ذكريات عن العلامة السوداني عبدالله الطيب - د. شهاب غانم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2003, 06:38 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات عن العلامة السوداني عبدالله الطيب - د. شهاب غانم

    كتب الدكتور شهاب غانم - وهو الأخ الأكبر للشار د. نزار غانم- هذا المقال بصحيفة الخليج عقب رحيل البروفسور
    ====================================
    استضافته الامارات تقديرا لعلمه أكثر من مرة

    ذكريات عن العلامة السوداني عبدالله الطيب




    غيب الموت علما من أعلام الأمة العربية والامة الاسلامية هو العلامة اللغوي الشاعر د. عبدالله الطيب الذي أعلن نبأ وفاته يوم الخميس 19 يونيو/حزيران الجاري عن عمر يناهز 82 سنة اذ ولد في قرية التميرة في شمال السودان عام 1921.

    وعبدالله الطيب عالم واديب عملاق كان يحظى باحترام ومحبة الشعب السوداني برمته باختلاف أحزابه وطيوفه واتجاهاته السياسية والفكرية فلم أقابل سودانيا الا اشاد به وافتخر. وقد اخبرني بعض زملائي في بريطانيا من طلبة الدكتوراه من السودانيين ان حركة السير في رمضان كانت تكاد تتوقف عندما كان الفقيد يقدم تفسيره للقرآن الكريم عبر تلفزيون الخرطوم اذ يتسمَّر الناس امام الشاشة.



    كان عبدالله الطيب على صداقة وثيقة بوالدي د. محمد عبده غانم ـ رحمهما الله ـ منذ زيارة والدي للسودان في منتصف الخمسينات ليجلب اساتذة سودانيين للعمل في عدن، حيث كان والدي مديرا للمعارف.

    وقد لقي والدي في السودان حفاوة كبيرة من عبدالله الطيب، ونصر الحاج علي الذي كان زميله في الجامعة الامريكية في بيروت في اوائل الثلاثينات من القرن الماضي ومن السودانيين عامة مما دعاه ان يقول في القصيدة التي كتبها من وحي تلك الزيارة:

    بني السودان والسودان شعب

    أحق الناس بالقدر المهاب

    نزلت بأرضكم فدعيت فيها

    إلى نار القرى من كل باب

    فكدت لكثرة الترحاب أنسى

    حنيني للأحبة والصحاب

    وقد عاد والدي بلوحة زيتية بريشة جريزلدا زوجة عبدالله الطيب الانجليزية.

    وقد ذكر عبدالله الطيب في كتابه الشهير »المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها« في صفحة 27 »وانشدني السيد محمد عبده غانم العدني من موشح يمني قديم قال إن زمن تأليفه مقارب لآخر الدولة العباسية أو قبل ذلك بقليل:

    يا مغرد بوادي الدو

    من فوق الاغصان

    يا مهيج صباباتي

    بـــــــتــــــــرديــــــــــد الالـــــــحــــــــــــان

    وكتاب المرشد الذي كانت طبعته الاولى في مصر عام 1955 كتب مقدمته د. طه حسين قائلا »هذا كتاب ممتع الى أبعد غايات الامتاع، لا اعرف ان مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث« الى أن يقول بعد ان اقترح ترشيح الكتاب لجائزة الدولة المصرية »أما بعد فإني أهنىء نفسي، وأهنىء قراء العربية بهذا الكتاب الرائع واهنىء أهل مصر والسودان بهذا الاديب الفذ، الذي ننتظر منه الكثير«.

    ولم يخطىء د. طه حسين التقدير فقد أثرى عبدالله الطيب المكتبة العربية بالدراسات مثل »المرشد« وكتاب »التفسير العلمي للقرآن الكريم« وبالدواوين الشعرية مثل »اصداء النيل« و»اغاني الاصيل« و»بانات رامة« و»سقط الزند الجديد« والكتب الادبية النقدية التي انتهج فيها أو في بعضها أسلوباً جديداً يعتمد على توارد الافكار والخواطر في الاستطراد كما في كتابه »بين النير والنور« او »التماسة عزاء بين الشعراء«.

    كما أن مطالبة د. طه حسين.. بجائزة لعبدالله الطيب تحققت في حصوله على جائزة الملك فيصل وغيرها من الجوائز.

    دعا عبدالله الطيب والدي العام 1974 للعمل أستاذا للغة العربية في جامعة الخرطوم التي كان رئيساً لها يومئذ، ولبى والدي الدعوة حيث ظل ثلاث او اربع سنوات قبل أن يعود لعمادة كلية التربية ثم الدراسات العليا في جامعة صنعاء. وكان والدي يرى أن السودانيين قدموا كثيراً للتعليم في اليمن وأسعده أن يستطيع رد جزء بسيط من ذلك الجميل.

    وعندما زرت الوالد رحمه الله عام 1976 في الخرطوم أخذني الى مكتب د. عبدالله الطيب اكرم الله مثواه وكان ذلك أول لقاء لي بذلك الرجل الفذ الذي كان يجمع الى العلم والادب الفني ظرفاً كبيراً في الحديث والتعليقات اللماحة. وكان عبدالله الطيب يومها يؤسس جامعة جوبا في جنوب السودان ويستخدم مكتباً في جامعة الخرطوم. وقد عمل عبدالله الطيب في جامعات عدة وأثرى أقسام اللغة العربية فيها ومنها جامعة فاس في المغرب وجامعة »كانوا« في نيجيريا. وكان عبدالله الطيب قد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1950.

    شارك عبدالله الطيب ووالدي في مهرجان شوقي وحافظ في القاهرة عام 1982 والقى والدي قصيدة مطولة عن شوقي وحافظ مطلعها:

    انشدت اشعاركما في الصبا

    ولم ازل انشدها معجبا

    لم تنسني السبعون الحانها

    والشيخ لا ينسى عهود الصبا

    وقد بثت بعد ذلك اذاعة الخرطوم ثلاث حلقات طوال لعبدالله الطيب يتحدث عن هذه القصيدة المطولة ويشيد بها وقد سمعت تسجيلات الحلقات في صنعاء عند والدي أو أخي د. نزار غانم ويبدو أنها ضاعت منه وتدل الحلقات على مقدرة عبدالله الطيب على التحليل المسهب والعلم الغزير والحفظ العجيب للشعر وخصوصا القديم بمعجمه الذي لا يجيده الا الراسخون في العلم. وهذا ما نلاحظه في ما كتبه عبدالله الطيب عن التأثر والاقتباس الذي لاحظه في شعر »تي إس اليوت« بشعر المعلقات وخصوصا طرفة بن العبد في سلسلة من المقالات كان الفضل لمجلة »الدوحة« في نشرها قبل حوالي عقدين. وعبدالله الطيب مثل والدي كان متمكنا من كلا العربية والانجليزية وآداب هاتين اللغتين ويشير الى ذلك في مرثاته لوالدي حيث يقول:

    على مثله يبكى صديقا وشاعرا

    أصيلا بديع النسج ليس يقلد

    وليس بمفتون بتجديد »اليوت«

    و»إزرب« لكن مفلق ومجدد

    وفي لغة الافرنج كان مثقفا

    حصيفا فعن جهل بها ليس ينقد

    وفي عام 1983 استضيف عبدالله الطيب في الامارات وحضرت له محاضرة في النادي السوداني في دبي وكانت القاعة الكبيرة مكتظة بجمهور بلغ المئات والقى عبدالله الطيب على مدى حوالي الساعتين محاضرة ممتعة في الشعر العربي، وكان له رأي مخالف للرأي المألوف الذي يقول ان الشعر العربي بعد العصر العباسي مر بمرحلة انحطاط حتى عصر النهضة، ودلل على رأيه بنماذج تنتمي لتلك الفترة كأشعار البوصيري مثلا وغيره. وسواء اتفقت مع المحاضر او اختلفت فلا يسعك الا ان تنبهر بعلمه وحفظه وكان يجلس بجانب ليلتها الاديب الراحل حسيب كيالي فقال لي منبهرا ـ وكنا قد وجدنا مشقة في الحصول على مقاعد. »إن مثل هذه المحاضرة لا تفوَّت«. وبعد المحاضرة أهديت لعبدالله الطيب ديواني الاول »بين شط وآخر« وتذكرَّ لقاءنا في السودان وتحدثنا عن الوالد، ثم طلب مني إرسال نسخة من ديواني الى مكتبة جامعة فاس حيث كان يعمل. وقد وجدت فيما بعد في مراسلاته مع والدي إشارة الي والى ديواني وطلب من والدي إبلاغي تحياته.

    وكتب والدي قصائد عدة وهو في السودان مثل قصيدة »على ملتقى النيلين« التي بثتها اذاعة الخرطوم مرات كثيرة وقصائد أهداها لعبدالله الطيب ثم كان حفل الوداع الذي القى فيه قصيدة »وداع الملتقى« ومنها:

    ملتقى النيلين هل بعد التلاقي من مثيل

    من كريم الصحب ما طوق عنقي بالجميل

    وهنا يذكر الريح وصلاح الدين والواثق والحبر وعزالدين ويوسف والفضل الى ان يأتي على ذكر عبدالله الطيب وهو الاقرب اليه: لا سيما الطيب عبدالله ذي الباع الطويل.

    وقد حضرت لعبدالله الطيب محاضرة في معرض الكتاب في الشارقة في اواخر 1996 ثم كان لنا لقاء مطول وكانت زوجته برفقته وهي انجليزية اعتنقت الاسلام بعد سنوات طوال من زواجها من عبدالله الطيب. واتفقنا على أن أجمع قصائد والدي في السودان وأن يكتب عبدالله الطيب المقدمة ويتم النشر في السودان وهو مشروع لم يتم بسبب ظروف النشر وأزمة الورق هناك، وأخبرني انه كان قد رثى والدي بقصيدة وقرأ لي بعض أبياتها. ثم كنت ضمن المدعوين في مهرجان الجنادرية بعد ذلك بفترة قصيرة عندما جاء اليّ في كافتيريا الفندق حاملاً بيده مجلة مجمع اللغة العربية وفيها قصيدة الرثاء ولعله قرأ اسمي ضمن لائحة المدعوين فأتى من السودان حاملاً نسخة المجلة وبحث عني فوجدني في المطعم مع مجموعة من الادباء العرب. وهذا يدل على مدى وفائه وحبه لوالدي.

    بعد ذلك بفترة قصيرة كان اللقاء الاخير بعبدالله الطيب إذ استضافته ندوة الثقافة والعلوم في دبي وكانت لنا جلسة طيبة والتقطنا صورة تذكارية وتحدثنا عن لقائه الأول بوالدي ببخت الرضا كما ذكر في مرثاته:

    ببخت الرضا لما ألم عرفته

    أديبا لبيبا مثله عزَّ يوجد

    وأنشدني من شعر صنعاء قطعة

    تضمنها في الجزء الاول مرشد

    ثم أصيب بجلطة في السودان الزمته السرير وأوقفته عن العطاء الادبي والفكري الكبير، ولكن ارادة الله فوق كل شيء.. رحم الله الفقيد الكبير والهم زوجته وأهله والسودانيين والعرب والمسلمين الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناته.


    د. شهاب غانم


    ------------
    http://213.132.37.109/articles/show_article.cfm?val=3650
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de