رغد على شاشة التلفزيون، سقوط التمثال الأبوي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2003, 08:38 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رغد على شاشة التلفزيون، سقوط التمثال الأبوي

    عباس بيضون

    رغد" على شاشة التلفزيون، سقوط التمثال الأبوي

    لم يكن الحرج حبكة الحلقة التلفزيونية التي قدمتها “العربية” مع رغد صدام حسين مع أن الموقف كله حرج في حرج. لم تتلجلج ابنة صدام حسين في جواب، فيما كان محاوراها يتلجلجان بأسئلتهما. إنها قادرة لكن هذا لا يكفي تفسيرا لثباتها. الأرجح أنها بقيت عند محاوريها ابنة صدام حسين فحسب، وعندما تكلمت بسلطة وفرض بدت أكثر ابنة صدام حسين فانكفأ محاوراها تهيباً إذ لا قِبَل لهما بهذا الظل الأخير لسطوة صدام الأسطورية. لا يزال الرجل بالتأكيد، وسيبقى، مخيفاً لمجرد ذكره. استحضاره على أي نحو استدعاء لقوة شيطانية وإطلاق لشر لا حد له. وكل من يمت له بالتأكيد سيتمتع بهذه الحصانة. أما الابنة الجميلة فكانت عند نفسها ابنة صدام حسين. لكنها أيضاً فتاة العشيرة وزوجة الفريق أول المغدور من أبيها وأخويها. وهي أيضاً المرأة والزوجة والأخت والأرملة كما أنها أيضاً نفسها. وهذا وخاصة الصفة الأخيرة هو ما يفوت محاوريها. ليس مهماً الآن الكلام عن الحضور التلفزيوني لرغد الذي هو بالتأكيد مفاجئ ومؤثر. يهمني أكثر القول إن هذا هو الحضور الأول العلني لابنة صدام حسين الذي كانت سلطته الذكورية تكبت في جملة ما تكبت ابنتيه. ربما كان شأنها في ذلك شأن المتظاهرين العراقيين الذين أتيح لهم أيضاً لأول مرة أن يتظاهروا. وهم في الحالين، برغم شرعية مطالبهم، يمتدحون من حيث لا يحتسبون الخصوم الذين أطلقوا لهم أن يتظاهروا. هذه ابنة صدام حسين تأتي الى التلفزيون، أمر ما كانت لتستطيعه لو كان والدها بعد مالكاً حاكماً، كأنها بظهورها وحده تمتدح سقوطه. هذا السقوط كان، على نحو ما، تحريراً حتى لابنتيه.

    استطاعت رغد صدام حسين أن تنفذ من الإحراجات بخفة من يرقص بين نقاط المطر. إنها قادرة بلا شك لكن قدرتها لم تكن شيئاً يحتاج له صدام حسين ولا حسين المجيد زوجها ولا قصي ولا عدي أخواها. ما كان كل هؤلاء ليحتاجوا في النظام الرجولي العشائري الذي أقاموه، الى امرأة. وكان لا بد من أن يتواروا جميعاً لتستطيع المرأة أن تخرج وقد خرجت بالفعل ما إن ابتعدوا عنها، ما إن زالت سلطتهم عليها. خرجت لتبدو أرزن وأدق وأحكم وأسلم منطقاً منهم جميعاً. تتكلم بتسلسل وتماسك أين منه هذيان صدام حسين. بل أين منه حسين المجيد وجهالته، وعيّ عدي السادي وصمت قصي المفترس. ليس مهماً المثل الذي تقدمه ابنة صدام حسين للنساء لكن حضورها وهي في المنفى الذي لم يعادله حضور ذكورها وهم في الحكم. حضورها ذاك على نحو ما ثأر نسوي. لا يكفي حُسن الأداء بالطبع ولا حسن المنطق لنحاكم إنساناً على أساسه. ثمة أمور أخرى تفوتنا معرفتها عن رغد صدام حسين. ولسنا في كل الأحوال في معرض محاكمتها، لكن السيدة التي تزوجت بابن عمها الذي اختاره أبوها لها، والتي لحقت بابن عمها حين هجر وعادت معه حين عاد ولم تطعن بأبيها الذي يتّم أولادها حتى وهو في محنته كما قالت، امرأة كهذه ما إن تخرج من ظل هؤلاء الرجال حتى تبدو قادرة أكثر منهم. وإذا كان سلطانهم مديناً لعنادهم ومكابرتهم وغريزتهم، فهي تحتكم الى رزانة وحسن أداء لم يكونا يوماً من صفاتهم.

    قالت رغد ابنة العشيرة ما لا يمكن أن يمسكه أحد عليها. تكلمت كابنة عشيرة. بدت العشيرة والعائلة ركني عالمها، ولغة اجتماعها. قالت إنهم وعدوا بها “ابن عمها” وهي في الثانية عشرة وزفوها في السابعة عشرة. لم تقله محتجة ولا مستاءة. إنها العشيرة وهذا أبوها وذاك زوجها وهذان أخواها وهي ابنة العشيرة وتلك حدودهم وحدودها. لحقت زوجها لأن ابنة العشيرة تلحق زوجها (ابن عمها)، ولم يُشركها في حديث السياسة والأعمال لأن نساء العشيرة لا مقام لهن في هذا الحديث. وعاد ابن عمها “المتسرع” على حد قولها الى العراق فلحقته ثانية لأنه زوجها أيضا، ولو عرض الأمر عليها لما سمحت له بالعودة، لكنها لا تحتجّ لأنه لم يسألها فهذه تقاليد العشيرة وهي ابنتها. أما ماذا كانت تفعل ابنة صدام حسين بقدرتها الأكيدة وحضورها مع هذه الزمرة من القتلة والمتسرعين ومجانين السلطة والمتصارعين عليها بالدم والوحشية؟ ألم يخطر لها أن تفرض نفسها ومنطقها على زوجها المتسرع الجاهل نصف الأمي، عسكري المراسلة الذي ارتقى بالنسب والدم الى فريق أول. ألم يشعر الديكتاتور بحاجته الى واحد في بيته يحسن تمثيله؟ ألم تلم أباها وإخوتها وزوجها لأنهم لم يتلمحوا فيها تلك الملكة الأكيدة. هذه الدراما العائلية لا ترد في كلام رغد. إنها ابنة العشيرة، زوّجها أبوها فقبلت وسافر زوجها فرضيت. أين كان الحزب والأيديولوجيا القومية والنضال السري في تربية رغد ونشأتها. لا شيء يبدو واضحا سوى طابع العشيرة ونظامها واسمها.

    إنها مشتاقة الى أبيها، تقول لأنه أبوها. وتدافع عن زوجها لأنه زوجها، وترفع عن زوجها تهمة الخيانة، وليست الخيانة المدفوعة هنا سوى خيانة زوجها لأبيها. ثم إن الخيانة التي أدت الى سقوط بغداد هي أيضا خيانة الأقربين الذين خانوا صدام وعائلته وبالتالي الوطن والعراق. إنها دراما عائلية على طول الخط، أي إنها حكاية تظل داخل العشيرة وضمن العشيرة ويمكن باستمرار محاكمتها بالقانون العشائري “الذي قُتل على أساسه زوجها بعد عفو عنه أصدره أبوها رئيس الجمهورية”. ليست خيانة العشيرة أمرا يتميز عن خيانة الوطن ولا الوطن يتميز عن العائلة والأهل. ألم يدر في خلد رغد أن للوطن اجتماعا غير اجتماع العشيرة وقانونا لا يطابق أعرافها. ثم ألم يدر في خلد رغد أن نظام العشيرة لا يطابق حاجاتها هي وقدراتها، وان النظام العائلي الشرس والقاسي رفع زوجها وقتله، وألقاها هي الى زواج كهذا وإلى المصير الفاجع الذي لقيه زواجها ولقيته هي في مقتبل عمرها. كل هذا لم يبد أنه خطر لرغد صدام حسين أو ساورها. أليس عجيبا ألا يساور الصبية الجميلة التي تتحدث الانكليزية بطلاقة ظلُّ سؤال من هذه الأسئلة؟ أليس غريبا أن تبدو مرتاحة متآلفة مع هذا النظام الذي كلفها شخصيا ليالي رعب وقلق وتراجيديا عائلية؟ أليس غريبا أن تبدو كل هذه الأحداث والمصائر والتناقضات وكأنها تعمر على الرمل ولا تزعزع شيئا من ركائز العشيرة وأحكامها.

    هل يصدر تماسك الصبية الجميلة عن تماهيها الكامل مع العشيرة وقانوها فعلا؟ هل يبدو النزاع بالأسنان والخناجر لها جزءا من هذا النظام ورياضته الأولى. إن رياضة الاقتتال الأخوي على السلطة هي عماد الفروسية القبلية ومخزن نشاماها، أم أن الأمر لا يعدو حسن أداء وتأكيد “أصالة” لفظية وسوية كلامية تحمي “الخطاب” من أن يزلّ الى التناقضات الدموية والفلتان الإجرامي الذي لا يبقى أمامه عرف أو قانون أو رمز. هل يكفي الأب أن يكون أباها والزوج أن يكون زوجها والأخوان أن يكونا أخويها لتكون السنن والأعراف والقواعد جميعها ماثلة فيها. وماذا لو جرى الدم بين الأب والزوج والأخوين وأبناء العم كما جرى، أتبقى روح رغد مطمئنة متماهية. حسن أداء بالتأكيد وربما أيديولوجيا لا تحتاج الى مطابقة الواقع أو امتحانه. للكلام ما للكلام وللفعل ما للفعل. إذا رجح أن هذا مقام كلامي تلفزيوني لا غير فإن جمال رغد وقوة حضورها لا يكفيان لتكون مثالا نسويا في غابة الحكم الذكوري. سنسأل بطبيعة الحال عن التجربة الفعلية لامرأة جميلة وذكية كرغد في وسط الافتراس الهستيري هذا. هل تمسكت حقا بحبل العشيرة والتقاليد، وماذا حين تلطخت أيدي الأب والأخوين وأبناء العم بدم الزوج ووالد الأطفال. وماذا بعد ان سقطت مع سقوط الزوج مكانة الابنة ومستقبل أبنائها. اكل هذا جرى بلا تجربة وبلا معاناة وبلا أسئلة وبلا شكوك وبلا افكار. اتقول لنا ان العشيرة صمدت بعد كل هذه التجربة وكأن لم تكن وكأن ما كان عكسها تماما. ألا يقترب هذا الكلام من الافتراء والبهتان الصريح. ألسنا نذكر كيف تكلم صدام الأب دائما عن انتصارات مكان الهزائم.

    المرأة الجميلة المفوّهة التي فاضت جاذبيتها عفوا على شاشة التلفزيون، كانت تتكلم بلا حرج على الاطلاق. ذلك ان استقلال المبدأ ومفارقته للحدث والحقيقة في أساس تماسك لا ينفذ إليه أي خلل او فساد. لكن هذه المرأة كانت على درجة من الدقة والمحايدة والتجرد لا تملك معها ان تصدق أنها حقا مغترة بما تحتج به من أعراف العشيرة وتقاليدها. لقد تكلمت من حيث شاءت أو لم تشأ كابنة صدام حسين، ولم يكن الاحتجاج العشائري إلا نوعا من الحجاب الارستقراطي. لقد تكلمت عن قواعد العشيرة كأنها قواعد نبالة بدأ النظام الصدامي يرسيها على ادعاء عشائري. لقد تكلمت كأميرة في المتخيل العربي لأميرة. انها امرأة ذات تقاليد وتتكلم كامرأة محكومة بتقاليد وماثلة لتقاليدها. لنقل ان هذه هي النسخة العربية للتقليد البلاطي. يسهل النظام الصدامي الذي لا حقيقة فيه الاسترسال في هذا النوع من الارتجال الكلامي. لا نصدق ان امرأة كرغد بلا أسئلة. ولا نصدق تلك الاحدوثة عن العشيرة. لقد حضرت رغد الى التلفزيون. لا ندري لماذا، لكن إذا كان الداعي هو المال فأين ذهب مليار صدام، أم ان هذا الفعل وحده يكفي دليلاً على استقلالها عن المصير الصدامي وبحثها الخاص عن مستقبلها.

    التمويه العشائري نافع للتخلص من حرج ينتظرها عند كل خطوة، والتمويه العشائري مخرج سهل من عقدة علاقات محكومة بأشرس التناقضات. ثم إن التمويه العشائري جذاب لجمهور لا تزال مخيلته شبه البدوية مغزوة بصورة الأميرة التائهة. لكن المهم ان رغد أتت في وقت لا يعرف أحد مناسبته. إذ لم يمر أسبوع على وفاة الأخوين. ولا يزال الأب شريدا مطاردا، أي إن اركان النظام العشائري المزعوم ملقَون أرضا، ولم يعد من النظام سوى ما يناسب احدوثة تلفزيونية. وما لم تتكلم عنه رغد، هو لماذا اتت الى التلفزيون في هذا الوقت بالذات. ألتمدح أباها ونظامه العشائري الذكوري ام لتعلن، من غير جهر، استقلالها عن الاثنين. هل جاءت لتمدح العائلة والعشيرة أم لتمارس على الأرض تحررها منهما. قالت إنها لا تريد ان تجرح أباها في محنته. رفضت ان تقول شيئا عن اغتيال أخويها لزوجها، اغتيالهما لمكانتها وموقع أولادها أيضا. لم تقل شيئا. لماذا القول، لقد ماتا ولا تزال حية. لماذا القول ما دامت في عز المحنة تعلن عن نفسها وعن قدرتها وحضورها. ألا يكفي حضورها إعلانا عن نهاية السلطة العائلية. أشتاق اليك يا أبي. لا اتكلم عن أخوي. انتهى الأمر وسأبدأ الآن نفسي وحياتي.

    حضرت رغد بثوب حداد أنيق وبحسن زينة أكيد. لم تتكلم عن أخويها اللذين لم يجف ترابهما كأن المسألة لم تعد هنا. قالت رغد انها تتمنى لأولادها مستقبلا سعيدا بعد الماساة التي عاشوها. أمر يقلب كل صورة. ما كان مجدا للأسرة ليس بالنسبة لها سوى ماساة، واندحار الأسرة يتيح لها ان تستبشر بمستقبل لأولادها. هذه هي حقيقة الأمر. تودع رغد الماضي بلغته. لكنها بحضورها تعلن انها تنفصل. غابت ابنة الرئيس لكن أميرة المستقبل وُلدت. انها تبدأ الآن حياتها.

    نشرت المقال كيكا عن جريدة السفير
                  

08-10-2003, 09:39 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغد على شاشة التلفزيون، سقوط التمثال الأبوي (Re: nassar elhaj)

    الامر الغريب العجيب
    ان ما دار فى ذهنى طوال الحلقة و بتكرار كالاسطوانة
    ابيات نزار
    بلقيس كانت اجمل الملكات فى تاريخ بابل
    بلقيس كانت اطول النخلات فى ارض العراق
    برغم احساسى بان احساسى ينبغى الا يكون هكذا
    وبرغم احساسى بالذنب من جراء احساسى الغامر بالابيات
    وبشدة انطباقها على المحاورة - بفتح الواو-... ولكن

    هل من مفسر؟؟
    شكرا جزيلا اخى نصار لايرادك المقال الجميل و الجيد
    تحياتى
                  

08-10-2003, 10:11 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغد على شاشة التلفزيون، سقوط التمثال الأبوي (Re: lana mahdi)

    نعم لنا مهدي
    وهذه المحاورة تقود الى اسئلة كثيرة مشروعة
    كما كتب الشاعر اللبناني عباس بيضون
    ولماذا الحديث الان فقط وبهذه الشجاعة المتناهية
    وحتى وان لم نتفق مع الكثير من الاجابات والمبررات
    وما هو مدى حضور هذا النموذج في بئتنا ككل
    الى اخر الاسئلة

    ويا لنا راجعي الماسنجر
    الخاص بك في هذا البورد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de