اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2003, 03:41 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (1)اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد
    ...........................
    يعرف في السودان كيانان هما كيان الانصار وكيان الختمية يترأسهما أسرتي المهدى والميرغنى وهما يشكلان غالب أهل السودان الشمالي. قيادات هذه الاسر كانت في الماضي بمثابة رأس دولة الكيانين ، فكان علي سبيل المثال السيد عبدالرحمن هو امام الانصار يجمع بين تدبير شئون الدين والدنيا لطائفة الانصار .كان لتلك القيادات برنامج سياسي حتى قبل الاستقلال فكان السيد عبدالرحمن هو امام الانصار وهو راعى مشروع السودان للسودانيين حتى تحقق الاستقلال . هذه القيادات وجدت نفسها في خضم العمل السياسي ولم يكن لها الخيار في غير هذا ،فالظروف كانت موضوعية لتمارس هذه القيادات العمل السياسي ذلك انها تمثل مجموع الارادة الشعبية السودانية
    .......................................
    بغير هذين الكيانين برز عامل جديد و يمثله الخريجون اصحاب العلم الحديث بخلاف العلم التقليدي ، هؤلاء الخريجين نهلوا من كلية غردون ،ووجدوا احتراما ومكانة في مجتمعاتهم وصلت حد بعيدا ،فاهلنا يحدثونا ان المتعلم في ذلك الوقت علم يعرفه القاصي والدانى ،تقام له الولائم ،وتختار له اجمل الزوجات ، كل هذا ساهم في خلق بيئة خاصة للمثقف المتعلم ولعل هذا ايضا ساهم في خلق حاجز بينه وبين العامةوالبسطاء
    ...................................
    العلاقات بين هذه الكيانات الثلاثة قامت علي الاختلاف الموضوعى في فترات ثم علي الغيرة السياسية في فترات اخري ثم هى اقرب لزواج المتعة في فترات ثالثة
    ...............................
    كانت الازمة الحقيقية تكمن في ادارة الاختلاف ،فالانصار والسيد عبدالرحمن يمثلون الاجندة الواضحة في ان السودان للسودانيين ودون ذلك المهج والارواح وكان بعض المتعلمين يرون ضرورة نوع من العلاقة بمصر ويمثلهم الازهري ، ولم يكن كيان الختمية صاحب برنامج سياسي واضح في تلك المرحلة ،ذلك ان قيادته لاتميل بطبعها للسياسة ،وكان اهم مايميزها موقفها المعارض من المهدية القديمة ثم من المهدية الجديدة التى يمثلها السيد عبدالرحمن
    ....................................
    الانجليز مارسوا سياسة فرق تسد ، فهم يخشون المهدية الجديدة التى بدأت تظهر بعبقرية السيد عبدالرحمن لانها اسلامية صوفية ،وبالرغم من ان السيدعبدالرحمن كان مسالما الا ان فكرة دولة اسلامية صوفية في حد ذاتها تثير ذعرا ،فاكثر انواع الاسلام قوة هو الاسلام الصوفي السياسي وليس الاسلام الاستهلاكى ، فخلقوا توازنا بتشجيع كيان الختمية ثم هم خافوا من فكرة اتحاد مصر والسودان لان ذلك يحى ذكري خلافة كتلك العثمانية ،فقاموا بدعم الخريجين ليكونوا بديلا موضوعيا لقوة الكيانات التقليدية ، كما ان هذا الاخير اكثر قبولا لفصل الدين عن الدولة او فصل الدين عن السياسة ،فقوة الشعوب الاسلامية بالنسبة للمستعمر تكمن في دينها ، وهم لم ينسوا ثورة الامام المهدى ومقتل غردون. فاتبعوا سياسة خلق توازنات للتحكم في جميع الاطراف
    ......................

    يجدر بي الوقوف عند شخصية السيد عبدالرحمن ،شخصية تجذبك حقا عن الغيرة السياسية العمياء التى تشوه الاخضر واليابس في تأريخنا ، نجد عقلية فذة ، فهذا الرجل قام بتجميع الانصار ثم قرأ الوضع الحضاري الاسلامى ووصل الي احد اسرار الحضارة الغربية ،فقام بفعل التحويل للانصار من الحماس القتالي الذي ظهر بيانا عجزه عن تحقيق اهداف سوى الشهادة ،الي قناة العمل الاقتصادى والبناء والعلم ،واظنه علم ان الجهاد بالسيف ماعاد يجدى في ذاك الزمن ،فالحروب صارت اقتصادا وعلما حديثا ،لذلك تري فيه عقلية رجل الاعمال في ادارة المشاريع وتشجيع التعليم ، لعل ذلك يشرح سببا من اسباب كثيرة لا مجال لتعدادها لشرح لماذا اختار هو ان يهدى سيف المهدى لملك بريطانيا . نفس هذا التحليل توصل له اخرون في بحثهم عن سر الحضارة الغربية في ايامنا هذه .وما احوج بلادنا اليوم لعقلية ادارة الاعمال
    ..........................
    جوهر العلاقات بين هذه القوى الثلاث لايزال يؤثر في واقع اليوم ،ولكن طغى عليها الطابع الاقصائي ، ذلك ان التنظيمات الحديثة كانت متفائلة بان خمسون عاما كفيلة لموت طبيعى لاثار وحقائق النفوذ التقليدى
    .................................
    فعمت اليوم في الساحة دعوات لفصل الدين عن السياسة ،وهى دعوات غير محددة التفاصيل فصارت مبهمة ، وصارت في حد ذاتها اقصاءا لانها تلغى كثير من التنظيمات القائمة اصلا ،هذا اذا تم التعامل مع الفصل بين الدين والسياسة صدقا بفهم وتصور واحد لا مختلف . وقد كان ان كل تنظيم يفهم هذه الدعوة بتصور مختلف ، فمثلا حزب الامة له تصور خاص في فهم فصل الدين عن السياسة لذلك هو وقع علي ميثاق اسمرة بتصوره لا بتصور الحزب الشيوعى مثلا ، فلا يعقل ان يوقع حزب علي شهادة وفاته. بل لعل من الاجدى الحديث عن تقنين علاقة الدين بالدولة . لان فصل الدين عن السياسة يعنى وجود ارتباط ما وجب فصله ، فكيف يكون الفصل بالتدخل ام الاعراض ،وهل الكلمة الاخيرة للدولة ستكون بمراعاة الشعور الدينى ام غيره وهل اذا تعارض القانون مع قناعات روحية هل تتدخل الدولة لمصلحة القناعات ام ستنكرها ،كل هذا ينبئ بضرورة التقنين التوافقي في علاقات الدين والدولة لا الفصل.وغير هذا لن يجلب سوى الثورات والتذمر عاجلا ام اجلا . فلن يجف السودان من متدثر بغطاء الدين يجد تعاطفا من الجماهير ، فلا بديل عن التقنين غير
    التقنين التوافقي
    ................................
    هذه التصورات المختلفة في تفسير التحالفات والاتفاقات ،هى التى جعلتها تتسم بالانتهازية لاتدوم سوى لحظات التوقيع ، ولا يدوم تحالف الا بما يكفي لاقامة تحالف يناقض الاول ،وهكذا تسير عجلة التحالفات بانتهازية هذه التحالفات يحاول البعض ان يلصقها بتنظيم محدد ويبرئ نفسه منها ،وبعضهم يدبر فذلكات يقنع بها كادره التابع فى كل الاحوال ،ولكن الحقيقة تقول ان التنظيمات جميعا تتعامل بانتهازيةوتعتيم وعدم مؤسسية ،فانت تجد قائد يتم رفده بخطاب لا يتعدى ثلاث اسطر يوضح ان فلان خرج علي المؤسسية بدون شرح وافي للحيثيات ودون عقد مؤتمر داخلي ، وانت تجد ايضا ان السودان الجديد يحالف الميرغنى ثم هو يحارب الطائفية ، ثم تجد الزعيم المرفود مثلا يخرج صحائف سيئات تنظيم هو يدعمه حتى لحظات قبل الرفد ،وتجد سفير يسئ لنظام فقط عندما علم انه في ايامه الاخيرة ، وغيرها من انتهازية تنظيمات وافراد
    ..............................
    شكلت قطاعات من الخريجين تنظيمات حديثة بخلاف التقليدية ،هذه التنظيمات الحديثة اقرب للتنظيمات البوليسية فتجدها تمارس سلوكا غير حميد فتراها علي سبيل المثال لا الحصر تشجع ما يعرف بالغواصات ،مما يعطى فكرة عن ان التنظيمات الحديثة انتهجت مناهج اقصائية في سلوكها السياسي مع الاخر. بالرغم من انها كانت تمثل العقل السودانى المتعلم الذي يرجى خيره في معالجة الواقع ،كل هذا وغيره من سلوك اقصائي ، انتج مراحل ديكتاتورية الحداثة ، التى تري ان التغيير وسيلته السلطة ،ثم ضرورة القضاء علي الكيانات التقليدية للوصول الي السلطة ،واخيرا مفهوم ان دكتاتورية عادلة خير من ديمقراطية تاتى بالطائفية فكان هذا مدخلا مشروعا دخلت منه تنظيمات كثيرة وستدخل منه تنظيمات اخري في المستقبل
    ..............................
    الواقع الان يقول ان المنظومات السياسية والفكرية والمثقف السودانى فشلت في تقديم حلول عملية موضوعية مقنعة وجذابة ،لهذا لا نستغرب ان عاد الناس لقديم المفاهيم ، فالحركة الشعبية مثلا تعتمد في ادبياتها علي اللون وتغذية الكراهية ضد الجلابة مثلا ونذكر حديثا نشر من قبل لقائد في سودانيز اون لاين ، كذلك نجد ان الثورة في غرب السودان عمليا جهوية قبلية اقليمية اكثر منها فكرية شاملة ،هذا يستبين من خطاب اهل الثورة نفسهم الذي
    يستند علي مطالب اقليمية وعرقية محددةوغير هذا يسارا ويمينا ووسطا كثير
    .............................................
    وأكاد اجزم ان من لهم سند جهوى وعشائري اكثر قوة ممن لاسند لهم وان كانوا اصوب رأيا واقوى بصيرة هذا يحدث داخل قوى تنادى بسودان جديد وتهاجم السودان القديم وفيه تهاجم النفوذ التقليدى وما يعرف بالطائفية. حتى داخل الاحزاب التقليدية نجد ان هنالك توازنات تهتم بصاحب النفوذ العشائري والجهوى باكثر من صاحب الفكر القوى والرأي السديد ،نفس الصراع الجهوى والتكتل الجهوى تجده في انقسامات الجبهة الاسلامية الاخيرة ، وتجد ايضا ان الحركة الشعبية تستند في معاملاتها علي النفوذ القبلي وعلي اللون. كل هذا يؤكد أن النفوذ التقليدى سواء كان حبا صوفيا او نفوذ قبلي ، او نفوذ جهوى وعشائري ، او نفوذ برابط اللون عاد بصورة اكثر وضوحا واثرا حتى داخل تنظيمات حداثة هى نفسها اعلنت
    الحرب قبلا علي النفوذ التقليدى سواء كان حب صوفي او نفوذ يعتمد علي القبيلة او العشيرة . هذا يتطلب وقفة من المثقف النافع عن جدية الدعوة للسودان الجديد وهل السودان الجديد حقيقة ام شعار
    ....................................
    هذا ايضا يوضح ان الرأي السديد ما عاد ملتقي يجمع اليه الناس ، وانا اتحدث هنا عن المتعلمين والمثقفين ، هذا السلوك السياسي البائس الفقير في تعامله مع الواقع من قبل تنظيماتنا السياسية جميعا ادت لانتكاسات كثيرة اهمها ما نحن عليه من حال ، وزاد بتعميق نفس ما خرجت عليه قوى الحداثة تحاربه ، فعاد الصادق المهدى يجمع بين رئاسة الحزب والامامة ، وعادت مفاهيم وروابط كانت مرفوضة من قبل ذات الطابع التقليدى من جهوية وقبلية ولونية وعلي رأسها قوى تمثل الحداثة نفسها ،بل بتزكية من افراد قاموا من قبل برفض الطائفية ،وهذا الامر تحدث عنه من قبل الدكتور منصور خالد عن النخبة وادمان الفشل ، وان كان يقصد الجماعات المنتخبة ،فانا اقول ان الفشل عام لكل منا نصيب فيه ويشمل ذلك النخبة المنتخبة والمعارضة والمثقف
    ..........................
    ثم تاتينا اقلام لتلقي اللوم علي الطائفية او علي الجبهة الاسلامية او علي غيرهما ، وهذه اقلام تضليل لا اكثر ، لذلك تجدها تأتى من كتاب المستوى الثانى في منظوماتنا السياسية والفكرية والمستقلة ، ذلك ان ذنوب وخطايا الاحزاب جميعها اشاعت الامن وسط المستوى الاول من القيادات ، لذلك نجد احزابنا ضعيفة جدا وغير فعالة الا علي مستوى افراد محددين ، كل هذه الاخطاء اعادت انتاج الحب الصوفي كرقم صعب ، فعاد حزب الامة كرقم ضخم في داخل جامعة الخرطوم بل هو يفوز برئاسة الاتحاد وهذا امر يحتاج لوقفة ؟؟ ثم الميرغنى الطائفي هو علي رأس التجمع الداعى للسودان الجديد الذي يحارب الطائفية. وكذلك عادت مفاهيم القبيلة والاقليم واللون والعرق كجامع ورابط باكثر من رابط الوطن والدولة والفكرة والقضايا ، وعم النفاق والتحالفات الانتهازية يقودها المثقف المتعلم وكل هذا نتاج طبيعى لتفشي ذنوب وخطايا منظوماتنا السياسية والفكرية . هذا الامر تجده حتى في الاسرة فعندما يخطئ الزوج وتعلم الزوجة وتخطئ الزوجة ويعلم الزوج يسود الامن ويعم النفاق وتنعدم الثقة تماما وما علينا عندها الا انتظار ساعة الطلاق

    ............................

    shereef shereef
                  

08-16-2003, 03:46 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد (Re: omdurmani)

    (2)اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد

    ......................
    حقيقة اريد ان اثير عدة نقاط ،يجب الانتباه لها حتى يتم معالجتها. الاولي منها يتعلق بسلوك بعض الافراد المنتميين الي الحداثة عندما يعملون بقصد او بغير قصد علي زراعة ثقافة الحقد والكراهية في اذهان البسطاء. من عجائب الامور ان كتابة المرء وحديثه يعبر كثيرا عن مقاصده ، من اثارة نعرات او ايقاظ فتن او غيرها ، فليس كل تأريخ او حقائق تذاع ، الا اذا كان هنالك مقاصد من اذاعتها ،ولا اقول كمن يريد بي ظنا سيئاان قراءة التاريخ مرفوضة ، ولكن اقول حتى التأريخ قد يقرأ قراءة نافعة واخري ضارة ، فمن اختار القراءة الضارة ، فلا اقول له الا كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم ...كل امرئ ميسر لما خلق له
    ........................
    معروف ان انجع واقذع الوسائل لتحقيق أغراض سياسية هى توظيف الاختلاف سواء كان اثنيا او دينيا او حزبي توظيفا سيئا . و تلجأ بعض الحداثة المثقفة لضرب هذه الاوتار وتغذيتها ، نشاهد بعض من هذا في واقعنا ، سلوك الجبهة الاسلامية اثناء حكمها ، بالاستثمار في الاختلاف الحزبي بصورة منتنة. ونجده في بعض قوى الحداثة الداعية لسودان جديد . واري ان مانشاهده من سلوك في واقعنا اليوم هو امتداد طبيعى لسلوك انتهجته الحداثة الاولي ، عندما بدأت عناصر من الحداثة في تصوير اسرتى المهدى والميرغنى كأسر النبلاء في العصر الاقطاعى ، وتصوير العلاقة بين مثلا الانصار والسيد عبدالرحمن بالخدم للسيد ،وكان الغرض من هذا السلوك المدروس مسبقا كسر الولاء والحب الصوفي بتغذية الحقد . هذا علي الرغم من معرفة قوى الحداثة ان العلاقة بين اسرة المهدى والانصار هى علاقة اقرب للحب الصوفي بلا مقابل ، اي حب في الله ، وهذا مختلف تماما عن علاقة الاقطاعيين بطبقات البسطاء والعامة التى كانت تقوم علي استغلال يولد كراهية كانت زادا ووقودا للثورات ضد النظام الاقطاعى المعروفة في التأريخ . هذا مثال علي اسقاطات كثيرة القت بها الحداثة لتعالج بها النسيج السودانى ،وهذا انتج بالضرورة سلوك اقصائي نشاهد نتائجه اليوم ،مما يؤكد ويحتم ضرورة ترسيم العلاقات بين تنظيماتنا الفكرية والسياسة والمثقف والواقع السودانى بتضاريسه وعلاقاته ونسيجه بما يضمن لكل ذي حق حقه ، بلا اقصاء او تلبيس او تضليل
    ..........................................
    تغذية الحقد والكراهية فاعلة جدا في استمرار وديمومة الولاء ، خاصة لضمان مقاعد سياسية وهو سلوك ينتهجه ذوى النزعات الديكتاتورية ، ذلك ان من يتبع امرا بدافع موضوعى كفكرة مثلا يسهل عليه تغييرها اذا وجد ضالته من الحكمة في غيرها ، بينما يتحجر صاحب الولاء الوجدانى في رأيه ،واخشي ما اخشاه ان تحل ثقافة الكراهية كبديل للحب الصوفي ،فزراعة الكراهية سهلة في بلد متعدد الاديان والاعراق واللهجات ولكن حصادها مر . فواجبنا نعم تفتيت المفاهيم الخاطئة وتعديل الصور المعكوسة بصورة تتناغم مع واقعنا ولا تتعدى علي حقوقنا بتشويه للاخر . لذا في هذه الاوقات التى تختلط فيها الامور فلا يستبين مسارها ، يجب اعلاء قيم التسامح والحلم والتعايش
    ...........................
    قلنا ان الولاء الجديد الذي نراه اليوم حتى من قبل قوى تمثل التجديد والحداثة صار أعمي تماما كالولاء المغضوب عليه الذي يتمثل في الولاء الصوفي الذي استفادت منه الاسر ، فانت تجد مثلا منتم للجبهة الاسلامية يتبعها ولو ادخلته النار ، وموالي للحزب الشيوعى مثلا هو شيوعى وان غير الحزب مفاهيمه ، فتري انت عقم الطرح وتحجر اهل الولاء . هذا الولاء الاعمى اصبح رصيدا ساكنا ، وبالرغم من ان وجود رصيد ساكن ثابت في حد ذاته مكسب ونجاح ولكنه علي الجانب الاخر قتل النشاط وخدر القيادة و اعدم
    الحراك و اعدم الشفافية. مما جعل بعض التنظيمات غير واقعية اقرب للديكتاتورية منها للديمقراطية لانها غير ذات فاعلية شعبية او فكرية جاذبة
    ..................................
    لذا انا لا استغرب ان اجد موالي للترابي هو اكثر عصبية من الترابي نفسه ، ولا استغرب ان اري دكتور الجزولي مثلا يباري الصادق المهدى فكريا وفي نفس الوقت اجد كادر للحزب الشيوعى لايري في الصادق غير خائن وعميل. الكادر تابع في كل الاحوال حتى في قوى الحداثة ،بتواطؤ من قيادات هى رأس الرمح في التغيير التى لا اجد تفسيرا لسلوكها هذا الا فشلها في مواجهة الواقع السودانى او رغبتها في البقاء العبثي . هذا ولا يستثنى من ذلك العجز والركون حتى المثقف النافع . كل هذا انتج منظومات تعتمد علي الولاء لا القناعات والشفافية والموضوعية والمؤسسية، منظومات لم تبلغ النضج بعد ، كل هذا ادى بدوره الي نزوع المواطن البسيط الي تكتلات تعتمد في رباطها علي الجهوية والعرقية والدينية
    ...........................
    في ثقافة السوق والمنتجات خاصة الشركات الجديدة وتمثلها الاحزاب الحديثة، الشركات تجتهد وتبدع منتجات جديدة لضمان البقاء والمنافسة ، حراك مستمر للجديد الفعال ، لا ركون وتعصب ، هذا هو افة السلوك العام عندنا ، فرياضتنا عصبية ، تشجيع للمريخ والقيادة وان تتالت الهزائم ،بل نشجع احيانا النجمة او كما يقول احدهم الفنايل لا الفريق ، هذه العبثية تراها في الكثير من مظاهر حياتنا السودانية ، وانضم لها المثقف والمتعلم والحداثة الذين يرجى منهم قيادة وتوجيه شعوبهم
    ...........................
    في ظل هذه الظروف ، يجب علينا الانتباه لنزعات التسلط من القيادات ، فالتأريخ يحدث ان كل الطغاة الديكتاتوريين كانوا دائما يتدثرون بغطاء العدالة والبحث عن الحقوق تماما كرجال الدين الذين يلبسون قميص الدين
    لاغراض تتعارض مع مصالح الشعب

    .........................
    ضعف الدولة بالاضافة لضعف التظيمات السياسية والموسسات والمثقف كلها مجتمعة ادت لواقع اليوم من تشتت علي حبال متفرقة. والان دور الدولة اكبر من غيرها ومسئوليتها كذلك اكبر . هذا يتطلب في البدء صدقا من الدولة مع الله ومع الشعب ، ولم يتحقق هذا الان ، لان الدولة مازالت تنكر فعالها المشينة ،والشينة منكورة ، و قد ساءنى حديث للدكتور غازى صلاح الدين عن دساتير وقوانين الانقاذ وسماحتها ، لانه رجل يدعو لمشروع اسلامى
    ،فلا اقل من صدقه مع نفسه اولا ثم مع الناس ، ففي حديثه لقناة الجزيرة يتحدث عن ان دساتير الانقاذ تحترم الانسان السودانى وتعالج امر الاختلاف وتعالج امر المواطنة
    ...........................
    ولا ادري من يخاطب هو ، هل يتصور اعداء فيكيد لهم بحديث
    زائف ، لا انما هى اجيال جديدة ، تهفو لديمقراطية وعدالة وقانون مهيب واسلام سمح
    ..............................
    الصغير والكبير يعلم ان دساتير الانقاذ وقوانينها هى اقرب للنصائح ،فليست ملزمة ، فهيبة القانون وعدالة الدولة تفرض علي المواطن توقيرها واحترامها والحفاظ عليها ، فلا يخرج عليها خارج ، اما قوانين الانقاذ فهى
    مجموعة نصائح ذهبية من شاء اخذ بها ومن شاء تركها بحسب هواه وميله؟؟؟ انظر مثالا لا حصرا الي التوظيف ، فبينما لا يميز القانون بين السودانيين الا ان المعروف والمعمول ان غير الجبهة لا يجد موقعا الا من رحم ربي واخطاته اعين الجبهة ،والقائمة تطول من عطاءات وغيرها لا ينكرها الا جاهل. انظر ماذا يحدث عندما لا يمتثل اهل نظام بعقدهم ودستورهم الذي كتبوه بايديهم فكيف الحال بمعارض هو لم يوافق علي الدستور اصلا. ولا زالت الانقاذ بعقلائها هى صاحبة المسئولية في الحفاظ علي السودان ، وايضا الحفاظ علي شعبه معافا
    ......................
    طبيعة جبل عليها البشر ،الانسان بطبعه يتناسب تفاعله وتعاطفه طرديا مع اقترابه من المنظومة ايا كانت ، فتجده اقرب واكثر ارتباطا باسرته من عشيرته، وبعشيرته من مدينته ،وبكيانه من حزبه ، وقبيلته من شعبه ، كل هذا يلقي واجبا علي الدولة في ان تحقق جذبا وبديلا يكسر هذه العلاقات كسرا حميدا لمصلحة الدولة ، وهذا يكون بتبنى الديمقراطية والعدل وسيادة دولة القانون والمؤسسات. عندها سيؤثر المواطن البسيط رابطة
    الدولة لانها ستكون اقوى واقدرعلي حمايته ورعاية مصالحه.ايضا يتطلب هذا من منظوماتنا السياسية ان تضع اجندة تنفع المواطن وتغريه وتجذبه لها بغير هذا ستتفك دولتنا لشيع وطوائف وقبائل ودويلات بلا سودان ,
    ولا مستقبل
    .............
    نواصل
    شريف محمد شريف
                  

08-16-2003, 04:51 PM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد (Re: omdurmani)




    في ثقافة السوق والمنتجات خاصة الشركات الجديدة وتمثلها الاحزاب الحديثة، الشركات تجتهد وتبدع منتجات جديدة لضمان البقاء والمنافسة ، حراك مستمر للجديد الفعال ، لا ركون وتعصب ، هذا هو افة السلوك العام عندنا ، فرياضتنا عصبية ، تشجيع للمريخ والقيادة وان تتالت الهزائم ،بل نشجع احيانا النجمة او كما يقول احدهم الفنايل لا الفريق ، هذه العبثية تراها في الكثير من مظاهر حياتنا السودانية ، وانضم لها المثقف والمتعلم والحداثة الذين يرجى منهم قيادة وتوجيه شعوبهم


    اخي شريف ، تحياتي

    اردت ان اكتب عن عنصر اساسي في الثقافة السودانية، انعكس باوضح اشكاله في ممارستنا السياسية، الا وهو التطرف في العداء، بل العداء المسبق لكل شئ وكل أحد، وعدم القدرة على تحمل الآخر، لا تفكيره ولا شخصه ولا حقوقه، وعدم احترام الآخر، والعدوانية في التعامل لدى الجميع من الموظف الى سائق البص الى السياسي. اننا باختصار ناس غاية في ضيق الصدر والافق والعقل، فيما يتعلق بالآخر، وغاية في العدوانية وعدم الصبر على الاختلاف، وغاية في التعصب للذات والذات فقط.

    نحن دكتاتوريين بطبعنا وبثقافتنا. نرضع ذلك مع لبن امهاتنا وتربيتنا، ثم نتلقى ذلك اثناء الدراسة على يد المدرسين القاهرين الذين لم يسمعوا عن الراي والنقاش واحترام الطفل، دعك عن ان يسمحوا به.

    وما لم يتغير هذا الامر، فلا أرى اي بصيص امل في تغيير واقعنا، السياسي وغيره.
    هذا يتضح لك من حديث المثقفين مثلا، الذين لا يجنحون للحلول والمعالجات العملية والواقعية، ولا على استخلاص القضايا الاساسية ومحاولة معالجتها أي تحرير مواضع الخلاف وتصفيتها من الهوامش الجانبية والقضايا الصغيرة. لا يركزون على الاسس التي اجتمع عليها الناس، يل يضيعون اعمارا وزمنا طويلا، ويهرقون دماء ومالا وعرقا وجهدا كبيرا، في النزاع على قضايا لا تقدم ولا تؤخر، طبعا تؤخر كثيرا لانها مضيعة للجهد والزمن، ولكنها في حد ذاتها لا أهمية محورية لها.
    ترى كثيرا من مثقفينا الوطنيين الديمقراطيين اليوم، يركزون على إذكاء المزيد من الصراعات في المجتمع، عرقية وجهوية وسياسية، بدلا من قضية المواطن والوطن، قضية حقوق الانسان، واستعادة الحريات والديمقراطية واستدامتها. الكثيرون لا يشغلهم المستقبل، ولا المطلوب انجازه عاجلا كحل اسعافي لوطن مثخن بالجراح، كلا، انهم مشغولون بخلافاتهم الصغيرة، واحزابهم الصغبرة جدا، واشخاصهم، والقابهم، ورموزهم، انهم قد ينفقون كل الجهد في خلاف مع شخص يكتب مقالا يدعو للحرية، وكيف انه لم يدع بالشكل الذي يريدون، ولكنهم لا يبذلون مثقال ذرة من الجهد في سبيل هذه الحرية نفسها.

    هذه عقلية يجب ان تواجه بوضوح وشجاعة، ويجب ان تزول. يجب ان نتقدم الى الامام قليلا بان ندرك ان في الدنيا اولويات وان الخلاف شئ طبيعي ومفيد وخلاق، ولكنه يحتاج الى عقلية متسامحة وديمقراطية وقابلة للآخرين، لكي يصير مثمرا وممكنا ادارته. نحتاج ان ننظر الى تجارب الآخرين: فالعالم الديمقراطي كله ينجز ويخدم مجتمعاته، دون ان ينصرف عن ام القضايا الاساسية المشتركة، ودون قهر او حجر على راي، ودون تسلط وإدعاء احتكار الحقيقة والمعرفة والصواب والوطنية.

    نحتاج الى اعادة تعليم المتعلمين. والمثقف في نظري هو من يدرك هذه المعاني، لا من يحمل الدرجات العلمية. وبهذا المعنى فكم من مثقف في الخلاء والحقول والمصانع والاسواق، وكم من جاهل جهلول في ردهات السياسة ومنتديات المثقفين ووسائل الاعلام

    ولكم الود والسلام
                  

08-17-2003, 09:23 PM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد (Re: omdurmani)

    اخى الصاوي
    دعنى اختلف معك قليلا ، نحن لسنا متطرفين في العداء ، التطرف في العداء ، نتج من حماقة الفاشل ،بعض الحداثة ارادت التغيير فلما فشلت اخذت تبحث عن اسباب بغير انها هى الفاشلة ، لذلك هى تقول الاخر هو سبب فشلي ، لذا ظهر التطرف
    ....................
    العقل الابداعى فعلا غير موجود ، الواحد يفتح كشك السودان كلو يفتح نفس الكشك ، يعنى تقليدية بحتة. قد يكون ناتج كما قلت عن الاسلوب التعليمى وانعدام الحريات
    ........................
    تضخيم الذات مشكلة ، فنحنا الكيك و انا الصعب برضوا
    مشكلتنا ، مافي تنظيم براهو بقدر يحلها ، حزب الامة والاتحادى عرفوا الكلام دا بدري ، الباقي علي الحداثة
    تعرفوا
    .........
    shereef
                  

08-18-2003, 09:40 AM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعادة قراءة لعلاقة المثقف بالسودان الجديد (Re: omdurmani)


    اخي شريف

    الحديث في رايي يجب ان يتسع ليشمل الجذور الاجتماعية والثقافية العميقة للمشكل السياسي الحالي. ان العسكريين الذين قفزوا على السلطة عدة مرات، والذين يؤيدونهم، انما ينطلقون من قناعة راسخة لدى الكثيرين ــ للأسف ــ بانهم على حق في فعائلهم تلك. فهذه ثقافة. في بلدان اخرى يرى الناس انفسهم على حق، ولكنهم يقولون لك: اذا كان سيد التور قال احلبوه، فافعلوا. مؤخرا قال لي أحد هؤلاء المساكين، وهو ضحية من ضحايا الدكتاتورية ولكنه لا يدري، قال لي ان النظم العسكرية أفضل للسودانيين لانها تنجز انجازات ملموسة كالمدارس والطرق الخ. استغربت قوله وهو المتعلم ولا أقول المثقف، قلت له: ومن أدراك وأدرى العسكريين ان شعبنا يريد الطرق والمدارس؟؟!! قال لي ان الديمقراطية كانت فوضى لان أعضاء الجمعية التاسيسية كانوا يقولون كذا وكذا: قلت: فهذا الذي يقولون هو رأي الشعب، سواء أعجبك أو لم يعجبك، من انت حتى تكون ولي أمر الشعب القاصر في رايك، حتى تحدد لهم الصاح والغلط؟!. هذه هي العقلية التي انجبت الدكتاتوريات وغذتها وأطالت اعمارها.

    أما اننا عدوانيين، فان انكرت هذا، تكون ما ركبت مواصلات في السودان ولا دخلت سوق الخضار، مقارنا مع اي مواصلات اخرى في العالم او اي سوق آخر. دعنا بعيدا عن السياسيين والمثقفين او المثقفاتية. الم تلاحظ ابدا العدوانية اليومية المجانية في سلوك المعلم او الشرطي او السائق او سيد اللبن حتى؟؟ نحن بصراحة لا نتمتع بالصبر ولا بالديمقراطية، ونحتاج لزراعة وتنمية هذه الثقافة التسامحية والصبورة والتي تحترم حق الآخر بل تقدسه، والا بلغنا يوما، معاذ الله، مرحلة ليبيريا وسيرا ليون ورواندا وبورندي والكنقو وغيرها. نحن افارقة لحد كبير، وهاهي ثقافتنا في اكثر صورها تطرفا بادية للعيان في الامثلة التي ذكرت، فهل سيعصمنا تنوعنا القديم وحضارتنا العريقة وادياننا السمحة وحدها في وجه طوفان العنف والاقصاء السائد والمتزايد؟؟ أظن ان كلا. فدعونا اذن نسعى ما استطعنا لترسيخ القيم الواقعية التي تضمن لنا التعايش بشكل سلمي، حتى لا نضطر لتعلم الحقيقة بالطريق التاريخي الطويل والصعب والدموي. اقول القيم الواقعية، رغم انها قيم نبيلة وجميلة ايضا، ولكن من المهم لفت النظر الى انها واقعية، وغصبا عننا يجب ان نتعلمها ان كنا واقعيين، لنتمكن من العيش المشترك بامن وسلام، لانه لا خيار لدينا سوى ذلك.

    مع تحياتي وودي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de