|
كسلا الحبيبةُ ... وصُلها الإعمار للشاعر / عبد الرحمن إبراهيم الطقي
|
P كسلا الحبيبةُ ... وصُلها الإعمار شعر : عبد الرحمن إبراهيم الطقى كسـلا ! مُصابُك في الـورى كُبَّارُ فقلوُبنا مـن حـزنِهنَّ جِـمارُ قـد زادهـا قيظُ الخليـج حرارةً فتلمـّظت فيـها لظىً وسُعارُ لـولا الفجيعـةُ بالمـُقامةهـاهنا تَـوًّا أتيتُك والـهوى طيّـَارُ لـو كـان لي قـدرُ الرحيل مواتياً كنـت الخيارَ وليس َثَّم خيارُ لـولا مـدامُعنا تـزيدُك حسـرةً لرنت إليـكِ وسيلُها مِدرارُ هـذى مشـاعرُ شـاعرٍ جيـَّاشةٌ يُـؤْسيكِ منه الدمعُ والأشعارُ تأتيكِ مـن بُعْدِ اـديارِوأنتِ في كلِّ الجوانح للـغريبِ ديـارُ أرضَ المحبةِ قد طفحتِ مـوَّدةً للضـيفِ والسُوّاحِ أنتِ مزارُ هذى جبالُك جـاوزت هـاماتهُا قـممَ الجـبالِ فنجمُها سَيَّارُ تحكي الأصالةَ والشُّـموخَ شـعابُها فهي الإباءُ وشعبُها الأحـرارُ وجِنانُك الفـيحاءُ فـاح عـبيرُها تُحيي النفوسَ وطابتِ الأثمـارُ كسـلا ..الجنائنُ والمآذنُ والهدى والـعلمُ والقـرآنُ والأذكـارُ كسلا ..السَّماحةُ والبشاشةُ والندى كسلا .. البسالةُ والفتى المِغوارُ كـم مـرّةٍ جـاء الحـقودُ مخاتلا يبغى الفسـادَ وجيشُه جـرَّارُ فاستُنْهِضت هـممٌ فـعاد مـولّياً يرجو النجاةَ فبئسما الإدبـارُ و(القاشُ) مفتاحُ السـعادةِوالهنا يُروى الحقولَ ومـاؤه هَـدَّارُ وهـو المشُوقُ لأهِـله وصـحابِه إن غابَ آب َ وشـوقُه مَوَّارُ ************** واليـوم آسَـفُ أن أراكِ حـزينةً تنـتابُك الأسقامُ والأضـرارُ والبؤسُ خيَّم في رُباك فـلم تـعُدْ تشدو عـلى أفنانِك ا لأطيـارُ والغِيدُ فارقتِ الخـدورَ ومـا رأت أشخاصَها في سـوقِك الأنظارُ لكنه القـدرُ المحتَّمُ قـد مـضى يرُجى القـرارُ وتنفُذُ الأقدارُ أضـحـى محيَّاها يقطعها لأســى لولا الرضا والعزمُ والإصـرارُ داءٌ وفـقرٌ والـعراءُ يلـفُّـه وعـدوُّهـا متربّصٌ ختـّارُ يـا قـاشُ ! لم نعهدْك يوماً غادراً ما أنـتَ خـوَّانٌ ولا غـدّارُ يا قاشُ !ماأطـغاك حـتى لم يعُدْ يمنعْك من هـدمِ البيوتِ جدارُ يا قاشُ ! هـل بدرت إليك سجيةٌ لم ترضَ عنها فالعقابُ بَدارُ ؟! أم ساءك الـدنسُ الـذي ألقت به أيدي البغاِة فـماؤك المـطهارُ يا قاشُ ! رفـقاً بالبـيوتِ وأهـلِها فبها النسـاءُ وصبيةٌ وكبارُ يا قـاشُ ! رفقاً بالـحقولِ وزرعها ومصـانعٍ فيها عليك جوارُ *********** واهاً بني السودانِ من فَـرْطِ الأسى ذَبحَ الفـؤادَ على البلادِ دمارُ كسلا الحزينةُ ، والجـنوبُ جراحُه غارت فصارت دونها الأغوارُ وكذا ( بدار فورَ) الـوديعةِ فاجعٌ يـذكو هنالك للحروبِ أُوارُ يا قومَنا ! إن القـتالَ عـدوُّكم ماذا به غيُر الخطوب يُدارُ ؟! ويـلَ المناصبِ والمـكاسبِ ويلَها تبًّا لمن سُبُلِالـردى يختارُ! إن السـلامِ مـحبـةٌ وتـناصرٌ وتداولٌ وعِـمارة ٌ وجبـارُ وكذا التعاون ُ شيمةٌ أنـعِمْ بها ! هي للجدوِدِ السالفينَ شـعارُ فالدينُ يدعوكم لكشـفِ مُلمَّةٍ والبخلُ داءٌٌ للنفـوسِ وعـارُ إخوانُـكم من ذا لهـم في محـنةٍ هل كان منكم للعلا استنفارُ ؟ ! والحرُّ هـل يـرضيه عيـشٌ ناعمٌ ونساؤه تحت الهجير تـَحَارُ ؟! هـلاّ انتدبتم للإعـانةِ والجـدا كسلا الحبيبةُ .. وصلُها الإعمارُ كسـلا ! بـنوك وكـلُّ حرٍّ ماجدٍ جاؤوا إليك وكلُّهم أصـهارُ فغـدا نـراكِ عـروسةً مجـلوَّةً حـارت عقولٌ فيك و الأبصارُ ***** عبد الرحمن الطقى / الدوحة 18/6/1424هـ الموافق 16/8/2003م
|
|
|
|
|
|