ممدوح عدوان... الحياة وحدها تليق بك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2003, 03:03 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ممدوح عدوان... الحياة وحدها تليق بك

    شوقي بزيع

    ممدوح عدوان... الحياة وحدها تليق بك

    تعرفت الى ممدوح عدوان في مطالع السبعينات. يومها كنت طالباً على مقاعد الدراسة وكان ممدوح أحد المشاركين في الملتقى الأول للشعر العربي الذي نظمه النادي الثقافي العربي في بيروت، قبل أن تكر سبحة المهرجانات المماثلة في غير عاصمة ومنبر. في تقديمه للشعراء قال غسان تويني، اذا لم تخنِّي الذاكرة، بأن بيروت وحدها تعرف كيف ترد الاعتبار لأولئك الذين طردهم أفلاطون من جمهوريته وكيف تعيد للقصيدة بهاءها المفقود. أما المهرجان نفسه فقد حفل بالمفاجآت ومكَّن الجمهور اللبناني من أن ينصت للمرة الأولى الى بعض أصوات ذلك الجيل الذي يدق الآن أبواب ستيناته من مثل عبداللطيف اللعبي وأحمد دحبور ووليد سيف، إضافة الى ممدوح عدوان.

    لم يكن الشعر وحده هو الذي لفت الحاضرين الى ممدوح بل الجرأة وخفة الظل. ففي الندوة النقدية الموازية لأمسيات الشعر دافع صاحب "تلويحة الأيدي المتعبة" عن القناعات التي رافقته على امتداد تجربته برمتها بكل ما يلزم من سطوة المحاججة وقوة البرهان. روى يومها حكاية طريفة عن هارون الرشيد الذي شاهد رجلاً يسدد قضيباً من معدن الى حلقة ضيقة فيصيبها عن بعد فأمر بأن يكافأ ويجلد في الوقت ذاته. أما المكافأة فبسبب المهارة والدأب والاتقان وأما الجلد فلأنه صرف جزءاً من حياته على ما لا طائل منه. وأما ممدوح فقد كان ينتزع من الحكاية بعدها الرمزي ليخلص الى أن الشعر، وفق رأيه، ليس مهارة محصنة ولا لعباً مجانياً على حبال اللغة بل ينبغي أن يمتلك إضافة الى ذلك وظيفة اجتماعي وموقفاً من العالم. وقد ظل الشاعر أميناً لهذا الموقف ومنافحاً عنه في مجمل أعماله.

    ثمة بالطبع من يتفق مع ما ذهب إليه ممدوح ومن يختلف عنه في تعريف الشعر وتحويد طبيعته ودوره. لكن ما لا يختلف حوله اثنان، بحسب ما أعلم، هو أن العلاقة بينه وبين الشعر لا تتصل بالمفاهيم والأفكار وباللغة وحدها بل بالسلوك وطريقة العيش ونمط الحياة النادر. فنحن هنا ازاء رجل يعتنق الشعر بوصفه حيوية داخلية وشحنة متجددة من الرغبات ومحفزاً على الأمل وجيشاناً لا ينطفئ في العروق. كأن شاعرية ممدوح موزعة بالتساوي بين نصه اللغوي وبين حياته، تماماً كما هو الحال مع شعراء غابرين أو معاصرين من أمثال مالك بن الريب وأبي نواس وديك الجن الحمصي وبدر شاكر السياب وأمل دنقل وآخرين غيرهم. بعض هؤلاء كتب قصيدة واحدة وبعضهم كتب مجموعة قليلة من القصائد أو الدواوين لكنهم جميعاً قد حولوا حياتهم برمتها الى قصيدة مدهشة وتبرعوا بأجسادهم الى المجاز ووقعوا على شعرهم بحبر الفرح الملتبس أو السخرية الفاجعة.

    لم يخن أي من "الثنائي" الشعري صديقه الأثير لكن الخيانة أتت من جهة الزمن، ومن حيث لا يتوقعان. ولأنهما راهنا أكثر مما يجب على جسديهما الأعزلين فقد ترنح علي الجندي تحت وطأة الشيخوخة فيما تعرض ممدوح قبل ست سنوات الى ضربة غادرة من جهة القلب. وإذا كان الأول قد آثر الانسحاب الى ظلامه الداخلي في منزله على الشاطئ السوري فإن الثاني قد اختار الهجوم على الحياة والكتابة في آن واحد. هكذا ظل ممدوح محارباً على جبهتين. وبدلاً من أن يشفق على قلبه الواهن راح ينوع مجالات الكتابة والتأليف متنقلاً بين الشعر والرواية والترجمة والمسرح والدراما التلفزيونية، بما لا يقوى أي قلب سليم وفتي على احتماله.

    غير ان ممدوح الذي خرج منتصراً من معركته مع قلبه يخوض الآن مع السرطان معركته الأكثر وطأة وإيلاماً. وهو بالطريقة نفسها ينظم خطوط دفاعه ضد الزائر الخبيث والمباغت. "بدأت خيانات الجسد" إذاً، كما عبر في إحدى قصائده الأخيرة، وبات لزاماً عليه أن يستنفر في وجهها جماع طاقته وكل ما يملكه من إرادة وتصميم على رد التحدي بمثله. وهكذا كان: الضحكة المجلجلة نفسها، القدرة الهائلة على دفع الألم، النكتة اللماحة نفسها، البديهة التي لا تخطئ، المثابرة على الكتابة والابداع كما لو أن مرضاً لم يقع. الى جانبه تربض الشجاعة كالنمرة والى جانبه الآخر زوجته الرائعة إلهام التي تجعل السعادة حدثاً يصعب تلافيه. أما ممدوح عدوان فينتصر على المرض من دون شك لأن الحياة تليق به أكثر من أي أحد آخر. (عن الحياة).



    (عدل بواسطة zumrawi on 07-22-2003, 03:04 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de