كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2003, 01:51 PM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين


    هذا المقال بقلم خالد التجاني من جريدة الصحافة

    خالد التيجاني النور
    تحسب للدكتور غازي صلاح الدين فضائل كثيرة، من أهمها لنا نحن المشتغلين بالصحافة والكتابة، مفارقته لنهج دارج عند اصحاب السطوة والسلطة عموما، وهو استسهال تسفيه أو قمع ما لا يروق لهم من رأي آخر أو موقف مخالف، وعرف عن الدكتور غازي أنه يفزع إلى قلمه مفندا ما لا يراه حقا، ومن يقرأ له، يدرك مدى الاجتهاد والجهد الذي يبذله لتاسيس رؤيته والإفصاح عن رأيه، وله علينا أن نبذل مثل جهده في فهم أطروحاته والتفاعل معها اتفاقا أو نقدا بموضوعية، ولانه (يتيمة الدهر بين قومه) فإنه يلزمنا الاحتفاء بنهجه ولو جاءت كلماته، في حق البعض، غليظة أحيانا، وخير للوراقين تحمل عسف الكلمات بدلا من الاصطبار على قصف الأقلام. ومن آخر ما اتحفنا به الدكتور غازي صلاح الدين، مقالته المعنونة (عبقرية الإخفاق) التي نشرت مسلسلة في (الصحافة) في حلقات ثلاث أوائل الاسبوع الفائت، يفصح فيها عن رؤية ترى أن هناك إخفاقا عبقريا في تناول بعض قضايا السياسة السودانية مستشهدا بموضوع الشريعة الإسلامية، وكيف أنه مع مركزيته في السياسة السودانية منذ بواكير الاستقلال، فإن (المسلمين الغيورين عجزوا عن التمسك بحقهم في سيادة الشريعة بصورة مقنعة وفي عرض قضيتهم بمنهج موضوعي)، مقارنة (بإصرار غير المسلمين على تعمد تبني فهم خاطئ للإسلام والشريعة، وتقديم مطالبهم بصورة غير معقولة وغير معتدلة). واشار غازي إلى أن أهم وجوه هذه الإخفاق، تتمثل في حالة الاستقطاب الحادة والمزايدة في الإتجاهين حول موضوع الشريعة، مطالبة بها أو رفضا لها، نافيا أن يكون هدف مقالته المشاركة في تعميق حالة الاستقطاب هذه، وتمنى أن تقرأ (بحسبانها نقدا ذاتيا عاما لكل الممارسة السياسية مع كل ما يلحقنا من ذلك) على حد تعبيره.


    وابادر إلى القول إنني قرأت هذه المقالة أكثر من مرة متفاعلا مع دعوة الكاتب للتعاطي معها بروح النقد الذاتي التي تمناها على قرائه، والحق يقال فإنني وإن اتفقت مع الإطار العام لمضمون فكرته، إلا أنني أجد نفسي مختلفا في أكثر من موضع مع بعض الأحكام التي أسس عليها رؤيته، والتشخيصات التي قدمها لأسباب الإخفاق العبقري في شان قضية الشريعة وسبل معالجته. وعلى الرغم من أن الدكتور غازي يطرح قضية الشريعة في إطار التطورات والتفاعلات الراهنة في الساحة السودانية، إلا أنه نكأ جرحا عميقا وقديما في جسد قضية الحكم والسياسة على مدى تاريخ الإسلام، فالشريعة ليست مجرد نظام قانوني، أو قانون للعقوبات يتم تطبيقه بمعزل عن منظومة قيمية متكاملة. ولذلك فإن أمر الشريعة مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة النظام السياسي المناط به تطبيقها، فهي تعبير عن علاقة تعاقدية بين الحاكم والمحكوم، تقوم على الاختيار والإرادة الحرة للمحكومين لحاكمهم، فإن قام الحكم على التغلب والقهر، انهار ركن لا يمكن تصور قيام حكم الشريعة المحقق لمقاصد الدين بدونه.
    وقناعتي هي ان عبقرية الإخفاق ليس مردها الفشل في التقديم والعرض النظري ل (الشريعة بصورتها الحقيقية الكاملة، وأنها الضامن الأوثق لحقوق المسلمين وغير المسلمين) نحو ما يرى غازي، ولا شك عندي أن الإسلام يقدم نموذجا مثاليا لتحرير الإنسان والرفع من شأنه، ولم تكن مشكلة الإسلام يوما ما العجز عن الإقناع بمنهجه العقدي والفكري والنظري القائم على تحقيق أرفع مطالب الإنسانية في المساواة والعدل والتعايش واحترام كرامة الإنسان، وكلها شروط لازمة لنهضة الدين والدنيا. وعبقرية الإخفاق ليست في العجز عن تقديم أو عرض صورة نظرية للإسلام في كماله ومثالياته، ففي تعاليمه المعلومة والممارسات االرفيعة الدالة على ذلك أوقات نهضته ما يؤكد ذلك، بل سببها العجز عن تمثل شريعته واقعا مستجيبا لمقاصد الدين يسعى حيا بين الناس، ومن من أكثر الناس الداعين لها والساعين من أجلها. بتقصيرهم عن الإدراك الواعي بأن غاية الشريعة الكاملة الحقة، هي تحقيق مقاصد الدين وتنمية الترقي نحوها، لا مصادرتها لغاية تبرير الاستبداد والتسلط، واعتقالها في دور تكتفي فيه بحراسة المفاسد الصغرى والتغاضى عن المفاسد الكبرى. والإخفاق بهذا المعنى، ليس امرا جديدا، بل ذو جذور أعمق من وقتنا الحاضر، وهل من إخفاق أكبر من عجز المسلمين على مدى خمسة عشر قرنا من بناء نظام سياسي متطور قادر على تمثل قيم الدين ومقاصده في إقامة العدل وتحقيق المساواة واحترام كرامة الإنسان، هل هي مصادفة أن أغلب التاريخ السياسي للمسلمين تسوده نظم تقوم مشروعيتها على القهر والاستبداد، ولماذا صار التغلب هو الوسيلة الأكثر ذيوعا وانتشارا في إقامة أنظمة الحكم في مجتمعات المسلمين،؟.
    ولماذا ساد فقه الخضوع للجبروت والتسلط؟ ولماذا تبدو النماذج المضيئة المستندة إلى هدى الإسلام الحق قليلة وتكاد تكون استثناءً في التاريخ السياسي للمسلمين مقارنة بالنماذج المسيئة المفارقة لمقاصد الدين، على الرغم من زعمها أنها تطبق شريعته، أو بالأحرى تطبق ما يلي المحكومين منها وتستثني ما يليها؟. لقد بات واضحا أن أزمة النظم السياسية في المجتمعات الإسلامية، هو الفشل في إيجاد صيغة لمعالجة قضية الصراع على السلطة وتهذيب اطماع وطموحات الطامحين في الحكم، وقاد الفشل في التواضع على منهج يؤكد على الحق الأصيل للشعب في اختيار حكامه وإقامة بناء الدولة على سيادة حكم القانون والفصل بين السلطات، واستسهال هؤلاء اللجوء إلى القهر والتسلط لتحقيق طموحاتهم، وتغطية ذلك بلبوس الدين إلى خلق حالة مأزقية للفكر السياسي الإسلامي، فقد البسوا بنواقصهم على الدين الحق.
    لقد بدا الدكتور غازي زاهدا في التوقف بعمق عند حجة المحتجين على ما يصفونه ب(التطبيق السئ للشريعة) وتجاهل النظر إليها بموضوعية في سياق دور ذلك في خلق حالة (عبقرية الإخفاق)، فقد سارع إلى تبخيس دعواهم وافتراض أنهم إنما يسوقون تلك الحجة، إن صحت في رأيه، كمسوغ مشروع للتخلي عن الشريعة، وفي ذلك افتئات على نياتهم ومصادرة لحقهم في نقد أوجه القصور في التطبيق والمطالبة بالمراجعة والتصحيح، ولعل واحدة من أكبر مسببات حالة (عبقرية الإخفاق) هي تقديس بعض الجماعات لتصوراتها وتفسيراتها لقضية الشريعة، ومن ثم احتكارها لنفسها دور المرجعية المعتمدة في معرفة الحق ومدى التزامه، ليدور حيث داروا، لا يضر إلى أين اتجهوا أو أين تقلبوا. لا يرون باسا في إعطاء أنفسهم الحق في التفاعل مع ضرورات الواقع، وينعون على غيرهم فعل ذلك.
    وفي التراشق بين جناحي الحركة الإسلامية المنشقين في المؤتمرين الوطني والشعبي والاتهامات المتبادلة بخيانة الدين مثال حي، فقد كانت مثل هذه التهم تكال للخصوم عندما كانا معا فلما تفرقا، ارتدت للنحور. ولعل واحدة من أهم أسباب هذا الإخفاق، هو ترويج مفهوم مبتسر وتبعيضي عن الشريعة، فسجل الجدل المتطاول حول هذا الأمر وإنزلاقه إلى درك المكائدات الحزبية يجعل ما أن يثار نقاش حولها، حتى تنصرف الأذهان إلى مسألة تطبيق الحدود من شدة ما ترسخ النقاش حولها حتى غدت وكأنها الشرع كله، وبدت وكأنها هي المعيار الوحيد في تأكيد إسلامية القوانين، وليختزل أمر الشريعة من مشروع نهضوي متكامل للدين والدنيا، إلى مجرد قانون للعقوبات معزول من سياقه الكلي، فالشريعة لا تبدأ بالحدود ولكنها تنتهي بها، ولعل في إصطلاح هذا الإسم دلالة على ذلك، فالحدود هي مجازا، بمثابة حارس لحديقة غناء عمرت بتحقيق مقاصد الدين، وهي رادع قاس لمن يريد تخريب هذا العمران، إذ لا معنى أن تقيم سورا شائكا لحراسة أرض جرداء قفر من البناء السامق أو المعاني السامية. ويبدو غريبا، وربما مريبا الحرص على إظهار أمر الشريعة وضرورة تطبيقها عندما يتعلق الأمر بالمحكومين، أما ما تتطلبه الشريعة من التزام الحاكمين بمعاييرها ،فهو مسكوت عنه. فالشريعة تبدأ بتأمين ضرورة أن يختار الناس من يحكمهم وحق محاسبتهم، واختيار الحاكم من قبل الناس هي الضمانة الأساسية لأن يكون تطبيق الشريعة مستهدفا تحقيق مقاصد الدين لا استغلالها لتحقيق مطامح أو مطامع الحكام، وهي الضمانة لأن تسري على الحاكم بمثلما تسري على المحكومين وفي ذلك تحقيق لمقتضى العدالة. ومسألة كيفية اختيار الحاكم أو ولي الأمر عند المسلمين، كانت أكبر وأخطر تحد واجه الصحابة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بل كانت تحد حتى والرسول عليه السلام في مرض موته، ويروي عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه، خرج ذات يوم من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في مرضه الأخير، وسأله الناس كيف أصبح، فقال لهم: أصبح بحمد الله بارئا.
    فأخذه العباس بيده وقال له: يا علي أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطلب، فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاسأله إن كان هذا الأمر فينا، أي ولاية الأمر، عرفناه، وإن كان في غيرنا فيوصي بنا الناس، وكان رد علي على عمه العباس: إني والله لا أفعل، والله لئن منعناها، أي ولاية الأمر، لا يؤتيناها أحد بعده. والمعنى واضح فقد كان علي بن أبي طالب يدرك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سيترك الامر بالتأكيد لاختيار الناس، ولذلك لم يشا أن يقطع الطريق على أهل البيت خشية أن يمنعهم الرسول فيفقدوا حتى حق الترشح. أكده بعد ذلك مما هو معروف في السيرة من جدل ثار حول من يخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى تمت مبايعة سيدنا أبي بكر الصديق باختيار الناس ورضاهم. وأهمية دلالة ذلك أن هذه هي السابقة المؤسسة والمؤكدة أن ركيزة النظام السياسي الإسلامي إنما تقوم على الإرادة الحرة واختيار الناس. لقد بدأت أزمة النظام السياسي الإسلامي ومأزقه الكبير يوم أن صارت ولاية الامر تتم بالتغلب، وساد منطق القوة يستخدمها الطامحون إلى السلطة بديلا عن اختيار الناس لهم سبيلا إلى الحكم، ومن هنا بدأ الإخفاق العبقري تاريخيا، فقد اختطفت الشريعة وصودرت مقاصدها، وحين تقوم مشروعية السلطة على القوة لا حرية الاختيار، فإن الاستبداد يصبح هو وليدها المنتظر، ويشيع الظلم ويضيع العدل الذي هو من غاية مقاصد الدين واساس الحكم بدعوى ضرورات بقاء النظام المطلوب منه إقامة الدين في مواجهة الساعين للاطاحة به، وينسى الزاعمون أنهم يريدون إصلاحا أنهم إنما يعطون أنفسهم حقا لم يعطه الحق عز وجل حتى لنفسه، فقد قال تعالى في الحديث القدسي(يا عبادي لقد حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)، فهل من مسوغ بعد هذا التحريم الغليظ لأي نوع من الظلم ومن أي كان، وبأية دعاوى؟!. لقد ضيعت الشريعة يوم أن حولها الاستبداد المتواصل أغلب سني تاريخ الإسلام السياسي، إلى أداة بيد المستبدين، يؤمنون ببعضها ويتغاضون عن تحقيق مقاصدها ويتجاهلون حقيقة أن دعوتهم لتطبيق ما لا يمس استمرار نفوذهم لا تمنحهم أية مشروعية استثنائية، ويحولونها على يد فقهاء السلاطين أداة لتبرير طغيانهم ولشرعنة تسلطهم. ولعل إخفاق المسلمين في إقامة نظام سياسي نموذجي قادر على الاستمرار، سببه الفشل في تثبيت مرجعية الشعب في اختيار الحاكم، والخضوع المستمر لمنطق التغلب والقوة المفضية إلى الاستبداد المركب باسم الدين.
    ولقد أدى الصراع على السلطة بالغلبة وتغييب الاختيار الحر للشعوب، إلى خلق حالة كهنوتية، كهنتها هنا رجال السياسة لا رجال الدين، شبيهة بتلك التي أفضت إلى الثورة في أوربا على الكنيسة حتى أدت إلى إقصائها والقضاء على سلطانها ونفوذها، وكان فصل الدين عن السياسة أولى نتائج ذلك فيما بات يعرف بالعلمانية، ومشكلة النموذج الإسلامي اليوم ليس مع العلمانية، ولكن في استمرار عجز الغيورين على الإسلام في صنع نموذج قادر على تمثل قيمه وتحقيق مقاصده، يعبرعن ضمير الأمة ويتحقق بإرادتها الحرة، وحين يحدث ذلك، فلن يجد دعاة العلمانية لأطروحاتهم صدى، ولن يكون بوسعهم تحدى إرادة أمة متمتعة بالثمرات الطيبة لنظامها السياسي الحارس لحقوقها والباني لنهضتها. لقد أثبت الدكتور غازي حقيقة مهمة فيما يختص بأمر الشريعة في السودان حين ذكر في مقالته (للأسف فإن تسيس الجدل حول هذه المسألة منذ الأستقلال، قد أضاع معالم الحقيقة فيها حتى أضرب الناس عن التماس الحلول لها إلى استثمارها في الإدانات المتبادلة)، وهذه الحقيقة ليست سوى نتيجة مباشرة لاستغلال قضية الشريعة في تسجيل مكاسب حزبية ضيقة في خضم الصراع المحموم على السلطة، وما لم يتم التواضع على منهج ديمقراطي حقيقي وصحيح قائم على الإرادة الشعبية الحرة أساسا لنظام سياسي جديد في السودان، فإن ذلك سيقود حتما إلى (رد الإسلام إلى موقع دفاعي. ثم التراجع والانسحاب التدريجي المنتظم) كما أقر بذلك الكاتب. ولو أن الدكتور غازي قرأ ما انتجته وثيقتا القاهرة ولندن الموقعتان بين الحركة الشعبية والقوى السياسية الشمالية المهمة والمعبرة، شئنا أو أبينا، عن قطاع واسع وأساسي في التركيبة الإسلامية للسودان، بما قرره سابقا من الخطورة التي يفرزها جدل الصراعات السياسية على تضييع معالم الحقيقة بشأن قضية الشريعة، لالتمس أبوابا اوسع في البحث عن مخرج لمعالجة حالة الاستقطاب السياسي الحادة التي أفرزت هذا التشتت في الصف الإسلامي على اتساعه، بسبب ضيق المواعين القادرة على استيعاب تحالفات وإئتلافات حقيقية بينها، ومن السهل إطلاق الاتهامات في النيات، وسوق تفسيرات تخدم مواقف سياسية بعينها، من عينة التنصل او التخلي عن الشريعة في مواجهة الخصوم، إلا أن ذلك كله لا يغير من حقيقة أن الذي يحدث هو سباق بين قوى سياسية في الحكم أو في المعارضة، تبحث عن تحالفات تواجه بها استحقاقات مرحلة جديدة ومعقدة في تاريخ السودان، الله وحده يعلم ما ستفضي إليه من تغيير في أوضاع وموازين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كانت في حكم المسلمات حتى وقت قريب، وليت الدكتور غازي بروح نقد ذاتي، اتهم حزبه بالعجز عن جذبه لهذه القوى وتضييعه لفرصة وإمكانية إقامة تحالف معها مفضلا تحالفا، في تقديري الخاص مستحيلا، مع الحركة الشعبية مطمئنا إلى أن اتفاق سلام إيقاد المنتظر يفرض هذا التحالف بين طرفي التفاوض كشرط صحة لذلك الاتفاق، وضمانة وحيدة حقيقية على تنفيذه، ولكن الصيف ضيعت اللبن، فقد صحا الحزب الحاكم ليجد الحركة الشعبية، الحليف المنتظر، تسللت من ورائه غير آبهة بقواعد لعبة إيقاد لتؤسس تحالفات مفاجئة مع قوى سياسية مؤثرة كان الحزب الحاكم فيها من الزاهدين، ومن حقه الامتناع عن التحالف ممن لا يرى فيهم فائدة له أو ليس مستعدا لدفع ثمنا لهم مقابل ذلك، إلا أنه لا يملك ولا يستطيع أن يفرض عليها نوعية التحالفات التي تقيمها، ولا تعدم أن تجد لها المبررات المقنعة.
    ومع كل الضجة التي اثيرت حول الوثيقتين والاتهامات التي سيقت بشانها، إلا ان خطاب الرئيس البشير في عيد الإنقاذ الرابع عشر كان محقا حين رد الأمر إلى أنه تعبير عن حالة من الاستقطاب ومطالبا بأن تكون التحالفات موجهة لخدمة قضية السلام لا خصما عليها. أما الانتقادات اللاذعة التي وجهها الدكتور غازي للمؤتمر الشعبي على خلفية وثيقة لندن، ومواقفه منذ انشقاق قيادات الحركة الإسلامية على بعضها، فهي في محلها فالإيمان المفاجئ بالحرية وضرورة التحول الديمقراطي وتحميل نصفهم الآخر في المؤتمر الوطني أوزار السئ من حقبة (الإنقاذ)، ليست سوى انتهازية سياسية، وإعلان قيادات الشعبي توبتها من انقلاب الإنقاذ وما ساء من فعله، تدخل في باب التوبة الفرعونية (لا ينفع نفسها إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيرا)، فشراكة الشعبي في مسؤولية مما تتبرأ منه اليوم لا تنتهي لمجرد أنه أصبح ضحية لمثل ما كان شريكا في فعله بحق غيره، فالأيام دول.صحيح أن باب التوبة مفتوح، ومن حق قيادة الشعبي أن تتوب إلى رشد الديمقراطية، ولكن من يتحمل فاتورة سياسات خاطئة وتبعات أفعال منكرة، استفغر منها الآن، كان من يدفع ثمنها الشعب لا قادته، وأين المسؤولية السياسية والاخلاقية للقادة، لماذا يتعين على الشعب المسكين أن يظل كاليتامى في مائدة اللئام، وأن يظل رأسه مرتعا لتعلم الحجامة من الهواة، واين الاستقامة والاستعداد لتحمل المسؤولية؟. على أن الدكتور غازي ورهطه، ليسوا براء من مما يوجهونه من انتقادات لجماعة الشعبي، فكلاهما في الهم شرق، لقد رفعت دعاوى عريضة في مذكرة العشرة داعية لإصلاح كانت الحاجة له ملحة بالفعل في جسد الحركة الإسلامية، ولكن كل تلك الدعاوى العريضة انتهت إلى مجرد صراع تقليدي بائس على السلطة، انتصر فيه من انتصر وهزم فيه من هزم، وقد خرج المتهمون بالوقوف في وجه الإصلاح وبات الطريق ممهدا لمن يريد صلاحا حقا، ومضت الأيام والسنون فإذا كل شئ مما شكي منه بقي على حاله ناقص بعض الاشخاص، وصدق القول على ذلك الصراع (كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)، وبقي الإسلاميون يأكلون الحصرم. ليتنا جميعا والسودان يواجه أخطر تحد مصيري في تاريخه الحديث، نتواضع على مخرج جاد وشجاع ومترفع من حالة (عبقرية الإخفاق) التي لا تزال مهيمنة على واقعنا المؤلم، ومن لم يكن منا مخطئا أو مسهما في ذلك، فليرمها بحجر، ولن يجدي التلاوم أو البحث عن شماعة نعلق عليها الأخطاء طلبا لنصر زائف أو لحالة إرضاء كاذب للنفس، فالمطلوب وقفة صادقة مع النفس مترفعة على الحسابات الصغيرة، في لحظة تاريخية حاسمة أن نكون أو لا نكون، ولو سلمت النية وصحت الإرادة وصدقت العزيمة، فلن نضل الطريق. لقد ساق الدكتور غازي ما يؤكد على ضمانة الحقوق والمساواة والعدالة من نصوص يحفل بها الدستور والاتفاقات، والمشكلة ليست إثباتها نصوصا مكتوبة، ما نحتاجه أكبر من ذلك أن تكون تعبيرا حقيقيا عن قناعات فكرية وثقافة راسخة في وجداننا وممارسات فعلية مصدقة لها، ودول العالم الثالث تحفل دساتيرها بمثل هذه الحقوق ولكن موظفا صغيرا في أي من حكوماتها مستظلا بسلطان الدولة القاهر، يستطيع أن يحيل مثل هذه النصوص إلى مجرد حبر على ورق. والخلل الذي نعيشه ليس لأن هناك أشخاصا بعينهم سيئون أفرزوا (عبقرية الإخفاق) ولكنه خلل منهجي في حاجة إلى مراجعة جادة وجريئة للأسس والعقلية التي تعيد انتاج أزمتنا مهما تغير الأشخاص، بدليل أننا ظللنا نعلق الأخطاء على الأشخاص، ونحسب أن ذهابهم سيأتي بالتغيير، فإذا ذهبوا، بقيت أوضاعنا على حالها.
                  

07-31-2003, 00:22 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    Salam all
    Thanks Dr. Alsawi
    Exellent reading
    Regards
                  

07-31-2003, 01:07 AM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    very good article

    thanks brother alsawi
                  

07-31-2003, 01:52 AM

ودالسافل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    تحياتى الصاوى
    لك الود...على هذه الوجبة الفكرية الدسمة..
    واسالك سؤال ان كنت تعلم اللنك اجريدة الصحافة...او اى احدا من الاخوان....
    وشكرى ثانيا
                  

07-31-2003, 02:06 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    ومشكلة النموذج الإسلامي اليوم ليس مع العلمانية، ولكن في استمرار عجز الغيورين على الإسلام في صنع نموذج قادر على تمثل قيمه وتحقيق مقاصده، يعبرعن ضمير الأمة ويتحقق بإرادتها الحرة،

    شكراً يا دكتور

    وبالمناسبة ما هى وصلة جريدة الصحافة على الإنترنت؟
                  

07-31-2003, 02:15 AM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)
                  

07-31-2003, 02:44 AM

ودالسافل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    .الابنة هلا...الود اجذله.
    شكرا على سرعة الاستجابة..وربنايديك العافية
                  

07-31-2003, 03:23 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    الأخت هالة

    حياكى الله ومتعكى بالصحة والعافية

    ويا حبذا لو مددتى مساعدتك بإطلاعنا على عناوين الصحف السودانية الأخرى بالإنترنت خاصة صحف مثل الأيام والرأى الآخر والصحافى

    لقد كنت من المتابعين لصحيفة الحرية لكنها توقفت ولا أدرى ما السبب
                  

07-31-2003, 03:34 AM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    الاخ ود البلد
    الحرية توقفت عن الصدور هى والصحافى الدولى بعد اندماجهم فى مؤسسة صحفية واحدة فى الشراكة الذكية او الغبية (كما يسميها فتحى البحيرى) وتصدر عنها الان جريدة الصحافة
                  

07-31-2003, 06:52 AM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)


    التحية لكم جميعا اخوتي ويا ود البلد انت فعلا في الجبل، معقول ما سمعت بالشراكة الذكية؟ على كل تكرمت هالة اللنك والصحافة دسمة على كل حال بالمختلف والكثير

    وهذا مقال اخر في نفس الموضوع من سودانايل
    بقلم مبارك على احمد

    من منظور (الاخفاق العبقرى المستوفي شرطي الخطأ المتناسخ والاتساق بدأ الدكتور غازى صلاح الدين عتباني مقاله الذى حاول من خلاله أن يمهد لمحاكمة السياسة السودانية والتجربة الانسانية فى عالمنا العربي والاسلامى وذلك بتناوله للقضايا الساخنة مبررا لما أسماه اخفاقات عبقرية مستشهدا بمن حاولوا ان يجعلوا من الفشل انجازا تسطع به النجوم ويتوارى خلفه عجز القادرين علي التمام – وانه لمن حسن الطالع أن يكون قاضي الجولة هو الان فى موقع الفعل السياسي اليومي وهي ظاهرة حميدة جدير بنا ان نقف عندها طويلا لأن جهر الساسة وهم فى اتون الحدث ومسرحه يأتى صادقا ومعبرا عن تجاربهم الشخصية ومحاكمة اخفاقاتهم تقويما واعترافا بالأخطاء وتصحيحا للمسار – جاء مقال الدكتور غازى معمما لفشل التجربة متواريا بالكلمات خلف محاكمة السياسة السودانية في اخفاقاتها العديدة وهو أد\رى من غيره في قصده النبيل لجلد الذات عبر سياط تنهال علي الكل باعتبار ان الموت مع الجماعة عرس – وجلد الذات هنا نقصد به محاكمة مشاريع الحركة الاسلامية السودانية وخاصة تجربة الانقاذ غير الموفقة في سدة الحكم وموقفها من أمر هام وحساس الا وهو تطبيق الشريعة الاسلامية – فقد جعل الدكتور من مسلمي السودان فئتين الاولي مسلمين غيورين عجزوا عن عرض بضاعتهم (الشريعة) وأخفقوا في نفس الوقت في اثبات ان (العلمانية) لم تكن يوما ضامنا لحقوق عامة الناس أو أ قلياتهم - والثانية مشفقين تنازلوا عن النص علي الشريعة في الوثائق الهادية للدولة والمجتمع كالدستور – لقد جعل الدكتور من مسلمي السودان فئتين لا ثالث لهما قوى عاجز وضعيف مستكين وهو بذلك يختزل الكثير من التصنيفات التي يمكن أن ترد في صياغ الموقف من الشريعة الاسلامية.

    ان مدارس الفكر الاسلامي فى السودان متعددة وثرة تزخر بالمبدعين الذين جاهدوا واجتهدوا في الدعوة الي بعث الاسلام من جديد في حياة الناس – ولكن عصبية الجبهة الاسلامية وانفراد الحركة الاسلامية بكامل الحياة السياسية وحرمان الأخرين قهرا من مشاركتهم الرأي أو السلطة وهو السبب المباشر في ها الاخفاق الكبير الذى لحق بعموم التجربة وهو انتكسة محسوبة علي الجميع وان قام بها نفر ادعوا الوصاية علي شعبهم ونصبوا من أنفسهم أدعياء ناسين ومتناسين أن التركيبة المتفردة لهذا الشعب رافضة لسيادة الرأي الاوحد وبذلوا جهدا كبيرا لعمل توليفة شعبية يستمدون منها شرعية مفقودة فأعضوا الكثير من وقت العباد والبلاد – ان هامش الالتزام الاسلامي ليس واحدا للجميع بل هو واسع يبدأ من حالة من اكره علي كلمة الكفر فقالها وقلبه مطمئن بالايمان الي (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه .... الأية) – المعنى المتعلق بهذا الهامش العريض منظور في كل النصوص النقلية حيث يبدأ من (فاتقوا الله ما استطعتم) الي (اتقوا الله حق تقاته) ومن التوجيه للمسلمين في مكة كفوا ايديكم وأقيموا الصلاة) الي الاذن قبيل الهجرة (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير)

    ان العقوبات في الاسلام جزء من منظومة سداسية (الايمان – التربية – تعبئة الرأي العام – نفي الحاجة – العبادات ثم العقوبة) ولاحتواء الجريمة لايجوز ان تفصل العقوبة من منظومتها وهي اخر الحلقات في أولويات تشمل اقامة نظام الحرية والعدالة والتكافل والشورى ولايجوز ان تصبح اولي الحلقات – كما لايحق لسلطة سياسية ان تعلن الجهاد وتقيم الحدود ما لم تكن هى نفسها شرعية التكوين الا اذا كانت قائمة برضا الناس واختيارهم (وامرهم شورى بينهم) – ان الاحكام الاسلامية كالربا والزكاة وغيرها لايمكن نقلها بأشكالها القديمة ولايمكن تطبيقها بصورة تناقض مقاصد الشريعة فهي بحاجة لاجتهاد جديد يحقق تطبيقها وفق ظروف العصر ومقاصد الشريعة – لقد أنزل الله الكتاب وأوجب اتباع قطعيات الوحي وفي الوقت نفسه أنزل الحكم والميزان والقسط كما أوجب استخدام العقل وفتح بصائر الناس بالالهام وأوجب مراعاة المصلحة . هذه العوامل وغيرها تدخل في تحديد مصلحة الاسلا م والمسلمين في هذا الزمان واسقاطها والحديث عن تطبيق الشريعة استشهادا بنصوص معينة مفسرة تفاسير محدودة عبث بالدين واستهتار بمقاصد الشريعة .

    ان شعار تطبيق الشريعة المطروح ارتبط بتجارب محدودة انحرفت به وجعلته مدخلا لمساوئ اساءت للشريعة وفتحت أبوابا للفساد – سواء أكان ذلك في تجربة الرئيس ضياء الدين الحق في تطبيقه للقوانين الاسلامية لتعزيز شرعيته فى 1979 – أو فى 1984 عندما أجرى استفتاء على تطبيق الشريعة رابطا بين انتخابه رئيسا وتطبيق الشريعة – أو فى التجربة السودانية 1983 عندما أعلن جعفر نميرى تطبيق الشريعة وصارت طاعته في أي أمر طاعة لله ومعصيته معصية لله سبحانه وتعالي .

    لقد اقترنت التجربة السودانية تلك بشحنات عاطفية جردتها من فرص الدراسة العميقة المتأنية فأصبحت تجربة شائهة زادت من فرص أعداء التجربة في نقدها وتبيان فشلها وقللت من مساحة المغامرين بنجاحها وجعلها واقعا يسعد حال الناس أكثر من ان يجلب لهم الشقاء . ان سماحة الاسلام توجب قيام نظام اجتماعي فيه الشورى والعدالة والتكافل والرحمة – ان أفة التجارب السودانية الحديثة للتطبيق الصحيح للشريعة الاسلامية تكمن في الاساس في اقتران التطبيق بحزب معين أو رأى فردي مستبد يجعل من المعارضين له كفار خارجين عن الملة يستوجب اقامة الجهاد ضدهم ومثل هذه السلوكيات تزيد من حدة المواجهات وتعطيها بعدا دينيا غير مسموح به . اننا في السودان أكثرية مسلمة ساحقة تعيش معها مجموعات دينية ولا دينية أخرى أقلية تربطنا بهم عهود المواطنة لا عهود الذمة ولا مفر من التوفيق بين تطلع المسلمين لتطبيق الشريعة وحقوق المواطنة لغير المسلمين . لن يكون هناك عرض مقنع لقضية أساسية مثل قضية التطبيق الصحيح للشريعة الاسلامية فى العصر الحديث مالم تتوافر لهذه الامة مؤسسة اجتهادية شرعية مجمع عليها بقدر كبير وتنطبق عليها شروط الاهلية والقبول والعلم وتصبح هي المرشد والموجه والهادي الي تحقيق أشواق وتطلعات امتنا الاسلامية للعيش الكريم فىي ظلال الشرع الحنيف – وسيظل الفهم الخاطئ لغير المسلمين راسخا في العقول مالم تثبت التجربة العملية الحية سماحة الاسلام في تجربة حقيقية وحية شاهدة للعيان .

    لقد زادت تجربة الانقاذ من مغالاة الغير في موضوع الشريعة الاسلامية ولعل متغيرات الظروف الدولية وارتباط الارهاب بالجماعات الاسلامية قد عمق من حدة ادانة التجربة الانقاذية – الامر الذي جعل الانقاذ تأكل بنيها وتفرق جمعها وتتقلب كل يوم من حال الي حال حتي بلغ بها الحال سياسيا الي الاعتراف بحق تقرير المصير في واحدة من أهم قضايا الساحة السودانية وفي وقت كان هذا الحق الممنوح من الخطوط الحمراء التى لايجب تخطيها أو حتي الاقتراب منها وأضحت دواعى الانفصال امرا مفضلا عند بعض ابناء الشمال قبل أبناء الجنوب ذلك ان الانقا ذ جعلت من القضية السياسية لجنوب السودان قضية دينية توجب القتال جهادا في سبيل الله . لقد برزت كثير من الأصوات القيادية للجبهة للساحة تعلن في شجاعة تامه ان في تجربتها اخفقات لايمكن السكوت عنها او تجاوزها او غض الطرف عنها واخرهم العميد السفير صلاح كرار الذي استيقظ ضميره في اخر اللحظات ليقول كلمة حق في وجه سلطان تمادي في الجور.
                  

07-31-2003, 07:41 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    طيب يا هالة

    هل هناك وصلات لصحف الخرطوم, الأيام, والرأى الآخر؟؟؟


    دكتور الصاوى

    والله نحنا محتاجين لمثل هذه المستويات العميقة من التحليلات, ناس الإنقاذ أفلسوا والخوف الآن على وحدة السودان, ويبدو أنهم مصممين يقطعوها بإسم الدين والشريعة حيث للأسف لا دين هناك ولا شريعة, المسألة كلها صارت همبته ولحس الأموال بالحرام

    والله يستر
                  

07-31-2003, 08:35 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب اسلامي يرد على غازي صلاح الدين (Re: Alsawi)

    العزيز الصاوي
    كثر خيرك يا أخي ، والله خليتنا نتكي ونقرأ ، وجميل أن يكتب الصحفيون مثل هذه المقالات كيا للبحر في صرته -باستعارة من تماضر - ويلاحظ أن الكتاب لم يعترضوا على تطبيق الشريعة ، لكنهم كشفوا ضيق أفق المتأسلمين وسعيهم المتواصل والمدعوم بالقوة والقهر للوصول إلى السلطة واستمراريتهم جاثمين على صدور العباد دون تراض ودون عقد ملزم إلا بالطاعة العمياء من قبل الشعب لسلطانهم ورغباتهم السلطوية ، والويل والثبور لكل من يخالفهم رأي أو ينبههم لخطا ناهيك عمن ينتقدهم ، أو يعارضهم
    لكن ألا تروا اخوتي أن هناك إشارات لظلم تاريخي اكتنف معظم الدول والأنظمة الإسلامية ؟ لماذ تتمركز الديكتاتوريات في عالمنا الشرق أوسطي ؟ هناك إجابات يمكن الوصول إليها من قراءة المقالين . كيف يمكن أن نقنع غير المسلمين أن النظام الإسلامي يمكن أن يحفظ لهم حقوقهم وأنه الأفضل لنا ولهم ؟ هل نصدق أن هؤلاء لا يعرفون تاريخنا ، ولا ينظرون إلى ممارسات هؤلاء المتأسلمين ؟ أم ترانا نطالبهم بفهم المسألة بصورة أعمق مما نفهما نحن المسلمين ؟
    لا بد أن يفهم السودانيون أن الدولة الدينية فتنة أريد بها هدم هذا الهرم المسمى السودان
    لك تحياتي وودي د. الصاوي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de