|
صدام لم يستعمل الأسلحة الكيمائية ضد مواطنيه الأكراد
|
صدام لم يستعمل الأسلحة الكيمائية ضد مواطنيه الأكراد
أتكون ثروة العراق المائية أيضا وراء الأطماع الأمريكية؟
تجد أدناه ترجمتي الحرفية لمقال نشرته صحيفة ديلي نيوز الأمريكية ، فرع جنوب مقاطعة كاليفورنيا، بتاريخ الثاني من شهر فبراير لعام 2003 . أعد المقال السيد استيفن . س بيلليتير Stephen C. Pelletiere و هو ضابط متقاعد رفيع الرتبة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، و قد كلفته الوكالة برئاسة لجنة تحقيق لتحديد الجهة المسئولة عن مذبحة الأكراد العراقيين في مدينة حلبجة العراقية. 00000000000000000000000000 و لعل محتوي المقال، و ما رددته وسائل الاعلام العالمية مؤخرا من اصرار ادارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش علي ترويج اشاعة شراء نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لمعدن اليورانيوم المشع، المستخدم في صناعة القنبلة النووية، من دولة النيجر و التي أثبتت لجنة التحقيق برئاسة السيد جوزيف ويلسون ، السفير الأمريكي السابق بدولتي الأردن و العراق، و التي بعثها نائب الرئيس الأمريكي دييك شيني، مجافاتها للحقيقة يكشفان المدي البعيد من الصفاقة و اللا مبالاة بمبادئ الشرف و الحق الدوليين.
اليكم الاّن نص المقال المترجم.00000000000000
لم يكن مستفربا أن يلوح الرئيس الأمريكي بوش شماعة الوازع الأخلاقي - المفتري عليه - لتبرير غزو العراق حين قال حرفيا في حطابه الدوري الأحير عن حال الاتحاد الأمريكي : " ان هذا الديكتاتور - يعني الرئيس صدام حسين - الذي يسعي حثيثا لامتلاك أفتك سلاح عرفته البشرية، لم يتوان لحظة في استعمال الأسلحة الكيمياية ضد قري عراقية بأكملها ، مما أدي لموت و تشويه خلقة الاّلاف من مواطنيه الأبرياء - و ذلك حينما استبان افتقاره للدليل القاطع عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.0000000000000000
صارت فرية استعمال صدام حسين للأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه شأنا مألوفا في الحوار السياسي بواشنجطن. و الدليل القاطع الذي يشهر مرارا هنا هو مذبحة العراقيين الأكراد الشهيرة جراء الأسلحة الكيميائية بمدينة حلبجة في مارس من عام 1988 عند نهاية الحرب العراقية الايرانية.00000000000000000000000000000000000 الجدير بالذكر أن الرئيس بوش لك ينقطع عن ايراد فرية استخدام صدام حسين للأسلحة الكيمياية ضد مواطنيه بمدينة حلبجة كذريعة لشن حرب تخلعه من كرسي الزعامة .0000000000000000000000000000000000000000000000000000 من المسلم به أن الأكراد العراقيين بمدينة حلبجة قد أزهقت ارواحهم بالغازات الكيميائية السامة في عام 1988 ، بيد أن كثيرا من الحقائق الدامغة المتعلقة بذلك الحدث المؤسف تعرضت للتعتيم و التشويه المغرضين . 00000000000000000000000000000000000000 مركزي الوظيفي حينئذ مكنني من استكناه الحقيقة. فبحكم مسئوليتي عن ملف العراق ضمن نطاق عملي كمحقق سياسي سام بوكالة المخابرات المركزية ابان الحرب الغراقية الايرانية، و بحكم عملي الثابت كمعلم بكلية الجيش للادارة الحربية في الفترة بين عامي 1988 - 2000 ، تأتي لي الاطلاع علي الكثير من المستندات عن حرب الخليج قبل أن تشق طريقها لجهة صناعة القرار بواشنجطن. اضافة لذلك كلفت في عام 1991 برئاسة لجنة لاستقراء السيناريو المحتمل لما قد يقوم به الجيش العراقي حال خوضه حربا مستقبلية ضد الجيش الأمريكي، و كيفية التصدي للتكتيكات و الأساليب الحربية العراقية. و قد تناولت النسخة المصنفة من تقرير اللجنة بالدراسة المستفيضة حادثة القتل الجماعي للاكراد العراقيين بمدينة حلبجة في عام 1988 جراء الأسلحة الكيميائية.00000000000000000000000000000000000000000000 هاكم ملخصا لما توصلت اليه اللجنة، مشفوعا بالبراهين القاطعة عن خادثة القتل الجماعي للأكراد العراقيين بمدينة حلبجة في عام 1988 جراء الأسلحة الكيميائية.0000000000000000000000000000000000000000000
و قعت تلك الحادثة المؤسفة في غضون معركة ضارية بين الجيشين العراقي و الايراني. استعمل الجيش العراقي الأسلحة الكيميائية لقتل القوات الايرانية التي احتلت مدينة حلبجة التي تقع شمال شرقي العراق بمحاذاة الحدود العراقية الايرانية. الحظ العاثر جعل أولئك الضحايا المدنيين الأكراد ، في ذلك الجانب المحتل من مدينة حلبجة، في خط النار، لكنهم لك يكونوا الهدف الأساسي للأسلحة الكيميائية الذي نشده الجيش العراقي. و اتخذت القصة شكلا طريفا فيما بعد. بعد انجلاء المواجهة الدموية في حلبجة مباشرة، قامت وكالة الدفاع المركزية الأمريكية بتحري الحادثة المقجعة و أصدرت تقريرا مصنفا بشأنها و من ثم وزعته- حسب الطلب - في أوساط المجتمع المخابراتي بادارة المخابرات المركزية.00000000000000000000000000000000 استنتج التقرير أن الغاز الكيميائي الذي استعمل ضد الأكراد في حلبجة كان صنع ايران و ليس العراق. و تأكد لوكالة المخابرات المركزية أن كلا الجانبين ، العراقي و الايراني، استعمل الغازات الكيميائية في المواجهة الدموية بأطراف مدينة حلبجة، بيد أن الكشف الاكلينكي و المؤشرات العينية علي جثث الضحايا أفضت أن سبب الوفاة التعرض للتسمم الدموي نتيجة لاستعمال مركب كيميائي غازي مشبع بغاز السايانايد عرفت ايران باستعماله. أما الجانب العراقي، و الذي اثبتت التحقيقات استعماله لغاز الخردل : " Mustard Gas " في معركة حلبجة، فانه لم يعرف عنه امتلاكة للسلاح الكيميائي المسمم للدم في ذلك الحين ( غاز السايانايد )000000000000000000000000000000000000000 الحقائق المدرجة أعلاه نشرت في حينها و أصبحت ملكا عاما.0000000000000 وجه الغرابة انه في الحالات العديدة التي يتم التحدث فيها عن معركة حلبجة، فان تلك الحقائق الدامغة و المذكورة اعلاه لايتعرض لها - جهلا أم عمدا. و لعل أصددق دليل علي ما أوردت اّنفا أن المقال المشهور الذي نشر في النيو يوركر " The New Yorker " في نهاية شهر مارس الماضي و تناول في حيثياته حادثة حلبجة الدموية لم يتطرق لتقرير وكالة الدفاع المركزية حول معركة ححلبجة و بالتالي لم يضع ذلك المقال في الحسبان أن الفاز الكيميائي الذي استعملته القوات الايرانية في المعرمة عينها كان وراء الموت الجماعي للعراقيين الأكراد بحلبجة. و في الحالات القليلة التي يستشهد فيها المحللون السياسيون بتقرير وكالة الدفاع المركزية فان الانقلاب الدبلوماسي السالب في العلاقات الأمريكية العراقية الراهنة ينسحب علي كتاباتهم و يججردون من المظرة الموضوعية لمحتوي التقرير، فلا بترددون عن وصم تقرير وكالة الدفاع المركزية بالانحدار في هوة الزيف جراء موالاة أمريكا للعراق في حربها اّنئذ ضد ايران. 0 أنا لا أرمي لتحسين صورة أو اعادة تأهيل الرئيس صدام حسين، فان لديه سججل اججرامي حافل في مجال انتهاك حقوق الانسان، لكن اتهامه بالقتل الجماعي لمواطنيه الأكراد بمددينة حلبجة لا يقف علي رجليه. و انطلاقا من الحقائق التي استبانت لنا فان ككل خالات التسمم بالغاز الكيميائي وقعت أثناء القتال الدامي بمدينة حلبجة. ز الححرب لا تخلو من الماّسي. ربما تكون ثمة تبريرات منطقية لغزو الغراق، لكن كا حدث في مدينة حلبجة لا ينبغي ان تنتمي لتلك التبريرات. و يجب علي من يركن لكارثة حلبجة لتبرير العدوان الأمريكي القادم للعراق أن يجيل فكره في السؤال التالي : ماذا وراء الحرص الايراني اّنئذ لاحتلال مدينة حلبجة؟ لعل تدقيق النظر في تلك المسألة يميط اللثام عن الحافز الأمريكي لغزو العراق.000000000000000000000000000000
سأواصل في المرة القادمة، باذن الله.00000000000000
|
|
|
|
|
|