|
Re: حدثونا عن الانتخابات والنظام السياسى الامثل (Re: البعيو)
|
الأخ البعيو لك التحية الأخ بكري وضع هذا البوست ضمن البوستات الرئيسية ، لكنه لم يصادف هوى لدى الآخرين وهذا التساؤل قديم ، وهناك أمثلة ومصطلحات في فترات سابقة تتحدث عن مثل مخاوفك التي أوردتها ، والديمقراطية ليست نظاما محكما مبرأ من كل عيب لأنها مثلها مثل كل الأنظمة وضعها بشر وينفذها بشر ، والعنصر البشري هذا هو الذي يبني ويهدم ويحتوي الخير والشر ويحتوي الحق والباطل ويفسر على هواه ليجعل النص مطابقا لهذا الهوى ، وهناك المصالح الذاتية والفئوية والجهوية وغيرها ، وهناك الفساد والكذب وهناك ما يعرف بمجموعات الضغط ، والأغلبية الميكانيكية وغيرها من المؤثرات السلبية على الأداء الديمقراطي ، وكما تؤثر الدعاية والإعلان في سلوك المستهلك تجاه السلع واستهلاكها وأسعارها ويؤثر كل ذلك على إنتاجها فإن الدعاية الانتخابية للبرامج السياسية للأحزاب والأفراد والمجموعات المختلفة أيضا تؤثر على سلوك الناخب وتشوش أفكاره في كثير من الأحيان لكن الديمقراطية تنطلق من أطر ومحددات سياسية واجتماعية واقتصادية يفترض وجودها المسبق ، وهو ما ظلت تنادي به الحركة الشعبية واتفقت علية الأحزاب بما سمي بالمؤتمر الدستوري والذي كان يفترض فيه أن يضع محددات للعمل والأداء الديمقراطي حتى تضمن الأقلية استمرار وجودها وصيانة مصالحها في ظل حكم الأغلبية ومثل هذه المحددات والأطر لا تلغي وجود المهددات التي تعترض الديمقراطية إنما تقلل منها كما ونوعا ، كما أن النظام الديمقراطي يتضمن في مكوناته الأساسية قوى تحفظ نوعا من التوازن والرقابة وهذه يوفرها ما يسمى بالفصل بين السلطات ( checks &balances ) وتتمثل في وجود برلمان له صلاحيات على السلطة التنفيذية كما يتوفر نظام عدليا(قضائي ) يوفر رقابة على كلا السلطتين التنفيذية والتشريعية كما أن توفر الحريات العامة ومنها حريات الصحافة والحريات الشخصية وحقوق الانسان كلها تكفل نوعا من الرقابة وتقلل من مخاطر الغش والخداع وتكشف الفساد وتراقب الأداء العام وبالتالي فإن الديمقراطية لا يمكن اعتبارها النظام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، لكنها تظل النظام الأمثل خاصة إذا تم تأطيرها وتمت مراقبتها وتم الالتزام بأساسياتها ، ولكن السؤال الهام أنه بالرغم من كل البلاوي والمخاوف من الديمقراطية ، فهل هناك بديل عملي وعادل؟
| |
|
|
|
|