|
صدام في افريقيا
|
نظَّم سكان مدينة "وجير" الكينية مسيرة أمام مبنى بلدية المدينة السبت 6-9-2003، احتجاجاً على قدوم طلائع القوات الأمريكية إلى مدينتهم تمهيداً لإجراء تدريبات مشتركة مع القوات الكينية على مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي.
ورشق المتظاهرون بالحجارة موكبا لدى مروره أمامهم، وكان يضم وحدة من الجنود الأمريكيين يرافقهم السفير الأمريكي في كينيا "وليام ماك بالامي".
وهتف المتظاهرون بعدة عبارات ساخرة ورافضة للوجود الأمريكي في مدينتهم من قبيل: "لا نريدكم في أرضنا"، و"هذه ليست بغداد"، و"صدام ليس هنا" في إشارة إلى محاولات قوات الاحتلال الأمريكي المستمرة للبحث عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
ووصلت السبت وحدة أمريكية مكونة من 40 عسكريا إلى مطار عسكري قريب من مدينة "وجير" قادمة من قاعدة "ليمونييه" في جيبوتي مقر القوات الأمريكية الموجودة في منطقة القرن الأفريقي.
وأنشأت واشنطن قاعدة ليمونييه في أغسطس 2002، ويتواجد بها أكثر من 1800 من الجنود الأمريكيين، كما ترسو في سواحلها حاملة الطائرات "مونت وايتني" وعدد من السفن الحربية الأمريكية الأخرى التي تقوم بمراقبة سواحل منطقة القرن الأفريقي وخليج عدن.
وكشف مسئول كيني في مدينة "وجير" رفض ذكر اسمه لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الأحد 7-9-2003 بأن وحدات أخرى من القوات الأمريكية ستصل تباعا إلى كينيا خلال الأسبوع القادم لمباشرة مهام التدريب المشترك مع فرقة مختارة من الجيش الكيني على مكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي في الصحراء الشمالية لكينيا.
وقد اجتمع عدد من الضباط الأمريكيين يرافقهم السفير الأمريكي في كينيا مع المسئولين الكينيين في مدينة وجير ثم انتشروا في المناطق الريفية في المنطقة وبدءوا -في محاولة على ما يبدو لكسب ودّ الرعاة والقرويين، بحسب مصادر مطلعة على الشأن الكيني- بمداواة بعض المواشي بالعقاقير الطبية، وشكلوا عيادة متنقلة لإجراء فحوصات على المرضى من الرعاة، وقاموا بتوزيع أقراص مسكنة للآلام وعلب البسكويت.
وتعتبر هذه التدريبات الثانية من نوعها في كينيا، حيث أقامت وحدات أمريكية وألمانية تدريبات مشتركة مع قوات كينية عام 2002، وتأتي في وقت يتزايد فيه غضب السكان المسلمين في كينيا نتيجة انتشار مكاتب مكافحة الإرهاب في بلادهم والتي يعمل فيها موظفو وكالة الاستخبارات الأمريكية بمساعدة من الشرطة الكينية، حيث أصبح قيام تلك الأجهزة بحملات أمنية مفاجئة واعتقالات متكررة مصدر إزعاج للسكان في المنطقة.
وقد خلقت الهجمات التي استهدفت السفارتين الأمريكيتين في كل من كينيا وتنزانيا عام 1998 وهجمات ممباسا في نوفمبر عام 2002 على فندق يرتاده إسرائيليون، اهتماما متزايدا لدى الإدارة الأمريكية بأفريقيا، تمت ترجمته إلى تفكيرها في ضرورة تواجد دائم للقوات الأمريكية في المنطقة.
وقد تحدثت وسائل الإعلام المحلية في الصومال خلال اليومين الماضيين عن أنباء تفيد بأن القوات الأمريكية في القرن الأفريقي تريد إقامة قاعدة دائمة أخرى في مدينة "وجير" الكينية، التي تقع قرب المثلث الحدودي بين الصومال وكينيا وأثيوبيا للقيام بمراقبة الحدود الطويلة بين البلدان الثلاثة.
وأوضح محللون سياسيون مطلعون على الشأن الكيني أن أهمية تلك القاعدة تتمثل في أنها تطل على منطقة "جيدو" بجنوب غرب الصومال التي كانت تسيطر عليها مليشيات جماعة الاتحاد الإسلامي الصومالي حتى عام 1999، وكذلك منطقة "رأس كمبوني" الساحلية التي تقع على الحدود بين كينيا والصومال التي كانت آخر معقل لمليشيات الجماعة قبل انهيارها عام 2000.
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت جماعة الاتحاد الإسلامي في قائمة المنظمات الإرهابية واعتبرتها ذراع لشبكة تنظيم القاعدة في القرن الأفريقي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 4-7-2003 أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون تخطط حاليا لإقامة قواعد عسكرية في عدة دول أفريقية، من بينها الجزائر وتونس والمغرب، والحصول على موافقة دول أخرى على فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الأمريكية، وذلك بهدف تأمين منطقة الصحراء الكبرى الواقعة بين السودان وموريتانيا، والتي تحولت لمناطق "لإعداد الإرهابيين"، بحسب مزاعم واشنطن.
كما كشف الجنرال "جون أبو زيد" قائد القيادة المركزية الأمريكية في 30-7-2003 عن اعتزام بلاده إنشاء قوة عمل تشارك فيها 11 دولة أفريقية، بينها دولة عربية واحدة هي مصر، وذلك بهدف مواجهة الكوارث ومكافحة الإرهاب في منطقة شرق ووسط أفريقيا التي تقع فيها هذه الدول.
والدول الأفريقية الـ11 التي تشارك في القوة هي: مصر وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي وبوروندي ورواندا والكونغو وكينيا وأوغندا وتنزانيا وسيشل، وستشرف القيادة المركزية الأمريكية على عمل هذه القوات. منقول اسلام اون لاين
|
|
|
|
|
|