كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: اعترافات رئيس عربي: عبد الباري عطوان (Re: Yasir Elsharif)
|
الأكرم الأستاذ عبد الباري عطوان
لك التحية والشكر.. هذا من أجمل المقالات التي قرأتها لك.. السطلة الرابعة هي المثقفون الأحرار، وهي الصحافة عندما تكون حرة.. هذه الشبكة العالمية توفر المزيد من الفرص لجعل الصحفي حرا..
الديمقراطية والحرية ومزيد من الشفافية..
لقد حاولت أن أرسل التعليق أعلاه إلى الصحيفة ولكن يبدو أن باب التعليقات قد أغلق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اعترافات رئيس عربي: عبد الباري عطوان (Re: Yasir Elsharif)
|
ما ترفض واشنطن رؤيتة بوصوح لن تتمكن من ازالته إدوارد سعيد *
الامبراطوريات الكبرى الحديثة لم تتماسك وتتواصل بفضل القوة العسكرية فقط. حكمت بريطانيا معظم مناطق الهند فقط ببضعة آلاف من الضباط الاستعماريين، وببضعة الاف غيرهم من الجند، الذين كان معظمهم من الهنود. فرنسا فعلت الشيء ذاته في شمال افريقيا والهند الصينية، وكذلك الهولنديون في اندونيسيا، البرتغاليون والبلجيكيون في افريقيا. العنصر الاساسي تمثل في الرؤية الامبريالية التي تنظر الى واقع اجنبي بعيد وكأنه واقعها الذاتي، وتحور تاريخه ليبدو من منظورها الخاص، والتطلع الى شعبه وكأنهم رعايا يمكن تحديد مصيرهم عبر ادارة بعيدة تقرر ما هو المفيد لهم. من هذه النظرة التجميلية تتطور افكار من ضمنها ان الامبريالية شيء ضروري. يتم العمل هكذا طالما ظن القادة المحليون ـ عن خطأ ـ ان التعاون مع السلطات الامبريالية هو الطريق الوحيد. ولكن كون الديالكتيك بين الرؤية الامبريالية والاخرى المحلية تصارعاً غير متواصل، فان الصدام بين الحاكم والمحكومين لا يمكن تجنبه في لحظات معينة، وسينفجر كحرب تحرر كما حصل في الجزائر والهند. نحن ما زلنا على مسافة بعيدة من تلك اللحظة في حكم الولايات المتحدة للعالم العربي والاسلامي، لانه وعبر القرن الماضي نجح اسلوب التهدئة عبر اداء الحكام المحليين غير الشعبيين. على الاقل، منذ الحرب العالمية الثانية اهتمت الاستراتيجية الاميركية بمنطقة الشرق الاوسط، اولاً لتأمين امدادات النفط، وثانياً لتأمين مكلف لتفوق وهيمنة اسرائيل على جيرانها. عموماً، كل امبراطورية تقنع ذاتها والعالم بأنها تختلف عن كل الامبراطوريات الاخرى، وان مهمتها ليست النهب والسيطرة ولكن التعليم والتحرير. هذه الافكار غير سائدة بالضرورة في اوساط الشعب المقيم في تلك الامبراطورية، ولكن هذا لم يمنع البروباغندا والاجهزة السياسية الاميركية من فرض رؤاها الامبريالية على الاميركيين الذين لا يملكون مصادر معلومات كافية عن العرب والاسلام. اجيال عدة من الاميركيين عرض عليهم العالم العربي كمنطقة خطرة عموماً ينمو فيها الارهاب والتطرف الديني، وتعمها روح معاداة اميركا حتى لدى الصغار، بفعل زرعها من علماء دين متشيطنين يعادون الديمقراطية ويتعادلون مع اعداء السامية. في الولايات المتحدة يجد «المستعربون» انفسهم تحت الهجوم. ببساطة، اذا تحدثت العربية او تعاطفت مع الثقافة العربية والتقاليد، فذلك ينظر اليه كتهديد لإسرائيل. الاعلام يشن اقذع الصفات العنصرية النمطية على العرب. خذ مثلاً القطعة التي كتبتها سينثا اوزك في وول ستريت جورنال، وتحدثت فيها عن الفلسطينيين وكأنهم «ربوا اولادهم على غير تربية كل الاطفال، بعيدين عن الاعراف والتصرفات العادية»، وتتحدث عن الثقافة الفلسطينية وكأنها «قوة الحياة القائمة على تفعيل التعصب الى روحية خطرة». الاميركيون عملياً عميان عن كون ان وجود قائد سياسي شرق اوسطي محبذ من قبل قادتنا ـ شاه ايران او انور السادات ـ يُظن انه متفتح ويرى الاشياء باسلوبنا، وليس لانه يتفهم اصول اللعبة الامبريالية (التمسك في الحكم عبر التفاهم مع السلطات الاعلى) ولكنهم يرون فيه متأثرا بمبادئنا ويشاركنا اياها. بعد ربع قرن على اغتيال السادات فقد اصبح في عالم النسيان وغير محبوب في بلاده، لان معظم المصريين يرون فيه من خدم مصالح اميركا اولاً وليس المصالح المصرية. الشيء ذاته حصل في حالة الشاه في ايران. حقيقة ان السادات والشاه تبعهم في السلطة حكام اقل انصياعاً للولايات المتحدة لا يشير الى ان العرب متطرفون، ولكن الى ان الامبريالية عمقت الانحراف وانتجت اشكالا متطرفة من المقاومة والتأكيد الذاتي. ينُظر الى الفلسطينيين وكأنهم اصلحوا انفسهم بتقبلهم محمود عباس قائداً، بدل المرعب ياسر عرفات. لكن «الاصلاح» يخضع للتفسير الامبريالي. اسرائيل والولايات المتحدة يعتبرون عرفات عقبة امام التسوية التي يتمنون فرضها على الفلسطينيين، وهي تسوية ستبيد المطالب الفلسطينية وتسمح لإسرائيل بالادعاء، خطأ، انها كفرت عن «خطيئتها الاصلية». لا يُهتم بحقيقة ان عرفات ـ الذي انتقدته لسنوات في الاعلام العربي والغربي ـ ينُظر اليه عالمياً كقائد شرعي للفلسطينيين. لقد انُتخب قانونياً ولديه مستوى من الدعم الشعبي اكثر من أي فلسطيني آخر، واقلهم عباس، البيروقراطي الذي خدم طويلاً في ظل عرفات. ولا يُهتم الى وجود معارضة فلسطينية نشطة، المبادرة الوطنية المستقلة، التي لا تفوز بالاهتمام لان الولايات المتحدة والمؤسسة الاسرائيلية ترغب في نظير مطيع لا يمكنه المشاغبة. الايام القادمة ستظهر اذا كان ترتيب الوضع لعباس سينجح. هذا قصر نظر، بل عمى مغرور للرؤية الامبريالية. الشكل ذاته يتكرر في النظرة الاميركية الرسمية للعراق، المملكة العربية السعودية، مصر ودول عربية اخرى. هذه الرؤية يدعمها رؤى استشراقية قائمة منذ زمن وترفض حق العرب في تقرير مصيرهم الوطني كونها تعتبرهم عديمي المنطق، لا يمكنهم قول الحقيقة، وقتلة متأصلين. منذ غزو نابليون لمصر عام 1798 لم ينقطع الوجود الامبريالي في العالم العربي والقائم على تلك الافكار، والمنتج للبؤس غير المكشوف ـ ولبعض الفوائد، هذه حقيقية. لكن الاميركيين اصبحوا معتادين على غرورهم و«تمليسات» المستشارين الاميركيين مثل برنارد لويس وفؤاد عجمي، الذين وجهوا سمومهم ضد العرب بكل الاساليب الممكنة، فأصبحنا نفكر ان ما نفعله صحيحاً لأن «العرب هم كذلك». ما يضيف الزيت على النار ان هذه العقدة اسرائيلية ايضاً ويؤيدها دون نقد المحافظون الجدد الموجودون في قلب ادارة بوش. اننا منغمسون لسنوات كثيرة اخرى في الغليان والبؤس في الشرق الاوسط، حيث واحدة من المشاكل الرئيسية، وباكثر صراحة ممكنة، هي القوة الاميركية. ما ترفض الولايات المتحدة رؤيته بوضوح لن يمكنها ازالته.
* بروفيسور في جامعة كولومبيا ومؤلف «نهاية عملية السلام: أوسلو وما يليها» ـ خدمة لوس انجليس تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,07,25,183553.html
كلام الدكتور إدوارد صحيح.. ولكن الحقيقة تبقى أن الأمل الوحيد في انبعاث العالم العربي والعالم الثالث لا يتم بأقل من التحولات الديمقراطية في هذه الدول.. والأمر الظاهر أن هناك دور جديد للأمم المتحدة يظهر أنه في حالة ميلاد، وهذا هو الذي يمكن أن يضمن للشعوب حريتها.. الشاهد أن الإنسان اليوم يؤثر على السياسية بأكثر مما كان في الماضي..
| |
|
|
|
|
|
|
|