عندما تفسد نعمة الجمال بنقمة الغرور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2003, 09:07 PM

انا بنت النيل

تاريخ التسجيل: 08-06-2003
مجموع المشاركات: 717

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما تفسد نعمة الجمال بنقمة الغرور

    قال له وهو يقترب منه ويقف في أدب

    - داير أشوف الست الناظرة.
    ورجع الأمين "البواب" بظهره للخلف وأسنده للباب وهو يجمع حاجبيه ويدعك أرنبة أنفه بسبابته . وقال بعد ان نفذ صبر محدثه :-
    - ممنوع ياأفندي دي مدارس حريم. يعني عورات ناس
    - انت كلم الناظرة قول ليها :
    واحد بره قال داير اقابلك في حاجة مهمة. كان أبت تعال قول لي ابت.
    وقال عم الأمين وهو يضع رجلا فوق أخرى ويتصنع الصبر :
    - يأفندي الكلام دا عيب. انت عايز تقطع عيشي. كان عندك كلام مع الناظرة ما تمشي ليها في البيت. وهو كلام بقولوه في محل زي دا.غير كدا ماعارف ليك طريقة.
    - سمح أكتب ليك ليها ورقة.
    وضحك الشيخ وهو يقلب يدا فوق أخري وقال :
    - والله جنيات الزمن دا. باقي ماعندهم حياة هسه دايرني بي دقني الشايبة دي اشيل ورقتك..انتو اموركم دي ما بتخلوها. يازول أختاني. أسبوع تمام حرقت فيهو روحي بلحيل.
    - انت كان خرفت قول خرفت ساكت حسه والله الناظرة كان عرفت انت بتسوي كدى ما كان تريحك غايتو انا ماشي لاكين كان حصل ليك ضرر ياهو سويتو بي ايدك.

    وعندما أختفى الرجل . بدأ عم الأمين يفكر لأول مرة في أمر هذا الزائر الغريب. هل أخطأ في فهمه .لماذا شك فيه.لوعلمت الست الناظرة بهذا الأمر . هل تقبل تصرفه وترضى عنه، ام تغضب وتوقع به عقوبة لقد أكثرت في الفترة الأخيرة من الحديث عن خرفه .وهاهو هذا الرجل يعيد الكلمة البغيضة وفكر أن يلحق بالرجل.وعندما نهض حاول أن يشد قامته بلا جدوى ..وحاول أن يسرع ولكنه كان يقلع رجليه في مشقة واضحة. وعندما بلغ طرف الشارع كان الأفندي قد اختفى.وعندما عاد لموقعه وجد الناظره تنتظره.
    - انت ياعم الأمين تخلي الباب فاتح بتمشي وين. هسه غنماية دخلت وأكلت الزهور.
    وبلا شعور التفت للشارع الذي جاء منه وحاول ببصره الضعيف ان يقيس المسافة التي قطعها جيئة وذهابا لم تكن المسافة عظيمة.ورغم ذلك فقد استغرق زمنا.
    - الله يخليك يالناظرة . أصلو كنت بدور علي الأفندي.
    - الأفندي دا كمان شنو يا عم الأمين؟
    - باقي انا ما قلت ليك . الزول دا ليهو مدة بزوزي بي جاي .قال داير أقابلك انا قلبي كدي ما كان مرتاح كت بطردو. حسه بعد ما فات قلبي أكلني .قلت امكن الزول دا صحي عنده غرض.
    لم يشعر الأمين بالغضب الذي اشتعل في عيني الناظرة .
    ولم يلحظ النظرات الهائلة التي كانت ترميه بها لانه لم يلمس في وقتها الحيرة التي هبطت عليها.ولا في صوتها الإضطراب الذي أعتراه .وآخر الأمر قال عم الأمين:
    - باقي لي كان انا غلطان. أبقي غلطان ساكت. والله ماني خرفان.
    - انت بقيت يعني ولي أمري ولا شنو ياعم الأمين؟
    فقال وإحساس عميق بالحرج يجتاحه:
    - والله ياست آمنة. انا ماعارف الزول دا قلبي أباهو لي شنو.
    - شكلو كيف ياعم الأمين؟
    - زولن طويل .وشو ما بعرفو أكضب عليك لكن صوتو كدى زي كأنوا رايحه ليهو حاجة .
    - حسه دا وصف شنو .وكان الزول دا جا تاني أسألوا داير شنو.ورفع يده صائحا والناظرة تبتعد عنه.
    - اها ماأتذكرتوا ليك قال دايرك في حاجة خاصة دا الزعلني في دي انا غلطان يا الناظرة ؟
    وابتسمت رغما عنها قائلة:
    - تبرأ من الغلط.لا كين برضو ما حقو تكلمني.
    - أكان كدي ياهو أنا غلطان الا برجع ..ما زولي دا .قطع شك برجع.
    كلما حاولت ان تنسي هذا الموضوع قفز الي ذهنها .
    وعندما رن جرس التلفون احست لأول مرة بلهفة .كأنها تنتظر مكالمة معينة. وعندما خيبت المحادثة ظنها لم تفقد الأمل ورن الجرس مرة أخرى. وسرت في جسمها كله رعدة خفيفة وهي تسمع صوتا عميقا يقول :
    - كنت داير اقابل حضرتك لي حاجة مهمة علي الأقل بالنسبة لي .دلوكتي عاوز آخذ أذن منك ووجدت نفسها توافق علي مقابلته وتنهى المحادثة. وهي مستسلمة كأنها أمام أمر مرتب. لا تملك غير الغضوع له شي واحد لم تغفره لنفسها، لماذا أذنت له ان يقابلها هنا. مثل هذه المسائل لخاصة الأ يستحسن بحثها في البيت ام انه حسب انها الآن طوع أمره وفي مرحلة من العمر تتشبث فيها بأي طارق كيفما كا ن وعلي أي صورة كان مجيئه ، وأحست ان كبرياءها قد جرح بوجه ما ثم وهي تذكر في حسرة انها أفسدت نعمة الجمال بنقمة الغرور فذهبت هذه بتلك ولم يبق لها الآن شي من ماضي عزيز.
    فالذين كانت تسد الطريق امامهم أصبحت تتبع أخبارهم وفي ا لنفس حسرة تحسها عميقة كلما أبصرت أثراً من آثار الأيام يلمس شعرها بلونه او يرسم خطا من خطوطه على صفحة وجه كانت تبسم به الدنيا في يوم ما.
    أهـ كيف تنسى تلك الأيام . أنها تذكر أولهم .شاب طويل . له وجه يشبه وجوه الأطفال وعينان عميقتان كان ينتظرها في مكان لا يتغير وكانت تراه كل صباح في وقفته تلك كأنه نبت في تلك البقعة. وذات يوم وجدته يتقدم لأهلها ممنياً نفسه بالفوز بها . ولم يقبل ولم يرفض . ولكنهم تركوا له أملا يتعلق به . ومن يومها بدأت بينهما مطاردة من نوع غريب وهي لا تنكرها في نفسها، وأصبحت صديقاتها يتخذن من حبه لها مادة للعبث والسخرية ، رغم أنها كانت سعيدة بهذا الحب ، ورغم انها كانت سعيدة بهذا الحب ، ورغم انها كانت تسر من إصراره وتمني نفسها بنهاية حلوة ، إلا أنها كانت تسخر منه الأمر الذي شجع صاحباتها علي ذلك. وآخر الأمر ا صدقت انها تضيق به وصدقت أنها لا تبتهج لرؤيته أو سعيه .
    وصدقت التقطيبة التي تضعها علي جبينها وتخدع بها الآخرين وعندما تقدم طالبا البت في أمره رفضته وصدقت انها أرادت هذا الرفض واختفى هذا الشاب وخطبت لأكثر من واحد ولم ترتبط بواحد منهم. ربما أخطا بعضهم .. ربما أخطأت هي. ربما كانت الظروف وحدها هي المسئولة عن ذلك . ولكن الذي حدث انها وجدت نفسها وحيدة تقطع طريقاً طويلة وموحشة ولم تعثر علي انسان تقطع معه مشوار طالما هيأت نفسها له.
    وفجأة فتح الباب ودخل البواب وقال:
    - الزول ما قلت ليك بجي ..اها ادخلو ولا لا؟
    وانتزعت نفسها مما كانت فيه وقالت:
    - خلي ادخل
    - ولامت نفسها كيف سمحت له بذلك.ولو كان له غرض يتعلق بالمدرسة لما تردد كل هذا التردد .ولما اهتم كل هذا الإهتمام.وعندما أبصرته من نافذة المكتب خجلت من خواطرها شاب وسيم يملأ بدلة أنيقة.لا شك انها مخطئة كيف اصبحت فريسة سهلة لأمل كذوب لماذا اصبحت دائماً تخطئ في حساب الأشياء وعندما دخل عليها ردت تحيته بهزة من رأسها. ولم تستطع ان تخفي ما اعتراها من خيبة أمل
    وبدأ حديثه مرتبكاً:
    - انا يوسف محمد عبدالله .موظف بالسكة حديد. من فترة طويلة كنت عاوز أقابلك لاكن كنت متردد ودلوكت وبعد ما دخلت شعرت اني ما قادر أقول لكيك كلامي . شايف المكتب مامناسب للحاجات الخاصة دي ممكن أجي البيت لو ماعندك إعتراض.
    وفهمت انه في لباقة يود أخد موافقتها اولا وأحست برعشة في صوتها:
    - اذا كان حضرتك بتشوف كذا ما في مانع.فقال وهو ينهض:
    - حسه انا مرتبط بي سفر لي مدني بتاع يومين ثلاثه وأول ما ارجع ح اجيك.
    كيف خرج ؟ كيف عقبت علي كلماته ؟ هل قالت شيئا، فهذه أشياء حارت فيها. وعندما رأته من النافذة أمام الباب الخارجي تتبعته حتى اختفى وهي ذاهلة وحاولت أن تفكر فعجزت. عشرات الصور تتداخل في ذاكرتها وتموج أعتصرت جبينها بأصبعها وصارت تضغط رأسها بيدها وأوشكت ان تنفجر باكية.
    وقطع خواطرها دخول بثينة وهي مدرسة شابة ذات وجه صبوح وقامة فتانة-جاءت بثينة تثب كعادتها في مشيتها. وكعادتها ايضاً عند دخولها هذا المكتب وقفت ريثما تدس أنوثتها في خطوات صارمة وتكسو وجها بغلالة من حزن وتمسح شفتها بابتسامة حلوة . ولكن الناظرة تستقبلها ببسمة عريضة كأنها حاول ان تمسح عن نفسها أشياء وتتحدث اليها وهي مقبلة عليها كأنها تقدم عربونا لصفحة جديدة من علاقتهما وخرجت بثينة وهي تثب في فرح حقيقي.
    ومن يومها ذاك تغيرت وعجب كل من رآها فبشرتها الشاحبة بدأت تخفيها بطبقات كريم وشعرها الناشف عرف الزيوت الفاخرة .وأقدامها التي كانت تدق بها الأرض في غير رحمة ضبط حركتها الكعب العالي فأصبحت تلمس الأرض لمسا خفيفا لينا. وكانت أيام قلائل استدار فيها الحاجب واسود، وانتعشت العينان وخرجتا مخضلتين ببريق طال العهد به.
    وأورق الخدان وشمخ الأنف. الثوب الهفهاف اصبح يكشف مواطن الجمال، والفستان الأنيق ابرز رهافة الخصر ، الصوت القوي خفت ورق والقامة المشدودة تكسرت ولانت، واصبحت قريبة الشبه بفتاة كانتها في يوم بعيد قرأت في بادئ الأمر في عيون الكثيرين تساؤلا لم تهتم له، ثم أبصرت في نفس العيون اعجابا طالما اشتاقت له شئ واد أفزعها حقاً وهو ان عم الأمين بواب المدرسة دخل عليها ذات صباح هو يدب في فتور واضح كأنه يوشك أن ينكفي علي الأرض . كان في لحظته أشبه بعلامة استفهام حية وعندما وقف زفر وأطلق سعالاً خفيفاً ما لبث أن تحول هذا السعال إلي شي يئز أزيزاً مخيفاً كأنه يضع موتوراً في قفص صدره وبعد فترة تمالك نفسه وقال:
    - حضرة الناظرة الزول يغالط كل شي الا العمر ، انا كبرت والشغل غلبني والشالو مني الزمن ما في حاجة بترجعو، غلاطي كثر وحيلتي كملت وحسه بدور أخلي الشغل.
    فقالت وكأن شيئا أيقظها من حلم جميل:
    - سمح كدي ياعم الأمين ، تم سنتك دي ، كلها شهرين تلاته وبعدين نشوف ، امكن ربنا يقويك واديك العافية وفي مشقة قلب كفيه وشقت شفتيه بسمة تداخلت لها غضون وجهه وبرزت أسنانه السوداء المتفرقة وقال:
    - الله يخليك يا بتي، كتر خيرك
    وتراجع خطوات وخرج
    مضت أيام ، كانت بادئ الأمر تنتظر في شوق غائباً سيعود ولكن الأيام تتلاحق ولا أثر أو خبر وانتابها شي من الضيق، ثم كثي من القلق والتوتر وهي ترقب الشهر الأول يستدير ويمضي ويبدأ الشهر الجديد وكل يوم فيه يقتل شيئاً في نفسها ، حتى شحب الوجه وغارت العينان ومات البريق.وعندما تمتد يدها لأدوات الزينة ترتعش وتحرقها غصة في حلقها تقف كالجمرة معلقة هناك الي أن جاء يوم كفت فيه عن تعذيب نفسها.فلم تعد تهتم لشئ حتى عادت بلا شعور إلي ماكانت عليه تدق الأرض بأقدام قوية وتزعق بصوت قوي مثل الرجال تلف نفسها بثوب خشن كأنها شيعت لتوها عزيزاً.
    وأمام بابها جاءت بثينة ووقفت ريثما تدس أنوثتها في خطوات صارمة وتكسو وجهها بغلالة من حزن وتمسح شفتيها ابتسامة حلوة وعندما خرجت بثينة دخل عم الأمين البواب كأنه يحمل شيئاً أثقل من السنوات علي ظهره، ووقف امام الناظرة يقول وعينيه ترمشان من غير أن يرفع رأسه.
    - في واحد أفندي يالناظرة ..قال داير أقابلك اخلي ادخل؟

    الكاتب السوداني أبوبكر خالد –(استاذ بوزارة التربية له عدة مؤلفات ومخطوطات)


    نمازج كثيرة مثل صاحبتنا ..هذى في مجتمعنا ..هل نقمة الغرور هي السبب ام القسمة والنصيب..وهل للمثالية دخل في اختياراتنا المصيرية ..يجيب علي هذه التساؤلات كمٌ هائل من منتظرات صاحب القسمة ..او اليائسات ..او المتعلقات بالأمل الكذوب ..او المعتزلات عالم الزواج .. أو الطرف الآخر!!

    (عدل بواسطة انا بنت النيل on 08-30-2003, 09:11 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de