" /> التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم

التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2003, 02:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم


    عزيزي ود قاسم

    وفاء بما طلبته مني ومن الجمهوريين عن إيراد مواد مما كتبه الأستاذ محمود عن مسائل بعينها اخترت لكم اليوم هذه المادة وأرجو أن تكون مثارا للنقاش الجاد والتداول..

    المادة هنا:

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=2895#2895

    ولكني سأنقلها فيما بعد..

    /size>
                  

09-06-2003, 11:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: Yasir Elsharif)


    لقد قرأت اليوم مقالا للكاتب السوري هاشم صالح في صحيفة الشرق الأوسط.. وقد ذكّرني هذا المقال بما كتبه الأستاذ محمود قبل أكثر من 35 سنة في كتابه "التحدي الذي يواجه العرب"ـ تحت عنوان العرب في التيه..
    أرجو أن تقرأوه ثم تقرأوا ما كتبه هاشم صالح
    http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9047&pag...eader&article=191135
    :
    أولا: هذا ما جاء في كتاب التحدي الذي يواجه العرب الذي يوجد في صحفة الفكرة هنا
    http://www.alfikra.org/books/bk011/index.htm
    العرب في التيه:

    ومع ذلك فان هذه الجهالة الكبرى، وهذه الغفلة المفلسفة، وهذه النكسة البشرية، الفكرية، الموبقة، تسمي نفسها، في أيامنا الحاضرة، "ثورية وتقدمية" وتطرق أبواب العرب المسلمين، فتجد، من قادة العرب المسلمين، من يفتح لها هذه الابواب على مصاريعها.. في غفلة وفي بلاهة..

    ان العرب اليوم في التيه.. وهم في تيه ولا موسى لهم، ولا هارون، ولا يوشع.. بل ولا مولى لهم.. نسوا الله فنسيهم الله: "كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى".

    ان هذا أمر لا يصح السكوت عليه، ولا بد من عمل سريع.. واول ما تجب الاشارة اليه هو ان المشكلة التي تواجه العرب اليوم ليست، كما يظنون، مشكلة أرض فلسطين، التي اقتطعها اليهود بمعاونة بريطانيا وامريكا، وموافقة الاتحاد السوفيتي، وبعض الدول الاخرى، فشردوا أهلها، واقاموا فيها دولة اسرائيل.. المشكلة اكبر من ذلك، واخطر.. هذه المشكلة الكبيرة، الخطيرة هي ان المرحلة الحاضرة من تطور المجتمع البشري، على هذا الكوكب، الذي نعيش فيه، قد واجهت العرب بتحد لم يسبق لهم ان ووجهوا به، بهذه الصورة الحاسمة، وما ارض فلسطين الا البقعة التي فيه رمي قفاز التحدي..

    ولقد واجه العرب هذا التحدي بغير ادواته، حين ظنوه دولة اسرائيل، فدخلوا معا في حرب يوم 15 مايو عام 1948 فانهزموا، فذهبوا يبحثون عن أسباب الهزيمة، فلم يهتدوا الى اصل المشكلة، ولكن تفكيرهم هداهم الى ان سبب الهزيمة هو فساد الحكام العرب، وتواطؤهم مع الاستعمار الغربي، الذي صنع اسرائيل وساندها في الحرب ضد العرب فثاروا ببعض حكامهم، واجلوهم عن مواطن القيادة، وجاءوا بقيادات جديدة فظنوا أنهم بذلك قد اهتدوا الى اصل المشكلة، وظنت هذه القيادات الجديدة ان مشكلتها هي دولة اسرائيل، ومن ورائها الدول الغربية، أو قل انها ارادت ان تفهم ان مشكلتها هي الدول الغربية التي تستخدم اسرائيل، بعد ان زرعتها في ارض العرب، كقاعدة عسكرية ضدهم.. فواجهت الغرب بالعداوة على نحو ما برز في الصورة التي بها تم تأميم قناة السويس، فأضافت بذلك مشكلة جديدة، من غير ان تهتدي الى أصل المشكلة، وقد جرت على نفسها عدوان 29 اكتوبر عام 1956، فانهزمت فيه، في الحقيقة، ولكنها توهمت انها كانت فيه منتصرة، لسبب واضح هو ان الصراع بين الكتلتين اوقف العدوان قبل ان يبلغ أهدافه.. فظنت به الهزيمة، وبنفسها النصر، وكذلك زاد بعدها عن أصل المشكلة، وزاد ضلالها.. ثم جرت على نفسها عدوان 5 يونيو من عام 1967 فانهزمت هزيمة نكراء، ولقد كنا نرجو لها ان تهتدي بهذه الهزائم المنكرة، المتكررة، الى أصل هذه المشكلة.. ولكن الدلائل تدل على ان القيادات العربية تبعد كل يوم عن فهم أصل هذه المشكلة.. وما القرارات التي اتخذت اخيرا، في مؤتمر القمة، الذي عقد بالخرطوم بين التاسع والعشرين من أغسطس والحادي من سبتمبر من هذا العام، الا أحدث دليل على ضلال القيادات العربية عن أصل المشكلة..

    التحدي الذي يواجه البشرية:

    والتحدي الذي يواجه العرب اليوم هو في الحقيقة نصيبهم من التحدي الذي يواجه البشرية المعاصرة جمعاء.. والتحدي الذي يواجه البشرية هو موطنها الذي تعيش فيه اليوم ــ هذا الكوكب الذي نعيش فيه ــ قد انكمش واصبح صغيرا، بفضل الله، ثم بفضل سرعة المواصلات الحاضرة، حتى لقد اصبح الناس ــ كل الناس ــ جيرانا، بعضهم لبعض واصبح مطلوبا اليهم ان يتعايشوا في حسن خلق، وحسن معاملة، وفي سلام، والا فما تطيب حياة لجيران يتشاكسون كل صبح جديد.. بايجاز فان التحدي الذي يواجه البشرية اليوم هو ان الكوكب الذي نعيش فيه قد اكتملت له الوحدة المكانية، وقد أصبح يتطلب من البشرية التي تعيش فيه ان تحقق الوحدة الفكرية بين أفرادها حتى يستطيعوا ان يتعايشوا في سلام ــ ان لم نقل يعيشوا في سلام ــ مع اختلاف الوانهم، ولغاتهم، وعاداتهم، وعقائدهم، فان هم عجزوا عن ذلك فسيكون مصيرهم مصير كل الاحياء الذين عجزوا عن ان يوائموا بين حياتهم وبين بيئتهم ــ وقد جرت بذلك سنة الاولين..

    وتوحيد البشرية عن طريق الفكر ــ وليس هنالك من طريق سواه ــ يتطلب مدنية تعطي منزلة الشرف للفكر، وما هكذا المدنية الغربية الحاضرة: لا في شقها الراسمالي الغربي، ولا في شقها الشيوعي الشرقي.. بل ان هذه المدنية الغربية لتقوم أساسا على انكار الفكر.. فهي مدنية مادية، يستوي في ذلك شقها الشيوعي، مع شقها الراسمالي. فليس الاختلاف بين الشيوعية والرأسمالية الا اختلاف مقدار.. وواضح جدا عند الشيوعية تحقير الفكر، وكبت حريته.


    والمدنية الغربية أعلنت افلاسها، ووصلت الى نهاية مقدرتها التطورية.. وعجزت عن استيعاب طاقة بشرية اليوم، وتطلعها الى تحقيق الاشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد.. لان الانسان المعاصر يريد الحرية، ويرى ان الاشتراكية حق طبيعي له، ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية، ومن خطل الرأي عنده، ان يطلب اليه، ان يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الاشتراكية، كما تريد له الشيوعية الماركسية الآن. أو ان يطلب اليه ان يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد الا بشق الانفس، كما تريد له الراسمالية الغربية..

    فالتحدي الذي يواجه البشرية اليوم، من بيئتها الجديدة، يتطلب بزوغ شمس مدنية جديدة، تلقح الحضارة الغربية الآلية، الحاضرة، وتنفخ فيها روحا جديدا، يعطيها المقدرة على التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة.. مدنية تضع حاجة الفرد هذه في مركز التنظيم، ثم تفرع تشريعها في الاشتراكية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية على اعتبار يجعل المجتمع البشري الوالد الشرعي للفرد البشري الكامل.. وهو ذلك الفرد الذي تحقق له كمال حياة الفكر، وكمال حياة الشعور.. وما نريد ان نطيل هنا الحديث عن فشل المدنية الغربية فانا قد فصلنا ذلك في كتابنا "الرسالة الثانية من الاسلام".


    التحدي الذي يواجه العرب:

    والتحدي الذي يواجه العرب اليوم هو نصيبهم من هذا التحدي العام للبشرية، ولكنه أشد توكيدا وأكثر الحاحا. وذلك لعدة اسباب، أهمها اثنان: أحدهما ان العرب يعيشون في منطقة هي سرة العالم، وعندها تلتقي القارات الثلاث، اوربا، وآسيا، وأفريقيا، وهي منطقة صنع فيها التاريخ، منذ فجر التاريخ، ولا يزال يصنع، ولقد نشأت فيها، وعلى صلة بها، والتقت على ارضها جميع المدنيات، وبخاصة تلك التي تجمع بين المادة والروح، وتطلب للانسان الرغيف لانه لا يعيش بدونه، وتطلب له الحرية لانه لا يعيش بالرغيف وحده.. "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله" كما قال المسيح أو "الدنيا مطية الآخرة" كما قال محمد..

    وثانيهما ان العرب ــ دون سائر الناس ــ هم أهل الكتاب، هم اهل القرآن، والقرآن هو روح الله الذي اذا نفخ في هيكل الحضارة الغربية، الآلية، العملاقة الحاضرة، عادت اليه الحياة واستقامت فيه الموازين وملك القدرة على ان يسير بالبشرية الى منازل السلام.. فالمدنية الغربية المادية، منفوخا فيها الروح الاسلامي، هي المدنية الجديدة، التي بها تستطيع البشرية ان تحدث الوحدة الفكرية والتي تتطلبها وحدة بيئتها الجديدة.. وبالتقاء الوحدتين يقوم التناسق التنظيمي، وعلى هذا التناسق يقوم العدل الموزون، على تطبيق حكم القانون، وبالعدل الموزون يحل في الارض السلام..

    ولكن العرب اليوم يعيشون على هامش الحياة، على قشور من المدنية الغربية "وهي في لبابها فاسدة فكيف بقشورها؟" وعلى قشور من الاسلام. وقد استدار الزمان دورته، وأصبحت منطقة العرب مسرحا لصراع حضاري جديد، هو ما نشهده الآن من حوادث يدمى لها القلب، تجري بين العرب واليهود.. هذه الحوادث المؤلمة هي في الحقيقة بمثابة أتعاب الولادة التي تصحب ميلاد المدنية الجديدة، في مهد المدنيات، والعرب هم القابلة التي على يديها يستهل المولود الجديد، ولكنه عن دورهم هذا مذهولون.. يظنون ان اسرائيل هي سبب مشكلتهم، وما دروا ان اسرائيل نتيجة وليست سببا!! والسبب هو ان العرب لا يحتلون في التاريخ المعاصر المكان اللائق بهم.. مع انهم يعيشون في فترة تؤرخ تحولا جوهريا في الحياة البشرية، على هذا الكوكب.. تحولا لم يسبق للبشرية به عهد.. بهذا التحول ينتهي عهد، ويبتدئ عهد.. ينتهي عهد طفولة البشرية، ويبتدئ عهد رجولتها وهذا ما عنيناه حين تحدثنا عن التحدي الذي تواجه به البيئة المعاصرة البشرية اليوم..

    لكأن منطق تطور الحياة البشرية المعاصرة على هذا الكوكب يقول للعرب ان عليكم الآن ان تدخلوا التاريخ في القرن العشرين، كما دخله أوائلكم في القرن السابع، فأشرقت بدخولهم على عالم يومئذ شمس مدنية جديدة، أو ان تخرجوا عن التاريخ لبقية التاريخ.. هذا هو التحدي الذي يواجه العرب، وما اسرائيل الا قفاز التحدي قذف به في ارض فلسطين.. وهو لم يقذف به الاستعمار الغربي، وانما قذفت به قوة ما الاستعمار الغربي الا أداة من أدواتها ولقد سبق لهذه القوة ان تحدت العرب في القرن السابع قبل أن يدخلوا التاريخ، فقالت: "ولا تهنوا وتدعوا للسلم وانتم الاعلون، والله معكم، ولن يتركم أعمالكم * انما الحياة الدنيا لعب ولهو وان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم، ولا يسألكم أموالكم * ان يسألكموها فيحفكم تبخلوا، ويخرج اضغانكم * ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله، فمنكم من يبخل، ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني، وانتم الفقراء، وان تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم" هذا هو التحدي الذي يواجه العرب اليوم، كما واجه أوائلهم بالامس.. اما ان تدخلوا تاريخ يومكم، بالاقبال على الله ــ او ان تخرجوا عن التاريخ الى الابد، "وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".


                  

09-06-2003, 11:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: Yasir Elsharif)

    عذرا فسأثبت مقال هاشم صالح لأن لي تجربة سابقة باختفاء بعض المقالات من موقع صحيفة الشرق الأوسط

    المثقف العربي بين كماشتين: الصهيونية.. والأصولية

    هاشم صالح

    من الواضح اننا ذهبنا في داهية لها أول وليس لها آخر. ولا أحد يعرف كيف سنخرج منها ولا متى. فنحن ضحية عوامل داخلية وخارجية أكبر منا على ما يبدو. عندما تسأل المستشرق الكبير (برنارد لويس مثلاً) عن سبب التخلف العربي لا يرى الا العوامل الداخلية ككبت الحريات، وفساد الادارة الاقتصادية للبلاد، والجمود الديني والعقائدي.. وعندما تسأل الآيديولوجيين العرب من جماعة صدام أو بن لادن لا يرون الا العوامل الخارجية كالامبريالية، والاستعمار، والصهيونية. وتشتهي ان ترى شخصاً واحداً يجمع بين كلا العاملين الداخلي والخارجي. تشتهي ان ترى مفكراً واحداً يشخص الوضع في كل حقيقته الشمولية. لقد ضقت ذرعاً بهؤلاء المثقفين الذين لا يرون من الحقيقة الا نصفها ويحجبون نصفها الآخر.
    سوف ازعم منذ البداية بأن لدي نظرية عن التاريخ العربي، وهي نظرية لا تلزم احداً سواي. ولكن لا استطيع ان افهم ما يجري حالياً بدونها. تقول هذه النظرية بما معناه: الحاضر العربي محاصر من قبل الداخل والخارج الى درجة انه ينفجر بشكل جنوني حالياً. بالطبع كان سينفجر بشكل طبيعي ومنذ زمن طويل لولا ان الخارج دخل على الخط وعرقل عملية الانفجار أو أجلها. المشروع الصهيوني هو الذي أجل الانفجار الصحي للمكبوت العربي لمدة خمسين سنة. ولا يستطيع كل علم برنارد لويس، وهو كبير وغزير، ان يقنعني بعكس ذلك. فكل الطاقات جُيشت لمواجهة هذا المشروع المفاجئ الذي أرهق العرب وأقض مضجعهم، وبالتالي منعهم من مواجهة الداخل بكل مكبوته ورواسبه القمعية التي تعرقل الانطلاقة والتطور. لقد تأخر قطار النهضة العربية عن الانطلاق مدة سبعين سنة بسببه. لقد شل شللاً..
    لولا تعبئة كل الطاقات بمواجهة الخطر الخارجي لما أهملنا العوامل الذاتية أو الداخلية الى مثل هذا الحد. كنا صفَّينا حساباتنا مع تراثنا وتراكماتنا ومكبوتنا وانطلقنا لصناعة الحاضر والمستقبل خفيفين رشيقين. كنا فعلنا كما فعلت المجتمعات الأوروبية بعد القرن السادس عشر أو الثامن عشر.
    ينبغي العلم بأن الموتى هم الذين يتحكمون بالأحياء في المجتمعات العربية أو الاسلامية وليس العكس. نحن حتى الآن لم نحل مشكلة علي ومعاوية، أو الحسين ويزيد ولم «نبلعها». وأكبر دليل على ذلك التخوفات التي انتشرت فوراً في أوساط العراقيين وغير العراقيين بعد التفجير المجرم الذي أصاب النجف الأشرف وأودى بحياة السيد محمد باقر الحكيم وعشرات الآخرين. فالملف الطائفي اضطررنا للسكوت عنه بسبب انشغالنا بمواجهة العدوان الخارجي. والآن نحن مضطرون لمواجهة الاثنين معاً! من هنا حراجة الموقف الحالي وصعوبته. لقد اصبحنا كما قال المتنبي في سيف الدولة:
    وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل؟!
    المشاكل الداخلية لم تعد تحتمل التأجيل والعدوان الخارجي ما ينفك يتوغل ويستفحل. فما العمل اذن؟ أعترف بأني كنت من أنصار أوسلو، بل وحتى السادات قبل اوسلو. وكنت أعتقد، ولا ازال، بأن تهدئة الوضع على الجبهة الخارجية سوف يمكننا من مواجهة المشاكل الداخلية وحلها بشكل تدريجي. كنت، كمعظم العرب، قد ضقت ذرعاً بهذا الصراع المزمن الذي لا ينتهي والذي أنهك الطاقات والموارد. وكنت اقول بيني وبين نفسي: اذا ما تحقق السلام، فإننا سنتفرغ لمعركة التنمية ومحاربة الفقر وتحقيق المشروع الحضاري العربي، ولا ازال مصراً على هذا الاعتقاد. ولكن كل ما أخشاه هو ان يؤدي المتطرف الشاروني من جهة، وتطرف بن لادن وصدام من جهة اخرى إلى تدمير المنطقة بأسرها.
    هناك تحالف موضوعي بين قوى الشر في كلتا الجهتين ولا أحد يعرف الى اين ستنتهي الأمور.. لقد اصبحت في كف عفريت على ما يبدو وأفلتت حتى من يد امريكا، أكبر قوة عظمى في التاريخ.
    ينبغي على الغرب ان يعترف بأنه ارتكب خطيئة اصلية في هذه المنطقة يوماً ما وان تفاعلات هذه الخطيئة الاصلية ما انفكت تتزايد وتتسع حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن. اذ اقول هذا الكلام، هل يعني ذلك اني أهمل مسؤولية العوامل الداخلية؟ بالطبع لا.
    فنحن من جهتنا ينبغي علينا ايضاً ان نعترف بأن هذه «الخطيئة الأصلية» اصبحت حقيقة واقعة الآن، وانه ينبغي ان نعترف بها حتى ولو كان ذلك أصعب علينا من تجرع السم الزعاف! ونحن لا نعترف بها من اجلها، وانما من اجل انفسنا بالدرجة الأولى. فنحن نريد ان نكرس طاقاتنا للسلام بدل الحرب، وللإعمار بدل الدمار. والعالم العربي يقف الآن على مفترق طرق وتتجاذبه قوتان اثنتان: قوة الماضي والرفض المطلق والأصوليات، وقوة المستقبل والقبول بالأمر الواقع ومحاولة لأم الجراح.
    فأي من هاتين القوتين سوف تنتصر لاحقاً؟ هذا هو رهان ما يحصل حالياً، وهذا ما ستجيب عنه الايام القادمة. ولكن أميل الى القول بأن القوة الثانية سوف تتغلب تدريجياً ليس فقط لأن الغرب معها، وانما لأن الصراع ذاته قد استنفد معظم امكانياته على مدار العقود الخمسة الماضية. ففلسفة التاريخ تعلمنا ان كل مشكلة مهما كانت كبيرة تستنفد ذاتها بعد ان يدفع ثمنها باهظاً وبعد ان تشغل الناس كثيراً جداً. ولا أحد يستطيع القول بأن شعب فلسطين لم يدفع ثمن الدفاع عن فلسطين. فجراحه تنزف كل يوم. ولا أحد يستطيع القول بأن الشعوب العربية المجاورة لم تدفع الثمن. فتاريخها معطل ولكن آن الاوان لطي الصفحة والتواصل الى حل معقول ضمن الامكانيات المتاحة. فالسياسة هي فن الممكن كما قال ارسطو، ووحده الشعر هو فن المستحيل. قد يرى بعضهم في هذا الكلام نوعاً من الدعوة الى الاستسلام! ولكني لا استطيع ان اقول الا ما أعتقد به وانه مفيد للمصلحة العامة، ويتماشى مع حركة التاريخ. يضاف الى ذلك ان التاريخ طويل ومفتوح على كافة الآفاق. والمستقبل يدوم زمناً طويلاً، كما يقول لويس التوسير.
    في الواقع ان الصراع لن ينتهي وانما ستتغير طبيعته ويتحول الى مواجهة حضارية. فإما ان يثبت العرب مقدرتهم على دخول التاريخ والسيطرة على التكنولوجيا وتصفية حساباتهم مع رواسب الماضي ومشاكله المعلقة، واما لا. إما ان يثبتوا مقدرتهم على بناء حضارة انسانية على وجه الأرض وإما لا.
    هذا هو التحدي الاساسي الذي ينتظرنا. واذا ما نجحنا فيه هان كل شيء، او اصبح كل شيء ممكناً. نعم لقد ابتدأت مرحلة جديدة في حياة العرب والمسلمين، وأخذت ملامحها ترتسم في الأفق. وكل من لا يرى ذلك فهو أعمى. ولكن هذه المرحلة الجديدة لن تؤتي ثمارها الا بعد فترة طويلة ومعارك طاحنة. وعندئذ سوف نكتشف ان معركة الداخل لا تقل هولاً وصعوبة عن معركة الخارج.
                  

09-07-2003, 01:36 AM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: Yasir Elsharif)


    أخي ياسر
    مساك الله بالخير
    رحم الله الأستاذ محمود فقد كان ثاقب البصر والبصيرة ،عثرت علي وثيقة بعنوان مقتطف من السفر الأول وهو أول كتاب يصدر للجمهوريين بتاريخ
    26/10/1945
    وفيه من إشارات لبعض الخلل في نظام الحكم والإدارة ما جعلني أحس بأنه إنما يتحدث عن مشاكل اليوم، هذ بعض ماجاء فيه
    Quote: ثم ولدت الحركة السياسية في المؤتمر،وذلك يوم بعث بمذكرة للحكومة يطالب فيها الي جانب حقوق أخري ، بحق تقرير المصير ، وقد أحاط المؤتمر هذه المذكرة بتكتم رصين ،عاشت فيه حتي اللجان الفرعية في ظلام دامس ،ثم أخذ يتداول مع الحكومة الردودبهذا الشأن بدون أن يعني بأن يقول للجان الفرعية ،بل الشعب ، كيف يكون هذا المصير الذي يمنح حق تقريره .. ثم إنقضت فترة ومشت في المؤتمر روح شعبت أتباعه ، شيعا ، علي أساس الصداقات ، وتجانس الميول ، بادئ الرأي ثم اتخذ كل فريق إسما سياسيا وجلس يبحث مبادئه ودساتيره ، فمنهم من يريد للبلاد إندماجا مع مصر ،ومنهم من يريد لها معها إتحادا ، ومنهم من يريد لها شيئا لا هو بهذا ولاهو بذاك ، وإنما هو يختلف عنها إختلافا ، هو علي أقل تقدير في إخلاد أصحابه كافة ليجعل لهم لون يميزهم عن هؤلاء وأولئك..إنبثت هذه الأحزاب وتعددت واختلفت فيما يوجبالإختلاف وفيما لايوجب الإختلاف ، ولكنها كلها متفقة علي الإحتراب علي كراسي المؤتمر


    ثم يتحدث عن مشاكل التعليم

    Quote: لماذا لم يسر المؤتمر في التعليم الأهلي علي هدي سياسة تعليمية موضوعة ، منظور فيها الي حاجة البلاد كلها في المستقبل القريب والبعيد؟ ولماذا لم يعن المؤتمربمناهج الدراسة كما عني بإنشأ المدارس .......نعم لسائل يسأل عن منشأ كل هذا - والجواب قريب : هو إنعدام الذهن الحي المفكر ، تفكيرا دقيقا في كل هذه الأمور فلو كان المءتمر موجها توجيها فاهما لعلم أن ترك العناية بنوع التعليم خطأ موبق لا يدانيه إلا ترك العناية بالتعليم نفسه.. ولأيقن أن سياسة ( سر كما تشاء) هذه المتبعة في التعليم الأهلي سيكون لها سود العواقب في مستقبل هذه البلاد فإن نوع التعليم الذي نراه اليوم لن يفلح إلا في خلق البطالة وتنفير النشء من الأرياف ،وتحقير العمل الشاق في نفوسهم


    ومن ما قاله في مشكلة الجنوب والإقتصاد

    Quote: كل الموارد الإقتصادية ستلقي عناية تامة ، المورد البشري بوجه خاص..فإنا أفقر إليه منا إلي أي شئ أخر .......والمكان الأول لهذه العناية سيصرف لمواطنينا سكان الجنوب الذين قضت عليهم مدنية القرن العشرين أن يعيشو حفاة عراة ، جياعا ، مراضا ،جهلة ، بمعزل عنا ، فهؤلاء يجب أن نسلكهم فينا وأن تخلطهم بنا ،.. ويجب أن نستقل الأراضي النضرة الخصبة التي يقومون فيها ويجوسون خلالها كأنهم الظلال - يجب أن نريهم كيف يستغلونها ليحيوا حياة الأناس ..إن الإنسان لا يمكن أن يحب بلاده وأن يفخر بها وأن يستقتل في سبيل الدفاع عنها وعن حريتها ، إذا كان إنما يحيا فيها بائسا محروما وإن الإنسان لا يمكن أن يصح رأيه في نفسه وأن يحترمها وأن يربأ بها عن مواقف الذل والهوان إلا إذا كان يشعر بأنه يحسن عملا شريفا يكسب منه قوتا شريفا .. وكذلك سيولي الحزب الصناعة المحلية ، والمقدرة الفردية الفنية عناية خاصة ..سيعني الحزب بالصناعات التي تنظم الإنتاج الزراعي...


    هل هذه مشاكل السودان عام 1945
    أم هي مشاكل السودان 2003

    المصدر
    كتابات سودانية
    العدد 14
    ديسمبر 2000

    (عدل بواسطة aba on 09-07-2003, 03:22 PM)

                  

09-08-2003, 12:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: aba)

    عزيزي خالد الحاج

    تحية طيبة وسلاما

    لقدسعدت بإيرادك هذه المقتطفات من كتاب السفر الأول.. تصور أن هذا الكتاب جاء قبل ظهور فكرة التجديد، وتطوير التشريع، في ذهن الأستاذ محمود بعدة سنين... هناك باحث هولندي إسمه ميشيل، مهتم بدراسة الفكرة الجمهورية، ولديه كثير من كتبها، وقد التقيته شخصيا في يناير 1999.. وهو يعرف اللغة العربية وقد سافر خصيصا للسودان لزيادة التعرف على تراث الفكرة الجمهورية وعلى الأماكن.. فزار رفاعة ومدني وامدرمان.. انظر إلى هذا الجد والاهتمام.. كلما ألتقي بإنسان من نوعه يزيد يقيني بالله وبالمستقبل..

    والعند الناس ما بروح..

    والشمس في الأفق ذات نور
    إن بدا دونها السحاب

    ولا بد أن يأتي اليوم الذي يُعرف فيه فكر الأستاذ محمود ويُعطى ما يستحقه ..

    ولك سلامي
                  

09-07-2003, 04:45 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: Yasir Elsharif)

    أخي ياسر
    لك الشكر على كريم تواصلك ووفائك ، وبهذا أخي ياسر أنت تقدم عملا جليلا لزملاء المنبر وتفتح عيونهم على عمل إنساني عظيم ، عمل فكري تمكن من إيجاد الرابط بين حياة الإنسان المادية ومتطلباته الروحية ، ولم يعلى واحدة على أخرى بل بين أن أي إنجاز مادي سيكون غير ممكن ، أو على الأقل سيكون ناقصا إذا ما تخلى عن الارتباط بالجانب الروحي ، وقد أوضح الأستاذ محمود وبصورة جلية أن هذا هو المخرج من المحنة العربية وهو مطلب الإنسان المعاصر الذي يريد المواءمة بين الحصول على الحرية كاملة دون أن يحرم من الغذاء ، يريد المواءمة بين الحقوق والواجبات ، وما ذلك إلا دمج للفكر الإنساني وربط بينه وبين توجيهات رب العالمين ، وليس في ذلك إلغاء لفكر بعينه أو هزيمة لفكر بعينه وإنما المطلوب هو أن التحدي الواقع على العرب والمسلمين أكبر مما هو واقع على غيرهم باعتبارهم أصحاب الإرث الروحي ، وباعتبارهم سكان منطقة تتوسط العالم مما يسهل لهم الاتصال الأعمق مع الجيران من كل جانب
    المطلوب من العرب فقط أن يتفهموا جذور المشكلة وأن يتخلوا عن شعار ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) وأن يفهموا أن العداء يولد مزيدا من العداء ، وأن الحرب بين بني البشر هزيمة للخاسر والمنتصر ، وأن الفكر وحده هو الذي يجب أن يسود لمصلحة البشرية ، ولصناعة أسس السلم العالمي بالعيش أو التعايش على أقل تقدير
    هذا ما أردنا قوله ونحن نجهد أنفسنا في مطالبتنا بتجديد الفكر والبحث في مقاصد الدين والسعي لتحقيق سعادة الإنسانية وعبوديتها لرب العالمين
    لا تتوقف ياسر ، اكتب لنا ولخص وانشر فنحن بحاجة إلى فكر ثاقب كهذا ، وليت السنجك يقرأ هذا
    وهناك سؤال ياسر
    كيف نستطيع إزالة العدائيات والضغائن الحالية التي ولدتها سنوات الضلال وسوء الفهم للدين القيم ( سنوات التيه ) ؟
    كيف نتمكن من إيقاف العدائيات ونتجه إلى التعامل الفكري ونتفق أننا ركاب سفينة واحدة إما ننقذها وإما أن نغرقها ؟
                  

09-08-2003, 01:00 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: ودقاسم)


    أخي العزيز ود قاسم

    تحية وسلاما

    لقد قرأت رسالتك بمزيد من الاهتمام، وعندما أتيت إلى آخرها وجدت سؤاليك الأخيرين

    Quote: كيف نستطيع إزالة العدائيات والضغائن الحالية التي ولدتها سنوات الضلال وسوء الفهم للدين القيم ( سنوات التيه ) ؟


    Quote: كيف نتمكن من إيقاف العدائيات ونتجه إلى التعامل الفكري ونتفق أننا ركاب سفينة واحدة إما ننقذها وإما أن نغرقها ؟



    كما قلت أنت، وكما تقول البديهة البسيطة، لا بد من الاعتراف المتبادل والتنازل المتبادل.. وفيما بعد تأتي مرحلة إزالة الضغائن من النفوس.. أما الإصرار على العنف فهو لا يزيد النار إلا اشتعالا.. أنا شخصيا أعتقد أن الفلسطينيين، وهم الطرف الأضعف، عليهم أن يتخلوا تماما عن فكرة تحرير فلسطين بالسلاح، فهذا أمر أشبه بالمستحيل.. وعليهم القبول بخطة خارطة الطريق التي اتفق عليها كل من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.. وهذه فرصة أخيرة إذا أضاعوها قد لا يجدوها مرة أخرى.. أرجو أن تتابع معي ما كتبه الأستاذ محمود عن ضرورة المصالحة مع إسرائيل في نفس الأيام التي اجتمع فيها الزعماء العرب في الخرطوم وخرجوا بلاءات ثلاث، لا صلح ولا اعتراف ولا سلام مع إسرائيل.. وقد عاد العرب عن هذه الحماقة منذ وقت، ولكن يبدو أن الفلسطينيين يحتاجون أن يتيقنوا أنه لا بد من الصلح مع إسرائيل، ولا بد من الاعتراف بها، ولا بد من السلام معها..


    أرجو أن تقرأ مقترحات الأستاذ محمود التي جاءت في ذلك الكتاب : التحدي الذي يواجه العرب منذ ذلك التاريخ البعيد..

    ==========

    حل قضية فلسطين على مرحلتين:

    والحل الذي يقترحه الجمهوريون حل سياسي يقتضي، ويمكن من جمع، الكتلة الشرقية، والكتلة الغربية، في مناصرته، وفي تنفيذه، بل، الحقيقة انه يقتضي، ويجمع، الراي العام العالمي في مناصرته وفي تنفيذه.

    وهذا الحل السياسي هو في نظرنا حل مرحلي لقضية فلسطين.. اذ عندنا ان حلها يقع في مرحلتين: مرحلة عاجلة ومرحلة آجلة: فالمرحلة العاجلة الغرض منها ايجاد فترة متنفس، او قل هدنة، يباشر العرب فيها حل المرحلة الآجلة، وهو الحل الحق ــ ولا بد ان يدفع العرب لحل المرحلة العاجلة ثمن اخطائهم الماضية ــ لا بد ان يشتروا هدنة، ولا يزال الوقت مناسبا لان يكون ثمن هذه الهدنة زهيدا. فيجب الا يضيع الوقت في مثل هذا التفكير العقيم، المراهق الذي يطالعنا من قرارات مؤتمر القمة العربي الرابع الذي عقد في الخرطوم في الشهر الماضي.


    الحل المقترح للمرحلة العاجلة:

    1. يجب عدم اللجوء الى السلاح، وذلك لان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل وحدها، وانما يحاربون من ورائها دول امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا الغربية ــ وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل حسب ما يعطيها التقسيم الذي اقرته الجمعية في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك منذ عام 1950 كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا.
    2. كل لجوء الى السلاح في حل قضية فلسطين، على المدى الذي يريده زعماء العرب الآن، ويمنون به شعوبهم عمل قليل الجدوى، ثم هو عمل يجعل العرب مضطرين الى السير ــ في ركاب الاتحاد السوفيتي، ويفتح ابواب بلادهم على مصاريعها للشيوعية، ويباعد بينهم وبين دينهم، ان لم يقطع صلتهم به، وذلك أمر، في حد ذاته، يهدد العرب بأخطر مما تهددهم به دولة اسرائيل وهذا قول سلفت اليه الاشارة..
    3. من اجل احراز حل المرحلة العاجلة يجب التفاوض مع اسرائيل، وسيكون هدف التفاوض:ــ
    • (أ) انسحاب اليهود من الاراضي العربية التي احتلوها في حرب 15 مايو عام 1948، وحرب 29 اكتوبر عام 1956، وحرب 5 يونيو عام 1967.
    • (ب) ارجاع اللاجئين العرب الذين اخرجوا من ديارهم عام 1948، وعام 1967، وتعويضهم عن جميع ممتلكاتهم التي فقدوها.. وتوطينهم في الارض التي حددها لهم تقسيم عام 1947 ــ تنفيذ مبدأ التقسيم.
    • (ج) ضمان الدول الكبرى، بما فيها الاتحاد السوفيتي ـ وهذا يعني ضمان مجلس الامن والجمعية العامة ــ لحدود الدول العربية الجديدة، ولتأكيد هذا الضمان توقف، على الفور، الهجرة اليهودية الى اسرائيل.
    • (د) تاخذ هيئة الامم على اسرائيل تعهدا بالا تحاول اي توسع في ارض اي من الدول العربية المجاورة لها، فاذا جرت منها محاولة فان مسئولية ايقافها تقع على كاهل هيئة الامم.
    • (هـ) انهاء حالة الحرب التي ظلت قائمة بين العرب واسرائيل
    • (و) اعطاء اسرائيل حق المرور البريء في الممرات المائية ــ خليج العقبة وقناة السويس.


    حل المرحلة الآجلة:

    فاذا تم للعرب ذلك فقد وجب الاخذ في حل المرحلة الآجلة وذلك بالرجوع الى الاسلام. ويجب ان نكون واضحين فانا لا نعني الوحدة الاسلامية، ولا الحلف الاسلامي، ولا التضامن الاسلامي، وذلك لسبب واحد بسيط هو انه ليس هناك اليوم مسلمون، وانما نعني ان يرجع المسلمون الى (لا اله الا الله) ليبعثوها حارة، خلاقة، جديدة، كيوم خرجت من منجمها، في القرن السابع، فعملت عمل السحر في قلوب الرجال والنساء.

    لقد قلنا ان التحدي الذي يواجه العرب اليوم هو نصيبهم من التحدي الذي تواجه به البيئة الحاضرة البشرية التي تسكن على هذا الكوكب، وهو تحد يتطلب وحدة فكرية توائم بها البشرية بين حياتها وبين بيئتها هذه التي أصبحت وحدة مكانية تامة، بفضل الله، ثم بفضل سرعة المواصلات الحديثة، التي جاء بها تقدم العلم المادي، التجريبي المعاصر. وقلنا ان الوحدة لا تجيء الا عن طريق نظام يعطى مكانة الشرف فيه لحرية الفكر، وحسبكم ان تعلموا ان جماع التكليف في الاسلام هو التفكير ــ التفكير فريضة اسلامية تلتقي عندها جميع فرائضه، اسمعوا قول الله تعالى "وأنزلنا اليك الذكر، لتبين للناس ما نزل اليهم، ولعلهم يتفكرون".

    هذا هو الاسلام الذي يجب على العرب ان يعودوا الى بعثه في صدورهم بعد ان مات فيها، وذلك لكي يحرزوا البقاء، ولكي يحرزوا من وراء ذلك للانسانية المدنية التي تصفي في جهازها الكتلة الشرقية، والكتلة الغربية، ويتحقق بها على الارض السلام. هذا، ولتفاصيل هذه المدنية وكيفية بعثها نشير الى كتب الحزب الجمهوري الثلاثة وهي: "الرسالة الثانية من الاسلام" و "طريق محمد" و "رسالة الصلاة".
                  

09-08-2003, 06:26 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحدي الذي يواجه العرب بين الأستاذ محمود وهاشم صالح.. إلى ود قاسم (Re: Yasir Elsharif)

    أرى ، ويرى الجميع راي العين أن سالكي طريق العنف قد أدمنوا الهزيمة وهم يصطدمون دوما بعنف أكبر واقوى من عنفهم ، أراهم ينتحرون وتنتحر معهم قضيتهم ، ومنطق العنف أن الحق مع المنتصر وليس للمهزوم إلا أن يلعق جراحه ، وقد انتحر العرب في غير ما موقع ، انتحروا عدة مرات في فلسطين وانتحروا في العراق وهي تشن حروبها على إيران والكويت ودول الخليج ثم تصادم أمريكا ، والنتيجة هي الانتحار ، لكن الشعوب العربية لم تتعرف بعد على المخرج السليم من أزمتها ، وكما قال الأستاذ محمود أن العرب ظنوا أن مشكلتهم تتمثل في حكامهم ، نعم الحكام جزء من الأزمة ، لكن الحكام حين يستجيبون للشعوب فإنه يتضح جليا أنهم لا يعرفون الطريق ، كيف يسلك شعب يقتله الجهل إلى طريق السلام والتنمية ، الحرب والجهل صنوان ، التخلف وعدم الاستقرار صنوان ، وكبت الحرية لا يولد إلا الجهل ، هذه الشعوب مهزومة من الداخل ، لأنها لا هوية لها ، انسلخت عنهم الهوية الإسلامية ، والهوية القومية قادتهم إلى حمية الجاهلية الأولى ، فعادوا يتعاملون مع العالم بعقلية الجاهلية ، إذا قتل أحد أفراد القبائل ناقة تنتمي إلى قبيلة أخرى ثنشب الحرب بين القبيلتين وتستعر سنين عددا ، ولا يجدون حكيما يطفئفها وربما انضمت إليها قبائل أخرى بسبب القرابة أو الجيرة أو المصاهرة
    هذه الشعوب لا بد لها أن تعرف أن عدوها الأول هو الديكتاتورية ، والديكتاتورية تحرم الناس حقوقهم ويتراكم الغبار فوق هذه الحقوق حتي لا يتعرف أصحابها عليها وتصبح نسيا منسيا ويتم إلهاءهم بإحدى وسيلتين والغريب أنهما متضادتان
    هما الفقر والغنى
    الفقر يدخل الإنسان في دائرة الكفاح من أجل لقمة العيش ويحرمه من التطلع إلى أكثر من ذلك
    والغنى يلهي يدخل الإنسان في دائرة التخمة والتعالي ويجعله ينظر إلى حكامه أنهم هم أصحاب نعمته فيسكت عن كل ما يتعلق بمشاركته السياسية ولا يجد الرغبة في المطالبة بأي حقوق دستورية
    وهكذا يغيب العقل ويعم الجهل وتبقى فئة قليلة مستنيرة تسعى لإشعال شمعة ، وتنشأ فئة أخرى يقتلها التطرف والغلو ، وهكذا تتولد أسباب إدمان الهزيمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de