مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2003, 08:24 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3

    بمناسبة عيد ميلاده الخامس والثمانين
    مانديلا" العنيد"..
    يزور السودان للمرة الرابعة..!! 2-3


    الـزيـــارة الثانية
    يواصل "مانديلا العنيد" سرده لرحلته و يقول : ( التقيت "أوليفر تامبو" فى "أكرا" بعد طول مدة تغيرت فيها هيأتنا بصورة كدنا فيها أن لا نتعرف على بعضنا. هنأته على العمل الجبار الذي قام به فى الخارج حيث أسس مكاتب "للمؤتمر الوطني الأفريقي" فى كل من "غانا", "إنجلترا", "مصر", "تنجانيقا". و قام باتصالات قيمة و مثمرة فى دول أخرى كثيرة, لدرجة أنني فى أي دولة أزورها كنت ألمس قوة الانطباع الإيجابي الذي تركه "تامبو" على الدبلوماسيين ورجال الدولة فيها. انه أفضل سفير يمكن أن يتوفر للمنظمة.
    لقد كان هدف مؤتمر "لاقوس" للدول المستقلة هو توحيد الدول الإفريقية. و فضلت عدم المشاركة فى هذا المؤتمر لأننا كنا حريصين أن لا تعلم حكومة جنوب أفريقيا بأنني فى الخارج حتى وقت ظهورى فى مؤتمر "حركة الحرية الإفريقية القومية لشرق ووسط و جنوب أفريقيا" المنعقد "بأديس أبابا". و فى الطائرة الى "أديس" التقيت "جور راديب", ومعه أعضاء من "المؤتمر القومي الإفريقي", .. وقد دهشوا عندما رأوني, ولم تمض لحظات حتى وجدنا أنفسنا نخوض نقاشا حيويا حول جنوب أفريقيا, .. وكان الجو ممتعا ومريحا, و رغم أنه قد ساءنى أن أعلم أن "جور راديب" قد ترك "المؤتمر الوطني الأفريقي" و انضم الى"المؤتمر القومي الأفريقي", إلا أن ذلك لم يعكر سعادتي بلقائي به, إذ أنه فى تلك اللحظة, ونحن نحلق فوق الأرض بعيدا عن وطننا, كان لدينا ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا.
    هبطت .. الطائرة, مرة أخرى, فى "الخـــرطـــــــوم", ولكن هذه المرة لفترة وجيزة, تحولنا خلالها الى طائرة تابعة "للخطوط الجوية الأثيوبية", لتقلنا الى "أديس". وعند المغادرة مررت بشعور غريب الى حد ما, .. فأثناء صعودنا الى الطائرة, لاحظت أن كابتن الطائرة رجل "أسود"..., إنني لم أشاهد فى حياتي من قبل كابتن طائرة "أسود", .. الأمر الذي أدخل فى نفسي الروع، .. وتساءلت .. كيف لرجل أسود أن يقود طائرة ؟! .. , و سرعان ما اكتشفت أنني وقعت فريسة فى مصيدة عقلية الفصل العنصرى, التي تقرر دونية الإفريقي "الأسود" بحيث لا يمكن له القيام بمثل هذه الأعمال, فقيادة الطائرات – حسب هذه العقلية - من أعمال "البيض" وحدهم !.. جلست بعدها فى مقعدي, أعاتب نفسي على سماحها التفكير بتلك الطريقة الساذجة. وعندما حلقت الطائرة اختفت توجساتى تلك, و انشغلت بدراسة جغرافية "أثيوبيا", أفكر فى الكيفية التي اختبأت فيها قوات حرب العصابات فى الغابات لمحاربة الإمبرياليين الطليان..).
                  

08-06-2003, 08:34 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)

    الزيارة الثالثة
    من "السودان" مباشرة و صل "مانديلا" الى "إثيوبيا", فماذا يقول عنها: ( "إثيوبيا", التي كانت تعرف قديما "بالحبشة", وجدت على وجه الأرض قبل ميلاد المسيح بقرون طويلة, على الأرجح حسب روايات التراث, بواسطة ابن سليمان وملكة سبأ. ورغم أنها هزمت عشرات المرات, فإنها ظلت دوما موطن القومية الأفريقية. لقد حاربت الاستعمار فى كل منعطف, بصورة لم تتكرر فى كثير من الدول الأفريقية. "منليك" استطاع أن يصد الإيطاليين فى القرن الماضي, رغم أن الأثيوبيين لم يتمكنوا من إيقافهم هذه المرة. و فى الف و تسعمائة وثلاثين أصبح "هيلاسىلاسى" الإمبراطور والقوة المجسدة والموجه لتاريخ "إثيوبيا" الحديث. كنت فى السابعة عشر عندما غزا "موسولينى" "إثيوبيا", الغزو الذي لم يحفزني و يثير كراهيتي لذاك الاستبداد فقط, بل و للفاشية بصورة عامة. و رغم أن "سيلاسى" أجبر على الهروب عندما هزمت "إيطاليا""إثيوبيا" فى الف و تسعمائة و ستة وثلاثين, فقد عاد بعد دحر القوات المتحالفة للإيطاليين فى 1941.
    احتلت "إثيوبيا" دوما فى مخيلتي مكانة خاصة, و الرغبة فى زيارتها كانت تستهويني بصورة أكبر بكثير عن رحلة لكل من فرنسا وإنجلترا وأمريكا مجتمعين. كنت أحس و كأنما لو أنني أسجل زيارة الى جيناتى المكونة لذاتي, أنقب عن الجذور التي تجعل من ذاتي إفريقيا. لا سيما و أن مجرد مصافحة الإمبراطور بلحمه و دمه, ستكون بمثابة مصافحة التاريخ نفسه).
    فى "أديس" يجتمع "مانديلا" بوفود الدول الأفريقية فى المؤتمر ,و يحاول معهم تصحيح الفكرة الخاطئة التي نجح فى تثبيتها "المؤتمر القومي الأفريقي" فى أذهان السياسيين الأفارقة عن "المؤتمر الوطني الأفريقي". و وجد خطابه فى المؤتمر أمام الوفود الأفريقية, الذي أعلن فيه انه سيعود الى جنوب أفريقيا للعمل من تحت الأرض, إعجاب وحماس المؤتمرين. و بعد المؤتمر بدأ بصحبة "أوليفر تامبو" و "روبرت ريشا" جولة حول الدول الأفريقية, بحثا عن الدعم و التأييد اللازمين لجناح "المؤتمر الوطني الأفريقي" العسكري.
                  

08-06-2003, 08:37 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)

    بدأوا هذه الجولة بزيارة "لمصر", التي خصها "مانديلا" بتقديم رائع لا يستقيم معناه إلا بربطه بتقديمه السالف "لأثيوبيا". يقول فى تقديمه هذا: ( عندما كنت طالبا, كنت أتطلع لزيارة "مصر" باعتبارها مهد الحضارة الأفريقية, خزينة كنوز الكثير من الجمال و الفن والعمارة, و لمشاهدة "الأهرامات" و "أبو الهول", وعبور "نهر النيل", أعظم الأنهر الأفريقية على الإطلاق. لقد قضيت يومي الأول فى "القاهرة" كله أتجول فى المتاحف, أشاهد و أتفحص الآثار و أدون الملاحظات, أدرس و أكتشف نوع الرجال الذين صنعوا "حضارة وادي النيل العريقة", لم يكن هذا مجرد اهتمام هاو بالآثار القديمة, إنما لأنه من الأمور المهمة جدا للوطنيين الأفارقة أن يتسلحوا بالشواهد والأدلة الحاسمة التي بها يمكنهم دحض افتراءات "البيض", التي تقرر أن الأفارقة ليس لديهم ماضي متحضر يمكن مقارنته بما لدى الغرب. لقد اكتشفت فى صباح واحد فقط أن "المصريين" كانوا قد خلقوا أعمال عظيمة من الفنون والعمران فى الوقت الذي كان فيه "البيض" مازالوا يعيشون فى الكهوف).
    و يصل "مانديلا" و رفاقه الى "المغرب", و بالتحديد مدينة "وجدة" على الحدود مع "الجزائر", و حلوا ضيوفا على "أحمد بن بيلا", الذي أصبح فيما بعد أول رئيس "للجزائر" المستقلة. و ذلك بغرض التعرف على تجربة "الجزائر" فى الكفاح المسلح. وهناك نظمت لهم زيارة الى وحدة عسكرية فى مقدمة الجبهة, حيث عرضت عليهم هناك المارشات العسكرية لقوات حرب العصابات الجزائرية, التي تخوض حربا ضد الاستعمار "الفرنسي". و يقول "مانديلا" عن ذلك العرض: ( جاء فى مقدمة العرض, الرواد الأوائل فى حركة المقاومة المسلحة الجزائرية, يحملون أسلحة تقليدية من فؤوس وحراب و بنادق بسيطة, يتبعهم جنود شباب يحملون أسلحة حديثة, وكانوا فخورون بأنفسهم, و منهم من كان يحمل أسلحة ثقيلة مضادة للدبابات, ولم يكن مظهرهم و لا مشيتهم أنيقة كمظهر و مشية الجنود النظاميين الذين شاهدتهم فى "أثيوبيا". ذلك لأنهم جنود حرب عصابات, حازوا على رتبهم العسكرية من الحروب التي خاضوها فى ميدان المعركة, فهم يضعون فى اعتبارهم ويهتمون بالتكتيك والقتال أكثر من اهتمامهم بالزي و المشية العسكرية المنتظمة. و بقدر ما كنت معجبا بالجيش الأثيوبي, كنت أعلم يقينا, أن قواتنا التي سنحارب بها ستكون أشبه بهذه القوات التي شاهدتها فى "وجدة", فقط كنت آمل منها أن تقاتل وقتها باستماتة و إقدام. وفى مؤخرة العرض العسكري, كانت هناك مجموعة عسكرية رثة الحال, يقودها فى المقدمة رجل يدعى"سوداني", فارع الطول, قوى البنيان, كله ثقة و اعتداد, و لونه أسود كسواد الليل. وقد كان يحرك فى دوائر بيده عصا احتفالية. عندما وقع نظرنا عليه قفزنا على أقدامنا و أخذنا نصفق بحرارة وحماس و نتصايح بالتحايا. وبعد لحظات نظرت حولي فوجدت أن مضيفينا كانوا ينظرون إلينا باستغراب، فانتبهت الى أننا كنا نحى ذاك الزميل لمجرد لونه الأسود, لا سيما و الوجوه السوداء فى "المغرب" نادرة. عندها صدمت لما للعرقية-الأثنية من قوة تأثير. فقد تصرفنا غريزيا وشعرنا كأننا شاهدنا أخا أفريقيا فى مكان لم نكن نتوقع وجوده فيه. لاحقا أوضح لنا الجزائريين, أن "سوداني" هذا جندي أسطوري, فقد حدث أن اعتقل بمفرده وحدة عسكرية فرنسية كاملة. بينما لم نكن نحييه لإنجازاته البطولية هذه و إنما لمجرد لونه الأسود فقط).
                  

08-06-2003, 08:42 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)


    ثم يواصل "مانديلا" رحلته التاريخية, فيمر بعدد من الدول الأفريقية ملتقيا بالسياسيين والزعماء والمشاهير الذين قدموا له الدعم المالي و العسكري, ويصل فى رحلته هذه حتى "لندن", و يلتقي هناك برئيس تحرير "الاوبزيرفر" و قادة حزب العمال والحزب الليبرالي. و هناك خاض نقاش طويل مع "يوسف دادو" عضو "المؤتمر الهندي الجنوب إفريقي" و ممثل "المؤتمر الوطني الأفريقي" فى "لندن". إن "المؤتمر الوطني الأفريقي", كما يراه "مانديلا", عبارة عن مظلة تسع كل من يعمل للقضاء على النظام العنصرى. بغض النظر عن توجهاتهم السياسية و ألوانهم و أجناسهم. و لكن خلال رحلة "مانديلا" و "أوليفر" فى الدول الأفريقية, كانوا يواجهون بعقبة تتكرر باستمرار أمامهم, و هي كما يقول "مانديلا": ( .. ظل زعيم تلو زعيم أفريقي يطرح علينا السؤال حول علاقتنا مع "البيض" والهنود والشيوعيين, و أحيانا يفترضون أن أولئك يوجهون دفة سياسة "المؤتمر الوطني الأفريقي". إن سياستنا فى "المؤتمر الوطني الأفريقي" التي تدعو الى "اللاعنصرية" اللونية, ما كانت لتشكل عقبة بهذه الصورة ما لم يوجد "المؤتمر القومي الأفريقي" بشكله هذا المعبر بوضوح عن معاداة "البيض". ففي كل الدول الأفريقية كان معظم القادة الأفارقة يتفهمون وجهة نظر "المؤتمر القومي" بصورة أفضل من وجهة نظر "المؤتمر الوطني". لقد ناقش "أوليفر تامبو" هذا الموضوع مع "يوسف دادو" الذي لم يرحب بالنتائج التي توصل إليها "تامبو", والتي تقتضي أن يبدو "المؤتمر الوطني الأفريقي" أكثر استقلالية, و أن يتخذ منفردا خطوات معينة بدون مشاركة حلفائه الآخرين. وقد أيدته على رأيه هذا ).
    ( .. وقضيت ليلتي الأخيرة فى "لندن" أناقش هذه القضايا مع "يوسف دادو". أوضحت له أننا الآن بدأنا الكفاح المسلح, وسنعتمد على الشعوب الأفريقية فى تقديم المال والتدريب الدعم, لذلك علينا أن نضع فى الاعتبار وجهة نظرهم أكثر مما كان عليه الحال فى الماضي. اعتبر "يوسف" أننا بهذه الصورة نقوم بتغيير سياسة "المؤتمر الوطني الأفريقي", وأننا نسعى لمقاطعة سياسة "اللاعنصرية" التي تشكل حجر الزاوية فى "ميثاق الحرية" , الموقع من طرف "المؤتمر الوطني الأفريقي, والمؤتمر الهندي الجنوب أفريقي, و مؤتمر الملونين الجنوب أفريقيين, والحزب الشيوعي, والديمقراطيين (البيض), والاتحادات العمالية والتجارية ". فقلت له أنه مخطئ, إذ أننا لا نرفض "اللاعنصرية", و إنما ببساطة نقول أن "المؤتمر الوطني الأفريقي" يجب أن يعتمد بصورة أكبر على نفسه, و أن تكون له مقرراته و مواقفه المعلنة التي لا يكون حلفاء "المؤتمر" طرف فيها. ففي كثير من الأحيان يصدر "المؤتمر الوطني الأفريقي" و "المؤتمر الهندي" و "مؤتمر الملونين" تقارير مضمن فيها آراء كل هذه التنظيمات فى موضوع يخص و يتأثر به الأفارقة فقط, وهذا يجب أن يتغير. "يوسف" لم يكن سعيدا بذلك, و أخذ يكرر على السؤال: "ماذا عن النهج السياسي ؟". قلت له: إنني لا أتحدث عن النهج السياسي, و إنما أتحدث عن الشكل و الصورة, بمعنى سنستمر فى العمل معا, فقط يجب أن يبدو "المؤتمر الوطني الأفريقي" فى المقدمة وسط حلفائه المتساوين ..).

    BLACKS should be the First among equals
                  

08-06-2003, 08:46 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)



    ثم بدأ"مانديلا" بعد ذلك الجزء المثير وغير المعتاد فى رحلته التاريخية, وهو التدريب العسكري. حيث سيتلقى هذا التدريب لمدة ستة أشهر فى "أديس أبابا". و عند وصوله هناك استقبله وزير الخارجية الأثيوبي "يفو", الذي حياه بحرارة ثم رافقه الى ضاحية تدعى "كولف", وهى بمثابة القيادة الحربية الأثيوبية. و التقى هناك مدربه العسكري المخضرم الضابط "وندونى بفيكادو" الذي خاض حرب من "تحت الأرض" ضد المستعمر الطليانى.
    يقول "مانديلا" العنيد : ( ... كان برنامجنا التدريبي يتطلب جهدا عاليا و مضنيا, نتدرب أولا من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا, نتوقف بعدها للاستحمام وتناول الغداء, ثم نبدأ من الساعة الثانية ظهرا و حتى الرابعة مساء, و مرة ثالثة من الساعة الرابعة مساء وحتى الليل. بعد ذلك أتلقى محاضرات فى العلوم العسكرية بواسطة الكولونيل "تادسى", .... تعلمت فى هذا التدريب كيف أستعمل البندقية والمسدس الأوتوماتيكي, وحصلت على تمارين فى الرماية بمفردي و مع وحدات أثيوبية, ثم تلقيت دروس فى التفجيرات و كيفية صنع القنابل والألغام و طرق تجنبهما. و أثناء كل ذلك شعرت بأنني بدأت أتشكل وأتحول الى جندي, و بدأت أفكر كما يفكر الجندي, وهو نوع من التفكير أبعد ما يكون عن تفكير السياسي ... و أكثر ما كنت أستمتع به فى هذه التمارين كانت المارشات الطويلة , التي يتم فيها تمويلك فقط ببندقية و ذخيرة و قليل من الماء, و يتعين عليك أن تصل الى نقطة بعيدة فى مدة معينة. خلال هذه المارشات كان يأتيني إحساس قوى بما حولي من مناظر طبيعية, و التي كانت فى غاية الجمال بما تحتويه من مرتفعات و غابات كثيفة ... ).
    ( ... خلال دروسي العسكرية, كان الكولونيل "تادسى" يناقش معي أمور مثل: كيف تكون قوات حرب عصابات؟ كيف تدير هذه القوات؟ وكيف تتحكم فى انضباطها؟ و ذات مساء خلال العشاء, قال لي: "الآن يا "مانديلا", أنت ستقوم بتكوين جيش تحرير وليس جيش نظامي, إن جيش التحرير هو جيش مساواة يفضل نظام الحقوق المتساوية, يجب أن تعامل رجالك بصورة تختلف تماما عن الصورة التي كنت ستعاملهم بها فى الجيش النظامي. أثناء العمل يجب أن تمارس سلطتك بحزم و انضباط كما هو الحال فى الجيش النظامي, و لكن فى غير أوقات العمل يجب أن تجعل سلوكك مبنى على المساواة التامة حتى مع أدنى جندي لديك. يجب أن تأكل ما يأكلون لا أن تأخذ طعامك الى مكتبك, بل يجب أن تكون دائما معهم و لا تعزل نفسك أبدا عنهم ...).
    ( .. كان من المقرر أن يستمر كورس التدريب لمدة ستة أشهر, و لكن بعد ثمانية أسابيع وصلني تلغراف من "المؤتمر الوطني الأفريقي" يطلب منى العودة الى جنوب أفريقيا على وجه السرعة, إذ أن الكفاح المسلح فى الداخل كان يتطور و يتقدم بنجاح, ويريدون قائد "رمح الشعب" أن يكون متواجدا وسط هذه التطورات, .... على أثر ذلك قام الكولونيل "تادسى", على وجه السرعة, بترتيب سفري على رحلة الخطوط الأثيوبية الى "الخرطوم", ... وقبل أن أغادر أهداني مسدس أوتوماتيكي وشريط يحمل مائتي رصاصة. وقد كنت فى غاية الامتنان لحصولي على هديتين, السلاح وتعليماته القيمة. وبرغم مارشات التحمل الكثيرة التي اجتزتها, كنت أجد فى حمل تلك الذخيرة عناء كبير. إن وزن رصاصة واحدة كان ثقيلا بصورة مدهشة فما بالك بشريط به مائتي رصاصة, لقد كانت ثقيلة بمستوى يجعلك تشعر كمن يحمل طفلا على ظهره ..).
                  

08-06-2003, 08:51 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)



    ( ... وفى "الخرطوم" استقبلني موظف الخطوط البريطانية, الذي أخبرني أن رحلتي الى "دار السلام" لن تقلع إلا اليوم التالي, و أنهم حجزوا لي غرفة فى فندق درجة أولى داخل المدينة. عندها أصبت بخيبة أمل كبيرة, فقد كنت أفضل أن أقيم, على الأكثر, فى فندق درجة ثالثة لا يحظى بأي شهرة, ... و عندما تم إنزالي أمام الفندق, كان على أن أمشى عبر صالة الفندق الطويلة و الأنيقة, حيث كان هناك عدد من "البيض" يجلسون يتناولون المشروبات. و كان هذا, بالطبع قبل ظهور أجهزة الكشف عن المعادن و التفتيش الأمني, وكنت أضع مسدسي الأوتوماتيكي فى جراب داخل الجاكيت بينما ألف شريط المائتى رصاصة حول خاصرتي داخل البنطلون, وكان معي أيضا بضعة آلاف من الجنيهات نقدا. أحسست و أنا أعبر الصالة أن كل هؤلاء "البيض" المتأنقين يتفحصونني بأشعة "اكس", و أنه سوف يلقى القبض على فى أي لحظة, ولكن أخيرا وصلت الى غرفتي بسلام, ... بعد ذلك, خلال تلك الليلة, كنت كلما سمعت خطوات "الجرسون" تقترب من باب غرفتي, عند طلب خدمة الغرفة, يصل توتر أعصابي أعلى مداه ...).
    يتـــــــــــــــبــــع ...
                  

08-09-2003, 04:37 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)


    عرضت بعض الأفلام السينمائية على "مانديلا" و رفاقه, فى فترة الاعتقال المتأخرة بسجن "جزيرة روبن", نورد هنا فقرة توضح لنا رأى "مانديلا" فى النقاش الذى ثار بين رفاقه حول شخصية "كليوباترا", بعد مشاهدتهم لفيلمها الذى قامت ببطولته الممثلة "اليزابيث تيلور"

    "Cleopatra" proved controversial; many of my comrades took exception to the fact that the queen of Egypt was depicted by a raven-haired, violet-eyed American actress, however beautiful. The detractors asserted that "Cleopatra" was an African woman. I related how on my trip to Egypt I had seen a splended aculpture of a young ebony-skinned "cleopatra".



                  

08-09-2003, 05:38 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)


    ترجمة النص أعلاه

    "كليوباترا" أثارت نقاش مطول بين رفاق المعتقل, كثير منهم أبدى اعتراض على اظهار ملكة "مصر" فى صورة ممثلة أميريكية ذات شعر متوحش وعنين قرمزتين, ومع ذلك جميلة. المنتقدين للفيلم أكدوا أن فيلم "كليوباترا" هو نموذج للتزوير الغربى للحقائق, والذى يهدف الى محو كل أثر يشير الى حقيقة أن "كليوباترا" كانت امرأة أفريقية. قمت بربط وجهة النظر هذه, بكيف عند زيارتى "لمصر" شاهدت تمثال أنيق يصور الشابة "كليوباترا" ببشرة أبنوسية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de