علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2003, 06:40 PM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي

    علي عثمان محمد طه للخرطوم الجديدة
    نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي إلا بعد أسابيع

    وفاة والدتي في العاشرة من عمري أحدثت صدمة لازمتني طويلا

    حاوره : الطاهر حسن التوم - عماد سيد أحمد



    الناس يهزهم الحماس لمعرفة الحدث في البداية وبعد أن يهبط مستوى الإثارة يتجهون إلى البحث عن صانع الحدث والإثارة وعلى مر التاريخ تظهر أسماء يكون لها صدى وشعاع لا يغيب مهما تقادم الزمن .. إنتهى عصر الثورات إلا أن اسم "غيفارا" لايزال يلهب الذاكرة ودفنت إنجازات الجنرال "ديغول" غير أن سيرته لازالت أكثر الحكايات تناولا ... في التاريخ شخصيات هي رموز ومفاتيح . وما من حدث كبير أو صغير إلا ويقع في مقدمته أو خلفيته رجل ما .. الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية هو واحد من هؤلاء الرجال اقتبسته السلطة ليكون من أبنائها المبجلين . صار سياسيا من طراز "بن بلة" عالي الثقافة يحمل آراءه بموضوعية في كل القضايا سواء كان زعيما للمعارضة أو زعيما في سدة السلطة لا ندري هل وصل متأخرا عن زمانه أم متقدما عن أقرانه . ولد في مرحلة فارقة بين انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة .. تشكلت شخصيته على مر عهود الحكم فأضحى شخصية فاعلة في تاريخ السودان الحديث . ينتمي لأفكار النصف الأخير من القرن العشرين عابرا بها إلى قرن المعلوماتية والمستقبليات الجديد . واثق من نفسه . يمازج بين السلطة ووجدان المتصوف وبين صرامة القضاء وبراعة الأدب وسعة الأفق .. يصلح معطوب الفعال .. صمته طاغ وحركته دءوبة حتى لتكاد تظن أنه لا ينام من فرط تكاثف المسؤوليات وثقل المهام ساهرا أمام بندول الزمن الراكض يسعى جاهدا مهموما لرصف طريق أو واصلا شريانا في أحد الأماكن ، يخشى المنابر ولا يبدو عليه التوتر .. جلسنا إليه في منزله على ضفة النيل الأخرى ببحري وهو عائد لتوه من واجبين اجتماعيين ممزوجين بالسياسة اعتذر أنه لم يدرك صلاة المغرب معنا حسب الموعد المضروب ، سلم علينا بنبرة دافقة مدخلا السلام بقوة في أعماقنا .. لم نحس أننا أمام سلطان حاكم إنما في معية سوداني أصيل، احتد على أهل بيته أنهم لم يصبوا الشاي إلينا مرات متكررة أو يكثفوا علينا تعاطي التمر .. دشن لنا مجلتنا الخرطوم الجديدة على شبكة الإنترنت ملبيا الإجابة على أسئلتنا التي لم توقعنا تحت طائلة أي قانون طرحناها له فعاد يراقص أطياف الزمن ...


    من أين أتت الأسرة وما معالم الحوش الكبير ومسارب النشأة ... ؟

    أتي والدى الحاج عثمان محمد طه الي الخرطوم مسافراً مثله مثل آخرين من أبناء الشمالية كانت تفتحت أعينهم مع بدايات القرن الماضي خاصة بعد الحرب العالمية الأولي وما أحدثته من متغيرات كثيرة ... تاقت نفسه أن يخرج من حوش القرية الي حوش السودان الكبير فهاجر من قرية « الكرفاب » عزم المرة الأولي السفر فما استطاع ثم مرة ثانية فما نجح ولم تكلل محاولاته بالنجاح إلاّ في المرة الثالثة بعد إصرار فقد كان جدي _والده_ لا يريد لابنه الأكبر أن يغادره بل يريده قريباً منه يخلفه فيما بعد، إذ كان جدنا محمد طه شيخاً حافظاً للقرآن ومعلماً له ذا مركز اجتماعي ومرجع في القرية لحل الخلافات .. غير أن والدي اختار أن يهاجر الي الخرطوم التي جاءها ووجد بعض أقرانه ممن سبقوه إليها بحث عن عمل وما كانت بالخرطوم في ذلك العهد فرص عمل ووظائف كثيرة بل محدده. التحق مع بعض أقرانه في وظائف ما أرضت طموحه عمل فترة بسيطة ثم التحق بقوة دفاع السودان وكان الالتحاق بها جاذباً خاصة ممن يأتون من الشمالية المشهود عنهم حبهم للعسكرية... تنقل والدي في أنحاء السودان المختلفة وقضى فترة طويلة بدارفور في القيادة الغربية ومركزها « الفاشر» وهناك ولد أكبر أشقائي « محمد » وهو يكبرني مباشرة وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد إلى الخرطوم وفيها ولدت أي العام 1947م.

    وكان العالم يموج بأحداث وتغيرات عالمية ومحلية فقد نالت الهند استقلالها وقامت دولة الباكستان وشهدت الخرطوم وقتها التمدد السكاني جنوباً من حي السجانة الذي ولدت فيه، ووالدتي وأسمها « جمال» تمت إلى والدي بصلة القرابة فهي بنت عم الوالد ، عشنا فترة بالسجانة وعلي ما أذكر فقد كان منزل يعج بالأهل القادمين من الشمال باستمرار وكنا قريبين من موقف السجانة الذي كان ملتقي ومرشداً لكل القادمين لوجهاتهم نحو بيوت الأهل ذات الحيشان الواسعة والتواصل المستمر وكان والداي مشدودين جداً نحو «الكرفاب» يحقبان الحقائب كل إجازة لقضائها هناك تفقداً للأهل وصلة للأرحام.

    وروح القرية ظلت معنا من باب السعة فالمنزل كان حاوياً لمرعي الأغنام والأبقار وتربية الدجاج والحمام وأحواض الزرع والخضروات وما كان الحال يحوجنا الي شراء حاجيات من السوق والمتاجر بل كان اللبن يفيض عن الحاجة فنوزعه علي الجيران كنا مربوطين بروح القرية تماماً لمسناه وعايشناه من والدينا والأهل وزاد ذلك عندما ارتحلنا الي المنازل الملحقة بحديقة الحيوانات علي ضفاف النيل فالنخل باسقات لها طلع نضيد والماء الدفاق يجري سلسبيلاً علي مرآنا ، وان خرجنا من منزلنا الي خلوة «الخرطوم غرب» نحفظ القرآن ونجد مجالاً للعب الكرة ثم نرعى غنم شيخ الخلوة نذهب بها الي غابة الخرطوم نستظل بالأشجار نأكل البرم ونتجاري مع ابوالدنان ذي الألوان البهية... وفي المنزل كنا نخج اللبن بالسعن لنخرج منه الفرص والسمن وكنا ننتجه واللبن غزيراً.

    ماذا ترك فيك غياب الوالدة مبكراً وكيف عشت أيامها .. ؟؟

    لقد توفيت والدتي وعمري عشر سنوات وكانت وفاتها صدمة هزتني عنيفاً وشاءت إرادة المولي ورحمته أن يعوضنا بخالتنا التي تزوجها والدي بعد وفاة الوالدة وفقاً لعرف المجتمع السوداني ،وقد رعتنا بحنان أمومي شفيف وكانت صنو الأم وللحق فقد عايشنا الحكمة الربانية وتحقق واقعاً صحة القول بأن الخالة بمثابة الأم كما ورد في الأحاديث النبوية وكما عشناه في تجربتنا الواقعية ،، لاسم والدتي «جمال» وقع هزاز وكذا اسم خالتي التي ربتنا «نور الشام»، وأسلافنا رغم أنهم لم يكونوا علي قدر من التعليم المنهجي إلاّ أنهم كانوا ملآنين بمقادير من الوعي والبراعة في اختيار الأسماء وفي تسمياتهم دائماً إشارات وإيحاءات موفقة مثلاً« ست الجيل» «ست النساء» الناس صاروا يختصرونها الأسماء إلى ستنا والي شامة.

    الوالد في حياة أي إنسان نقطة تشكيل.هل من لمحات خلفها الوالد وعلي أي نهج كان يعاملك ..؟؟ هل كان قاسياً معكم..؟؟

    والدي أثر فيّ بصرامته التي نالها من الممارسة العسكرية وقد كان حاداً جداً ولكنه مسكون ومشبوب بحنان ومودة شديدتين يتعامل بهما ، وتسرب الي منه منذ كنت صغيراً نفس القيادة. وكان يعاملني كأخ وصديق ، كنت ألازمه دائماً ، وكان لا يتدخل أو يجبرني علي خيار لا أرضاه ولم يقهرني لاحقاً أن أترك قناعاتي السياسية وقد استصحبت منه ذلك في تنشئة أبنائي وانصح أخوتي بذلك،،،

    ماذا تبقي من نشوق وذكريات جنينة البركة وحديقة الحيوانات ومعدية توتي والاسكلا...؟؟

    حديقة الحيوانات ما كانت محلاً لمشاهدة الحيوانات فقط فقد كانت بؤرة الضوء الاجتماعية والمتنفس الأول للبلد أو قل رئة السودان يزورها السودانيون المقيمون في الخرطوم أو القادمون من أقاصي الأرياف،، كنا نخرج من منازلنا فنشاهد لوحة بشرية متمازجة متناسقة تشكل نسيجاً اجتماعيا فريداً جعلني مقتنعاً غاية الاقتناع بعمقه وجعلني لست خائفاً البته علي مستقبل السودان كنا نري الجنوبيين القادمين لأول مرة للخرطوم والبجاويين برؤوسهم ذات الشعر الطويل الكثيف مروية بالودق والدهن مغروز فيه الخلال يتنقلون في مجموعات.. وفوق هذا وذاك كانت الحديقة محفل فني وثقافي وبها أجمل مسارح السودان يصدح فيها عبد الرحمن الريح والفنانون المبدعون..

    كيف كانت الدراسة وفي أي الجهات درست..؟؟

    وكيف حال التعليم الآن إذ نراك مهتم للغاية بالمناهج التعليمية؟؟ وهل أدركتم عصر رياض الأطفال..؟؟

    حقيقة أنا مهتم جداً بهذا الجانب منذ زمن بعيد وهو مثار اهتمام عولمي الآن ...دعني أقول لكم إن نشأتنا في ثنايا حديقة الحيوانات كانت بمثابة الروضة بل هي رياض شتي ومنها دخلنا الخلوة والمدارس وكانت بالخرطوم كلها مدرستان الأولي الخرطوم غرب (1) الأولية وهي حكومية والأخرى الخرطوم غرب (2) وهي أهلية وبدأت فيها دراستي وكانت تدفع في الأخيرة مصاريف دراسية الي أن وصلنا الصف الثالث وتحولت الدراسة الي حكومية وقد أزالتها حالياً مباني برج الفيحاء بنك فيصل وأكملنا الدراسة بمدرسة الخرطوم شرق التي ابتلعها الآن برج البركة .. المعلمون كانوا قلائل ومجيدين في روحهم التربوية وحرصهم علي التعليم، كان همهم الأساسي التربية وبذل عصارة العلم والجهد .. لم تكن جهودهم مبنية علي مادية، كنا نوقرهم، كانوا يتبرعون بإقامة الفصول الإضافية دون أجر ويسعون في تنمية مواهب ومهارات الطلاب وتحفيز المجتهدين النجباء وغاية ما يتمناه المعلم أن يحصل طلابه ويجوزوا الدخول الي مدرسة الخرطوم الأميرية ويتنافسون في ذلك، والفصول ما كانت تزيد عن الخمسين تلميذاً أو طالباً..

    أين درست الثانوي وماذا نلت ...؟؟؟

    الثانوي درسته في مدرسة الخرطوم القديمة وكانت تجمع طلاب بحري والخرطوم ولكم أن تعجبوا من أنها كانت مدرسة داخلية يسكن فيها الطلاب الآتون من حلفاية الملوك وأطراف بحري _الحاج يوسف_ وقد اتسعت دائرة معرفتنا في تلك الأيام كثيراً فقد عبرنا النهر وصارت لنا صداقات من أولاد بحري، تلاقينا وتمازجت اهتماماتنا واذكر منهم لا علي سبيل الحصر الأخوين حسين يعقوب وعبد الله حمّيدة اللذين أوردتم صورتي معهم في عددكم السابق..

    ماذا أثارت فيك تلك الصورة سيادة النائب الأول.،؟؟؟

    أجاب ضاحكاً : ضاع كثير وبقي كثير،،

    هل لعب النائب الأول للرئيس الكرة وفي أي الميادين؟؟

    لعبت الكرة ولكن ما كانت فرصتنا كبيرة للعب في كل الأوقات، أخي الأكبر محمد كان أكثر مهارة مني ولعب مع أبناء حي المقرن وحي الخرطوم غرب في ميدان مشهور شمال مقر البنك الزراعي حالياً قرب منزل السيد عبد الرحمن عبدون عضو مجلس السيادة وقتذاك والد الفاتح عبدون وشهدت مراحل بناء استاد الخرطوم أول ما أنشئ وافتتح وكان معلماً معمارياً بارزاً وحضرت أول مباراة هلال مريخ فيه..

    ما الفريق الذي تشجعه وتناصره..؟؟

    شجعت المريخ وشجعت الهلال ..ومنذ زمن انقطعت عن الرياضة لكني الآن متابع باهتمام

    متي تزوج الأستاذ علي عثمان ،، وممّن ؟؟

    تزوجت في العام 1980م بعد تخرجي من الجامعة بعشر سنوات وقد جاءني الزواج وأنا علي شئ من النضج و الاتزان ،، أندادي في الجامعة تزوجوا في أوقات مبكرة وكانوا مهمومين وتعلقوا بمسألتين ينظرون بهما لما وراء الجامعة لم تكونا مثار اهتمام عندي وكنت حددت أمري فيهما:أولاهما التعلق بشريكة حياة، والاخري الهجرة والاغتراب وقد بدت وقتذاك ثورة النفط وصار زملاؤنا يحدثون أنفسهم بالهجرة الي الخليج ودول النفط العربية ...حرضني زملائي علي الاغتراب قلت لهم أنا لن اغترب فبرنامجي مختلف عنكم وممن اختاروا الزواج المبكر.. عوض الجيد محمد احمد المحامي صار نائباً عاماً ومستشار قانونياً في رئاسة الجمهورية علي عهد نميري.

    كيف كانت ملابسات زواجك وكيف كان اختيارك.؟؟

    لما صرت نائباً في مجلس الشعب القومي الثالث ومحامياً معروفا مارس على أصدقائي ضغوطا أنه صار لزاما أن أتزوج وأشاروا لي إلى عدة جهات وقدر الله لي أن أتزوج شريكة حياتي والتي كانت تعمل معلمة في بداية مرحلتها العملية بمدارس أمدرمان وعرفت كعضو نشط في الحركة الإسلامية وهو المجال الذي جمعني بها وبعد معاينات غير مباشرة وقع الاختيار وتم الزواج ووجدت فيها الأنيس الموافق وهي من أسرة معروفة وفي هذا المقام إنني أنصح الشباب والشابات ألا يخلطوا بين الولاء لأي تنظيم وبين جهة اختيارهم للزواج فقرار الزواج قرار شخصي وعنصر الاختيار فيه لابد يكون شخصي .

    حدثنا عن تكوينكم الأسري ؟

    نحمد الله أن حبانا بثلاث زهرات بنات يدرسن بجامعة الخرطوم...(مروة) تدرس هندسة معمار و(منى) تدرس اقتصاد أما (صفاء) فتدرس آداب لغة إنجليزية وصحافة وإعلام ، هذه ستأتيكم في مجالكم ..أتقبلونها ؟!

    ومن الأولاد ولدين (مصعب ومحمد) أحدهما يخطو للثانوي ، والآخر في مرحلة الأساس.

    هل تصادقهم ؟!

    بالطبع فقد استصحبت من والدي ذلك النجاح .. أن أكون صديقا لأبنائي . وأتحدث مع أبنائي دائما حديث الأصدقاء.

    هل يجدون وقتا عندك ؟!

    أحيانا الآن أنا آتي من برنامج مهرجان يخص ابني الصغير.

    لماذا لا نجد دراسة القانون ضمن مسارات أبنائك ؟

    تركت لهم خياراتهم ولم أحثهم على دراسة القانون وقلت أنه يكفي أسرتنا قانون فأخواني كثيرون درسوا القانون تأثرا بي ولا أريد أن تطول القائمة ما درس يكفي !!

    أين يجد علي عثمان نفسه : حلق الذكر والمديح ،منصة القضاء، عباءة المحاماة ، منبر البرلمان ، المشهد السياسي ،حضور مسرحي؟

    ضحك : في كل أولئك أجد جانبا في نفسي.

    الذكر الصوفي له امتدادات عميقة في دواخلي فأنا ابن بيئة صوفية غذتها صوفية العجيمية والختمية والطابع الصوفي منغرس إلى حد كبير ومتسع وسط أهلي وأنا مدين لهم وبدواخلي الصوفية والمرتكزات الروحية استعين وأجابه تحديات المسائل السياسية وعناءها .. وقضائيا تجدني هربت من منصة القضاء ومسؤوليتها فبعد أن أصدرت أول حكم إعدام حججت إلى بيت الله مستغفرا خشية أن أكون ظلمت بمثقال ذرة ، والقضاء علمني التأني في إصدار الأحكام وتحري الموضوعية أقصى ما أستطيع ... أما عن حضوري المسرحي فإني متعلق به بحكم تكويناتي من حضور مواظب في سينما الخرطوم غرب وهجرتي إلى المسارح وغشياني المنتديات الأدبية ندوة الأدب السوداني ونادي الخريجين ومنابر الشعر وأكثر منبر عصى عليَّ هو الخطابة.

    لو أعطينا السيد النائب الأول ملفا وقلنا له انظر فيه: أينظر فيه بعين القاضي الذي يتحرى العدل والإنصاف أم بعين السياسي الذي يوازن ويقلب ويرى ؟؟

    إذا ما أريد للسودان أن يستقر ينبغي على الساسة أن يجمعوا بين العدل وتقديرهم للمصالح السياسية وأن يقدموا المصلحة العامة على الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب الحزب أو التنظيم الذي ينتمون إليه .. وحقيقة أن تقديم المصلحة الخاصة والحزبية على المصالح العامة هي التي كادت تؤدي بالسودان إلى مهالك عظيمة .. كنت أرى ذلك واسمعه من الآخرين أيضا من مختلف الأحزاب وفي الطور الزمني من 86 - 1989م كنا نتناقش كثيرا، وكثيرون من أعضاء البرلمان "الجمعية التأسيسية" كانوا يصرحون قاتل الله الحزبية لولا أحزابنا وقرارها في الحكومة لصوتنا لجانبكم في المعارضة وكنت زعيم المعارضة أرى في بعض المواقف أننا نشتط في نقد الحكومة بما لا يلزم ... لذا كنت في خطابي السياسي أحاول أن أكون متزنا وما كنت أميل إلى المهاترات وأريد أن أسجل للتاريخ أنه في آخر محادثة شخصية دارت بيني وبين الأخ محمد إبراهيم نقد ونحن ندرج مدارج الجمعية التأسيسية آخر أيامها تساءلنا ونحن داخلون إلى الجلسة لماذا نحن داخلون ، لنفعل ماذا هل نحن داخلون لتحقق الإجماع الوطني ؟! هذا لا يمكن ، ما سيحدث سيتم التداول فقط المسألة المطروحة وبانتهاء مسار الجلسة سيكون: قولوا مقترحاتكم نشوف طريقة لنخلص . فقط سماع حيثيات وحديث وتعلية أصوات بالميكرفونات لكن النتيجة معروفة سلفا ..

    نعطيك بيتاً من الشعر ونريدك أن تكافئه:

    أعادي على ما يوجب الحب للفتى...

    وأهدأ والأفكار في تجول

    استفزني هذا البيت .. المتنبي مستودع حكمة حقيقي .. وشعره دائما خلاصة لتجارب عميقة .. كنا من الدفع المحظوظة حقا على مستوى الشهادة الثانوية فالنص المقرّر علينا كان كتاب: "مع المتنبي" للدكتور طه حسين ... هذا البيت شعار وصدى لما في نفس الإنسان إنك وأنت تخوض في سبيل الصالح العام وما تصر من أنه المصلحة تجد نفسك في معارك ومواجهات في غاية الخطورة والحساسية وعلى صعيدي الشخصي كون إني أخوض المعارك السياسية لكني حينما أخلد للراحة والنوم لا أنام وفي نفسي حرجا أو ضغينة أو تبرما إزاء أحد من الناس وأحمد الله على ذلك كثيرا ..

    يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرّو...

    وما لقيت ألبدرك المعنى بيهو أبرو

    لو أنك أخذت هذا البيت مناجاة لما يكون بين الإنسان وربه فهناك مجالات يعجز الإنسان عن البوح بها .. وجانب آخر القلب مستودع لعواطف سوى العاطفة العليا المحبة لله سبحانه وتعالى فالتعامل مع البشر أعلى درجات السمو فيه هو عدم البوح وربما تكاد تصل في حبك لشخص ما درجة تحجم أن تبلغه بما يحرجه أو يجرحه .

    متى تستكمل ابتسامتك ضحكا ؟؟

    مما عشته ورأيته حتى الآن أظن أن أوان الضحك لم يأت بعد آمل أن يأتي وقت يعم فيه السلام السودان وحقيقة صعب عليَّ أن تبلغ ابتسامتي ضحكا والسودان على ما هو عليه الآن ولكني متفائل ببلوغنا أوان الضحك بمشيئة الله ..

    يتردد في بعض المجالس أن علي عثمان بطنه غريقة ؟؟ ما قولك؟

    كل إنسان مهنته تترك فيه قسمات وبصمات .. القضاء علمني أن أسمع أكثر مما أتحدث . علمني ألا أقول رأيي إلا عند الأداء والنطق بالحكم حتى لا يعرف أي طرف مترافع بنيات القاضي .. وأمر آخر اعتقد أن الأساس لمن هو في موقع السلطة والمسؤولية الفعل وليس القول .. ونحن بحاجة لأن يتراجع القول كثيرا وبعيدا للفعل واطمح أن نرسي مدرسة تقدم الفعل شامخا وتلغي الفهم السائد المعتمد أن المطلوب منا أن نتحدث ونثرثر أكثر مما نعمل.

    أيهما أكثر استخداما لديك (نعم) أم (لا) أم ربما ؟!

    من الصعب أن تحدد أنك تستخدم أيهما أكثر، ما أستطيع الرد به أن هذه المفردات لها مواقعها الدبلوماسية في اللغة فحيثما كان المقتضى أن تقول (لا) فلا يحسن أن تقول بغير ذلك وأنا أؤمن بأن يكون المرء على قدر من الصدق في التعبير أو بما يسمى الآن بالشفافية والوضوح . وإذا اقتضي الصدق والشفافية أن تقول (نعم) أو أن تقول (لا) قلها بوضوح وأنا حينما يكون الأمر سجال وجدال واجتهادات شخصية أقول دائما ربما.

    كيف يوفق السيد النائب الأول للرئيس بين كثافة المهام وضيق الأوقات ؟!

    هذا أكبر تحدي أواجهه، هو تحدي حقيقي في السودان ، أنا الآن أتيت من أقصى جنوب الخرطوم حيث كنت أشهد دورة معسكر طلابي فيها ابني الأصغر ذهبت مشاركا من باب الأبوة الخاصة لكني لم استطع أن انفلت من إصرار المنظمين للدورة أن اتحدث من باب المسئولية والأبوة العامة .. ومن أقصى الجنوب كان علي أن انتقل إلى أقصى شمال بحري معزيا في وفاة أحد رموز الصوفية وفي نفس الوقت علي أن أتابع العديد من الملفات وفي الصالون خارجا من ينتظرني للبت في عدد من المسائل الحيوية ودائما ما أسهر ساعات طويلة أتابع ما يجري في الشأن السوداني وما يجري في العالم . عليك أن تتابع وتقرأ وتستمع للناس والمسئولين وتبت في القضايا المختلفة إنك بحاجة إلى قدرات خارقة غير عادية إنني أغالب الزمن وأهزم محقته.

    كيف قضى علي عثمان السنوات الأولى في الإنقاذ قبل الظهور وأين كنت ليلة 30 يونيو ؟؟ ولماذا تظل وفيا للصمت حيال أحداثها ؟؟

    كنت ليلة الثلاثين من يونيو مطلوبا للأجهزة الأمنية وفي الموقع الذي كنت فيه أوشكت الشرطة أن تدهمني وأنا أتدبر أمري لانتقل من موقع إلى آخر . وليلتها لم أكن بمنزلي وعند حدوث التحرك العسكري لم أعد إلى داري إلا بعد أسابيع بعد أن استقرت الأوضاع ووفاء لمن آوونا في منازلهم تلك الأيام فإننا مدينون لهم كثيرا ولكن لم يحن الوقت لذكر أسمائهم وسنذكرهم عندما يأتي وقت الحديث تفصيلا عن تلك الأيام التي مررنا فيها بمواقف وتجارب طريفة وأحاسيس عجيبة ..

    لماذا يظل علي عثمان وفيا للصمت هكذا وإلى متى ؟!

    = إنني منذ العام 1969م مررت بتجارب عديدة كنت المسئول الأول فيها كان عليَّ ترتيب الأوضاع في ظل اختفاء القيادة السياسية ومررت بظروف صعبة وشائكة كنت أتصرف كقيادة ظل حتى لا تضرب الحركة تماما إذ لابد من أن يملأ الفراغ وبحكم طبعي ودوري كرجل ثاني في الحركة ونائب للأمين العام التزم جانب الصمت دائما وأدع التصريحات للقائد الأول ولا أحب بطبعي حشد الأضواء والنجومية.

    البعض يصفك بالغموض ؟؟

    إن كان في شخصي شيء من الغموض والسكوت آمل أن أجد ما يعينني أن أستطيع الخروج منهما.

    منصب النائب الأول : جماهيري ، تنفيذي ، سياسي ؟؟

    المدرسة التي أسعى لترسيخها أن يكون السياسي في موضع التنفيذ وأن يكون الفعل هو المتحدث الأول وأن تتراجع الأحاديث والخطب.

    الزهد في وسط جماعة طامحة ذات عقلية عملية وتؤمن بضرورة المال في تحريك ماكينتها كيف تتسايرون في هذا الزخم ؟؟

    أكبر ضمانة للسياسي ألا يستهويه المال ومجرد أن استحوذت عليه شهوة المال والمصلحة الشخصية يواجه بما ينسف كل جهد يبذله وأقول في هذا المقام شهادة اجتماعية أن مجالس المدينة تظلم كثيرا معظم أهل السياسة في السودان وتتقول عليهم الأقاويل . كم من الساسة فارقوا الدنيا وهم فقراء وكثيرون الآن يعيشون عيشة لا تخلو من المعاناة والرهق .

    كيف ينظر الأستاذ علي عثمان لمستقبل الإنقاذ والمشروع الذي وهبه كل ماضي عمره ؟؟

    إنني دائما متفائل جدا وإيماني قوي جدا بالله إذا صح المنهج وصدق المبعث العقدي فإن الإنسان بتراثه وشعبه وخصائصه مقبل على أجمل أيام للسودان لم تأتي بعد .. صحيح أننا عشنا أياما جميلة ربما بالمعيار الاقتصادي والمعيشي . والجيل الجديد الناهض برغم التعقيدات الأمنية والسياسية سينعم في المستقبل بخير وفير وسفينة السودان لم تستوي على الجودي بعد، وعندما تستوي سينعم الناس ويعيشون أياما أجمل من كل تلك التي سبقت في الستينات والسبعينات وما قبلهما . هذا التفاؤل يشدني وأرى إذا تحقق السلام سيكون العامل الكبير الذي يسهم في ازدهار السودان.

    هذا هو النائب الاول يسرد قصة الانقلاب مع ان الترابى قال ابان احداث رمضان التى صاحبة مذكرة العشرة اننى قلت للبشير اذهب الى القصر رئيسا و انا ساذهب الى السجن حبيسا





















                  

07-20-2003, 11:13 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي (Re: abuarafa)


    كيف قضى علي عثمان السنوات الأولى في الإنقاذ قبل الظهور وأين كنت ليلة 30 يونيو ؟؟ ولماذا تظل وفيا للصمت حيال أحداثها ؟؟

    كنت ليلة الثلاثين من يونيو مطلوبا للأجهزة الأمنية وفي الموقع الذي كنت فيه أوشكت الشرطة أن تدهمني وأنا أتدبر أمري لانتقل من موقع إلى آخر . وليلتها لم أكن بمنزلي وعند حدوث التحرك العسكري لم أعد إلى داري إلا بعد أسابيع بعد أن استقرت الأوضاع ووفاء لمن آوونا في منازلهم تلك الأيام فإننا مدينون لهم كثيرا ولكن لم يحن الوقت لذكر أسمائهم وسنذكرهم عندما يأتي وقت الحديث تفصيلا عن تلك الأيام التي مررنا فيها بمواقف وتجارب طريفة وأحاسيس عجيبة ..

    الأخ أبو عرفة
    الجاء مسح المساحات الفاضية حفاظا على الباندويدث
                  

07-21-2003, 00:56 AM

hammama
<ahammama
تاريخ التسجيل: 12-19-2002
مجموع المشاركات: 296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي (Re: abuarafa)

    عليك الله اسأل ليّ علي عثمان الصوفي عن عذابات الالاف من االسودانين في بيوت الاشباح ام كان ساهراً في نوبه ذكر عندما كان الصراخ يعلو من المعذبين ..... حلوه دي
    نحنا ابناء الشعب لا ننسى وأن طال الزمن
    لا بالاحزن الفينا بنقنع ولا من خوف ســـامرنا ......
    والثوره قادمه
                  

07-21-2003, 01:30 AM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي (Re: abuarafa)

    عودنا علي عثمان ود خالتي نور الشام علي العجائب لكن حكاية يشجع الهلال والمريخ دي جديدة؟؟ الهلال والمريخ يا أبو علي000 الله بجازي محنك
                  

07-21-2003, 09:45 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علي عثمان محمد طه نفدت من الاعتقال ليلة 30 يونيو ولم أعد إلى منزلي (Re: abuarafa)

    أوائل أيام الإنقاذ..شهدنا بأم أعيننا أعضاء مجلس الإنقلاب يأتون بعد حظر التجول إلى منزل علي عثمان..وكان وقتها يسكن بالرياض على الشارع الذي يفصل بين أحياء الرياض والطائف..وكان بالمنزل حراسة على دار اليوم غير ظاهرة..حيث كان الحرس داخل المنزل..وبرضوا يقول نفد من الإعتقال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de