no comment ! www.rayaam.net- Friday

Quote: تحية للإنقاذ في عيدها الرابع عشر احمد محمد شاموق رجح الكاتب الفلسطيني (ياسر الزعاترة) في مقال نشره موقع (قناة الجزيرة) في السنة الاولى للانقاذ شاعت بصورة قوية نكتة تقول إن احد القادمين الى الخرطوم لاحظ ان الناس يهربون بشكل مزعج في اتجاه الخروج من المدينة، وحاول ان يوقف احدهم ليسأله ولكن الناس كانوا يهرولون بشكل غريب. اخيراً أفلح في ايقاف احدهم وسأله لماذا تهرولون هكذا. فرد الرجل بصعوبة فقد كانت انفاسه (مقطوعة) من الجري.. رد في شكل سؤال: ألم تسمع عن الخبر. فقال الاول: لا، لم اسمع. فقال: لقد اصدرت الحكومة قراراً بقطع اي اصبع زائد عن الاصابع الخمسة في يد اي انسان فقال السائل متهكماً: لكن لماذا انت خائف هكذا، أليست لك خمسة اصابع مثل بقية الخلق. فقال: بلى عندي خمسة اصابع، ولكنهم يقطعون اولا ثم يحسبون الاصابع بعد ذلك. هذه النكتة تعبر عن مرحلة الانقاذ الاولى، فقد كان الناس مستسلمين لنمط بطئ من ادارة شئون الحياة، وكسرت الانقاذ هذه الوتيرة. مثلا يكفي ان تصل معلومات عن سلعة مخزنة في مستودع ما حتى يذهب يوسف عبدالفتاح الى المستودع ومعه الشرطة ورجال الاعلام ويكسرون المستودع ويستخرجون البضائع المخزنة. ثم تسارعت وتيرة الحياة حتى اعادوا للاسواق كل البضائع المخبأة، ثم عالجوا كثيراً من انواع الخلل التي سادت في البلاد بحسم وقوة وربما بشئ من (العنف)، فشغلوا المخابز طوال الاربع وعشرين ساعة تحت حراسة الشرطة، حتى عاد الرغيف الي الاسواق، وحاربوا تجارة العملة غير الشرعية بقوة وصلت إلي حد الاعدام حتى اثاروا الرعب في التجار غير الشرعيين في تلك العملة حتى توقفت تماماً، وعالجوا موضوع الانفلات الامني بقوة ساحقة حتى عادت الطمأنينة إلى القلوب.. وهكذا حتى عادت الأمور إلى نصابها. هذه القوة والحسم كانت اكثر قليلاً من الحسم المعتاد فعبرت عنه النكتة بهذا الشكل المثير. وقد هزت الانقاذ المجتمع هزا عنيفا، واستخدمت الحد الاقصى من القوانين حتى عادت عجلة الانتاج إلى الدوران وسجلت معدلات التنمية حدودا غير طبيعية بلغت 11% و13%، وسبب هذه النسبة المرتفعة ان الانتاج كان متوقفا تماماً، فلما عاد إلى الدوران ظهر بهذه النسبة العالية. وسرعان ما ظهرت نتائج ذلك. امتلأت الاسواق بالسلع، وامتلأت محطات الوقود بالبنزين والجازولين والجاز الابيض، وعاد الغاز ليملأ الاسطوانات، وتوقف صرف البنزين بالبطاقات وبكميات محدودة، وانشئت مطاحن القمح العملاقة، واتسعت رقعة الاراضي الزراعية.. بكلمات أعم عادت عجلة الاقتصاد إلى الدوران من جديد. كل هذا وسط حرب اقتصادية، ومقاطعة، علي السودان، وحشود عسكرية على الحدود من معظم جيران السودان، واذكاء نيران التمرد في الجنوب، حتى عبر احد المسئولين الامريكيين عن ذلك بقوله: إن ما حدث يكفي لاسقاط عشر حكومات متتاليات، ولكن حكومة الخرطوم ظلت متماسكة، ومهيمنة على الأمور، والاغرب ان التنمية التي ادارت عجلة الاقتصاد تمت وسط تلك الظروف. السودان الآن يستخرج بتروله ويسوقه، ويشق الطرق المسفلتة داخل المدن وعبر فيافيه الممتدة، ويعيد هيكلة اقتصاده بأقل خسائر اجتماعية ممكنة، ويدخل إلى عالم العولمة وحرية التجارة بثقة وقوة، ثم هو يوشك على تجميع كل ابنائه على ارضية التوافق في اطار دولة ديمقراطية يتقبل كل طرف فيها الطرف الآخر. تحية للإنقاذ وهي تطفئ اربع عشرة شمعة في عمرها المديد... وكل عام والجميع بخير.