|
|
 تواصيا بالحق بينات من ظلم الانقاذ لمن بقي علي ملة الانقاذ(3
|
بسم الله الرحمن الرحيم
..................
نواصل في الحديث عن كيف حادت الانقاذ عن الحق،وسنتناول سلوك الاسلام والدعوة ، ونترك الواقع ليشهد عن كيف بعدت الانقاذ عن الاسلام عملا ، وحقيقة الامر ان ما يجعل الانقاذ كنظام مختلف عن الانظمة التى قبلها ان الانقاذ فرضت نفسها بنفسها ,,,ورفعت الاسلام شعارا ,,,وفرضت حلولها علي الوطن. وأود ان اذكر ان الخطأ اجتهادا كان او غيره ليس عيبا في حد ذاته بل العيب كله في التمادى مع العلم والاستكبار ، ولنا في القرآن هداية فالله تعالي لا يهدى الظالمين و لكنه يقبل التوبة النصوح.
.........................
الدعوة ؟؟ الاسلام لم ينتشر بالسيف ؟؟ هذا حديث المستشرقين وقصدوا منه صنع حاجز نفسي بينه وبين العقل الغربي ، الاسلام حقيقة اتى بالبينات والحق والهدى ,وحارب من اجل بسط الحريات ؟؟ فالناس كانوا علي دين ملوكهم ،فجاء الاسلام وهيأ المناخ لاستقبال الدين الجديد ، لذلك كانت هنالك ثلاث خيارات وليس اثنان اسلام او قتال....................
حارب الاسلام دين الملوك المفروض من السلطان ، حارب بعد صبر وأذى في زمن يقتل ويعذب من جهر باسلامه ,حارب في زمن كان يضطر المسلمون للهجرة خفاءا للفرار بدينهم ,,,قاتل في زمن كان القتال سبيل البقاء،,,,وانتشر الاسلام لانه الدين القيم ولسلامة منطقه ولقويم حجته ولبيان كونه حقا ,,,, وحتى في سورة التوبة التى يتخذها البعض حجة نجد قوله تعالي
بسم الله الرحمن الرحيم
}
وان احد من المشركين اجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مامنه وذلك بانهم قوم لا يعلمون
}
صدق الله العظيم
تقول كتب التفسير اي ان احد من المشركين الذين امرتك بقتالهم واحللت لك استباحة دمائهم استأمنك فاجبه الي طلبه حتى يسمع كلام الله القرآن الذي تقرؤه عليه وتذكر شيئا من امر الدين يقيم الحجة به عليه ،,,,,اي انما شرعنا امان هؤلاء ليعلموا دين الله وتنتشر دعوة الله في عباده
.......................
هذه الاية من سورة براءة من اكبر الادلة علي ان الحريات هى الاصل وان القتال لبسط الحريات يسقط اذا وجد الامان ,,,,الامان هو سبيل لاعلام دين الله ونشر الدعوة,, , الاجارة الان هى المصلحة وبها تتحقق المقاصد
....................
الاسلام بهر الاخرين بالقدوة والسلوك ، يحدث التاريخ ان ما من وفد من المشركين اتى علي المسلمين الا واصاب منهم وقعا ، وهذا امر معلوم ومشاهد الي يومنا هذا ،ولعل اكبر الادلة ان الاسلام لم ينتشر بالسيف ان غالب من دخلوا في الاسلام حسن اسلامهم ، وحسن اسلامهم هذه لا تاتى عن نفاق بل عن اقتناع ،وهذا ايضا يعطى تفسيرا منطقيا عن كيف بقي الاسلام صامدا الي اليوم في مناطق مثل الشيشان والبوسنة وغيرها من المناطق المجهولة حتى عهد قريب ،وهذا ايضا يدلل علي ان بصمة الاسلام تترك اثرا باقيا في كل مكان يطأه المسلمون ،ولعل محاكم التفتيش في اسبانيا توضح الطريقةالوحيدة لاقتلاع هذه الديانة؟؟ وهى دليل علي حسن الاقتناع وسلامة المنطق والحجة بخلاف النفاق والهشاشة
........................
الاسلام الان هو اكثر الاديان انتشارا ،بالرغم من عمل اعدائه علي خلق حاجز نفسي بينه والناس ، باشاعة انه انتشر بالسيف بما يوحى بضعف منطقه ،وبالرغم من سلوك بعض المسلمين الذي يشين للاسلام وسماحته ومنطقه ، فالاسلام ينتشر اليوم بطريقتين رئيسيتين ، الاولي هى عن طريق الصدفة ، بأن يبحث عالم او باحث عن اجابات لمسائل تخص الكون والحياة والخلق ، فيتجه نحو دراسة الكتب السماوية ، واخرها القرآن لعله يجد اجوبة ,,,,,ومعظم هؤلاء يهتدون الي الاسلام بعد قراءته في القرآن وبحثه ، وهذا القسم الاول قليل بقلة العلماء الباحثون
.......................
الطريقة الثانية عن طريق الاحتكاك بالمسلمين ، فالامر يبدأ مراقبة واستغراب او استهزاء ثم اعجاب ثم سؤال وقراءة عن الاسلام ثم القبول غالبا بالدعوة . وبعضهم ممن تتغلب عليه الدنيا وشهواتهاوضغوط المجتمع,,, فيؤجل النظر او يتناسي
........................
حقيقة الامر الان ان اهلنا في الجنوب وكثير من سكان العالم ينتمون الي قائمة الذين لا يعلمون ، وكثيرهم له نظرة مشوهة عن الاسلام ، فاهلنا في الجنوب لم ينبهروا بالاسلام بل كرهوه ، لماذا ؟؟ لان سلوك المسلم هو الذي يدعو للتفكر في الاسلام هذا الذي يهدى ويهذب ويقوى ويقوم ........ الان اهل الجنوب في الشمال اكثر منهم في الجنوب ، فلوا كان قتالهم في الجنوب للدعوة والاسلام ، هل كان سلوكنا في الشمال يدعو الي الاسلام ؟؟؟ فلنكن صادقين مع انفسنا ولنحدد هل كان سلوكنا في الشمال يدعو الي الاسلام ؟؟؟؟؟؟
.........................
من اقيم الاثار الاسلامية التى يجب علي المسلمين التدبر فيها والتفكر صلح الحديبية ففيها دلائل علي ان سعة الافق واستشراف المستقبل والصبر والجهاد بمفهومه العصري والثقة بالله هم من اهم اسباب النصر واستحقاقه ,,,الدعوة الان لاتحتاج قتالا وتشنجا ، بل تحتاج البحث عن ما يحقق المقاصد ، والقوة ما عادت تلك القوة ، فالسيف والخيل ما عادت تحقق مقاصدا ، فالقوة اصبحت اقتصادا وعلما وتكنولوجيا ، وهما ميادين للجهاد صالحة ، اصبح اليوم التكتل قوة ، واي وحدة يتبعها جهاد بادوات العصر هى قوة ، ولتكن شرائعنا وفرقاننا تنزيلا في اخلاقنا واعمالنا وسلوكنا ، فالدعوة حق ، وليس من الضرورة ان يقبل الاخرين الدعوة.....انك لاتهدى من احببت ,,,,، فعلينا اقامة الحجة ، وتبقي الاستقامة ما استقاموا ،وتبقي الفطرة الانسانية الاولي التى تجعل ممن يدين بالبوذية او غيرها يسارع الي فعل الخير والمنافع المشتركة هى الدافع و الرابط....... ويبقي الحق هو سلوك المسلم لا يحيد عنه بمكر الاخرين ، فالحق هو السبيل الوحيد للحق والخلاص امام الله
....................
الانقاذ يجب ان تستثمر في الانسان السودانى وتكسبه ، فالوحدة التى نراها الان عبر مشاكوس لا تخدم اغراضا وطنية ولا الاسلام ، وهى اقرب الي ان تكون سلوك سياسي من قبل الانقاذ ليكتب لها انها دفعت بضعف نحو الوحدة لاغير ، لان الواقع الان وسلوك الانقاذ يشهد ويحرر شهادة الانفصال المؤجل ,,,,,,,الوحدة سيعم خيرها الجنوب والشمال والانفصال سيجلب الاخطار داخليا وخارجيا للشمال والجنوب ،ولكن الوحدة التى لا تفضي لديمقراطية حقيقية لا تعنى سوي تأجيل للمحتوم ........................
فالوحدة بين الانقاذ والحركة الشعبية هي اجتماع النقيضين ،ولن يفلح النقيضين وجها لوجه بدون ديمقراطية حقيقية ، فكل منهما تحركه دوافع متناقضة ، ستحرك هذه الدوافع المصالح المشتركة ، وستبرز التناقضات في صورة سياسات عقيمة ، سيكون دفع المرارات والمكايدات والمزايدات اقوى ، فهنالك من الطرفين من تحركه منافع ومصالح ذاتية ستتغلب علي مصالح الشعب ، وسيكون الانفصال ضرورة حتمية لفك الصراع بين الدولتين ، دولة الانقاذ السرية ودولة الحركة السرية ،واي خلاف لوجهات النظر سيحتاج الولايات المتحدة لحسمه ، وسيكون العلاج الاخير هو البتر ، اي الانفصال
.....................
عندئذ لن ينفع الندم ، ولن ينفع البحث في فقه المخارج ، ستكون كلمة الولايات المتحدة هى العليا بالاجماع ، وستعود الانقاذ للبحث عن مخرج وستجد نفس المخرج الذي حدده مخطط الانقاذ الدكتور الترابي ، الذي علم بعد تجربة ان المخرج يكون بالعودة للديمقراطية ، وكذلك قلنا وقالت الاحزاب ، وهكذا الانقاذ تلفظ ما بيدها وتعود لتبحث عنه فلا تجده ، وتجد اقل منه وترفضه لتعود اليه وهكذا الي ان تعود الديقراطية الحقيقية او تتحقق الصوملة شمالا وجنوبا
.........................
النموذج الايرانى لن ينفع مخرجا الان ، وكان يمكن في الماضي ، لان اي تشدد باتجاه الاسلام ، سيقود الي انفجار داخلي ودوننا المشهد الايرانى الذي يدفع طالبا للمزيد من الحريات ،هذا اذا اهملنا الاختلاف الكبير بين التركيبة والنسيج السودانى عن الايرانى ،وسيقود ايضا اعداء الوطن الي تجريد الوطن من مكوناته ، فالتشدد والانفراد بالحكم بلا ديمقراطية حقيقية سيقود حتما للانفصال وعندئذ ستسقط ورقة البترول لان البترول سيكون من نصيب الجنوب ، وان وجد بترول في الشمال فعقوبات علي الشمال الاسلامى ستكون كفيلة به ,,,, ولن تمنع القاهرة او غيرها الجنوب اذا اراد الانفصال,,,,,وعندئذ لن يبقي للانقاذ من رصيد سوي الندم,,, ولن يعفيها التأريخ من المسئولية ، وكذلك الاجيال
......................
المعركة الان هى معركة حريات ،فلا يستطيع كائن من كان اعدام فكرة او قضية ، والعولمة الخبيثة تطل على ابنائنا ومجتمعنا ، ولن تجدى عقلية الفزع والخوف ، ولو عقلنا لاعددنا ما يناسب العصر من ادوات ،بدءا بتهيئة مناخ الحريات ،والعودة للديمقراطية الحقيقية ، وعدم المزايدة بالشريعة ، فالشريعة لن يرفضها مسلم اذا حققت مقاصدها ،وهى تحقق مقاصدها بعدم المزايدة بها واعطائها مكانتها من احترام يجنح بها عن المزايدات والمكايدات ، ويجنح بها عن ما حققه النميري من تشويه ، ويمكن تخصيص لجنة شاملة قومية تبحث في تطبيق الشريعة بغرض تحقيق المقاصد وتحقيق مجتمع العدالة، هذه الديمقراطية ليست ديمقراطية المكر ،تجمع لها الاحزاب وتقام وتزور لها النتائج في دهاليز سرية ، هى ديمقراطية تعري المؤتمر الوطنى امام الشعب ، ليقوم بامره بنفسه ، ليعرف كل تنظيم قدره وحقه ، ديمقراطية تجعل من العمل والصبر والاجتهاد هم سبيل الحكم ، وتجعل الرئيس مسائل امام الشعب ، هذه الديمقراطية هى السبيل الوحيد للحفاظ علي النسيج السودانى ،هى وحدها الكفيلة باعادة الروح الي حركة الاسلام والفكر ،هى وحدها القادرة علي التغيير في النسيج الاجتماعى نحو الوعى العام ، هى الوحيدة القادرة علي ضمان الحقوق و الشفافية وسيادة دولة القانون
................
ويبقي في كل الظروف ان الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في انسان السودان ، وفي وضع لبنات لسلوك سياسي رشيد ، ووضع دستور يتفق عليه اهل السودان ويبقي بزوال لانقاذ ، يهتدى بهدي الحق لا كيد الاعداء يتوجه نحو رضاء الله برضاء الشعب لا رضاء السلطان ، تتمثل فيه روح الجماعة .والحق احق ان يتبع ويسلك ويقصد ،وقديما قال الشاعر
وربما كان مكروه النفوس الي محبوبها سببا ما مثله الاسباب
...................
خاتمة
عندما يقول احدنا الله اكبر تعنى فيما تعنى ان الله غالب علي امره ، سواء في ذلك شئنا ام ابينا ،جهدنا ام غوينا ، ويبقي سلوك الفرد وفعاله هي السبيل لخلاصه كفرد والله متم نوره
اللهم وفق اهل السودان الي مافيه الخير والوحدة
والله من وراء القصد
|
|
 
|
|
|
|
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست