جندب وهو متشحط بدمه فقال : ما هذا ؟ قيل : أصابته أوائل خيل الأمير ، قال عتوا واستكبارا : إذا سمعتم بنا قد ركبنا فاتقوا أسنتنا
    وهذه القضايا متفق على صدورها من سمرة نقلها كل من أرخ حوادث سنة خمسين ، كابن جرير وابن الأثير وأمثالهما . وإذا كانت هذه أعمال سمرة في ستة أشهر في ظاهر القول وصريحه ، فما ظنك بأعمال زياد بن سمية الخبيث الفاسق بإجماع البرية ، وقد ولاه معاوية ( كما نص عليه الطبري في أحداث سنة خمسين من تاريخه ) أعمال الكوفة والبصرة والمشرق كله ، وسجستان وفارس والسند والهند ، فكم حرة في تلك الولاية هتكت . وكم حرمة لله انتهكت ، وكم دماء زكية سفكت ، وكم شرعة اندرجت وكم بدعة أسست ، وكم أعين سملت وأيد وأرجل قطعت و . و . و . ؟ ! إلى ما لا يحصى من الأعمال البربرية والفظائع الأموية التي تقشعر لها جلود البرية ويتصدع بها قلب الإنسانية .
    لكن الجمهور لما بنوا على اجتهاد معاوية عذروه في أعمال عماله ، ولم يخدش في عدالته عندهم بوائقه ولا بوائق رجاله .
    وعذروا معاوية أيضا في حربه عليا رضي الله عنه ، وهو ابن عم رسول الله وصيه وأبو الذرية التي بقيت منه وزوج الزهراء رضي الله عنها سيدة نساء العالمين حتى قتل من المسلمين ألوف مؤلفة ، وقد قال رسول الله ( ص ) فيما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " وقال صلى الله عليه وآله يوم جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين بالكساء فيما ذكره ابن حجر في صواعقه وأبو بكر بن شهاب الدين في رشفته من جملة حديث : " أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم " وقال صلى الله عليه وآله : " حرب علي حربي وسلمه سلمي " إلى غير ذلك من الصحاح التي لا حاجة إلى إيرادها لتواترها بين المسلمين
    وعذروه أيضا في لعنه بقنوت الصلاة رجالا أذهب عنهم الرجس محكم التنزيل وهبط بتطهيرهم جبرائيل وبأهل بهم النبي صلى الله عليه وآله بأمر ربه الجليل ، أولئك الذين فرض الله مودتهم وأوجب الرسول ولايتهم .وهم أحد الثقلين اللذين لا يضل من تمسك بهما ولا يهتدي إلى الله من ضل عنهما ، ألا وهم أمير المؤمنين ابن عم رسول الله ووليه وصاحب العناء بتأسيس دينه ووصيه ومن شهد الرسول بأنه يحب الله ورسوله ، وإنه منه بمنزلة هارون من موسى ، وولداه سبطا رسول الله وريحانتاه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . ولعن معهم عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة مع ما علم من وجوب تعظيمهم بحكم الضرورة من دين الإسلام وما ثبت بالعيان من شرف مقامهم لدى سيد الأنام ، وكيف لا يكونون كذلك وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة . وما اكتفى بذلك حتى أمر بلعن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه في كل بلد وترك ذلك سنة على أعوادها في كل عيد وجمعة ، وما زالت الخطباء في جميع الأنحاء تعد تلك البدعة المكفرة جزء من الخطبة إلى سنة 99 فأزالها خير بني مروان عمر بن عبد العزيز وهذا كله معلوم بالضرورة مقطوع فيه بحكم البداهة قد أجمع أهل العلم على صدوره واتفقت كلمة أهل السير على نقله فراجع ما ما شئت من كتب الأخبار لتعلم أن المسألة كضوء النهار .
    وكان الحسن قد شرط على معاوية إذا اصطلحا شروطا منها أن لا يشتم أباه فلم يجبه إلى هذه وأجابه إلى ما سواها ، فطلب الحسن أن لا يشتم عليا وهو يسمع ، قال ابن الأثير وابن جرير وأبو الفداء وابن الشحنة وكل من ذكر صلح معاوية والحسن : فأجابه إلى ذلك ثم لم يف له به. بل شتم عليا والحسن على منبر الكوفة ، فقام الحسين ليرد عليه فأجلسه الحسن رضي الله عنهما ، ثم قام الامام الحسن ففضح معاوية وألقمه حجرا ، وهذه القضية ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين وكثير من أهل السير والأخبار ، ولم يزل معاوية يلعن أمير المؤمنين أمام البر والفاجر ويحمل عليها الأصاغر والأكابر حتى أمر سعد بن أبي وقاص فيما أخرجه مسلم في باب فضائل علي من صحيحه بالإسناد إلى عامر بن سعد قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعد ابن أبي وقاص فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول ( ص ) فلن أسبه لا تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم - الحديث.
    وأمر الأحنف بن قيس فقال له كما نص عليه جماعة منهم أبو الفداء في أحداث سنة 67 من تاريخه : والله لتصعدن المنبر ولتعلننه طوعا أو كرها ، فكان بينهما كلام أفضى إلى خوف معاوية من الفضيحة إذا استوى الأحنف على المنبر فأعفاه من ذلك .
    وقد علم الناس كافة إن معاوية لم يقتل حجرا بن عدي الصحابي الجليل وأصحابه الصالحين الابدال إلا لامتناعهم عن لعن أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، ولو أجابوه إلى لعنه لحقنت دماؤهم فراجع مقتل حجر في أول الجزء 6 ؟ من كتاب الأغاني لأبي الفرج المرواني ، وفي أحداث سنة 51 من تاريخ ابن جرير وابن الأثير وغيرهما لتعلم الحقيقة ، وتعرف أن عبد الرحمن بن حسان العنزي لما أبى وامتنع عن لعن علي عليه السلام في مجلس معاوية أرسله إلى زياد وأمره أن يقتله شر قتلة ، فدفنه حيا ، وما زال يلعن عليا على رؤوس الأشهاد ، ويحمل على لعنه بالترهيب والترغيب كافة العباد في كافة البلاد . هذا مع ما صح من قول النبي ( ص ) : " من سب عليا فقد سبني " أخرجه الحاكم وصححه ، وهو من المتواترات ، وأخرج النسائي في صفحة 17 من الخصائص العلوية وابن حنبل في 323 من الجزء السادس من مسنده من حديث أم سلمة عن عبد الله أو أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي أيسب رسول الله فيكم ؟ قلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : من سب عليا فقد سبني.
    وقال ابن عبد البر في ترجمة علي من استيعابه ما هذا لفظه : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله وقال ( ص ) فيما أخرجه الطبراني وغيره : ما بال أقوام يبغضون عليا ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن فارق عليا فقد فارقني ، إن عليا مني وأنا منه ، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم يا بريدة أما علمت أن لعلي أفضل من الجارية التي أخذ.

    وقال ( ص ) فيما أخرجه الترمذي والحاكم في مستدرك الحاكم على الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما ( كما في الفصل الثاني من الباب 9 من الصواعق ) عن عمران بن حصين أن رسول الله قال : ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي .
    وفي ترجمة علي رضي الله عنه من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر ما هذا نصه : وروى طائفة من الصحابة أن رسول الله ( ص ) قال لعلي رضي الله عنه : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق .
    قال : وكان علي رضي الله عنه يقول : والله إنه لعهد النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
    وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه ، وقد تواتر قوله صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار "
    ومقامنا لا يسع استقصاء ما جاء في وجوب موالاته ولا يفي باستيفاء ما دل على تحريم معاداته ، فنلفت الراغب في ذلك إلى ما أودع في الكتب التي تناولت سيرة معاوية ككتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية وغيرها ، فإنه متكفل بالتفصيل متعهد بإقامة البرهان والدليل على أن هذا المقدار كاف لأولي الأبصار ، وإذا صح اجتهاد معاوية في مقابل هذه الأحاديث الصحيحة وجاز تأوله في عرض تلك النصوص الصريحة ، فهذه طامة كبرى على أن أفعاله لم تكن إلا لطلب الملك وانتزاعه من أهله وعداوته لعلي إنما هي ناشئة عن الأحقاد البدرية والضغائن الجاهلية .
    وهذا غيض من فيض فاحكموا أيها المنصفون بالعدل.
    يريدوننا بعد هذا كله أن نترضى على معاوية ويوهموننا بأحاديث موضوعة مكذوبة كالحديث الذي ضعفه الألباني وغيره من علماء الحديث أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم
    اللهم أرضى عن صحابة رسولك المنتجبين ورضوان الله تعالى عن أبي بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة المبشرين وسلام الله وصلواته على أهل البيت الطاهرين.


    .


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de