حذر الكاتب الامريكي جريمي ريفكين في كتابه الجديد اقتصاد الهايدروجين The Hydrogen Economy، حذر امريكا والغرب من خطر الاعتماد كليا علي نفط العرب والمسلمين ، وقال في مقابلة تلفزيونية اجريت معه ان الاصوليين الاسلاميين لو استطاعوا السيطرة علي دفة الحكم في الشرق الاوسط واستخدموا سلعة النفط كسلاح في وجه امريكا والغرب كما سبق ان استخدمه العرب في حقبة السبعينات حينما كانت لهم الغلبة المطلقة في انتاج النفط العالمي لانهار الاقتصاد العالمي وتوقفت عجلت الانتاج ودخل العالم في ازمة عميقة للطاقة وقال ان الاصوليين الاسلاميين يعتبرون ان النفط هو قرض من الله اعطي لهم بالمجان ويعتبرون ان الله قد حبي ارضهم بالنفط في انحاء العالم المختلفة. فبالنظر الي منظومة الدول المصدرة للنفط اوبك نجد ان معظم سكان هذه الدول هي غالبية سكانها من المسلمين باستثناء فنزويلا والمكسيك ، وبينما يتناقص احتياطي دول العالم الاخري المصدرة للنفط نجد ان احتياطي النفط في منطقة الخليج العربي في تزايد مستمر وحتي الاحتياطي الآخر الذي تعول عليه الدول الصناعية الكبري هو في منطقة آسيا الوسطي نجد ان الغالبية الساحقة من السكان هم ايضا مسلمون . وقال جريمي ان البديل الحقيقي للنفط هو غاز الهايدروجين حيث انه يوجد في كل مكان علي الارض وعكس النفط فهو لا ينضب معينه ابدا وليست له اي آثار ضارة علي البيئة خاصة وان علماء الجولوجيا يتوقعون ان احتياطي النفط الموجود حاليا في العالم يكفيه فقط لمدة اربعين عاما قادمة بالمقارنة مع حجم الاستهلاك العالمي المتزايد سنويا وقد تم بالفعل استخدام الهايدروجين كبديل للنفط في نطاق محدود في امريكا في بعض المصانع والمباني التجارية وفي المنازل لانتاج حرارة التدفئة، وقد تم صرف اكثر من 2 مليار دولار لانتاج سيارات وناقلات كبيرة تعمل بواسطة خلايا وقود الهيدروجين بدلا من النفط ، ومن المتوقع ان يكون الهايدروجين هو صانع اكبر ثورة اجتماعية عرفها التاريخ في الحقبة القادمة. وبالعودة الي موضوع النفط في منطقة الشرق الاوسط دعونا نستعرض هذه الحقائق والارقام: النفط هو مركب يتكون من مواد عضوية ، معظمها اتي من نباتات سطحية عالقة بالماء بما فيها الطحالب الخضراء وايضا من بعض الكائنات الحيوانية واستقرت معظم هذه المخلفات العضوية في قاع البحيرات والمحيطات وحفظت هناك من التاكسد عن طريق المياه الساكنة او الراكدة وبعد عملية الترسب قد تحولت بفعل الضغط والحرارة الى زيوت وغازات. معظم النفط كان قد بدأ في التشكل من قبل اكثر من مائة وخمسون مليون عاما ..اي حينما كانت الديناصورات هي التي تحكم الارض وقبل تشكل القارات بشكلها الحالي ثم بدات الصخور الحافظة للنفط في باطن الارض في الهجرة بفعل حركة وتكون القارات الي الشمال والشرق لمنطقة الشرق الاوسط ومنطقة بحر الشمال ، وسيبريا ومناطق شمالية اخري. يتفق علماء الجولوجيا ان ما تم ضخه من النفط من باطن الارض حتي الآن وفترة المائة واربعون عاما الماضية هو 875 مليار برميل فيما يختلفون عن حجم الاحتياطي الكامن في باطن الارض الذي يمكن استخراجه بالوسائل التقليدية غير الباهظة التكاليف ، فابالنظر الي احتياطي كل دولة نجد الآتي: الولايات المتحدة الامريكية: يقدر حجم احتياطي المخزون بها من النفط بحوالي 195 مليار يرميل ، تم ضخ حوالي 169 مليار برميل من هذا الاحتياطي حتي الآن ويمكن ضخ حوالي 20 مليار برميل اخري بالطرق التقليدية غير المكلفة بينما تحتاج 6 مليار برميل الي تكنلوجيا اكثر تكلفة لاستخراجها ، ويوجد بامريكا حوالي 805000 بئرا نفطية بمتوسط انتاج 17 برميل فقط للبئر الواحدة بتكلفة انتاج 10 دولار للبرميل الواحد. المملكة العربية السعودية: يقدر احتياطيها من النفط حوالي 300 مليار يرميل تم ضخ 91 مليار برميل فقط حتي الآن ويمكن استخراج حوالي 194 مليار يرميل بواسطة الطرق التقليدية و14 مليار برميل اخري اكثر تكلفة انتاجية ، ويوجد في السعودية حوالي 937 بئرا بمتوسط انتاج 10200 برميل للبئر الواحدة بتكلفة انتاج دولارين ونصف فقط للبرميل الواحد. روسيا: بالرغم من إحتلالها المركز الأول في الدول صاحبة أكبر إنتاج للنفط في العالم إلا أن حجم المخزون بها من النفط حوالى 200 مليار برميل تم ضخ 121 مليار برميل حتي الآن ويبقي إحتياطي المخزون الفعلي الذي يمكن إستخراجه بالطرق غير المكلفة 66 مليار برميل و 13 مليار برميل اخري بتكلفة إنتاجية عالية أما العراق فيحتل المركز الأول في العالم من حيث الإنتاجية الأعلى للبئر الواحدة فيوجد به حوالى 250 بئرا بإنتاجية 13700 برميل للبئر الواحدة ويعتبر العراق صاحب اقل تكلفة انتاج للبرميل في العالم حيث تكلفة استخراج النفط العراقي للبرميل اقل من دولار امريكي. اما ايران فيوجد بها حوالي 547 بئرا نفطية بمتوسط انتاج 5700 برميل للبئر والكويت يوجد بها 801 بئرا بمتوسط انتاج 3100 برميل للنفط وليبيا يوجد بها 896 بئرا بمتوسط انتاج 2300 برميل للبئر ومصر يوجد بها 432 بئرا بمتوسط انتاج 1200 برميل للبئر يستهلك عالمنا اليوم حوالي 24 مليار برميل من النفط الخام سنويا وبينما هذا الرقم في تزايد مستمر نجد ان المكتشف من الحقول الجديدة اقل من 12 مليار برميل في العام وهذا الرقم في انخفاض مستمر ، ويتوقع علماء الجولوجيا انه بحلول عام 2010 سوف تكون حجم الفجوة في السوق العالمي للنفط حوالي ثلاثة في المائة علما بان نقصا قدره خمسة بالمائة فقط يمكن ان يحدث صفوفا طائلة في محطات الوقود بامريكا. بالرغم من ان عدد سكان الولايات المتحدة لا يتعدي خمسة بالمائة فقط من عدد سكان العالم فان هذا العملاق وحده يستهلك اكثر من ستة مليار برميل من النفط الخام سنويا اي يبتلع حوالي 26% من الاستهلاك العالمي. كان حجم احتياطي العالم من النفط الخام حتي منتصف عام 1980 حوالي 700 مليار برميل، زاد هذا الاحتياطي بما يقدر بحوالي 300 مليار برميل اضافية بالرغم من انه لم تاتي هذه الزيادة من حقول مكتشفة جديدة ولكنها اتت من منطقة الشرق الاوسط ، فالسعودية وحدها قفز حجم احتياطيها من 170 مليار برميل الي 257 مليار برميل في عام 1990 ، وحجم احتياطي الكويت قفز من 64 مليار برميل الي 90 مليار برميل والعراق يقدر احتياطيه بحوالي اكثر من 100 مليار برميل وايران حوالي 93 مليار برميل والامارات العربية حوالي 96 مليار برميل. يوجد في العالم حوالي 40000 حقل للنفط ولكن 40 حقل منها فقط هي التي تحتوي علي اكثر من 5 مليار برميل (اكثر من نصف احتياطي العالم) 26 حقل من هذه الحقول العملاقة تقع في منطقة الخليج العربي.ويقول خبراء ومحللوا الصناعة ان خمس دول شرق اوسطية قادرة في المستقبل القريب في السيطرة وتحديد سعر برميل النفط الخام خاصة وان احتياطي روسيا من النفط آخذ في التناقص. اما الصين والهند فهما من الدول الناشئة في مجال الصناعة فحجم استهلاكهما من النفط في تزايد مستمر ، فالصين تحتاج الي حوالي 2 مليون برميل يوميا لتلبية حاجتها المتنامية من الصناعة والمرافق الحيوية الاخري فهي لها اكبر استثمار نفطي في افريقيا ، فالسودان من اكبر الدول في افريقيا التي اخذت الصين في الاستثمار فيه في مجال النفط ، ولا يعرف بالضبط حتي الآن حجم المخزون الحقيقي من النفط في السودان غير ان خبراء الجولوجيا يتوقعون ان يكون به مخزون ضخم خاصة في منطقتي الجنوب والغرب ، ولعل دخول الولايات المتحدة الامريكية المباشر في الشأن السوداني الآن قد تكون احد دوافعه النفط ، خاصة وا ن امريكا بدات في الاتجاه نحو افريقيا كبديل آخر من المصادر ، فهي قد بدات الآن في تركيب خط انابيب لنقل النفط المكتشف حديثا في تشاد المجاورة للسودان عن طريق نيجيريا ، فاذا ما استطاعت الولايات المتحدة الضغط علي الاطراف المتناحرة في السودان وفرض السلام فيه فانه مما لاشك فيه انها سوف تكون حاضرة في الشأن السوداني بغض النظر عن لونية او شكلية الحكومات القادمة في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة