الخرطوم عاصمة خالية من الثقافة عام 2005م

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2003, 09:31 PM

wadazza
<awadazza
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم عاصمة خالية من الثقافة عام 2005م

    الخرطوم عاصمة خالية من الثقافة عام 2005 م
    د. حيدر إبراهيم
    علي اشتهرت الانقاذ منذ لحظتها الاولى باطلاق الشعارات الكثيرة وفي نفس الوقت نسيانها السريع واحلال اخرى جديدة . وهكذا استمرت في عادات الطفولة حتى بلغت سن الرابعة عشر ، واظن ان البعض يعتقد ان الكلام او الشعار حين يطلق او ينطق ، فقد تحقق او فهو حادث بسر حرف كن دون ان نعمل لذلك او نخطط جيداً . وهذه الايام ، يحتل شعارا الخرطوم عاصمة ثقافية عام 2005 وشعار عاصمة خالية من الملاريا مساحات واسعة في وسائل الاعلام . وللتناقض بين الشعار والواقع يمكن - حسب المعطيات الراهنة - ان نتوقع ان تدحرنا الملاريا ويظل السودان والعاصمة مستضيفا جيداً وكريماً للملاريا ، وفي نفس الوقت سوف تكون الخرطوم عاصمة خالية تماماً من الثقافة عام 2005 لواستمرت السياسة العقيمة الحالية .في البداية اتمنى عدم شخصنة هذا الموضوع وبالتالي افساد غاياته ، اذ قد يذهب البعض الى اعتبار ان السبب شخصي لانني كشخص او مركز الدراسات السودانية كمؤسسين بعيدين قصداً او صدفة عن هذا العمل الثقافي المفترض ان يكون قومياً ، اذ لا تساورني اية اوهام بان يقبل بنية صافية نشاطي ونشاط المركز على المستوى الرسمى ، لذلك لابد من الابعاد والتهميش . وانا من جانبي ابادلهم نفس الشعور اذا استطعت لذلك سبيلا .فارجو ان تفهم الملاحظات كما هي وبدون تأويلات أو اجتهادات اخرى . البداية الخاطئة في التخطيط للخرطوم عاصمة ثقافية عام 2005 جاءت من الاعتقاد بأن نجاح مثل هذه الخطة يعتمد على المال وضمان تمويل كبير .ومن هنا جاء اختيار شخص قاد ر على حشد الدعم المالي كأمين عام مع وجود وزير دولة للثقافة شاعر وله علاقة وثيقة ومتواصلة مع الوسط الثقافي . ولكنني اظن ان احد العباقرة المستشارين « البصراء » افتى بان لا ثقافة بلا مال ، وهذه نصف حقيقة : ليس بالمال وحده تزدهر الثقافة يدعمه ويسنده ولا يخلقه من عدم وجدب ، فالانقاذ على مدى السنوات السابقة حاولت بالمال والسلطة ايجاد مؤسسات ثقافية ومثقفين مبدعين خاصين بها ولكن عجزت تماماً ، وفي الفترة الاخيرة تحاول من خلال مؤسسات مثل صندوق دعم المبدعين ان توزع صفات الابداع على الناس وتسعى لاقتلاع حق تحديد من هو المبدع او غير المبدع - كما ظهر في الاعلانات المنشورة فلي الصحف . لذلك ، فالدولة التي عجزت عن خلق وجود ثقافي عن خطها السياسي ومشروعها الحضاري ، رغم كل ما بذلت لا يمكن ان تهيمن او ترعي فكرة قومية تدعو الى ان تكون الخرطوم عاصمة ثقافية .
    الخطأ الثاني احتكار تشكيل لجان وتوجيه القطاعات الحكومية بالمساعدة في تحقيق هدف الخرطوم عاصمة ثقافية فهذا يعنى تغيير الشعار ،ليكون الخرطوم عاصمة للثقافة الرسمية عام 2005 ومن البديهيات وامور الحس السليم ان الثقافة لاتنمو الا في مناخ الحرية والتعددية والاختلاف وقبول الاخر اي ان الثقافة وجه ومضمون للديمقراطية ويصعب ازدهار الثقافة مع القوانين المقيدة للحريات ومع الرقابة اللصيقة مثل كرة القدم لكل نشاط مخالف ومع مصادرة الكتب ومع التباطؤ في منح ترخيص لاقامة اي منشط ثقافي وتحديد الوقت وشروط المكان الى اخره مما يجعل النشاط مقيداً وخائفاً فالثقافة ليست جزيرة معزولة عن المناخ السياسي العام ، لان الحرية لا تتجزأ .
    وقد كان من الاجدر ان يترك للمبدعين تنظيم انفسهم ذاتياً ثم يتم التنسيق والرعاية من قبل الدولة وهذا يعنى السماح باعادة تكوين الاتحادات والروابط المختلفة مثل اتحاد الكتاب والادباء والدراميين والتشكيليين ،ثم منظمات المجتمع المدني المهتمة بالثقافة مثل المراكز والمكتبات وغيرها ،ثم تقوم هذه المجموعات بتقديم مشروعات ومقترحات تتم مناقشتها مع الرسميين وليس العكس كما يحدث الآن ولقد لاحظت وجود عدد من العسكريين في هذه اللجان المعينة وهذا لا يعني عدم وجود عسكريين مثقفين ولكن في نفس الوقت يوجد بينهم من يتحسس مسدسه حين يسمع كلمة ثقافة .
    فكرة العاصمة الثقافية ليست مجرد حدث يتم عام 2005 مثل افتتاح خزان الحماداب او مصفاة الكدرو ، ولكنها عملية وسيرورة تستمر من بداية الفكرة حتى مجئ الموعد . فقد كنا نتوقع أن نعيش منذ الآن بشائر عام 2005وبالتالي تتحسن وتتطور البنية الاساسية للثقافة ، وهذا دور رسمي حكومي.. بناء القاعات والمسارح والسينمات والساحات وتخفيض او رفع رسوم المنتجات الثقافية مثل الكتب والمجلات والورق والالوان والاحبار . هل يظن المسؤولون ان يكون السودان والسودانيون فجأة في ذلك العام مهتمون ومشغولون بالثقافة ؟ كما يجب الا تختزل مفهوم الثقافة في الشعر او الرسم فهي لا تقف عند هذا الفهم الخاص بل تمتد الى ايقاظ الذوق عموماً والاحساس بالجمال في كل مكان وكل شئ ، ويشمل ذلك الشوارع والمباني والتعامل والضوضاء والنظافة والتنسيق ، فحين ينتقل المواطن من منزله الى المسرح او قاعة للفنون يجب الا يحس بالانتقال الفجائي من الركام والخراب والاوساخ الى مشهد جمالي اوفني ،فهذه مسؤولية كبيرة لا تحققها مجرد لجان حكومية لان الفعل الثقافي الجاد لا يقل عن الدفاع الشعبي مثلاِ لابد من تعميمه وتعميقه واعتباره من ثوابت الوطن ، وهو عملياً كذلك ، الا ماذا نقصد حين نردد الحفاظ على هويتنا وحماية الهوية ؟ اخشى ان يضيع الكثير من الجهد والمال ثم يأتي عام 2005 ليجد الخرطوم عاصمة خالية تماماً من الثقافة وتستمر الكآبة التي تظلل هذه المدينة التي تنام مبكراً حزينة وكسيفة ثم تستيقظ لتبدأ يومها بالضجر والصخب واللاجدوى ،وبدون مبالغة فقد صارت الخرطوم اقرب الى المقبرة والناس اقرب الى الموتى - انما الميت ميت الاحياء - فقد اصبحوا منهكين وغير مبالين ومثقلين بهموم حياتية تأكل كل الوقت والمزاج وبالتأكيد لن يتغير هذا الحال التعيس قبل عام 2005 ولكن يمكن القيام باجراءات قد تسمى اسعافية وسريعة لتجديد وتنشيط الحياة الثقافية الآن .بالتأكيد لا نطالب بتغيير مستوى المعيشة ،بل المطلوب التفكير في تغيير النمط السائد للمواطن في حياته اليومية في العاصمة الموعودة بان تكون عاصمة عربية.. ألا يمكن تأهيل عدد من السينمات بصورة فورية ؟ الا يمكن استيراد افلام جيدة وجديدة حتى ولو تعرض في وزارة الثقافة نفسها ولكن للجمهور ؟ ألا يمكن دعوة فرق موسيقية ومسرحية راقية مثل دعوة عفاف شعيب وياسمين الخيام واحمد مطر مثلاً ؟
    من العقبات التي نخلقها لانفسنا هي الاغراق في المحلية وعدم الاستفادة من التجارب الاخرى. تقام في عدد من البلدان مهرجانات مثل جرس وبعلبك واصيلة ، وكذلك كانت بعض العواصم العربية قد تم اختيارها للثقافة العربية .
    هل حاولنا دراسة هذه التجارب والافادة منها ؟ يبدو اننا كمثقفين ذاتياً ونقوم بعملية تثاقف بيننا فقط ومن المعروف ان السودانيين « احسن ناس » في امور عديدة هذه الانغلاق والمحلية غيرمفيدين خاصة حين تتصدى لامور عظيمة واوسع من حدودنا ،لابد من الاحتكاك وتبادل الخبرات والتثاقف الخارجي مع الآخر .
    ختاماً ،اتمنى ان يبتعد موضوع الخرطوم عاصمة ثقافية عن الداء المزمن الحزبية الضيقة التي تقرب اهل الولاء على اهل الكفاءة والقدرة ، ويكفي انهم سيطروا على كل شئ من اللجان الشعبية في مطلع التسعينات حتى مفاوضات ميشاكوس اليوم ورغم ان سياسات التهميش والعزل التي تقابلها « المكاوشة » و « المكارنة » و«الكنكشة » - لم اجد غير هذه الكلمات العامية الاكثر تعبيراً وبالمناسبة هي ليست سوقية او عادية ، فهي تسمي في علوم اللغة والشعر « ONOMATOPOETIC» حيث يؤدي الجرس نفسه معنى الكلمة فهناك اصرار غريب على الاحتكار الشمولي حتى في ميدان الثقافة والابداع حيث المواهب والقدرات لا توزع بفرمانات حكومية ولا يستطيع ان يمتلكها بالضرورة من يملك السلطة السياسية لان هناك سلطة الثقافة وسلطة المثقفين ولو ادرك اصحابها ،فهي اكثر فعالية وديمومة من السلطة السياسية

    نقلا عن الصحافة

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de