|
|
 salam
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نصر الدين حسين دفع الله
يا د. قرنق ان الايدى الملطخة بالدماء لاتصنع سلاما مستداما
الى كل الشهداء والاطفال الابرياء الذين اغتالتهم الة حرب القلة الحاكمة باسم المشروع الحضارى .
الى كل جرح دامي لم يلتئم رغم مرور الزمن .
ان السلام هو اسم من اسماء الله الحسنى . وقال الله سبحانه و تعالى فيه (ياايها الذين امنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين .)
ويقول فى سورة الانفال : ( ان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم ) صدق الله العظيم .
ومن المؤكد ان السلام يفرض نفسه فى نهاية المطاف رغم الدائرة المفرغة التى يدور فيها منذ سنوات نتيجة المناورات والمساومات الدنيئة وحالات الغرور والغطرسة التى تتمتع بها القلة الحاكمة فى السودان . فعصابة الخرطوم التى تجالسك يا سعادة العقيد قرنق فى نيفاشا لاتؤمن بالسلام , وان السلام فى حياتهم حيلة يواصلون بها التقاط الانفاس ومواصلة الهيمنة على رقاب العباد واذلال هذا الشعب الصابر . واننى على ثقة وقناعة تامة ان هذه التمثيلية وما صاحبها من ضجيج اعلامى هائل انما تدخل فى اطار لعبة توزيع الادوار وتبادل المواقع . فانهم يفقدون السلام فى دواخلهم فكيف يمنحوه للاخرين . ويقول فيهم الله سبحانه وتعالى فى سورة الصف : (يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم .
ونسأل د. قرنق هل حولت هذه العصابة ارض الوطن الى رمزا للحرية والعدل والمساواة و الوفرة حتى تصبح مصدر وئام وسلام ؟ فهي منذ استيلائها علي السلطة اصبحت مصدرا للتصادمات والحروب فكيف تصافحهم. ؟ فانهم جماعة اشتروا الضلالة بالهدى ولكن قطعا تجارتهم البائرة لن تربح وسوف يسترد الشعب من بين ايديهم كل شئ اخذوه حيلة او عنوة رغم تهديدهم وتوعدهم لنا بصوتهم الاجش بالثبور وعظائم الامور . ويثبت لهم التاريخ ان سياسة الردع وحده لا يشكل قطعا اساسا لسلام دائم وشامل وعادل . وان اى سلام حقيقى لايمكن ان تحكمه الروادع قبل الحوافز . ولكن فى المقابل يحتاج لاارادة قوية وجهود مضنية وقناعات راسخة لا الىشخصيات ذو نيات مشبوهه ومشوه ومتذبذبة تراوح مكانها . ويتطلب انقلابا فكريا شاملا يتخطي هذه الشخوص المتاجرة بالاسلام وبارواح هذا الشعب . ونقول لهم ان السلام الان مستمر شكلا ومترنح موضوعا ومعرض للموت بالسكتة القلبية اذا لم تشارك فيه كل قطاعات الشعب السوداني لان بنيتة ضعيفة وغير قادره على احتمال الاخر . لذلك نقول للعقيد قرنق :
هل مطلوب منا ان نتنازل عن مستقبل شبابنا وفلذات اكبادنا حتى يسود السلام ؟
وهل مطلوب منا ان نقدم صك عبوديتنا للقلة الحاكمة حتى يسود السلام ؟
وهل يمكن ان ترفع الفخ يا دكتور من ساحة الاغنام كى تطمئن الذئاب !!
اى سلام هذا الذى يجلب الذل والهوان , اى سلام هذا الذى يكبل ايدينا ونساق كالقطعان . اى سلام هذا الذى يسلبنا كرامتنا وعزتنا ولايرجع الحقوق المهضومة الي اهلنا . لذا نصرخ وننادي بكلمات الشاعر الكبير امل دنقل:
لاتصالح - - - - - - ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم اثبت جوهرتين مكانهما - - - - هل ترى
هي اشياء لا تشتري .
نؤمن بان الكل يؤكد ويلح ويصر بان البلاد عطشي للسلام الا هذه القلة الحاكمة , ولكن من يصنع السلام ؟ وهل الرئيس الفعلي للسودان وشلتة مؤهلين لصناعة السلام ؟ وهل صناعة السلام كصناعة الحرب !! فالايدى الملطخة بالدماء غير قادرة الي تحويل هذا الوطن العاجز على النهوض الي وطن معافى وسليم من امراض العصر ( الفقر , المرض , الجهل ) وانها عناصر مضادة للسلام تعانى من السادية والاستبداد والرغبة فى الانتقام من الكل حتي الزرع والضرع والطفولة لم تسلم من شرورها .
وتتسال الاغلبية المهمشة هل لمح د. قرنق بارقة امل للسلام لاحت له من القلة الحاكمة ؟ ام تنازل عن المبادئ التي ضحي من اجلها ملايين الشهداء حتي تصافح يداه في نيفاشا هؤلاء القتلة الذين ارتزقوا من دماء شهدائنا واقتاتوا من حليب اطفالنا . , هل فحص العقيد قرنق يداه بعد مصافحة عصابة الخرطوم كم هي ملوثة بالدماء ؟ ( شهداء الجنوب , شهداء الشرق , شهداء كردفان , شهداء النيل الازرق , شهداء العيلفون , شهداء مسجد انصار السنه , شهداء رمضان , شهداء الملاريا (4 الاف شخص فى الشهر حسب تقرير وزير الصحه الاتحادي) وشهداء التعذيب فى سجون النظام الغاشم ) والان الدم ينزف في دارفور الشقيقة .
الا يعلم العقيد ان الايدي الممدودة اليه تحمل فى يمناها حمامة السلام وفى يسراها تحمل خنجرها المسموم لقتلها بعد ان تحقق ماربها واهدافها السرية والمعلنة . ومن يحاسبهم ويسائلهم ويقتص لهؤلاء الشهداء يا سعادة العقيد اذا تمت المصالحة ؟ وهل ترضون بان كل دماء الشهداء تصبح ماءا ؟ لقد جاءهم الشعب (المبادرات ) الاف المرات كي يحقنوا الدماء . ولكنهم لم يراعوا كم دماء سفكوا , كم امرأة تسربلت بثياب الحداد ؟ كم احرقوا من اعشاب وكم طفل نام فوق الرماد ؟ كيف تأمنهم علي احلام فلذات اكبادنا , وسهامهم لا تاتي الا من الخلف !! وكيف تستنشق رئتان الشعب سموم خيانتهم المدنس او تتغني أمرأة بمستقبل صغيرها وفى داخله قلب منكس , وكم اسرة لبست ثوب الحداد الذى حاكتة هذه العصابة !! وهل ستبرئ النفوس التي مزقتها صدأ القبيلة والعنصرية ؟
كيف تضاحكهم يا سعادة العقيد الست انت صاحب فكرة السودان الجديد ؟السودان الذي يعطى كل ذى حق حقه ؟ هل تركوا قوافلنا امنه وقرانا سالمة ؟ انهم يحملون فى ايديهم مناجل من حديد تحسبهم يصلحون بها الارض ويحولوا الصحراء بتولا , ولكنهم سفكوا بها الدماء , وحولوا العشب الاخضر الي عيدان جافة والمشاريع جردت من ثمارها . فهل تراهم من مصلي الارض حتى يمتلكوها ويراعوها ؟ انهم ظامئ للدماء لم يرتوا بعد, الم تسمع وانت تجالسهم وهم يسفكون الدماء فى دارفور بعد الاتفاق مع فصيل منهم؟ هل نسيت ان الدم المتسرب بين عروق النباتات هو دماء ابطالنا وشهدائنا ؟
واتسأل وتتسأل معى الاغلبية المهمشة فى هذا الوطن الجريح. هل ضاعت دماء الشهداء سدا , وتحولت الى ماء متعفن لكى يكافأ الرجل الذى اذل الشعب برئاسة الوزارة بدلا من وضعه فى السجن او ارساله الى (لاهاى) محكمة العدل الدولية . لا ادرى باي حق يتم هذا ؟ وهل تقبل بان تكون نائبا للرئيس ؟ وهل للرئيس صلاحيات او وجود غير الكلام المتهور الذى لايليق برأس الدولة ؟ فكل الخيوط فى يد نائبه السيد/ على عثمان محمد طه فان قبولك بهذا يثبت احد امرين لا ثالث لهما :
اولا – اما انك تريد فصل الجنوب وهذه ستكون صدمة وكارثة لهذا الشعب الصامد الذى تعاطى معك وساندك فى كل هذه السنوات, مع ان عهدنا بك دائما كنت حارس الوحدة وحاميها.
ثانيا – اما انك لم تقوى على الحرب والعمل على احقاق الحق وارجاعه لاصحابه وفضلت الاستراحه فى مكتب القصرالجمهورى حتى تذهب فى نهاية المطاف كما ذهب د. رياك مشار وتعود حليمة الى قديمها .
ولكننا نقول لك انه لم يعد ثأرك وحدك او قضيتك وحدك بل جيل فجيل , بل امة بكاملها . وان هذه الاجيال ستحمل القضية كاملة لن يفرطوا فى شبر من ارض هذا الوطن ولم يضعوا ايديهم فى الايدى الملطخة بدماء شهدائهم , وانهم لم يطلبوا المستحيل ولكنها الحرية والعدل والمساواة لنا ولغيرنا , وعندها سيولد الحق من اضلع المستحيل .
ايها الوطن الكبير كيف ثقبوا بالحرب عذريتك , وانتهكوا بالسلب والتدليس هيبتك , فانهم ليسوا فى قامتك .
ان احلال السلام محل الحرب انما يعنى فى نهاية الامر احلال الوفرة محل الندرة والقسمة العادلة محل القسمة الضيزى فى كل خيرات الوطن . والعودة الى ثقافة السلام وكسب البعد الحضارى والثقافى وجعله اساسا فى تشكيل عناصر التماسك الاجتماعى . لنعطى اطفالنا معنا للسلام العادل , ولنعطيهم معنى للحياة . عشت موحدا ياوطنى توزع محبتك بين ابنائك بالعدل والمساواة لتكون جينات لحرية مستدامة .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست