الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 05:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2003, 09:40 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس

    لعل خير ما نعرف به الشعر الجديد، هو أنه رؤيا، والرؤيا بطبيعتها قفزة خارج المفهومات السائدة، هى اذن تغيير فى نظام الأشياء وفى نظام النظر اليها
    هكذا يبدو الشعر الجديد أول ما يبدو، تمردا على الأشكال والطرق الشعرية القديمة، فهو تجاوز وتخط يسايران تخطى عصرنا الحاضر وتجاوزه للعصور الماضية، ان له بهذا المعنى حقيقته الخاصة، حقيقة العالم الذى لا يعرف الذهن التقليدى أن يراه، لكن الذى يراه الشاعر ويكشف عنه
    فعاداتنا الفكرية وحاجاتنا العملية تحول بيننا وبين رؤية الحقيقة أو الواقع الا من خلالها، والشاعر لا يرضى بالمعنى الذى تضيفه العادة الانسانية على الأشياء مهما كان مفيدا، ويبحث لها عن معنى آخر ومن هنا ينفصل عن التقليد والعادة ويصبح دوره فى أن يوقظنا ويخلصنا من الأفكار المشتركة الضيقة
    أن نرى فى الكون ما تحجبه عنا الإلفة والعادة، أن نكشف وجه العالم المخبوء، أن نكتشف علائق خفية، وأن نستعمل لغة ومجموعة من المشاعر والتداعيات الملائمة للتعبير عن هذا كله، تلك هى بعض من مهمات الشعر الحديث، وهذا هو امتيازه فى الخروج من التقليدية، فقوام الشعر الجديد معنى خلاق توليدى، لا معنى سردى وصفى، انه كما يقول الشاعر الفرنسى رينيه شار "الكشف عن عالم يظل ابدا فى حاجة الى الكشف"
    لذلك فان من خصائصه ان يعبر عن قلق الانسان، ابديا
    الشاعر الجديد والحالة هذه، متفرد ومتميز فى الخلق وفى مجال انهماكاته الخاصة كشاعر، وشعره مركز استقطاب لمشكلات كيامية يعانيها فى حضارته وأمته وفى نفسه هو بالذات
    هكذا يمكننا القول أن الشعر الجديد نوع من المعرفة التى لها قوانينها الخاصة فى معزل عن قوانين العالم، انه احساس شامل بحضورنا وهو دعوة لوضع معنى الظواهر من جديد، موضع البحث والتساؤل وهو لذلك، يصدر من حساسية ميتافيزيقية، تحس الأشياء إحساسا كشفيا
    الشعر الجديد من هذه الوجهة، هو ميتافيزيقيا الكيان الإنسانى
    ومن هنا يتجه الشعر الجديد الى التخلى عن الحادثة، اذ ان هناك تنافرا بين الحادثة، ويتخلى عن أن يكون شعرا للوقائع أو شعرا واقعيا بالمعنى الشائع لهذه الكلمة، وان يتخلى عن الجزئية فلا يمكن للشاعر أن يكون عظيما الا اذا لمحنا وراءه رؤيا للعالم، فالأثر الشعرى الذى لا يكون بالنسبة للشاعر وللقارئ، إلا شكلا من اشكال المديح او الهجاء، هو فى الحقيقة كما يقول اندريه مالرو، ضد الشعر
    يتخلى الشعر الجديد ايضا عن الرؤية الافقية، ففى معظم شعرنا المعاصر والقديم، تبدو الحياة مشهدا، فهو ينظر الي الاشياء باعتبارها اشكالا او وظائف، لذلك تبدو العلاقة بين الانسان والعالم علاقة شكلية
    يتخلى الشعر الجديد عن التفكيك البنائى، فنحن نرى فى معظم القصائد المعاصرة تشققا فى هيكلها ووحدتها
    الشكل الشعرى هو اولا كيفية وجود، اى بناء فنى، وهو ثانيا كيفية تعبير، اى طريقة، والشعر الجديد لاعتباره كشفا ورؤيا، غامض ومتردد ولا منطقى، ولهذا لابد من العلو على الشروط الشكلية لانه بحاجة الى مزيد من الحرية مزيد من السر والنبوءة، فالشكل يمحى امام القصد او الهدف، ومع ذلك فان تحديد شعر جديد خاص بنا نحن، فى هذا العصر، لا يبحث عنه جوهريا فى فوضى الشكل ولا فى التخلى المتزايد عن شروط البيت، بل فى وظيفة الممارسة الشعرية التى هى طاقة ارتياد وكشف
    ليس الشكل مجرد وزن، وانما هو نوع من البناء، ولهذا يبقى ككل بناء، قابلا للتجديد والتغيير، ولا تنبع الموسيقى فى الشعر الجديد من تناغم بين اجزاء خارجية وأقيسة شكلية، بل تنبع من تناغم داخلى حركى هو اكثر من ان يكون مجرد قياس، ووراء التناغم الشكلى الحسابى، تناغم حركى داخلى هو سر الموسيقى فى الشعر
    من القضايا الشكلية، البنائية التى تثار ضد الشعر الجديد، قضية التعبير بغير الأوزان التقليدية، فحيث لا تكون أوزان، فى رأى من يثيرونها، لا يكون شعر


    يتبع

    ================================================
    أدونيس - زمن الشعر
    الطبعة الثالثة 1983 - دار العودة - بيروت
                  

09-12-2003, 09:47 AM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: THE RAIN)

    المطر يا سلام عليك وعلي أدونيس
                  

09-12-2003, 11:17 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: ود شاموق)

    هتاف
    ارجع الى بريدك تجدني هناك عاجزاً ان ارد
    الصوت يخرج من صميم الحبل مفتوناً بالضفيرة
    لاشي غير الذي عند المعري يهز تطاول الحزن فينا
    الصمت مفتاح الفكرة القادمة في سكون
    اللحن حين يكون
    مجد المترنمين
    بالوعي
    التفتح والامل
    لا نملك شيئاً في الاشتهاء
    بل نعرف كيف نذوب دون وجل
    او نصمت دون شهوة
                  

09-12-2003, 05:35 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: هدهد)

    هدهد
    ونحن فى عمق مهاوى الصمت، يضج هتاف الروح، ويغتال التوجس كلما رعشة تأتى
    دعها تأتى، عرسا من صدى الملهاة، وضحكة تعلن موات المأساة
    هى سهول الليل يا أمين فى هذه الغربة، يشهق الوقت والحس معا، لا يجد القوس بدا من بكاء، ولا يحتاج الوتر أصلا ليكتب اسمه ضمن حضور الحزن

    دعها تأتى يا أمين

    ليصل هتافى أولا، وإن أنت أمسكته وفتحت قبضته وما ورأيت ما تحوى، ستجد مكتوبا، لا، منقوشا بين ثناياها، ما اشتهيت أن تعلنه سماء الكلام، هو فعلا كذلك، لكن للضرورة أحكام

    لو كانت الضرورة إمرأة، لما عشقتها

    أبدا
                  

09-12-2003, 05:23 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: ود شاموق)

    ود شاموق

    تحياتى وسلامى ليك يا شاعر يا فنان
                  

09-12-2003, 05:36 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: THE RAIN)

    متابعة

    تكتفى اللغة فى الشعر التقليدى، من الواقع ومن العالم بأن تمسها مسا عابرا، فهى لغة وصف وتعبير، ويطمح الشعر الجديد الى أن يؤسس لغة التساؤل والتغيير، ذلك أن الشاعر هو من يخلق اشياء العالم بطريقة جديدة، ثم ان بعضهم ما يزالون ينظرون الى الكلمة نظرة غائية، فهناك فى زعمهم كلمات شعرية وكلمات اخرى غير شعرية، كأن القصيدة عندهم نوع من الفسيفساء اللفظية، لكن ما من كلمة هى شعرية بذاتها أكثر من غيرها
    ان للكلمة عادة معنى مباشرا، ولكنها فى الشعر تتجاوزه الى معنى اوسع واعمق، لبد للكلمة فى الشعر من ان تعلو على ذاتها، ام تزخر بأكثر مما تعد به، وأن تشير الى أكثر مما تقول، فليست الكلمة فى الشعر تقديما دقيقا أو عرضا محكما لفكرة أو موضوع ما، ولكنها رحم لخصب جديد
    ثم ان اللغة ليست كيانا مطلقا بل عليها أن تخضع لحقيقة الانسان التى يجهد للتعبير عنها تعبيرا كليا، فهى اذن ليست جاهزة بحد ذاتها، بل تشرق وتصير
    علينا فى الشعر أن نخرج الكلمات من ليلها العتيق، أن نضيئها، فنغير علائقها ونعلو بأبعادها
    اذا كان الشعر الجديد تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنة فى شئ ما او فى العالم كله، فان على اللغة ان تحيد عن معناها العادى، ذلك ان المعنى الذى تتخذه عادة لا يقود الا الى رءى اليفة مشتركة، ان لغة الشعر هى اللغة الاشارة، فى حين أن اللغة العادية هى اللغة الإيضاح
    فالشعر الجديد هو، فى هذا المنظور، فن يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله، فما لا تعرف اللغة العادية أن تنقله، هو ما يطمح الشعر الجديد الى نقله
    يصبح الشعر فى هذه الحالة ثورة على اللغة، وفى هذا، يبدو الشعر الجديد نوعا من السحر لانه يجعل ما يفلت من الادراك المباشر مدركا
    كان الشعر التقليدى شعرا عقليا، أى شعر يعبر عن عالم يقوم على الترابط والانسجام، اما عالمنا الحديث فعالم مفكك والشعر الجديد انبثاق عنه
    مهمة اللغة هى اذن، ان تقتنص ما لا يمكن اقتناصه عادة، او على الأصح ما لم تتعود هذه اللغة اقتناصه، صحيح انه لا وجود لما لا يمكن التعبير عنه، ولكن ذلك ليس بفضل وجود اللغة كمفردات، بل بفضل وجود الشعر الذى يجعل من اللغة سحرا ينفذ الى الى كل شئ
    ليس على الكلمة اذن ان تكون مجرد تعبير بسيط عن فكرة، بل عليها ان تخلق الموضوع وتطلقه خارج نفسه
    لقد انتهى عهد الكلمة الغاية، وانتهى معه عهد تكون فيه القصيدة كيمياء لفظية، اصبحت القصيدة كيمياء شعورية، واقصد بالشعور هنا حالة كيانية يتوحد فيها الانفعال والفكر، والقصيدة الجديدة تركيب جديد ينعرض فيه من زاوية القصيدة وبواسطة اللغة، وضع الانسان


    يتبع
                  

09-12-2003, 06:12 PM

MOHDY
<aMOHDY
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 338

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: THE RAIN)

    Salam ya Rain,

    Its a nice piece..

    is this part of his book: The Surrialism and the Sufism?
                  

09-12-2003, 06:26 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: THE RAIN)

    MOHDY

    كيف الحال والأحوال

    هذه المقاطع من كتاب أدونيس "زمن الشعر" الطبعة الثالثة من دار العودة فى بيروت

    هذا الأدونيس، لا تنتهى الدهشة منه أبدا، وهو فعلا شاعر الكتاب وكاتب الشعراء

    دمت
                  

09-13-2003, 08:58 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجديد - الشكل والرؤيا --- أدونيس (Re: THE RAIN)

    ولد رفض الرؤى الشعرية القديمة للعالم، عند الشاعر الجديد واقعا سديميا غامضا من جهة، وولد من جهة أخرى ذاتية تحيد عن الواقع، ان لم تحاول الانفصال عنه، وهذا يعنى بكلام آخر فقدان الأفكار المشتركة بين الشاعر والقارئ، وفقدان اللغة المشتركة والثقافة الشعرية المشتركة
    هناك اذن تنافر بين الشاعر والواقع يوازيه تنافر بين الشاعر والقارئ، فقد صار الشعر الجديد الشخص الشاعر نفسه أو كاد، ولعل هذا التنافر هو ابرز خصائص الشعر الجديد واكثرها اصالة وعمقا
    هذا التنافر هو، شعريا الغرابة، والجميل غريب دائما كما يقول بودلير، اذا ان الغرابة هنا هى الجدة، والغريب لا يمكن فهمه بسهولة، هناك امثلة على الغرابة وصعوبة الفهم حتى فى العلم والفلسفة والتصوير، لم يفهم اينشتاين رياضيو عصره، واستخف الكثيرون بعالم نيتشه، ولم يكن احد يقيم وزنا للوحات فان غوغ، هنا على وجه الدقة يكمن معنى التجديد، اذ ليس التجديد ان نجعل الماضى يتطاول ويمتد، بل ان نحيد بطرائقنا ورؤانا الشعرية عن طرائق الماضى ورؤاه، وعلامة ذلك هى هذا التنافر
    ان الشعر الجديد هو، بشكل ما، كشف عن حياتنا المعاصرة فى عبثيتها وخللها، انه تشققات فى الكينونة المعاصرة، لذلك نحن نذكر هؤلاء الذين يثورون فى وجه قصائد غير مفهومة، بأن عقلهم يثور غريزيا، ضد خط مستقيم هو فى الحقيقة منحن كما يبين لنا اينشتاين، أو ضد جئ هو فى الوقت ذاته موجة كما بينت لنا الفيزياء الحديثة
    كنا فى الماضى نحب أن تكون القصيدة وصفا وحلية وتأوهات، وقيادة حماسية للجملة الشعرية، واليوم تفاجئنا القصيدة بعكس ذلك، فنراها اكتشافا لما لم نره ولم نشعر به ابدا
    من هنا كراهية المنطق الخطابى فى الشعر الجديد، فهذه الكراهية خاصة من خاصياته الرئيسية، ان حب المنطق هو من مميزات سكان عالم منظم، مميزات انسان يحيا فى انسانية موقنة لها عوامل يقينها، حتى انها اذا صادفن امامها اسرارا او مخاوف، سرعان ما تألفها وتصيرها انيسة اليفة، الا ان الانسان الذى يحيا فى عالم غير يقينى، يتجنب المنطق ولا يخدع به، انه يحسب نفسه مغامرا ازاء مصادفات خطرة تتطلب جرأة اكثر مما تتطلب احتراسا
    اذ يتخطى الشعر الجديد العالم المغلق المنظم، يتجاوز الأسس التى يقوم عليها واقعنا ويتطلع نحو عالم مجهول لم يعرفه بعد، استطاع الشعر فى الماضى ان يلعب دوره فى مثل ذلك العالم، فانحصر غالبا فى مهمة تزينية أو غنائية لأنه كان يطمح الى ان يجمل أو يضفى صفات الكمال على الأشياء، لكنه لا يطمح الآن الى أن يعرض الأشياء فى شكل جميل، سار أو أو مؤلم، مما يستطبع كل ذى بصر ان يحس به، بل الى ان يكتشف ويعرى ما لايقدر بصرنا ان ينفذ اليه
    يكاد معظم شعرنا العربى القديم أن يجهل دخيلاء الانسان وهذه الصميمية التى تقربنا من الاشياء وتتيح لنا ان نتعمقها وننفذ اليها، غائبة عنه تقريبا
    ومن مهمة الشعر الجديد، ان يجعلنا فى تماس دائم مع هذه الدخيرء وهذه الصميمية
    ربما ازداد الان وضوحا معنى التنافر الذى اشرت اليه، وقد ينضح اكثر اذا عددنا بعض مظاهره، غمن مظاهره، الفنية الجديدة، ان حذف التسلسل المنطقى وادوات التشبيه، وعرض الصور مهما كانت عبثية، كأنها بداهة مضيئة، والانفعال المعقد المرهف، وتداخل الصور والمشاعر والرموز، وتجاوزها، والمزج فيما بينها، هذا كله يباغت بصيرة القارئ ويذهله
    ومن مظاهر هذا التنافر، اضطرار الشاعر الى ان يحمل الكلمات معانى لا تحملها، او لم تتعود ان تحملها، اى الانشقاق الكبير بين ادوات التعبير وما يراد التعبير عنه، ومن مظاهره ايضا، ان الشعر الجديد لا مثال له، لأنه يتجاوز المقولات التقليدية فى تحديد الشعر وكتابته، ومن مظاهر هذا التنافر، عمق الشعر الجديد
    كان الشعر القديم يحيا فى سطح المادة والعالم، كان وصفا للواقع، ولهذا كان خارج الواقع الحى، والشعر الجديد محاولة للنفاذ الى اعماق الواقع، وراء المظاهر والسطوح، وصوب الخارق والفائق


    ================================================
    أدونيس - زمن الشعر
    الطبعة الثالثة 1983 - دار العودة - بيروت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de