الحلم الجميل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2003, 06:26 AM

Ahmedain
<aAhmedain
تاريخ التسجيل: 05-21-2003
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلم الجميل

    الحلم الجميل

    على صوت أبيه المعتاد فى الصباح الباكر، صحا من نومه شبه مذعور. حيث كاد أن يلامس أناملها حلما. جلس على سريره برهة يستمع الى ما يدور خارج قطيته الصغيرة؛ صيحات الديوك، شقشقة العصافير، ثغاء الماعز و نهيق الحمير تتداخل مع بعضها البعض فى سيمفونية رائعة، مخلوطة بعبير وعبيق الأرض المبتلة وشذى النسيم الصافى، تعبّر، وتعلق صراحة، عن مولد صباح وأمل جديد.
    دار تفكيره حول نشاط أبيه المتكرر؛ فى كل صباح ينهض من نومه مبكرا ومع موعد أذان الصبح يتوضأ ويخرج للصلاة فى الزاوية المجاورة. وقبيل خروجه من الدار يمر امام قطية ابنه طارقا باب القطية مناديا: إبراهيم... ابراهيم يا تورين... يا ود يا تورين... يا ود انت... يلة قوم... قوم يا ولد. الواطه اصبحت. قوم صلى". و ينطلق الى المسجد وصوت مسبحته تعانق همسات النسيم.
    انزل تورين يده اليسرى تحت العنقريب مع الاحتفاظ بيده اليمنى أمام فمه المتثائب. و كأنه يمنع سقوط لسانه. وهو نصف مغمض العينين، مرر كفه المقلوب فى حركات شبه دائرية ولربما اقرب إلى الحلزونية فويق ارض ومن على تحت العنقريب إلى أن اصدم كفه بالفردة اليسرى للسفنجة المتهالكة المشدودة بقطعة بلاستيكية حمراء ليثبت بقية ما اكل الدهر منه وشرب.
    كرر المحاولة لايجاد الفردة الثانية. الا ان الفردة الاخرى لم تظهر. فادخل قدمه اليمنى على الفردة اليسرى. ثم وقف وتحرك صوب الباب المغلق وهو يتمايل كالسكران وما هو بسكران. فلربما اسكرته حرقة انقطاع الحلم أو صوتها الطروب فى الحلم، الذي، طالما شرب منه حتى الثمالة. أو لهذا الاوركسترا الصباحية.
    فتح الباب وخرج بقدميه الحافي، والمنتعل. وعلى شمال الباب من الخارج كان الإبريق الملئ بالماء فى انتظاره... انحنى... مد يده صوب الإبريق. و فجأة سحب يده. انتصب واقفا. صار يناجى نفسه فى صمت؛ لماذا كل هذا التعب؟ قوم فى الدغش... إتوضى... صلي... وووالخ. هههووى يا وليد... الشايب(1) كم سمع كلامك دا، اليفكك منو إلا الموت. ولو ما كتلك كمان يديك محاضرة فى الإنسانية، الاخلاق والمعاملات الدنيوية وما بعد الدنيوية احسن منو الموت عديل كدا. اه!!!... سيبك.
    ياخى سيبك. الواحد من ما اتولد شايف الشايب دا قاعد بيكرر فى حاجه واحده. قوم الصباح أتوضى و امشى الجامع و تعال راجع... امشى و تعال.. تعال و امشى. وبعدين صلاتو دى ما غيرت فينا اى حاجة. الفقر مبارينا محل ما قبلنا. شيف حالة البيت دا كيف؟ الحوش عامل زى الغربال و بالعليهو دا كم قلت ليه اف يتهدا من اولو لاخره. وخليك من الراكوبه، لو حمرت ليها حميره واحدة بتجى واقعة.
    يا زول... الصلاة دى مش عشان يشيل الفقر وبس... الصلاة كما الشايب واصحابوا فى الجامع بيقولوا بينزل الرحمة والطمأنينة فى القلوب و يوم القيامة ربنا بجازيك بحاجات جميلة... زى حور العين و الكوعب الاتراب و الكؤس الدهاق و حاجات زى كده... يا زول دا كلام ساكت. خليك من الحاجات الهناك ... الفى الدنيا البقولوا عليها الدايمة ديك... أنا صلاتى فى الدنيا البيقولوا عليها فانية دى، ما جابت لى فيها حاجة؛ سفنجتى واحدة و مقطعة، وأحيانا الحبل النربطو بيها ما لاقيهو. قمصانى اتنين وتالتهم بدأ يتاكل من لياقتو واطرافو. بناطلينى اتنين والواحد الكوردلايت البنى الجابو لى خالى ابكراى ترتر معاه من السعودية لما كان جابوه ناس الكشه داك، قررت اعملو ردا بعد شويه لانى شايفو اتقدد فى ركبينو وما بينفع للقشرة تانى... ولكن ممكن امشى بيه للدافورى او اقعد بيه في البيت. .. مش فكرة جميلة برضو؟ و الأجمل من كده، وبعد شوية، الشباب يشوفونى لابسو ويفتكروه موضة وبكره تلقى كل الحلة لابسة أردية وبعد كده يكون مافى مشكلة و يمكن امشى بيه لاى مكان و بعين قوية.
    وبالنسبة لعيون الحور والكؤس الدهاق، انا صلاتى دى ما خلتنى ألِم فى حوّايتين بت عم سعيد جلقوا الكل صباح ومساء اشوف فيها؛ ولا حتى كمان زاقيانى عصير القضيم، ولا حتى عصير العرديب أو التبلدى القايم فى الخلا ساكت والما عندو حارس ولا سيد دا.
    يا زول هوى... فكر كويس وتعقل... الصلاة دى ما للماديات... الصلاة دى للروحانيات ... هى علاقات تجلى الى ما فوق الاجساد والمحسوس. وا... وطيب، اذا كان ما للماديات، و السرر المرفوعة، النمارق المصفوفة، الحور عين, كواعب اتراب, كؤس دهاق، لؤلؤ و المرجان، و فواكهه... والحجات الكتيرة البتكلمو عنها دى شنو و كمان بتقول لى ما للماديات؟
    يا زول سيبك. انا من اتولدت قاعد اصلى و حتى تاريخ اليوم، ولا حاجة واحدة ما انحققت لى... ولا حتى امتنعت عن التفكبر وحتى اثناء الصلاة. و الأغرب من كدا، التفكير ما بيجينى الا وكت ما داير أصلّى... مره افكر فى الدافورى... مرات افكر فى البحث عن فرصة شغل، و لكن سرعان ما ازوغ لما تجى معاه مشكلة الجيش، أو الخدمة الالزامية والدفاع الشعبى والحاجات ديلك... ازوغ من تفكير الشغل وأتراجع من فكرة كيف اتسرع وأ تجوز حوايتين بت عم سعيد جلقوا الحارقه قلبى دا. ومرات اتهرب بالمرة من مسألة الزواج دا، واختصر المشوار وافكر فى كيفية ملاقاتها اليوم مع العصارى وكفى.
    هوي يا زول. أنْجُر طرف. الشايب كم سمع كلامك دا يوديك فى مليون داهية. أه... سيبك... وضوء شنو وصلاة شنو... الصلعة المقابلة الحر... أخوك الليلة داكِّى صلاة. واتمرد على الشايب والصلاة معاهو كمان. لكن... انت بتصلى للشايب؟ السؤال دا ما وقتو وممكن تسيبو لوكت تانى... لا... لا... لا بعدين و لا حاجة نية. المفرض تكون منطقى، و كل شى تعملها، تعملها بقناعة تامة وما تخلى اى حاجة لبعدين او قبلين. طيب. و بعدين الشايب زاتو ما اتمرد على ابوه... فاكر قصتو البيقول فيها كان ابوه دايما مجننوا بقيام الصباح ويحلف ليه بالمهدى عليه السلام أن يصلى الصبح حاضر معاه فى الجامع وكمان يقرى الراتب معاه؟ يا بختك... يا بختك انت يا ود... يا تورين البخلوك تصلى براك وكمان فى البيت. اكيد ابوى انا ما زى ابوه ـ جدى. ابوى انا ما عندو سيد... ولا بيقول لاى واحد سيد او سيدى. علشان كدا ابوى دة نوعا ما ديمقراطى وبيراعى شعور اولادوا. لكن انت داير تترك الصلاة مره واحدة كدى... ودة يعتبر تمرد على ابوك وتربيتو ليك وكمان دا يعتبر تمرد على المجتمع الحوالينك كلهم.
    طيب ما الشايب قال ترك الصلاة لفترة عشان حركات ابوه البسويه معاه داك!! وبعد ما اتراجع ورجع للصلاة مش قال حلف ما بقرى الراتب تانى!؟ وكمان ترك الانصارية بالمرة وبقى تجانى عديل الى يومنا هذا عشان ما فيها السيد او سيدى... أولا سيدى الفلانى ولا العلانى العلتكانى ...طيب دا شنو دا؟ مش هو برضو إتمرد على تربية أبوه والمجتمع الحوالينو... ما لأى شئ اخر، بس لانو كان ما مقتنع بكلام ابوه ولا بكلام الراتب بتاع الامام المهدى الما بودى ولا بيجيب دا... و برغم من دا كلو، معذب بقرايتو كل صباح و مساء؟
    يا زول انت داير النصيحة. باختصار كدا، الشايب شاف طريقو براه بدون أبوه و لا السيد المهدى وراتبو. طيب وبنفس الفهم دة انا برضو ممكن اشوف طريقى بدون ما اتبع أبوى وتجانيتو البخلينى أقوم كل صباح وأتوضى و أصلى وأفضل اكرر طول عمرى فى حاجة واحدة مثل القصة البتقول دخلت نملة واخذت حبة وخرجت... دخلت نملة واخذت حبة وخرجت...الخ.
    هو يا وليد. كلامك دا بقى كبير شوية، و لو أستمريت فى نوعية التفكير دا، حتروح فى مليون الف داهية. شوية شنو وكتير شنو وداهيه شنو؟ وبعدين انا بنتكلم مع نفسى وكمان فى سرى ومافى زول سامعنى. والظريفة كمان، االشايب لسع نايم على نغمات سبحتو فى الجامع بتاعوا، والحاجة ركعت بدرى... وكمان قاعدة بتولع فى نارها حقت شاى الصباح... قلبى عليكى يا الحاجة من التعب دا... لكن سامعكم بتقولوا مرت الفكى مجبورة على الصلاة ، يعنى رضيانين بالحاصل؟... فهذا نصيبك يا أمى، اذا كنت تؤمنين فعلا بأن مرت الفكى مجبورة على الصلاة... وكمان سامع الناس بيقولوا، الفكى بيلدى ذنوبو... وهذا نصيبى. انا المحظوظ، لا صلاة و لا... وأنت الضحية يا الحاجة، كل يوم... و لكن...لكن... هااااااح هممم. و كان ذلك نهيق حمار من على البعد. توالدت فى دواخله أمواج وشلالات من العطف والوداد والعشق، بانت فى ملامح وجهه وارتسمت على شفتيه أبتسامة. كل هذا لأنه يعرف جيدا، ويحفظ صمتا، نهيق حمار عم سعيد جلقوا والد حوايتين التى لا تتركه حتى فى أحلامه، حيث كانت معه قبيل ثوان.
    أنحنى ثانيا... أمسك الإبريق. دلق كمية من محتواه على الارض تكفى، وتوحى، بوضوء ثلاثة أشخاص أو أكثر. ثم، وبنفس الانحناءة، ولج الى حيث العنقريب. وكانه على موعد لاستكمال الحلم!!؛

    احمد محمدين ضوالبيت
    ********************************************************************
    ملحوظة:
    لو لا مساعدة و تشجيع الأخ أحمد عبد المكرم، الصحفى بجريدة الخرطوم السودانية، و الذى لم أمسع عنه ذهاء الثلاث سنين و نيف. وأيضا مساعدة الأخ أبكر ادم اسماعيل لمات هذا الحلم الجميل قبل ان نسمعه أو نقرأه اليوم. قام الأخ ابكر بتحرير هذا الحلم الجميل و نقله من طوره الخاطرى الى قصة قصيرة. أما الاخ عبد المكرم فهو كان دائما يمد لى يد العون المعرفى و يشجعنى على الأهتمام بمثل هذا النوع من الكتابة. فللأخوين أبكر و المكرم جزيل شكرى و تقديرى.
    أحمد محمدين ضوالبيت
    *********************************************************************
                  

07-14-2003, 04:35 PM

ashenja

تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلم الجميل (Re: Ahmedain)

    UP
                  

07-15-2003, 06:36 PM

Shao Dorsheed

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 1083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلم الجميل (Re: Ahmedain)

    What is UP
                  

07-16-2003, 07:44 PM

Ahmedain
<aAhmedain
تاريخ التسجيل: 05-21-2003
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلم الجميل (Re: Ahmedain)

    الأعزاء
    Ashenja,
    Shao Dorsheed,

    شكرا على الزيارة، و يا ريت أن تتكرر الزيارات دوما.
    لكما أحترامى
    أحمد محمدين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de