:مفاوضات السلام السودانية والاعلام الرسمي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2003, 06:10 PM

coca

تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
:مفاوضات السلام السودانية والاعلام الرسمي

    د. عبدالوهاب الافندي
    السبت 13 سبتمبر 2003 04:33


    خلال الاسبوع الماضي، وفيما كان السودان يشهد اهم حدث في تاريخ عهد ثورة الانقاذ الوطني، وهو انعقاد مفاوضات السلام الجارية في كينيا علي اعلي مستوي، كانت نشرة الاخبار في التلفزيون الرسمي والاذاعة تبدأ بأخبار مثل تسلم رئيس الجمهورية رسالة تدعوه الي حضور قمة عدم الانحياز في ماليزيا ، او غير ذلك من الاخبار البروتوكولية وفي احيان كثيرة لم تكن مفاوضات السلام تذكر، او تحظي بذكر مقتضب.
    ولم يتغير هذا الوضع الا بعد ان آلت المفاوضات الي الانهيار امس الاول، حيث بادر التلفزيون بايراد خبر عاجل مفاده ان المفاوضات واجهت نكسة كبري . وفي نص الخبر لم ترد اي تفاصيل سوي ان مقترحات قيادة التمرد المكتوبة للحل والتي سلمت للوفد الحكومي في نهاية المفاوضات خالفت كل ما اتفق عليه وحولت عمليا نتيجة المفاوضات الي صفر كبير.
    ولكن هذه المعلومة لم تكشف شيئا عن محتوي ما تم الاتفاق عليه، ولا عن نقاط الخلاف التي استجدت. ومع ان هذا الامر يمكن ان يفسر جزئيا بالتعتيم المتعمد المفروض علي تفاصيل ما يدور في المفاوضات للمساعدة في انجاحها، فان هذا لا يكفي لتبرير الاهمال الكامل لوقائع مفاوضات ستشكل اذا نجحت او فشلت مستقبل السودان لاجيال قادمة.
    ولو كانت مثل هذه الاحداث تدور في اي بلد آخر لكانت اجهزة الاعلام رصدت كل بثها او معظمه لتغطية الحدث وتنوير الشعب حول الخيارات المتاحة والمآلات المتوقعة، مع تحليل مواقف الاطراف ومظان المرونة والتصلب فيها. وهذا بدوره كان يتيح اشراك الجماهير في الحدث والسماح لها بالتعبير عن ارائها، وبالتالي الضغط علي الطرف الذي لا يبدي مرونة كافية.
    ولكن التعتيم لم يكن المقصود منه فقط زيادة فرص نجاح المفاوضات، بل هو تعبير عن سياسة ثابتة للاحتفاظ للشعب بدور المتفرج فقط، بينما تكون كل معطيات القرار بيد اهل الشأن دون مشاركة، ولم تكن مصادفة قيام الحكومة في الاسبوع الذي سبق المفاوضات باغلاق صحيفة مستقلة اتهمت بتجاوز الخطوط الحمراء في نقد النظام. وقد كان هذا في حد ذاته ارهاصا باشكالات ستواجه التفاوض، لان قرنق وانصاره مصممون علي تجاوز خطوط حمراء اغلظ بكثير من تلك التي تجاوزتها صحيفة موالية للحكم الي حد كبير.
    فرص دور المتفرجين علي الكل كان من الممكن التغاضي عنه لو تكللت جهود المفاوضين بالنجاح، وحققت النتائج التي يتوق اليها الشعب السوداني من انهاء للحرب والمعاناة ودعم للاستقرار السياسي في البلاد، ولكن الفشل المدوي الذي شهدته هذه الجولة بعدما علقت عليها الامال ستكون له عواقب ابرزها ان الشعب لن يقبل بدور المتفرج بعد اليوم. لقد ظلت الجماهير تنظر ان ينجح المسؤولون في حسم قضية الحرب وغيرها من القضايا الهامة لاكثر من عشرين عاما، تحركت خلالها مرة واحدة بقوة في انتفاضة نيسان (ابريل) عام 1986 التي اطاحت بالرئيس النميري.
    نتيجة الانتفاضة كانت بدورها مخيبة للامال، لان القادة الذين تولوا الامر بعدها قصروا كثيرا وكانوا دون الطموح والتوقعات. ولعل الشعب يتريث في التحرك مجددا لانه لا يعلق آمالا كثيرة علي القيادات البديلة، ولكن هذا الوضع قد يتغير اذا اظهرت قيادات المعارضة تماسكا وكفاءة اكبر ووحدت جهودها.
    ان فشل جولة المفاوضات الاخيرة يشكل ضربة كبيرة للحكومة التي ارسلت اكبر قادتها الي المفاوضات وافرغت كل ما في جعبتها من طاقات وقيادات ومبادرات واطروحات، ولكن كل الجهود باءت بالفشل. وهذا بدوره يعطي الانطباع بأن الحكومة لم يبق لديها ما تقدمه لتحقيق السلام، وان استمرارها بتركيبتها الحالية واطروحاتها يعني الحكم علي البلاد بالعيش في حرب ابدية.
    موقف الحكومة اهتز ايضا بسبب الخلافات التي تفجرت داخلها حول ملف السلام، وتمثلت في استقالة مستشار الرئيس للسلام د. غازي صلاح الدين احتجاجا علي اضطراب التعامل مع الملف، ولم يكن غازي اول كبير للمفاوضين يقال او يستقيل بسبب خلافات من هذا النوع، حيث نجد ان كل من تولي ملف السلام في السابق هم اليوم في المعارضة ما عدا وزير واحد تحول الي منصب آخر.
    اذن غياب الشفافية والتعاطي الاعلامي الذي يحترم العقول هو عرض لداء عضال يرمز له عجز الحكومة المزمن عن التوصل الي سلام مع فريقها المفاوض وفي داخله اولا. وهي بالمناسبة نفس مشكلة حركة التمرد التي واجه فيها اكثر قادة وفود التفاوض السابقين مصيرا اسوأ وصل ببعضهم الي المقابر.
    وهذا لا يعني ان البلاد لن تجد السلام ابدا، ولكنها قد تجده مع قيادات جديدة في الحكومة والمعارضة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de