الحركة تلّوح بعدم تجديد «وقف العدائيات» والشيوعي يلمح لصفقة بين الخرطوم وواشنطن أحزاب المعارضة السودانية بالداخل تحذر من عواقب وقف المفاوضات
حثت أحزاب المعارضة السودانية الداخلية الحكومة على العودة لمائدة المفاوضات وسط تلويح الحركة الشعبية لتحرير السودان بعدم تجديد اتفاق وقف العدائيات فيما اتهم الحزب الشيوعي الحكومة بالسعي لصفقة مع واشنطن مقابل توقيع الاتفاق.
وقال صلاح ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي الذي يتزعمه الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق ان حزبه كان يتوقع انسحاب الحكومة من المفاوضات بعد ان اقترحت عليهم السلطة تنشيط لجان التفاوض بينهما مؤخراً.
وأوضح ان ذلك كان يعني بوضوح أن الحكومة لا تريد المضي قدماً في المفاوضات ولذلك فإنها تبحث عن حليف يمكن أن يقوي من مواقفها لاحقاً إلا أنه أكد ضرورة عودة الحكومة الى طاولة مجدداً لان ما تنوي ان تنفذه سيلقى الرفض خاصة وأن حزبه وبقية القوى السياسية الأخرى تعاهدوا على التوقيع على مذكرة بالقاهرة يتفقون فيها حول رؤاهم المتعلقة بحل الازمة الامر الذي يعد اجماعاً وطنياً.
وأوضح ان المكتب السياسي للحزب سيبارك المذكرة في اجتماعه الذي يلاحقه ويمنح الضوء الاخضر لزعيمه للتوقيع عليها ثم يعود المهدي بعد ذلك الى البلاد بعد أن ينهي بعضاً منها زياراته الخارجية التي من بينها زيارة ايطاليا.
وقال يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي ل«البيان» ان اسباب فشل الجولة الماضية يعود الى انحصار التفاوض بين الحكومة والحركة فقط وأوضح انه إذا كانت القوى الأخرى مشاركة في المفاوضات لأمكن احتواء الخلافات إلا انه استدرك بأن الفشل لا يشمل كل المفاوضات وأنها جولة واحدة فقط وأن على الحكومة العودة لمواصلة الحوار وشدد على ان الخروج من عنق الزجاجة يتمثل في توسيع ماعون ايغاد لاستيعاب الاخرين.
ونقلت صحيفة «الصحافة» عن فاروق كدودة القيادي البارز بالحزب الشيوعي السوداني قوله «المفاوضات بالنسبة للحكومة مجرد صفقة أو مقايضة وكانت المقايضة الاولى الابقاء على الشريعة في الشمال مقابل حق تقرير المصير للجنوب».
وهي بموقفها الان تحاول مقايضة أخرى ولكن مع واشنطن بمعنى التوقيع على اتفاقية سلام مهما كانت الشروط مقابل أن تسارع الادارة الاميركية الى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتسهيل علاقة السودان مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ونتيجة لذلك يتوقع كدودة أن اتفاقا ما سيوقع في نهاية الامر ولكنه سيكون اتفاقا منقوصا وغير قابل للتطبيق.
وقال محمد الأمين خليفة أمين قطاع الاتصال الخارجي بحزب المؤتمر الشعبي بزعامة د.حسن عبد الله الترابي المعتقل حالياً ل«البيان» أن عدم الثقة القائم بين الحكومة والحركة تسبب فيما حدث، وأوضح أن الحركة تقوم بوضع شروط تعجيزية لأنها لا تثق في الحكومة التي قامت بنقض اتفاقية الخرطوم للسلام التي وقعت في ابريل 1997م.
وأوضح أن الحكومة من جانبها لا تريد اشراك الاخرين معها لانها ترغب بالاستفراد بالحركة وتستحوذ على النصيب الأكبر من السلطة والثروة واضاف بان المطامع والمطامح حالت دون التوصل الى اتفاق أوضح ان بارقة الامل تبقى في الاتفاقيات التي وقعتها الحركة مع القوى السياسية الأخرى باستثناء الحزب الحاكم التي قد تمهد الى التوصل لمعاهدة سلام تنهي الحرب في البلاد.
وقال الشيخ حسن ابو سبيب نائب الامين العام للطريقة الختمية احدى روافد الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض ل«البيان» ان على الحكومة تحكيم صوت العقل والعودة بأسرع وقت إلى طاولة المفاوضات لانه إذا ما تعثر التوقيع على اتفاق ينهي الحرب في البلاد فان النتائج ستكون وخيمة.
من جانبها اكدت الحركة على لسان الدكتور منصور خالد لـ «ألوان» بأن اتفاق وقف العدائيات سيكون آخر ميعاد لنفاذه نهاية سبتمبر المقبل وقال انه لن يجدد في حالة عدم احراز تقدم في الجولات المقبلة.
واعلن منصور خالد الذي اتصلت به الصحيفة من القاهرة بأن الحركة لن تتنازل عن تواجد جيشها خلال الفترة الانتقالية لارتباطه الوثيق باحتمالات انفصال الجنوب او بقائه موحداً ضمن الدولة الحالية وقال ان المطالبة بنائب أول له صلاحيات قصد منها حماية الاتفاق من الخرق كما درجت الحكومات ان تفعل ولم يقصد منها صلاحيات موازية للرئيس.
الخرطوم ـ الحاج الموز والوكالات:
07-16-2003, 05:00 PM
فتحي البحيري
فتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109
نعم اخي فتحي هناك العديد من النقاط الواردة تعتبر قراءة واقعية لما يدور في دهاليز عملية السلام... فحكومة الخرطوم اصبحت مقتنعة بان لواشنطن قناعات جديدة فيما يتعلق بالشأن السوداني والذي هو جزء من تطلعات استراتيجية في منطقة البحيرات والقرن الافريقي ، ما ان وجدت امريكا ضالتها في مع اي نظام في هذه المنطقة فان ذلك مدعاة لتدعيم وتعزيز النظام الحاكم في اي من دول القرن او البحيرات الافريقية.... من هنا يبدو ان الحكومة تفاوض واشنطن اكثر مما تفاوض الحركة من اجل صفقة كبرى اقليمية تتقزم بعدها اي قوى معارضة .... ومثل هذا الاحتمال يحد من تحقيقه شئ واحد هو تلاحم القوى الديمقراطية بصورة اصيلة دون لوبهات ضد حزب الامة او الشيوعي او غيره على نحو ماحدث في تجربة التجمع قبيل انسحاب حزب الامة منه... مثلما ان على اي من الاحزاب ان لا يمد يدا الى الحكومة في الوقت الراهن وبالتحديد ونقصد حزب الامة حتى وان تطلب الامر بقاء السيد الصادق خارج السودان حتى لا يضطر الى مجاملات على حساب القضية او خشية استخدامه درعا بشريايحد من التحرك الكامل لحزبه وكوادره.. مثلما على القوى الاخرى ان تدرك جيدا بان اعلان القاهرة ووثيقة التعاهد الوطني فرصة حقا لتوحيد صف قوي للمعارضة وضاغط يجعل خيار التحول الديمقراطي امرا لا مفر منه عقب عملية السلام وتحقيقها.... فالسلام كما قال دكتور منصور خالد وهو العارف بما يدور في دهاليز واشنطن بالشأن السودان اتي لا محالة ات ..وان مشاكوس هي الطريق الوحيد للسلام .... لربما يفاجأ الناس بان هناك مفاوضات سرية تجري في مكان ما ويعلن السلام على طريقة مدريد الفلسطينية ... وان كان شئ من هذا غير حادث الان و لكن هناك الكثير مما يدور تحت الطاولة
ودمتم
اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح ************************************************************************
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة