|
كلام ساى
|
من سارت خطاه على درب الحب الأخضر ...
أتذكر بيت ابن أبي سُلمى ؛ حين حديثنا عن الأبجدية العظمى : لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده .: فلم يبق إلا صورة اللحم والدم ِ
حين كان انبلاجٌ من حالكِ سوادٍ كره الإصباح ، وانتفاضٌ من سلطة ِحرفٍ كما انتفض العصفور بلله القطرُ .. من كوامن النفس التواقة ؛ والنظرة الحلاقة ؛ ثارت يومئذٍ التوابع والزوابع لتهب إعصاراً قد انطلق يقبل وجنتي ما ظهر من أرض الحرف الطاهر ، وينقل من زجاجة الماضي شذاه ؛ فيتضوع فواح الحق فيصيب النفس شيئاً من اقشعرارِ الاستئناس بنتيجة الغراس ...
يا من سارت خطاهُ على درب الحب الأخضر ...
وإنه لنجمٌ ثاقبٌ لفضاء الحرف المستشري ؛ منير... وإنه لخطوٌ في ممشى المرضيِّ ؛ ثبْتٌ ؛ على أثره سارت أخرى في مسارها ، ودارت مصفقةً بضيائها بضعُ كواكب أفاقةٌ أخرى ...
أملٌ في بيت الكتابة نبت ، وبأحبار أهله المخلصين لها قد ثبت ؛ عشقاً ( من أول لمسة ) !! والإنسان لمبدئه يوضعُ ويرفعُ ، أين السموُّ ؟ ( هممٌ تحوم حول العرش ؛ وهمم تحوم حول الحُش ) ؛ كم صدق !!
ولما كان الحرف المنطوق والمكتوب أداةً لتصوير خلجات الضمير ؛ كان الأهم في التعبير... وإن له أهمية تُعليه ، ومواقفُ تستوجبه وتمليه ؛ يشربُ حقيقتها بعضهم ؛ ولا يكاد يسيغها .. والحقُ يكتبُ نفسه على جباههم وصدورهم ، وسيكتبُ ؛ ولو بعد حين ؛ ولو بعد حين ... و : من كان فوق محل الشمس رتبته .: فليس يرفعه شيء ولايضعُ
وإنه لقادمٌ من رحِم انتظم في سلك التفرد ؛ درة مصونة بين كفين كالصدفة لها ، ومكنونة بعد ذاك بين صفحتي قلبٍ تلظى بحبٍ ساكن ...
أيهذا القادمُ فرداً ... ِسرْ سريعاً عذباً دفاقاً في أصابع وألسن المحبين لك ، والدافعين عنك .. سر ولو على أصابع ندرة ؛ فالقيمة في الندرة ... تلك العظمى ؛ لأدواحٌ تعبقُ بالأرواح ؛ وجنانٌ مؤتلفةٌ فيها أفنانٌ مختلفة ؛ تسر الناظِرين بالباصرة والبصيرة ؛ ما إن تغردُ عليها أصوات جُمل الجَمال ؛ والحكم والأمثال ؛ في يومٍ ربيعي ينطقُ روعةً آسرة لبني فهمٍ ، وذوي علم ... يا من سارت خطاهُ على درب الحب الأخضر ...
حيث زرعك الله فأزهر ؛ وحيثما كنت فأثمر ؛ وليكن طعمها طيبٌ ؛ وريحها طيب ؛ حتى تكون عظمى ؛ لا عظمةً في فم كل ك ل بٍ يتمتع بهرولة الهروب ؛ والمغنم الحقير التافه ... تالله ِللحرفُ ؛ إما يجر مجداً أو حتفاً ولو بعد حين ... ( كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ) و( رب كلمةٍ ...) أما المقصود وهو بيت القصيد ؛ فدمُ الأحرارِ في شريانه يجري ؛ وفي أعماق غرضه ماءُ السمو يسري فمن لنا به ؟ أن يعضنا بنابه ...ولن نشكوه إذا حلَّ ، إذْ جازيناه الوصلَ ... لسنا نطلب ( القلاقل ) ؛ و ( الهخع ) الحسي والمعنوي المعني ؛ فما بالنا نطلبُ وصلَ مزهودٍ فيه قد امتلأ بقذَر ؛ رام الجمع فأصبح (شذر مذر ) أو سيصبح ولو بعدَ حين ... ولتدجينُ الألفاظ ينبغي أن يكسر قيد ضيق النظرة التي سادت واستكنت في أنبوب شباة كثيرٍ كثير... ارتقاءً بالحرف الهداف إلى أسمى المرامي ؛ هو الهدفُ ؛ هو الشرفُ ؛ وقرائحُ الأفهام ِلدى بعضٍ تكتبُ لنصٍ انتصاره على خصم الوهم في جولةِ الغثائية ...
وينشأ ذاك الحرفُ من رحم عمق التصور الذي ربا في محاضن الألم والأمل ؛ حيث القيامُ بإصلاح الأرض مما أوجبه الإسلامُ مقالاً ، وينتظر تطبيقه ( حالاً ) ... ( اقرأ ) أول كلمةٍ خرجت من وحي نوري ؛ لم تكن .. ؛ إلا لتكون شرفاً ، وتميزاً كتب نفسه ؛ في لوحٍ محفوظ ؛ بالدين الأخير الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية ..
ولامناص من تافهٍ ؛ أو مرآته ؛ يعيش ُ ؛ ليقِّلب الحقائق آناء الليل وأطراف النهار في مكتوبٍ وملفوظ لكن لاهمَّ لمن هذه همته ؛ منحطةً ؛ فالله قد أنزل ( ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد ) ... وكيلٌ على نفسك أنت يا ابن آدم ؛ أنت تكتب بكفك شيئاً يسرك في القيامة أن تراهُ
وما من كاتبٍ إلا سيبلى .: ويبقى الدهرَ ماكتبتْ يداهُ فلا تكتب بكفك غير شيءٍ .: يسرك في القايمةِ أن تراهُ
فالدنيا دواليك ؛ يومٌ لك ويومٌ عليك ؛ ودولابٌ يدور ؛ ودورانها ( بدوائرها ) ؛ ولننفك من دائرة سْوء كالتي كانت في منزل الكتاب ( عليهم دائرة السوْء ) ...
رأيتُ الدهر دولاباً يدورُ .: فلا حزنٌ يدومُ ولا سرورُ وكم بنَتِ الملوكُ لها قصوراً .: فلم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ رأيتُ الناسَ أكثرهم سُكارى .: وكأسُ المـــوتِ بينهمُ يدورُ
وكلٌ سيذوق طعم الموتِ ؛ ( كل نفسٍ ذائقةُ الموت ثم ........ ) ولعمري ؛ ما بعدُ ( ثم ) ؛ كشف ُ حسابٍ وتصفية في يومٍ يشيب له الوليد ، وتذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت ... قفْ أيها الحرف ؛ منطوق الهويةِ أو مكتوبها ؛ منظوماً كنتَ أم مثوراً !! قفْ ؛ لتسير كما (( يجب )) ؛ لا كما (( تحب )) فالنفسُ كــــــــــ : والنفسُ كالطفلِ إن تهمله شبَّ على .: حبِّ الرضاعِ وإن تفطمه ينفطمِ كلنا لديه تسويل ؛ لكن علينا بالصبر الجميل ؛ فالعاقبة إما أحلى وأغلى ، وإما أتعس وأرخصُ ... كلنا لديه طاقةٌ ، وروحٌ خفاقةٌ في سماء ( هواية ) فهل نصنعُ منها ( هاوية ) ؟؟!! ؛ تسقطُ بنا من تحليق أكرمنا الله بجناحي قدرةٍ فيه ؛ لأننا لم نتوجه بتوجيه ، ولم نحسن استغلال الحواس في جولان.. قفْ أيها القلمُ قبل أن تنطق صامتاً ؛ واضمن لصاحبك مابين لَحييهِ ؛ حتى ينجو رأساً برأس ؛ والجروح قصاص ... ولا تكن ممن عضَّت عليه بنواجذها ( عينُ الهوى ) ؛ فتكن ممن انطبق عليهم حكم حيكم : وعينُ الرضا عن كل عينٍ كليلةٌ .: كما أن عين السخطِ تبدي المساويا ولتستقم كما أُمرتَ بكتاب الله تعالى ، وسنة المصطفى الأمين ... ولا يكن حتفك تحت حرفك ؛ فالأجل محتوم ، والساعة تدق أشراطها ؛ فإن لم يك ذاك فهذه ... والكتَّابُ تحت أسنة أقلامها ؛ والكتَّاب تحت أسنة أقلامها ... خذ كتابك بيمينك هنا حتى تأخذ الأعظم هناك ، والأعمال بخواتيمها ؛ عسى الله أن يختم لنا ولكم بخير ..
وأحبُ أن أكون غصناً رطيباً ؛ قد ارتوى بحفظ منزلٍ على أفضل ...وعساني ؛ كنتُ ...
توقيع :
( ن . والقلم وما يسطرون ...) لعظمة القلم ؛ قد أقسم الله تعالى به ...
لأحدهم : ( لا يضيرني أن ليس على رأسي تاجٌ ؛ مادامَ في يدي قلم ...)
ولأحدهم : ( القلمُ بيد السفيه كالخنجر بيد الطفل ..)
احذر لسانك أيها الإنسانُ .: لايلدغنـَّـك إنه ثعبـــــــــــــــــــانُ كم في المقابر من قتيل لسانه .: كانت تهابُ لقاءه الشجعانُ
والقلم أحد اللسانين ، والحرفُ وليده ؛ فشقيٌ أم سعيد ؟؟ !!
|
|
|
|
|
|