|
حاسب على إضنيك من الكفيل- غربـــــة بلا أذن
|
غربة بلا أذن
عن جريدة الرياض التاريخ: الأربعاء 2003/07/30 م
قطع مواطن خليجي أذن سائقه، لأن الأخير كان يطالبه بدفع المستحقات المتأخرة لمدة 4أشهر. وهذه القصة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي نسمع أو نقرأ فيها قصصاً عن اضطهاد العمالة، سواء بالضرب أو الحرمان النفسي أو المادي، إلاّ أنها (أي قصة قطع الأذن) تجاوزت كل القصص. فهذا المواطن، الذي لا يملك أدنى حس إنساني لم يحرم سائقه من حقه المادي فحسب، بل أصابه بعاهة مستديمة، وهذا إيذاء مزدوج، لا ينم إلاَّ عن مرض مَنء قام به. العامل المسكين في هذه الحالة، ماذا سيفعل؟!! سيعود إلى أهله بلا نقود، ولا أذن. سيقول لهم بأنه تغرّب عنهم كل هذه المدة، وعاش أسوأ الظروف التي يمكن أن يعيشها إنسان، في بلد متخم بالخيرات. سيذكّرهم بأنه كي يسافر إلى هذا البلد، فلقد دفع الغالي والنفيس لمكتب الاستقدام وللسماسرة. سيرثي لعائلته حالته وحالتهم، بعد أن عاد خالي الوفاض، وبلا أذن. إنني أستأذن أصحاب الإذن، بأن يفتحوا آذانهم لمطالباتنا، بوضع حد لانتهاك حقوق العمالة، نفسياً ومعنوياً ومالياً. فهؤلاء العمال المغتربون، والذين يعيشون أعتى أنواع الألم، لم يأتوا إلا طلباً للرزق. وهم في سبيل ذلك، قد يتحملون ضغوطات العمل، والضغوطات النفسية والجسدية، لكنهم لن يحتملوا حتماً الظلم المادي. ومن هذا المنطلق، فلقد طالبتُ أكثر من مرة، أن تكون هناك جهة مسؤولة عن هذا الشأن، وأن يكون لهذه الجهة رقم مجاني، يحصل عليه العامل أو العاملة بمجرد دخوله للمملكة، ويتم إفهامه بأن هذا الرقم هو لاستقبال أي شكوى أو ملاحظة على الكفيل. وبهكذا تعامل، ستستطيع هذه الجهة أن تدخل إلى كل بيت وإلى كل مؤسسة وشركة، دون الحاجة إلى مراقبين. كل ما في الأمر، أن تكون هناك امكانية للرد على الهاتف على مدار الساعة، ويقوم الموظف المختص بإحالة الشكوى إلى المكتب المختص. وعندما يعلم ضعاف النفوس، بأن هناك رقابة عليهم عبر استقبال مكالمات مكفوليهم، فربما تخف حالات الإساءة، أو التهاون في حقوقهم الجسدية أو المادية، وسنضمن أن يرجع العامل إلى أهله، مع كامل مستحقاته، ومع كل أجزاء جسده. [email protected]
|
|
|
|
|
|