نعم لإطلاق سراح الدكتور الشيخ و نعم أيضا لتقديمه للعدالة في قضايا المصالحة مع نظام نميري، قوانين سبتمبر، تدمير بنوك العيش للإقتصاد السوداني، إغتيال الأستاذ الشهيد محمود محمد طه و إنقلاب 30 يونيو
ما من أحد يقف إلى جانب الإعتقال السياسي كأداة لمصادرة الحقوق الطبيعية للإنسان في التعبير و التنظيم و الاحتجاج. لكن كان الأجدر بالدكتور(الأفندي) الإكتفاء بتعرية الفكرة الرئيسية وراء حبس الشيخ (على حسب زعمه) و التركيز علي كشفها. و هي إرضاء دول مجاورة بإبعاد الدكتور الشيخ عن المشهد السياسي السوداني و لعل هذه فطنة الدكتور (الأفندي) و خبرته السياسية قد سبقتانا في الوصول إليها حيث أن الدول المجاورة تتهم الشيخ و بعض مريديه بالضلوع في التخطيط لمحاولة إغتيال أحد رئسائها.
حتى لا تختلط الأمور انا ضد ليس فقط اعتقال الترابي و حسب و إنما ضد الاعتقال و التوقيف دون سند قانوني إنطلاقا من المبدأ القائل بأن السجون مكان المجرمين لا السياسيين الشرفاء. فمن هنا يجب أن يشير معنا الدكتور (الأفندي) بأصابع الإدانة إلى من وقف وراء إعتقال الدكتور مأمون محمد حسين نقيب الأطباء و هو الأخصائي في طب النساء و التوليد و من وقف وراء تعذيبه حتى وقف بين الحياة و الموت، فإن كان من يقبل هذه الجريمة بإدعاء المؤامرة و الشوشورة السياسية ضد سلطة الحق الإلهي بأنها كانت خلف إضراب الأطباء الذي قاده الدكتور مأمون، فإن سلطة البشير الغاصبة تتهم الدكتور الشيخ بنفس التهم و هي وقوفه خلف تظاهرات الفاشر و الجنينة و العديد من مدن السودان وقت إعتقاله.
يجب أن يشير الدكتور(الأفندي) معنا أيضا بأصابع الإدانة إلى اعتقال الأستاذ عبد المنعم سلمان (سكان السجانة) و تعذيبه حتى الموت، و كذا اعتقال الدكتور علي فضل (سكان الديوم الشرقية) و تعذيبه حتى الموت و اعتقال عبد المنعم رحمة (من أبناء مدني) و تعذيبه حتى الموت دعك من الآف السياسيين و الطلاب ,انا و عندما كنت طالبا بجامعة الخرطوم و في سنتي الأولي إعتدى عضو الاتجاه الإسلامي و قتها فيصل حسن عمر على طالب السنة الخامسة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية البشير الطيب من أبناء (العباسية تقلي) إعتدى عليه بالطعن بالسكين و تمكن من قتل البشير الطيب، بعدها لم يكمل فيصل الجامعة و ظل هاربا أو مهربا من العدالة إلى أن سمعنا بمقتله في مناطق العمليات و لم تكتف حكومة الحق الإلهي بهذا التهريب و إنما علقت صورته ضمن صور قتلى الجامعة في مناطق العمليات و هي صور مرسومة علقت على سور الجامعة المقابل لمسجدها. عندما نهضنا كطلاب في الجامعة و كزملاء للشهيد البشير الطيب مطالبين فقط بتسليم القاتل للعدالة ليس أكثر من ذلك ماذا كان رد سلطة الحق الإلهي قتل المزيد من الطلاب من بينهم الطالبة الشهيدة التاية أبو عاقلة الطريفي من بنات (الدندر) كانت في السنة الثانية بكلية التربية و الطالب الشهيد سليم محمد أبوبكر و هو من أبناء(الخرطوم بحري) كان في السنة الأولى آداب. و من المفارقات أن هذه الجرائم كانت حدتها أعنف عندما كان الشيخ جزءا من النظام و بدأت تخف بعد انقسام القصر على البرلمان.
الفكرة التي أود أن أنبه لها الدكتور هي الخضوع غير المحسوب لنظام البشير لكافة الضغوط التي يتعرض لها خارجيا مؤخرا، فمثلا مثل هكذا نظام (على حد تعبيرات الشيخ) يداه متوضئتان بدماء الأبرياء الشهداء البواسل من أبناء الشعب الذين صمدوا في سجونه و معتقلاته لا لتهمة اخلاقية أو قانونية و إنما لدفاعهم عن حقوقهم و حقوق الشعب السوداني، مثل هذا النظام تصدر بحقه شهادة براءة من منظمات دولية تدعي رعاية حقوق الإنسان بنصاعة سجله في هذا المجال فقط ردة فعلي على هذا الخبر مقابل أي تنازل منحت هذه الجائزة؟.
أحداث جامعتي جوبا و السودان و هزيمة تنظيم السلطة في أم الانتخابات انتخابات جامعة الخرطوم "و أنا اصف الحركة الطلابية بأنها ميزان الذهب لتطلعات الحركة الجماهيرية" تكشف عورة هذا النظام و تخمن أيولالاته. نعم احتج الطلاب و فعلوا ما فعلوا لكن احتجاجا على ماذا؟؟؟
أنا على وعي كامل بأن الدكتور (الأفندي) يطالب نظام البشير و ربما يناصحه بضرورة الإفراج عن الدكتور طواعية قبل أن يجبر عليها مكرها، لكن المثقفون يجب أن يذهبوا باسئلتهم بعيدا حيثما توجد الحقيقة. لا حقيقة في اعتقال الترابي أو الإفراج عنه، الحقيقة التي يجب ملامستها هي رفض الإعتقال كفعل يصادر و يغتصب جعلته سلطة البشير سياسيتها ضد معارضيها و الموقف الذي يجب أن يقفه المثقفون هو معارضة مثل هكذا سلطة لا تحترم الحريات العامة و تعتقل خصومها و تعذبهم و تغتالهم، شيخ الترابي لا فضل له و لا عيب يميزه عن عجمي أو عربي هو شخص سياسي مجرد ننظر إليه في هذا السياق. أما أن يكون الشيخ قد تجاوز السبعين من العمر فهل يتذكر الدكتور (الأفندي) أن الشهيد الأستاذ محمود محمد طه قد أغتيل في مشانق سبتمبر و كان عمره 76 سنة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Murtada Gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست